إبحث عن موضوع

ملاكي الحارس 🙂 الجزء الثاني

ملاكي_الحارس
الجزء_الثاني
الأحلام هي البوابة التي تمنحنا كل ما لانستطيع الحصول عليه في واقعنا البائس نهرب إليها بحثاً عن شئ جميل نخفف به المعاناة التي تتعرض لها أرواحنا .
إستيقظت هاجر من نومها بغير القلب الذي كان أمس شعور الحزن أبدله شعور لا مبالاة يكتسح كل شئ ،أمسكت دفتر يومياتها وكتبت
" النهاردة حلمت بيوسف كان جميل ومبتسم زي ما كان علي طول كان قاعد علي البحر وصوت الموج مغطي علي صوت صراخي وانا بنادي عليه حضني وطبطب علي كتفي ومشي من غير ولا كلمة بنادي عليه مش باصص عليا حتي ،صحيت وريحته مالية الأوضة وحشني  مين قال اللي بيموت بيختفي هو لسه موجود لسه حاسس بيا وشايفني أنا متأكده "
أغلقت دفترها وأدت صلاتها وأرتدت حجابها وهمت لتنزل للأسفل كان الجميع يضحكون حتي نزلت هدأت الأصوات وتوقفوا عن الكلام تمنت لو تستطيع الهرب بعيدا عنهم ولكن لا مهرب جلست إلي مائدة الطعام دون صوت
عبد الرحمن : ناوية تتأخري لحد امتي النهاردة
سهير : خلاص بقي يا عبد الرحمن مش وقت كلام
عبد الرحمن : لازم تعرف  ان اللي حصل امبارح مينفعش يتكرر أبدا ،أنا سكت لها إمبارح مش معني كده اني هفضل ساكت ، هي نسيت إن ليها أب
هاجر : أيوه نسيت إن ليا أب فكرني كده إمتي آخر مرة كنت أب ليا ، إمتي آخر مرة حضنتني إمتي آخر مرة وقفت جنبي زي اي أب ،ده كله ليه عشان رفضت مراد ابن اخوك أنا بكرهه هو السبب في موت يوسف بكرهه وعمري ما هسامحه
لم تشعر هاجر إلا بصفعه علي خدها أسكتتها عن الكلام
هاجر : أنا بكرهك ،بكرهكم كلكم
خرجت هاجر ولا تدري إلي أين تذهب شعرت وكأن كل الأشياء رفضتها لا أحد يقبل بوجودها لا أحد يهتم لإمرها لا تعرف كم من الوقت مر علي حالتها ولكن السماء أظلمت مثل قلبها تماما ، توقفت عن البكاء فما تشعر به لا يكفيه اي بكاء غرقت في ذكريات الماضي
يوسف : عصفورتي الحلوة عامله ايه
هاجر : الحمد لله يا ابيه كويسة
يوسف : ما بلاش أبيه دي ،دول يدوب 5 سنين ،ها عايزة ايه من شرم
هاجر : أنت هتسافر من غيري
يوسف : للاسف يا عصفورتي مش هعرف أخدك معايا ،بس اوعدك أول ما ارجع أخدك ونسافر يومين في اي مكان تحبيه
هاجر: خلاص عفونا عنك ، بس عايزة هدايا كتير اوي
يوسف مبتسماً : بقولك رايح شرم ،مش رايح دبي 😂
هاجر : طب رايح أنت ومين ؟
يوسف : اطمني هو جاي معايا
هاجر : هو مين ؟!
يوسف : مراد ابن عمك ،مش بتسألي عليه برده
هاجر : لا طبعا مش بسأل عنه ،أنا بطمن عليك
يوسف بضحك :واطمنتي ، وعموما ليكي عندي مفاجأتين لما ارجع
هاجر : قول دلوقتي
يوسف: لا لما ارجع وهتعجبك اوي ...
فاقت من ذكرياتها علي يد تمتد لتحرك كتفيها ببطء
هاجر : أنت بتعمل ايه هنا ، وعرفت ازاي اني هنا ؟!
مراد: إنتي عارفه اني عارف كل حاجه عندك ،انتي طول عمرك لما بتزعلي بتيجي هنا وانتي مبتتغيريش
هاجر : بس انت اتغيرت وكل حاجه اتغيرت
مراد : مفيش حاجه اتغيرت يا هاجر كل حاجه زي ما هي
هاجر : أنا همشي
مراد : انتي بتهربي ،بقالك سنين بتهربي هتوصلي لفين ؟!
هاجر : ههرب من مين منك أنت ؟! ههرب ليه اصلا هو في اي حاجه تجمعنا وانا معرفش أنت مجرد شخص أنا بكرهه موجود في حياتي غصب عني ،مجبرة علي وجوده
مراد : بس ده مكنش رأيك زمان
هاجر : أنت قولتها زمان ،قبل ما يوسف يموت ،قبل ما أنت تكون السبب
مراد : السبب في ايه انتي مجنونة دي كانت حادثة وانا حتي مكنتش موجود
هاجر : عمري ما هصدقك ولا هثق فيك ،أنا بكرهك  ومش عايزة أشوفك ولو لسه في قلبك شوية إحساس وانسانيه أبعد عني
مراد : خلاص يا هاجر انتهينا و......
قاطعه صوت هاتفه : أيوه يا ريهام ،بتقولي ايه ده حصل إمتي ،أيوه هاجر معايا خلاص أنا جاي فوراً
هاجر : في ايه ؟!
مراد : عمي تعب شوية ونقلوه المستشفي ولازم نروح فورا
هاجر : وليه مكلمونيش أنا
مراد بغضب : هو ده وقته ،تليفونك مقفول وجذبها من ذراعها بقوة وفتح باب السيارة
اركبي بسرعة
خيم الصمت عليهم طوال الطريق وهاجر تبكي في صمت تشعر بمشاعر مختلطة وغريبة ،تخشي ان تخسره  لا يمكنها أن تتعرض لخسارة أخري ،آلمها الفقد وكسر قلبها مراراً
مراد : وصلنا ،انزلي هما في العناية في الدور التالت ،اسبقيني
ركضت هاجر نحو المشفي ،وجدت والدتها ووالدة مراد وريهام امام الغرفة تسمع صوت بكائهم ،شبح الموت يخيم كل مكان
هاجر : بابا ماله ؟!  حد يرد
سهير ببكاء : ادعيله يا بنتي
هاجر : لا يا ماما مينفعش يموت ،قوليله يا ريهام مينفعش يسيبني ،أنا لسه محتاجله
ريهام : أهدي يا حبيبتي هيبقي كويس
هاجر : لازم يبقي كويس يا ريهام ،لازم يفوق ويرجعلي أنا من غيره ولا حاجه  لازم يرجع يعوضني عن غيابه ، يحضني وياخد أبله مني مينفعش يموت يا ماما ،مينفعش يسيبني زي يوسف
في دخول مراد : أهدي يا هاجر ،إحنا في مستشفي
هاجر : قوله يا مراد مينفعش يسيبني قوله يبقي كويس عشاني
احتضنتها ريهام بقوة وربتت علي كتفها حتي غابت عن الوعي 
أفاقت هاجر علي صوت ريهام : قومي يا هاجر بقي والله عمو بقي كويس عايز يشوفك كمان
عبد الرحمن : أنا كويس يا هاجر صدقيني يا بنتي متخافيش ، أنا عارف اني ظلمتك كتير ،بس كنت خايف عليكي انتي طول عمرك مشاعرك اللي بتمشيكي بتلغي عقلك وتمشي بمشاعرك بس وده مينفعش في الدنيا دي يا بنتي ،كنت خايف من تهورك ومن تعاملك بعاطفتك بس ،كنت بحاول اقويكي واخليكي تبقي قوية وتعرفي تواجهي الدنيا  ،عارف ان اللي عملته كان غلط بس خلاص هصلحه طول ما انا عايش سامحيني
خرجت هاجر وقلبها ينبض بألف شعور مختلف جلست وسط الجميع تنتظر والدها
ريهام : عمي هيعمل شوية فحوصات وهنمشي علي طول ،شوية أشعة وتحاليل ونمشي
فتحت هاجر هاتفها لتتلقي رسالة من نفس الرقم " من اعتاد ألم الفقد ،يبقي أبد الدهر خائفاً يترقب ، متخافيش  انتي مش لوحدك  انا جنبك ،ابتسمي "
ملاكك الحارس 💜

ليست هناك تعليقات