إبحث عن موضوع

رباط الدم (الجزء السادس)

رباط_الدم6
_ هااار اسووود ميين ده كمان ؟!
التفتت لاقيس لمصدر هذه الضجه كلها لتتقلص ملامحها ويبدو التوتر عليها بمجرد رؤيته فقد علمت أنها قد تكون ندا لآصف لتقاتله لكن ليس له ، صاحت لاقيس بصوت يتخلله الغضب قبل ان تختفي ..
- دي مش النهايه يا اصف دي مجرد البدايه سامعني مجررد البدايه!
اختفت لاقيس ليعم الصمت ثوان معدوده قبل أن تشق فرحه هذا الصمت بهمهماتها...
-يلا في داهيه سكة اللي يروح وميرجعش يا بعيده
-انتي كويسه ؟! حصلك حاجه!
-لاااا ابدااا كنت همووت مش اكتر بسيطه يعني ، طبعاااا مش كويسه رايح تصاحبلي شيطانه حضرتك كل شويه تبرقلي طب كانت تقتلك انت مش انت اللي كنت صاحبها انا مالي انا..
-يبقي كويسه
-اا اصف.. صب وراك
-ايه ؟!
-بصصص وراااك
-الف وارجع تاني يعني كنت سبت لاقيس عملت منك شاورما والله
-طب والله كنت لسه جايلك اهو اشكرك بس ..
-بس قولت تطمن علي حبي..
-واااانت عامل ايه دلوقت واحشني يا قسوره والله
-لا وانت موحشتنيش لا ووسع كده سيبني اسلم ،، بوونسووار يا هانم انا قسوره حامي حمي قبيلة بني عامر والصديق الصدوق لاصف وزي م انتي شايفه ميقدرش يعيش من غيري يقعد يوقع نفسه في مشاكل واحووش انا عنه...
-اهاهه ظريف قوي ايدك بس يا وحش الهانم مبتسلمش
-لا بسلم ايش عرفك انت
نظر آصف لفرحه وعيناه تتوهجان بتوعد حتي توترت فرحه ما ان رأته علي هيئته هذه..
-اا ااو مبسلمش يعني مش متأكده
مش عايز اقاطع خناقتكم الجميله دي والله بس في حال خلصتم ف في شيطان بيحاول يهرب وراك يا آصف..
ما ان نظر آصف باتجاه الشيطان الذي كان متمثلا في هيئة احد حراس قبيله بني عامر محاولا الفرار بجروحه الداميه حتي باغته آصف بطعنه كانت القاضيه ليسقط ارضا دون حراك..
-عنيف اوي آصف ده يا فرحه مش كده اهه
-قسوووره
-حبيييب قلبي
--------------
-يعنييي ايييه كنتي قضيتي عليه قبل م تختفي كنتي خلصتي علييه وهو قداامك
-اننت مبتفهمش يل داااسم بقووولك قسوووره كان هناك يعني لو فكرت بس اوجهله نظره مش طعنه كنت هكون في عداد الموتي هناك
-- محدش ناافع في حاجه قولتلك اديني الاذن اجيبلك راسه لحد عندك وانت اللي مش راضي تفهم ان اصف مبقاش زي الاول خلاص يا دهار
- مينفعش يمووت يا دااسم مينفععش آصف مش جندي عادي عشان يتقتل بالسهوله دي واعتقد انت فاهم كويس وعارف قوته
- طالما مش عارف تتغلب علي قوته كده هو ولا اللي معاه يبقي ندخله المره دي من نقطة ضعفه واظنك فاهمني
ضحكت لاقيس باستعلاء ما ان فهمت مراد داسم..
-اااخ ياا دااسم اااخ للدرجادي مش طايقه
نظر داسم الي لاقيس بتحدي موجها لها الحديث..
-لو كنت انا مش طايقه قراط واحد فانتي مش طايقه الانسيه اربعه وعشرين قيراط يا لاقيس

تذكرت لاقيس نظرات اصف لفرحه ومحاربته لها بسببها حتي تحولت ملامحها تماما لتوجه الحديث لدهار بتصميم غريب...
- سيبلي انا حوار نقطة ضعفه دي يا دهار وهتلاقيه عندك بيترجاك ويطلب رضاك
- ---------
-دهار مش هيخلي حاجه الا وهيعملها عشان ترجع يا اصف ولاقيس مش هتسكت ع كده وانت عارف كويس
-وداسم مش هيخلي حاجه الا ويعملها عشان يرجعمي برضو بس..  ميت
-مين مستر كامل الدسم ده اللي بتتكلموا عنه يا قسوره
-هه!
- لا قسوره ركز معايا انا هنا قسووورااااه !
- ايييه اييه طرشتني يا اخي البنيه بتسألني سيبني اجاوبها الله
- م تجاوبهااا بدل م تتنح كده وانتي يا هانم والله ارجعك اوضتك خالص ولا اقولك اوديكي لدهار بنفسي اسهل
- الله وانا مالي يا لمبي
- لمبي! 
اثناء حديثهم دلف الحكيم برقان ليصمت ثلاثتهم احتراما له حتي القي عليهم برقان التحيه موجها نظراته لفرحه..
- ااا اصف هو بيبصلي كده ليه!
- مش بيبصلك انتي
- اومال ايه
- بيبص علي هالتك
- ليه مالها هي الاخري
- ششششش
- انت بتهشني فاكرني دب...
- تعرفي يا بنتي ان هالتك غير باقي هالات الانس اللي شوفتهم قبل كده
- طيب دي حاجه حلوه ولا وحشه
- لا حلوه ولا وحشه بس..  مختلفه!
- ازاي مش فاهمه
نظر الحكيم برقان الي اصف والذي كان يحاول ان يتفادي نظرات الحكيم موجها كلامه الي فرحه..
-هتفهمي في وقتها يا بنتي..  هتفهمي في وقتها
هم الحكيم برقان بالرحيل حتي نظر خلفه مستدعيا اصف ليحدثه علي انفراد في حديث يشبه الهمس دار بينهما..
-انت قولت انك هتحتفظ بيها مش هتديهالها تلبسها يا اصف
-مكنش قدامي خيار تاني يا برقان من غيرها كانت هتبقي في خطر كبير
-حكيتلها كل حاجه ؟
- مجاش الوقت المناسب لسه ، اديك شايفها بنفسك لما احس انها مهيأه هحكيلها كل حاحه بنفسي
- تحكيلها ايه يا آصف ؟
- قسوره !
- هتقولها ان السلسله دي مشوفتيهاش صدفه وانها معموله اصلا ليكي عشان..
- خلااص يا قسوره ، هو اللي اختار الطريق ده من الاول رغم اني حذرته من نهايته واللي اختار طريقه وجب عليه يكمله ..

- ياااا اا بشررر ياللي هناك اقصد ياا جن ياللي هناك هموت م الجوع انا حد يجي يجبلي اكل بدل م انتو عمالين تتوشوشو مع بعض زي السلايف كده
- ياااه دنا نسيت انك لازم تاكلي والله
- اصلي عايشه ع الطاقه الشمسيه معلش يلااا م اهوو الاهتمام مبيطلبشش
- دراما كوين في نفسك
- ايه ده هي دي كمان وصلتك ده انت معدي بقي
- --------
-يا لهوي بقااا الاكل يجنن يا ربي انتو لو فتحتوا مطعم هنا هتكسبوا دهبب وتسموه بقي "سلسلة مطاعم الجان لجميع محاشي الكوسه والبتنجان" اووووف هتبقوا مليونيرات والله والمكسب بالنص ها
-انتي بتجيبي الافكار الغريبه دي منين!
