إبحث عن موضوع

الوحش في الصندوق

كنت شغالة جليسة عند واحدة عجوزة، و ف يوم كانت ع فِراش الموت، و قالت لي و هي بتحاول تلقط انفاسها الأخيرة:
- إفتحي الدرج اللي جنبك ده، هتلاقي فيه صندوق هاتيه.

فتحت الدرج زي ما قالت، و طلَّعت الصندوق، إديته لها، أخدته مني، و لقيتها مدِّت ايديها تحت البطانية اللي كانت متغطية بيها، و لقيتها طلَّعت مفتاح، شكله كان قديم و غريب، حطته ف الفرج بتاع الصندوق و فتحته..

و طلعت منه حاجة زي جلد جاف، او هو جلد فعلًا و عطيتها لي، و طلبت مني أقراها، اخدته منها و بصيت فيه، كان مكتوب فيه كلام بلون أسود داكِن، و بدأت أقرأ المكتوب:

(أوصي انا رجَوات و ما زلت بكامل قواي العقلية، و بسبب أنه لم يتبقَّى لي الكثير من القوة للسيطرة، فإنني أطالب بالنقل ل ........ الآن)

خلصت قراءة، و بصيت لها بعدم فِهم و قلت:
- انا مش فاهمة حاجة ياحجَّة.
ردت عليا و هي بتشاور للجلد:
- امضي بإسمك عند مكان النقط الفاضية هنا.
حاولت أتكلم معاها، لكنها قاطعتني بعصبية خلتها تفضل تكح بقسوة، فقلت لها:
- حاضر حاضر، هقوم أجيب قلم.
مسكتني من إيدي و طلَّعِت من الصندوق قلم قديم، زي اللي كانوا بيحطوه ف قدح الحِبر، و نسْكِت إيدي و قالت لي:
- أمضي هنا بسرعة.

حطيت القلم ع الجلد الجاف، و كتبت إسمي مكان النقط، و كان لون الحبر أحمر غامق، بعد ما مضيت، بصيت لها بإستغراب، مدت ايديها أخدت مني الورقة و حطيتها ف الصندوق، و نكزته ف صدري كأنها بتقولي اخليه معايا، و قالت لي بصوت وهن:
- أوعي يهربوا منك، و لو حصل هيموت كتير من الأبرياء، و مش هتعرفي ترجعيهم تاني.
و قبل ما أتكلم لقيتها أخدت نَفَس طويل مصحوب بشهقة و بعدها... صمت تام !

فضلت اهز فيها و انادي يمكن تتحرك، حاولت اكدِّب إحساسي بأنها ماتت، لكن ملامح القلق اللي كانت ظاهرة عليا تحولت لتعجُّب من اللي حصل..، وشها بدأ يبقى لونه أسود جدًا و ينكمِش !

.
حسيت بخوف إجتاح جسمي، قمت من جنبها و رجعت لورا كام خطوة، و انا باصة لها و جلدها تحول بالكامل للون الأسود الداكن !
طلعت برا الاوضة و كملت المستشفى

و بعد واجب العزاء اللي كان ع الضيَّق جدًا، محدش جه حتى من الجيران، و حتى هي مكنش عندها أطفال زي ما كانت بتحكي لي..

و دلوقتي بقى عندي مشكلة البحث عن شغل جديد، لكن اللي مكنتش عاملة حسابه هو السر اللي جوا الصندوق اللي معايا..

دخلت البيت اللي عايشة فيه لوحدي بعد ما بابا و ماما ماتوا، و فتحت الصندوق و بصيت جواه، كان ف علبة عاملة زي علبة السجاير، فتحتها لقيت فيها تلات كروت، كان مرسوم فيهم أشكال وحوش غاية في البشاعة، و كان مرسوم ورا كل وحش فيهم مشهد مختلف عن التاني، يعني فيهم اللي وراه ناس متعلقين من أعناقهم بسلك شائك، و منهم اللي غرقانين ف حِمم البركان، اما الأخير فكان واضح ع وشوش الناس اللي ف المشهد اللي وراه خوف و ذُعر عارم !

و كل ورقة من دول كان مرسوم ف ضهرها جدول زي بتاع إكس اوو، و مكتوب جواه حروف و أرقام.. !

ع حسب معلوماتي البسيطة، إن دي تعويذة، لكن إيه لازمتها، و ليه كانت الحجَّة مُحتفظة بالكروت دي؟

معقول كانت ساحرة ؟!
يا نهار أسود و منيِّل !
ده ع كدة الحاجة اللي انا مضيت عليها دي وراها مصيبة !

رجَّعت الكروت جوا الصندوق، و رحت ناحية الشباك و فتحته،  رميت الصندوق باللي جواه ف الشارع، و بكدة اللعنة إنتهت...

لكن اللي مكنتش أعرفه هو إني فتحت ع اللي هيلاقي الصندوق و الكروت باب الجحيم !

كل يوم لازم أصحى ع خبر موت عائلة، و دايمًا بيكونوا يا إما متعلقين من اعناقهم في حبل مشنقة و لكنه مصنوع من السلك الشائك، يا إما محروقين، و في جاما خمدت إنصهارها بجانب اللي ماتوا، أو ع وشوشهم أعتى علامات الفزع و الرعب التي لم ترد ع أحد !!

دلوقتي بس فهمت رجَوات كانت تقصد إيه لما قالت:
- أوعي يهربوا منك، و لو حصل هيموت كتير من الأبرياء، و مش هتعرفي ترجعيهم تاني.

هما مهربوش، انا اللي أطلقت سراحهم !

لو لقيت كروت و عليها أشكال وحوش غريبة و أنت ماشي ف الشارع، أرجوك تجنبها، و سيبها و أمشي !

*تمت*
عمرو نجيب

ليست هناك تعليقات