إبحث عن موضوع

💀العكاز💀الجزء الثالث💀

💀 العكاز 💀

(الجزء الثالث)

امسكت بتلك الاوراق و التي يبدو من مظهرها أنها قديمة بعض الشئ بين يدي و بدأت بقرأتها من الصفحة الاولى .

(مذكرات حكمت احمد المنسي)

انا حكمت بنت احمد ابن الشيخ المنسي ببدء اكتب الكلام ده لما حسيت ان نهايتي قربت ، و كمان لازم الناس تعرف الحقيقة اللي محدش يعرفها غيري انا و فريد المملوكي و محي البسطاويسي ، و لازم عشان احكي ، احكي من الاول خاااالص .

حكايتي بدأت من هنا ، من حي الجمالية و تحديداً ف بيت جدي الشيخ منسي و اللي ورث الشغلانة من أمه الحجة (أمنة) اللي كانت من اصول حبشية و كانوا بيقولوا عليها (أمنة كودية الزار) و معنى الكلمة دي انها ست بتعالج الممسوسين بالسحر او اللي عندهم تشنجات او اللي مش بتخلف او او او او .... عن طريق جلسات الزار اللي بتكون فيها هى و شوية ستات و معاهم طبول بيفضلوا يضربوا عليها و يقولوا كلام غريب و بيكون معاهم الحالة اللي متلبسها جن ، و ده اعتقاداً منهم انهم بكده هيخرجوا الجن ، لكن فالحقيقة (الزار) زيه زي المسكنات او زي معظم جلسات الدجالين اللي مبتجبش اااي نتيجة غير تعب اكتر و مرض اكتر ،، لكن الناس هنا ف الاحياء الشعبية طيبة و بتصدق ، فبسبب طيبة الناس و بسبب قوة شخصية ستي (أمنة) ، عملوا منها شيخة و معالجة و حاجة كبيرة زي شيوخ كتير أسمهم شيوخ لكن فالحقيقة هم دجالين و مشعوذين ولا يمتوا للمشيخة بصلة .

اما بالنسبالي انا مشوفتش جدتي (أمنة) كتير ، بمعنى ان انا كان عندي ٧ سنين و هى كانت معدية ال ٩٠ ، لكن رغم كبر سنها كان الكل بيحترمها و بيعملها حساب حتى بعد ما بطلت جلسات الزار و بقى جدي (المنسي) اللي هو ابنها مكانها و بيعالج الناس .

و بدأ الخوف يدخل حكايتي من يوم موت (أمنة) ، فاكرة اليوم ده زي ما يكون امبارح رغم اني كنت صغيرة وقتها لكني فاكرة كل حاااجة ، كان يوم من ايام الشتا و يومها كان كل اللي فالبيت بيجروا و على وجوههم علامات فزع و رعب ممزوجين بحزن و حيرة و قلق ، لحد ما سمعت صوت امي بتقول ل ابويا (الحجة أمنة ماتت يا احمد ، ستك ماتت يا احمد) ، ساعتها كانت الدنيا ليل و اتفقوا كل الموجودين انهم هيسيبوها ف اوضتها لحد الصبح ما يغسلوها و يصلوا عليها الظهر و تندفن بعد كده ، و طبعا انا كنت صغيرة يعني مكنتش بعرف ف الجن و العفاريت و الحاجات دي ف طبيعي اتسحبت و روحت لحد أوضة ستي (أمنة) ، كنوع من انواع الفضول يعني أني أشوفها و هى ميتة شكلها هيكون ازاي ،،،، اتسحبت لحد الاوضة و فتحت الباب و دخلت و هى كانت نايمة على السرير و جنبها الراديو القديم شغال فيه اذاعة القرأن الكريم ، طبعا انا دخلت و قفلت الباب ورايا علشان محدش يعرف اني جوه فيضربني ابويا بعدها ، دخلت و طلعت على السرير و شيلت الملاية اللي متغطي بيها وجهها و بمجرد ما شيلتها شوفت ملامح ستي (أمنة) و اللي كانت مرعبة ، كانت عينيها مبرقة للسقف و فمها مفتوح زي ما تكون شافت شيطان قبل ما تموت ، ركزت مع ملامحها و وقتها خوفت من الموت جداااا بسبب ملامحها اللي رعبتني ، فجأة سمعت الراديو بيصدر صوت غريب زي ما يكون حد بيقلب بين المحطات و اختفى صوت القرأن و الراديو بدأ يصدر منه صوت وَش يخوف و بدون مقدمات اتحركت عين ستي (أمنة) و بصتلي ، ساعتها اترعبت اكتر و وقعت من على السرير و بقيت على الارض و كانت المصيبة ان ستي قامت من عالسرير و نزلت وقفت قصادي و كانت بتبص على حاجة ورايا و هى مرعوبة ، غصب عني وقفت و رجعت للحيطة و هى لسة قصادي بتبص نفس البصة على الحيطة اللي ورايا ، لفيت عشان اشوف هى بتبص على ايه ورايا لقيت ظل طوووويل ورايا بالظبط بس جوه الحيطة ، خوفت و بعدت عن الحيطة و فضلت واقفة فالنص بين ستي الميتة و واقفة قصادي و بين الظل اللي فالحيطة ده ، فجأة سمعت ستي بتقول (العهد باقي ما بقى و الجسد فاني مهما بقى) بس كان صوتها متغير زي ما يكون صوت رجل عجوز ، اول ما قالت الجملة دي حسيت بالجو حواليا بقى حر جدا زي ما يكون في نار ف الأوضة ، بصيت تاني على الظل اللي عالحيطة و لقيته بيتحرك رايح جاي جوه الحيطة و فجأة سمعت صوت طبول و صووت ستات بيقولوا كلام مش مفهوم و مع كل ده صوت الوَش اللي فالراديو كان بيعلى اكتر و اكتر ، قطع كل الاصوات دي صوت صرخة خرجت من ستي و كان معاها كلمة واحدة (ااااااااااااامشي) ، وقتها انا رعبي وصل لقمته و خرجت جررررري ناحية الباب و حاولت افتحه لكنه كان مبيتفتحش ، قعدت اخبط اخبط لكن مكنش حد سامعني لأني و انا بخبط كنت بصرخ و بعيط بصوت عالي و محدش فتح الباب ، لفيت ابص لجدتي لقتها نايمة زي ما كانت و وجهها متغطي بالملاية و الظل اللي عالحيطة اختفى بس صوت الراديو لسه مرعب زي ما هو لكن كان في حاجة غريبة و هى قطة سودا واقفة قصادي و بتبصلي و عيونها كانت مش زي عيون القطط اللي نعرفها لأ كانت عينيها جواها نار و شكلها كان افزع حاجة ممكن تشوفها طفلة ف سني وقتها ، خبطت تاني عالباب و فضلت اصرخ اصرخ و صوت الراديو بيعلى اكتر و اكتر و بيعلى معاه صوت القطة اللي واقفة ورايا لحد ما قطع كل ده صوت القرأن اللي خرج من الراديو فجأه (الله لا اله الا هو الحي القيوم ) ......... ساعتها اول ما القرأن اشتغل قدرت افتح الباب و اول ما فتحته و جيت اخرج جري بره الاوضه لقيت نفسي خبطت ف حاجة طويلة و الحاجة دي كانت جدي المنسي اللي هو يبقى ابن الست الميتة جوه دي و بصلي بغضب و قالي (ايييه اللي دخلك هناااااا) ، انا خوفت منه لما لقيته ف وشي و طلعت اجري على اوضتي و انا بعيط و نمت يومها و كانت كل احلامي ف الليلة دي عبارة عن كوابيس فيها أمنة و الظل الاسود و القطة ، و عدت الليلة زي ما عدت و انا لحد النهاردة مش قادرة انسى الليلة دي و كنت فاكره انها هتكون اول و اخر ليلة مخيفة و غريبة همر بيها فحياتي لكن الليالي السودة جت كتيييير بعد كده و خصوصا مع استمرار جدي و تعمقه اكتر فعالم الجن و كمان انا كنت بكبر و بشوف جدي قدامي و ناس داخلة و ناس خارجة عندنا فالبيت لأننا كنا بنعيش معاه عشان ده بيت العيلة اللي كل العيلة متجمعة فيه و اللي مجمعهم جدي الشيخ منسي و اللي كان السبب ف تاني ليلة سودة اشوفها فحياتي و الليلة دي كانت بدايتها لما كنت نايمة انا و اختي ف اوضتنا ف يوم و بدأت اسمع صوت خبط جاي من صالة البيت فقومت من النوم و انا خايفة و مخضوضة جدا و خرجت و مشيت ناحية مصدر الصوت اللي اكتشفت انه جاي من اوضة جدي اللي بيعمل فيها جلسات طرد العفاريت من الملبوسين و اللي كان دايما بابها مقفول و مش مسموح لأي حد فالبيت ايا كان هو مين انه يدخل الاوضة دي ف عدم وجود جدي ،، حطيت ودني على الباب علشان اسمع الخبط ده سببه ايه لكن اول ما حطيت ودني راح صوت الخبط و بدأت اسمع صوت خاافت بينده و بيقول (حكككككككممممممممت يا حكككككككككككممممممتتت ،،،،، انا ستك أمنة يا حككككككممممممت ، خدي العكاز و افتحيلي الباب و خلصيناااااا) انا ساعتها اترعبت و الفضول اللي هو طبع فيا خلاني ابص من فتحة كانت موجودة فالباب و كانت يدوب بس تقدر تبص منها بعين واحدة و اول ما بصيت شوفت ظلال او خيالات لناس كتيييير اوووي جوة الأوضة اللي كانت الحيطان بتاعتها شبه مولعة لأنها كانت منورة بنور احمر شبه النار و شوفت وسط الظلال دي أمنة و هي واقفة و ماسكة فأيدها كرباج اسود طويل و كان شكلها مرعب اكتر ما شوفتها يوم ما ماتت و لأن بشرتها كانت سمرة كانت واقفة وسط الظلال دي كأنها واحدة منهم و بدأت اسمع ساعتها صوت الطبول و الكلام اللي مش مفهوم تاني و بدأت الظلال دي تتحرك حوالين أمنة بسرعة رهيبة كأنهم بيلفوا حواليها بس بسرعة جداااا ،،،، قطع ده كله فجأة ....... يتبع

بقلم
محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات