إبحث عن موضوع

رسام الموتي🖌الجزء الاول

رسام_الموتى
الحلقة الاولى
مجرد ما قمت من نومي ولسه بلتفت حواليا إتفزعت
لما لقيت رسمه مرسومة على حامل لوحات الرسم بتاعي اللي في أوضة نومي
الرسمة كانت مرعبة, بس المرعب أكتر إني كنت بحلم أني كنت في المكان اللي مرسوم قدامي دلوقتي في اللوحة دي وفي نفس الوقت كنت متأكد اني مش انا اللي رسمتها ولا رسمت أصلا في البيت هنا بقالي أسبوع تقريبا من بعد الرسمة اللي رسمتها لزبون تقيل وأخدت فيها مبلغ محترم
الرسمة كانت عبارة عن جبل صخري شاهق بيطل على بحر موجه عالي وفوق الجبل غابة,, شجرها أوراقه جافة وثمراته على شكل جماجم في حجم التفاح,, وفي وسط الغابة شجرة ضخمه وواضحه, فروعها العلوية والع فيها النار,, والسماء مليانه غيامات سودة,, لامسه البحر في آخر الأفق,, ومن سوادها ماتعرفش إحنا في ليل ولا نهار,, لكن الثنايا اللي بين السحب كانت غريبه تحس إنها فوضى جواها نظام أو زي ما يكون جواها رسالة
وفي حلمي كنت واقف على طرف الغابه فوق قمة الجبل ورافع راسي للسما وبنطق كلام مش مفهوم بلغه أنا ماعرفهاش وكأني بقرأ اللي الرسايل اللي بين ثنايات السحاب,, في البداية كانت تمتمات بصوت واطي وكل شويه كانت نبرة صوتي بتعلى لغاية ما صدى صوتي بدأ يتردد في الغابة فلقيت خمس دروب من الشجر بيتهز فروعها العلوية,, من عند الشجرة المشتعلة وكأن في خمس كيانات ضخمه ماشيه في الدروب دي وبتهز جذوع الشجر فبتتسبب في هز الفروع ومتجهه ناحيتي,, وفضلت الكيانات دي تقرب طول ما أنا بردد في كلامي لغاية ما وصلت على بعد كام صف من صفوف الشجر,, فوقفت ندائي وبصيت ناحيتهم كانت خمس كيانات سودة شبه بعض,, كنت شايفهم كأني ببصلهم من خلال نضارة رؤية ليلية  كل واحد فيهم عبارة عن عينين بتلمع وهالة خضرة وفي وسطها سواد وكانوا وقفوا في مكانهم متربصين وسط الشجر لما وقفت ندائي وبدأت الهالة الخضرة اللي حواليهم تزيد وتقل كأنهم بيتنفسوا,, فمديت إيدي ناحيتهم فبدأوا يقربوا تاني وانا على وشي ابتسامه عماله تزيد لغاية ما فوقت من نومي فجأه على الرسمة اللي كنت بحلم بيها,,
فقمت دققت فيها فلقيتها بنفس ألواني الزيتية,, ومرسومه على لوحتي,, لكن تفاصيلها عجيبه وفوق مستوى قدراتي
والغريب إني فضلت أدور على المكان اللي كنت واقف فيه جوا الحلم في الرسمة دي,, فمالقيتنيش,, فدققت بالعدسة المكبرة أوي فلقيت المكان دا بالذات مش مرسوم,, اللوحة فيه بيضه 
كنت مذهول وبسأل نفسي هل ممكن أكون برسم وأنا نايم زي اللي بيمشي وهو نايم كده ؟؟
ولا عشان أنا كنت هاي إمبارح ممكن أكون رسمتها وناسي؟؟
ولا يمكن حد مجنون دخل إمبارح وأنا نايم ورسمها؟؟ طب ليه حلمت بيها؟؟
بعد لحظات من التفكير شيلت اللوحة دي وعينتها مافكرتش أحرقها أو أقطعها لغاية ما اشوف سرها
بعدها رحت ناحية المطبخ عشان أعمل الكوفي بتاعي لقيت كل علب التونة اللي كانت في التلاجه مفتوحة ومتاكله,, معقول أنا أكلت كل دا وأنا هاي,, طب لو أكلت كل ده,, ليه ماحطيتش ولا علبه منهم في طبق حتى,, تقريبا كنت بفتح العلبة وأقلبها على طول على بوقي,, ومن غير أي عيش أو سلطه أو أي حاجه,, ساعتها لملمت العلب الفاضيه دي وعملت الكوفي بتاعتي, وولعت سيجارتي وقعدت أقلب في  الفيس وأشوف الدنيا فيها إيه عشان ألاقي المفاجأة التانية,
الراجل اللي أنا لسه راسم له رسمه من أسبوع مات منتحر إمبارح,,
كنت زعلان عليه طبعا وفي نفس الوقت زعلان على إنه كان معشمني إنه هيرسم عندي كل شهر رسمتين أو تلاته
فدخلت على صفحة حوادث على الفيس بوك خاصة بالمنطقة اللي هو منها لقيت الأخبار بتقول أنه مات بأزمه قلبية وكان في آثار حروق في أماكن مختلفة من جسمه, فقفلت الفيس وقلت كفاية مفاجآت وقمت أخدت حامل اللوحات بتاعتي وعدة شغلي ونزلت المغرب عند ميدان التحرير,,
ونصبت حامل اللوحات وبدأت أرسم
الغريب إني ممكن أقعد ساعات على ما يقرب مني زبون ويقولي إعملي بورتريه,,
لكن بعد ما وقفت بنص ساعه تقريبا لقيت عربية ركنت ونزل منها بنت ستايلش جدا وطلبت مني أرسم لها بورتريه
كنت مستغرب لأن النوعية دي نادر ما بيكونو من زبايني كرسام غلبان في الشارع فعملتلها البورتريه لكن اللي كنت مستغرب له أني كنت حاسس إني برسم أسرع وبدقة أكبر لكن الأغرب إني كنت راسم السما اللي شفتها في حلمي بنفس ثناياها في البورترية من فوق وهي ماستغربتش ولا قالت ليه راسم سما في البورتريه وأنا كنت شايف السما دي ضايفه رونق مختلف للرسمه وكأنها هتبقى علامتي المميزة,, وقبل ما أخلص رسمتها كان في شاب لابس شورت جينز أزرق وتي شيرت رمادي وقف ومنتظرني أخلص عشان يترسم,, كنت بقول في بالي أكيد شاف المزه فوقف يعمل جو لكن الصراحه لما وقف كان واضح إنه محترم جدا فرسمته بردو بنفس الكفاءة وبنفس السما,,
بعدها قعدت في مكاني حوالي ساعة أو أكتر لغاية ما جاني ولد وبنت شكلهم لسه في الجامعة واترسموا مع بعض وفوقيهم السما طبعا
ولما كنت خلاص بلملم في حاجتي بعد ما رسمت الصورة الثنائية دي بساعتين تقريبا,, لقيت تاكسي وقف ونزل منه شاب لابس كلاسيك وقال باحترام_هينفع ترسمني ولا خلاص خلصت؟؟
فابتسمت له= هينفع طبعا بس معلش ممكن أسألك سؤال؟؟
فابتسم بود ورد بلطف=انت تأمر يا فنان,
_هو أنت إيه اللي جابك؟؟
فضحك وأنا ضحكت ورحت مكمل كلامي_قصدي يعني إيه اللي دفعك إنك تيجي تترسم عندي هنا
فابتسم وقال =أنا لا عمري إترسمت ولا حبيت الرسم,, لكن شفتك كده وأنا في التاكسي حسيت إن في صوت بيتردد في عقلي بيقولي إن الرسمة دي هتبقى فال حلو ليا
ساعتها ابتسمت =أتمنى تكون كده فعلا
وبعد ما رسمته لملمت حاجتي وانا سعيد بالليلة المثمرة دي وعديت جبت عشر علب تونه مش عارف كان نفسي فيها أوي كده ليه وروحت اتعشيت تونه بنهم وفتحت فيس وكعادة الفيس بوك في افعاله الغريبة دي لقيت الخمس أشخاص اللي أنا رسمتهم موجودين في اقتراحات الاصدقاء فضيفتهم يمكن يقبلوا وبعد كده يجيبولي زباين لما الرسمات تعجبهم والغريب إن الخمسه وافقوا
فبفضولي المعتاد دخلت على صفحاتهم,, كان واضح إنهم مايعرفوش بعض لأنهم مش أصدقاء عند بعض لكن الغريب أنهم كلهم كانوا أصدقاء عند الشخص اللي كان راسم رسمه عندي من اسبوع ومات امبارح
ماحاولتش أربط بين أي أحداث وقلت الصدف بتعمل أكتر من كده وقعدت ألعب بابجي شوية لغاية ما عينيا غفلت
وشفت نفس الحلم,, لكن المرة دي كانت الشجرة الضخمة مشتعلة وفي شجره أصغر منها كمان والع فيها النار وأنا بتمتم في الحلم لكن المرة دي لما وصلوا الخمسة على بعد خطوات مني طلع منهم واحد وقف قدامي كان شكله من على قرب أبشع بكتير من بعيد وحرارته بتلفح جسمي وفجأه أتنقلت لبيت شكله شيك وكان فيه شاب نايم على وشه على الأرض وكل جسمه بيتنفض بعنف لكن لما لف جسمه وبقى نايم على ضهرة وهو بيتنفض لقيته الشاب اللي كان لابس كلاسيك اللي رسمته في الآخر لكن عينيه مبرقة وواضح عليه أنه بيتعذب وهو بيتنفض لغاية ما جسمه همد والزبد الابيض خرج من شفايفه وساعتها فوقت من نومي ولقيت نفس الرسمة مرسومة على حامل اللوحات ففتحت الدولاب اللي كنت عاين فيه الرسمه القديمه لقيتها في مكانها فضلت مصدوم شوية ومش عارف أعمل أيه ولا افكر إزاي ففتحت الفيس ورحت على صفحة الشاب اللي شفته في منامي لقيت أصحابه بينعوه ومن وسط التعليقات عرفت أنه مات بازمه قلبية ليلة إمبارح وعلى جسمه أثر حروق

يتبع

ليست هناك تعليقات