إبحث عن موضوع

ملك الجزء الاول💜

ملك
الجزء الأول

كان يجلس وليد في غرفته وهو يسمع الصراخ الصادر من غرفة والديه ، لطالما أزعجته هذه الشجارات التي تكررت في الأيام الماضية و الذي يتبعها من ترك والده للمنزل و قضاء والدته معظم الوقت خارج المنزل مع صديقاتها .
ولكن هذه الليلة صوتهم مرتفع اكثر و هناك أصوات لأشياء تتكسر فخشي أن يكون والده يضرب والدته ، مما دفعه للخروج من غرفته و التصنت علي بابهم .
الام : سأمت منك و من العيش معك تحت سقف واحد ، لم أعد اطيقك و لم أعد اطيق هذا البيت برمته ، حتي ابننا لم أعد اطيق النظر في وجهه لأنه يحمل ملامحك ، أريد الطلاق .
أخذ الأب يقذف كل ما يجد أمام يديه الي الحائط و هو يسب الأم و يلعنها ، أما هي فكانت تجلس علي السرير في هدوء اعصاب غريب لا يتناسب مع ثورته ، ثم قالت :
هذا شئ طبيعي لم كل هذه العصبية ، هذه نفس الدائرة تدور مرة اخري مثلما خطفتني من زوجي السابق ، خطفني أحدهم . ماذا كنا ننتظر ؟ هل كنا ننتظر أن تغفر لنا خطايانا و أن نعيش في هناء وسعادة ؟ و الي أين يرتد هذا الشقاء الذي تسببنا به لمن عشنا معهم من قبل ؟ هذا هو التطور الطبيعي لعلاقتنا ..
قطعهم صوت نحيب من الخارج ففتح الأب الباب ووجدوا وليد جالس علي الارض يبكي بشدة فأخذ والده يربت علي كتفيه و يهدئه ، بينما نظرت له الأم نظرة باردة وهي تمر من جانبه مغادرة الشقة . ( الي الابد )
اخذه والده الي غرفته و ظل بجانبه الي الصباح ، كم هو من الصعب علي طفل في الثالثة عشر من عمره أن يتعامل مع كل هذا القدر من القسوة ، ما ذنبه ؟ ماذا فعل هو لتتركه هكذا ؟ ومن الطبيعي أن يبدل الكثير في شخصيته فتحول من ذلك الشخص اللطيف المجتهد في الدرسة الي ذلك الحزين المتغيب عن معظم ايام الدراسة و يقضيها نائما في سريره مدعيا المرض .
حاول معه والده كثيرا أن يخرجه من هذه الحالة و لكن باءت كل هذه المحاولات بالفشل ، حتي جاء اليوم الذي غير كل شئ الي الابد .
جاءت اليه احدي صديقاته في الفصل وألقت ورقة مطوية بجانبه و رمقته بنظرة خاطفة و غادرت الفصل مسرعة . امسك الورقة وفتحها فوجد فيها كلمة ( بحبك ) مكتوبة مائلة بكامل الورقة و مرسوم فوقها و تحتها قلوب كثيرة . نظر مليا الي الورقة ثم مزقها و ذهب الي هذه الفتاة ورمي قطع الورق الصغيرة في وجهها امام صديقاتها .
لن نحكي عن احراجها امام اصدقائها او عن بكائها الذي لم ينقطع مما جعلها تغادر المدرسة قبل انتهاء اليوم الدراسي . ولكن ماحدث في اليوم التالي غير كل هذا ، جاء اليها وليد متبدلا عن امس عكس ماتوقعت هي ، ذهب اليها واعطي لها وردة و من هنا بدات الحكاية .
كان يري امه في كل فتاة ، لا تستحق الحب او الاهتمام ، انما تستحق الغدر ، ماذا تكون المراة التي تهجر طفلها وترحل للزواج من رجل اخر ؟ مما تتكون خلايا قلبها ؟
كلهم خائنات ، بداية من هذه الفتاة التي اعطتني الورقة ، نعم ستخبرني انها تحبني ثم بعد ذلك تترك قلبي يتحطم من اجل شخص اخر و بعده اخر و بعده اخر و عندما تتزوج ستترك طفلها و زوجها و تذهب لاخر . يجب الا ابادلها الحب ، يجب ان افعل بقلبها مثلما فعلت امي في قلبي . فمن الداء وجد الدواء ، وهذا سيكون دوائي .
هكذا عقد نيته و هكذا فعل ، ليس معها هي قط و لكن مع كل فتاة قابلها بعد ذلك ، كانت فتاة الورقة اول ضحاياه و كانت اخرهم ملك .
انتهت المرحلة الاعدادية وبعدها المرحلة الثانوية و انتهت معها احلام الكثير من الفتيات ( ضحايا وليد ) . صراحة لا اجد وصف مناسب اكثر من ضحايا ، لكنهم جميعا كانوا في عينيه غير ذلك ، كان يري ملامح امه فيهم تماما كما كانت امه تري ملامح ابيه فيه ، لذا كرههم جميعا .
بالطبع تطور الامر بتقدم السن فكانت اضرار الفتيات من قبل نفسية فقط ، و لكنها أصبحت الأن نفسية و عضوية .
كان يسعي اليهن في بادئ الامر ، يختار أجمل فتاة وأصعبهن منالا و يتودد اليها بكل الطرق ، حتي تقع في شباكه . ثم تقع هي في الفخ باكية علي قلبها من قبل والأن علي شرفها ثم قلبها .
اصبحن هن يسعين اليه بعدما نما جسمه و اكتسب وسامة والده التي كان يكرهها رغما عن ذلك ولكنها و للحق ساعدته كثيرا ، هذا غير السيارة التي اهداها اليه والده قبل دخوله الجامعة كنوع من انواع التعويض . و بالطبع لم يعلم والده شيئا عما يفعل ابنه لانشغاله في عمله اولا و لرؤيته حال ابنه تبدل وثانيا لانشغاله بزوجته الجديدة . الامر الذي اندهش له والده انه لم يري اي رد فعل من ابنه علي زواجه ، كان يتوقع منه الرفض ، الغضب ، اي شئ اخر غير هذه اللامبالاة . و لكنه اخبره بموافقته بمنتهي الهدوء ، وطلب منه ان يشتري له شقة ليعيش بمفرده ، فوافقه بالطبع .
زادت الضحايا بالطبع في الجامعة ، فهي اكثر بيئة مناسبة له ، حتي انه قضي بها ثماني سنوات ليستطيع افتراس اكثر عدد ممكن .
حتي جاء اليوم الذي فيه قابل ( ملك ) عندما كان جالسا برفقة صديقه ( وائل ) في احد المطاعم ، فقد كانت جالسه تتناول الطعام بمفردها ، لفتت نظره ما ان وقع بصره عليها .
كانت اكثر من عرف شبها بأمه ، نفس الشعر الاصفر المصبوغ ، نفس العينين الزرقاوتين ، نفس الجلسة المتكبرة و النظرة الغير المبالية لمن حولها ، كانها تقول لمن حولها انا جميلة بل انا الاجمل بينكم و نحن جميعا نعرف ذلك .
كانت جميلة بحق ، هل رأيت من قبل علي شبكة الانترنت صور لفتيات العائلات المالكة في مصر قديما ، هل تتذكر مدي انبهارك بجمالهن . حسنا هي كانت فيها تلك اللمحة منهن و لكنها كانت اجمل منهن كلهن مجتمعين .
نظر لها مبتسما فأشاحت بوجهها بعيدا عنه ، ظل ينظر لها بين الحين والاخر اثناء تناولهم الطعام ، ولكنها لم تكن تنظر اليه .
كان يدرس في دماغه أي الاسطوانت سوف يعزف ليفوز بها ، فبعد طول ممارسة قسم الفتيات الي أنواع و لكل نوع اسطوانة مخصصة .
بعدما فرغ من طعامه ذهب الي الطاولة الجالسة عليها و بدء بعزف سيمفونيته ، كانت تنظر له غير مبالية بجلوسه أمامها في اول الامر ، كأنها معتادة علي مثل هذه المضايقات ، ولكنه سرعان ما استرعي انتباهها . فاخذت تضحك من غزله مرة ومن نكاته مرة ، كان بارعا بحق
ليتني كنت اقف بالقرب منه لعلي احفظ بعض الجمل التي يستخدمها ، ولكن ليس لنا حظ !
ودع صديقه ( وائل ) وذهب مع ( ملك ) ليقضي باقي اليوم معها ، وبعد انتهاء اليوم ذهب الي شقته وهو سعيد ، لم يدري انه كان سعيدا حتي دخل شقته والابتسامة لم تفارق وجهه ، كان سعيدا برفقتها وهو امر لم يألفه مع اي واحدة قط . انب نفسه بالطبع علي سعادته ، هو يفعل ذلك ليس ليكون سعيدا و لكن هو له هدف محدد ولا يجب أن يحيد عنه .
قابلها في التالي و الذي يليه و كل يوم ، وكان هو الذي يسارع للقاء ، و لم يستطع أن يمنع نفسه من التعلق بها .
كانت اول مرة يشعر بقلبه يخفق بين ضلوعه ، ذلك القلب الذي اعتقد انه لم يكن موجودا يوما أو ان كان موجودا فمن المفترض أنه مات منذ زمن .
اختبر الحب للمرة الأولي ، في بادئ الأمر لم يكن يعرف ما هذا الشعور ، انه لا يطيق صبرا علي فراقها وينتظر اليوم التالي ليقابلها علي أحر من الجمر .
أهكذا كانت تشعر كل هاتي الفتيات و هن معي ، يا لي من حقير . هل ستفعل معي مثلما فعلت مع من قبلها ؟؟ بالطبع ستفعل ، هذا اقل شئ سوف تفعله . أمل الا يتطور الامر و تغتصبني و تترك جنينها في بطني . كما قلتي يا أمي (الي اين يرتد هذا الشقاء الذي تسببنا به لمن عشنا معهم من قبل ؟ ) . بالطبع سيبني هذا الشقاء بيتا كبيرا عدد طوابقه هو نفس عدد الفتيات الاتي خذلتهن ، ثم سينهار دفعة واحدة فوق راسي . هل اصارحها بما فعلت ؟ هل اصارحها بما كنت انتوي فعله معها قبل ان اقع في حبها ؟ لا لن يحدث هذا ، كلهن خائنات لا يستحققن حبي ، ما سري علي غيرها سوف يسري عليها . نعم هذا هو الحل سوف اتزوجها ...
هكذا قرر أنه سوف يعرض عليها الزواج في المرة المقبلة التي سوف يراها فيها .
تتبع .....

ليست هناك تعليقات