إبحث عن موضوع

وحيد (الجزء الاول)

وحيد
الجزء الأول

في مركز الشرطة :
( زوجتك متغيبة بقالها اد ايه ؟ )
( من امبارح بالليل )
( طب ممكن تكون راحت عند اهلك او اهلها ، كده ده مش اختفاء . )
( انا اهلي متوفيين ، و سالت عند اهلها ملقتهاش هناك . و تليفونها مقفول و هي ملهاش                                            
       اصحاب اصلا ، ارجوك انا مش عارف اعمل ايه ، انا مليش حد غيرها في الدنيا )
( طب انتوا كان في بينكوا مشاكل ؟ )
( لا ابدا ، ده امبارح كان عيد جوازنا ، رجعت من الشغل ملقتهاش في الشقة )
** هذا الرجل لا يظهر علي ملامح وجهه علامات تدل علي أنه يكذب ، إنه يقول الحقيقة بكل تأكيد .
عيناه لا تنظران في اتجاه سوا تجاهي ، و هذا التوتر الظاهر في عينيه و المنعكس علي رعشة يديه حقيقي . لابد أنه كان متعلق للغاية بزوجته ، أم أنه خبير بالإدعاء ؟! سيظهر كل شئ في أوانه .
أنا ( بدر ) ضابط مباحث ، تخرجت من الأكاديمية منذ ما يقارب الثلاثة أشهر و تم إلحاقي بإدارة المباحث في قسم ( ****** ) كمعاون مباحث .
كنت متحمسا للغاية بعد تخرجي ، فلقد أصبح الحلم حقيقة . فقد كان هذا حلمي الأول منذ كنت طفلا .
هل أحضر لك والديك و أنت صغيرا بدلة ضابط شرطة ؟ من المحتمل أنهم فعلوا . فقد كان هذا ما حدث معي أيضا و لكني عكسك أصبحت مولعا بتلك البدلة و تمنيت اليوم الذي يأتي و تصبح هذه البدلة حقيقية .
كنت متفوقا في الدراسة و كانوا يتنبئوا لي بمستقبل مشرق ، و لكن لأكثر ما كان يسترعي انتباهي في مواد الدراسة هي مادة علم النفس ، لطالما ذبت عشقا في تلك المادة منذ تعرفت بها
تلك القدرة التي تكتسبها علي توقع سلوكيات البشر و معرفة حقيقة شعورهم في مختلف الظروف لهو شئ ساحر . و كنت استند علي تلك المعلومات في حياتي و حتما ستفيدني في عملي ، فكيف تعرف الرد الصادق من الكاذب من المجرمين ؟ و الأهم هو كيف تسأل الأسئلة و تبني استنتاجاتك علي ردودهم ؟
يأتي كل شئ بالخبرة بالطبع فأنا أعلم هذا و لكن بالطريقة العلمية  سيسير كل شئ بمعدل أسرع
بعدما انصرف وحيد كنت أشعر بالشفقة تجاهه فنظر صديقي الذي كان حاضرا الجلسة و لكنه لم يتكلم أثنائها ثم قال :
( انت شكلك صدقت الهبل ده )
( ليه انت مش مصدقه ؟ الراجل مكنش بيكذب )
( ههههههه ، و الله انت عسل . بص انا هقولك علي حاجة بحكم خبرتي ، في حاجتين اساسيين في شغلنا و ده اللي هيخليك ظابط شاطر : اولا _ عمرك ما تصدق اي حد سواء كان جاني او مجني عليه ، بمعني إنك متصدقش رواية شخص واحد و بس ، اسمع من الكل و اجمع الأدلة اللي بتاكد او بتنفي الكلام ده و رتب الصورة كاملة علي الورق قدامك و بعدين اصدر الحكم علي الشخص
ثانيا _ عمرك ما تحكم بعاطفتك ، بمعني لو جالك اكتر شخص عزيز علي قلبك دائن او مدان متحكمش بقلبك ، بالادلة زي ما قلتلك برضه )
( بس الراجل ده ..... )
( ثانية واحدة معلش ، هديك بس مثال علي الرجل ده قبل ما تكمل كلامك .
مبدئيا انت معرفتش الراجل بيشتغل ايه ، ممكن عنده مشاكل في شغله و مراته اتخطفت ، وده اللي كان مخليه متوتر كده ، ممكن يكون بياخد اي نوع من المخدرات و عمل في مراته حاجة و لسه تحت تاثيره و برضه ده سبب التوتر ( و ده الاحتمال اللي انا برجحه )
ممكن برضه يكون اكتشف انها بتخونه ولا حاجة و قتلها و جاي هنا ينفي التهمة عن نفسه      ( و ده تاني احتمال انا برجحه ) )
........ انظر له في سكوت
( ليه بقي برجح الاحتمالين دول ؟ لان انا شفت الحوارات دي كتير اوي من اول يوم اشتغلت فيه ... اتفضل بقي كمل كلامك . )
( انت عندك حق طبعا ، انا مكنتش لحقت افكر في كل الاحتمالات دي . بس انا اصدرت حكمي بناءا علي لغة جسده ، تعبيرات وشه و ايديه مكنتش كاذبة )
( ممكن يكون صادق انا مش بنفي ده عنه ، بس من كتر ما هتشوف اساليب كذب كتييير اوي هتصدق اللي انا قلته )
مرت الثماني و أربعون ساعة القانونية و جاء ( وحيد ) مرة اخري ليكون البلاغ رسميا و جاء معه أهل زوجته و لكن وحيد كان أكثر اضطرابا عن المرة السابقة .
أنهينا المحضر وهموا بالإنصراف و لكني طلبت من والديه أن يظلا لأسألهم بعض الاسئلة .
كان التأثر باديا علي وجهيهما و لكن ملامح أمها كانت جامدة بعض الشئ ، و كانت ترمق وحيد بنظرات نارية ، و لما لحظت أنني أراها أشارت بإصبعها ناحية وحيد ثم انفجرت باكية ...
تتبع .......

ليست هناك تعليقات