إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه العاشره من الجزء الثاني

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل العاشر :
-اعتبريها زي ما تعتبريها وبرضو هنتجوز يا وجد و هنرجع القاهرة و انتى مراتى حلالى ها تحبى نكتب الكتاب دلوقتى و لا نخليها بكرة 

اجابته "وسام" بسعادة

-لا بكرة ايه ده حتى خير البر عاجلة ،انا بقول تجيب المأذون دلوقتى 

استدارت "وجد" تجاه صديقتها و الغضب يليح على وجهها صارخة بها 

-مأذون ايه وكلام فاضى ايه وبعدين انتى مالك بتتكلمى ليه، هو كان حد خد رائيك!!!

مط "داغر" شفتيه قائلًا بجدية مصطنعة

-وانا شايف كدة برضو 

وما كاد أن يتحرك من مكانه حتى نادت "وجد" باسمه فألتفت ناظرًا إليها بعيون متسائلة عما تريده 

-داغر

-نعم!!!

أقتربت منه بخطى هادئة مقاومة تلك الابتسامة التي تكافح للظهور على شفتاها ،فقلبها يكاد يخرج من مكانه ،خفقاتها بتزايد مستمر لا يتوقف تشعر بأن صوت خفقاتها يصل إليه ،لا تريده أن يشعر بسعادتها و قلبها الذى يقفز لوقوفه امامها و إصراره على الزواج بها

فكم تتلهف للفصح عن مشاعرها الجامحة و التى لن تخبره إياها بذلك الوقت ،فهى لم تسترد حقها منه بعد

فلتلقنه درسًا اولًا و بعدها ستغمره بحبها معبرة له عما يعتريها من عشق و جنون به،ستخبره كيف لم تغيب صورته من امام عينيها ،وكيف كان يقتحم احلامها،تلك الأحلام التى كان تصبرها قليلًا

فقالت بجمود مصطنع رغم لهفتها لسماع اجابته على سؤالها

-انا عايزة افهم انت عايز تتجوزنى ليه!!
عايز منى ايه!؟

رمش بعينيه عدة مرات مبتلعًا ريقه عينيه معلقة عليها ،لن يجيبها بالآن،و سيفعل مثلما كان يخطط منذ اربع سنوات

فستعلم مدى حبه لها عقب عقد قرآنهم،سيخبرها بشوقه و أحتياجة إليها ما إن تصبح داخل أحضانه ،قريبة من قلبه

قلبه الذى لا يزال يخفق حتى الآن لاجلها ....هى فقط 

سيخبرها بأنها الأنثى الوحيدة على وجه الأرض التى استطاعت سلبه عقله و قلبه 

فهى حبه الأول و الأخير و الذى لن يتنازل عنه مرة آخرى ،يعترف بأنه كان احمقًا و لكنه لن يعيد الكرة مرة أخرى 

كل هذا دار بخلده فظلت هي تتابع عينيه التى تفضحة و تفضح عشقة لها تريد منه أن يقولها و يعترف بمشاعره فغمغمت بأستفزاز

-هتفضل ساكت كدة كتير ،انا عايزة اجابه عايز تتجوزنى ليه يا داغر ،مش سبق و كنا هنعملها و ساعتها استغنيت عنى ،عايزانى اوافق المرة دي كمان ،عشان تسبنى من تانى مش كدة انطق،اتكلم و رد عليا متفضل ساكت كده مت

قاطعها مغمغما بخفوت 

-مش هيحصل يا وجد،مش هيحصل كل اللى حصل و كل اللى فات هنسهولك ،هعوضك هخليكى اسعد واحده ،انتي بس وافقي وربنا شاهد على كلامى يا وجد

ادمت عين "وسام" و اقتربت من وجد التى كانت تنظر اليه بحيرة لا تعلم اتوافق ،ام ترفض تشعر بتشتت يغمرها لأول مرة ،فقلبها يحثها على الموافقة و ،عقلها يرفض و يأبى الخضوع له 

غمغمت "وسام" من خلفها

-وافقى يا وجد عشان خاطرى نفسى افرح بيكى و بعدين انتوا الاتنين بتحبوا بعض ،يبقى كفاية عند، كفاية اللى حصل ارجوكم الواحد مش عارف هيعيش قد ايه ،فبلاش تضيعوا احلى سنين قسا و بُعد كفاية ارجوكم ،عدى اربع سنين يا وجد و اظن مدة كفاية اوى غير أنه لو مش شاريكى بجد و عايزك مكنش استناكى لحد دلوقتى ،غيره كان ممكن يجوز و بعيش حياته و يأسس عيلة بس هو معملش كده

تنهد "داغر" براحة بعدما استمع لحديث "وسام" و رأى نظرة الحنين و التأثر بعين "وجد" عالمًا بأن حديث صديقتها أثر بها

مرت عدة ثوانى من الصمت تسارعت خلالهم وتيرة أنفاسه رامقًا "وسام" بنظرة سريعة و التى كانت عينيها معلقة على صديقتها تنتظر أجابتها على احر من الجمر

فابتلع ريقه ضاغطًا على شفتيه بقسوة متحدثًا بحزم محاولا الثبات و عدم إظهار توتره الذي اعتلاه منتظرًا موافقتها على الزواج به و لكن جاءت أجابتها التى جعلته يتحول من ذلك الشخص العاقل الى شخص مجنون متهور مندفع كل ما يفكر به هو عدم ضياعها من بين يديه 

-مش موافقة يا داغر ،سامعنى مش موافقة

ضم قبضته بغضب متمتم من بين اسنانه بلهجة صارمة متحدية لا تليق سوى به

-مش بمزاجك يا وجد،سمعانى مش بمزاجك و بليل هجيب المأذون و هنكتب الكتاب

انهى كلماته و هو يتحرك سريعًا من أمامها مغادرًا القصر و هو يكاد يطيح بأي شيء أمامه

فاقتربت وسام التى تملكها الغيظ مما تفعله تلك البلهاء فصاحت بها

-انا عايزة افهم ايه اللى انتى بتعمليه ده بضبط ،انتى بتفكرى ازاى بس عشان ابقى فاهمة

رمقتها "وجد" بنظرات جامدة باردة سريعًا ما تحولت لـ ابتسامة.... ماكرة خبيثة 

فعقدت "وسام" ما بين حاجبيها بدهشة من ابتسامتها تلك مغمغمة بعدم فهم

-ايه الضحكة دى يا وجد انتى بتضحكى بالطريقة دى ليه ،انتى فى حاجة فى دماغك صح ،والله العظيم حرام عليكى انتى مش شايفة هو متشحطف عليكى ازاى يا باردة يالي معندكيش ريحة الدم انتى

دوت ضحكات "وجد" بالمكان بأكمله فجذبتها وسام بانفعال من ذراعيها

-انتى بتضحكى على ايه انا عايزة افهم و رفضتيه ليه مدام بتحبيه ها

اجابتها بابتسامتها الماكرة صاعدة باتجاه غرفتها

-اومال اوافق بسهولة و اريحه بالساهل كده لازم يتعب شوية ده انا وجد برضو

_____________________________

ولج "امير" داخل مكتب "عمر" مغمغم بصوت مبحوح متحشرج بعدما اوصلته الخادمة مستأذنه بالرحيل

-صباح الخير يا عمر خير طلبتنى ليه

كان "عمر" جالسًا خلف مكتبة ،فأغلق الورق امامة رامقًا "امير" بنظرات ذات مغزى و غير مألوفة بالنسبة لأمير الذى اندهش من اتصاله المبكر و مطالبته بالمجئ

زم "عمر" شفتيه و تمتم 

-قولى يا أمير لقيت البنت اللى كنت بدور عليها امبارح و لا لسه

توتر "امير" و غمغم 

-ل لا لسه ملقتهاش بس هلاقيها هتروح منى فين يعن

وما كاد يكمل حتى قاطعه عمر مغمغم ببرود

-قولى بقى مين دى و بدور عليها ليه و هربت منك ليه!!

ابتلع امير ريقه لا يريد الإفصاح عن حقيقة الأمر ف "عمر" إذا علم ما يفعله و طبيعة عمله سيلغى تلك الشراكة قبل أن تبدأ و هو يحتاج تلك الشراكة و كثيرًا فهى ستكون كالستار على أعماله المشبوهة والتي جعلته يصل لتلك المكانه المرموقة بمساعدة بعض الرجال من نفس نوعيته و الذى قد يفعلون اى شئ من اجل الحصول على المال

-ايه يا أمير هو القط اكل لسانك و لا ايه 

فتمتم أمير بتلعثم ملحوظ 

-د دى مراتى متجوزها عرفى و عايزه تطلق و انا بحبها و مش حابب اننا ننفصل انا مش متخيل حياتي من غيرها انا هتجنن واعرف راحت فين دى كأن الارض انشقت وبلعتها

رفع "عمر" حاجبيه و ابتسامة جانبية ساخرة ترتسم على وجهه و نهض من خلف مكتبه مقتربًا من أمير منصتًا إلى اكاذيبة فتوتره و تلعثمه جعلاه يكشفه بسهوله

-متقلقش حورية فى الحفظ والصون 

جحظت عين "امير" و رمقة بصدمة سيطرت على كيانه شاعرًا بأنه لا يستطيع أن يتفوه بحرف واحد

فقال عمر بسخرية لاذعة

-مالك مصدوم كده ليه 

و سريعًا ما تحولت سخريته الى غضب عارم و اعمى ممسكًا اياه من ملابسه مغمغم بغضب من بين أسنانه

-هو حد قالك قبل كده ان عمر الزغبى مختوم على قفاه ياااض ،ده انا اصيع من عشره زيك و بعدين مالك خرع كده و بتهته فى الكلام انشف ياااض

تنهد "امير" و صاح بغضب زائف رغم ذلك الخوف الذي تسلل إليه محاولًا التحرر من قبضته الفولاذية

-ايه اللى انت بتقوله ده انا مش فاهم انت بتكلم عن ايه و بعدين ايه الطريقة اللى بتكلمنى بيها دى هو انا شغال عندك

ازداد غضب "عمر" و تمتم بصياح ممزوج بغضب بركانى

-مستنضفش انى اشغلك عندى يالا و بالنسبة للشراكة فخلاص بح يا روح امك انا ميشرفنيش اشتغل مع اشكالك يا بتاع الاستروكس انت

ابتلع ريقه زافرًا بضيق بعدما دفعه عمر محررا اياه

-استروكس ايه و زفت ايه انت جبت الكلام ده منين

-من حورية يا روح امك وبصراحة انا ممنون ليها انها فوقتنى و خلتنى اشوف حقيقتك قبل ما ادبس فى اى شغل معاك 

فتحرك عمر من مكانه و تناول ذلك الورق من على الطاولة ممزقًا إياه إلى أشلاء أمام نظرات امير مغمغم

-وادى الورق اهو و دلوقتى تطلع بره و حورية متقربلهاش انت فاهم

هنا و لم يتحمل أمير ما يحدث و ذلك الأسلوب الحاد الذى يتحدث به عمر معه فهو ليس باقل منه بل يعتبر نفسه الافضل و الاذكى فصاح بغضب لا يليق به

-طب و ديني و ما أعبد و حياة حورية عندى لدفعك التمن و غالى اوى يا عمر يا زغبى عشان تكلمنى بالاسلوب ده، وبالنسبة حورية فهى متخصكش ،حورية دى بتاعتى انا فمش انت اللى هتقولى اعمل ايه ومعملش ايه و متقلقش هعزمك على فرحنا 

أنهى كلماته و ما كاد يتحرك حتى قام عمر بامساكه من الخلف و الغضب يتطاير من عينيه متمتم بجانب اذنه

-تعزمنى دى مش حلوة ،عندى الاحلى منها و هى انى ازورك فى المستشفى و انت مدشدش و جسمك كله مش قادر تحركه ،عشان تعرف وتتعلم ازاى تتعامل معاها يا حيوان ،اصلك مش هتخرج من هنا غير على المستشفى أصل رجالتى هيقوموا معاك بالواجب و زيادة و ابقى سلملى على العيانين و الدكاترة يا امير استروكس

_____________________________

بمكتب "رائف" 

وما أن دلف المكتب و كاد أن يبدأ يومه و يحل مكان "داغر" الذي هاتفه مخبرًا اياه بسفره للاسكندرية محاولًا إرجاع وجد 

زفر "رائف" و حرك رأسه بيأس متمتم بخفوت

-انا مش عارف وجد دى عملت فيك يا داغر!!!!!

صدح رنين هاتفه فاخرجة من جيبه مجيبًا عليه بعدما وجده رقم غير مسجل فاجابه الطرف الاخر و الذي كان صوت انثوى مغمغمة

-ازيك يا رائف

عقد ما بين حاجبيه و تمتم

-مين معايا

تنهدت و قالت بلهجة ساخرة 

-مش مهم مين المهم انى عرفاك و عارفة مراتك كويس اوى و عارفة بتعمل ايه من وراك

رفع حاجبيه و قال بلهجة صارمة حادة

-اه انتى شكلك بتسلى وقتك و انا مش فاضى للكلام ده

وما كاد يغلق حتى تمتمت الأخرى مهرولة

-اسمعنى بس ده انا عندى ليك كلام هيخليك تبقى عايز تجيبها تحت رجلك الخايبة دى....

تمتمت مرددًا تلك الكلمة بدهشة سريعا ما تحولت لغضب عارم

-خاينة!!! ما تحترمي نفسك و

قاطعته مغمغمة ببرود

-مراتك مبتحبكش مراتك بتحب ابن عمك داغر و من زمان اوى و لحد دلوقتى لسة بتحبه و هو عارف الكلام ده كويس و مش راضى يقولك حقيقتها عشان يا حرام عارف انك بتحبها،بس بصراحة انا مش هاين عليا اسيبك مخدوع فيها و انت بتحبها الحب ده كله،و لو مش مصدقنى روح قولها الكلام ده فى وشها و انت هتعرف تميز وقتها إذا كان كلامى كدب و لا حقيقة

اغلق "رائف" الهاتف فى وجهها و خرج من مكتبه مهرولًا باتجاه سيارته

بالطرف الآخر

كانت بغرفتها تحاول الوصول لداغر منذ وقت طويل تحاول إخباره بما حدث و تهديد "مى" المباشر لها ولكنه لا يجيبها فتأففت بغيظ و صاحت بغضب

-لا مش وقت انك متردش عليا خالص

وعضت على شفتيها بتفكير و سريعًا ما أرسلت له رسالة نصية مذكور بها ما يلى

-داغر رد عليا ضرورى الموضوع مهم ،مى مرات عدى شافتنى و انا خارجة من اوضتك و سمعت كلامى معاك و دلوقتى بتهددنى ،انت لازم تتصرف 

وما ان ارسلت الرسالة حتى انتظرت عدة ثوانى و قامت بمهاتفته مرة أخرى فأجابها تلك المرة متمتم

-نعم!!!!

-هو ايه اللى نعم !! انت مقرتش الرسالة و لا ايه بقولك مى عرفت كل حاجة شافتنى خارجة من اوضتك،و سمعتني و انا بعترف لك بحبى ليك يا داغر انت لازم تتصرف و تطلعنى من المصيبة دى والا عليا وعلى أعدائي و لو حصل الكلام ده هقول انك انت كمان بتحبنى و بتبادلني مشاعرى و شجعتنى على كده

صاح بها "داغر" متمتم بانفعال

-اننى هبلة يا بت و لا فى ف دماغك حاجة عشان ابقى فاهم وبعدين انتى فاكره ايه ده حتى لو هى مقالتش انا كنت هقول لرائف انا مش هسيبه على عماه لازم يعرف حقيقتك هو يستاهل واحدة احسن منك تحبه بجد و تقدره لكن انتى متستاهليش راجل زى رائف 

صاحت به بجنون

-يعنى ايييييييه ،ها فاكرين انكم ممكن تخلصوا منى بسهولة ،و بعدين رائف مستحيل يصدقكم رائف بيحبنى مجنون بيا بيبوس ايده وش و ضهر عشان وافقت عليه ده ياما حفى ورايا عشان و انا مكنتش بعبره عشانك بس انا هوريك يا داغر و هتش

ما لبثت ان تكمل حتى وجدت الباب يُفتح على مصرعيه و دلف منه "رائف" و صدره يعلو و يهبط من الغضب و كيف لا بعدما استماع لحديثها الذى جعله يشعر بأن حياته انقلبت رأسًا على عقب فمن عشقها منذ أن وقعت عينه عليها متيمة و مغرمة بآخر......آخر لا يكون سوى ابن عمه و لم يكفيه ما فعلته بل تتحدث عنه ترى حبه و عشقه لها ليس الا ضعف فكم هي غبية تحب من لا يشعر بها ،جارحة من كان يتمنى رضاها ،لا تعلم بان افعاله معها ما هى الا عشق جارف لها ،فهو ليس ضعيف الشخصية و لن يكون ذلك الشخص الذى قد يذل من اجل الحب،فليذهب حبه الى الحجيم و كذلك هى فلن يكون لها مكانًا بقلبه من بعد الآن فما سمعه يكفى بانه يجعله نافرًا كارهًا لها

اقترب منها بهدوء مخيف جعل الذعر و الهلع يتمكنان منها مستنتجة أستماعه لحديثها من ملامحه الغاضبة فأغلقت الهاتف بوجهه داغر وحاولت الحديث فخرج حديثها متقطعًا متمتمة

-ر را رائف انت فاهم غ غلط انا 

اسودت عيناه و جذب إياها من ذراعيها بعنف و قسوة متمتم

-انتى طالق يا ياسمين،طالق،طالق

انهى كلمات و صفعة قوية من يديه تدوى على وجهها جعلتها تترنح من مكانها بصدمة مغمغم بصراخ عنيف

-ودلوقتى مبقاش ليكى مكان هنا تلمى هدومك و تروحى على بيت ابوكى مش عايز اشوفك تانى 

ارتجفت شفتاه و تطلعت اليه بنظرات مشتعلة مغمغمة و هى تقترب منه رويدًا رويدًا 

-همشى يا رائف بس قبل ما امشى لازم تعرف انى عمرى ما حبيتك و لا حسيت ناحيتك بحاجة و انت كنت مغفل كبير فاكرانى واقعة لشوشتك و انا اصلا كنت بعشق داغر انا عمرى ما حبيتك انا محبتش غير داغر مسالتش نفسك مخلفتش منك ليه لحد دلوقتى ها

قاطعها وهو يجذبها من خصلاتها بعنف و من قوة قبضته كاد أن يخرج خصلاتها بين يديه فتأوهت بوجع شديد

-اااااااااه يا حيوان شعرى

لم يتأثر بصراخها و تاوها الشديد و لزم الصمت مكتفى بجذب خصلاتها مخرجًا اياها من غرفتها فتجمعت كل من سعاد و هدى و مى و آلاء التى خافت من تلك الصرخات 

اما مى فارتسمت ابتسامة ساخرة شامته سريعًا ما أخفتها فصاحت سعاد و هدى و الذى حاولوا تحرير خصلاتها من بين يديه

-سيبها يا رائف فى ايه

تجاهلهم رائف منزلًا إياها من على الدرجات مغمغم بغضب وصراخ عالي

-متدخلوش دى واحده خاينه متستاهلش محدش ليه دعوة 

اقترب بها من الباب و قام بفتح الباب دافعًا اياها امام البابا مغمغم

-هو ده مكانك وده اللى تستحقية و تستحقه او واحدة خاينة و ابقى لابوكى رائف طلقنى عشان بحب راجل غيره يا ***

______________________________

فى المساء

دلف "إسلام" غرفة آلاء و غمغم بمرح

-سااامو عليكم 

تنهدت "آلاء" و غمغمت بضيق و هدوء

-اهلا يا اسلام تعالى

اقترب منها اسلام و اعلق الباب من خلفه و غمغم

-عاملة ايه دلوقتى يا علاء

قطبت جبينها و قالت بدهشة

-علاء!!!

اماء لها "إسلام" مؤكدًا حديثة

-ايوة علاء انتى مش شايفة بقيتى عاملة ازاى يا حاج علاء

ارتسمت ابتسامة بسيطة على محياها مغمغمة

-انت مفيش فايدة فيك و فى طولة لسانك دى

اخرج اسلام لسانه بطريقة مسرحية و غمغم بعدما انتهى من تلك الحركة

-اهو شوفتى مش طويل يا حاج علاء و عارفة هفضل اقولك علاء لحد ما تخرجى من اوضتك و تفرفشى بقى عايز اشوفك احسن من الاول و تعيشى حياتك ده انتى لسه فى عز شبابك

رفعت حاجبيها و ابتسمت بسخرية قائلة بتهكم

-ومين قالك انى مبقتش كويسة انا الحمدلله احسن و عجبنى نفسى كدة و عجبانى وحدتى

-عجباكى!! ده من انهى ناحية لمؤاخذه و بعدين انتى لازم تخرجى من اوضتك اللى بقت زى السجن دى

تنهدت طويلًا مغمغمة

-ريح نفسك يا إسلام عشان انا مش هتغير و مش ناوية ارجع الاء القديمة ،الاء القديمة خلاص مبقاش ينفع ترجع.،مينفعش بعد كل اللى مريت بيه اعيش واكمل حياتى عادى ولا كأن حصل حاجة ،انت متعرفش ايه اللى بيحصلى ،ده كل يوم بيجيلى عايز ياخدنى معاه عايز يموتنى يا اسلام

رمقها بعدم فهم من حديثها الغامض و قال باستفسار

-مين ده يا آلاء

فغمغمت بتلقائية

-باسم يا إسلام كل يوم بيجيلى فى المنام مش عايز يسبنى بقالى اربع سنين كل يوم بشوفه و

قاطعها "اسلام" مغمغم 

-آلاء كل اللى بيحصلك ده كوابيس مش اكتر صدقينى و سببه اللى انتى عملاه فى نفسك ده،طب عارفة عندى ليكى خبر هيفرحك جدا و مش بعيد تقوليلى أخرجك كمان

نظرت لها بأستفهام فاكمل مغمغم

-وجد رجعت يا آلاء و اللى انا عارفة ان داغر مش ناوى يسبها ترجع المرة دى و تسبنا تانى و هيتمسك بيها و مش بعيد تلاقيها جاية تعيش معانا

اتسعت عيناها و ابتسمت بسعادة تزورها للمرة الاولى مغمغمة 

-انت بتكلم جد يا إسلام

-الا جد ده جد الجد كمان

______________________________

بالاسكندرية و بداخل منزل "مجدى الأسيوطى"

وأثناء مشاهدة "سحر" و "وسام" للتلفاز شعروا بأصوات غريبة آتيه من الخارج و كذلك "وجد" التى كانت تقف بالمطبخ تحضر لها شئ دافئ تشربه بعدما رحلت الخادمة

خرجت "وجد" من المطبخ مغمغمة بدهشة

-ايه الاصوات دى 

فصاحت "وسام" بخوف 

-مش عارفة انا خايفة

فصاحت وجد 

-ما تنشفى يا بت مالك طرية كده ليه ،ايه اللى كل شوية خايفة خايفة 

ابتلعت وسام ريقها و نظرت لسحر التى لا تقل عنها خوف و غمغمت بخفوت وصل لمسامع وجد

-لا ده انتى مش طبيعية و هو المفروض انى مخفش و احنا مهددين من واحد زى مصطفى ده ،ده انا كنت هعملها على نفسى و هو بيكلم معاكى 

بذات الوقت كانت قد تحركت "وجد" باتجاه الباب و ما كادت ان تفتحه فصاحت بها "سحر" بذعر

-انتى هتعملى ايه متفتحيش الباب يا مجنونه انتى افرضى باعت مجرمين ولا حاجة هيخلصوا علينا

تنهدت "وجد" متجاهلة حديثها و فتحت الباب وما ان فتحته حتى شهقت بخوف عندما وجدته يقف امامها و ابتسامة على وجهه 

فابتلعت ريقها محاولة اعادة ثباتها مرة أخرى فغمغمت وهى تجز على أسنانها

-هو انت

ابتسم لها مجيبًا إياها

-ايوا انا هو انتى مستنيه غيرى ولا ايه مش قولتلك هجى بليل و هنكتب الكتاب

جاءت "سحر" و "وسام" من خلفها بعد ما وصل صوته إليهم

فصاحت سحر بضيق

-ايه ده حد يعمل كدة خضتنا يا شيخ و بعدين فين البواب و ايه الاصوات اللى بره دى انت بتعمل ايه

اماءت "وجد" بغضب متمتمة

-البواب ده مفيش فايدة فيه دى مش اول مرة انا هوريه

وما ان غادرت باب القصر و كادت تخطى بقدميها عدة خطوات حتى وقفت مكانها مدهوشة منبهرة مما تراه عيناها و كذلك وسام و سحر فكل منهم جحظت عيناها بانبهار 

فالتفتت "وجد" إليه قائلة بصوت مبحوح خرج بصعوبة

-ايه اللى انت عامله ده

ابتسم لها بحنان مغمغم

-عجبك!!!

اولته ظهرها متحركة من مكانها و عينيها تجول بالحديقة فقد جعلها باكملها مليئة بالورود الحمراء و الشمع و أضاءة خافته جعلت الحديقة أكثر رومانسية تجعل اى أمراه تذوب بعشقها فاتسعت ابتسامتها رغمًا عنها و غمغمت بدون وعى

-كل ده عشانى انا!؟

أجابها و هو يقف وراءها تاركًا بعض المسافة بينهم و السعادة تليح على وجهه لرؤية سعادتها

-اكيد عشانك يا وجد

ابتلعت ريقها من صوته الحنون الذى يبثها الراحة و الامان فالتفتت إليه حتى تنظر بعيناه فوجدته جالسًا على احد ركبتيه مخرجًا احدى العلب القطيفة الحمراء و التي بداخلها أحد الخواتم باهظة الثمن قائلًا بحب مناجي ربه بسره ان توافقه ولا تكسر بقلبه الذي لا يريد سواها بقربه

-توافقى تتجوزينى يا وجد و تكون مراتى و حلالى و ام ولادى

لمعت الدموع بعيناها و ظلت تتطلع لكل انش به متأملة اياه و خاصة تلك اللحية التى تزين وجهه و تلك السبابة التى تضئ وجهه و ما كادت ان تجيب حتى اقتربت منهم وسام مهرولة قائلة بتحذير مخربة تلك اللحظة 

-وحياة امى لو رفضتي لهجيبك من شعرك الواد تاعب نفسه و عاملك جو شاعرى يلا بقى وافقى

وكزتها "وجد" بذراعيها مغمغمة بابتسامة

-ملكيش دعوة انتى و مين قالك انى هرفض 

ثم نظرت تجاه "داغر" الذى لمعت عينيه ببريق من السعادة مغمغمة

-موافقة يا داغر ،بس الخاتم تلبسهولى بعد ما نكتب الكتاب

ابتسم لها ناهضًا من مكانه يتمنى ضمها داخل احضانه بتلك اللحظة و لكنه استطاع تمالك نفسه و مشاعره المتأججة المشتعلة،فستكون بين احضانه الليلة مخبرًا اياها بمشاعره منذ رآها فمغمغم و قلبه يكاد يخرج من بين اضلعه

-والمأذون برة و كمان اتنين شهود حضرتهم هنكتب الكتاب و نرجع القاهرة

اماءت له بسعادة موافقة على حديثة

و بعد مرور بعض الوقت

غمغم المأذون بتلك الكلمات

-بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

__يتبع__

#بقلمي_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات