إبحث عن موضوع

الساحر (الجزء الاول)

شياطين الأنس

( عن رواية أحدهم )

" الساحر "

دايماً كنت مبهور من صغر سني بشكل الساحر و بطرقه في معالجة الناس من المس او حتى أذيتهم بالجن ، شكل الساحر اللي هو دايماً رجل دقنه طويلة و لابس عمامة و جلابية و قاعد ف بيت قديم و عنده مريدين اول ما يدخلوا عليه يلاقوا قدامه مبخرة كبيرة و جواها فحم و هكذا و هكذا و اللي فالحقيقة مطلعش شكل واقعي خااالص بس حبي ده خلاني احب العالم ده و ابقى عاوز اقرب منه اكتر و اكتر ، لحد ما عن طريق الصدفة اتعرفت على شخص بيفهم فالسحر كويس و بيقدر يعالج و يأذي و يعمل كل الحاجات اللي بيعملوها السحرة دول ، و من هنا بتبدأ حكايتي اللي هحكيها لكم و اللي اقسملكم باللي خلقني انها حصلت فعلاً معايا ....

انا مين ؟؟

انا : محمد سعد
سني : ٢٩ سنه
ساكن في أحدى احياء القاهرة
بشتغل فني تكييفات في احدى الشركات الكبرى

بدأت حكايتي من اول ما وعيت عالدنيا ، كنت دايماً بحب السحرة او اللي الناس بتقول عليهم شيوخ ، كنت دايماً بشوفهم اقوياء و بيقدروا يعملوا حاجات محدش غيرهم بيقدر يعملها يعني بمعنى ادق كنت بشوفهم سوبر هيروز يعني ابطال خارقين اقوى من الابطال الخارقين اللي بنشوفهم ف الافلام ، لأنهم ببساطة بيقدروا يتحكموا ف حياة الناس عن بعد و بيقدروا يغيروا ف حياة الناس و يشفوهم و يأذوهم لدرجة ان انا فاكر ف مرة ان حد سألني و انا صغير نفسك تطلع ايه ؟ .... ساعتها جاوبته و قولتله بكل ثقة .... نفسي اطلع بتاع جن و عفاريت ، اه انا كنت شغوف و معجب بشخصية الساحر جدااا ، و مع الايام الشغف ده ازداد و كبر و بقى تعلق و امنية ، لحد ما وصل سني ل ٢٥ سنة و قابلت واحد من السحرة دول عن طريق الصدفة ، فاليوم ده كنت قاعد ف بلكونة شقتنا اللي هى فالدور التالت و سمعت ساعتها صراخ مريم بنت الجيران اللي سنها ١٨ سنه تقريباً و اللي دايماً امي كانت تقول عنها ( البت دي ملبوسة ، دي بتقف فالبلكونة بالليل تشتم الناس ) .... الحقيقة انا مكنتش باخد بالي منها و لا من اي حد من الجيران و ده نظراً لأن انا بنزل شغلي الصبح و برجع بعد المغرب و يادوب ااكل و اعمل كوباية واقف اشربها فالبلكونة مع سجارة و ادخل افتح نت شوية من على اللاب توب و بعد كده انام عشان اصحى لشغلي بدري ، لحد يوم ما سمعت صوت مريم بتصرخ بصوت عالي اوووي ، صوت لا يحتمل ، يومها خدت بعضي انا و امي و ابويا و اخويا احمد اللي اصغر مني بعشر سنين و روحنا بيت اهل مريم علشان نشوف لو مريم بنتهم فيها حاجة او حد منهم اتأذى او لو محتاجين حاجة و ده لأن لأول مرة نسمع من عندهم صوت صراخ مريم بالصوت العالي المرعب ده ، خبطنا الباب و فتحتلنا ام مريم و قالت ل امي .... ( متقلقوش .... ده الحاج عمر بيعالج مريم ، ما انتي عارفة يا ام محمد ان مريم ملبوسة ، و احنا جبنا لها حد بيعالجها و متقلقيش يا ام محمد احنا بخير ) ، اتطمنا شوية بعد كلام ام مريم و اخدنا بعضنا و رجعنا شقتنا تاني .

كل ده مكنش هاممني ، ولا مريم ولا صوتها اللي كان مرعب و مخيف و فبعض الاحيان بيقلب لصوت رجل ، لكن كل اللي كان هاممني هو الحاج عمر اللي ام مريم قالتلنا عليه ، فضلت واقف فالبلكونة و انا مركز شويتين مع الاصوات اللي جاية من عند شقة الجيران لحد ما صوت مريم سكت خالص و بعد كده سمعت صوت ام مريم بتقول ...

- ها يا شيخنا ؟

رد عليها ابو مريم و قال ....
- متقلقيش يا حاجة عم الشيخ صرف الجن اللي على مريم و هتبقى بخير .

و بعد كده سمعت صوت رجل بيقول
- متقلقيش يا حاجة بنتك نايمة شوية و اول ما هتصحى هتبقى كويسة ، اطمني .
طبعا سمعت صوت زغاريط من ام مريم و صوت ابو مريم و هو بيقول ....
- الحمد لله .
و بعدها بشوية سمعت صوت ام مريم بتقول ....
- طب اقعد يا عم الشيخ اشرب حاجة .

رد عليها صوت الرجل و قالها
- لا الف شكر ، انا لازم امشي لأني مستعجل .

بعدها سمعت باب شقتهم بيتفتح ، و لو هتسألني ازاي سمعت ده كله بوضوح هقولك ان الشقة جنب الشقة و بسهولة جدا اي جار يقدر يسمع جاره و خصوصاً فالعمارات اللي شققها صغيرة و قريبة من بعض .
اول ما سمعت باب شقتهم بيتفتح خدت بعضي و نزلت جري من شقتنا و عملت نفسي نازل اشتري حاجة من تحت ، لكن ف الحقيقة انا كنت نازل علشان الحق الشيخ (عمر) ده ، و فعلا و انا نازل لقيت رجل شكله عجوز لكن لبسه و هيئته متدلش على انه شيخ او ساحر نهاااائياً ، كان واخد باله من نفسه جدا و كان شكله متصابي يعني و ده واضح من طريقة لبسه اللي كان بنطلون جينز و قميص شكله شبابي جداا .
كان قدامي و انا وراه على السلم و طبعا لهفتي و شغفي خلوني اخبط على ضهره خبطة خفيفة كده و اقوله ...
- هو حضرتك الشيخ عمر ؟

التفت و رد عليا و قالي ...
- اه يا ابني انا الشيخ عمر ، خير .... في حاجة ؟

بصيتله بانبهار و قولتله ...
- انا عاوز اتعلم منك يا حج .
ضحك ضحكة مصطنعة كده و قالي ...
- خد رقم موبايلي اهو و ابقى اتصل بيا بكره الصبح لأن ده موضوع مينفعش نتكلم فيه على السلم كده ، و لما تكلمني هنتفق على ميعاد نتقابل فيه .

فعلاً اخدت رقمه و رجعت شقتي تاني ، بس انا استغربت جداااا من أنه رحب بيا و استغربت اكتر من شكله و هيئته و استغربت اكتر و اكتر لما امي حكتلنا ان مريم فاقت و خفت و انها بقالها اكتر من سنتين ع الحال ده لحد ما الشيخ عمر الله يباركله قدر يشفيها ...

عدى اليوم ده و كنت تاني يوم اجازة من الشغل ، صحيت من بدري و انا كل اللي شاغل بالي الشيخ عمر و لو اتصلت بيه هيقولي ايه و هيعمل معايا ايه ؟ ، استنيت لحد بعد الظهر كده و اتصلت بيه ، رد عليا و قولتله .... انا محمد اللي خدت رقمه امبارح ، افتكرني على طول و قالي انه مستعد يقابلني النهارده بالليل بعد العشا عنده فالبيت و قالي كمان انه هو عايش لوحده ، اخدت عنوان البيت و اتفقت معاه عالمعاد و فضلت قاعد مستني على احر من الجمر لحد العشا و فعلا الوقت عدى و لبست و روحتله شقته اللي كانت ف المعادي ، وصلت المعادي و فضلت معاه عالتليفون لحد ما وصلت للعمارة و طلعلتله شقته ، خبطت الباب و فتحلي و هو مبتسم و استقبلني بحفاوة كبيرة جدااا و قالي ...
- اتفضل اتفضل اتفضل يا ابني ،دخلت الشقة اللي كان واضح من ديكورها انها فخمة جدااا و بتدل على ان صاحبها مقتدر مادياً ، دخلت و لسه هقعد فالصالون لقيته بيقولي ...
- لا انتي تيجي معايا .

مشي ناحية اوضة من اوض الشقة و انا مشيت وراه لحد ما دخل الأوضة دي و شغل الاضاءة و قالي ...
- تعالي ادخل متخفش .
دخلت فعلا و اليكم وصف الاوضة ( كانت عبارة عن مكتبة كبيييرة ، الاوضة مليانة ارفف و عليها كتب كتيييير و شكل الكتب قديمة و متهالكة و كان ف وسط الاوضة مكتب كبييير و فخم و وراه كرسي ، دخل الشيخ عمر و قعد عالمكتب و قالي ...
- اقعد .

دخلت و قعدت ع الكرسي اللي قصاده ، بص لي و ضحك ضحكة خبيثة و فتح درج المكتب و خرج منه مجموعة ورق شكلهم قديم جدا و اداهملي ، مسكت الورق بالراحة لأني كنت خايف على الورق لأن الواضح انه ورق قديم جدااااا من ملمسه و شكله ، مسكت الورق و لسه هبص فيه لقيت الشيخ عمر بيقولي ...
- ده بقى اول كتاب لازم تقراه لأن ده اهم حاجة ف أساسيات شغلنا .

بصيت على اول ورقة و كان مكتوب عليها كلمة بخط كبير الكلمة دي ( سر الأوفاق ) ل احمد بن علي البوني..... يتبع

ليست هناك تعليقات