إبحث عن موضوع

الملاك الهارب👼الجزء السابع

#الملاك_الهارب
#الجزء_السابع
" لم أعد أعرف هل حبك عقاب علي ذنب إقترفته يوماً ما ،أم انك العوض علي كل الحروب التي خضتها وحدي وخرجت منها منهزمة أشد هزيمة ، لا أعرف ولكني أحبك "
ملك : ليلي اصحي يا حبيبتي
ليلي : إحنا بقينا الصبح يا ملك
ملك : لا بس اصحي عايزة اقولك حاجه مهمة
ليلي : نعم
ملك : فاكرة لما قولتلك اني عمري ما همشي غير لما اودعك الأول
ليلي بإنتباه : انتي ماشية ؟!!!
ملك : أيوه وكنت عايزة اودعك قبل ما امشي
ليلي : هتروحي فين وتسبيني ؟!  انتي قولتي مش هتمشي
ملك : أنا مضطرة أمشي بس هشوفك كتير متخافيش والله هابقي موجودة دايما جنبك ومعاكي
احتضنتها ليلي بقوة : أنا بحبك اوي
ملك : وانا والله بحبك جدا جدا وعشان بحبك لازم امشي ،أنا هابقي جنبك ومعاكي ومش هتحسي بغيابي ،هكلمك كل يوم متقلقيش
خرجت ليلي من الغرفة وفتحت باب المنزل لتغادر شعرت بيد تجذبها ،أغمضت عينيها في قلق خوفا من أن يكون عز ،ولكنها إستدارات لتجد محمد ،تنفست بإرتياح
محمد : رايحة فين بدري كده
ملك : ماشية
محمد : فين ومن غير ما تقولي ، هترجعي هناك تاني بعد كل ده استسلمتي
ملك : عمري ما هرجع لو هموت
محمد : آمال ايه ؟!
ملك : عادل هددني أنه هيأذيكم ، وانا ماليش غيركم ، مقدرش اكون سبب في كده
محمد : بس انتي بنتي وأنا هحميكي بعنيا
ملك : عشان أنا بنتك ،مش عايزاك تتأذي ، انت حسستني إحساس عمري ما حسيته ،محستش بالأمان غير هنا في وسطكم ،معاكم بس حسيت ان ليا أب وعيلة ،وناس بتحبني وبتخاف عليا والله عمري ما حسيتها غير هنا مش هسامح نفسي أبدا لو حد فيكم حصله حاجه
محمد : طيب هتروحي فين
ملك : الشركة اللي انت قدمتلي فيها كلمتني وهشتغل من بكره ، وكمان عبد الرحمن شافلي شقة إيجار جنب الشغل
محمد : وهتمشي كده
ملك : هكلمك كل يوم أنت وليلي واطمنكم ، بس ليا طلب
محمد : خير يا بنتي ؟!
ملك : أرجوك متقولش حاجه لعز ،بلاش يعرف مكاني سيبه يعيش حياة عادية وسعيدة
محمد : بس هو بيحبك
ملك : هينساني مسألة وقت ، بس اهم حاجة يكون في امان
محمد : ربنا معاكي يا بنتي ويحميكي ، كلميني
ملك : اكيد والله
خرجت ملك ضائعة حزينة ، لكنها تشعر أنها فعلت الصواب ، تحبهم وتخشي عليهم من الأذي حتي لو قدر لها أن تؤذي نفسها وتكسر قلبها .
استيقظ عز من نومه علي كابوس ،ركض نحو غرفة ملك ،طرق الباب عدة طرقات وفتح الباب ليجد ليلي فقط خرج يبحث عنها في المنزل لم يجدها 
عز : بابا هي ملك فين
محمد : مشيت
عز : ايه مشيت ازاي يعني ، وانت سبتها تمشي
محمد : اعمل ايه البنت كانت مصرة تمشي هجبرها
عز: طيب هي راحت فين
محمد : معرفش
عز : أنت هتجنني يابابا إزاي مشيت كده
محمد : كلمها علي تليفونها
عز : مبتردش وبعدين قفلته
محمد : انساها يا عز وشوف حياتك
عز : أنا هدور عليها في كل حته ، بقي عز يبحث عنها لمدة شهر ينهي عمله ويبحث عنها يراها في حلمه كل ليله ،تراود قلبه وأفكاره ويعجز عن رؤيتها في واقعه
محمد : عز أخرج عمتك ورحمة بره عايزين يشوفوك
عز : مش عايز أشوف حد
محمد : هتكسفني  يابني قدامهم انت بقالك شهر مبترضاش تشوفهم ولا تقابلهم
عز : خلاص يا بابا جاي وراك
خرج عز وجلس معهم
جيهان  : مالك يا حبيبي خاسس وزعلان كده ليه
رحمة : كل ده عشان ست ملك
عز بغضب : رحمة
ليلي : هي ملك مشيت ليه يا بابا
جيهان : مش عارفين ياختي
ليلي : أصل سمعتها بتكلم واحد في التليفون وبتقوله انت مش عارف مكاني
عز : إمتي ده يا ليلي
ليلي : يوم ما روحنا الملاهي يا أبيه
تذكر عز ما حدث وتعجب لما كذبت عليه ملك وقتها وأخبرته أنه رقم خاطئ
رحمة : عايزاك في كلمتين بره يا عز
عز : ليه
رحمة : حاجه ضروري
خرجوا إلي الحديقة
رحمة : أنا عارفه حاجه ومكنتش عايزة اقولك
عز : انجزي في ايه
رحمة : فاكر يوم ما كنا بنشوي في الجنينة وملك جالها تليفون وبعدت ،أنا روحت وراها عشان شكيت فيها ، سمعتها بتكلم واحد وبتقوله  إنها هتقابله قريب بس لازم هو يحضر الشقة الأول
عز غاضبا : انتي بتقولي ايه انتي مجنونة
رحمة : أنا بقولك اللي سمعته ،وكلام ليلي يأكد كلامي
خرج عز غاضبا استقل سيارته وبات يتجول في الشوارع وتذكر حينها عنوان الشركة التي كانت ملك علي وشك أن تعمل بها ، ذهب إلي الشركة وسأل أحد العاملين عن ملك
العامل : أستاذة ملك ، أيوه شغالة فوق في قسم الترجمة
عز : متعرفش مكان بيتها ،اصل انا معجب بيها وعايز اخطبها من أهلها
العامل : اي حد بيشتغل هنا بيسيب عنوانه في السي في بتاعه
عز : طيب ممكن تجيبه
العامل: وانا هستفاد ايه ؟!
عز : هديلك كل اللي انت عايزه
العامل :موافق  ، هات رقمك وهات فلوسي واستني مني رسالة كمان ربع ساعة
جلس عز في سيارته يشتعل غيرة وغضب واشتياق وحقد
وصلت الرسالة بها العنوان ، فذهب مباشرة إلي العنوان ، أغلق سيارته وكاد ينزل منها ،حتي رأي عبد الرحمن ينزل من العمارة التي تسكنها ملك ، شعر بغصة في صدره ،شعر بخنجر الخيانة يتسلل إلي أعماق قلبه لهذا إبتعدت عنه لأجل هذا الوغد، لما اقتربت من حياته مادامت ستبتعد ،لما جعلته يقع في حبها ، قرر أنه سينتقم منها أشد انتقام سيجعلها تعض علي أناملها من الغضب
