إبحث عن موضوع

شبح زوجتي

كانت ذكراها معايه وعمرها ما فارقتني، رجعت تطلعلي في احلامي تاني، افتكرت الموضوع هيعدي، لكنه وصل لدفني حي، معرفش السبب، ،لو رجع بيا الزمن، كنت اخترت الموت او التراجع عن اللي عملته، في سبيل اني ممرش باللي مريت بي.
انا عبدالله الفريد، عندي ولدين، امهم متوفية الي رحمة الله، ارجو منكم الدعاء لها، القصة بدأت لما ريهام مراتي بدأت تظهرلي في الاحلام وتستنجد بيا!!
ا زي مابقول لكم كده، كنت كل يوم لمده خمس ايام تقريبا بحلم نفس الحلم تقريبا في ذكراها السنوية الاولي، بلاقي نفسي في المقابر بالقرية عندنا، في مقابر العيلة اللي مدفون فيها (ريهام) مراتي رحمها الله، وهو طالع صوت من المقابر بيستغيث بيا وبيقولي..
-الحقني يا عبدالله، ليه سيبتني اموت يا عبدالله، كنت عماله اناديك، وانت كنت واقف متكتف مكانك.
الحلم ده بدأ يظهرلي في الذكري السنوية زي ماقولتلكم، وطبعا كلكو بتسألوني هي ماتت ازاي، وايه اللي حصلها، ريهام ماتت مقتولة! ريهام ماتت في يوم وانا راجع من الشغل متأخر، لقيت صوتها وهي بتنده عليا، صوت عمري ما هقدر انساه، صوت بيرن في ودني من ساعتها...
-الحقوني، حراامي، هيموتني
-ماتخرصي يا ولية، هتلمي الناس علينا، ماتقولي فين دهبك عشان مشقكيش نصين هنا.
-الحقووووني، يا خلق يا هووو، االحقني يا عبدالله يا عبدالله.
ودي كانت اخر كلمة قالتها (ريهام) اول ما شافتني بعد مادخلت البيت الحقها، لكني كنت بطئ جدا علي اني الحقها، كانت طلعت في الروح، بعد ما المجرم ده دب السكينة في في بطنها قصاد عيني وجري نط من شباك المطبخ، الزمن اتوقف بيا، رجلي اتشلت، حياتي اتقلبت 180 درجة من يومها، ماكنش عدا وقتها غير كام يوم علي موتها، وكانو سنين عليا، لكن عدي سنة علي موتها، سنة مش قادر اوصفها غير انها كانت عذاب، دايما شايل ذنبها، ودايما في بالي، لكنها رجعت جاتلي في احلامي تاني، فضل الحلم اللي حكيت ليكو عليه ده يتكرر لمده خمس ايام، في اليوم الخامس مع استمرار الاحلام دي، شميت ريحة حاجه غريبة جدا في الاوضة، حاولت اقوم من النوم، لكني ماكنتش قادر حاسس اني متكتف تماما، حاولت احرك راسي، وحركتها فعلا، لكن بصعوبة شديده جدا، اول ما بصيت جنبي، لقيت منظر مستحيل انساه!! 
لقيت ريهام قاعدة جنبي، وجثتها متعفنة وريحتها طالعة، وكان في سكينة في بطنها، حاولت اتحرك اقوم اعمل اي حاجه، لكن جسمي كله كان متكتف حرفيًا، فجأة سمعت صوت جنبي ...
-ليه سبتة يموتني يا عبدالله؟
ببص جنبي، لقيت جثة ريهام تقريبا، ولا معرفش ايه ده اصلا بصالي ومبتسمة جدا...
-انا انا مسبتوش يموتك، انا ملحقتش يا ريهام صدقيني.
لقيت وشها اتغير 180 درجة، الخوف بدأ يدب في قلبي اكتر ونبضاته بتعلي، لغاية ما لقيتها صرخت بصوت عالي جدا وقالت لي..
-هتندم يا عبدالله، وهنتقم منك..
مفيش لحظة الا وحسيت بألم شديد جدًا في بطني، ببص علي بطني، لقيت دم كتير جدا بيسيل من بطني، ألم غير محتمل تماما، لكن معدتش لحظات الا وكان اغمي عليا، وصحيت علي صوت (علي) ابني وهو بيصحي فيا...
-بابا، بابا، مالك يابابا انت مش بتقوم ليه.
بدأت اجمع قوتي واقوم..
-انا كويس يا حبيبي.
-انت نايم علي الارض ليه طيب.
قومت اتنطرت من مكاني، فضلت ابص حواليا، وابص علي بطني اشوفها فيها ايه، لكن كل حاجه كانت طبيعية، ماكنش في غير وجع بسيط في بطني بس.
-لالا يا حبيبي، يمكن بس انا وقعت من علي السرير، اخوك صحي ولا لسه؟
-مش عارف ماله يابابا، عنده برد وتعبان، عمال اصحي، لكنه مش راضي يقوم معرفش في ايه، هو هيبقا كويس يا بابا؟
-اه يا حبيبي، بإذن الله.
بالي كان مشغول جدا علي ادهم، دخلت اشوفه ماله، لكن كانت درجة حرارته عاليه جدا، قومت خدته للدكتور....
-ها يا دكتور، ادهم اخباره ايه، طمني.
-هيبقا كويس، بس احنا محتاجين نعمل شوية فحوصات، عشان نطمن بس ونشوفه..
-طبعا يا دكتور، انت تؤمر، المهم نطمن عليه.
كنت وقتها مش عارف اعمل ايه، كان كل تفكيري في الحلم اللي حلمته، وايه سبب وقته دلوقتي، كنت خايف جدا علي ادهم، وفي نفس الوقت مش فاهم ايه سبب الحلم الغريب ده، لكني قولت يمكن عشان ذكرتها السنوية، ومش قادر انسي اللي حصل.
عدي اليوم والساعة كانت دقت 9 قولت اخش اريحلي حبتين، لاني كان عندي شغل كتير جدا تاني، معداش خمس دقايق الا وصحيت علي صوت ترزيع جامد جنبي، قومت بصيت علي الموبايل لقيتها الساعة 12!! ...طب ازاي وانا معداش عليا غير خمس دقايق بس، هو انا روحت في النوم للدرجادي؟! الموضوع مشغلنيش قد الصوت اللي عمال يرزع في الاوضة، تحديدا كان طالع من الدولاب، قومت اشوف في ايه، روحت فاتح الدولاب، ومع لحظة فتحي للدولاب، لقيت حاجه سخنة جدا هبت في وشي، عيني كانت مقفلة جدا، وماكنتش عارف افتح عيني من الحرارة اللي طالعة من الدولاب، جيت احسس بإيدي ايه اللي قدامي، لقيتني مسكت سكينة، اتخضيت وقلبي اتنفض، وحاولت افتح عيني، شوفتها، ايوه شوفتها، كانت ريهام، ومع فتحة عيني دي كانت صرخت صرخة مدوية نطرتني لورا خبطتني في الحيطة، كنت شبه اغمي عليا ومش عارف افتح عنيا، لكني قبل ما يغمي عليا لقيتها قربت مني وبتقولي...
-ادهم هيجيلي يا عبدالله، انا مش هسيبو معاك انت مش هتعرف تحافظ عليهم.
مفيش لحظات الا واغمي عليا، من كتر ما نزفت دم بسبب ان راسي اتفتحت، قومت الصبح لقيت الم رهيب في راسي، كنت حاسس بتقل مش طبيعي في دماغي، بصيت بطرف عنيا علي الارض لقيت دم متجلط كتير، في الارض، يعني انا ماكنتش بحلم.. يعني هي جايه لادهم وعايزاه فعلا، ماكنتش عارف اتصرف ازاي، ولا اعمل ايه وقتها غير اني اقول..
-ياااارب، الحل من عندك.
قومت نضفت مكان الدم، ونضفت راسي وربطها قبل ما حد من العيال يصحي، وقررت اني اخدهم اخليهم عند عمتهم يقعدو هناك اليومين دول لما اشوف حل للمصيبة دي، فعلا لما فاقو وفطرو قولتلهم..
-قومو البسو، هتروحو عند عمتكم تباتو يومين.
كانو مبسوطين جدا، لكن ادهم كان لسه تعبان، وانا لسه ماكنتس عملتله الاشعة والتحاليل اللي كان طالبها الدكتور لي، لكني وصيت سماح اختي انها تعمله التحاليل وسيبتلها فلوس، عقبال ماشوف هعمل ايه.
روحت البيت كان الوقت اتأخر، وفضلت اقول لنفسي..
)طب انا هعمل ايه؟!.. ايه اللي يتعمل اصلا دلوقتي.. اروح لشيخ طيب، ولا استناها تظهرلي تاني)
ماكنش في ايدي اي حاجه اعملها، وعدي الوقت، وفضلت افكر، لغاية ماقررت اني هستدعي روحها!!.. كنت بشوف دايما في الافلام، انهم بيعملو شمعة علي شكل نجمة، وصورة الشخص اللي عايزينة في النص.... وكانت الروح اللي عايزنها بتستدعي..
فعلا عملت كده، وحطيت صورة ريهام في نص النجمة، وفضلت اقول..
-انتي فين يا ريهام، انا ماكنتش اقصد اسيبك، انا حاولت لكني مقدرتش.. شيلت ذنبك المده دي كلها، لكن الموضوع ماكنش في ايدي نهائي.
لقيت المكان كله حرارته ارتفعت جدًا، ايدي الشمال بدأت ترتعش، عيني بدأت ترف، سمعت صوتها بيرن في وداني..
-انت السبب با عبدالله، مش هسيبك.
-انا انا انا ممكن اعمل اللي انتي عايزاه، بس سيبيني انا وعيالي لوحدي بقولك.
-لو عايزين اسيبك، تعالي في المقابر الساعة 2 بليل، هتلاقيني هناك.
-المقابر!! طب انتي عايزه ايه طيب، وفي ايه في المقابر.
الشمع كله اطفي، حرارة المكان رجعت لطبيعتها، لكن دماغي كانت بتودي وتجيب، مش عارف اروح ولا مروحش، وايه اللي هيحصل اصلا لو مروحتش، اسئلة كتير جدا بتدور جوه راسي مش عارفلها اجابة، لكن كان قراري اني اروح... فضولي هو اللي وداني، مرضتش حتي استعين بشيخ، لكن قراري كان اني اروح، وفعلا قومت لبست ونزلت، ركبت عربيتي.. وصلت المقابر، مالقتش عم محمد بواب المقابر هناك، فدخلت علي طول، مقبرة العيلة كانت في نص المقابر، فمشيت في طريق طويل، كنت حاسس ان في حاجه بتمشي وراية لكني كنت بكذب نفسي، كملت مشي ووصلت لباب المقابر، سمعت صوت بيقولي..
-انا جوه يا عبدالله، ادخلي.
-ادخلك ازاي، الباب مقفول.
-حط ايدك في جيبك.
حطيت ايدي في جيبي، لقيت المفتاح فعلا في جيبي!!!.. معرفش وصلي ازاي ولا جه منين، لكنه كان في جيبي، كنت عايز اتراجع عن اللي بعمله..بس تقريبا ماكنش في وقت للتراجع، لاني لقيت هوا بيزقني للباب وصوت بيقولي..
-تعالي يا عبدالله،.
فتحت الباب ودخلت، لقيت الدنيا مظلمة جدا، حاولت افتح كشاف الموبايل، لكنه كان فصل شحن، مع لحظة دخولي، لقيت حاجه ذقتني، واتقفل الباب وراية، جريت لورا حاولت افتحه لكنه ماتفتحش، فضلت انده واقول....
-يا ريهام، انا جيت اهو وسمعت كلامك ممكن تسمعيني بقا.
لقيتها قالت بصوت مرعب.
-جيت لقضاك يا عبدالله.
اول ما قالت كده، لقيتني اتكعبلت في حفرة موجوده ووقعت فيها، ولقيت زي رمله عماله تقع عليا، كان حد بيدفني حي!! 
-الحقووووووني، الحقووووووني.
ماكتش في اي حد سامعني نهائي، وكنت حاسس بحاجات بتتحرك حواليا، وريحة بشعة في المكان، كنت بحاول اقاوم واطلع من الحفره، لكن جسمي كله كان متكتف تماما، معداش الوقت الا وكنت بطلع في الروح وقتها، الدنيا كلها اغمقت قصادي، لكني لقيت حاجه بتطلعني من الحفره دي، وبتسندني، بس الدنيا وقتها كانت اسودت، اغمي عليا، وصحيت في المستشفي وممرضتين بيهمسو ويقولُ..
-ده راجل مجنون، دفن نفسه حي بإده.
-انا سمعت انهم هيبعتو علي مستشفي المجانين، وهما هناك يتصرفو معاه.
فعلا اتبعت علي مستشفي المجانين، بحجة اني عندي مرض نفسي لفقداني ريهام واحساسي بالذنب تجاها، وان كل ده كان تهيؤات في تهيؤات، وعم محمد بواب المقابر هو اللي انقذني، وان انا اللي طلبت منه المفاتيح، وان انا اللي حفرت الحفرة جوه المقبرة و فضلت اقفلها عليا، شئ جنوني مش قادر استوعبه... لكني خرجت، بس ريهام مسبتنيش، ولسه بتزورني في احلامي...


بقلم/  Andrew  sherif

ليست هناك تعليقات