إبحث عن موضوع

بلا اجنحة 😊الجزء الثالث

#بلا_أجنحة
#الجزء_التالت
تدفعك الحياة نحو الجنون ،تضغط عليك بكل قوتها وتقف مبتسمة لتنظر نحوك وأنت عاجز ووحيد ، لا تدعها تبتسم لحزنك ، نفض الحزن عن قلبك وحلق نحو النجوم ،أنت تستطيع .
خالد : عامله ايه يا خديجة مع دكتور حمزة
خديجة : تمام مفيش جديد
خالد : يعني ايه ؟!
خديجة : هو بيعمل اللي عليه ،بحس إنه عايزني أخف أكتر مني أنا شخصيا ، بس لسه مش حاسة بأي تغيير
خالد : الصبر يا بنتي ، وبعدين انا واثق فيكي وواثق إنك هتقدري إنتي بطلة يا خديجة
خديجة : صحيح يا بابا هو أنا فعلا كنت بلعب مع حمزة واحنا صغيرين
ضحك خالد وقال : كنتي قاعدة عندهم علي طول ، كنت بتريق عليكي أنا ومامتك واقولك إنتي بقيتي شبه الولاد من كتر اللعب معاهم بس إنتي مفيش فايدة ،فاكر في مرة قولتيلي إنك عايزة تتجوزي حمزة وتقوليلي لما أكبر يا بابا عايزة أتجوز حمزة
خديجة : آمال أنا مش فكراه ليه يابابا
خالد : بعد الحادثة اللي حصلتلك  الدكتور قال إن ذكريات كتير ضاعت من ذاكرتك وهترجع مع الوقت ،بس في حاجات إنتي نستيها خالص زي مشاهد كتير من طفولتك ،والدكتور قال الأفضل تفتكريها لوحدك
خديجة : تمام إن شاء الله
خالد : كل حاجه هتبقي كويسة خليكي واثقة من كده وبعدين بابا معاكي متخافيش من حاجه
خديجة : أنا مطمنة بوجودك ، ربنا يخليك ليا
هناء : الحب كله لبابا والست ماما اللي واقفة في المطبخ دي مالهاش حاجه
سما : أنا بحبك يا ماما سيبك من الوحشين دول
خديجة بطفولة : بنت أمها
سما بغيظ : بنت أبوها
ضحك الجميع وألتفوا حول المائدة في سعادة وود ، ثم استأذنت خديجة وسما للذهاب نحو عيادة حمزة
سما : أنا همشي وهرجع أخدك زي كل مرة  تمام
خديجة : ماشي ومتتأخريش عليا
حمزة : ازيك يا خديجة عامله ايه النهاردة ؟!
خديجة : تمام كويسة ، شكرا علي الكلام اللي كتبته في النوت بوك ،لو كل دكتور أتعامل مع المرضي بتوعه كده كانت كل الناس سليمة
حمزة : بس أنا معملتش كده بصفتي دكتورك ولا كلامي ليكي كان كلام لأي مريضة
خديجة : آمال بصفتك ايه ؟!
حمزة : أنا حقيقي مضايق جدا انك مش فكراني ومش فاكرة اي حاجه عني ، بس عموما انتي غالية عندي جدا ومش مجرد مريضة
خديجة بضيق : آمال ايه
حمزة بتوتر : صديقة الطفولة وفي عشرة بينا اكيد عايز أشوفك مبسوطة
خديجة : تمام ممكن نبدأ
حمزة : هستدعي الممرضة
بدأت الجلسة وشعرت خديجة بألم شديد لأول مرة ،هي في الغالب فقدت إحساس الألم منذ فترة كانت دائما تشعر باللاشئ ،حتي عاد الألم ليملأ صمتها بالضجيج
حمزة : كفاية كده النهاردة
خديجة بتعب : ياريت
حمزة : انتي كويسة ؟!
خديجة : حاسة بألم كبير جدا
حمزة : ده كويس
خديجة : نعم ......أنت بتقول ايه ؟!
حمزة : أقصد إن أطرافك بدأت تستجيب والدليل علي كده إحساس الألم
خديجة : تمام
حمزة : ممكن أسألك سؤال ؟!
خديجة :  اتفضل
حمزة : انتي مش فاكرة عني اي حاجه خالص ؟!
خديجة: بصراحة أنا سألت بابا وقال إن الحادثة اللي حصلتلي أثرت علي الذاكرة عندي وإن في حاجات كتير نسيتها ،أنا آسفة بس انا فعلا مش فكراك ولا فاكرة حاجه عنك
حمزة : مش مهم هنرجع نفتكر كل حاجه تاني سوا
خديجة: لو في حاجه مهمة فكرني بيها
حمزة : مينفعش لازم تفتكري انتي كل حاجه
خديجة : ما انا يمكن مفتكرش
حمزة : هتفتكري أنا عارف ، المهم أنا عايز اديلك حاجه
خديجة : أيه هي ؟!
حمزة : دي
خديجة : رسالة !!!!
حمزة : من وانتي صغيرة وانتي بتحبي الرسايل الورق ،كنتي بتبقي مبهورة بساعي البريد وهو بيوصل الرسايل كنتي دايما تقوليلي نمشي وراه بالعجلة ونراقب رد فعل كل واحد وواحدة اول ما استلموا الرسايل ، وكنتي تقولي نفسي لما أكبر حد يبعتلي رسايل كتير ،سكتي وقتها شوية وقولتي حمزة ابعتلي رسايل كتير لما نكبر ،وقتها وعدتك اني هبعتلك رسايل كتير لما نكبر
خديجة : أنا فعلا بحبهم ،بس انت كاتب فيها ايه
حمزة بإبتسامة : إقريها لما تروحي ،وليكي عليا يا ستي كل مرة أشوفك هفكرك بحاجه من طفولتنا ومعاها رسالة
خديجة : مش عارفة اقولك ايه ،مفيش كلام يقدر يعبر عن لطفك معايا بس شكرا انك موجود
حمزة : أنا دايما موجود عشانك
خرجت خديجة بصحبة سما من العيادة ،لكن هذه المرة تشعر بشئ مختلف ،بسعادة خفية تتسلل إلي قلبها ، دخلت إلي غرفتها مباشرة لتقرأ رسالته
" إلي أميرتي الصغيرة
كيف حالك ؟ لربما بخير أتمني ذلك ، كيف حال النجوم التي تلمع في عينيكِ؟! كيف حال الليل الذي يتخلل خصلات شعرك ، كيف حال الطفلة التي تسكن جدران قلبك ، كوني بخير لأجلك لأجلي، لنحارب العالم معاً ،أنا وأنتِ ضد العالم"
انتهت من قراءتها وضمت الرساله إلي صدرها وأدمعت عيناها لا تعلم حزناً أم فرحاً .
خديجة : ماما عايزة اشوف كل صوري وانا صغيرة
هناء : ليه ؟! 
خديجة : عايزة أفتكر كل حاجه عن طفولتي
سما : أيوه دي هتبقي قاعدة بقي ،أنا هروح اعمل فشار متبدأوش غير لما أجي
خديجة : طب يالا انجزي
هناء : هقوم اجيب كل ألبومات الصور
خديجة : بسرعة يا ماما
هناء : بصي دي صورتك وانتي عندك سنة كان في عيد ميلادك ،أنا وبابا عملنالك حفلة كبيرة وعزمنا كل ولاد الجيران ، ودي بقي صورتك في العيد ميلاد
خديجة :ماما مين ده ؟!
هناء : ده أحمد كانوا جيرانا وعزلوا
خديجة : طب وده مين ؟!
هناء : ده حمزة ابن عمك كمال دكتورك
خديجة : بجد ده حمزة ، قصدي دكتور حمزة
هناء : أيوه ليه صور كتير اوي معاكي في كل مراحل سنك لحد الثانوية
خديجة : اشمعنا الثانوية
هناء : لما انتي دخلتي الثانوية كان هو سافر عشان يكمل تعليمه بره
خديجة : هو أنا زعلت وقتها يا ماما
هناء : زعلتي أوي وحبستي نفسك في أوضتك خصوصا أنه حتي مودعكيش قبل ما يمشي اتفاجئتي بسفره
خديجة : لما إحنا كنا صحاب كده مودعنيش قبلها ليه ؟!
هناء : مش عارفه والله يا خديجة
خديجة : طيب انا هاخد الالبومات دي أتفرج عليها في أوضتي عشان عايزة أريح شوية حاسة إني تعبانه
هناء : تمام يا حبيبتي ولو احتاجتي حاجه نادي عليا
خديجة : تمام يا ماما
دخلت إلي غرفتها وبدأت تفحص الصور ،كانت تبحث عنه في كل صورة ، ابتسمت لكم الصور التي تجمعهم وتعجبت في نفس الوقت كيف لها أن تنسي شيئاً جميلاً كهذا ، أمسكت دفترها وكتبت " يصير للإنسان جناحين عندما يحب "
غفت وهي متعبة لتستيقظ في منتصف الليل علي ألم يعصر جسدها وأطرافها
خديجة : ماما إلحقيني
هناء : مالك يا حبيبتي في ايه
خديجة : ألم يا ماما في جسمي كله ،ألم رهيب
خالد : أنا هكلم الدكتور حمزة
بعد مرور بعض الوقت ،حمزة يبدو عليه الخوف : خير في ايه مالها خديجة ،أقصد انسه خديجة
خالد : تعبانة جدا وبتصرخ من الألم ومش عارفين مالها
دخل حمزة إلي غرفة خديجة ليجدها تبكي بقوة
حمزة : أهدي مفيش اي حاجه ،دا رد فعل من جسمك هتاخدي مسكن والصبح هتبقي كويسة
خديجة بألم : أنا مش عارفة أحرك ايدي حتي ولا رقبتي حاسة بعجز تام وألم رهيب
حمزة : هتاخدي الحقنة دي وهتبقي كويسة
خديجة : لا انا بخاف من الحقن أوي
خالد : يا بنتي مش احسن من الألم ده
خديجة : لا يا بابا أنا خايفة أوي
حمزة : بصي يا خديجة ،بصي في عيني ومتركزيش في حاجه تانيه
نظرت خديجة لعينيه لتغرق فيهما ، لم تشعر به وهو يحقن وريدها لم تشعر وهي تمسك بيده بكل قوتها
حمزة بإبتسامة : خلاص خلصنا
خديجة : ها ... خلصنا ايه ؟!
سما ضاحكة : هي الحقنة كان فيها ايه ؟!
انتبهت خديجة وقالت : خلاص أنا عايزة انام
حمزة : أنا هفضل موجود  لحد ما مفعول الحقنة يشتغل عشان اطمن وامشي
خالد : طيب تعالي بره هسبقك علي الجنينة نشرب قهوة سوا
حمزة : تمام يا استاذ خالد
نظر حمزة نحو ألبوم الصور المفتوح علي صورة تجمعه بها وأبتسم ، لاحظت خديجة إبتسامته فارتبكت : ماما كانت بتفكرني بطفولتي
سما : مش انتي اللي اتحايلتي عليها
ضحك حمزة بقوة : حمدالله علي سلامتك ده رقمي ابقي كلميني لو حسيتي بأي حاجه
خديجة : ماشي شكرا
حمزة : العفو أنا معملتش حاجه
خرج حمزة ليجد خالد ينتظره
خالد : تعالي يا بني نشرب القهوة
حمزة : لا انا لازم اصحي بدري بعد اذنك
خالد : أنت لسه زعلان من اللي حصل زمان ؟!
حمزة : بلاش نفتح كلام في الموضوع ده بعد إذنك ،أنا هنا عشان خاطر خديجة وبس
خالد : اسمعني بس
حمزة : مفيش حاجه أسمعها بعد اذنك
أمسكت خديجة بهاتف تعبث برقمه ، يراودها قلبها ان  تخترع حجه لتكلمه بينما عقلها يمنعها ولكن أخيرا انتصر القلب أرسلت رساله كتبت فيها " شكرا لأنك كنت هنا دائما لأجلي حتي ولو خانتني ذاكرتي "
Hadeer_saeed

ليست هناك تعليقات