رجع إلي منزله ليجد عمته ورحمة مازالوا هنا
عز : عمتي أنا عايز أخطب رحمة
جيهان : بجد يا عز
رحمة : أنا موافقة يا ماما
جيهان : الف مبروك يا حبيبي ،هتيجي تكلم أبوها امتي
عز : بكره وهنلبس الدبل يوم الخميس
جيهان : بس هنلحق يابني النهاردة التلات
عز : متقلقيش أنا هعمل كل حاجه الشبكة هتبقي هنا في البيت ،وبكره اكلم عمي ونجيب الدهب
جيهان : طيب يدوب نمشي بقي عشان نفاتح عمك في الموضوع
محمد : أنت ايه اللي بتعمله ده ، انت حتي مخدتش رأيي
عز : افتكرتك هتبقي مبسوط ،انت تتمني كده من زمان
محمد : أتمني انك تبقي سعيد بس انت مش سعيد انت بتعمل كده عشان تنسي ملك وده مش صح
عز : متجبش سيرتها يا بابا
محمد : أنا مش هخسر أختي عشان رعب العيال بتاعك ده
عز : مين قال انه لعب عيال أنا هتجوزها
محمد : اعمل اللي انت عايزه بس اعرف اني مش موافق ولا راضي علي كده
دخل محمد غرفته وفتح هاتفه
محمد : أيوه يا ملك
ملك : ازيك يا عمو عامل ايه
محمد : مش كويس يا ملك
ملك  : ليه بس يا عمو بعد الشر حصل أيه
محمد : عز هيخطب
شعرت ملك بالصدمة تجتاح كيانها ،حاولت كتم البكاء في عينيها حاولت أن تبدو طبيعية والحزن يعتصر قلبها : احم مبروك يا عمو خطب رحمة مش كده
محمد: مبروك علي ايه هو بيحبك وبيكابر عايز يضايقك
ملك : لا يا عمو ان شاء الله مش كده ،رحمة جدعة وبتحبه وهو أن شاء الله هيحبها
محمد : أنا عارف أبني ،أبني هيكسر قلبها  الوضع ده غلط محدش فيكم هيبقي سعيد في النهاية
ملك : متقلقش عليه عز طيب وعمره ما هيجرحها
محمد : ربنا يستر ،المهم عايزك هنا اليومين دول عشان  الفرح، عشان ليلي خايف تتوه في الرجلين ومحدش يهتم بيها ، عارف انه طلب غريب واني باجي عليكي ،بس لازم تبقي موجودة
ملك : اكيد هابقي موجودة واشارككم فرحتكم
أغلقت ملك الهاتف واحتضنت نفسها وظلت تبكي حتي شعرت بإنقطاع أنفاسها
" أحببتك اولاً ودق قلبي لك ،أحبك قلبي قبل عيني وحتي عقلي وقع في غرامك ،  أنت لي أنا لا حق لانثي غيري أنا تأخذ ولو ركن صغير في قلبك ، أن تضمها بين ذراعيك ، أن تستنشق رائحة عطرك ، أنت لي أنا "
في يوم الخطبة ، ارتدت ملك فستان رائع أزرق اللون  فردت خصلاتها السوداء خلف ظهرها وضعت بعض مساحيق التجميل التي تظهر جمال عينيها السوداء ، دخلت إلي منزل عز وهي تري الزينة والاضواء ، شعرت بغصة في قلبها ولكنها قررت أن تكون أقوي
دخلت لتصطدم بوجه عز ، الذي اشتاقت له ، وقف كلاهما بعض الوقت يحدقان في ملامحهم بعضهم البعض ،وقفا ساكنان بينما أرواحهم تتعانق
عز : حمد الله علي السلامة ، الملاك وصل ،اوعي تهربي النهارده تاني وتسيبي الحفلة ،محدش فاضي يدور عليكي
ملك : مبروك يا عز
عز : عقبالك انتي وعبد الرحمن ، ولا في حد تاني ؟!
