إبحث عن موضوع

رواية دموع الشمس ‏🌺الحلقة ‏15🌺

روايه دموع الشمس 
بقلم أيه هدايا 
*الحلقه الخامسه عشر*
ذلك الحب الحقيقي الصادق الصافي الطاهر الذي يلامس الروح ويتغلل فيها بلطف ورقة أو فجأة بدون مقدمات و إستئذان
وقفت شمس في مكانها ونظرت الى عاصم وقالت بصدمه :عاصم 

اقترب عاصم منها وعلى وجهه ابتسامه عاشقه وقال بحب كبير: ايوه انا بحبك.... لا مش بحبك.... انا بعشقك 

نظرت شمس اليه بصدمه.... فهي لا تصدق ما يقوله .... احقا هو يحبها.... كيف ذلك فهي لم تقم بشئ يدل على حبها له .....هي ايضا تحبه.... ولكن ليس كما هو يعتقد
هي تحبه كأخ لها 
فهو كان يعتني بها منذ الصغر . ...
شمس بصدمه:انت بتقول ايه يا عاصم ....ازاي الكلام دا 
عقد عاصم حاجبيه ونظر اليها بتعجب وقال: قصدك ايه بالزاى.... 

انا هقول لك ازاي ....حبيتك من اول ما اتولدتي ....لون عينيكي سحرني وخلاني في دنيا ثانيه.... اهتميت بيكي اكثر ما بهتم بأخواتي ....كنت بحميك من اي حد بيحاول يقرب منك.. حتى منير ووالدي

حبيتك لما شفت برأتك و عفويتك مع الكل.... حبيتك لما شفت عنادك و تحديكي.... حبيتك من اول ما عيني وقعت عليكي.... حبيتك حب مالوش حدود

نظرت شمس اليه بصدمه للمره الثانيه فهي لا تعلم كيف ذلك حدث..... هي تشعر بان ذلك خاطئ..... فهي الان متزوجه.... وغير ذلك فهي لا تحب عاصم ولم تفكر به كزوج لها...
نظرت اليه ببرود وقالت بجمود: وانا مش بحبك يا عاصم....ولا عمري هحبك..... حتى ولو كنت اخر شخص في العالم..... انت زي اخويا بالضبط ودلوقتي انا متجوزه.....وحتى لو مش كنت متجوزه.....انا كنت عمري ما افكر فيك كازوج.... انا مش قصدي انك فيك عيب..... لا....انت اجمل واحد شفته في حياتي.... عندك حنيه العالم كلها .....وتقدر تواسي اي حد.... لكن انت زي اخويا بس يا عاصم .....وعمري ما فكرت فيك غير كاخ بس... وانا انصدمت منك بجد..... ازاي حبتني مش انا الامانه اللي جدي وصاق عليها.... انت كده بتخون الامانه يا ابن عمي...وبعدين دا مش حب دا اسمه اعجاب او انك اتعلقت بشخص معين فحسيت بالراحة ناحيته.... لكن مش حب 

نظر لها بذهول.... لا يصدق ماقالته.... هي كيف تقول له ذلك..... اهي حقا عاقله لما تقول ....مشاعر اعجاب ....هو الذي احبها منذ ان كانت صغيره ...وتقول مشاعر اعجاب.... انه احبها حب لم يحبه احد في العالم......فهو مستعد ان يضحي بحياته من اجلها .....ولا يوجد قانون يمنع ذلك...... هو يعلم انها متزوجه.... ولكن يمكن ان يأخذها من ذلك المراد وتكون ملك له هو....له وحده

نظر لها وقال بتساؤل:يعني انتي بتحبي مراد يا شمس؟؟

توترت شمس من سؤال عاصم ولكن عاصم لم يلاحظ ذلك 
نظرت شمس له بقوه وقالت: ايوه انا بحبه ...وهو بيحبني و مريحني.... ودلوقتي المفروض تنسي كل الكلام اللي انت قلته دا..... لو مراد عرف انك انت قلت الكلام ده هينهيك من على وش الدنيا

نظر لها بذهول... لا يصدق ما تقول اهي تهدده الان 

هو الذي اهتم بها منذ ان كانت صغيره ....هي التي حماها من كل الاشخاص الذين حاولوا ايزائها

نظر لها بالصدمه كبيره شعر بألم كبير في قلبه... كأن احد اقترب منه و قام بطعنه بالسكين .... وليس مره واحده بل اكثر من مره ....

ابتعد عنها وتراجع خطوتين للوراء وقال ببرود: لا يا شمس انتي مش هتبقى ....غير ليه انا وبس ...ومفيش حد في الدنيا دي يقدر يأخذك مني.... ولا حتى مراد بتاعك.... ثم رحل من ذلك المنزل ومشاعر الغضب والحزن والندم تسيطر عليه 

نظرت شمس الى سيف بصدمه وجلست علي الاريكه وهي لا تصدق ما حدث منذ قليل : مراد كان عنده حق يا سيف ....دا مش بيحبني بس ده مهووس بيه

سيف بصدمه هو والاخر: انا كنت عارف ان هو بيحبك بس.... مش كنت متوقع للدرجه دي..... هو الحب يقدر يعمل في الشخص كده 

شمس بحزن على ابن عمها الذي اهتم بها لسنوات طويله :ده مش حب يا سيف.... ولا عمره هيكون حب
نظر سيف اليها بصدمه وقال: انت بتقولي ايه.... بعد اللي قاله دا كله ....ومش مصدقه ان هو بيحبك 

رفعت شمس انظارها الى سيف وقالت له :يا سيف... عاصم اتعلق بيه من وانا صغيره..... ورسم فكره في دماغه انا هكون له هو وبس ... هو لو كان سايب فكره ان انا الوحيده اللي سكنت قلبه.... كان زمانه متجوز دلوقتي ومخلف

سيف بصدمه: انتي بتقولي ايه؟؟

شمس بثقه: ايوه يا سيف.... عاصم مش بيحبني عاصم اتعلق بيه لوجودى بجانبه فتره الطفوله والشباب ..... وبعد ما انا هربت هو انشغل في البحث عني 

ونسى يفتح عينيه وقلبه و يشوف اللي تستحقه وبتفكر فيه 

سيف بتفهم لانه يعلم ان ما تقوله اخته ...صحيح فهي في النهايه طبيبه نفسيه .....وتعلم كيف يشعر الاشخاص الذين يعانون من تلك الحاله مثل عاصم
سيف بتساؤل:بس انتي بتحبي مراد بجد وهو بيحبك
شمس بسخريه:بحب مين يا عم...دا مراد له موال لوحده بس اخلص من علاج اخته الأول 
دق قلب سيف بسرعه وقال بتوتر:امال ايه حكايه اخت مراد يا شمس 
شمس بأبتسامه جانبيه:عيب يا استاذ سيف دي حتي اسرار مرضي....يرضيك يقولوا علي اختك مش بتحافظ علي القسم...ثم نظرت إليه بمكر وقالت:وانت بتسأل ليه ....اوعي تكون وقعتي يا بيضه
سيف بغيظ:ينعن اللي يتكلم معاكي يا شيخه

ابتسمت شمس و نظرت الى مالك وجدته يبكي بصمت لكي لا يسمعه احد

شعرت شمس بالفزع..... اقتربت منه وقالت له: ليه بتعيط يا مالك مين زعلك وانا افرمه ذي اللحمه 

هز راسه بالنفي وقال ببراءه :عشان انتي وعاصم مش هتتجوزوا.....وهو بيحبك من زمان

شعرت شمس بالحزن فهي لا تعلم ماذا تفعل الان....فعاصم له فضل كبير عليها وهو الذي علمها كل ما تعرفه...ولكنها لا تحبه ولا تشعر بشئ تجاهه 

شمس محاوله تغيير الموضوع :طب ايه رأيك نروح النهارده عند ميرا النهارده خطبتها

سيف وهو ينظر الى شمس بصدمه: انتي بتتكلمي بجد.... اخيرا الكلبه دي هتتخطب بس مين تعيس الحظ اللي هيخطبها 

شمس :مممممم تعيس الحظ...قصدك اللي والدته داعت عليه..... اعتقد اياد القاسم 
قريبها دا
سيف :قصدك اياد صاحب مراد

فرقعه ميرا اصابعها وقالت: شطور عليك نور هو دا

سيف بهمهمه:تمام...طب بلا عشان تجهزي ولا انتي ناويه تروحي كده 
شمس بنفي:لا انا هروح المستشفي الاول...وبعد كده هروح لميره...وبعد كده هروح القصر...اشوف المصيبه اللي في البيت
قالت جملتها الاخيره بهمس 
سيف:تمام...وانا هروح الشركه ...وبعد كده هرجع واروح الخطوبه 
غادرت شمس المنزل واتجهت الي المستشفي لكي تطمئن علي حاله ليان 
*************
كان اياد جالس غي غرفه المكتب....حتي دخلت عليه السكرتيرة وقالت له:مستر اياد في شخص بره بيقول ان في حاجه مبعوته لحضرتك 

اياد بتعجب:خليه يتفضل 
خرجت السكرتيرة ودخل ذلك الشخص ومعه علبه ضخمه ملفوفه بشريطه زرقاء علي شكل قلب 
الرجل:الطلب دا مبعوت لحضرتك
اياد بتعجب:مين اللي بعته
الرجل:مش عارف يا فندم...الطرد دا وصل من مكتب البريد وقالوا ليه ابعتوا للاستاذ اياد القاسم 

إياد بتفهم:تمام.
اعطي الرجل الصندوق الي اياد وخرج من الغرفه 
بدأ اياد في تفحص العلبه لم يوجد عليها شئ يدل علي الذي قام بأرسالها 
فتح اياد العلبه وتفاجئ من الذي بداخلها وشعر بصدمه كبيره....فكان يوجد بالعلبه.....خليه نحل كبيره الحجم وبدأ النحل في الخروج منها والطيران حول اياد...فزع اياد من ذلك...ولم يستطع الحراك من مكانه بسبب النحل الذي يحيط به...فهبط الي اسفل المكتب وحاول الاحتماء من النحل.....وفي لمح البصر كان تلفونه يهتز في جيبه ....وجد ان المتصل ميره
خبط اياد علي جبينه فكيف لا يكتشف ان تلك خدعه من تلك المحتاله فهي وعدته بالانتقام منه...ولكنه لم يتوقع ان تكون بتلك الطريقه 

اجتب ايد عليها والغضب مستحوز علي كل خليه في جسده 
_ايه اللي انتي عملتيه دا يا زفته...مش متوقع انك توصلي لدرجه التخلف دي
_ميره بضحك:اوعي تكون زعلت يا دودو....دي قرصه ودن صغيره....عشان التهديد...ولسه يا قلبي الجايات اكتر من الريحات 
_اياد بغضب:ماشي يا ميره....خليكي فكره انك اللي بدأتي والبادي اظلم 
_ميره:تؤتؤتؤ يا قلبي اللي ابتدي هو انت...وانا مستنيه اخرك يا زوجي المستقبلي 
واغلقت الخط دون ان تنتظر رده 

اياد بغضب شديد:اه...يا بنت ال.....
ماشي يا زيتونه....ان مكنتش خليتك تندمي علي اللي عملتيه مكنش انا اياد القاسم 
قم قاك بالاتصال علي عمال اباده الحشرات ولم يقم بالإتصال علي احد لانه سيؤدي الي خروج النحل الي الفندق...وسيؤدي الي فزعهم....وسيخسر سمعته بيم الفنادق...بسبب تلك العنيده 

وبعد مده جاءت شركه مكافحه الحشرات وقاموا بتنظيف المكتب بأحترافيه دون أن يلاحظ احد وايضا دون ان تخرج اي حشره واحده الي الفندق
وبعد رحيل العمال جاءت فكره الي عقل اياد قرر بها الانتقام من زيتونته :والله انا مش كنت ناوي اوصل للمرحله دي....بس انتي اللي بدأتي....والبادي اظلم

**************
كان مراد يجلس علي مكتبه وعقله يفكر في عائلته....تلك العائله التي كانت بمثابه عائلته الحقيقيه...واعتبروه ابن لهم...وانقذوه في الوقت الذي كان فيه ضائعا...فقير...مريض...يحتاج الي المال لأنقاذ اخته....حاول كثيرا الا يستذكر الماضي ....ذلك الماصي الاليم...الذي يتمنىانه لو استطاع العوده بالزمن لكان محي تلك الذاكره من عقله ولكن هو لا يستطيع بالماضي موجود ولن يستطيع ان يمحيه
فلاااااااااش باااااااك
كان طفل في 15من عمره عندما توفي والداه...وتلك الحاله التي كانت بها اخته فهي كانت كالاموات 
ظل يعمل كثيرا....كل انواع الاعمال...حتي يستطيع ان ينفق علي اخته...كام يعيش في بيت رث...متهالك ولكن كان ذلك المؤي الوحيد لهم....عمل كل شئ يختر علي البال....نادل في مطعم....حلاق ....ينظف الزجاج والحمامات....وقام بتلميع زجاج السيارات وكان يتعرض للاهانه من السائقين فهو كان طفل لم يكن له خبره في تلك الأمور
ولكنه كان يتحمل كل ذلك من اجل اخته الوحيده

وفي يوم من الايام كان عائدا من محل عمله دخل الى الحاره التي كان يسكن بها فهو منذ احتراق منزل والديه وذلك الحادث بمقتل والديه....
قرر من بعدها ان يبتعد عن الانظار لانه يعلم جيدا انه بوجوده وظهوره قد يؤدي الي مقتله هو الاخر واخته 
دخل الي منزله...ودخل الي غرفه اخته وبالرغم من أن المنزل كان مشفق والهواء يحيطه من كل مكان إلا أنه كان مأواهم الوحيد وكان الحب الذي يقدمه مراد الي اخته كان أفضل من أي منزل أو أي قصر 
دخل وجد اخته فاقده لوعيها....شعر بالفزع واقترب منها ووضع يده علي جبينها ....كانت حرارتها منخفضة
ووجهها شاحب مائل للأسفرار 
شعر حينها بالفزع والهلع ورقد بها الي اقرب مشفي...وللاسف ان تلك المشفي...كانت لأصحاب النفوذ فقط 
دخل مراد الي مكتب الاستقبال....لكن لم يسمحوا له بالدخول....ظل يترجاهم أكثر من مره إلا أن قلوبهم كانت كالاحجار القاسيه لم تهتم لمشهد ذلك الطفل الصغير وأخته علي يديه
ظل يبكي كثيرا خارج المشفي ويدعوا الله ان يبعث له معجزه وتنقذ اخته نور حياته....وكأن الله قد استجاب لدعاءه
شعر بيد تربط علي كتفه....رفع إنظاره اليه وكان رجل يبدو عليه ملامح الطيبه...امسك الرجل بليان ودخل بها الي المستشفى تحت رفض مراد ومقاومته وبكائه...وترجييه ان لا يؤذيها 
دخل الرجل الى المشفي ودخل بها الي غرفه الطبيب ليعالجها 
وبعد مده خرج الطبيب وطمأنهم انها بخير ولكنها في حاله صدمه...وفقدت النطق بسبب حادث صعب مرت به
اقترب ذلك الرجل من مراد وابتسم له وقال بلطف:متخفش مني يا صغير ...قولي إسمك ايه 
وبالرغم من حاله الخوف التي كانت مملكه من مراد إلا أنه أجاب بثقه:انا مش صغير انا راجل...واسمي مراد ...وشكرا انك أنقذت انتي...هحاول ارد ليك فلوسك في اقرب وقت...وجاء ليدخل الي غرفه اخته
استوقفه ذلك الرجل وأخبره أنه يريده كأبن له هو واخته

فاق من شروده علي صوت هاتفه...تنهد بضيق فهو لا يحب ان يستذكر تلك الذاكره....ولكن افضل ما فيها انه تعرف علي اندريا ذلك الرجل الطيب الذي حماه من الذين ازوه ....واعتبره مثل ابنه
وكان المتصل اياد 
_ايوه يا زفت.....عايز ايه....
_ايه يا عم دا بدل ما تقول ليه مبروك 
_خلاص يا عم عرفنا ات انت خطوبتك النهارده....عايز ايه تاني 
_بصراحه انا ...............وحكي له كل شئ قامت به ميره معه
لم يسمع اياد اي شئ سوي ضحكات مراد التي ملئت المكان 
_اياد بغيظ:يعني انا بقولك اللي حصل وانت بتضحك
_مراد بضحك:بصراحه تستاهل...يعني تهددعا بقتل والدها وعايزها تقولك...مرسي عشان هتتجوزني غصب عني 
_اياد بجديه :مش دا الموضوع اللي كنت عايزك فيه علي العموم 
_مراد بهدوء:عايز ايه..يا اياد 
_اياد:.............
_انا مش هقول ليك اي حاجه.....لأن عارف انك عارف مصلحتك وانت مش عيل صغير عشان انبهك....بس تمام هنفذ كل اللي طلبته ....بس اوعي تندم 
_شكرا يا صاحبي...ومتخافش عليا...صاحبك اسد
اغلق مراد مع اياد وبعد دقائق وصلت رساله الي مراد تفيد بوصول شمس الي المستشفي 
نعم يا اعزائي فهو لم يلقب بوحش الاقتصاد من فراغ فهو قد عين احد الحراس ليراقبها فهي بالنسبه له تحدي جديد.... وهو يعشق التحديات واذا كانت تلك القطه العنيده لن تلين فهو سيلينها ويجعلها قطه مطيعه

************
دلفت شمس الي المستشفى واتجهت الي غرفه ليان وجدتها جالسه شاركه في الفراغ وعلامات الحزن ظاهره علي وجهها 
شمس بمرح:مين المز... اللي سرحان فيه يا جميل...اكيد انا منا مزه..هههه
ابتسمت ليان عندما رأتها حتي ظهرت أسنانها البيضاء 
شمس بمرح:أيوه كده خلي الحته تنور بدل الضلمه دي...قوليلي بقى يا مزه....عامله ايه...
ابتسمت ليان لها ونظرت لها بحزن :كأنها تقول ان الحال كما هو ولا يوجد شئ جديد

شمس بهدوء :بصي يا لولو...لازم تكوني فاهمه ان انا عمري ما هعلجك 
ونظرت لها بدهشة 
أكملت شمس وقالت:ايون...انتي لو عايزه تتعالجي مفيش حد يقدر يوقفك حتي انا
ولو مش عايزه تتعالجي عمرك ما هتخفي...حتي ولو جبنا كل دكاترة العالم
انا عايزه اقول لك حاجه واحده...انسي نفسك انسي الدنيا....فكري في حاجه واحده بس...هي مراد...دا اخوكي اللي عمل المستحيل عشان يساعدك....اللي اتبهدل كتير عشانك...حاولي انك تسعديه وتفرحيه 
ثم نهضت من مكانها وقالت لها:اسيبك انا ورايا مصيبه تانيه.....فكري في كلامي كويس هتلاقيه منطقي 
خرجت شمس من الغرفه تاركه ليان غارقه في أفكارها 

خرجت شمس من الغرفه وتوجهت الي مكتبها لتستريح قليلا...فمازال ذلك العالم مسيطر علي رأسها وكل ذلك بسبب مراد
لم تشعر شمس بنفسها إلا وهي علي الارض 
فتحت شمس عينيها بصدمه...كانت ميره تنظر لها والشرر يتطاير من عينيها 

شمس بمرح:في ايه يا عبد السلام....اهدي يا عبد السلام...هنزعل من بعض 
ميره بصراخ:بقي اقول ليكي...خطوبتي النهارده....تيجي المستشفى....خلي عندك دم...دا انا حتي صحبتك 
شمس بمرح:طب والغلابه دول اعمل فيهم ايه...وانت جوزي...اعمل إيه 
ضيقا ميره عينيها وقالت بمكر :انتي كل شويه تقولي جوزك...جوزك...اييييه
شمس بتعجب:ايه 
ميره بنظره لعوب:اييييييه انتي 
شمس بغيظ :انتي هبله يا بت....دا انا هشويه علي الفحم بس الاول أعالج اخته 
ثم أكملت بحماس :تعالي اقولك...انا عملت ايه في مراد 
قاطعتها ميره بحماس اشد:لا تعالي انا اللي هقولك ايه اللي عملته مع اياد 
شمس بهدوء:خلاص استني انا الاول وبعد كده انتي 
بدأت ميره في سرد كل ما حدث معها منذ أن قام اياد بتهديدها الي ما قامت به من مقلب ذلك الصباح 
انفجرت شمس في الضحك:هههههههههه يا بنت الايه...دا انتي جباره...خليه نحل مره واحده....
ميره بفخر:أيوه انا مش سهله بردوا....قولي ليه... انتي عملتي ايه 
شمس بحماس:انا .....وجدت لها كل ما قام به مراد معها من اليوم الأول وأنها الآن أصبحت زوجته...وانه أمضاها علي الأوراق دون أن تعلم ما تلك الأوراق....الي ما قامت به ذلك الصباح 
ميره بضحك:يلهوؤ دا احنا مصخره....بسم الله ماشاء الله علينا...دا احنا نودي اعقل واحد العباسية 
ثك اكملت وقالت بتفكير:ايه رأيك نتراهن 
شمس بتركيز:علي ايه 
ميره :اللي يقدر يطفش عريسها الاول...هيسفر التانيه علي حسابه في مكان هي عايزاه 
شمس وقامت لكن يدها لميره:ديل يا اختي...وجهي التذاكر من دلوقتي عشان انا اللي هكسب...
ميره :طب يلا العبي من هنا يا ماما...احسن لك
وبعد الانتهاء من النزاع بين ميره و شمس عن الذي سيفوز...توجهت شمس الي القصر لتتجهز...لحفل خطبه ميره....وتوجهت ميره الي منزلها لتتد الخطه الجديده وتتجهز لخطبتها علي الغوريلا
****************
توجه مازن الي منزل تلك الجنيه التي خطفت قلبه قبل عقله...ثم صعد الي منزلها...فهو كلف أحد بمراقبة اخاها...لكي يعلم منزلها فهي في المرة الأولى لم تجعله يقترب من منزلها فهو بالتالي لا يعرف مكانه
قام بالطرق علي الباب أكثر من مره ....وبعد عده دقائق فتح له شخص ما غريب لا يعرفه 
_ افندم ....حضرتك عايز مين
جاء مازن ليتحدث ولكن قاطعه.... صوت عمرو:مين يا بلال
التفت كل من بلال ومازن الي عمرو الذي صدم من وجود مازن أمام الباب 
عمرو بسرعه اتفضل يا دكتور مازن...اتفضل 
مازن بأبتسامه:اذيك يا أستاذ عمرو 
عمرو وقد أدرك أن مازن يقف امام الباب ولم يدخل حتي الان:أتفضل يا دكتور مازن...اتفضل 
دخل مازن تحت نظرات بلال المتعجبه...من ذلك الشخص 
جلس مازن علي أحد الارائك وكان ينظر الى بلال نظرات حارقة....فكان هناك العديد من الأفكار التي كانت تدور بعقله...جعلت من الدماء تغلي في عروقه 
جاء عمرو بعدما طلب من اخته القيام بشاي للدكتور مازن 

عمرو بأبتسامه:منور يا دكتور مازن 
مازن بجديه:انا جاي عشان أقنع نورهان بالجواز ...انا عارف ان هي فاكره اني عاوز اتجوزها شفقه 
بس انا عايز اوضح سوء التفاهم دا بس مش أكثر....انا فعلا بحبها ومستعد اعمل اي حاجه عشانها
قاطعه صوت يعرفه جيدا... كانت هي ..نعم هي تلك الجنيه التي سرقت قلبه واقفه وترتدي إسدال الصلاه وتستند الي العصي 
وقف مازن وقال بثقه:اي حاجه...انتي تؤمري بيها 
نورهان بهدوء:عايزاك تجيب ليه جمال هنا...من غير اي سؤال أو تعليق علي كلامي 
مازن والنيران تشتعل بداخل صدره وأفكاره السوداء تدور بداخل رأسه:لما تريده الآن...انا زالت تحبه...اتريد العوده إليه...اتريد الانتقام منه.... ماذا تريد منه 
جميعها أسأله لم يستطع الاجابه عنها 
قطع شروده صوتها الساخر:مش سامعه ليك صوت ...دا معناه حاجتين...يأما انت شكيت فيه...يأما بتحاول تترجم سؤالي كويس....علي العموم دا طلبي عشان اوافق علي الجوازه دي 
خرج مازن مو المنزل دون أن ينطق اي كلمه وعقله يدور بها العديد من التساؤلات....والاحتمالات...والاهم من ذلك كله...كيف سيحضره إليها 
****************
توجه كل من مراد وشمس الى القصر لكي يتحضروا الى الخطبه 
دخل مراد القصر ولم يجد به احد حتى الخادمات ....وتذكر انه نسي ان يطلب من حسنيه والخادمات ان يعودوا في اليوم التالي 
صعد الى غرفته .....وتذكر انه لم يعد لديه ملابس مناسبه بسبب ما قامت به تلك القطه العنيده 
تنهد مراد بضيق ....وامسك هاتفه وقام بمهاتفه احد الاشخاص وطلب منه ان يحضر له بعض الازياء الرسميه في خلال ساعه .....ثم اغلق الخط دون ان يسمع رد الاخر 

اما في الغرفه المجاوره لغرفه مراد كانت هي تجلس امام خزانه الملابس الخاصه بها ..... كان يوجد العديد من الفساتين القصيره و الشفافه والضيقه والتي تظهر اكثر مما تخفي في الحقيقه ليست فساتين بل انها قمصان للنوم

شعرت شمس بالغضب والضيق من تلك الاشياء فهل هو يعتقد انها عاهره لكي يحضر لها تلك الملابس
توجهت شمس الى غرفه مراد والشرر يتطاير من عينيها ....قامت بفتح الباب دون ان تطرق الباب  لم تجد احد بالغرفه.... سمعت صوت المياه في الحمام في علمت انه بالداخل.....

اقتربت من الباب وترقت عليه بقوه .....سمعت صوت مراد وهو يقول: عايزه ايه يا قطه

شمس بغضب :يا بجاحتك يا اخي ايه اللي انت جايبه ده 
اغلق مراد صنبور المياه وقال لها من داخل الحمام: لمي لسانك يا قطه....وقولي انا عملت ايه

رفعت الفستان الذي كان يظهر الكثير من الجسد وقالت له: ايه اللي انت جايبه ده... هي دي فساتين ولا قمصان نوم 

مراد بمكر: وريني كده اصل انا مش شايف حاجه 
فتح الباب فتحه صغيره.... أدخلت شمس يدها لمراد بذلك الفستان الذي كان بيدها .....وفي لمح البصر
كانت شمس موجوده بالحمام ....ومراد يحاصرها بين زراعيه شهقت شمس بصدمه ونظرت له بخوف وتوتر فهي الي الان لم تعتاد التواجد مع شخص ما بمفردهم ولكنها كانت تتصنع القوه امام مراد لكي لا يستخف بها لاحظ مراد نظره الخوف والهلع في عينيها استغل مراد ذلك لصالحه 

ابتسم ابتسامه جانبيه واقترب منها وهمس بجانب اذنها وقال: ايه اللي مش عاجبك في الفساتين

دي حتي هتبقى جميله عليكي قوي... انتفض جسد شمس قرب مراد منها.... فهي لم تعد على اقتراب احد منها لتلك الدرجه
حاولت شمس دفعه بعيدا عنها ولكن هيهات فهو كالصخره الصلبه ....لا تتحرك من مكانها

شعرت شمس بالخوف اكثر عندما اقترب بجسده العاري ناحيه جسدها ووضع وجهه في تجويف عنقها وهمس لها بشفتيه أمام بشرتها وكانت أنفاسه الساخنه علي بشرتها كاللهب الساخن وقال لها: انا جبت الفساتين دي من غير ما ابص عليها... انا طلبت من السكرتيره بتاعتي تجيبلي هدوم نسائيه.... هي فهمت غلط وجابت الهدوم دي ....وبعدين دي مش فساتين سهره دي فساتين للنوم ترقرقت الدموع في عينيها وشعرت بالخوف منه وقالت بصوت ضعيف:ارجوك ابعد عني...انا خايفه منك 

فاق مراد من حاله اللاوعي التي كان بها وابتعد بسرعه عنها ونظر لها وجد دموعها تنساب على وجهها ووجنتيها متوردتان من البكاء...شعر مراد بالاستحقار من نفسه فكيف له ان يضعف أمامها... منذ متي ورغباته هي التي تقوده 
خرج بسرعه من الحمام وخرج من غرفته واتجه إلي غرفه الملاكمة لكي يخرج غضبه في كيس الملاكمة 

اما هي فخرجت من الحمام وقامت بأزاله دموعها بأطراف أصابعه وقالت بتحدي:ولسه يا وحش ثم اتجهت الى غرفتها وقررت أن ترتدي اي شئ فهي ليس لديها ما ترتديه 
هي كانت خائفة منه ولكنها بكت لكي تذيد الحبكه الدرامية ...هي وعدت والدتها بعدم البكاء إذن لن تبكي ولكن لا يمنع ذلك أن تشعر بالفزع من اقتراب أحد منها لذلك الحد
**********************
اما في منزل ميره قد جائتها فكرة الانتقام من اياد ...دخلت المطبخ....وأعدت الأطعمة مع وضع شئ صغير بالطعام لأياد....لكي تكون مفاجأه له 
***************
في محافظه سوهاج في قصر عائله الشريف 
كانت تجلس شروق أمام المرأه تستعد لكي تري زوجها المستقبلي...نعم فهي تأكدت أنه سيكون زوجها...فالكل يتحدث عنه بحسن سيره...وانه وسيم أيضا....كما انه متدين ويعرف ربه....كانت به كل الصفات التي تتمناها اي فتاه....ولكن الاقوال ليست كالافعال....فهي يجب أن تحدد مصيرها منذ الليله 

فجأه اقتحم أحد ما غرفتها من الشباك 
شهقت شروق بصدمه عندما وجدت رجل غريب ينظر لها نظرات غريبه ويتفحصها من رأسها الي أخمص اصبعها....همت شروق للخروج من الغرفه ولكنه كان أسرع منها وقام بمحاصرتها بين الباب وجسده 
لم تستطع شروق التعرف عليه فهو كان ملثم يغطي نصف وجهها
حاولت شروق ان تدفعه لكنها لم تستطيع ولكنها استطاعت تحرير يد واحده وقامت بسحب الوشاح الذي يغطي وجهه 
شهقت بصدمه وهي تنظر إليه وقالت:انت....
****************
روايه دموع الشمس 
بقلم ايه هدايا 
*الحلقة الخامسة عشر *

ليست هناك تعليقات