إبحث عن موضوع

رسام الموتي🖌الجزء الرابع

الحلقة الرابعة
رسام_الموتى
بمجرد ما أنطلقنا وبعدنا شوية عن العمارة لمحت في مراية العربية  واحد راكب موتوسيكل ولابس خوزه قاطرنا من بعيد وبيحاول أنه ما يظهرش إنه مراقبنا فطلبت من مي إنها تقف عند سوبر ماركت على أساس إني هنزل أشتري سجاير علشان أتأكد هو فعلا متابعنا ولا لا بعد ما فهمتها إن في حد ورانا
وفعلا لما رجعت من السوبر ماركت لقيته راكن الموتوسيكل على جنب على بعد حوالي ميتين متر مننا وقالع خوزته وعاطيني ضهره وبيمثل إنه واقف بيتكلم في التليفون وكل شوية يلف ناحيتنا لفه تلقائية,, فمجرد ما رجعت العربية قلت لها_تعالي مكاني
=واي يعني؟!  أنا بسوق كويس
_مفيش وقت ل واي ولا ل هاو, يلا بسرعة قبل ما يحس بحاجة,,
فبدلنا أماكنا بسرعة, ووقتها كنت بفكر ألف في المعاكس وأطارده وأنا لسه في مدينة الشروق لكن لقيت أنها هتكون فكرة فاشلة ومش هعرف ألحقة لو دخل في أي منعطف أو مشى عكس السير,
فقلت لمي _اربطي حزامك
ومشيت بالعربية لغاية ما وصلت لطريق مصر إسماعيلية الصحراوي وأخدت إتجاه إسماعيلية وبدأت كل شوية أزود في السرعة وأنا واخد الحارة اليمين من الطريق لغاية ما وصلت لسرعة مية وعشرين كيلو تقريبا,, ووقتها هو كمان كان ماشي بسرعة ومحافظ على مسافة مية متر تقريبا بينا وواخد الحارة اليمين ورايا لكن المسافة اللي بينا دي أحيانا كانت بتقل وأحيانا بتزيد فانتظرت لغاية ما بقت المسافة بينا أقصر ما يكون يمكن خمسين متر ورحت مفرمل فرملة قوية فجأة
من حكم خبرتي مع الموتسيكلات الصيني اللي زي دي زمان,, إنه مستحيل مع سرعته دي يقدر يلم نفسه ويقف ورايا يا أما هيخبط فيا من ورا يا اما لو هو سواق تمام فأقصى حاجة يقدر يعملها أنه يحاول يتفاداني ويبقى قدامي وأنا كنت عايز دا أو دا ,,
وطلع سواق تمام واتفاداني ومجرد ما بقا قدامي كان فاكر مثلا إني لسه مش واخد بالي من مراقبته ليا وكان مكمل طبيعي وبيحاول يهدى تدريجي عشان يرجع تاني ورايا لكن اللي حصل إنه لما بقا قدامي وراح للحارة اليمين كنت طلعت وراه ومجرد ما لحقته كسرت فجأة ولمست العجلة الخلفية للموتوسيكل لمسه بسيطة بصدام العربية الأمامي وساعتها الموتسيكل زحف عالارض مسافة كبيرة وهو جسمه زحف بعد الموتسيكل لمسافة تانية,, وأنا ماوقفتش بالعربية الا مكان ما استقر جسمه وساعتها نزلت من العربية وقلت ل مي_نطي مكاني
ونزلت له فلقيت واقع منه على مسافة كام متر طبنجة حلوان تسعة مللي سودة,, ما فكرتش أقرب لها ورحت شيلت خوذته ورميته في الكرسي اللي ورا من العربية وركبت معاه وقلت لمي
_إطلعي يلا ومع أول يو تيرن لفي تاني عشان لو كان حد لمح الموقف,,
كان بيتأوه من الوجع وفي كدمات وسحجات في جسمه ورجله بتنزف وإحتمال يكون في بعض كسور كمان,, حادثة  زي دي ممكن كان يروح فيها لكن اللي كان مهون من أثر الصدمة الخوذة وطقم الدراجين اللي كان لابسهم,, ولما العربية وصلت لسرعة عالية سحبته بحيث إن راسه كانت ناحية باب العربية وحطيت إيدي على أوكرة الباب وقلت له بصوت عالي ومنفعل وبنبرة تهديد_أظن جسمك من غير خوذة مش هيستحمل وقعة تانية زي اللي وقعتها,, مين اللي باعتك ورايا؟؟
الموقف كان مرعب سواء ليه أو ليا,, وكان جسمي بدأ يتنفض وبدأت ماحسش بنفسي وأنا بنفعل عليه أكتر وبضربة في وشة بقبضة إيدي بكل ما فيا من عزم
_أنت فاكرني مش هعملها؟؟!!
ورحت ساعتها فاتح الباب,, كنت بقاوم الهوا اللي بيعاكس الباب عشان يقفله لكن كان عينيا فيها عزم رهيب وبدأت أزق جسمه لغاية ما بقت راسه بره العربية تقريبا
فساعتها صرخ= الشيخ طلعت اللي باعتني
ساعتها فضلت مصدوم لثواني وعينيا مبرقة ومافوقتش إلا على صوت تليفونه وهو بيرن
مش عارف إزاي ماجاش على بالي من أول ما مسكته إني أشوف تليفونه,, فدخلت راسه تاني وقفلت الباب وأخدت التليفون من جيبه,, تقريبا ماتدمرش في الحادثة عشان كان أي فون فايف عامل زي حتة الحجارة,, فشفت اللي بيرن كان مسميه الباشا
فضربته تاني على وشه وقلت له_هو دا طلعت؟؟
فشاور براسه بمعنى الموافقة,, ماكنتش عارف أعمل إيه,, أرد ولا أخليه هو اللي يرد ,, لغاية ما الرنه خلصت
فمسكته من رقبته_الباس ورد بتاع التليفون كام يااله
فعطاني الباس ولقيته بعدها بيقول بتوسل=أنا رجلي بتنزف يا باشا ولازم أتعالج بسرعة أبوس أيدك,, والله أنا مجرد درويش من دراويش الشيخ طلعت ومن أتباعه,, أبوس أيدك يا باشا أبوس أيدك
   ساعتها ضربته على راسه من فوق بالأي فون وقلت له_أنا مش هسيبك تموت من النزيف, أنا هرميك يا ابن الشر.... من العربية وأريحك مرة واحدة لو ماقلتليش طلعت دا ألاقيه فين
وساعتها فتحت الباب تاني وطلعت راسه من باب العربية لما كان بيصرخ ويتوسل=والله العظيم ما أعرف,, ورحمة أمي أنا كل التعليمات بتجيني بالتليفون زي ما بتيجي لعم حسين البواب وما أعرف له مكان من أكتر من ست شهور
ساعتها كنا خلاص على مشارف القاهرة قبل سور المطار بشوية فقلت لمي_أقفي يا مي
ولما وقفت رحت راميه على جنب الطريق
وطلعنا بالعربية ورجعت بعدها للكرسي بتاعي,, كنت ساعتها حاسس إن مي مفزوعة مني إلى جانب فزعها المتواصل من كل اللي إحنا فيه
فبصيت ناحيتها وقلت_طلعت عايش
=أه,, ودا بيغير كل حساباتنا
_إحنا لازم نقعد في مكان ونفكر هنعمل إيه,, ماينفعش نروح كافيه, تعالي نروح البيت عندي
=لا أنا قاعده لوحدي بردو, تعالى نروح عندي أنا
_سيان مش فارقة,, بس ممكن أرول جوينت عادي في العربية؟؟!
فابتسمت ابتسامة ماقدرتش تخفي وراها خوفها مني من ساعة اللي شافته ولا توترها بشكل عام لكن الجميل إنها قالت = لا ماترولش أنا معايا ملفوف جاهز
وفتحت درج صغير تحت الدركسيون على الشمال وطلعت جوينت ناولتهولي فولعته وأخدت نفسين وناولته لها وأنا بقول_زمانك كنتي فاكراني فنان مرهف الإحساس والمشاعر وخلاص,, صح؟؟
فعقدت حواجبها=فعلا اللي شفته غريب على هيئتك وستايلك خالص
_إنتي ماتعرفيش إن فان جوغ كان قطع ودنه بنفسه ومات منتحر وبيتهوفن كان مريض نفسي واسحق نيوتن كان عنده شيزوفرينيا,,
الموهبة والعبقرية في حالات كتير جدا كانت ماشيه في خط متوازي مع الجنون والاضطرابات النفسية,, أنا عندي حالة كده إني ساعة الإنفعال تقريبا مبكنش شايف قدامي أو شايف الصورة متقطعه بتروح وتيجي,, والكلام دا من زمان من قبل ما أشوف طلعت, لكن ماتقلقيش أنا عمري ما بنفعل بسهولة خالص
= لا ما هو واضح فعلا
قالتها وكان تقريبا الجوينت بدأ يداعب خيالنا فابتسمنا وإحنا كل واحد شايل جواه جبل تفكير وخوف من المجهول وطول الطريق عمال أبص على الفيس أشوف الشاب اللي المفروض ميعاده النهاردة دا مابيردش ليه لغاية ما وصلنا شقتها بعد ما عديت جبت خمس علب تونة
والحقيقة كانت شقة فخمة وواسعة مش متناسبة خالص مع الخمس علب تونة اللي أنا داخل بيهم في كيسة سودة,, لكن ماشغلتش بالي وقعدت وحطيت رجل على رجل وطلبت قهوة وكأن عشة الفراخ اللي أنا ساكن فيها تضرب شقتها دي بالجزمة 
وبعد نقاش طويل وخد وهات بينا كان التفسير المنطقي الوحيد لكل اللي حصل أن طلعت بعد ما نجح في اقترانه زيف وفاته عشان لما المجموعة اللي كان عاملها تموت كلها بنفس الطريقة مايبقاش في مرمى الاتهام خاصة إن كل واحد من المجموعة دي ممكن يكون حاكي لحد مقرب منه على حكايته,, ولما بعت ورانا حد يراقبنا كان عايز يشوف احنا وصلنا لفين مادام وصلنا لغاية شقته وبندور وراه ويمكن عايز يحطنا تحت عينيه ويمكن السبب الوحيد اللي مخلاش البواب يحاول يخدرنا أو يخطفنا إن يكون حد عارف بحكايتنا وعارف إننا كنا رايحين ندور ورا طلعت وليكن مثلا الشاب اللي فاضل من المجموعة غير مي أو حد غيره مش فارقة
ودلوقتي كانت الصورة بالنسبة لي أنا اتضحت أكتر,, طلعت ماكانش مختارني بعشوائية زي ما كنت فاكر,, لا دا عارف إني رسام بورتريهات في الشارع وأكيد الرسمة اللي رسمتهاله كان فيها سحر ليا أنا كمان عشان أرسم صور المجموعة بعد ما يتلاقوا فيا بطريقة مدبرة وأرسم الرسمة اللي بتترسم في الليل وانا تحت تأثير السحر أو المس
لكن اللي كنت بفكر فيه إزاي أقدر أوصل لطلعت خاصة إن الرقم اللي كان متسجل على الأي فون باسم الباشا بمجرد ما وصلنا بيت مي وضربت عليه كان إتقفل
ومجرد الليل ما دخل بدأت أتوتر أكتر خاصة إن الشاب اللي عليه الدور مش راضي يرد بردو عليا فقلت ل مي_أنا مش عايزك تفهميني غلط بس انا لازم أبات معاكي الليلة دي لسببين
=وأفهمك غلط في إيه يعني؟؟ ما تبات, نو بروبلم