ملك:  عن  اذنك هشوف ليلي
دخلت إلي غرفة ليلي واحتضنها
ليلي : كويس انك جيتي اختاري فستاني بقي واعمليلي شعري زيك
ملك : حاضر هتطلعي احلي مني كمان
خرجت ليلي وملك يرتديان نفس اللون ونفس تسريحة الشعر حتي أعتقد المعازيم ان ملك هي العروس ، شعرت رحمة بالغضب من أناقة ملك ، رحمة : هي فاكرة نفسها جاية خطوبتها ايه اللي هي عملاه ده
جيهان : اصبري هكسرلك مناخيرها دلوقتي
جيهان منادية  : يا ملك
ملك : نعم يا طنط
جيهان : ممكن تقدمي العصير والجاتوه للناس زي ما انتي شايفة أنا مش هقدر ومفيش غيرك
ملك : مفيش مشكلة يا طنط
ليلي : أنا هساعدك
ملك  : تمام اتفقنا
بدأت ملك في توزيع العصائر علي المدعوين
آمال مين دي يا جيهان
دي واحدة كده غلبانة ،بنساعدها أنا و محمد اخويا
ربت محمد علي كتف ملك ، دي بنتي الكبيرة وليلي الصغيرة لو مش عارفين
شعرت ملك بالسعادة من كلام محمد
انتهت الخطبة وطلبت ملك الاستئذان لتعود لمنزلها ، خرجت رحمة وراء ملك
رحمة : عقبالك يا ملك علي واحد تاني غير عز ، كنتي فاكرة انك هتوقعيه في حبك
ملك : أنا آسفة يا رحمة بس هو بيحبني فعلا ، هو معاكي بس قلبه معايا ، ياريت تبطلي حقدك ده عشان يعرف يقبلك ، مش يحبك لأنه عمره ما هيعرف يحب حد بعدي يالا سلام وصحيح مبروك
خرجت ملك وظلت تبكي حتي وصلت منزلها بكت حتي شعرت أنها تبكي لأول مرة ان هذه المرة الأولي التي يتحكم قلبها ، في الخامسة صباحا رن هاتفها برقم عز
ملك : خير
عز : انزلي
ملك : انزل فين
عز : أنا تحت بيتك ،لو منزلتيش هطلعلك
ملك : خلاص استني انا نازلة
نزلت ملك لتجد عز يقف بسيارته أمام منزلها
عز : اركبي
ملك : عايز ايه
عز : بقولك اركبي حالا
ركبت ملك السيارة وتحرك عز بسرعة جنونية ليقف بمكان يطل علي النيل ، نزل عز من السيارة وفتح الباب المجاور لملك وأمسك يدها وجذبها نحو أسفل
ملك : في ايه أنت مجنون ؟!
عز: انتي باردة كده ليه ، كنت فاكر انك لما تيجي خطوبتي هتبقي مكسورة ومنهارة
ملك : أنت حبتني في كام يوم ونستني في شهر أظن ده كفاية
عز : انتي اللي مشيتي
ملك : أنت مسالتش ليه
عز : هو انا عرفت اوصلك
ملك : ما انت وصلتلي دلوقتي
عز : انتي مشيتي عشان عبد الرحمن صح ؟!
ملك : مش عشان انت خاين ابقي أنا خنتك
عز : امال رحمة قالت إنها سمعتك بتتكلمي مع واحد في التليفون
ملك : عارف الواحد ده مين ، ده جواز امي اللي أنا هربت بسببه ، طول عمري عايشة علي خناق بابا وماما وخيانة بابا كل يوم مع واحدة ولما انفصلوا بابا رماني وقال مش عايزاها وهي اتجوزت عيل أصغر منها بكتير ،عشان طمعان في فلوسها ، كنت بحس بيه كل ليلة في أوضتك ، بسمع صوت أنفاسه وبحس بإيده القذرة بتلمسني كنت بصرخ ومحدش  سامعني من أول ما كبرت وانا بهرب وبيرجعني كنت بقفل باب أوضتي بالمفتاح وافضل الليل نايمة فاتحة عين وقافلة عين كنت بخاف يدخل ، أمي كانت عارفه وضحت بيا عشانه ، ماليش حد ولما لقيتك رميت نفسي في حضنك اعتبرتك عوض ربنا ليا وبعدين عادل هددني أنه هياذيك ويأذي ليلي بعدت ،خوفت عليكم ، انت بقي عملت ايه بعتني بعدها بشهر خطبت غيري ، اتهمتني بالخيانة ،بدأت ملك تنهار فضمها عز واحتضنها بين ذراعيه حتي هدأت ودفعته بعيدا عنها
خلاص انتهينا أنت اخترت ، انت كسرتني كأن كل اللي فات عمري ما اتكسرت  سبني يا عز وارجعلها أنا اتعودت ابقي لوحدي اتعودت أعيش هربانه
رحلت وتركته في صدمته وندمه ، لا يعرف ماذا يفعل ليكفر عن ذنبه
" وكأني إخترتك أنت تحديداً لتحدث آخر شرخ في قلبي لينكسر الف قطعة ، عدت وحيدة بعد ما وجدت من يحتضن روحي هكذا قدري  كنت وحدي وسأظل "
Hadeer_saeed

ليست هناك تعليقات