إبحث عن موضوع

ملاكي الحارس 🙂 الجزء الاول

ملاكي_الحارس
الجزء_الأول
نظرت له نظرة ذات معني وتركته ،ذهبت عكس وجهته وكأنها تعلن رسمياً أنها لن تكون له أبداً وأنها لم تعد معه في نفس الطريق إفترقت طرقهم الآن ،ذهبت وكأن لا شئ يعنيها تركته وتمنت لو تري نظرة ندم وإنكسار واحدة في عينيه ،ولكنها لم تجد أي شئ سوي برود قاسي إجتاح كل شئ  ،ليتها شعرت بندمه ،بحبه بأي شئ ، لتحسنت حالتها قليلا ً ولكنها كانت تعرف يقيناً أنه لم يحبها أبداً كانت لعبته حتي سأم منها وكسرها كطفل عنيد وقرر البحث عن لعبة جديدة .
في طريق عودتها حاولت التظاهر بالقوة لكنها لم تستطع ،هي الآن وحدها ويمكنها البكاء كما شاءت تمنت لو تصرخ بعلو صوتها وتبكي وتخرج ما بداخلها من ألم ،وقفت تنظر للنيل وتشكي له وحدتها وجرح يؤلم قلبها ،قاطعها صوت هاتفها
أيوه ياريهام خير ؟!
ريهام : إنتي فين يا بنتي كلنا قلقانين عليكي ومحدش يعرف مكانك وانتي مبترديش علي حد
هاجر : أنا خلاص راجعه البيت اتطمنوا
ريهام :طيب انتي فين وهجيلك
هاجر : زي كل مرة انتي عارفه مكاني
ريهام :مسافة السكة وهكون عندك  ، بس صوتك ماله انتي كنتي مع أحمد
هاجر : أنا تعبانه يا ريهام لما تيجي نحكي
ريهام :تمام مش هتأخر عليكي
أغلقت هاجر الهاتف ونظرت نحو السماء وقالت الأغبياء وحدهم من يقعون في الحب ، نبحث عن ما يقتلنا ونتجرع السم بكل سعادة وعندما نفقد حياتنا نلعن الحب ، غرقت هاجر في أفكارها وهي تتطلع حولها بحزن ،كل هؤلاء العشاق هنا ،يا تري من منهم يخدع الآخر من منهم الصادق ومن الكاذب ؟! كل هؤلاء الحمقي هنا من أجل الحب ،إبتسمت بسخرية لقد كانت أكبر حمقاء ،آذاها الحب مراراً ومازالت تعود إليه لم يبق في قلبها مكان آخر لخدش جديد ، لتتحمل عواقب الحب الذي آمنت به ، قطع شرودها وصول ريهام
إحتضنتها ريهام بقوة وظلت هاجر تبكي بلا توقف وكأنها تبكي كل ما مر من حياته ،تبكي كل ما رأته كل خذلان وكل ألم
ريهام: إهدي واحكيلي حصل أيه؟!
هاجر ببكاء : أنا سبته يا ريهام ،رميت الدبلة في وشه وسبته
ريهام : أحسن حاجه عملتيها ،أنا بقولك من زمان إنه ميستاهلش يكون في حياتك أبداً
هاجر : اللي حارق قلبي إنه متهزش ،متحركش كأنه ما صدق خلص مني ، أنا بكرهه اوي يا ريهام بكرهه
ريهام : ميستاهلش دموعك دي والله ما يستاهل تفكري فيه
هاجر : بس أنا أستاهل يا ريهام ،أستاهل كل اللي بيحصلي ،أستاهل كل اللي حاسه بيه ،أستاهل وجع قلبي
ريهام : متستاهليش والله ،انتي تستاهلي كل حاجه حلوة انتي بس اختيارك كان غلط
هاجر بسخرية: كل إختياراتي كانت غلط
ريهام : تقصدي أيه ؟!
قاطعهم صوت رجولي : مش كفاية بقي والفقرة دي تتعمل في البيت عادي مش لازم كل الناس تتفرج
هاجر بضيق : أيه اللي حابه ده ،ريهام انتي جبتيه معاكي ليه ، انتي عارفه اني مبحبش أشوفه في اي حته
مراد :يعني أنا اللي هموت واشوفك ،بس الوقت أتأخر وعمي قلقان عليكي واكيد مش هسيب إختي تجيلك في نص الليل لوحدها
هاجر: مش هركب معاه أنا هروح لوحدي
مراد : براحتك
ريهام : بطلي جنان خلينا نمشي ،عمي هيتجنن في البيت
هاجر : موافقة بس ميتكلمش معايا طول الطريق
مراد : يعني انتي شايفاني طايقك ،انجزي خلينا نمشي
ساد الصمت طول الطريق ،وهاجر تتطلع من النافذة بأعين باكية ،تشعر وكأنها زهدت كل شئ لا ترغب في الحديث ،ولا الكلام ترغب في الصمت ، صمت يزيل كل تلك الضوضاء التي تسكنها ،صمت يُسكت الأصوات التي تتقاتل في رأسها وتدفعها نحو الجحيم، ظلت شاردة الذهن حتي وصلت إلي أسوار منزلها وهي تعرف أنها علي وشك بدأ معركة ستخرج منها منهزمة  ،تعرف أن هذه المعركة ستؤدي بكبريائها وكرامتها ولكن لا مفر سوي خوضها ومحاولة النجاة منها بأقل الخسائر .
مراد : إحنا وصلنا يا هوانم ولا هتباتوا في العربية ،أظن هاجر معندهاش مانع
هاجر : سبق وقولتلك متتكلمش ومسمعش صوتك ،وبعدين انت مالك بتتحشر ليه خليك في نفسك
ريهام : يا جماعة مش كده انتوا أطفال ،لازم ندخل دلوقتي وبعدين اتخانقوا زي ما انتوا عايزين 
دخلت هاجر وهي تعلم ما ينتظر تجاهلت كل الأعين التي تنظر إليها وحاولت الصعود إلي غرفتها ولكن إستوقفها صوت والدها
عبد الرحمن : انتي مالكيش أهل تعرفيهم كنتي فين ،ولا انتي اتعودتي تتصرفي من دماغك ،اكيد كنتي مع الصايع بتاعك اللي أجبرتينا نوافق عليه وندخله بيتنا
هاجر :بعد إذنك يا بابا مش عايزة أتكلم دلوقتي ،نتكلم بكره
جذبها والدها من ذراعها بقوة : رايحة فين هو بمزاجك راجعه آخر الليل ومحدش كان عارف مكانك وتقوليلي نتكلم بكره
هاجر : أنت عايز ايه يا بابا دلوقتي
عبد الرحمن : عايز اربيكي عشان انتي ناقصة تربية
نظرت هاجر بحزن وقالت : عايز تضربني يا بابا اتفضل ، عايز تكسرني قدام نفسي وقدام كل اللي حواليا دول اكسرني مش تبقي أول مرة  ،وأيوه كنت مع أحمد رمتله دبلته ،أحمد اللي هربت ليه عشان الاقي الامان اللي ملقتوش وسطكم ،عشان بس اشوف في عيونه اني كويسة واني استاهل ابقي فرحانة طول عمرك شايفني فاشلة عمرك ما شوفت اي نجاح بعمله لحد ما بقيت فاشلة فعلا طول عمري بشوف حنيتك علي مراد وريهام ويوسف أخويا الله يرحمه  بس عمري ما شوفتك حنين عليا، عارف انت وصلتني أشك اني مش بنتك ،قولت يمكن لقيتني في الشارع وتعطف عليا ما هو مستحيل تكون أبويا وقلبك حجر عليا كده ،عارف يا بابا سبت أحمد ليه عشان مكنش عايزني أنا ،كان عايز فلوسك
عارف أنا عمر ما حد حبني ،أيوه محدش هنا بيحبني أنا موجودة في وسطكم إجباري عنكم لو أنا اللي مت كانت كل حاجه هتبقي كويسة بس هنعمل ايه للأسف أنا موجودة وعايشة لسه في حاجه تانيه ولا أمشي
صمت ساد وجوه الجميع وصدمة حقيقة تظهر عليهم لم يتوقع أحد كل هذا الحزن الذي تحمله بداخلها ،لم يري أحد البركان الذي كان علي وشك أن يثور حتي أنفجر في وجوههم جميعا ،صعدت هاجر إلي غرفتها وتشعر أن الكون يضيق بها وأنا تختنق وكأن الاكسجين إنتهي ،ضمت قدميها وإحتضنت نفسها وأسندت رأسها علي قدميها وصارت تبكي وتنتفض من البكاء حتي شعرت بمن يحتضنها بقوة ويربت علي كتفيها محاولة بث الطمأنينة إليها.
ريهام : إهدي عشان خاطري ،عمي مكنش قاصد يزعلك
هاجر : وطول عمره مش قاصد يزعلني ،عارفة أنا كنت بغير منكم اوي ،كان لما يشوف نتيجتكم يفرح ويجبلكم هدايا وأنا لا ،كنت بصعب علي ماما وتجبلي هي لما تشوفني مكسورة ،عارفة لما خلصنا جامعه وخدكم معاه الشركة وبقي يعلمكم كل الشغل بنفسه بينما أنا قالي مالكيش مكان في الشركة وبعد إلحاح من ماما وافق وكأن مهملني كأني مش موجودة ،كان بيتعمد يهين فيا قدام الموظفين
عارفه أنا عمري ما وثقت في نفسي ولا حبيتها عشان كده عمر ما حد حبني
ريهام : بس أنا بحبك
هاجر : بتحبيني مجبرة عشان بنت عمك مش حبا فيا
ريهام : إنتي ليه معندكيش ثقة في حب اللي حواليكي
هاجر : عشان مشوفتش حاجه تأكد الحب ده ،كل اللي شوفته كان كلام انما مشوفتش اي فعل ،عارفه أنا كرهت نفسي بقيت أخاف ابص في المراية ، أنا مكنتش عايزة حاجه غير انكم تحبوني بجد
ريهام: أهدي بس عشان خاطري
هاجر : سيبيني لوحدي يا ريهام أنا عايزة انام
ريهام : حاضر  ،تصبحي علي خير
غرقت هاجر في شرودها لما الحياة قاسية عليها هكذا ، شعور الوحدة يقتلها ترغب في الهروب إلي مكان آخر لا أحد يعرفها ولا تعرف أحد هروب بلا عودة إلي مكان تشعر فيه بالإنتماء ، فاقت من شرودها علي صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة
"العاصفة بداخلك علي وشك الحدوث ،توقفي عن لوم نفسك ،عينيك خلقت لتفرح لا تظلميها بالبكاء ،إبتسمي عزيزتي ،نعم هكذا تبدين أجمل ،أدفع نصف عمري لأري لمعة عينيك الآن الإبتسامة العالقة علي ثغرك "
شعرت هاجر بالحيرة من أرسل هذه الرسالة ؟!
ردت علي الرساله برسالة أخري كتبت فيها "من أنت ؟!"
أعلن هاتفها بعد دقائق عن وصول الرد
"لا يهم من أنا ،إعتبريني ملاكك الحارس "

ليست هناك تعليقات