إبحث عن موضوع

قصة و من السحر ما قتل

(و من السحر ما قتل )

"قصة حقيقية"

( و من الحب ما قتل )
الجميع يقولون تلك المقولة ، و لكن اذا سمحتم لي سأقوم بتعديل بسيط بها لتكون.
( و من السحر ما قتل )

نعم فبذلك التعديل تكون اكثر واقعية بالنسبة لي و تكون واصفة اكثر لما مررت به من احداث .

من انا ؟

ادعى : سهيلة
ابلغ من العمر : ٣٠ عاماً

تبدأ قصتي بنظرات العائلة و الجيران و الأصدقاء و التي تتحدث بكل طلاقة عن ما بداخلهم و هى تلك الجملة السخيفة التي لطالما سمعتها دوماً و بالتحديد بالفترة الأخيرة ألا و هى (انتي مش هتتجوزي يا عانس) ....
كانت تلك الجملة لها واقع الكسرة و الحسرة على نفسي فكم من كلمات يلقيها الأنسان و لا يلقي لها بالاً فتقتل شخصاً اخراً دون أن يشعر ، و لكنني قررت ان أسكتهم جميعاً و أن افتح الباب لقلبي لكي يختار شريك حياة مناسب لي و لظروفي فأنا ثلاثون عاماً و لم اتزوج حتى الأن لذا يجب ان أختار الشخص الملائم و الذي هو من وجهة نظر مجتمعنا يزيد عمره عن عمري ببعض العقود و بالطبع سيكون مطلقاً او متزوجاً و أصبح انا الزوجة الثانية و هذا بالفعل ما حدث ، فقد احببت (محمود النجار) ، ٤٥ عاماً ، يعمل مهندس بأحدى الشركات الكبرى للمقاولات و هو أيضاً أحبني و قررنا أن نتزوج و لكن كان شرطه الوحيد ان لا تعلم زوجته بزواجه مني و بالفعل وافقت و تقدم لخطبتي و في خلال ستة أشهر أصبحنا عروسان و مرت الشهور و أصبحت حامل و عندما أخبرت (محمود) فرح فرحاً شديداً على عكس توقعي و قال لي (أنتي اللي هتجيبيلي الولد بعد الأولى ما جابتلي ٣ بنات ..... تعرفي لولا أن ابوها يبقى مديري فالشغل انا كنت طلقتها و رمتها فالشارع) و بالطبع غضبت كثيراً و ثورت عليه و قلت له لا يصح ان يفعل هذا ف البنات ليس لهم أي ذنب و اقنعته بأن الحياة تسير على مايرام و بالفعل سارت الحياة على ما يرام الا أن اتى ذلك اليوم المشؤم ، كنت أجلس بغرفتي اشاهد التلفاز و إذ بطرقات الباب تتصارع و اصوات تتعالى من الخارج فخرجت من غرفتي و ذهب مسرعة الى الباب و قمت بفتحه دون أن أسأل من الطارق و بمجرد أن قمت بفتح الباب صعقتني لطمة قوية على وجهي أدت الى سقوطي أرضاً ثم من بعدها عدة ضربات بأقدام أمرأتين على بطني بغضب شديد و سمعت أحدهم تقول بغضب ( بقى أخرتها بعد ما ابويا خلاه يترقى فشغله يروح يتجوز عليا واحدة زبالة زيك كده .... لا و أيه كمان حامل منه ، طب و ديني هموتك و هموت اللي ف بطنك) ثم توالت الضربات اكثر فأكثر حتي أحسست بسائل دافئ يتسرب بين قدماي و من بعدها فقدت الوعي تماماً .

عدت الى وعيِ بعد فترة لا أعلم مداها و وجدت نفسي نائمة على سرير بمستشفى و بجواري (محمود) و من خلفه زوجته و قال لي بنبرة حزن .

- سامحيني يا (سهيلة) ربنا يعوضك و يعوضني فاللي راح ، و انا مش هقدر اكمل معاكي (أنتي طالق يا سهيلة ، طالق بالتلاتة) و الشقة كتبتها بأسمك و البقاء لله ف ابننا اللي مات و حمد لله على سلامتك .

ثم ادار ظهره لي و من خلفه زوجته التي كانت السبب بكل ما حدث لي و على وجهها ابتسامة لم و لن انساها ما حيِت و تلك الأبتسامة بملامحها المستفزة كانت بداية تفكيري بالأنتقام .

مر على تلك الأحداث ثلاثة أشهر و شفيت تماماً و بدأت أمارس حياتي بطبيعية و عدت الى عملي كمدرسة بمدرسة أبتدائية و نسيت مع مرور الوقت الألم و لكنني لم أنسى الثأر لجنيني الذي توفى بين أحشائي و بالصدفة البحتة كنا نجلس نحن أعضاء التدريس بغرفة المدرسين بين الحصص الدراسية نتناول وجبة الأفطار و كانت تتحدث (هناء) مع زميلة لنا و تروي لها هذا الكلام .

- عارفة يا سميحة ، امبارح سلوى جارتنا خلفت اول مولود ليها ، تخيلي كان بقالها ٥ سنين مبتخلفش و أول ما راحت للشيخ (طاهر) مفيش جلسة و التانية و التالتة و بعدها بقت حامل على طول و خلفت اول مولود ليها امبارح .

أستمعت بأنصات الى حديث (هناء) و أثناء اليوم الدراسي بدأت تدور برأسي تلك الأفكار الشيطانية .
أنتهى اليوم الدراسي و أثناء خروجنا من المدرسة أوقفت هناء لأتحدث معها .

- هناء .... هناااء .
- أيوه يا سهيلة يا حبيبتي .
- معلش أنتي فاضية ؟
- أه خير ؟
- مفيش عاوزة أسالك على حاجة كده .
- أسألي يا حبيبتي ، خير ؟
- ال ... الشيخ (طاهر) اللي كنتي بتحكي عليه ده بيساعد الناس بجد ! .... ولا ده مجرد كلام ؟
- ااااه طبعاااااااً .... ده رجل واااصل و سره باتع ، بس غريبة يا سهيلة انتي بتسألي عليه ليه ؟
- ما ... ما ما ما مفيش ، بس ليا واحدة جارتي كانت حالتها شبه حالة (سلوى) دي و لو تقدري تخليها تقابل الشيخ ده يبقى جميل عمري ما هنساهلك لأنها غلبانة و حقيقي تستحق المساعدة.
- اه اه يا حبيبتي و ماله انا هديكي العنوان و خليها تروحلة ، معاكي ورقة و قلم ؟
- اه اه معايا قولي العنوان .

قمت بكتابة العنوان ثم ذهبت الى منزلي أفكر بكيفية الأنتقام من ذلك الرجل الذي دمر لي حياتي و تلك المرأة التي قتلت صغيري بداخلي قبل ان يولد ، ذلك الشيخ أنه هو الملاذ الأمثل لتنفيذ انتقامي .

مر اليوم و في اليوم التالي خرجت من منزلي و لكنني لم أذهب الى المدرسة بل ذهبت الى منزل الشيخ (طاهر) الذي كان منزلاً بسيطاً يتكون من طابق واحد ، طرقت الباب و فتحت لي الباب سيدة ترتدي النقاب و قالت لي .
- ايوه يا ست .... عاوزة مين ؟
- انا .... انا عاووزة الشيخ (طاهر) ، مش ده بيته برضه ؟
- اه بيته ،،، اتفضلي يا حبيبتي اتفضلي .

دخلت خلف تلك السيدة الى داخل المنزل الذي كانت تملاؤه رائحة البخور الكريهة التي عندما تلمس جنبات أنفك تشعر على الفور بضيق ف التنفس و لكن كل شئ يهون في سبيل انتقامي ، دخلت السيدة الى غرفة و انا من خلفها و يبدو أنها غرفة الشيخ (طاهر) نعم فهو يجلس امامي على كرسي كبير و امامه تلك المبخرة و يرتدي تلك (السبح) المعتادة ، و بدون ان تنطق حرفاً واحداً خرجت تلك السيدة و أغلقت الباب من خلفها حينها نظر لي الشيخ .

- اتفضلي اقعدي .

قال جملته و هو يشير لي بالجلوس على ذلك الكرسي الموضوع امامه و بالفعل جلست و هنا بدأ حديثنا .

- اؤمريني يا ميس (سهيلة) .
- انت عرفت اسمي منين ؟
- يااااادي السؤال الكلاسيكي اللي بتسأله كل ماحد يدخلي ...
- كلاسيكي !!! ..... يعني سؤالي هو اللي كلاسيكي و لبسك و الجو اللي حواليك جديد يعني !!!
- لأ مش جديد بس ده لزوم الشغل ، و بعدين انتي مستغربة يعني انا عرفت أسمك منين و مش مستغربة أني عرفت انك ميس !!
- لأ عادي بما أنك عرفت أسمي فأكيد عرفت انا شغالة أيه ، بس كل ده مش مهم بالنسبالي انا كل اللي يهمني انك تساعدني ف اللي انا جايالك علشانه .
- ااااه تقصدي جارتك اللي مبتخلفش ؟
ثم ضحك ضحكة المنتصر و نظر لي بثقة و استكمل كلامه ...
- بصي يا استاذه ، انا عارف انتي جايه ليه و عاوزة ايه ، قرينك حكالي على كل حاجة من اول ما دخلتي من باب البيت و انا هساعدك و هعملك اللي انتي عوزاه .
- و انا مستعدة ادفعلك اللي هتطلبه كله .
- تمام كده نبقى متفقين ، بس في حاجات تانية هطلبها غير الفلوس ....... استني بس قبل ما تبصيلي بصة استحقار و دماغك تروح لبعيد احب اقولك لأ مش اللي فدماغك ، انا عاوزك تسمحيلي أأذيه هو كمان زي ما هأذيها و ألا ....
- و ألا ايييه .... لا متأذيهوش انا لسه بحبه .
- ما انا عارف و عشان كده حبيت اقولك انك لو مسمحتيش ليا أني أذيه مش هينفع أكمل العمل اللي المفروض هعمله لأنه هيبقى عمل فرقة و نزيف ليهم هم الاتنين .
- حاضر حاضر و انا موافقة ، ها في حاجة كمان ؟
- اه ، عاوز حاجة من ريحتها و حاجة من ريحته .
- يعني ايه ريحته و ريحتها ؟؟
- يعني حاجة هم بيلبسوها ، لبس مثلاً او هدوم .
- طب و دي اجيبهالك ازاي ؟
- معرفش بقى اتصرفي .
- تمام هحاول .
- جهزي الحاجة اللي طلبتها و جهزي معاهم ١٠ الاف جنيه و تعاليلي بعد اسبوع .
- تمام ، حاجة تانية يا شيخنا ؟
- لأ ، اتفضلي قومي امشي .

غادرت منزل الشيخ (طاهر) و انا أفكر كيف لي ان احضر شيئاً من اغراض تلك المرأة التي دمرت حياتي ، وصلت الى المنزل و عند وصولي سمعت صوت ضجيج بداخل العمارة و عندما اقترب اكتشفت بأن السكان قد أمسكوا بطفل صغير يسرق الأحذية من امام الشقق و هنا شردت بذهني و أتت لي تلك الفكرة ، تدخلت و منعت السكان من ان يذهبوا بذلك الطفل الى قسم الشرطة ثم أمسكت بذلك الطفل و قلت له .

- بص يا حبيبي ، لولا ان انا انقذتك منهم كان زمانك ف قسم الشرطة ، ف لو مسمعتش كلامي انا هوديك بأيدي للقسم .
- حاضر حاضر انتي تؤمري يا ست هانم .
- انت هتروح عنوان الشقة اللي هقولك عليها دي و تسرق الأحذية الحريمي اللي قدام باب الشقة و تجيبهم و تيجي لغاية عندي ، و خد دول ٥٠٠ جنيه و ليك زيهم لما تجيبلي المطلوب .
- حاضر يا ست هانم حاضر انتي تؤمري .

نعم أرسلت ذلك اللص الصغير الى منزل (محمود) لسرقة شيئاً تستخدمه زوجته ، نعم ف أنا اعلم العنوان جيدا فقد رأيته ببطاقته مراراً و تكراراً و بالفعل بعد ساعتين أتى ذلك اللص الصغير و بيده كيساً بلاستيكياً به الأحذية ، اعطيت له المبلغ الذي وعدته به و افرغت الأحذية أمامي و التي كانت ٦ أحذية منهم ٤ صغار و اثنان كبار و بدون تفكير شاق ادركت ان الحذاء الكبير هو لها و بذلك اكون قد انتهيت من الطلب الاول اما الطلب الثاني فهو شيئاً سبق و ان استخدمه (محمود) و هذا شئ سهل فأنني امتلك (منديل) كان ببدلة له و بذلك يكون المطلوب الثاني قد تحضر ، ثم في اليوم التالي ذهبت الى المصرف لأحضار المبلغ الذي طلبه الشيخ (طاهر) و بالفعل الأن أصبح كل شيئاً جاهزاً ، مرت سبعة ايام و اتى اليوم الموعود و ذهبت الى الشيخ (طاهر) و اعطيته كل المطلوب و قال لي عليِ أن انتظر لمدة أسبوع و من بعد ذلك سأرى بهم العجب العجاب .

مر الأسبوع كما قال الشيخ (طاهر) و بدأ أسبوع الأنتقام كما ظننت و لكنه بدء العذاب أيضاً ف بأول ليلة من ذلك الأسبوع و عندما ذهبت ليلاً الى نوم ، رأيت في منامي تلك المرأة زوجة (محمود) و هي نائمة على سريرها بجوار من كان يوماً من الأيام زوجي ، و إذا بكائن صغير يشبه الأطفال و لكنه ليس طفل ، أنه أقرب ما يكون بهيئته الى القرد ، ثم رأيته يصعد علي جسدها و هى نائمة و ينظر لي ثم يرفع يده لأعلى لتظهر مخالبه المخيفة و يغرسها بكل قوة أسفل بطنها و لكن الغريب بالأمر أنني شعرت بألم في جسدي بنفس المكان الذي غرس به حوافره بجسدها ، نظرت الي جسدي لأجد نزيف قوي يغرق ملابسي دماً صرخت بشدة من الفزع و الألم و عندما صرخت استيقظت من نومي و كان الغريب بالأمر أنني وجدت سريري يملاؤه الدم من حولي و وجدت نفسي أنزف من نفس المكان الذي كنت انزف منه بالحلم ، بصعوبة بالغة أستطعت أن أنهض من سريري و ذهبت الى الحمام ، خلعت ملابسي و نظرت الى مكان النزيف و وجدت اثار مخالب أسفل بطني ، أستجمعت قوتي و قلت في نفسي أنها ضريبة الأنتقام يجب أن اتحمل .

دق جرس الباب ، وضعت ضمادات على جروحي و ارتديت ملابسي و خرجت الى الباب و قمت بفتحه و كانت المفاجأه ، أنه (محمود) .

- أزيك يا سهيلة ؟
- الحمد لله ، أتفضل أتفضل .
- سهيلة ، سامحي مراتي ....
- اسامحها !!! .... غريب الطلب ده ، انت نفسك قادر تسامح انها موتت ابننا ؟
- لأ مش قادر ... بس هى حالتها صعبة اووووي و بتنزف نزيف شديد و كل اللي بتقوله ، خلي سهيلة تسامحني .
- لأ مش هسامحها و لا هسامحك انت كمان ، لأنك محبتنيش و اتجوزتني علشان اجبلك الولد اللي نفسك فيه و كنت عاوز تعمل كده من وراها علشان تضمن شغلك و مركزك و تضمن فنفس الوقت أنك يكونلك ولد زي ما بتحلم ، لكن للأسف يا (محمود) محدش بياخد كل حاجة ، و عايزة اقولك على حاجة انا حبيتك و هفضل احبك لأنك اول رجل يدخل حياتي و احبه بجد و اول رجل يلمسني ، يا خسارة حبي ليك و يا خسارتي .
- سهيلة اس .. اسمع ....
- خلاص يا محمود الكلام خلص ، روح لمراتك و خليك جنبها ، و اوعى تنسى انك سيبتني عشانها .
- طيب انا هسيبك النهارده و هجيلك بكرة بس ارجوكي فكري تاني .
- ربنا يسهل ...

غادر (محمود) و انا لا اشعر بندم على الاطلاق مما فعلت فقد اردت الانتقام و ها انا أحصل عليه ،،،،، مر اليوم و أتى الليل و ذهبت الى النوم و بمجرد ان اغمضت عيني رأيت ذلك الحلم مرة أخرى و حدث مثلما حدث بالحلم الأول لأستيقظ و أجد الدماء تفترش من حولي ، لم استطع تحمل الألم و اتخذت قراري بالأنتحار ، تناولت بعض من انواع أدوية مختلفة و التي بعد تناولها تستمر الدورة الدموية بالهبوط حتى الموووت ......

و ها انا اكتب تلك السطور لكي يعلم (محمود) أنني ضحيت بحياتي من أجل حبه و ذلك عندما اعطيت للشيخ (طاهر) منديلاً لي انا و ليس منديله هو ، فحقاً لم أستطيع أن اكون سبباً بأذيته ، و ضحيت بحياتي ايضاً من أجل القصاص لأبننا ....

كان تلك نص الرسالة التي وجدتها بجوار جثة (سهيلة) طليقتي ، و ذلك بعد ان ذهبت اليها لأطلب منها أن تسامح زوجتي و طرقت الباب عدة مرات و لم أجد مجيب فحاولت أن افتح باب الشقة بالمفتاح القديم الذي أمتلكه و بالفعل فتح الباب ، لأجد جثتها على سريرها و بجوارها تلك الرسالة و عندما عدت الى منزلي وجدت زوجتي قد ماتت من أثر النزيف الحاد لمدة يومين ، و الأن ارسل اليك نص تلك الرسالة ليعلم الجميع انه ليس فقط من الحب ما قتل لا بل ايضاً و كما قالت (سهيلة) بأول رسالتها (من السحر ما قتل ) ..... تمت

بقلم

محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات