إبحث عن موضوع

التمثال

من الحاجات الي تقريباً قليل لما نسمع عنها قصة رعب ، او مشهد مرعب هي التماثيل .. قليل أوي لما حد يمُر بموقف مع تمثال ساكن لا يتحرك .. ممكن انت متعتقدش او متصدقش الي هحكيه .. بس انا لازم احكي ..
انا اسمي فرح .. عندي 22 سنة وفي السنة الرابعة لكلية العلوم ..
عايشة مع اختي الاصغر مني بعد وفاة والدي ووالدتي ، بشتغل سكرتيرة في شركة تصدير حديد مشهورة ، والحمدلله مُيسرين الحال ..
حكايتي بدءت يوم لما صاحبتي چنى اتصلت بيا وقالتلي انها رايحة مع اخوها الصغير شادي الي عنده 8 سنين هتفسحوا في متحف بتاع تماثيل ..
المهم انا وافقت ؛ اولاً لتغيير الموود وكسره ، وثانياً لأني من مُحبو النحت والتماثيل...
اتفقنا اننا نتقابل بكرة الساعة 5 المغرب عند محطة مترو  « السيد زينب » ونركب من هناك للمتحف المقصود ..
تاني يوم روحت المترو واتقابلنا ، وركبنا العربية وروحنا المتحف ..
هو كبيرة من برا .. قديم .. مُتهالك .. بوابته حديدية بتصدر صرير مزعج ..
كان فيه رجل آمن قاعد .. راجل كبير ، سألناه عن المتحف فقال انه مفتوح والدخول انهاردة مجاني ..
فرحنا كلنا .. ودخلنا .. خليني اوصفلك المتحف من جوة .. هو مختلف تماماً عن المتاحف الي اعرفها ..
الحيطان مدهونة بالاسود .. الارض مفروشة بالسجاد الاحمر الجديد .. ومحطوط في النص لوح زجاجي وفيه تمثال كبير ، وكذلك على كل مسافة فيه لوح زجاجي وتمثال مختلف محطوط ..
الغريب ان مكنش فيه اي حد في المكان خالص .. وكأنه مهجور ..
قربت من اول لوح زجاجي ، ولمسته .. كان التمثال المحطوط جواه شكله غريب ..
جسمه يشبه جسمنا .. وشه شبه البني آدمين لكنه مسلوخ !
حسيت برعشة غريبة بتجري في جسمي ، ودهشة غريبة اتملكتني .. أزاي نحات بالدقة ديه انه يرسم وش واحد مرسوم بالملي وكأنه حقيقي بالظبط !

بِعدت عنه وانا بقرب من لوح زجاجي تاني ، ونسيت ان معايا صحبتي او اخوها ..
قربت منه لحد ما وصلت قدامه ، والمرادي كان اغرب !
كان كائن صغير .. عندوه قرنين .. وعينين سودا تماماً .. ومنكمش في نفسه كأنه خايف من حاجة .. وعلى ملامحه القلق والخوف .. استغربت للمرة التانية ان ازاي نحات يرسم ملامح وش بالدقة ديه ..
قعدت على ركبتي وانا بتأمل اللوح الزجاجي وبدور على اسم الفنان او النحات عشان ابحث عنه على النت واشوف تصميماته التانية بس ملقتش ..
روحت للوح زجاجي تالت وكان منحوت فيه شكل راجل طويل ، وماسك عكاز .. ووشه مليان تجاعيد .. وفيه علامة كأنها معمولة بسكينة او بمطواة مابين عينه وخده .. واخدها سطحي .. وعينه مبرقة على الاخر !
تراجعت وانا بحاول اقنع نفسي ان ديه مجرد تماثيل غريبة وبحاول بردو استبعد فكرة ان ده متحف غريب مليان بتصميمات مينفعش تكون في اي متحف اساساً ..
روحت للرابع والخامس والسادس ..
وكانوا كلهم عبارة عن اشخاص مختلفة الطول والسن .. فمثلاً في السادس كان منحوت طفل ، ملامحه بريئة زي اي طفل .. ولكنه ماسك مصاصة وخارج منها وش مفزع بقرنين !
قررت اننا نمشي من المكان الغريب ده .. ولكن النحتة السابعة وقفتني من غرابة شكلها ..
قربت منها ومسكت موبايلي ، وفتحت الكاميرا وصورتها كذا صورة ..
كانت عبارة عن جسم بنت .. عارية تماماً .. فيه تاتوه او وشم كبير مالي جسمها كله .. عبارة عن رسمة ثعبان كبيرة من اول راسها لحد رجلها ، وملفوف حوالين جسمها بعناية ودقة ..
كانت ملامح البنت جميلة .. التفت بوشي لوراء عشان اشوف چنى .. بس مشوفتهاش !
كأنها اتبخرت .. التفت للنحتة تاني .. فلقيتها بصالي !
انا متأكدة انها مكنتش بصة ناحيتي لما شوفتها اول مرة .. حاولت اقتل شكي بإني التفت لوراء وارجع تاني .. فلقيتها بصة ناحية الشمال !
كررت اني التفت وارجعلها كذا مرة ، وكل مرة كانت بتغير وضع راسها والغريب اني لقيت بينزل من عين التمثال .. دم !.. وفي المرة الاخيرة ... ملقتش التمثال في اللوح الزجاجي اصلاً !!!!
رجعت لورا وانا بقول لنفسي :
" اكيد انت بحلم وهفوق دلوقتي .. اكيد بحلم ! "
وانا برجع خبط في حاجة .. خبط في حاجة طرية وسخنة .. ده جسم بني آدم ..
حسيت براحة بأني ممكن اكون خبطت في چنى او اخوها فألتفت ولسة بتكلم .. بس مطلعتش چنى .. او حتى اخوها !
كانت البنت المنحوتة في اللوح الزجاجي .. قدامي من واقفة زي البني آدمين من لحم ودم !
وشها مليان غضب .. الثعبان الموشوم على جسمها بيتحرك !
صدر صوت منها مخيف .. صوت بيقول :
" ده مش مكانكم .. مُحرم عليكم الرؤى ! "
قالتها وهجمت عليا بقوة !!
حسيت بآلم رهيب في جسمي كله !
نار بتاكل في جسمي .. وصوت فحيح الثعبان في ودني !!
حاولت اقاوم لكن مش قادرة .. روحي بتنسحب مني بالبطئ ..
وفجأة ..
كل ده اختفى .. ومحستش بحاجة بعدها !
* * *
شهقت وانا بفتح عيني على مياه قوية على وشي !
بثيت يمين وشمال .. فكان فيهوناس كتير متجمعا حوليا وچنى قاعدة قدامي وعلى ملامحها التوتر والخوف .. فقلت :
" هو ايه الي حصل ؟"
ردت چنى :
" واحنا واقفين قدام باب المتحف .. لقيتك أغمى عليكي .. الحمدلله ان ربنا وقف لنا ولاد الحلال ألي فوقوكي .. انتي كويسة ؟ "
قُلت :
- ايوا انا كويسة دلوقتي .. شكراً ليكم على مساعدتي "
قلتها للناس الي واقفة .. والي بعدها مشيت ومفضلش غير انا وچنى واخوها ..
فضلت افكر في الحلم الي شوفته او الكابوس .. لحد ما صوت چنى قطع تفكيري :
" الخروجة ضاعت اهيه !ّ"
" ليه ؟ "
" المتحف طلع مهجور ! "
" ازاي يعني ؟ "
" سمعت انه مهجور من ساعة ما بنت صاحب المتحف ديه اتقتلت ! "
" اتقتلت ؟؟ ، ازاي يعني "
" ابوها .. الي هو صاحب المتحف ! "
" ليه كدة ؟ "
" هتصدقي لو قلتلك ؟ "
" آه .. هصدق "
" عشان كانت رسمة وشم في جسمها كله ! "
" قتلها ازاي ؟ "
" بيقولك انه فضل يضربها يضربها .. لحد ما ماتت "
سكت وانا بحاول استيعاب الكلام .. افتكرت ان كان فيه رجل آمن على البوابة ، فقُمت وانا بدور عليه في المكان الي كان قاعد فيه ، بس ملقتوش
" بتدوري على أيه ؟ "
قالتها چنى من ورايا فألتفت وقلتلها :
" على الحارس الي كان هنا ! "
" مفيش حراس هنا ! "
" ازاي يابنتي وانا وانتي سألينه هو المتحف مفتوح ولا لا "
" انا لا شوفت حد .. ولا اتكلمت مع حد ! "
" ازاي يابنتي !؟ "
" يا حبيبتي انتي اكيد تعبانة من ساعة لما اغمة عليكي .. تعالي اروحك يلا عشان تنامي .. "

خرجت تيلفوني لما افتكرت اني صورت النحتة ، وفتحت الصور ولقيت فعلاً الخمس صور ..
فتحتهم .. بس كانوا .. كانوا كلهم لونهم اسود ! ، ايوا مفيش اي صورة .. فيه سواد بس !
يعني حتى دليل الي يثبت اني كنت جوا راح !
بصيت للمتحف بصة اخيرة وروحت البيت ..
مرت ايام كتير وانا بحلم بالبنت ديه بتيجي وتقولي :
" حرريني .. حرريني ! "
ومن يومين .. وانا في الحمام.. وبغسل وشي .. لقيتها في المرايا .. ووشم الثعبان بيتحرك على جسمها .. وبتقولي :
" حرريني .. حرريني ! "
----------

ليست هناك تعليقات