إبحث عن موضوع

صراع داخلي

((((((صراع داخلي)))))

عالم الخيال الذي لا يوجد به شيء من الحقيقة ، عالم منفصل ، احلام تتحقق وأماني تصبح واقع
انا سحر هيثم نشأت في احد أحياء القاهرة حياتي كانت عاديه ولكن كان دائما لدي أحلام وطموحات ، ولكن سرعان ما انتهت بعد الاصدام بالواقع كنت أحلم ان اكون طبيبه او مضيفه طيران حتي اري العالم من الأعلى ....،
كنت بتمنا اني ازور كل البلاد لكن ربنا كان شايف الخير في حاجة تانية ، زعلت جدًا وقعدت فترة مكتئبة ومش شايفة نفسي في أي مجال تاني بعد م فشلت ف تحقيق حلمي واتجوزت ابن خالتي ...!! ،
اتجوزت لكن لسه زي ما أنا رافضة الواقع ورافضة أي حاجة ، جوزي كان شخص كويس جدًا ومحترم معايا لكن أنا كان ليا عالم خاص بيا ،كان بيزهق مني عشان كلامي قليل وطول الوقت شاردة بخيالي ، الموضوع بدأ يتطور معايا وبقيت أحب اقفل على نفسي ديما واقعد لوحدي واتصاحبت عليا جدًا ...، ايوه حقيقه متستغربوش اتصاحبت علي نفسي...
كان عندي مرايا كبيرة في أوضتي بقيت بقف كتير قدامها كتير ، بسرح شعري وبقعد اتكلم معايا وبرد عليا..! ، بنضحك سوا ونعيط سوا ونتكلم كتير ، اكتشفت إني رغاية مش زي ما كنت فاكرة !! تلت اربع اليوم كان بيبقى في الأوضة ، جوزي ابتدى يشتكي من إني اتغيرت ومطنشاه ، لكن كنت بتحجج بإني لسه في أول شهور الحمل ومودي مش متظبط وعايزة ابقى لوحدي ، أيامي كلها بقيت شبه بعضها لكن مكنتش بمل أبدًا ، لحد ما في يوم دخلت أوضتي كالعادة بس مقفلتش الباب كده كده حسام جوزي نزل الشغل ، وبدأت اتكلم معايا في المرايا هتصدقوني لو قلت لكم إن ملامح وشي بقت بتتغير وببقا حد تاني ...! بدأت اقتنع إننا اتنين مش واحد ! ، اندمجت جدًا في الكلام ، أثناء م كنا بنتكلم جوزي ظهر في المرايا ! ، اتخضيت ،بس هو قالي متخافيش بس فهميني ايه اللي أنا شوفته ده ! ، بدأت أعيط جامد جدًا لإني مكنتش حابة يعرف حاجة وشايفاها حاجة خاصة بيا ، ارتبكت كده شوية وبعدين قولتله " شوفت ايه يعني! عادي ياحسام أنا زهقانة عشان قاعدة لوحدي فكنت بلعب في شعري قدام المرايا" شدّني وقالي "لا يا سحر انتي عارفة إنك بتكذبي ،صارحيني ياحبيبتي ايه اللي أنا شوفته ده ؟ "  بدهشة قولت" شوفت ايه !" قالي " كنتي سرحانة جدًا وعينيكي مش شايفة حاجة ، أنا واقف وراكي بقالي نص ساعة وانتي مخدتيش بالك مع إنك مركزة في المرايا !! " ... رديت بإرتباك " ايه اللي بتقوله ده ياحسام ! لا اااه أكيد لا يعني" ... قاطعني بكلامه" مش دي المشكلة ، ياسحر أنا شوفتك اتنين ! ، نبرة صوتك بتختلف أثناء حوارك مش بس كده دي ملامح وشك كمان بتتغير بين سحر الجميلة اللي اعرفها وواحدة شبهها وشها كله تجاعيد وشر ....!! متخوفنيش منك واحكيلي"
زقيته بعنف معرفش جبت القوة دي منين ! وبلهجة حادة قولت " ايه التخاريف دي انت هتطلعني مجنونة كمان ...! انت شكلك شايف لك شوفة وبتتلكك ! " وحاولت اهرب من نظراته ودخلت المطبخ ، كنت متأكدة من كلام حسام وعارفة إنه صح ماانا شوفت ملامح الشخصية التانية اللي بيتكلم عنها ! ،يمكن مخدتش بالي من الصوت بس أنا عارفة إن حسام مش بيكذب
"هعتبر نفسي مسمعتش ردك ياسحر ،أنا هخرج دلوقتي ، هنأجل الكلام في الموضوع ده بالليل " وقفل الباب بهدوء ودي طبيعته شخص محترم وهادي ...مكنش ينفع اقوله كده لكن كنت بحاول اهرب من الموضوع
طول اليوم بفكر هقوله ايه لما يرجع ... استغرقت في التفكير وقت طويل لحد ما تعبت ونمت
شوفت نفسي واقفة قدام المرايا وفجأة اتقسمت لاتنين  بيتنقاشوا صوت النقاش بينهم علي ، اتحول النقاش فجأة لواحدة بتضحك جامد  وملامح مخيفة وبتبص للتانية وواحدة شبههي بتبكي بكاء مرير بعدت عن الأولى وقعدت في ركن الأوضة ضامة نفسها زي الجنين وبتحاول تستخبى في نفسها !!... بدأت الشريرة دي تقرب مني وترمُقني بنظراتها المتنمّرة حطيت أيدها على جبهتي وكإن نار هي اللي لمستني ...صحيت مفزوعة لاقيتها ايد حسام !
"متخافيش أنا جمبك في ايه احكيلي مالك ؟ "
وبدون مااحس لاقيت نفسي عملت زي البنت دي في مكاني ، بدأت أخاف من حسام وانكمش في نفسي ، مش حسام بس أنا خايفة من كل حاجة حواليا "أخرج ياحسام دلوقتي وأنا هاجي وراك " .. حسام كان متفهم جدًا وفعلا خرج
خرجت بعد شوية لما هديت لاقيت حسام عاملي ليمون وقعدنا ، ابتسم وقالي "عايزك بهدوء كده تحكيلي أنا مش جوزك اعتبريني صاحبك "
أسلوبه نوعًا ما خلاني اهدى وبدأت اتكلم " حسام أنا عايشة لكن غصب عني تلات اربع وقتي بعيشه في الخيال بتخيل حاجات محصلتش وبعيش فيها ، حاجات بتضحك فاضحك وحاجات بتزعل فازعل ، وهي بقيت بتشاركني في ده، بتفهمني من غير ما احكي ، ساعات بتنصحني وساعات بتنهرني وتضايقني ، ساعات بنتخانق !!... بقيت احس ان بسبب استغنيت عن أي حد تاني ..." سكت شوية وقال " طب ليه ما تقوليش أن ده يمكن صوت ضميرك بينصحك ويعاتبك بس الموضوع قد يكون وسع منك شوية من كتر العزلة ؟ "
ماقتنعتش لكن عملت نفسي مقتنعة ... ازاي ملامح وشي هتتغير وصوتي هيتغير !
عدى شهور وأنا على نفس الحالة ، حسام بدأ يتخانق معايا عشان مش عايزني اقعد لوحدي ،قالي لازم تساعدي نفسك وتديني فرصة اساعدك ، لكن أنا اللي مش عايزة ... لحد ما في يوم صحيت على وجع جامد ، ده طلق الولادة ، حسام كان في الشغل حاولت أكلمه موبيله غير متاح ، لاقيت نفسي قومت واتجهت للاوضة وكأني رايحة اقولها !! الوجع زاد عليا ، بدأت اصرخ واصرخ لحد ما ولدت !... ولدت في الأوضة وكان ولد زي القمر بعدها مش فاكرة أي حاجة غير لما فوقت ولاقيت نفسي في المستشفى ، حسام قالي بعدها إنه بالصدفة استأذن م الشغل ورجع لاقاني مغمى عليا وبسرعة نقلني للمستشفى ... وولدت هناك.. ، قولت له طب وآدم! .. قالي وانتي عرفتي منين إنه ولد ؟؟ ..احنا ولا مرة طلبنا من الدكتورة وهي بتكشف إنها تقولنا نوع الجنين وكنا سيبنها مفاجأة!! ... بدهشة " ماانا شوفته في البيت قبل ما يغمى عليا !! انا ولدت في البيت ياحسام !" ... "بيت ايه اللي ولدتي فيه ،انتي بس تلاقيكي عشان طلق الولادة فمكنتيش مركزة " ... بزعيق " لا ياحسام أنا مش مجنونة بقولك أنا ولدت في البيت في الأوضة...." قاطعني بلهجة حادة وقال " ايوه كملي ! في الأوضة اللي بتحبسي نفسك فيها ديمًا مش كده! كفاية بقى ياسحر أنا استحملت كتير ..." وخرج
اتحجزت في المستشفى اسبوع لحد ما حالتي تتحسن لكن آدم كان بصحة جيدة الحمد لله... اثناء الاسبوع ده حسام بقى يجي يزورني ويمشي بسرعة وبيتحاشى الموضوع تمامًا
رجعت البيت وعملنا سبوع آدم وكان الوضع على مايرام ... حسام كان فاكر إني لما اخلف هسيب الاوضة وهنشغل بالبيبي ، لكن مقدرتش اسيبها لازم نقعد نتكلم تاني لحد ما في يوم حسام صوته علي لأول مرة " لا ياسحر ! انتي كمان هتعودي الولد على كده ! اللي بيحصل ده مش طبيعي ولازم اعرضك على طبيب نفسي " ...." حسام أنا مش مجنونة .." ..
"النقاش انتهى ... يإما تروحي بيت أهلك وأنا هجيب حد يعتني بالطفل "
تاني يوم صحيت لاقيت الأوضة مقفولة بالقفل ... حسيت وقتها بإحساس غربة ...آدم بيعيط جمبي لكن مش مركزة ... غير في إني عايزة الحاجة دي وبس وكإنه ادمان ... فضلت ع الحال ده لفتره... خناقات كل يوم مع حسام ...وصلت لمرحلة اني كرهته عشان فرّق بينا..وابتديت افكر ازاي ارجع للاوضه وللمرايه ....خدت قطع الازاز وحاولت اقطع شراييني ...فوقت لاقيت نفسي في المستشفى وبابا جمبي " ليه كده يابنتي كنتي هتموتي نفسك لولا ان احنا جيينا أنا وامك بعد الخبر كان زمانك موتي كافرة "
هي اللي عملت كده يابابا ومحدش كان فاهم حاجة ، عرضوني على دكتور نفسية وعصبية وقالهم أن عندي انفصام في الشخصية لكن في مرحلة متأخرة وممكن انتحر في اي وقت .... للأسف ياحاج بنتك بتتعامل مع نفسها على إنها اتنين واحدة ضحية وواحدة مجرمة ..الضحية بتحاول تنتقم من المجرمة والعقل مغيب تمامًا عن إن ده جسم واحد ... الولد لازم يتم الاعتناء به من حد تاني ....

(القصه حقيقي لكن فيها جزء درامي عشان تتناسب للقرايه)

ليست هناك تعليقات