إبحث عن موضوع

النظارة👓

النظارة

" أبويا مات غرقان على سريره!!!!!"

أوعى تساعد حد متعرفوش لأنك ممكن تتأذي بسبب مساعدتك دي ، و لو أنت ماتأذتش ممكن ولادك يتأذوا بعدك ، و اوعى كمان تطبق المثل اللي بيقول .. (اعمل الخير و ارميه ف البحر ) لأنه هيطلع من البحر و هيأذيك و مش بعيد كمان يكون سبب ف موتك و ف أذية الناس اللي بتحبهم .....

أنا تامر هلال
عندي ٣٠ سنة
بشتغل ف محل ملابس بيملكه والدي أو كان بيملكه والدي لأنه النهاردة بقى ملكي أنا بعد وفاة الحاج (هلالي) والدي ....

حكايتي بتبتدي لما صحيت الصبح على صوت صراخ أمي ...

- أصحى يا تاااامر ، ابوووك مااات يا تاااامر .

قومت من النوم مفزوع و مش مدرك حجم الكارثة اللي حصلت ، تمالكت نفسي و حاولت افوق قدر المستطاع و قومت جري على أوضة أبويا و أمي علشان الاقي أمي قاعدة جنب جثة أبويا اللي نايم عالسرير و جسمه عريان تمامًا و بشرته بيضا و عيونه مبرقة للسقف ، قربت منه و مسكت أيده و فضلت ابوس فيها و انا بعيط بحرقة زي أي شاب توفى والده لكن لفت انتباهي أن جسم والدي غرقان ماية و في أجزاء من جسمه فيها ملح كأنه مات غرقان ؟!!!

بصيت ل أمي و قولتلها ...
- هو ابويا مات ازاي ؟ ، و أيه اللي حصل ؟
ردت و قالتلي ....
- امبارح بالليل قال أنه هيخرج يتفرج على فيلم فالتلفزيون و لو حس أنه عاوز ينام هينام فالصالة علشان كده نمت و قولت اسيبه براحته و لما صحيت من شوية ملقتهوش موجود فالشقة و قولت أنه ممكن يكون نزل يجيب فطار ف دخلت الحمام و لما خرجت و دخلت الأوضة تاني لقيته زي ما انت شايف كده !!!!
سيبت أيد ابويا و بصيتلها و بصيت لجثة ابويا و انا مش فاهم حاجة ، يعني أيه ابويا يموت غرقان ف أوضة نومه و على سريره ؟!!!!

حاولت أتمالك نفسي و طلبت البوليس اللي جه و معاه عربية أسعاف ف خلال دقايق و شالوا جثة والدي و خدوها ف عربية الأسعاف للمشرحة لأن الشرطة شكت أن ممكن يكون في شبهة جنائية فالموضوع و طبعًا أخدونا للقسم علشان يستجوبونا أنا و أمي لأن الظباط و رجالة الأسعاف و كل اللي جه شاف الجثة مش مصدق أن والدي مات كده و جثته بالشكل ده و هو نايم ف أوضته ، حقهم مايصدقوش لأن انا نفسي مش مصدق .

الظابط خد أقوالي و أقوال أمي و أفرج عننا نظرًا لحالتنا الصعبة لكنه قال أنه ممكن يستدعانا تاني بعد انتهاء تقرير الطب الشرعي ، وصلنا البيت و أمي بصراحة كانت ف حالة يرثى لها و ماكنش ينفع تدخل ترتاح ف الأوضة أياها علشان كده خلتها تدخل تنام ف أوضتي و فضلت انا سهران ف الصالة ، قعدت افكر ف اللي حصل و اربط كلام أمي بتصرفات ابويا الأخيرة بطريقة موته الغريبة لكني برضه مش لاقي رابط ولا لاقي حاجة غريبة فالموضوع غير الحالة اللي كانت فيها جثة أبويا بعد ما مات ، فضلت أفكر و أفكر و النوم بيحاول يغلبني لكني فضلت متماسك و علشان مانامش و انا قاعد قومت اتمشى فالصالة و اثناء ما كنت بتمشى جنب مكتبة والدي لقيت حاجة غريبة .... لقيت مجموعة من الكتب مش ف مكانهم أو بمعنى أدق خارجين من صف الكتب اللي المفروض مرصوصين فيه ، قربت من مجموعة الكتب دي و شيلتها و كانت المفاجأة أن انا لقيت وراهم كتاب مسنود على الجدار اللي ورا المكتبة ، مسكت الكتاب اللي كان غلافه مصنوع من الخشب و عليه طلاء لونه بني داكن فتحته و لقيت ألأوراق اللي جوه الغلاف ده قليلة جدًا ، كنت لسه هبدء أقرأ الكتاب و أشوف محتواه لكن لفت نظري حاجة تانية كانت موجودة جنبه على الرف و هى نضارة نظر لكن شكلها غريب ، عداستها نقية جدااا و كأنها شفافة تمامًا أو من شدة نحافة سُمك العدسات تحس أنها هوا أو مش موجودة و الأذرع بتاعة النضارة مرسوم عليها رسومات غريبة و حروف عربية صغيرة ، كان شنبر النضارة شكله فخم جدًا زي ما يكون الأذرع بتاعته مصنوعة من الدهب و منقوش عليها زي ما قولت حروف بالعربي صغيرة جدًا ، مسكت النضارة و لسه هقربها من وشي سمعت صوت بحر خارج من جوة الكتاب ، أه والله كان صوت زي صوت ارتطام الأمواج بالشط ، غصب عني لقيت نفسي بتفزع و برمي الكتاب و النضارة على الأرض أول ما تليفوني رن ، طلعت التليفون من جيبي علشان الاقي رقم غريب رديت عليه ...
- ألو ، مين ؟
- أنا الظابط حسام يا استاذ تامر .
- أيوة يا فندم أؤمرني ؟
- الأمر لله بس في مشكلة و انا محتاج أنك تيجي حالًا القسم .
- خير يا فندم ؟
- جثة والدك اختفت من المشرحة .
- أيييه ؟؟؟ ، اختفت ازاي و انتوا فين و ازاي ده يحصل ؟
- اهدى بس اهدى و تعالى القسم و انا هشرحلك .

قفلت معاه و نزلت جري على القسم و هناك قابلني الظابط بالترحيب و المواساة لكني كنت متعصب و متضايق بسبب أن انا مانمتش و بسبب اللي حصل ل ابويا و كمان لأن جثته اتسرقت من المشرحة ، هداني الظابط و طلبلي قهوة و بدأ يتكلم و يقول ...
- يا أستاذ تامر مستحيل تكون الجثة اتسرقت لأن في عمال أمن و رجال شرطة على باب المشرحة و كمان في كاميرات مراقبة برة و جوة و انا بأكدلك الجثة ماخرجتش من المشرحة أساسًا .
- طب لما هى ماخرجتش من المشرحة أساسًا هتكون راحت فين يعني ؟
مد الظابط شفته السفلى لقدام و رفع أكتفاه بحركة معناها أنه ميعرفش ، رديت عليه و قولتله ...
- يعني أيه ماتعرفش ؟؟
- يعني ماعرفش الجثة راحت فين لأن الجثة كانت جوة درج التلاجة من وقت ما دخلت المشرحة و أول ما جه الطبيب الشرعي يطلعها علشان يشتغل فيها مالقهاش فالدرج .
- يعني أيه يعني ؟ ، يعني خلاص كده مفيش حتى جثة ل ابويا أدفنها ؟
- أهدى بس و ماتقلقش أحنا مش ساكتين والله و لو وصلت لحاجة أوعدك هبلغك و انت كمان لو اكتشفت أي حاجة أو لو افتكرت أي حاجة غريبة والدك عملها أو حصلتله أتصل بيا على طول .

