إبحث عن موضوع

أشماداي

من بعد ما اتجوزت بأسبوع وانا بشوف أحلام غريبة، أحلام فيها ست حلوة اوي بتغريني لحد ما بيحصل ما بيننا علاقة.. ده كان بيحصل في الحلم أه، لكن انا الحلم كان مأثر عليا في الحقيقة بالسلب لدرجة إنه خلاني كرهت حياتي مع مراتي وبقيت بفكر بس في الست اللي انا بحلم بيها دي لحد ما بالصدفة قابلتها؛ كانت ست ساكنة في الشقة اللي فوق شقتي.. عايشة لوحدها هي وولادها الاتنين لأن جوزها مسافر برة مصر، استغليت طيبتها وولادها الصغيرين وحصلت ما بيننا علاقة!
متخيل إن عريس يبقى مافاتش شهر على جوازه ويقيم علاقة مع جارته، لأ وأيه بقى.. مراته كمان تكشفه، أيوة مراتي كشفتني وطلبت مني الطلاق... سابتني وراحت عند أهلها والأدهى من ده كله بقى أن الست اللي عملت معاها العلاقة دي هي كمان عزلت من العمارة!
حياتي باظت وفضلت بايظة بعد اللي حصل لمدة كام يوم بعدهم بدأت احلم ب ست تانية، نفس الأحلام اللي كنت بحلمها مع الست الأولانية قبل ما اشوفها، والمصيبة الأكبر بقى أن انا شوفت الست التانية اللي بحلم بيها دي في مقر شغلي؛ كانت مندوبة لشركة تانية جاية تتعاقد مع شركتنا على صفقة، شهوتي والأحلام خلوني نسيت مراتي والمشاكل اللي ما بيننا وحاولت اتقرب منها زي المسحور، لكن الست دي بقى ماكانتش ضعيفة ولا تجاوبت معايا بل بالعكس، دي فضحتني وفرجت عليا الدنيا في الشركة اللي انا شغال فيها، وبسبب اللي حصل طبعًا اتحولت للتحقيق، في الوقت ده اتدخل واحد صحبي وزميلي في الشغل وسألني عن اللي مغير أحوالي من بعد ما اتجوزت، كنت عامل زي البلونة اللي مليانة كلام فبمجرد ما سألني حكيتله عن كل اللي بيحصل معايا بالتفصيل، لما حكيت لصاحبي ده على اللي بشوفه رد عليا بجملة واحدة..
(فاروق.. انت مسحور!)
اتريقت عليه في الأول، لكن لما قعدنا اتكلمنا بالعقل وبدأت ابص على حياتي قبل الجواز وبعده لقيت أن الموضوع فعلًا فيه حاجة غريبة، انا ماكنتش كده.. ده انا كنت بتكسف ارفع عيني في أي واحدة ست!
بصراحة اقتنعت بكلام صاحبي اللي عرض عليا أننا نروح لفقيه يمني عايش في مصر، الرجل ده صاحبي كان بيروح له لأنه كان بيشوف كوابيس وكده، ولما راح له والرجل ده قرأ عليه قرأن وقرأله الرقية الشرعية مابقاش يتعرض لكوابيس وحياته بقت أحسن، المهم سمعت كلامه وروحت معاه عند الفقيه ده، كان رجل محترم وشكله متدين، عايش في شقة بحي المهندسين، ماكنش زي ما بنسمع عن السحرة في القصص والأفلام بشكلهم وهيئتهم، ده كان رجل ملامحه هادية ووشه عليه ابتسامة استقبلنا بيها من أول ما دخلنا الشقة لحد ما قعدت قصاده وحكيتله على كل حاجة بتحصل لي، بعد ما خلصت حكايتي لاحظت أن وشه اتغير وملامحه ابتدى يظهر عليها الغضب لحد ما فجأة كده بص لي وقال بصوت عالي...
"بحق من خلقك وخلقني، بحق أيات كتاب الله وبحق قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق، وبحق الأيات البينات، الله لا إله إلا هو الحي القيوم... أنطق يا آشماداي.. أنطق.. أنطق أيها المخلوق الشيطاني.. أيها ال...."
ده كان أخر كلام سمعته منه وبعد كده روحت في الدنيا تانية، كنت حاسس بألم في معدتي معاه صداع رهيب، ماقدرتش استحمل كل اللي حسيت بيه وفقدت الوعي..
لما فوقت لقيت نفسي نايم على سرير، كان صاحبي والفقيه ده واقفين جنبي، ماكنتش قادر اقوم من مكاني، كنت حاسس أن انا جسمي كله متكسر وماكنتش قادر حتى أنطق، خدت فترة كبيرة عقبال ما فوقت وبدأت ادرك الدنيا من حواليا ولعد كده قعدت على السرير وسألتهم..
-انا فين؟!
رد عليا صاحبي وهو باين على وشه الرعب والتعب..
-حمد لله عالسلامة يا فاروق، الفقيه خلص كل حاجة.
ماكنتش فاهم معنى كلام صاحبي فسألته..
-خلص أيه.. انا مش فاهم حاجة، أيه اللي حصل؟!
لما قولت كده رد عليا الفقيه وقال...
-أنا لما قرأت عليك قرأن وبعض الأدعية أنت بدأت تتشنج واتكلمت بصوت غير صوتك، من الحكايات اللي انت حكتهالي انا عرفت أنك ممسوس من شيطان، شيطان قوي مُتعلق بالشهوة عند الأنسان أسمه (آشماداي)
الشيطان ده جالك عن طريق سائل انت شربته وعزيمة اتقالت في شقتك، وده اللي حصل لك واللي انت قولته لما اتكلمت بصوت غير صوتك.. أو تحديدًا يعني بصوت آشماداي، اتكلمت وقولت إنه اتسلط عليك بسبب عمل واحدة ست عملتهولك.
لما قال كده قاطعته..
-واحدة ست.. أكيد مراتي، انا حياتي باظت من بعد الجواز.
رد عليا الفقيه وقال لي..
-هي زوجتك أسمها آمال؟
لما قال أسم آمال انا بصيت له بذهول..
-يا نهار اسود ومنيل.. آمال دي تبقى أختي!
لما قولتله كده رد وقال لي...
-هو ده الأسم اللي خرج منك، وانا بفضل الله قدرت اتغلب على آشماداي وطردته من جسمك، أو بالتحديد يعني طردت من جسمك السائل او السحر اللي انت شربته.
لما قال كلامه ده قَومني من عالسرير وخرجني من الأوضة اللي كنت فيها للأوضة التانية اللي كنا قاعدين فيها أول ما دخلت، الأوضة كان على الأرضية بتاعتها بقعة دم سودة، شاور الفقيه على بقعة الدم وقال..
-ده شكل القيء اللي خرج منك... رَوح يا ابني، رَوح انت كده اتعالجت.
بعد ما الفقيه خلص كلامه مشيت انا وصاحبي، صاحبي اللي وصلني لحد البيت وبعد كده حكى لي بالتفاصيل على اللي حصل لما فقدت الوعي، انا فضلت اتشنج واتكلمت بصوت غير صوتي وقولت أن أسمي آشماداي، كل كلام الفقيه كان صح وانا فعلًا لما قرأ عليا قرأن رَجعت دم لونه أسود وريحته كريهة، وكلامه كان صح برضه لما قال لي أن اللي عمل لي العمل هي آمال أختي، أختي اللي اتطلقت من سنتين لأن جوزها كان بيخونها، في الحقيقة انا مش عارف هي عملت فيا كده ليه، وأيه اللي يخليها تروح لدجال أو لدجالة عشان تعمل لي عمل يدمر حياتي زي ما حياتها هي كمان متدمرة، معقول الحقد بين الاخوات ممكن يوصل لكده!
وانا قاعد بتكلم مع صحبي تليفوني رن وكانت المتصلة هي أمي، أمي كانت بتصرخ وبتقول إن أختي رمت نفسها من البلكونة!
ايوة.. أختي اللي كانت عايشة مع أمي في شقتها من بعد ما اتطلقت... انتحرت، وانا لحد النهاردة ماحكيتش لحد عن اللي حصل وعن اللي عرفته، ماحكيتش لحد حتى بعد ما مراتي سامحتني ورجعت البيت بعد محاولات كتيرة مني، وشغلي الحمد لله رجعتله بعد ما طبعًا اتعاقبت، وبالنسبة لحياتي فهي بقت أحسن لحد ما فات سنة بالظبط على موت أختي، وفي الليلة دي كنت نايم لحد ما صحيت على صوت آمال وهي بتقول...
"انا انتحرت عشان مابخلفش.. مش انا اللي عملتلك العمل، خالة مراتك اللي كانت عاوزة تجوزها لابنها هي السبب.. هي مش اسمها آمال برضه، آشماداي مش هيسيبك يا فاروق.. آشماداي مش هيسيبك.. السنة خلصت وهيرجعلك تاني..."
تمت
محمد_شعبان
آشماداي

هناك تعليق واحد: