إبحث عن موضوع

قصة شاليه فايد

انا واحد من متابعينك، وحقيقي بتعجبني كل قصصك الحقيقية، اللي بالمناسبة يعني فضلت لفترة كبيرة مش مصدقها لا هي ولا اي حكايات عن الجن والعفاريت لحد ما حصل لي اللي هحكيه ده في صيف ٢٠١٩...
انا شاب في كلية عملية، من محافظة الاسماعيلية، حالتي وحالة اهلي المادية والاجتماعية كويسة جدًا والحمد لله، حكايتي ابتدت من بعد ما خلصت امتحانات الفاينل في الكلية سنة ٢٠١٩.. يومها بعد ما خلصنا الامتحانات، اتجمعت انا وشلتي اللي هم ٣ شباب غيري، وفي اليوم ده اتفقنا إن احنا الاربعة هنخرج او هنروح نصيف في مكان ما، كنا كلنا متفقين اننا هنروح نصيف في اي مكان في منطقة اسمها فايد جنبنا في الاسماعيلية، لكننا في الحقيقة ماكناش عارفين، احنا هنروح نقعد لنا يومين تلاتة فين في فايد، لحد ما واحد صاحبنا من اللي قاعدين، اسمه اكرم.. اكرم كان عنده حل لمشكلة المكان دي، وعرفنا الحل لما اتكلم وقال..

-بقولكوا ايه يا شباب، الشاليه بتاع عمي اللي في فايد، فاضي وماحدش قاعد فيه، انا هكلم عمي وهكلم ابويا وهحاول اجيب مفتاح الشاليه، واهو.. يبقى عندنا مكان بتاعنا نقعد فيه براحتنا، بدل ما نأجر مكان واصحابه يتتنكوا علينا.

بصراحة اقتراح اكرم كان كويس جدًا وكلنا كنا موافقين عليه، وكنا بندعي ربنا ان عمه يرضى يديله المفتاح، وفعلًا هو ده اللي حصل، تاني يوم الصبح اتصل اكرم بينا واحد واحد وقال لنا ان عمه وافق يديله مفتاح الشاليه، يومها رتبنا نفسنا وكل واحد راح قال لاهله على موضوع الرحلة ده وكل شيء مشي تمام التمام، لحد ما بعد يومين بالظبط سافرنا..

كل واحد مننا جهز شنطه وحاجته واتجمعنا كلنا وركبنا عربية واحد صاحبنا اسمه (عمرو)..

ركبنا العربية وطلع بينا عمرو على فايد ومنها لمكان الشاليه اللي لما وصلنا عنده، وصلنا بعد صلاة العشا كده، لكننا لما وصلنا عند الشاليه انا لفت نظري في الأول حاجة خلتني ابقى مش مرتاح؛ المنطقة اللي فيها الشاليه دي، منطقة ساكتة كده ومافيهاش ناس، دي حتى الشاليهات اللي فيها.. كلها شاليهات ساكتة وتقريبًا كده مافيهاش ناس بالرغم من إننا كنا في موسم الصيف، المهم اننا ماهتميناش وقولنا لبعض ان الهدوء والسكوت ده شيء كويس جدًا، عشان يعني نبقى براحتنا ومايبقاش في ازعاج حوالينا..

المهم.. ركن عمرو العربية قصاد الشاليه اللي اكرم قال عليه، وكل واحد مننا نزل شنطه وحاجته من العربية، ووقفنا كلنا قصاد الشاليه، بصراحة اصحابي التلاتة كانوا بيهزروا وبيضحكوا، لكن انا بقى ماكنتش مرتاح، شكل الشاليه ماكنش مريح ابدًا، شكله كده من برة كان مضلم ومقبض وكأن ماحدش فتحه من سنين، لكن صحابي ماهتموش بشكل الشاليه ولا حسوا بقبضة القلب اللي انا حسيت بيها اول ما شوفته وصورته، وعشان كده بص لنا اكرم وقال..

-يلا يا شباب، المفتاح اهو.. اجازة سعيدة ان شاء الله.

دخل اكرم وفتح الباب بتاع الشاليه وبعد كده فتح الأنوار، بصراحة الشاليه من جوة كان شكله كويس جدًا وكان فيه ترابيزة في الصالة وكراسي وعفش، وحتى الأوض اللي كانوا ٣.. كان فيهم سراير وكمان في كل اوضة كان في دولاب، يعني من الأخر كده الشاليه كان متنضف وكل حاجة فيه كانت جاهزة للمعيشة، بس الغريب بقى اننا لما دخلنا الأوض وبدأنا نفضي هدومنا وحاجاتنا، لفت نظرنا كلنا حاجة غريبة، الشاليه كان فيه ريحة غريبة اوي مالهاش تفسير، كانت ريحة عاملة زي ريحة عفونة كده وكأن الشاليه فيه حاجة ميتة، كلب يعني او قطة او اي حاجة من الحاجات دي، الموضوع كان عادي لأننا قولنا ان وارد جدًا يكون في قط او فار او كلب مثلًا.. دخل جوة الشاليه وعشان المكان مقفول ماعرفش يخرج منه ومات جواه، بس لما دورنا في كل مكان في الشاليه مالقيناش اي حاجة ممكن تكون سبب في الريحة النفاذة دي، قلبنا الدنيا حرفيًا ودورنا في كل مكان لكننا مالقيناش اي حاجة، وقتها بص لنا صاحبنا محمود وقال..

-يا شباب انتوا مكبرين الموضوع ليه يعني، اولًا كده الريحة مالهاش مصدر، يعني مش جاية من مكان معين، وبعدين ما احنا قلبنا الشاليه اهو ومالقيناش حاجة، تلاقوا بس الريحة دي بسبب ان الشاليه كان مقفول لفترة ولا حاجة.

وقتها اتكلم اكرم وقال...

-معاك حق يا حودة، او ممكن يكون مثلًا في حيوان ميت في الجنينة اللي ورا الشاليه وهو اللي مسبب الريحة دي، احنا نريح دماغنا وكل واحد مننا يطلع ازازة البرفان بتاعته ويرش في المكان كده عشان الريحة تروح.

عملنا زي ما اكرم قال وفعلًا الريحة خفت شوية، بس انا من جوايا كده ماكنتش متطمن، قلبي كان مقبوض وكنت حاسس ان المكان ده فيه حاجة غلط، ولو هتقولي حاجة زي ايه، ف انا هقولك ماعرفش، انا مابصدقش في الجن والعفاريت ولا في الاماكن المسكونة ولا في كل الكلام الفارغ ده، وعشان كده وبالرغم من اني ماكنتش مرتاح، إلا إني كبرت دماغي وماخدتش في بالي وحطيت هدومي في الدولاب انا وصاحبي اللي هيقعد معايا في نفس الأوضة، (اللي هو عمرو يعني) وبعد ما حطينا هدومنا في الدولاب وكل واحد مننا دخل خد دش، اتجمعنا كلنا وقعدنا في الصالة، كل واحد فينا كان قاعد مشغول في موبايله لحد ما اتكلم اكرم وقال..

-ايه يا شباب.. مش هناكل ولا ايه، وبعدين هو احنا جايين نقعد مع الموبايلات ولا جايين نقعد مع بعض؟!

لما قال كده بصيت له وقولتله بهزار..

-لا جايين نقعد مع الموبايلات، يا اكرم هو انت حد بيطيقك يا ابني، ده احنا مستحملينك بالعافية.

وفضلنا نضحك ونهزر لحد ما سيبنا تليفونتنا وقومنا كلنا اتلمينا على الترابيزة وأكلنا.د أكل كنا جايبينه معانا، وبعد ما خلصنا الأكل قعدنا نشرب حاجة ساقعة واحنا بنتكلم مع بعض وبنهزر لحد ما فجأة سمعنا صوت خبطة قوية جاية من أوضة من الأوض، كان صوت اشبه بصوت قفل درف دولاب بس بقوة، وقتها قومنا احنا الاربعة وروحنا ناحية الأوضة، لكننا لما وصلنا مالقيناش حاجة!

الأوضة كانت سليمة والدولاب كان في مكانه وكل حاجة كانت تمام، لكن وقتها عمرو بص لأكرم وقال له..

-جرى ايه يا عم، ايه شغل العفاريت ده، انا قافل الدولاب ده بإيدي قبل ما اخرج.

سكت اكرم ومابقاش عارف يقول ايه لحد ما اتكلم محمود وقال وهو بيحاول يهدي من حدة الموقف..

-ايه يا شباب، ماتكبروش الموضوع، وحتى يعني لو عفاريت، احنا نخرج نقعد في الصالة وحد مننا يشغل قرأن على موبايله ويخلص الموضوع يعني.. مش حوار.

اقتنعنا بكلام محمود لأننا مابنخافش ومعظمنا يعني مابيصدقش في موضوع الجن والعفاريت ده، بس في الاخر لما خرجنا وقعدنا كلنا في الصالة من تاني، مسك وقتها اكرم موبايله وشغل عليه قرأن وحطه في نص الترابيزة اللي كنا بناكل عليها، وبعد كده جه قعد جنبنا على الكراسي ومسك اللاب توب بتاعه وهو بيقول..

-اديني شغلتلكوا قرأن اهو عشان ماتقولوش كيمو حارمكوا من حاجة، شاليه وقرأن وأكل و..

سكت اكرم وهو بيتكلم لما فجأة صوت الموبايل سكت وبعد كده سمعنا صوت الموبايل وهو بيقع من على الترابيزة للأرض، وقتها سيبنا الموبايلات وكل اللي في ايدينا وبصينا باستغراب للتليفون اللي لقيناه واقع على الارض، ازاي التليفون سكت وبعد كده وقع لوحده من على الترابيزة وهو كان محطوط في النص قصاد عنينا، مستحيل يكون وقع لوحده، ايه يعني، نط من مكانه وطار لوحده ووقع على الارض؟!

ارتبكنا كلنا، بس اكرم وطى جاب التليفون ومسكه وهو بيقول..

-يا ساتر يارب، التليفون شاشته اتدغدغت، هو في ايه، وبعدين التليفون طار من مكانه ازاي وانا حاطه بإيدي في نص الترابيزة، وبعدين كلنا كنا قاعدين وماحدش مننا قام مسكه ولا شاله من مكانه!

لما قال كده، رد عليه عمرو...

-بقولك ايه يا اكرم، بقولكوا ايه يا شباب، انا مش مرتاح ومش مطمن، احنا ندخل ننام والصباح رباح بقى، احنا اصلًا كده كده مع طلعة النهار، هناخد بعضنا وهننزل البحر، ف يلا كده نستهدى بالله ونقوم ننام، يلا يا ابني.. تعالى ندخل اوضتنا.

بعد ما عمرو قال لي كده، بص محمود لاكرم وقال له..

-واحنا كمان، يلا يا كيمو ندخل ننام لأني مش شايف من قلة النوم.

اتفقنا كلنا اننا هندخل ننام، دخلت انا وعمرو نمنا في اوضة، ودخل محمود ومعاه اكرم عشان يناموا في اوضة تانية، لكن انا بقى اول ما دخلت ماكنش جايلي نوم، انا فضلت قاعد اقرا شوية في رواية كده كنت محملها بي دي اف على الموبايل، وعلى السرير اللي جنبي كان فارد عمرو جسمه وهو بيحاول ينام لحد ما فات حوالي ساعة، بس بعد الساعة وفجأة كده.. لقينا باب أوضتنا بيتفتح وظهر قصادنا محمود اللي قال بسرعة وهو مخضوض ومرتبك..

-يا شباب.. تعالوا الحقوا اكرم، كنا نايمين وفجأة كده صحيت على صوت خبط، قومت فتحت النور لقيته واقف قصاد الحيطة اللي قدام السرير وعمال يخبط راسه فيها، جيت امسكه او ابعده عنها ماقدرتش، اكرم جسمه متخشب وعمال يخبط دماغه في الحيطة ومابيردش عليا ولا حتى قادر عليه.

قومت انا وعمرو بسرعة وروحنا مع محمود لأوضته هو واكرم، اكرم اللي كان واقف في وش الحيطة وكان عمال يخبط راسه فيها بكل قوة، مسكته من دراعاته انا وعمرو، ورجعناه لسريره، كان مبرق وماكنش بينطق، فضلنا نهزه ونفوق فيه لأنه كان مبلم ومابينطقش، لحد ما فاق، بس اول ما فاق بص لنا باستغراب كده وكأنه لسه صاحي من النوم..

-في ايه، ايه اللي جابكوا هنا، ااه.. انا راسي بتوجعني اوي، يا نهار اسود.. ده دم!

اكرم كانت راسه بتنزف، وعشان كده اول ما شاف الدم اتخض وفضل يصرخ، لحد ما طلع محمود من معاه مناديل وابتدى يمسح له الدم وهو بيحاول يطمنه، لكن وقت ما محمود كان بيعمل كده، فجأة سمعنا كلنا صوت هبدة او خبطة قوية جاية من ناحية اوضتي انا وعمرو، وقتها قومنا انا وهو جري على الأوضة، اللي اول ما دخلناها اتخضينا من اللي شوفناه فيها.. لأننا لاقينا الدولاب اللي جواه هدومنا وحاجتنا واقع على الأرض!

نادينا على محمود بسرعة واول ما جه، رفعنا الدولاب احنا التلاتة وحطيناه على الحيطة، وبعد كده خدنا بعضنا ودخلنا لاكرم اللي كان قاعد ماسك راسه وهو بيتألم، بس انا بقى اول ما دخلت عليه قولتله...

-بقولك ايه، يلا نلم هدومنا وحاجتنا ونمشي من هنا، الشاليه ده في حاجة مش مظبوطة، وبعدين الريحة المعفنة اللي موجودة دي، لا هتخلينا نعرف ننام ولا هتخلينا نعرف نقعد.

وقتها اتكلم عمرو وقال لاكرم..

-انت مالك يا ابني وحصل لك ايه، ايه اللي انت عملته في نفسك ده.

رد عليه اكرم وقال له وهو بيتألم..

-ماعرفش يا عمرو.. ماعرفش، انا كنت نايم وحلمت ان في حاجة سودة قاعدة على صدري وكأنها بتكتم نفسي، فضلت اصرخ بس صوتي ماكنش طالع، وماحستش بأي حاجة غير لما لقيتكوا بتصحوني، ولما قومت لقيت راسي متعورة...

وقتها رد عليه وقال له محمود..

-انا صحيت من النوم على صوت خبط، ولما قومت لقيتك بتخبط دماغك في الحيطة، جيت امسكك او اشدك او حتى ابعدك عن الحيطة بس انت جسمك كان متخشب.. احنا فعلًا لازم نمشي من هنا، المكان ده في حاجة غريبة وانا مش هقعد فيه ولا دقيقة كمان.

وبالفعل.. قومنا لمينا هدومنا وحاجتنا وخدنا بعضنا وركبنا العربية ورجعنا على الاسماعيلية، وطبعًا قبل ما نروح بيوتنا.. خدنا اكرم ووديناه صيدلية وخلينا الصيدلي يغيرله على الجرح اللي في راسه من الخبط اللي كان بيخبطه في الحيطة، بس لما روحنا كلنا الموضوع مانتهاش، احنا قعدنا لمدة ٣ ايام كل واحد فينا بيحلم بكوابيس وماكناش حرفيًا بنعرف ننام، لدرجة اننا كنا بنشغل قرأن جنبنا واحنا نايمين عشان نعرف ننام زي الناس ومانصحاش بسبب الكوابيس المنيلة اللي كنا بنشوفها.. واللي بالمناسبة يعني ماحدش فينا كان بيصحى فاكرها، بس بعد ما فات ٣ ايام.. الحمد لله الموضوع انتهى ومابقيناش نشوف حاجة، لكن بالرغم من إننا مابقيناش نشوف كوابيس، إلا إن احنا برضه ماكناش مرتاحين وكنا عاوزين نلاقي تفسير للي حصل معانا ده، والتفسير جالنا من اكرم اللي قال لنا بعد كده ان الشاليه ده عمه مابقاش يروحه لأنه كل ما بيروح ويحاول يقعد فيه هو ومراته وولاده، بتحصل لهم حاجات غريبة زي اللي حصلت معانا كده.. ساعات بيسمعوا صوت خبط، وساعات بيشموا الريحة القذرة اللي احنا كنا شامينها دي، وعشان كده كان قافل الشاليه ومابقاش بيروح يقعد فيه، ولما قولنا له طب ازاي عمك يدينا المفتاح وهو عارف ان الشاليه مسكون، رد وقال لنا ان عمه قال اننا شباب يعني واننا احتمال مانشوفش حاجة، وبعدين هو كان بقاله كتير ماراحش قعد فيه ف افتكر ان الحاجات اللي بتحصل فيه دي مابقتش بتحصل زي ما كانت من سنتين مثلًا، ولو هتقول لي عن السبب اللي مخلي الشاليه مسكون بالمنظر ده، ف انا هقولك ان الراجل اللي بينضف الشاليهات اللي في المنطقة دي واللي دايمًا معاه نسخة من المفاتيح بتاعتهم، بيقول ان المكان اللي مبني فيه الشاليهات ده، مكان مسكون لأنه حصلت فيه زمان ايام الحروب، معركة صغيرة كده مات فيها عساكر انجليز واهالي، ومن يومها والمنطقة دي بكل شاليهاتها بتحصل فيها حاجات غريبة، والحاجات الغريبة دي بتكتر وبتظهر بشكل واضح اوي بالليل وخصوصًا في الشتا، يعني احنا لو كنا روحنا في الشتا كنا ممكن مانرجعش، يلا.. ربنا يسامح عم اكرم اللي بالمناسبة يعني مش عارف لا يبيع ولا يأجر الشاليه ده لحد النهاردة، وفي النهاية.. الموضوع مع الايام عدى.. عدى لكني لحد النهاردة انا واكرم وعمرو ومحمود، عمرنا ما نسينا ولا هننسى الليلة دي مهما مر عليها من سنين...

(القصة دي اتبعتت لي من أحد المتابعين، لكني طبعًا عدلت فيها بعض الأحداث عشان تنفع تطلع بالشكل اللي انتوا قرأتوه ده...)

تمت

محمد_شعبان

شاليه_فايد

ليست هناك تعليقات