هزيت راسي و خرجت من القسم على البيت و انا مرهق و تعبان جدًا و حرفيًا خلاص جسمي و عقلي مش قادرين يستوعبوا اللي حصل و علشان كده غصب عني مددت جسمي على الأرض فالصالون و روحت فالنوم ، أول ما نمت سمعت صوت بحر و معاه صوت دراويش و ذكر !!!

أستغربت جدًا من اللي انا سامعه لأن الأصوات اللي كنت سامعها مع صوت البحر كانت أصوات زي الأصوات اللي بنسمعها فالموالد .

فتحت عيني و بدأت اشوف منظر غريب ، شوفت نفسي واقف على شط و الدنيا كانت ليل و على يميني البحر و على شمالي قصاده على طول مسجد كبيير و ناس رايحة و ناس جاية و .... أيه ده ؟ .... ده مسجد سيدنا الحسين و ده مولد الحسين !!! ، أيه اللي جاب مولد الحسين قصاد البحر ؟؟؟ ، قربت شوية بشوية للمسجد لحد ما لقيت نفسي وسط الناس اللي ماشية و من وسطهم قدرت أميز جدًا أبويا اللي كان لابس جلابية بيضا و ماسك ف أيده سبحته و واقف قصاد المسجد و رافع أيده كأنه بيدعي لكن اللي كان غريب أن أبويا كان شكله أصغر من الفترة الأخيرة يعني ده أبويا بس من كام سنة كدة ، قربت منه و بقيت قصاده بالظبط لكنه مكمل فالدعاء و كأنه مش شايفني ، حاولت اتكلم معاه لكنه مش سامع ولا شايفني و لا حاسس بوجودي من أصله ، قطع المشهد صوت حد بيتكلم عربي مكسر جاي من ورايا ، لفيت علشان اشوف مين بيتكلم لقيت رجل عجوز من ملامحه و هيئته عرفت أنه أجنبي و برضه الرجل ده ماكنش شايفني لأني لقيته بيوجه كلامه لابويا من غير ما يبصلي و بيقول ..
- بعد أذنك يا أستاذ ممكن أطلب منك طلب .
لقيت ابويا بص له و قاله ...
- أؤمرني يا خواجة ؟
رد عليه الرجل و قاله ...
- أنا ديفيد، أنجليزي الجنسية و بحب مصر كتير و الروحانيات اللي فيها علشان كده بحب أجي ف مولد الحسين لأني بكون مستمع بالأجواء لكن النهاردة لسوء حظي أتسرقت مني محفظتي اللي كان فيها كل الفلوس اللي معايا و حاليًا أنا عاوز أرجع الفندق لكن مش هعرف لأني مش معايا فلوس .
خلص الرجل كلامه و لقيت ابويا مد أيده ف جيبه و خرج مبلغ مالي و اداه للرجل ، الرجل ضحك و فرح جدًا و قال ..
- حقيقي مش عارف أشكرك أزاي ولا عارف اقولك أيه ، صحيح المصريين جدعان لكن أنا متعودتش أخد حاجة بدون مقابل و بما أني مش هقدر أردلك فلوسك ف أسمحلي أديك هدية بسيطة .
و مد أيده فالشنطة اللي كان شايلها على كتفه لكن والدي حط أيده على أيد الرجل و قال ...
- عيب كده يا خواجة ، انت كده بتشتمني ، ده معروف لوجه الله .
لكن الرجل قاله ...
- أعتبرها هدية مني ليك و شئ تفضل تفتكرني بيه .
شال أبويا أيده من على أيد الرجل اللي خرجها من الشنطة و هى فيها نضارة نظر و اداها لوالدي و بعد كده مد أيده تاني و خرج كتاب شكله غر.... أيه ده ؟
ده هو هو الكتاب اللي لقيته فالمكتبة بتاعت ابويا ورا الكتب و النضارة دي هى هى النضارة اللي كانت جنب الكتاب !!! ، أخد ابويا منه الكتاب و النضارة و هو مبتسم و قبل ما الرجل يمشي قاله ...
- الهدية دي قيمة جدًا و أتمنى تستخدمها فالخير و أتمنى تقدر على شرها .
مشي الرجل و ابويا واقف و ماسك ف أيده الكتاب و النضارة و هو مش فاهم أو مستغرب لكن قطع المشهد صوت موج جاي من ناحية البحر اللي كان ف ضهر والدي علشان كده بصيت ناحيته و لقيت الماية بتاعت البحر بتعلى بطريقة مش طبيعية و بتقرب من أبويا و أول ما قربت منه بقت على شكل وحش ضخم قرب من والدي و شده معاه للبحر و بعد ما شده لقيت على الأرض فالمكان اللي كان واقف فيه أبويا الكتاب و النضارة ، وطيت على الأرض و مسكتهم و أول ما مسكتهم لقيت البحر موجه بيعلى أكتر و أكتر لدرجة أنه بقى عاالي جدًا و وصل لحد المكان اللي انا واقف فيه و فجأة الماية غرقت كل المكان و كل الناس الموجودة بقت بتغرق بما فيهم أنا اللي سيبت نفسي للموج و بدأت اغرق و مبقتش عارف أخد نفسي ....
- تاااامر ، يا تااامر يا ابني ، قوم يا حبيبي نام ف أوضتك .
صحيت من الحلم على صوت أمي و هى بتقولي كده و الغريبة أن انا أول ما صحيت و فتحت عيني لقيت نفسي نايم زي ما انا بس الكتاب و النضارة ف أيدي مش ع الأرض زي ما كانوا !!!

قومت من مكاني و بصيت ل أمي اللي قالتلي ...
- أيه اللي ف أيدك ده يا تامر ؟
بصيت لها و انا بحاول افوق و قولتلها ...
- دي حاجات لقيتها ف مكتبة ابويا .
بصت لي أمي باستغراب و قالتلي ...
- دي نضارة ديفيد ، لقتها ازاي و ابوك كان مخبيهم ف مكان محدش يعرفه غيره هى و الكتاب .
فوقت تمامًا من كلام امي اللي نزل عليا زي الصاعقة اللي خلت جسمي كله بيترعش و قولتلها ...
- ديفيد مين ؟؟؟ ، ديفيد ده الرجل اللي ابويا قابله فالحسين عند البحر ؟؟؟
بصت لي أمي باستغراب و قالت ...
- أيه اللي جاب الحسين عند البحر و بعدين انت الكلام ده عرفته منين مع أن انا متأكدة أن ابوك مقالكش حاجة و انا كمان مقولتلكش حاجة ؟
قعدت على كرسي فالصالون و قولتلها ...
- أمي ، بعد أذنك ممكن تحكيلي أيه حكاية الحاجات دي و تفهميني في أيه لأن انا مش فاهم حاجة و حاسس بمصيبة ورا الحاجات دي و المصيبة دي هى اللي عملت كده ف ابويا و مش بعيد تعمل فيا انا كمان كده .
قعدت امي قصادي و بدأت تحكي و تقول ...
- من كام سنة ابوك كان ف الحسين يوم المولد و هناك قابل رجل أجنبي أتسرقت منه فلوسه و طبعًا أبوك بكرمه المعتاد طلع اللي فيه النصيب و اداهوله لأنه كان حاسس أنه فعلًا مش بيكدب و الرجل ده كان اسمه ديفيد و ابوك بيقول أنه كان شكله محترم أووي علشان كده رفض أنه ياخد فلوس من ابوك بدون مقابل علشان كده أداله النضارة دي و الكتاب ده هدية .
حطيت أيدي على راسي و قولت....
- يا نهااار مش فااايت ، أنا لسة شايف كل اللي انتي بتحكيه ده فالحلم حالًا قبل ما اصحى بس فالحلم كان المولد و مسجد الحسين قصاد بحر و معرفش أيه اللي جاب ده جنب ده .
ردت أمي و قالتلي ...
- البحر ف الحلم يعني الدنيا يا ابني ، أو في تفسير تاني أن البحر ممكن يكون موت ، بس هنبقى نشوف تفسير الحلم ده بعدين أما اكمل لك اللي حصل .
ركزت معاها و قولتلها ...
- كملي يا أمي كملي و ربنا يستر .
كملت كلامها و قالت ...
- جه ليلتها يا ابني ابوك من المولد و حكالي اللي حصل و كان فرحان بشكل النضارة و الكتاب و حطهم ف المكتبة زي أي حاجة قيمة بيحب يحتفظ بيها و دخل ينام ، وقتها انت كنت عايش عند خالتك علشان المدرسة بتاعتك كانت جنب بيتها و علشان كده ماشوفتش اللي احنا شوفناه .
- شوفتوا أيه ؟
- ليلتها صحيت من النوم على صوت موج بحر جاي من الصالة ، خرجت من الأوضة لقيت ابوك قاعد فالصالة و ماسك الكتاب و بيقرأ منه و هو لابس النضارة ، بصيتله و انا مستغربة و قلتله ( انت مش هتنام يا ابو تامر ؟) لقيته بصلي و كانت عينيه لونها ازررررق زي البحر و مفيهاش أي لون تاني و لقيته اتكلم بصوت مش صوته ، صوت تخين يا ابني و مرعب قال ( أذا تدخلتي في ما لا يخصك ف الخلاص سيكون قريبًا) ، وقتها انا أقسملك بالله خوفت من ابوك و دخلت الأوضة جري و مفكرتش أتكلم معاه ف أي حاجة لحد ما سمعت أذان الفجر اللي أول ما خلص لقيت ابوك داخل الأوضة و نام بهدوء جنبي من غير ما يتكلم ولا كلمة ، فضلت صاحية لحد الصبح لما ابوك صحي و لما جيت اتكلم معاه ف اللي حصل بالليل اكتشفت أنه مش فاكر حاجة ولا فاكر أصلًا أنه كان بيقرأ ف الكتاب بالليل لدرجة أنه قال أن انا بخرف أو بيتهيألي بس لما حلفتله أن انا مكنتش بخرف ولا بيتهيألي و أن انا صاحية من وقتها لحد ما هو صحي صدقني فعلًا و وشه اتاخد و قال أنه مش مرتاح للنضارة دي برغم أنها فخمة ألا أنه حاسس أن فيها شئ مخيف خلى قلبه مقبوض منها و ده يا ابني برضه كان نفس شعوري ، علشان كده أبوك خد النضارة و الكتاب و راح بيهم لواحد صديقه شيخ و بيفهم ف الحاجات اللي بتتعلق بالجن و العفاريت و كده و حكى له اللي حصل بس يومها رجع من غير الكتاب و النضارة و قال أنه اداهم للشيخ و مرضيش يحكيلي أي تفاصيل تانية بس بعد فترة لقيته ف يوم راجع من المحل بالليل و ف أيده الكتاب و النضارة و قالي أنه الشيخ ده اختفى بس قبل ما يختفي ساب النضارة و الكتاب و جنبهم ورقة مكتوب فيها أن الحاجات دي لازم ترجع ل ابوك .
بصيتلها و انا مش فاهم حاجة و قولتلها ...
- و بعدين يا أمي ؟
- ولا قبلين يا ابني ابوك فضل مخبيهم ف مكان مش قايل لحد عليه ولا حتى انا و مبقاش يقرب منهم بس بعد كده و بدون أسباب لقيته بيحاول كتير يتخلص منهم لكنهم كانوا بيرجعوا له تاني و فضلوا موجودين فالبيت لكن أبوك خباهم ورا الكتب فالمكتبة لأن محدش فينا بيقرب ناحية المكتبة غيره لحد ما انت لقيتهم بعد ما مات و شهادة لله يا ابني من ساعة ما ابوك شالهم و بطل يطلعهم من مكانهم ماكنش في حاجة غريبة بتحصل .

قومت بصيت ل أمي و انا برضة مش فاهم حاجة و قولتلها ...
- طيب تمام ، انا هحاول اعرف أيه حكاية النضارة و الكتاب ده .

وقتها جه ف بالي زبون عندي فالمحل أسمه (أحمد) كان قالي قبل كده أنه هو و والده بيشتغلوا فالسحر و العفاريت و كان اداني رقمه علشان لو احتجته ف أي حاجة ، قومت من مكاني و اخدت التليفون بتاعي و اتصلت بيه و بدأت احكيله اللي حصل لكنه قالي أن الكلام مش هينفع فالتليفون و أن أنا لازم اروحله البيت و فعلًا روحتله البيت و حكيتله كل حاجة بالتفصيل و بعد ما خلصت كلامي لقيت وشه اتغير و كأنه سمع خبر وحش ، استغربت و طلبت منه أنه يفهمني في أيه فاتكلم و قال ....

- بص يا استاذ تامر ، النضارة دي مش نضارة عادية ، دي نضارة عليها عزايم و طلاسم و رسومات تخلي كل اللي يلبسها يشوف عالم غير عالمنا و الله أعلم أيه العالم ده ؟ ، في كتب سحر قديمة بتقول أنه عالم القرناء يعني اللي بيلبسها بيقدر يشوف قرين كل شخص و يتعامل معاه و في ناس بتعرف تسيطر على القرين عن طريق الكتاب اللي انت لقيته مع النضارة و مكتوب ف كتب تانية أن في ناس ممكن ماتعرفش تسيطر على القرناء و أنه بيحصل العكس و قرينهم هو اللي بيسيطر عليهم و بيخليهم يدخلوا العالم ده ، و في كتب برضه بتقول أن النضارة دي بتخلي اللي يلبسها يشوف عالم الجن و في كتب كمان بتقول أنه بيقدر يشوف مخلوقات البحر اللي مبيقدرش يشوفها أي أنسان عادي بس بصراحة أنا من رأيي أن النضارة دي لما حد بيلبسها بتخليه يفتح بوابة لعالم مش من المفروض أنها تتفتح لأنها لو اتفتحت عن طريق حد جاهل أو مش روحاني هتقضي على اللي لابسها و على كل اللي حواليه .
رديت عليه و قولتله ..
- يعني أي حد بيلبس النضارة دي بيموت ؟
رد عليا بكل حزم و قال ...
- لا طبعا مفيش مخلوق من مخلوقات ما وراء الطبيعة ممكن يقتل أنسان غير عن طريق أنسان تاني ، يعني مثلًا القرين و الجن مايقدروش يقتلوا أنسان ألا عن طريق أنهم يسيطروا على أنسان تاني و يخلوه يقتله .
رديت عليه و قلتله ...
- يعني ابويا مماتش بسبب النضارة ؟
- لا ممكن يكون مات بسببها بس اللي قتله حد قدرت تسيطر عليه مخلوقات العالم التاني اللي بيشوفه أي شخص بيلبس النضارة و بالنسبة لجثته اللي اختفت ف ده أمر مذكور فالكتب أن أي شخص بيستعمل النضارة دي ف الأخر لازم يختفي سواء كان عايش أو ميت مهما طالت أو قصرت مدة استخدامه للنضارة .
بصيت له و انا مذهول و قولتله ...
- يعني أبويا اتقتل و في شخص قتله و بعد كده المخلوقات دي خدت جثته .
- أيووة ، صح كده .
حطيت أيدي على راسي و قولتله ...
- طب مييين ، انا هتجنن ؟؟؟
- بلاش تفكر كتير لأن ممكن يكون انت نفسك اللي قتلته و مش حاسس لأن اللي بيلبس النضارة بتسيطر عليه و بتخليه يتصرف تصرفات هو مش حاسس بيها و بيكون غالبًا ناسيها بعد ما يعملها .
برقتله و قولت بغضب ...
- لا لا لا ،،، انا مستحيل اعمل كددده ، انا ماقتلتش ابويااا ، و بعدين انا لازم اتخلص من النضارة دي هى و الكتاب و ألا الباقي من حياتي هيروح و مش بعيد أمي تموت ولا تتلبس بسبب النضارة دي .
حط أيده على كتفي و قال بهدوء...
- أنت تروح حالًا و تاخد النضارة و الكتاب و تحطهم ف شنطة سودة و تروح ترميهم ف النيل و اوعدك مش هتلاقيهم تاني لأن المذكور فالكتب أنك علشان تتخلص من النضارة دي لازم تبيعها لحد أو ترميها في ماية جارية .

فعلًا سيبت بيت احمد و روحت لبيتنا جري علشان أخد النضارة و الكتاب أرميهم زي ما قال لكني أول ما دخلت البيت شميت ريحة غريبة ... أيه ده ؟ ، دي ريحة ملح !!!
اتأكدت أنه ملح لما لقيت أرض الشقة مليانة ملح علشان كده دخلت المطبخ علشان اشوف الملح ده ايه اللي خلاه يبقى مالي الشقة كده و أول ما دخلت لقيت كل أكياس الملح اللي فالمطبخ مفتوحة و مرمية فاضية ف الأرض ، وقتها لفت نظري صوت جاي م الحمام ، دخلت الحمام لقيت أمي قاعدة جنب البانيو و ملياه ماية و بتفضي فيه ملح و كل ما تفضي فيه تقلب الماية ، بصيت لها باستغراب لما لقيتها قاعدة و الكتاب ف أيديها و لابسة النضارة على وشها و عمالة تبص ف الماية و تقول كلام غريب لحد ما قاطعتها و قولتلها ...
- انتي بتعملي أيه يا ماما ؟
لقتها قامت وقفت و جت وقفت قصادي و لقيتها بتتكلم بصوت رجل و بتقول ...
- لو عاوز ترضيني ألبس النضارة و انزل ف البانيو ، ماتخفش يا تامر ، ماتخفش أنا لازم أرضيهم و اخليك ف نفس الوقت تشوف ابوك ، مش انت برضه عاوز تشوف ابوك و تدفن جثته ؟
قربت منها و قولتلها ...
- أاااه طبعًا عاوز اشوفه علشان كده هسمع كلامك و هروحله اهو .
لقتها قلعت النضارة و هى بتضحك ضحكة خلتني اترعب منها و قالت ...
- خد النضارة يا حبيبي و خليني اوديك ليهم زي ما وديت ابوك علشان يرضوا عليا و يخلوني أعرف انام .
مديت أيدي و خدت منها النضارة و الكتاب و أول ما أخدتهم زقتها جوه الحمام و قفلت الباب عليها و خدت الكتاب و النضارة و حطتهم ف كيس أسود و نزلت جرري من البيت و ما اهتمتش بصوت صراخ أمي و خبطها على باب الحمام و روحت عند كورنيش النيل ، وقتها كان الشارع فاضي بصيت شمال و يمين و لسه هرمي الكيس اللي فيه الكتاب و النضارة سمعت صوت كلاب من ورايا خلاني اتفزعت و لفيت .... علشان الاقي حوالي اربع كلاب لونهم أسود بينبحوا بصوت خلى جسمي كله يترعش و لقيتهم بيقربوا مني و عينهم كانت على الشنطة اللي لقيت نفسي برميهالهم من خوفي و أول ما رميتها خدها كلب من الكلاب و قفل عليهم فكه و مشيوا هم الاربعة و دخلوا تحت كوبري ف حتة ضلمة و مخرجوش تاني و لما روحت ابص عليهم من بعيد ملقتهمش !!
ساعتها أطمنت و قلت خلاص كده يلا خدوا الشر و راحوا و لما روحت علشان اشوف أمي للأسف ملقتهاش فالبيت ، باب الشقة و باب الحمام كانوا مقفولين لكن أمي اختفت و اختفت معاها الماية اللي كانت مالية البانيو و كل الملح اللي ف الأرض .

عدت الأيام و الشرطة مقدرتش توصل ل أي حاجة ف موضوع اختفاء جثة ابويا ولا ف اختفاء أمي لحد ما بعد كام يوم لقيت الكتاب و النضارة موجودين عالمكتبة ؟؟؟
وقتها خدتهم و نزلت جري على شيخ كنت اعرفه عن طريق صلاة الجماعة فالمسجد و كنت اعرف أنه بيعالج حالات المس بالقرأن و قولتله اللي حصل بالتفصيل و الغريب أنه رد و قالي ..
- مش كل حاجة يا ابني حوالينا ليها تفسير و اكبر دليل على كده النضارة دي اللي زي ما صاحبك قالك أنها بوابة لعالم تاني، عالم أنا ماعرفوش لأني ماشوفتوش و على فكرة صاحبك ده كان صح ف كل كلامه بس هو خدعك ف حاجة واحدة و هى أنه بعت وراك خدام من الجن على هيئة كلاب علشان ياخدوا منك النضارة و الكتاب و ياخدهم هو و اللي واضح أنه مقدرش يسيطر عليهم زي ابوك بالظبط و هم سيطروا عليه و موتوه بقى أو أخفوه دي حاجة ربنا أعلم بيها بس اللي أكيد أن والدك و والدتك اتظلموا فالموضوع ده و يمكن يكون الرجل الأجنبي اللي أدى لوالدك النضارة و الكتاب كمان مظلوم لأنه أكيد شاريهم بمبلغ كبير و كان فاكر أنهم حاجات قيمة و ماكنش يعرف أن وراهم شر و حتى لو يعرف فهو أداهم لوالدك و كان فاكر أنه بيكافئه و مكنش يعرف أنه بيهم هيقضي على حياته و دلوقتي مفيش غير حل واحد أن احنا نروح حالًا أي مدينة فيها بحر و نرمي فيه النضارة و الكتاب دول لأن زي ما صاحبك قال أنهم بوابة لعالم خفي ممكن عالم جن أو عالم قرناء لكن عالم مخلوقات البحر دي خرافة لأن مخلوقات البحر طريقة التحضير و السحر اللي تخصهم أكبر من نضارة أو كتاب ، علشان كده لازم تقفل البوابة دي ع الأقل من حياتك و تخلص نفسك من سحرها بأنك ترميها ف ماية جارية و بيكون أفضل لو رمتهم فبحر.

و فعلًا سافر الشيخ معايا اسكندرية و رميت الكتاب و النضارة فالبحر و بعد كده روحت بيتي و بدأت ترجع الحياة طبيعية مع مرور الأيام ، و مع مرور الأيام عرفت أن (أحمد) مات نفس موتة أبويا و بعد كده برضة جثته اختفت و بالنسبة للنضارة و الكتاب ف ياريت اللي يلاقيهم صدفة أو يصادفه حد يديهمله ياريت مياخدهمش و ياريت ما تعملش معروف و لا خير مع حد ماتعرفهوش و ياريت كمان متقبلش هدايا من حد غريب و خصوصًا لو نضارة أو كتاب شكله غريب و ألا ممكن يحصلك اللي حصل مع ابويا و أمي و معايا انا كمان ، و قبل ما اسيبك و امشي عاوز اقولك أن انا لحد النهاردة بشوف كوابيس أبطالها أبويا و أمي و احمد و ديفيد و الكتاب و النضارة اللي أنصحك أنك لو لقيتهم متاخدهمش و ألا حياتك هتتقلب جحيم و مش هترجع زي كانت ابدًا بسبب بوابة بتفتح الباب اللي بين عالمنا و عالم تاني الله أعلم المخلوقات اللي عايشين فيه شكلهم عامل ازاي أو عاوزين أيه من اللي بيفتح البوابة دي و يلبس النضارة .

تمت

محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات