إبحث عن موضوع

قصة السيدة العجوز

السيدة العجوز ....

تأليف :عبدالله شوقي ....

قد تجد نفسك بورطه كبيرة ولم يكن لك اي علاقه بها لا من قريب او من بعيد ولكن قد حظك السئ هو من ألقاك بمهب الريح ....

منزل بسيط مكون من طابق واحد في إحدي الارياف ..توجد مجموعه من القش علي سطح المنزل كما تمتاز شبابيكه بوجود اسياخ الحديد المليئه بالصدأ مثل باقي منازل القريه ...

وفي داخل تلك المنزل حوش واسع وفي منتصفه منضدة يطلق عليها اسم"طبليه" يجلس حولها ثلاثه افراد ..

العم مهدي والست ذكيه  ابنتهم هنادي التي تبلغ من العمر 11عام ....

تحدث العم مهدي لذكيه قائلا:
هنعمل اي في بنتك الي راقدة جوة دي يا ذكيه ....

ردت الست ذكيه بنبرة حزن قائله:
والنبي يا اخويا انا مش عارفه اي العمل ...البت حالتها بتسوء يوم عن التاني ولفينا بيها دكاترة البلد ....اي العمل بس ياربي ...

العمل عمل ربنا يا ذكيه ....

بت ياهنادي 

نعم ياما !

قومي يابت اعملي لاختك كمدات علي وشها لاحسن بقالنا مدة مغريناش الكمادة ...

حاضر ...

نهضت هنادي وذهبت مسرعه إلي إحدي الغرف حيث كان يوجد بها فتاه تبلغ من العمر 25  عاما نائمه علي سرير حديد ذات وجهه شاحب وجسد هزيل كانت ترتجف بشدة  ...

تهمس وتقول ...
الحقوني ...انا بموت ...انا بموت ...

خرجت هنادي مسرعه علي والدها ...
يابا ...الحق يابا ...صفيه بترتجف وبتقول الحقوني بموت  ....

نهض العم مهدي والست ذكيه الي غرفه ابنتهم وجدوها تتصبب عرقا وترتجف بشدة ....

تدخلت الست ذكيه قائله 
مالك يا حبيبتي ..حاسه بايه ...

همست صفيه قائله ...
بموت ...بموت 

ثم فقدت الوعي ....وسكن جسدها تماما ...

وقف الجميع للحظات ينظر لجسد صفيه في صمت ....حتي كسر ذلك الصمت تصرف العم مهدي وهو يحمل ابنته بين يدة وخرج بها مسرعا من المنزل إلي مستوصف  القريه .....

من خلفه الست ذكيه ترتدي خمارها وتهرول من خلفه وهي تبكي بشدة علي ابنتها ...

حتي وصلوا إلي المستوصف البسيط في شكله وامكنياته حتي في الطبيب المعالج الموجود به  ....

وضع لها الطبيب بعض المحاليل والمقويات ثم خرج لهم قائلا ...

الحمد لله انكوا جبتوها في الوقت المناسب لان لو كنتوا اتاخرتوا لحظه كمان كان هيبقي خطر علي حياه بنتكوا ....انا اديتها شويه محاليل وفايتمينات وان شاء الله هتكون احسن 

رد العم مهدي قائلا...
ان شاء الله يادكتور ...طيب هي عندها اي يادكتور ...

لا هي عندها هبوط شديد في الدورة الدمويه وخلل في عضله القلب وخلل في الكبد ياريت لما تتحسن شويه تنقلوها اي مستشفي في القاهرة ....علي ازنكوا.

اغمض العم مهدي عيناه وسند علي إحدي الحوائط وقال في نفسه ....

كل دة عندك يابنتي ....وقاهرة اي الي نروحها انا مبقاش معايا اي فلوس دلوقت .....دبرها من عندك يارب ...

قطعت الست ذكيه حديث زوجها لنفسه قائله ...
اي يامهدي ....في اي ..الدكتور قالك اي علي صفيه ...

ها ...لا لا هي بخير وشويه وهنروح ان شاء الله ...

طب الحمد لله ...ربك كريم يا اخويا ..

الحمد لله ..الحمد لله ...

