قصة الاعيان💜الجزء السادس 💜

الاعيان6

-ياااا سلييييم يا سليييم افتح يا واد عمي!!
قاطع حديثهما صوت طرقات ناديه علي الباب والتي كادت تهشمه تقريبا..
تحرك سليم من امام فرحه متجها للباب حتي عقدت فرحه جبينها عند سماعها لصياح ناديه خلف الباب..
- ايه يا فيه يا ناديه في حد يخبط كده علي بيبان الناس ؟
- متواخذنيش يا واد عمي بس اا ااني خايفه لااه دااني مرعووببه جيتلك تنجدني
- انجدك ؟! من ايييه انطقي
- من اا من حرااامي ايووه حراامي ياا سليم
- حررامي هنا ؟ في دوار العلايله ؟
- اا اصل سمعت صوت ف الاوضه دخلت بسرعه لقيت باب البلكونه قفل لحاله ببص ع الدهب لقيت كردااااني مقاعدش
- انتي بتقولي ااييه مييين يستجري يسرق دوار سليم العلايلي.. اسمااااااعييييييل،اننت يااا زفت يا اسمااعييييل!!!
جاء اسماعيل مهرولا ما ان سمع صياح سليم ملبيا نداءه ينكب علي وجهه تارة ويقوم مسرعا في خطاه تارة اخري..
- ايووه ايووووه يا سليم بييه
- كنت فيييين يا جالوس الطييين ؟؟
- في مكاني والله جنابك متحركتش
- ولما انت ف مكانك الحرامي دخل لابس طقية الاخفا مثلااا
- حراامي ؟؟ فيين ده ؟
- ايوه حرامي يا مخبل اني قلبت الدنيا علي كرداني ومش لاقياااه ..
- كيييف يا بوووي دنا والله عنيا م غفلت ولو ثواني واقف وحارس المكان من اوله لاخره انا وبقية الغفر..
- قصدك اييه يعني قصدك اني اتجنيت وكله ده تهيؤات ياد؟
كانت فرحه تشاهد الاحداث من خلف سليم ولم يرق لها ابدا ادعاء ناديه وكأنها تشعر بان شيئا ما ناقصا في شهادتها حتي قررت هي التحدث اخيرا والمشاركه..
- اكيد ميقصدش كده يا ناديه بس وارد جدا يكون الهوا هو اللي رد باب البلكونه والكردان ممكن تكوني شايلاه في حته مثلا وناسيااه
نظرت اليها ناديه ومشاعر الحنق تعتلي وجهها ..
- لااه اني خابره زين حطاه فين ومش نااسيه متتعبيش نفسك انتي وتدخلي بس والغالي هيعرف يتصرف كيف ويجبهولي
-اسماعييل!!!
-اؤمر جنابك
-خد الغفر وفتش الدوار ونواحيه حته حته ولو عترتو علي حد قريب هنا ولا هنا امسكووه وفتشوه اقلبوولي الارض واعدلوها واطلعوا بالكردان.. يلااا
-فورا يا بيه
ارتسمت علي ملامح ناديه ابتسامه خبيثه كانت تلوح علي وجهها اثناء حديث سليم حتي حولت بصرها من فرحه الي سليم متصنعة الخوف والامتنان..
- مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه تسلملي يا غالي يا ولد الغالي..
- تنحنح سليم وهز رأسه دون ان ينطق بكلمه حتي تكلمت فرحه هذه المره..
- نعنست انا ي سليم تحب احضرلك عشا ولا ندددخل ننام احسن يا..  حبيبي!
تسمر الاثنان الاخران من وقع اخر كلمة شهقت ناديه واضعه يدها علي فمها تغمغم بكلمات غير مفهومه بينما سليم الاخر اخذ يتلعثم محاولا بجهد الحفاظ علي ثباته الانفعالي..
- اا انا داخل انام عشان.. تصبحوا ع خير
- وي وي وي يا قلة الحيا يا بت الرفايعه !
- بتقولي حاجه يا ناديه ..هاه.. لا؟ طيب استأذنك ايدك بس عشان اقفل الباب عشان لا مؤاخذه بنام بدري وجوزي وراه شغل الصبح يلا فوتك بعافيه

بمجرد ان اغلقت فرحه خلفها الباب حتي الصقت اذنها بالباب ووضعت يدها ع فمها منعا لصوت ضحكها ان يخرج لسماعخا ناديه تغمغم غيظا خلف الباب..
- عيقولوا نكت ورا الباب ؟؟
شهقت فرحه من الفزع ما ان رأت سليم أمامها ينظر اليها وهي ف وضعها هذا..
- م مم اا..
- ايه لسانك كلته القطه ولا ايه ؟
- لا مكلتوش القطه انا.. انا رايحه انام عن اذنك
- اوقفي عندك!!
- خير!
- هو ابوكي عنده حد من الغفر بتوعه اسمه عبد رواش ؟
- رواش ؟! لا معتقدش مفيش حد عندنا بالاسم ده ،بس ليه ؟
- لاه مفيش
- لا اكيد في قولـ..
- م قولتلك خلااااص عااد مفيش
- انت بتفزع فيا ليه ؟
- مفزعتش
- لا فزعت يا سليم رغم اني بكلمك بهدوء ومبقلش منك ولا بعلي صوتي كده زي م فجأه بتعمل معايا اهو من غير م اعملك حاجه
شعر سليم ببعض الحرج من رد فعله وما زاد عليه نبرة فرحه الهادئه التي تحمل في طياتها عتاب يصطحبه نظراتها الحزينه..
- ان.. انا مقصدتش هو ده طبعي عاد

تنظر له باستياء وشجن ..
- م خلااص عاد يا بت قولتلك مقصدتش.. تزعليش!!
- ...
- م قولتلك متزعليش يا بت
- متزعليش ويا بت ؟! كده انت صالحتني يعني
- اهو ده اللي عندي معرفش اصالح حد انا
- طالما مبتعرفش تصالح يبقي متزعلش حد عشان متضطرش تصالحه بقي
- اييه يعني اسكت خالص مثلا
- انا مقولتش كده
- اومال تقصدي ايييه يعني
- شوف برضو يرجع يعلي صوته تاني ويفزع فيا
- وبعدين وياكي طايب
- خلاص يا سليم خلاص متصالحنيش ومش عايزه حاجه منك انا رايحه انام
- خدي هنا اوقفي عندك
- نعم
- طيب اا.. متزعليش!!
ضحكت فرحه كثيرا علي محاولته التي بائت بالفشل لتنتهي ضحكاتها باستقرار بصرها علي عيناه وهو شارد فيها غارق في ملامحها وخلجاتها حتي انتبه لها واشاح بنظره عنها في توتر حتي استأنفت هي الحديث..
- لا عندك حق طلعت فعلا مبتعرفش
- نهارك طييييين اييه اللي عتقوليه ده ؟!؟؟!!!
- ايه في ايه بقولك طلعت فعلا مبتعرف تصالح يعني غلطت ف ايه ؟!
- هاه لا لا ولا حاجه
- طيب ايه سليم بيه يصالح حاف كده ينفع!
- خيرررر اومال عايزه ايه ؟
- اطلب اي حاجه اي حاجه!
- اي حاجه اي حاجه
- ممم طيب نفسي ف اااا.. نفسي اركب حصان!!
- فين الطبنجه لازم تطخي عيارين انتي قبل م تنامي
- ايه دا لييه كده طيب!
- عندناش حريم تركب احصنه هنا والرجاله يتفرجوا عليها كمان ده اللي ناقص
- رجاله مين اللي هيشوفوني! ؟
- الغفر وغيرهم
- طيب م ممكن تخليهم يستنوا بره الدوار او تاخدني ف حته بعيده عن هنا مثلا
- ....
- عشان خاطري يا سليم بقي بالله
- ... طايب بكره نروح الاسطبل نقي الخيل اللي عايزاه ونروح بعديها ع المزرعه
- بجد!!!!
- ومن امتي سليم بيه عيهزر!!
- ربناااا يخليك لياااا بجد والله..  انت فعلااا احلي سليم في الدنيا كلها
تنحنح سليم بارتباك وتلعثم امام ثغرها الباسم وملامح وجهها الطفوليه التي اعتلتها البهجه وهي تدعو له بتلقائيه..
- الله يخليكي.. تسلميـ... تسلميلي!!!!

قد يتقن احدهم فن الكلام والتلاعب بالمفردات والاحرف كما يشاء ولكن لا يتجاوز كلمه العيون في القراءه واخر لم يتقن من الحديث الا ما صاغه قلبه بتلقائية تخرج احرفه من محض روحه لتخترق بذلك عمق القلب وما يحوي فتلمس ارواحنا بساطة احرفه ..
-سليييم!!
-هاه
-مش عارفه انام م الفرحه والله
-مفيش لا خيل ولا مزرعه بكره
-لااا خلاص خلاص دنا بكلمك م الحلم اصلا !
-------
-الحمدلله ،مش يلا ولا ايه
-يلا جدااا انا مستعده
-يا ولدي كمل وكلك علي فين مبكر كده ع الصبح
-مشوار كده يامه
- مشوار ع فين كده مع فرحه يا سليم لتكون نسيت ان كرداني مسروق من امبارح
- مش ناسي يا ناديه اسماعيل بيدور من امبارح ويوم م يلقاه هيقولي واديكي خبر
- سليم اتأخرنا يلا
- متصربعه ع ايييه ياختي ع فيين العزم ؟
- لو مصممه يا ناديه فهقولك وامري لله سليم هيلمني اركب الخيل انهارده ف المزرعه واهو بالمره نغير جو
- يااا مووووري سامعه يا مرت عمي سااامعه من مييتي الحريم عيتنططوا ع الاحصنه كيف الرجاله
- يتنطط عليكي عفريت ي شيخه..  اسمها ركوب خيل دي رياضه اصلا يا ناديه حواجب اا اقصد يا ناديه ي حبيبتي
- كييف يعني وازا....
- م خلااااص ي ناديه ليه اللت والعجن الكتير ده ع الصبح..  مش يلا يا فررررروحه ولا هتباااتي هنا ولا اييه
- لا ابات ايه يلااا بينا

رحلت فرحه مع سليم وتكاد تقفز امامه من فرط السعاده تاركة خلفها النيران تؤجج صدر ناديه وهي تزم شفتيها وتتزمر مما يحدث...
- بقي سليييم بيييه كبير العلااايله يركب فرحه الخيل كيف الاجانب.. سحرتله بت الرفاايعه سحرتله بت الفرطووس
-------
بين المروج الخضراء وعلي مد البصر وسط سماء صافيه واجواء الريف المنعشه التي تعكس السكينه الي النفس بطبيعة الحال ،سليم وفرحه كل علي حصانه يسيران بجوار بعضهما البعض وسط ضحكاتها التي كانت تبعث ف النفس البهجه حينما تطلقها فجأة ليبتسم سليم علي ويخفي ابتسامته ف التو واللحظه كي لا تراه..
- هتسميه ايه ؟
- هو ميين! ؟
- الخيل
- لا بتهزررر تقصد..
- من هنا ورايح طالما اتعود عليكي واتعودتي عليه هيبقي بتاعك ،سميه كيف م تحبي يا..  فرحه!

كلما تحدث صمتا سقطت انا سهوا
فكيف اذا نادي اسمي؟ !!
..  هواه العذب يثملني !

- اصيل..  هسميه اصيل!
- زين م اختارتي ، خلينا نوقف هنا شويه انزلي
- مم ماا..
- م ايه!!
- مش عارفه انزل!
- استني هنزل انا وهاتي يدك بالراحه لتوقعي
مد سليم يداه ليلتقف فرحه ،مدت يدها اليه بتوتر حتي رفعها وانزلها من اعلي الحصان مرت ثوان كالقرون بينهما وهما علي هذه الحاله وكأنهما يخشان ان يفلت احدهما الاخر.،عيناهما سقطتا في محجر احدهما الاخر واصبحا في عالم لا سواهما فيه حتي قطع هذه اللحظه صوت رنين هاتف فرحه ليتنحنح كلاهما ويفلتان ايديهما
اجابت فرحه علي هاتفها بتوتر..
- ايوه يا مريم
- اييييييييه !!!!!!
شهقت فرحه وسقط الهاتف من يدها ، كل شيء بدا ضبابيا حتي اختل توازنها وهمت بالسقوط ولكن يدي سليم حالت دون ذلك فاستقرت بين ذراعيه وهو يصيح بفزع...

- فرررررحه!!!!!!!!!!

يتبع