_بصي أنا عايزك تربطيني في كرسي أو في السرير أو في أي حاجة,, أنا لو واثق إني هقدر أفضل صاحي كنت فضلت صاحي إنما انا مش عارف ليه بمجرد الساعة ما بتعدي اتناشر بلاقي نفسي مش قادر اقاوم وبنام على عكس ما كنت عليه زمان,, وبردو عايزك تراقبي اللي هيحصل,, عشان نعرف إيه اللي بيحصل بالظبط, وأهي محاولة من ضمن المحاولات يمكن نقدر نلاقي حل بكرة,,
كل اللي نفسي فيه إننا نقدر نوقف خطة طلعت قبل ما يموت الشاب اللي عليه الدور وساعتها طلعت هو اللي هيدور علينا لاني أظن أنه عمره ما هيظهر لنا
وساعتها بصيت ل مي اللي كانت ماسكة جوينت وقلت لها_أنا ليه حاسس إنك مش خايفة
فردت=عارف أنت لما حياتك مايبقاش ليها أي قيمة,, يعني ملكش أي علاقات إجتماعية حقيقية,, مالكش شغل,, مابتربيش حتى حيوانات,,
وأخدت نفس من الجوينت وكملت كلامها=عارف أنا من كام شهر كنت هنتحر ودخلت على جروب صغير كدا وقلت عليه أنا رايحة أنتحر هل في حد هنا ممكن يقولي أي حاجة قبل ما أعملها,, فطبعا شباب وبنات كتير دخلوا وقالوا كلام كتير أوي,, لكن في واحد دخل قال..على فكرة إنتي لو أنتحرتي النهاردة أنا هنتحر بكرة,, أنا أصلا كنت محتاج حد يشجعني على الفكرة,, وصدقيني أنا هتابعك بشكل أو بآخر عشان أعرف إنتي انتحرتي ولا لا
ساعتها قاطعتها_ومانتحرتيش؟؟
فابتسمت=لا أنتحرت وماي مازر اللي بتكلمك ناو يا خفيف
وضحكت وكملت=اتعرفت على الشاب دا بعد كده,, عارف هو كان بيقول كده ليه
_ليه؟؟
=هو ماكانش هينتحر ولا حاجة,, هو بس كان بيحاول يحسسني بقيمة لحياتي,, إن في روح مرتبطة بروحي,, وإني لما هموت هأذي حد تاني معايا,, أحيانا بنفقد شغفنا للحياة عشان مفيش أي حاجه فيها متوقفه على وجودنا أو متعلقة بحياتنا نفسها,, فاتعلمت منه إني أعلي من قيمة حياتي,, يعني مثلا أكفل أسرة بعينها,, يعني أعرفهم وأقضي طلباتهم مثلا كل شهر,, أو أقوم مثلا بمصاريف طالب فقير,, أو بعلاج شخص مريض,, أو حتى أربي قطة أو كلب أو أبدأ أزور أهل بابا أو أهل ماما الله يرحمهم لأن أنا أخويا أصلا عايش في كندا ومابيزورش حد,, قالي كمان لازم تربطي نفسك بالحياة بإن وجودك يكون ليه قيمة فعالة في حياة اللي حواليكي,, وساعتها عمرك ما هتفكري تنتحري تاني  
_وطبعا حبيتوا بعض؟؟
= لا أبدا,, دا كان شخص محترم ظهر فجأة وأختفى فجأة بس أظن أنه كان متجوز تقريبا أصلا,, المهم إني فعلا عملت كدا لفترة,, لكن بعدها بدأت أنسحب تاني من الحياة واحدة واحدة لغاية ما بقيت كومبليتلي ألون,, فتقريبا كدا مش فارقة,, يمكن حتى أنا متحفزة شويه إننا نخرج من الفخ دا عشان حد الي عاملهولي مش رايحاه باختياري,, أو يمكن عشان الشخص التاني اللي لسه ما ماتش بس يلا نفر مايند 
ساعتها ماكنتش عارف أرد أقول لها إيه الحقيقه غير بعض الكلام اللي بيتقال زي الاسطمبات في المواقف اللي زي دي على الرغم من إني اتعاطفت معاها جدا,, أو يمكن بدأت أبص لها بصة مختلفة,, أو يمكن بدأت أتعلق بيها,, مش عارف
المهم إننا خلصنا كلامنا ونفذنا إتفاقنا بإنها ربطتني بكل قوتها في السرير وأكتر من مرة,, وكانت الدنيا ماشية تمام لغاية الساعة واحدة بعد نص الليل
يتبع

ليست هناك تعليقات