بيت عزيزه
.... بيت عزيزه ....
ابتسام شوقى
تخيل ان يتفتحلك باب لعالم السحر والأعمال ، باب يوصلك لكل اللي بتتمناه ، لكن بشرط ، انك تكون خادم من خدام الجن ، لكن احذر ، لو دخلت من الباب ده ، مش هاتعرف تخرج منه أبداً .
، هو ده بالظبط اللي حصلي ، وهي دي تجربتي ، كنت بسمع كتير عن المشعوذين والدجالين ، وعن اعمال السحر والسحره ، لكن عمري ما تخيلت اني ممكن اعيش جوه العالم ده ، واتكوي بناره ، في البداية عايزه اعرفكم بنفسي ، أنا هوايده ، عندي 22 سنه ، اتخرجت من كلية تجاره لكن لسه مشتغلتش ، عايشه مع ابويا وامي ، وكنا زي ما بيقولوا كده مقطوعين من شجره ، يعني ماكنش ليا عم أو خال ، ماكنش لينا غير ربنا وبس ، وماكنش لينا قرايب خالص ، ماكنش فيه غير عمة بابا ، وحتي دي مكناش نعرف عنها حاجة ، كل اللي اعرفه انها عايشه في بيتها في البحيره ، وانها متجوزتش خالص ولا كان عندها اولاد ، ومكنتش اعرف عنها اكتر من كده ، لأن بابا كان بيتجنب الكلام عنها ، ولما ماما كانت تسأله ، هو مفيش اخبار عن عمتك ، كان يتنرفز ويقولها ، والنبي تفضينا من السيره دي ، مكنتش عارفه ليه بابا مكنش بيحبها ، ولا حتي كان عايز يعرفنا بيها ، وفي يوم بابا جاله تليفون من البلد ، وعرف ان عمته اتوفت ، وانه لازم يجي يحضر الدفنه ، ساعتها بابا اتطر انه يسافر البلد ، لكن مكنش لوحده ، ماما صممت اننا نسافر معاه ، وتاني يوم خدنا عربيه وسافرنا ، اول ما وصلنا البيت كنت منبهره جداً ، البيت كبير وحواليه جنينه ، واضح أن عمة بابا دي ، كانت ست غنيه جداً ، بس كان في حاجة غريبه ، اول ما وصلنا لقينا الجيران واهل البلد ملمومين حوالين البيت ، لكن مكنش في حد عايز يدخل البيت ، ولما دخلنا البيت ، ملقناش حد موجود غير شيخ البلد ، وواحد محامي ، والمغسل ، وبعد ما شافوا بابا وسلموا عليه ، شيخ البلد قاله ، جثة المرحومه جوي في الاوضه ، لو عايز تدخل تشوفها اتفضل ، لكن بابا رفض ، وقاله ، مفيش داعي ، ولو سمحتم أنا عايز اخلص الدفن واسافر بسرعة ، ، كنت مستغربه من كلام بابا ، ورد فعله ، ياتري ليه مبيحبش عمته ، ومش طايق حتي انه يشوفها ، لكن بعد كده ، اكتشفت ان مش هو بس اللي مش بيحبها ، لأننا لما خرجنا عشان نروح ندفنها ، مكنش في حد من اهالي البلد ماشي في الجنازه ، مكنش في غير المحامي ، وشيخ البلد ، واحنا ، والغريب ان كل ما حد يشوفنا ، يودي وشه الناحيه التانيه وكأنه مش عايز يبص علينا ، وبعد ما دفناها ، لقيت بابا بيقول ، يالي بينا يادوب نلحق القطر ، لكن المحامي قرب عليه وقاله ، لو سمحت يا استاذ يسري مينفعش تمشي دلوقتي ، المرحومه كانت سايبه معايا وصيه ، وطلبت مني اني افتحها في وجودك ، لأنك وارثها الوحيد ، لأن المرحومه متجوزتش ومخلفتش ، لو سمحت اتفضل معايا علي بيت عمتك ، ، وفعلا رجعنا كلنا تاني علي بيت عمة بابا ، ودخلنا ، والمرادي قدرت اتفرج علي البيت كله ، كان بيت شيك ، وكله تحف وصور قديمه وجميله ، ودخلت كل الاوض واتفرجت عليها ، كانت اوض واسعه ومتوضبه علي احسن تراز ، ولما وصلت للاوضه اللي كان فيها عمة بابا ، دخلت و لقيت نفسي بقعد علي سريرها ، وبدقق في جدران الاوضه ، فجأة سمعت صوت واحدة بتكلمني وبتقولي : هوايده ، متمشيش ، البيت ده كله بتاعك ، وبصيت ناحية المرايه بتاعة التسريحه ، لقيت ست عجوزه واقفه ورايا ، وكانت بتضحكلي ، خفت وقمت من مكاني ، بصيت حواليا ملقتش حاجة ، بعدها خرجت من الاوضه ، ونزلت الصالون لقيت بابا والمحامي قاعدين بيتكلموا ، وسمعت بابا وهو بيقول ، : مستحيل ، أنا مش ممكن اقعد في البيت ده يوم واحد ، لكن المحامي رد عليه وقاله ، : اهدي بس يا استاذ يسري ، هو ده اللي عمتك كتبته في الوصيه ، انك تورث كل املاكها ، وحسابها الكبير اللي في البنك ، لكن بشرط ، انك تعيش في البيت ده شهر واحد بس ، وبعدها ياسيدي ابقي سيبه ، ولو عايز تبيعه كمان ابقي بيعه ، الحكايه بسيطه ، ، في اللحظه دي أنا دخلت ، وقولت لبابا ، : المحامي معاه حق يابابا ، ايه المشكله لو قعدنا هنا ، وخصوصا ان البيت كبير وجميل ، رد عليا بابا وهو متنرفز وقال ، اسكتي يا هوايده ، انتي متعرفيش ايه اللي حصل في البيت ده ، لكن ماما قاطعته وقالت : الكلام ده كان زمان يا يسري ، وبعدين ده هو شهر واحد ، وياسيدي لو مرتحناش نبقي نسيبه ، رد المحامي وقال ،: ها قولت ايه ، ولما بابا لقانا موافقين اننا نقعد في البيت ملقاش قدامه حل غير انه يوافق ، وبعدها سافرنا القاهره ، وجبنا هدومنا ومستلزمتنا ورجعنا تاني للبيت الكبير ، كنت فرحانه ومتحمسه اوي ، ولما بابا سألني ، تحبي تاخدي انهي اوضه ، لقيت نفسي من غير ما افكر بختار الاوضه بتاعة عمة بابا ، وجريت عليها ، وبعدها فردت جسمي علي السرير ، وغمضت عنيا ، لكن فجأة سمعت صوت غريب ومخيف تحت السرير ، قمت وبصيت تحت السرير ملقتش حاجة ، ومره تانيه سمعت نفس الصوت ، لكن كان خارج من الدولاب ، وجريت فتحت الدولاب ، لكن لقيته فاضي ، قلت لنفسي أكيد بيتهيألي ،بعدها لقيت ماما داخله عليا وبتقولي ، ها حطيتي هدومك في الدولاب ولا اساعدك ، بصيتلها وقولتلها ، تعالي ياماما أنا عايزه اعرف هو ليه بابا مكنش عايزنا نقعد في البيت ده ، أنا حاسه ان في سر ، وبابا مخبيه ، وليه هو مبيحبش عمته ، ولا حتي اهل البلد ، ده مفيش حد من اهل البلد جه وعزاه لحد دلوقتي ، اتنهدت ماما وقالت ، الحكايه دي بقالها سنين طويله ، زمان كان ابوكي عايش مع ابوه وعمته عزيزه في نفس البيت ده ، وامه كانت في الوقت ده حامل في شهورها الاخيره ، وعزيزه كانت عانس ، يعني مكنش في حد بيتقدملها ، اصلها بصراحة كانت وحشه اوي ومعجرفه ، وكان لسنها طويل ، عشان كده مكنش في حد بيحبها من اهل البلد ، ولما اخوها اتجوز وخلف ابوكي الغيره كانت مشعلله جوه عزيزه ، ولما مراته حملت تاني ، النار قادت جواها ، وبدأت تجيب كتب السحر والأعمال وتقراها ، وكانت بتقفل علي نفسها بالساعات ، ولما ابوها عرف ، حاول يمنعها ، لكن مكنش فيه فايده ، وبعدها ، ابوها مات ، واللي في البيت اتفجأوا انه كتب وصيه قبل ما يموت بأن عزيزه هي اللي تورث كل حاجة لوحدها ، الكل كان مستغرب ، وبعدها ، مرات اخوها جالها سكته قلبيه ، وماتت هي واللي في بطنها ، أخو عزيزه كان منهار وكان شاكك ان عزيزه السبب في كل اللي بيحصل ، وفي يوم ، دخل علي عزيزه في الاوضه ،ولقاها عماله تعزم وبتقول كلام غريب ، وعرف ساعتها انها سحرت لابوهم عشان يكتبلها كل حاجة قبل ما يموت ، وسحرت لمراته لحد ما ماتت هي كمان ، بعد كده قرر يأخد ابنه اللي هو ابوكي ويسافر بعيد عن اخته عزيزه ، ومن ساعتها انقطعت اخبارها ، وقبل ما جدك يموت ، وصانا اننا منروحش البلد أبداً ، ونبعد عن عزيزه ، لأنها مشيت في طريق الشيطان ، ومش بعيد يابنتي تكون أذت اهل البلد ، زي ما طالنا أذاها ، سكت وسرحت في كلام ماما ، صحيح ، بابا كان معذور لما رفض انه يعيش في البيت ده ، بعدها ماما سابتني وخرجت ، وفضلت افكر في كلام ماما ، معقول الغيرة والحقد ، يخلو عزيزه تعمل كده ، وفي عز ما انا سرحانه ، سمعت صوت بيناديني وبيقول ، تعالي يا هوايده ، تعالي معايا ، اتفزعت من مكاني ، ولقيت الصوت بيتكرر مره تانيه ، الصوت كان جاي من الدولاب ، قربت بهدوء وفتحت الدولاب ، الصوت كان واضح ، فضلت اقول ، مين بينادي ، وبقيت اخبط علي الدولاب ، لحد مالقيت ضهر الدولاب بيتفتح ، ولقيت وراه اوضه سريه ، كنت خايفه ، لكن الفضول خلاني ادخل جوه الاوضه دي ، الاوضه كان شكلها غريب ومخيف ، مليانه عنكبوت ، ورؤوس حيوانات ، وريحتها كانت وحشه اوي ، ولقيت غربان كتير ميته ومتعلقه علي الحيطه ، وكتب كتير ، كان شكلها غريب ، خفت اوي ، ورجعت بضهري ولسه هاخرج ، لقيت باب الاوضه اتقفل عليا ، فضلت اصرخ ، واخبط علي الباب ، لكن محدش سمعني ، فجأة سمعت صوت واحده بتتكلم و بتقول : تعالي يا هوايده متخافيش ، لفيت ولقيت قدامي ست عجوزه ، وشكلها مرعب ، قولتلها انتي مين ، وعايزه مني ايه ، قالتلي ، أنا اللي من دمك ، ومن اهلك ، أنا عزيزه ، رديت عليها وأنا خايفه : مستحيل ، عزيزه ماتت ودفناها ، قالتلي وهي بتقرب مني ، عزيزه ماتت بجسمها بس ، لكن روحها لسه هنا ، أنا روح عزيزه ، اترعبت اكتر وقولتلها ، سبيني اخرج انتي عايزه مني ايه ، قالتلي : أنا عايزاكي انتي ، قولتلها ، أنا مش فاهمه حاجه ، قالتلي بصوتها المخيف ، أنا عشت طول عمري جوي الاوضه دي ، بحضر في الجن وبسخره ليا ، كان بينفذ كل طلباتي ، وكنت بنفذ كل طلاباته ، واي حد كان بيزعلني ، كنت بعيشه اسوء ايام حياته ، حتي اهل البلد ، ماحدش كان يقدر يرفضلي طلب ، واللي كان يقف قصادي ، كنت بسلط عليه الجن ، لحد ما يتجنن ، أو ينتحر ، ودلوقتي ، جه دورك ، عشان تكملي طريقي ، هاعلمك كل حاجه ، وهاخليكي تقري كل كتب السحر اللي موجوده في العالم ، لكن في الأول لازم تنفذي أوامر الجن ، واول حاجة انك تشربي من الدم ده ، ولقتها جايبالي طبق فيه دم ، وعايزاني اشرب منه ، في الوقت ده صرخت ، وفضلت انادي علي بابا وماما ، لكن لقيت عزيزه بتقرب مني ، وبتحاول تشربني الدم بالعافيه ، وفي لحظه ، لقيت بابا بيكسر الباب السري اللي في الدولاب وهو بيقول ، متخافيش يا هوايده أنا جايلك ، ولما دخل بابا ،لقيت عزيزه اختفت فجأة زي الدخان ، بعدها ماما جريت عليا وخادتني في حضنها ، وفضلت تقري قرآن ، في اللحظه دي سمعنا صوت صريخ عالي ومخيف ، ولقينا الاوضه كلها بتتهز بينا ، ساعتها بابا قال اننا لازم نخرج من البيت ده فوراً ، وفعلا ، جرينا بره البيت وقعدنا في الجنينه ، ولما حكيت لبابا عن اللي حصل معايا ، رد وقال ، عشان كده كانت عايزانا نقعد في البيت ، كانت عايزاكي تبقي خليفتها في السحر والشر ، وتمشي في طريق الشيطان زيها ، لكن لأ مستحيل ، احنا هانسيب البيت ده فوراً، واذا كان علي الورث ، فانا مش عايز حاجه منه ، لكن في الوقت ده ماما جتلها فكره عبقريه ، وهي اننا نعيش في البيت شهر كامل لكن من نغير ما ندخله ، يعني نبني اوضه صغيره في الجنينه ، ونعيش فيها لمدة شهر ، وبكده نبقي اتغلبنا علي عزيزه ، وخادنا الميراث ، وبصراحه فرحنا بالفكره ، وبابا رحب بيها ، واول ما النهار طلع ، بابا جاب كام عامل وبني اوضه صغيره بحمام ، وعشنا فيها شهر كامل ، صحيح كنا بنسمع اصوات مخيفه وغريبه خارجه من البيت طول الليل ، ده غير الكوابيس اللي بنشوفها كل يوم والخيالات اللي كانت محوطانا ، وفي بعض الأحيان كنت بحس بإيد قويه بتشدني وبتسحبني لجوه البيت لكن كانت بتختفي اول ما استعيذ بالله، وحاجات كتير كانت بتحصل مرعبه ، لكن احنا اتغلبنا علي كل ده بقراءة القرآن ، والصلاه بانتظام ، وبعد الشهر ما عدي ، استلمنا الميراث بالكامل ،اما عن البيت ، بابا رفض يبيعه ، وقرر انه يهده ويبني مكانه جامع كبير ، صحيح كانت تجربه صعبه ومخيفه ، لكن بإمنا بالله ، واصرارنا ، غلبنا شيطان عزيزه ، و بالشكل ده تكون انتهت حكايه بيت عمة بابا ...
ابتسام شوقي
التعليقات على الموضوع