ظل العم مهدي بالمستوصف مع زوجته حتي انتهت ابنته من تلقي العلاج ثم اخذوها وعادوا إلي المنزل ...وعادت الأمور كما كانت إلي حالها الطبيعي ....الي الهدوء الذي يسبق العاصفه التي لا يعلم عنها العم مهدي ولا الست ذكيه اي سبب او مبرر لحدوثها ...

جلس العم مهدي امام المنزل مع الست ذكيه وكانوا يتكلموا حول حال ابنتهم الذي يسوء يوم تلو الاخر ...حتي قطع حديثهم العم حافظ ...

سلام عليكوا ياجماعه ....

رد العم مهدي قائلا ...
وعليكم السلام يا حج حافظ ...اتفضل ...

نزل  العم حافظ من دراجته وصافح العم مهدي قائلا بنبرة دافئه ...

اي الي حصل يا مهدي لصفيه بنتك ....انا لقيتك شايلها وبتجري بيها علي المزلقان ورايح ناحيه المستوصف ....خير في اي !

تنهد العم مهدي قائلا ...
تعالي اقعد يا عم حافظ ....اعمليلنا شاي يا ذكيه ...

حاضر يا خويا ..

جلس العم حافظ مع العم مهدي امام المنزل قائلا .....

الي حصل ياسيدي ان صفيه مرة واحدة تعبت وحالها كل يوم يسوء عن الاول اكتر وفضلت تخس وشعرها يقع وتفضل بالأيام متنامش وجسمها يبقي مولع ولكنها بتحس من جوة بسقعه لحد مالقينا هنادي بتقولنا ان صفيه بتتنفض وبتقول بموت بموت ....

جرينا انا وامها عليها فضلنا نحاول معاها لحد اغمي عليها شيلتها وروحت للمستوصف والدكتور قالي انها لزم تروح مصر ووظايف جسمها مش تمام ....

نظر العم حافظ في الأرض وحك لحيته وقال ....
امممممم......طب والي يدلك علي علاج بنتك يا مهدي تعمل اي !

نظر العم مهدي لحافظ في ذهول شديد قائلا ...
دلني عليه الله يخليك ...دة انا عامل زي الغريق الي مستني قشه يمسك فيها  ...

بص ياسيدي عليك وعلي ست الدار ....

رد العم مهدي بتعجب قائلا ...

مين ست الدار دي !

الله ...محدش يعرف ست الدار دي ست الكرمات كلها ....دي هي الي هتشفي بنتك يراجل ...

بس انا الي هيشفي بنتي ربنا ....

ومين قال لا ...كله باذن الله طبعا ...وهي سبب  اكيد ولكن سبب كبير حبتين ...

بس انا يا حافظ معييش فلوس حاليا ...

ومين قالك تجيب فلوس ...انا عاوزك انت وبنتك وبس وسيب الباقي بعد كدة علي ربنا وعليا ...

ماشي ياحافظ ....

ماشي ياعم مهدي ....استناني انا وست الدار النهاردة بعد العشا هنجيلكوا زيارة ...

نهض العم حافظ وركب دراجته وتحرك وظل العم مهدي يفكر في حديث حافظ ....ونهض  ودخل للمنزل وجد زوجته حامله الشاي وخارجه له ...

دة انا كنت لسي طالعالكوا بالشاي ...

لا ماهو مشي من شويه ....الله صحيح يا ذكيه متعرفيش واحدة هنا ليها بركات في البلد اسمها ست الدار !

ست الدار ...ست الدار ....الاسم دة مش غريب علي وداني يا مهدي ...بس لي ...

هتجيلنا هي وعم حافظ بعد العشا النهاردة 

والله انا مش قادرة اقولك لا ...احنا غلب حمارنا علي الدكاترة ياخويا ومفيش فايدة اهو نشوف طريق تاني لعل وعسي ربك يكرم ....

ان شاء الله 

دخل العم مهدي غرفه ابنته وجدها نائمه وفي هدوء وضع يده علي جبينها وظل يقرا بعض من آيات القرآن إلي ان وجد جسدها بدأ ينتقض بهدوء ...وازدادت حراره جسدها بشكل ملحوظ ....ثم فتحت صفيه عيناها حينها كانت عيناها سوداء تماما وتعطي لمعه كالمعه الموجودة بعيون القطط ليلا ...شعر وقتها العم مهدي بقشعريره في انحاء جسدة ...ورفع يدة من علي جبين صفيه بهدوء ...حتي امسكت يدة بعنف وجلست ونظرت بعينه وقالت له بصوت اجش .....

اياك تعمل الي عملته دة تاني ....وإلا اموتهالك ...فهمت !

العم مهدي في فزع...

فهمت ...فهمت 

ثم عادت صفيه إلي وضعها الطبيعي واستلقت علي السرير في هدوء ...ثم خرج العم مهدي مسرعا من الغرفه واغلق عليها الباب ثم جلس علي الاريكه ويلتقط بعض الانفاس وكان يتصبب عرقا ... 

لاحظت الست ذكيه حال زوجها وقالت له...

مالك يا حج في اي ...اي الي حصل ...بتعرق ومش عارف تاخد نفسك لي !

حكي لها العم مهدي ما حدث ....وظهرت علي وجهها اشد علامات الرعب والقلق ....وقالت ...

لا لا الحال دة ميطمنش يا مهدي ...لزم نشوف شيخ ولا اي حد يشوفها ...

ماهو هنشوف ست الدار الي هيجيبهالنا العم حافظ ونشوف ...انا بقيت مرعوب منها مش عليها دلوقت ياذكيه ....

ردت الست ذكيه في همس ...
من الي انت حكيته دلوقت انا بقيت خايفه ادخلها ...ربنا يستر ...

يااارب ...يارب...

                      ********************
واثناء انشغال العم مهدي بإطعام البهائم في الحظيرة وإنشغال الست صفيه بإطعام الطيور علي سطح المنزل ...دخلت هنادي  مسرعه من الخارج  الي غرفه صفيه ...وفتحت باب الغرفه بعفويه شديدة ولكنها لم تجد صفيه نائمه علي سريرها كالعادة....

صفيه ...يا صفيه ...انتي فين يابنتي ...هي راحت فين البت دي 

سمعت هنادي باب الغرفه يغلق من خلفها ...نظرت خلفها وجدت صفيه تقف في ثبات تام وتنظر لها بعيون لامعه وثابته مصاحب لذلك صوت انين كصوت انين الحيوانات عند هجومها علي فريستها ....
تكلمت صفيه بصوت اجش ...

انتي اي الي جابك هنا ...ماتدخليش غير لما تساذني ...وامرك بالدخول ...اطلعي براااا ...

حينها فتح الباب بشدة وطارت هنادي بالخارج ثم اغلق الباب خلفها ...

صرخت هنادي بشدة مما فزع ابيها وامها ...هرولوا إليها  بفزع شديد ...

العم مهدي: في اي ياهنادي ..اي الي حصل !...واي الي رماكي  كدة ...

تكلمت هنادي باكيه :
 انا جيت من برا دخلت علي اوضه صفيه علشان اشوفها لو محتاجه حاجه دخلت مالقيتهاش علي السرير ومرة واحدة سمعت الباب بيتقفل من ورايا بيص لقيتها واقفه  بس انا مكنتش حاسه انها اختي الي اعرفها وقالتلي متدخليش غير بإذن ومرة واحدة الباب اتفتح جامد واترميت برا زي  كدة ....

نظر العم مهدي لزوجته بكلام كثير بداخلهم ...

متخافيش متخافيش ياهنادي ...هتلاقي اختك بتهزر معاكي ولا حاجه...

ثم حمل هنادي وادخلها لغرفتها ...

عاد العم مهدي بعد صلاه العشاء وجد العم حافظ جالسا علي الاريكه بحوش المنزل وبجوارة سيدة كبيرة في السن ترتدي عبائه سوداء اللون وشالا اسود وحقيبه سوداء كبيرة الحجم بعض الشئ....

كان وجهها ملئ بالشقوق وعلامات الشيب ...لها عين مغلقه تماما وعين واحدة التي تري منها ...

سلام عليكوا ...

رد العم حافظ قائلا...
وعليكوا السلام يا عم مهدي ...فينك ياراجل مستنينك من شويه حلوين ...اعرفك علي ست الدار ...يعني الكرمات ومن الناس الواصله وان شاء الله شفاء بنتك هيكون علي ايدها باذن الله ...

اهلا ياست ...

اهلا بيك يابني ....بنتك في انهي اوضه !

مش لما احكيلك الي حصل 

 مهدي حكالي كل حاجه ....الاهم بنتك في انهي اوضه....

 الاوضه دي ...

نظرت ست الدار للغرفه وقالت ...
امممم ... محدش يجي ورايا غير لما اقولكوا ...

رد العم حافظ قائلا ...
حاضر ياستنا ...

تحركت ست الدار في هدوء في اتجاه الغرفه وظلت تهمس بكلمات غير مفهومه وغير مسموعه بوضوح ثم اقتربت من باب الغرفه اكثر ووضعت اذنها علي الغرفه وظلت تحسس بيدها علي باب الغرفه ثم اخرجت من الغرفه قلم الريشه وكوبا به سائل احمر اللون ثم ظلت تكتب علي باب الغرفه بعض الكلمات ....ثم عادت لهم وقالت...

الي هيدخل جوة لزم يلبس العقد دة علي رقبته ويمسك  الحجاب دة في ايدة واوعي ...اوعي حد يسيبه من ايده لو اتساب هيشوف الي عمرة مشافه ويمكن يطب ساكت مكانه ....سمعتوا 

رد الجميع في خوف ....
ماشي يستنا سمعنا ....

 وضعت يدها في حقيبتها واخرجت الاحجبه  واعطتها لهم ثم تحركت بهدوء لباب الغرفه وهم يتحركون بتردد خلفها خوفا من اي شئ ينتظرهم بالداخل.....

مدت يدها نحو مقبض الباب وفتحت الباب بهدوء وحرص شديد ثم نظرت خلفها لهم قائله ....

زي ماقولتلوا ....

حرك الجميع رأسهم بالموافقه...ثم دخلت بهدوء وهي تردد بعض الكلمات الغير مفهومه  وهم خلفها ...

حينها كانت صفيه نائمه في هدوء شديد اقتربت ست الدار منها وجلست علي السرير وظلت تنطق كلمات غير مفهومه ولكنها تلك المرة كانت برتم اوضح واسرع وتحرك يدها اعلي جسدها بمسافه قليله ....وظلت علي تلك الحال حينها انتشر بالمكان حرارة  ملحوظه ورائحه كريهه ....وفي لحظه فتحت صفيه عينها وحركت رأسها بإتجاه صفيه بهدوء ونظرت في عينها للحظات ثم ابتسمت وقالت لها .....

كل الي بتعمليه دة مفيش منه فايدة ....يا اعمل الي انا جاي اعمله وموكل ليه يا اموتهالكوا ...

ردت ست الدار بعضب ...
وانت عايز اي منها ...

انتي عارفه عايز اي !

انطق بدل ما احرقك 

لو تقدري احرقيني ....وانا هخلصلك عليها ...

انت جبان ...مش هتعرف تعملها حاجه ...

هنشوف ....

اخرجت ست الدار كوبا به سائل اسود اللون وبدأت في الرش علي جسد صفيه في اماكن مختلفه  وظلت تردد ...

اخرج منها ياملعون ...اخرج منها بسلام بدل ما احرقك ...

حينها فقدت صفيه وعيها وخرج من احد زوايا الغرفه دخان تشكل في هيئه إنسان...وقال بصوت اجش 

مش بمزاجك ...انتي تسخريني علشان ادمر حياتها وتأمريني اني اخرج منها بالسهوله علشان يبان ان ليكي كرمات وتقدري تبطلي سحر انا السبب فيه وتكبري علي حسابي انا الي مخلوق من نار وانتي الي من طين تتكبري عليا وتأمريني انا ....انتهي الامر أنا عشقتها ومش هسيبها غير لما تنزل معايا تحت عند الاسياد ... 

ست الدار بتوتر شديد 
مش هتقدر....

هقدر ....

بدات الغرفه تتحرك بعنف شديد وكأن بها زلزال ....صرخات منتشرة بالمكان ازدادت الحرارة بالمكان اكثر مما كانت ....

ست الدار بصوت عال...
اخرجوا بسرعه من الاوضه واقفلوها ....بسرعه 

خرجت ست الدار مسرعه من الغرفه ومن خلفها است ذكيه والعم مهدي وحافظ

 اقفلو الباب عليها وعلي العاشق ...

العم مهدي بغضب شديد...
وربي ما فيه حد خارج من الدار غير  لما تقولولي علي اللعبه الي عملينها عليا ...

رد العم حافظ قائلا ...
الله لعبه يا مهدي وبتاع اي عيب تقول كدة يا اخي  في حضره ستنا مش كدة ...

العم مهدي بغضب قائلا..
ستك انت مش ستنا يا حبيبي ....وربي عندي استعداد اصور قتيل حالا...انطقوا عملتوا اي في البت يا كفرا ....

ثم هم العم مهدي للباب واغلق الباب بالمفتاح وقال ...

احكولي بقي ...

جلست ست الدار علي الاريكه في توتر قائله ...
بص يا بني انت ....فيه واحدة جاتلي من يجي اسبوعين وقالتي انه ابنها كلن بيحب واحدة بس اهلها رفضوة وهي نفسها كانت رفضاه والواد اتكسر بخاطرة قالتلي اني اسلط عليها جني وابهدلها حياتها وفعلا خدت القرشيت وعملت كدة مكنتش اعرف انها بنتكوا ولا انه هيعشقها ....

ردت ام صفيه بعضب ...
وهي هتفرق ...الله يخربيتك ....يا مهدي دي تلاقيها ام الولا سمير الي جه اتقدم واحنا رفضناه ...حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا ...

قاطع العم مهدي كلام الست ذكيه قائلا ....
اممممم ....وبعدين !

استكملت ست الدار حديثها قائله ...
والي حصل ان عم حافظ جالي وبلغني بالي بيحصل لبنتك ولما جيت وشوفت بنتك افتكرتها من الصورة الي الست ام الشاب اديتهالي واتأكدت اكتر لما الجن الي سلطته رد عليها جوة ....

رد العم مهدي والغضب سينفجر من وجهه ...
شوفت مجايبك ....قال تقولي كرمات وزفت ...اديها بهدلتلي البت ...روح حسبي الله ونعم الوكيل فيك ...وانتي اي العمل علشان بنتي ترجع زي الاول !

ردت ست الدار قائله ...
صعب ...بس كل حاجه وليها حل ....ممكن نسخر جن تاني يقتل الي عشق بنتك دة ...

قاطع العم مهدي ست الدار قائلا ...
اااه والي يفوز في المعركه يتجوز بنتي مش كدة ...انتي هتخرفي ....شوفي حل تاني ...

مفيش غير حل واحد واخير ...قربان وتقدمه للاسياد ودة الي هيخلص عليه ....بس هو امرة صعب شويه ...

اي القربان دة !

هاتلي جمجمه بني ادم وتكون ست مش راجل عرفوا وهو هيجيبلك ومالكش دعوة بعد كدة ....

رد العم مهدي بعصبيه قائلا ...
وهو انا هجيبلك الجمجمه دي منين ...

سهله ...هدلك علي تربي هو معرفه يخلصلك الطلب دة ...بس شوفه بأي قرشين ...

نظر العم مهدي للعم حافظ قائلا ...
مش انا قايلك مبقاش معايا ماليم ..؟

رد حافظ علي العم مهدي بهدوء  ...
انا هاجي معاك واديله انا الفلوس ...ولا تزعل نفسك ...

هاتي عنوانه ....

اعطت لهم العنوان وخرج العم مهدي ومعه العم حافظ  إلي مقابر القريه المجاورة لهم وصلوا في تمام الساعه الحاديه عشر مساء والظلام يعم المكان باكمله ولا يوجد سوا ضوء القمر وعند مدخل المقابر كانت غرفه الدفان اقترب منها العم مهدي والعم حافظ منها وبدا العم مهدي في المناداه ...

ياصبحي ..ياصحبي ...

مين !...

انا عابر سبيل وعاوزك في مصلحه ...

مصلحه ودلوقت ...ياستار لحظه واحدة يا اخينا ...

خرج صبحي الدفان ومعه مصباح حديدي به شمعه من الداخل ....

اؤمروا يا فنديه ...خير !

رد العم مهدي عليه قائلا في هدوء ...
احنا جاينلك من طرف ست الدار ...

هاهاهااااي ...دي مصلحه شكلها مش ولابد ...عايزين اي بالظبط !

رد الهم حافظ بتردد ....
عاوزين جمجمه ست ...

ياساتر ...ست كمان ...دة شكله حوار كبير علي كدة 

رد العم مهدي بغضب قائلا ..
ايوة ياعم كبير ...اخلص عاوزين الجمجمه ...

عيوني يباشا ...طب عرقي فين الاول لامؤخذة !

مش لما تجيبها !..

لا ما احطش ايدي في  حاجه غير لما اخد عرقي ...دي الاصول...

ادخل العم حافظ يدة بجيب عبائته واخرج بعض من الاموال واعطاها له ...

اخد اخلص ...

تعالوا معايا يبشوات ...

ظلوا يمشون في شوارع المقابر الضيقه المليئه بالأشجار  علي نور المصابيح .....حتي وقفوا امام مقبرة ....

باااس وصلنا استنوني لحظه هنا ...

وضع صبحي المصباح علي الارض وظل يكسر في باب القبر بعنف حتي تم فتحه ودخل القبر بظهرة واخرج يدة من الداخل واخذ المصباح ...وبعد بضع دقائق سمع مهدي وحافظ اصوات تكسير عظام بعدها بلحظات اخرج صبحي يده من القبر وهو ماسكا بجمجمه بشريه مبتسما ....

اتفضلوا يبشوات ...جمجمه إنما اي بنت اصول ...

متشكرين يسيدي ...سلام عليكوا 

وعليكم السلام والرحمه ...متنسوش تحطوها في كيسه غامقه علشان الحكومه وابقوا سلمولي علي ست الدار ...يلا بالسلامه..

عاد العم مهدي والعم حافظ للمنزل ومعهم الجمجمه كانت بانتظارهم الست ذكيه وست الدار بالمنزل ...

احنا جيبنا الجمجمه ياست ...

حلو اوي ....هاتولي حله ولا طبق 

دخلت الست ذكيه المطبخ واحضرت إناء واسع ووضعته امام ست الدار ثم اخرجت ست الدار  مطرقه من حقيبتها وبدأت تضرب بعنف علي الجمجمه عدة مرات متتاليه...حينها عم بالمكان اصوات صراخ كأن اشخاص تعذب ....

ظل هذا الحال حتي اصبحت الجمجمه كالرماد "البودرة" وحملت الإناء وتحركت بإتجاه الغرفه وبدات برش بواقي الجمجمه علي الباب من الخارج وهي تردد كلمات غير مفهومه برتم سريع ...ثم اخرجت كوبا به سائل احمر وبدأت برش بعض القطرات منه علي بواقي الجمجمه وثم اخذت تردد بسرعه اكثر ومرات متتاليه حتي سمع بالداخل اصوات صراخ صفيه تملئ المكان وتكاد صراخاتها تشق الجدار من قوتها ...

وبدون سابق انذار اخترقت ست الدار باب الغرفه دون ارادتها وكأن الباب ابتلعها ....حينها امسك العم مهدي القران الكريم وظل يقرا به بعض الايات حتي هدأ كل شئ بداخل الغرفه ...وبعد لحظات فتح الباب من الداخل وخرجت صفيه بهئتها الطبيعيه الاولي ...واحتضنت العم مهدي والست ذكيه 

العم مهدي لصفيه ...
حمدالله علي السلامه ياحبيبتي...

الله يسلمك يا بابا ... بس لي هو كان في اي !

هنبقي نقولك بعدين ياحبيبتي ...المهم حمدالله علي سلامتك ...هو مشفتيش ست جوة وانتي خارجه !

لا يا بابا مكانش فيه حد ...

دخل العم حافظ مهرولا للغرفه ولكنه لم يجد ست الدار ....

ست الدار مش هنا يا مهدي ....

العم مهدي ...
في دهيه ...المهم بنتي رجعتلي بالسلامه ....

                      **********************
بعد اسبوع 

يجلس عم مهدي علي القهوة يجد اهل القريه يهرولون في اتجاه واحد ....اوقف احد المارة وسأله ...

هو في اي يابني  انت بتجروا كدة لي !

بيت ست الدار بيولع وهي بتصوت جواه ...واحنا رايحين نتفرج خلينا نتشفي من الي عملته في البلد واهلها ....

************************************************

تمت،،،،

السيده العجوز

تأليف :عبدالله شوقي...

ليست هناك تعليقات