إبحث عن موضوع

اسكريبت

-"بتحبني؟!"
قالتها و هي بتترعش و خايفة
كسرة عينيها ساعتها كانت قادرة تخليني أموت و الله من الخنقة اللي كنت فيها..
="ليه بتقولي كده؟!"
-"حاساك مابقتش عاوزني يا يحيى!"
أنا بصيت للأرض و ماقدرتش أخد نفسي خالص
كنت بتنفس بالعافية بجد و ماكنتش قادر على الموقف اللي أنا فيه ده..!
-"ليه مابتردش؟!
بس على العموم أنا طلبت أشوفك النهاردة علشان أنا عاوزة أعرفك حاجة
و هي إني مش هغصبك عليا
الحمدلله مش بنغضب ربنا في الخطوبة و أنا ماكنتش عاوزة نتمادى بس على الأقل تسأل عليا
تحسسني إني موجودة في حياتك!
تحسسني بأي إحساس يخليني أصدق إنك عاوزني..
أنا حاسة إني حمل كبير و إحساسي ده مش هيروح غير لما........"
قلعت دبلتها و قالتلي إنها هتبعتلي أخوها بحاجتي بكرة و دخلت أوضتها بعد ما قالت:
-"يشهد ربنا إني اتمنيتك من كل قلبي و إنت كسرتني بس مسامحاك و مش بقول في حقك غير كل كلمة طيبة لإنك ماتستاهلش غير كل خير
ربنا يرزقك بالخير معاها"
أنا نزلت من عندها و أنا مش قادر أتكلم
أهلها و هما بيبصولي بحزن كنت أموت نفسي أحسن و لا إني أشوف النظرة دي أبدًا في عيونهم!
روحت البيت و حكيت لوالدتي كل اللي حصل فقالتلي و هي شبه بتبكي:
"ليه كده يا يحيى؟!
ليه تعذبها بالشكل ده؟
إنت عارف إنها بتحبك و بتعزك و شارياك
رديت و قلبي واجعني بجد..
"خايف أجرحها،
خايف أكون شبهه
خايف تحط أملها فيا و تتعشم و أنا أكسر كل ده
أنا بني آدم فاشل في الحب و ماعنديش ثقة في نفسي فإزاي هخليها تثق فيا؟!
أنا مخنوق مخنوق يا أمي مخنووووق
كنت بعيط بحرقة و لأول مرة اتعريت بمشاعري قدام أمي
ريهام مفكرة إني بحب غيرها بس ماتعرفش إني و الله بعشقها
يا ماما قوليلي أعمل إيه قوليلي؟!!!"
="إنت مفكر يعني إنك لما تسيبها كده هتخف؟!
صدقني هتتعب أكتر و قلبك هيوجعك أكتر و أكتر
ماتحطش في دماغك إنك هتكون شبهه و هتسيبها إنت مش هو يا يحيى
والدك ربنا يباركله بقا
ممكن ماتفاهمناش بس صدقني يا ابني إنت غيره!"
-"لسه بتدعيله بعد اللي عمله؟!
لسه بتتمنيله الخير؟!
ده كان بيضربك و بيأذيكِ دايمًا و في الأخر رماكِ و رماني و راح إتجوز واحدة تانية!"
="بس أنا بحبه و هو ماحبينيش!
هو اتجوزني يعتبر غصب عنه
والده و والدته اللي اختاروني ليه و هو ماكانش عاوزني يا يحيى!
أنا اللي حبيته و عشقته و برغم كرهه ليا عمري ما كرهته و لا قدرت أحب غيره!
فإنت بقا عاوز تأذيها كده و إنت بتحبها؟!
يا ابني الله يصلح حالك إنتوا الاتنين مرتاحين و بتحبوا بعض ليه تأذيها كده؟!
إنت غيره،إنت بتحبها يا يحيى!"
-"خايف!"
="ماتخافش يا يحيى الحب مش للجبان الحب للشجاع،
هتفرح يعني لما تشوفها مع حد تاني؟!
و كمان و إنت واثق و متأكد إنها بتحبك إنت؟!"
-"و الله أموت فيها"
="يبقى تروحلها و تصلح غلطك يا حبيب قلبي"
-"مش عارف يا ماما مش عارف"
سيبتها و دخلت أوضتي رميت نفسي على السرير من كتر التعب النفسي اللي خلق تعب جسدي غير طبيعي..!
افتكرت أول مرة شوفتها فيها لما ماما قالتلي:
"في عروسة زي القمر و محترمة جارتنا و طيبة و بنت حلال لسه شايفاها النهاردة تحب تشوفها؟!"
زي كل مرة اعترضت و قُلت لاء و مش هعرف و مش هقدر
لكن ماما أصرت و ضغطت عليا بحجة إني الوحيد و نفسها تفرح بيا زي باقي الأمهات فوافقت علشان خاطرها و وافقت أقابل البنت دي!
ريهام!
اسمها ريهام..
ماما قالتلي إن اسمها ريهام و محترمة و خلصت هندسة من سنة!
رُحت قابلتها و من أول نظرة خطفتلي قلبي بجد مني!
خُفت أسرح فيها أكتر من كده فيبقى حرام عليا فلقيتني بعرفها بنفسي و هي عرفتني بنفسها بردو شخصيتها عجبتني جدًا و حسيت بطيبتها من كلامها و كمان احترامها!
وافقت و هي وافقت
طبعًا والدتي ماصدقتش و عيطت من الفرحة و أنا كنت فرحان جدًا بس إحساس  الخوف كان ملازمني بطريقة غير طبيعية!
قضينا خمس شهور فيهم و أنا مش قادر اقرب منها و كل مرة كانت بتكلمني على موبايل والدتي تطمن عليا لإني ببقى قافل موبايلي من خوفي من كلامها،
كنت بعمل نفسي نايم علشان ماما تقولها كده!
استحملتني كتير و استحملت إني كنت بروحلها تقريبًا في الشهر مرة أو اتنين بالعافية و كنت بروح مش بقدر أكلمها أبدًا من خوفي!
خوف اتخلق جوايا من صغري
خوف من إني أذيها مع إني و الله بحبها!
استحملت قسوتي عليها بس كل إنسان و ليه طاقة و هي أكيد صبرها نفذ!
أنا هنت كرامتها كتير و كنت بعيط مع نفسي من اللي بعمله فيها ده!
لحد ما هي طلبتني أروحلها ضروري و قالت اللي قالته ده!
هي فكرتني بحب غيرها؟!
ده أنا ما صدقت لقيتها إزاي هبص لغيرها!
بس هي مش فاهمة ده!
هي مش فاهماني و لا فاهمة خوفي!
نمت من كتر التفكير و صحيت على صوت أمي بتقول:
"قوم يا يحيى كلم أحمد أخو ريهام"
صحيت و بصيت في الساعة لقيتها واحدة إزاي نمت كل ده؟!
خرجت لأحمد لقيته ابتسملي بوجع و قال:
"بتقولك ريهام لو في أي حاجة ناقصة عرفني و أنا هجيبهالك"
قال كده و استأذن و مشي..!
هي يا ترى أخبارها إيه دلوقتي؟!
عدى تلات أسابيع و أنا متدمر نفسيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى!
فتحت الأكونت بتاعها كالعادة لقيتها كاتبة بوست..
"هذي الروح تشتاق إليك،هذه الروح لك تشتاق،
ومضيت وكأنما أعجبك الفراق،
وتركت الذى كان بينا للنار والاحتراق.."
أنا كنت بقرأه و أنا بعيط،،بعيط بحرقة لدرجة إن أمي سمعتني و جت تجري على أوضتي بلهفة و حضنتني و عيطت هي كمان و قالتلي:
="روحلها"
-"خايف!"
="ليه يا يحيى كده؟
ليه يا ابني وجع القلب ده كله؟!
ارحم نفسك و ارحمها من الوجع ده كله"
جريت على الحمام اتوضيت و صليت ركعتين علشان أهدي نفسي من ده كله و قعدت مع نفسي شوية و حاولت أرتب أفكاري لإن أنا بجد عايش في عذاب!
خايف تتأذى بسببي أو مني،
أنا اتربيت في صراع نفسي كبير بسبب اللي اسمه والدي!
و سابني من عشر سنين و رماني أنا و أمي و ماسألش عننا تاني!
كان بيضربها و يهينها و يعذبها بسبب إنه مش بيحبها و هي كانت راضية بس علشان بتحبه..
ملعون الحب اللي يهين البني آدم كده!
بس...بس أنا كده أكيد في نظرها هِنت كرامتها و حبها ليا!!!!
أنا لازم أروح ليها
لازم أروح و أعرفها إني بجد مش زي ما هي شايفاني!
لازم تعرف إني مش شايف غيرها و الله!
جريت على أمي و هي بره و حضنتها و قُلتلها:
-"شكرًا إنك وقفتِ جنبي طول الفترة دي
شكرًا إنك كنتِ و ما زلتِ عظيمة يا أمي"
كلمت والدها و قُلتله إني عاوز أقابلهم في البيت
و كنت ساعتها خدت دبلتها معايا..!
رُحتلها البيت و أنا مش عارف أنا إزاي هبصلها
دخلت البيت بس هي ماكانتش قاعدة معاهم كان أبوها و أمها و أخوها بس!
قُلتلهم:
"ريهام فين؟!"
والدها قال:"مش راضية تخرج أبدًا يا يحيى!"
أنا ساعتها وقعت على الكنبة حسيت بدوخة و إن نفسي بيضيق و الدنيا اسودت حواليا
جريوا عليا يتطمنوا و عيون بس هي اللي فوقتني...لقيتها خرجت على صوتهم و هما بيصرخوا من خوفهم
سمعت صوتها اللي بجد وحشني:"يا يحيى إنت كويس؟!"
فوقت شوية و قُلتلها بصوت مبحوح:"محتاج أتكلم معاكِ ممكن؟!"
هي وافقت من خوفها عليا لكن هي ماكانتش عاوزة تسمعني و لا تشوفني أصلًا
قعدنا لوحدنا لبعيد كده نتكلم سوا فقالت:"اتفضل يا أستاذ يحيى"
-"أستاذ؟!"
="إيه اللي فكرك بيا تاني؟!
عاوز تجرحني أكتر؟!
و لا يكون هي سابتك و جاي تعوض مشاعرك معايا علشان أنا اللي بستحمل؟!"
-"بالله عليكِ افهميني يا ريهام
أنا و الله تعبان
أنا و الله بحبـ... بحبك إنتِ و بس!"
أول ما قُلتلها كده اتنفضت و وشها قلب أحمر و اترعشت ما هي أول مرة تسمعها مني!
سألتها:"هتسمعيني بالله عليكِ؟!"
هزت راسها بالموافقة لإنها أكيد لسانها اتشل من الإحراج ده كله..أنا ذات نفسي اتحرجت من نفسي!
حكيتلها عن كل حاجة عيشتها في طفولتي و قد إيه أنا اتعذبت أنا و أمي
و حكيت كل المشاعر اللي حسيتها مع بعضها و قتلتني
حكيت كل حاجة كل حاجة في قلبي بجد!
حكيت عن المأساة و المعاناة اللي حسيت بيهم من طفولتي لدلوقتي
حكيت عن خوفي من نفسي إني ماقدرش أسعدها!
هي مانطقتش بس عيطت كتير كتيير أوي
حطيت قدامها الدبلة بتاعتها و قُلتلها ليكِ حرية الاختيار يا ريهام بس صدقيني أنا مش هغصبك على حاجة
و المرة دي جاي بكل رضايا و قوايا العقلية كمان
صدقيني هسعدك و هكون إنسان تاني و هثق في نفسي بس..بس ترجعيلي و تنوريلي حياتي
بصت ليا و ابتسمت و قالت:"أنا اتأكدت كده إنك عمرك ما هتأذيني يا يحيى"
أنا فرحت..فرحت بجد إنها وافقت ترجعلي،أنا كنت متأكد إنها هتفهمني لإنها....لإنها بتحبني!
مسكت الدبلة و لبستها و قالت:"المرة دي عمرها ما هتتقلع غير و هي بتتنقل من اليمين للشمال و إبقى وريني شطارتك بقا يا سي يحيى"
أنا ماكنتش مصدق نفسي من الفرحة!
..
ريهام أحلى حاجة حصلت ليا في حياتي بجد!
اتجوزنا الحمدلله بعد تمن شهور تقريبًا و الحمدلله الحمدلله أنا بقيت شخص تاني خالص بفضلها هي بعد ربنا...هي استحملتني كتير و وقفت جنبي كتير..!
هي خليتني إنسان بروح و بقلب
..

"و لكن جفاف قلبي لم يحييه إلا غيث نبضك"
..

ريهام يحيى

ليست هناك تعليقات