-من عضو كده اسمه عندنا العقل جوه الدماغ ده تعرفه
-اه اللي عند كل البشر ده عدا انتي ؟ اه اعرفه
-..... ، انت قصفت جبهتي دلوقت ولا انا بيتهيألي ؟
-جبهتك اللي طايره هناك دي اه تقريبا قصفتها
-جاك قصف رقبتك دانت اخدت عليا خاالص
-جاني ايه ؟
-الاكل .. الاكل حلوو خاالص
-اها طب كلي وانتي ساكته
-اتحرق
-نعم
-ده افيه يعني لازم ارغي والا يجيلي كبت وكتم واكتئاب واتشل اموت يرضيك اتشل اموت!
- لا بعد الشر عليكي
- الله يسامحـ.. اييه قولت ايييه ؟
- بقولك بعد الشر عليكي
- يا ساتر يا رب انت سخن ولا حاجه اجيبلك شويه بخور يفوقوك!
- لا انا كويس ليه
- اصل مش متعوده عليك كده كل شويه بتقصف جبهتي بلا هواده ف يعني..
- لا م هو مش لما تيجي تموتي تموتيلي هنا استني اوديكي العالم بتاعك وموتي براحتك هناك انا مش ناقص مصايب هنا
- وااطي يا مان
ابتسم آصف علي تعبيرات وجه فرحه الطفوليه محاولا السيطره علي ملامح وجهه مصطنعا الجديه لكنه يعلم جيدا انه لا يقاوم الضحك عندما تكون بالجوار يعلم ذلك منذ ان كان يراقبها وهي تتحدث وتلهو وتضحك وتلقي النكات وتسكن تاره وتثور تاره وهو يشاهد كل سكناتها وخلجاتها وكأن عينيه عطشي لعينيها لا يرويه الا النظر اليها..
كان مستعدا لأن يكسر الف قانون لعالمه لمجرد رؤيتها من بعيد تضحك او تلهو تصمت او...  تغني!
- فرحه!
- ها
- مش جبتلك اكل زي م بتحبيه اهو
- معييش فلوس م الاخر
- مش عاايز فلوس يا سااتر عليكي
- اومال ايه!  النبره دي انا عارفاها وراها طلب اكيد
- غنيلي!
- تاااااني
- من فضلك
- ده ايه الادب ده احم احرجتني والله دنا كنت لسه هشرشح وبتاع بس خلاص ثبتني
ضحك آصف حتي اهتز كتفه علي اثر كلماتها لتخفت ملامح فرحه راسمة الدهشه علي وجها فهي وللمرة الاولي تري آصف  يضحك بل انه حتي لا يبتسم مطلقا فكيف بضحكه الان..  ما هذا الذي يحدث!
-آصف انت بتضحك!
-ومضحكش ليه
-لا اصل اصلل اا اصل فاكراك مبتضحكش زينا كده واول مره اشوفك بتضحك
- منا مش بضحك علي حاجه كده عشان تلاقيني عمال ع بطال اضحك
- اومال بتضحك علي ايه!
- اا انتي اسئلتك كترت  غني يلا
- طيب طييب يا ساتر مبتنساش ابدا
- لا مبنساش ويلا
اخذت فرحه نفسا عميقا واغمضت عينيها لتنشد بطرب وكأن صوتها مصدره روحها وليس حلقها غنت كما لم تغن من قبل...
"يا اغلي الناس باحساسي واخلاصي وغيرتي عليك
انا فاكر ومش ناسي منا بداية حكايتي عنيك..  "
--------------
في وادي عزيف بالقرب من الكهف وعلي احد ضفاف جدول المياه الجاري يقف كورال مميلا رأسا لارتشاف الماء من الجدول ومداعبة الطيور حتي لمح انعكاس لصورة احدهم في صفحة المياه لكنه لم يكن آصف هذه المره
التف كورال خلفه في حركه سريعه ليتبين من الشخص...
-ششششش انا عارف انه مش هنا عشان كده انا جيتلك.. انت!!
-------------
-انتي عارفه ان صوتك حلو
-رب الكون ميسنا بميسه بقي
-ايه ؟
- لا ده جمله كده لحمو بيكا المفروض انه ي... لاا بقولك ايبه انا استحمل اي حاجه ااااي حاجه ف الدنيا الا اني اشرح افيه او كوميكس لحد!
نظر آصف لفرحه بتعجب مضيقا عيناه مستفهما عما تقوله ليبادرها بالحديث مجداا محاولا التملص من وضع التعجب هذا..
-لا بس انتي عارفه ان صوتك حلو
ضحكت فرحه علي كلمات آصف ووضعت يديها علي عينيها كعادتها ليبتسم آصف علي هذا المشهد حتي قطع المشهد توهج القلاده المفاجيء..
-اييه ده اييه ده هي هيي بتنور ليه ؟
-هاه لا مفيش متاخديش في بالك انتي ، اا انا صحيح جتلي فكره حلوه
-خير اللهم اجعله خير
-ايه رأيك بما ان صوتك حلو تحفظي اطفال القبيله هنا قرءان والحكيم يساعدك لو واجهتك مشكله في احكام التجويد
-تصدق فكره عجبتني جدا ومبهجه جدا كمان وموافقه جدا جداا كمان
- حلو قوي خليكي هنا دقايق واكون عندك هجيب برقان نعرض عليه الفكره ويتفق مع اهالي القبيله هنا
- موافقه بس متتأخرش عليا
- ثواني واكون عندك متتحركيش من هنا
- -------------
من اول يوم شوفتك فيه وانا قولت ان دماغك لو اشتغلت في الطريق الصح ولصالح الحق هتفرق كتير معانا ، الفكره اكتر من رائعه يا آصف يا ابني والله بس هي تكون موافقه
-متقلقش يا برقان انا كلمتها قبل م اجيلك وعرضت عليها الفكره وهي رحبت جدا كمان
- هو انا كل م اسيبكم اجي الاقيكم بتتوشوشوا ايبه يا برقان معندكش غير اصف في القبيله ولا ايه
- يا اخي بيحبني اطلع منها انت بس يا قسوره وهي تعمر
- ماشي يا ااااصف بقي اروحلكم هناك ملاقيش حد والف عليـ..
- ملقيتش حد ؟؟ يعني ايه ملقيتش حد انا سايب فرحه مستنياني مبقاليش دقايق
- انت بتقول ايه انا لسه كنت راجع من هناك وفرحه مش موجوده
هب آصف مسرعا الي حيث ما ترك فرحه وخلفه قسوره والحكيم برقان ليجد ان قسوره كان محقا وانه لا وجود لفرحه ولكن وجد ما حول ملامحه الي الفزع الشديد
القلاده ملقاه علي الارض تتوهج كما لم تضيء من قبل...
-فرحه!!!!!!!!!!
-----------------------
في احد كهوف وادي حضرموت النائيه صوت انين مكتوم يتخلله بكاء ورجاء..  اصوات كالفحيح ورياح بارده تحمل الرعب معها والفزع لمن كانت تئن في الظلام مكبله بالسلاسل مغطاه الاعين...
قطع المشهد صوت ضحكات ماجنه تدب الفزع لمن يستمع إليها  لكنها لم تكن غريبة عليها هذا الصوت..  تلك الضحكات..  انها..  انهاا لاقيييس!!
-قولتلك قبل كده باشاره واحده مني اقدر اخليكي ترجعي لاصلك اللي مخلوقه منه..  تراااب تحت رجلي
بس مش دلوقت انتي هنا مجرد طعم هينتهي وقته بمجرد م آصف يرجع لدهار عشان يترجاه ويسأله عن مكانك وسعتها... ولا اقولك هخليهالك مفاجأة مش الانس بيحبوا المفاجآت برضو ياااا....  فرحه!!
--------------
يتبع

ليست هناك تعليقات