إبحث عن موضوع

قصه المريض ه‍

أنا كتبت حكايات كتير من تجاربكم أنتم، أيه رائيكم لما احكيلكوا تجربة حصلت ليا انا شخصيًا، أو تحديدًا يعني سمعتها من حد وش لوش كده...!

في شهر يناير اللي فات ده وفي الوقت اللي كان فيه معرض القاهرة الدولي للكتاب تحديدًا يعني، أنا كنت في المستشفى لأني كنت بعمل عملية بسيطة كده في أيدي والحمد لله يعني نجحت وعدت على خير بفضل ربنا ثم بدعواتكم ليا، المهم أنا وقتها كان المفروض إن هقعد حوالي شهر واسبوعين في المستشفى لأن العملية كان لها عملية تانية تكميلية والمفروض يعني إنها هتتعمل بعد الأولى بحوالي ٤٥ يوم، وعشان كده فضلت محجوز في مستشفى القصر العيني طول الفترة دي وماكنتش بقدر اخرج، انا يادوب بس خرجت يومين حضرت فيهم حفلات توقيع في المعرض وبعد كده رجعت تاني لمكاني في المستشفى، بس المرة دي لما رجعت أنا لقيت مريض جديد في نفس القسم اللي انا كنت فيه وطبعًا المرضى القدام كانوا معظمهم لسه موجودين فسألتهم عن المريض الجديد ده وهم حكوا لي، حكوا لي إن المريض ده شاب و أسمه (ھ) وعرفت منهم كمان إنه قعيد، بصراحة انا شخص عشري وفضولي، وبحكم القعدة قي المستشفى ف انا و المريض ده بقينا أصحاب، في الحقيقة هو كان شخص جميل جدًا وكلامي معاه ماكنش بيخلص، وفي مرة واحنا بنتكلم قولتله إن انا كاتب وكده ف حكالي على اللي حصل له في المستشفى دي من وقت ما دخلها من عشر سنين وإليكم كلامه زي ما حكالي بالظبط...
بيحكي ھ وبيقول:
أنا أصلًا من الشرقية، من حوالي عشر سنين كده كنت شخص عادي، بقدر امشي على رجلي وبروح وباجي لحد قبل خطوبتي بكام يوم، في اليوم ده كنت راكب الموتوسيكل بتاعي ومسافر من الشرقية للقاهرة عشان ادي دعوات الفرح لاصحابي هناك، بس وانا ماشي في الطريق حصلت حادثة كبيرة وللأسف الموتوسيكل اتقلب بيا وفقدت الوعي، فضلت في غيبوبة لمدة شهور، ولما فوقت من الغيبوبة لقيت نفسي في المستشفى دي، عرفت لما فوقت أن ربنا نجاني بأعجوبة لأني وصلت هنا وانا حرفيًا كده متعجن في بعضي، ولأن ربنا كريم ورحيم أراد إن انا اعيش.. انا أه مابقتش عايش زي الأول لأني بقيت قعيد وكل فترة والتانية باجي هنا عشان اعمل عملية، لكن الحمد لله على كل شيء والحمد لله على نعمة الحياة، المهم بقى يا سيدي انا طبعًا لما فوقت من الغيبوبة ماروحتش بيتنا كده على طول لأ، انا فضلت هنا في المستشفى لمدة شهور، كنت بتنقل من العنبر ده للعنبر ده ومن أوضة العمليات دي لأوضة العمليات دي وهكذا وهكذا لحد ما مرت عليا هنا أيام كتير وانا حالتي ماتسمحش إن انا اخرج ف استسلمت للأمر الواقع وبدأت اتعايش مع الظروف اللي حواليا لحد ما ربنا يفرجها وابقى اخرج لما الدكاترة يقولوا، وعشان كده بقى اتصاحبت على الممرضين والممرضات والدكاترة وحتى العمال اتصاحبت عليهم، وعاوز اقولك بقى إن المستشفى وقتها ماكانتش زي دلوقتي كده، اعمال التجديدات اللي اتعملت فيها خلتها أجمل وخلتها ماتبقاش مخيفة بالليل، ولو هتسألني ازاي كانت مخيفة بالليل ف انا هقولك إن انا في الشهور اللي قضيتها هنا بين العنابر شوفت الويل، ده في مرة كنت في عنبر العظام والمفروض إن الممرضة اللي سهرانة نباطشية هتعدي تديني العلاج الساعة ١١.. وقتها العنبر كان فاضي وكنا في عز الشتا ف انا كنت متغطي ونايم لحد ما لقيت الممرضة دخلت العنبر وفضلت تتمشى فيه وتروح وتيجي من غير أي سبب ومن غير حتى ما تولع النور!
وقتها انا ندهت عليها وقولتلها هاخد العلاج أمتى لكنها ماردتش عليا وفضلت تتمشى في العنبر لحد ما ندهت عليها بصوت عالي عشان تسمعني كويس ودي كانت أغبى حاجة عملتها لأني لما عملت كده هي التفتت وبصت ناحيتي، لما بصت لي كنت شايف ملامحها بالعافية بسبب النور اللي داخل من بلكونة العنبر، الممرضة كان شكلها متغير... عينيها كانت حمرة وشعرها كان مُجعد ومنكوش كده وكأنها متكهربة، أول ما شوفتها مابقتش قادر انطق ولا اقول أي حاجة غير اعوذ بالله من الشيطان الرچيم، فضلت استعيذ بالله وهي واقفة قدامي وبتبص لي بغضب لحد ما فجأة لقيت أضاءة العنبر نورت ولقيت الممرضة اللي المفروض هتديني العلاج دخلت من برة، بصيت لها باستغراب وبصيت ناحية الممرضة اللي كانت واقفة وطبعًا مش محتاج اقولك إن أول ما النور اشتغل هي اختفت، ليلتها فضلت خايف حتى بعد ما الممرضة طمنتني لما حكيت لها وجابت لي راديو شغلت منه إذاعة القرأن الكريم عشان اعرف انام، وبالرغم من إن انا ماشوفتش حاجة لما القرأن اشتغل جنبي إلا أن انا ماعرفتش حتى اغفل عينيا ليلتها من الرعب ومانمتش غير الصبح.
ده كان موقف من المواقف اللي حصلتلي؛ أما الموقف التاني بقى ف حصل لي في عنبر تاني.. العنبر ده كان في ناس وقتها والدنيا كانت صيف يعني معظم الموجودين بيناموا متأخر، العنبر كل المرضى اللي فيه كانوا بيفضلوا صاحيين لحد نص الليل تقريبًا ويمكن بعد كده كمان، الغريب بقى في الموقف ده إنه حصل مع واحد كان نايم معانا في العنبر، المريض ده فجأة صحي من النوم وجه ناحيتي ولقيته بيصحيني، لما صحيت وسألته هو بيصحيني ليه سألني سؤال غريب اوي وقال لي.. انت بتمشي!
طبعًا رديت عليه بالنفي ولما سألته هو بيسأل ليه، قال لي إنه شافني وانا قايم من عالسرير وبروح ناحيته وبخنقه، ولما صرخ وزق إيدي لقاني اختفيت من قدامه وشافني وانا نايم زي ما انا على سريري!
طبعًا انا قولتله إن اللي شافه ده كابوس ونصحته بإنه يشغل قرأن جنبه وهو نايم، وبالفعل سمع كلامي ومن وقتها وهو مابقاش يشوف حاجة، وعاوز اقولك كمان إن انا شوفت كتير في المستشفى هنا بمرور الأيام، أوقات كنت اشوف ناس مش موجودين، وأوقات كنت اسمع أصوات صرخات وأصوات أطفال والعنبر بيبقى فاضي، وأوقات كنت بصحى على أن حد بيصحيني وبينده عليا بأسمي ولما كنت بقوم من النوم ماكنتش بلاقي حد، وهكذا وهكذا مواقف كتير لحد ما خرجت على خير، بس عاوز اقولك إن لما بقيت باجي هنا بعد كده مابقتش بشوف حاجة لأن المستشفى اتجددت والعنابر اللي فيها بقت احسن من الأول.. انا حكيتلك اللي انا فاكره، بس صدقني انت لو سألت ناس من اللي شغالين هنا من زمان هتسمع حكايات افظع من حكاياتي بكتير، حكايات تشيب بمعنى الكلمة.

خلص (ھ) حكاياته معايا ليلتها وانا طبعًا ماعرفتش انام وفضلت صاحي لحد تاني يوم، بس الشهادة لله يعني انا ماشوفتش حاجة غريبة لأني كنت ببقى سهران طول الليل وبنام فترة الصبح من وقت ما حكالي اللي حكهولي ده، واللي على فكرة آكده ناس كتير من اللي شغالين في المستشفى من سنين، معظم الموظفين أو العمال او حتى الممرضين اللي بيشتغلوا في القصر العيني من زمان بيأكدوا إنه قبل التجديد كان مكان مُرعب أكتر منه مستشفى، لكن مع التطور والتجديدات اللي حصلت فيه بقى مكان آمن أكتر و بقت مستشفى متطورة وأحسن بكتير من معظم المستشفيات الخاصة لأن بيتم فيها عمليات كبيرة، وفي النهاية حابب اشكر دكاترة وممرضات وممرضين المستشفى على حسن المعاملة وقتها، وحابب اشكرهم كمان لأن العملية نجحت وإيديا بقت كويسة بفضل ربنا ودعاكم ثم بفضل الدكاترة والممرضات والعاملين..
تمت
محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات