إبحث عن موضوع

💀العكاز 💀الجزء السابع و الاخير💀

💀 العكاز 💀

(الجزء السابع و الاخير)

انهيت تلك المذكرات و انا لا افهم شئ سوى ان هناك مجوهرات مدفونه بأعلى ذلك المنزل ، انتفضت من مكاني ذاهبة الى ذلك الدرج المؤدي الى الاعلى ، و قمت بالذهاب الى المكان المحدد و تأكدت من وجود المجوهرات ، ثم وضعت تلك (البلاطه) بمكانها و عند نزولي الى الاسفل وجدت فريد المملوكي واقفاً بالمنزل و بيده ذلك العكاز و هو ينظر لي قائلاً.

- ها لقيتي المجوهرات ؟
- مجوهرات ايه ؟
- غريب سؤالك ، امال ايه الورق اللي ف ايدك ده ؟
- لامفيش ، ددده ؟
- دي مذكرات بنت المنسي اللي مكتوب فيها مكان المجوهرات مش كده ؟ ، بس تعرفي احمد البسطاويسي الله يرحمه و انا بقتله مرضيش يتكلم ولا يقولي حاجة غير ان في مذكرات فالبيت هنا و ان محدش هيعرف يطلعها غير حد من نسله ، يلا الله يرحمه كانت دماغه ناشفه اوي ، بس ما اظنش انك هتكون دماغك ناشفة زي جدك ، و لا ايه ؟
- انت عاوز ايه ؟
- انا عاوز المجوهرات و هتكوني معايا و هتبقي واحدة من حراس العهد و هخليكي تمتلكي كنوز عمرك ما كنتي تحلمي بيها ، و لو نشفتي دماغك هيبقى قدامي حلين ، الحل الاول هو اني اقتلك و اخد المذكرات و اعرف مكان المجوهرات ، و الحل التاني اني ارجعك مستشفى المجانين و برضه هاخد المذكرات و هعرف مكان المجوهرات ، فأحسنلك تبقي ف صفي لأنك بكده هتكوني كسبانة كتير .

قطع حديثنا صوت طرقات على الباب ، قام فريد بفتح الباب ليدخل منه رجل ضخم البنية ممسكاً بيده شاب نحيل و بيد ذلك الشاب صندوقاً و كتاباً و اوراقاً تشبه مذكرات حكمت .

- الواد اهو ياريس و معاه الحاجة اللي انت قولت عليها .
- انت مين و عاوز العهد ف ايه ؟
- انا عمك فريد المملوكي يا ابن ابو الخير .
- فريد ..... المملوكي !!!!! ، طب ازاي انت مش موتت ف اخر مذكرات محمود المملوكي .
- لا انا مموتش انا قدامك اهو بشحمي و لحمي ، و بعدين متقولش بس موتت فمذكرات محمود المملوكي لأن محمود المملوكي هو اللي مات جوه القصر ، هو و حكمت و جدي انما انا اتكسرت بس و روحت المستشفى و لما خفيت و حبيت ارجع القصر علشان اخد ادوات العهد للأسف ملقتهاش و ملقتش غير العكاز ، فأخدته و سافرت بره مصر لحد ما عرفت انك انت قدرت توصل للعهد و متسألنيش عرفت منين اصل العكاز ده مش هين برده ، و طبعا عرفت كمان ان ابن البسطاويسي عاوز يبقى ف صفي و كان هيشتري البيت ده لكن ملحقش و مات او اتقتل الله اعلم ، ف مبقاش قدامي الا بنته و اهي جت و لقت المذكرات و انا لقيتك و جبت العهد و مش فاضل غير ان رانيا بنت محي البسطاويسي تدلنا على مكان المجوهرات و بكده يكتمل العهد و احضر خدامه و ابقي المطلع على اماكن خبايا و كنوز الارض .
- طب و لو قلتلك مش هدهولك يا ابن المملوكي .
- هقولك نفس الكلام اللي قولتهولك من شوية ، هقتلك او هرجعك مستشفى المجانين تاني و برضه هاخد العهد .
- استنى بس استنى ، انت فاكر اني هسيبلك العهد بالساهل كده ، ده انا هوديك ف ستين داهية يا قتال القتلة انت .
- بس يا ابني بس يا حبيبي ، و بعدين انت لسه سايبه عايش ؟؟؟؟ ، ما تقتله يا مختار .

اخرج ذلك الرجل الضخم سكيناً من بنطاله و امسك برقبة ذلك الشاب النحيل و قبل ان يذبحه ، ظهر كلب اسود من خلفه و قام بالهجوم على ذلك الرجل ليقوم بافتراسه من رقبته ، ثم سقط ذلك الشاب على الارض امام فريد المملوكي الذي كان يقف مذهولاً مما يحدث و للحظة استفاق فريد من ذهوله و امسك بالسكين الملقي على الارض و انهال بالطعنات على ذلك الشاب حتى فارق الحياة ، وقف فريد بعد ذلك ناظراً الى ذلك الكلب بنظرات يملاؤها التحدي و بيده تلك السكين الممتزج حدها بدماء ذلك الشاب و بمجرد ان اقترب الكلب من فريد اقترب فريد منه اكثر و طعنه طعنه في رأسه جعلته يختفي كدخان اسود ، ثم نظر لي فريد و كان يقترب مني اكثر فأكثر حتى ظهر من خلفه شبح لامرأه سمراء البشرة ترتدي زياً اسوداً و بيدها كرباج طويل ، نظر فريد اليها بخوف لم أرها على ملامحه من قبل .

- انتي ،،، مين ؟
- انا قرين أمنه يا ابن المملوكي ، قرين أمنه اللي هياخد بحق كل اللي اذيتهم او قتلتهم انت و جدك .

اقترب شبخ تلك المرأة من فريد و رفعت ذلك الكرباج بوجهه ثم اقترب منها و بيده العكاز و قام برفعه في وجهها ، و لكن العكاز سقط فجأة من يده ، هنا تعالت ضحكات شبح أمنه و قالت بصوت مفزع .

- للأسف العكاز مش هينجيك مني لأني ببساطة صاحبة العكاز الاصلية .

نظرت لي أمنه و قالت .

- خدي المجوهرات و العكاز و اطلعي بره البيت ، لأن النار هتاكل البيت زي ما انثى العنكبوت بتاكل جوزها ، و خلي بالك من العنكبوت ....

ذهبت مسرعة الى مكان المجوهرات و اخذتها و نزلت مسرعة الى بهو المنزل لأري فريد المملوكي ممداً على الارض و الدماء تخرج من كل فتحة برأسه ، أخذت العكاز الملقى بجانبه و اخذت الصندوق و الكتاب و مذكرات محمود المملوكي و ذهبت الى باب المنزل و لكن شئ ما منعني من فتح الباب ، انه شبح لتلك الفتاة التي رأيتها بالحلم ،،،،، انه شبح حكمت ابنة المنسي ، التي نظرت لي و قالت .

- سيبي الصندوق و الكتاب و خدي المذكرات و المجوهرات و العكاز و اخرجي حالا.

تركت الصندوق و الكتاب و بعد ذلك اختفى شبح حكمت و استطعت فتح الباب بسهولة و لكن قبل ان اخرج من المنزل سمعت صوتاً ينادي بأسمي فالتفتت لأرى فريد واقفا و عندما بدء فالسير نحوي و هو ملطخ بالدماء و هيئته مرعبه بدأت نيران مجهولة المصدر تضرم بالمنزل و اغلق الباب بقوة ، اخذت العكاز و المجوهرات و مذكرات حكمت و مذكرات محمود المملوكي و ذهبت الى المستشفى ، نعم عدت الى المستشفى و لكن تلك المرة بأرادتي فأنا لم يعد لي منزلاً او أهلاً او اي شئ يبقيني خارج المستشفى .

اطفأ الطبيب النفسي (محمود غنيم) ، (المسجل) بعد ان انهت رانيا حديثها ، ثم نظر لها بترقب و قال .

- و بعدين يا رانيا ، دي المره الخامسة اللي تحكي فيها الحكاية دي و المرة الخامسة اللي اقولك فيها ان مفيش حد اسمه فريد المملوكي جه استلمك من المستشفى ، انتي هربتي من المستشفى يا ماما و رجعتي تاني ، و بعدين لو الموضوع حقيقي زي ما بتقولي كده ، فين العكاز و ال... المجوهرات دي ؟
- اقولك و اوعدني هتحافظ عليهم لو موتت او جرالي حاجة ؟
- اوعدك ، بس مين هيموتك ؟
- شبح فريد المملوكي ، كل ليلة بيظهرلي قدام سريري و بيقولي انه راجع ينتقم مني .
- لا متخفيش محدش هيأذيكي بس قوليلي فين الحاجات دي ؟
- دفنتهم ف جنينة المستشفى قبل ما ادخل اسلم نفسي ليكم تاني ، هتلاقيهم تحت اول شجرة على الشمال ، بس امانة عليك تحافظ عليهم.
- تمام متخفيش ، بس لو طلعتي بتكذبي هنزود الكهربا ، يااا رأفت ، خدها على اوضتها و اقفل عليها الباب كويس و اتأكد انه مقفول .
- حاضر يا فندم .

أدخل رأفت رانيا الى غرفتها و اقفل الباب من الخارج جيداً ، و اثناء سير رانيا نحو سريرها خرج من اسفل السرير عنكبوتاً اسوداً ، ضخماً ، تراجعت رانيا الى الخلف و هو يتجه نحوها و قبل ان تصرخ قام هو بالقفز نحو وجهها ليلدغها لدغة مميته فتصبح بعدها جثة زرقاء اللون ناظرة الى سقف الغرفة مفتحة عيناها و فمها ثم يعود ذلك العنكبوت الى اسفل السرير ثم يختفي .

و في نفس الوقت ، خرج الطبيب الى حديقة المستشفى و قام بالحفر و بالفعل وجد العكاز و المجوهرات و المذكرات ايضاً ، ثم امسك بهاتفه النقال و قام بالأتصال برقم مسجل بأسم ف . ب .

- ايوه يا فريد بيه انا لقيت الحاجات اللي حضرتك عاوزها ابعت حد ياخدها حالا لو تحب ، اه الصبح تمام ، اه هى قالتلي على مكانهم بعد تعب والله ، ربنا يكرمك احنا خدامين حضرتك ، اه وصلت الرسالة ان المبلغ اتحول حالا الف شكر، اااه طبعا حضرتك انا عارف ان ولاد المملوكي بياخدوا اللي هم عايزينه طبعا عارف ، و انا هخلي رأفت يديها حقنه هوا حالا لأن زي ما حضرتك قولت مبقاش له لزوم انها تعيش و لو اتكلمت هتودينا فداهيه ، ايه ازاي ؟ ، لدغة عنكبوت ازاي ؟ ، حاضر حاضر مش هتدخل ف اللي مليش فيه ، ااااه الله يرحمها و كمان كده احسن و اهو كده هنبعد الشبهات عننا ، تمام هستنى حضرتك بكره الصبح قدام المستشفى بعد النباطشيه علشان تاخد المجوهرات و المذكرات و العكاز ، ف رعاية الله يا باشا ف رعاية الله يا فريد بيه.

ف اليوم التالي مساءاً ، و بداخل قصر المملوكي يجلس فريد و بيده ذلك العكاز و امامه على ذلك المكتب الكبير ، الصندوق و بجانبه الكتاب و تلك الورقة المكتوب بها الطلاسم و بجانبهم المجوهرات و مذكرات حكمت و مذكرات محمود المملوكي ، يمسك فريد بالكتاب و قبل ان يبدأ بقرأة العزيمة يظهر من خلفه رجل عجوز تبدو على ملامحه الاجهاد .

- يلا يا فريد عشان نتمم اللي المفروض يتم من زمان .
- بس انا عاوز اعرف حاجة يعني بما أنك خادم العهد من الانس .
- عاوز تعرف ايه ؟
- هو ازاي المنسي ربط بين العكاز و بين صندوق عهد الفقيه ؟
- المنسي حب يمتلك كل حاجة ، و حب يخلي خدام العكاز اللي وارثهم من أمنه هم ملوك على عهد الفقيه بس اللي حصل العكس و العكاز و خدامه اصبحوا من خدام عهد الفقيه و بقت اهميتهم من اهمية الصندوق و محتوياته .
- ااااه منها لله أمنه انا فلتت من حريقة بيت الجمالية بأعجوبة يا بدير ، فاكر من كام سنه كنت هنا و عامل فيها محامي العيلة الطيب الغلبان و انت كان معاك السر كله و انت اللي فهمتني و عرفتني ازاي اجمع العهد و نبقى احنا اللي بنملكه .
- اه ما انا عملت كده لأن مهمتي فالحياة خدمة العهد ، يلا منه لله جدك ابراهيم هو اللي خلاني خادم العهد من يوم ما قرأ عليا عزيمة .
- يا عم الله يجحمه مطرح ما راح ، الحي ابقى من الميت .

امسك فريد بالكتاب و بدأ بقرأة العزيمة ( بحق الموكلين بخدمة العهد ، لقد تم تجميع اجزاء العهد مع خادم العهد ، اعيدوا العهد الى الوريث الاحق ، فريد احمد ابراهيم المملوكي ، بحق ازمير زامير زامير زامييييييير ) ، انقطعت الكهرباء عن القصر بمجرد ان انهى فريد العزيمة لعدة دقائق ثم عادت مرة اخرى ليظهر شاب جالساً على كرسي ذلك المكتب و بيده عكاز و لكنه مختلف عن العكاز ذو المقبض الذي بهيئة راس ثعبان ليصبح عكاز بمقبض على هيئة رأس عظمية (جمجمه) ذهبية و من خلفه يقف شاب اخر ثم ينظر له قائلا .
- تم يا فريد بيه ، انت بقيت حارس العهد و مالكه ، و حراس العهد من الجن رجعوا كل حاجة زي ما كانت و انت بقيت شاب و راحت كل اثار الحوادث اللي قبل كده ، و انا هفضل خدامك و خدام العهد و حراسه من الجن ........ تمت

بقلم
محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات