إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه 11 من الجزء الثاني

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل الحادى عشر :
تنهد "داغر" مغمضًا عينيه لوهلة مستمع لتلك الكلمة التى قالها المأذون مباركًا لهم فأبتلع ريقه مجيبًا عليه و عينيه معلقه بوجده التى لا تعلم كيف وافقت على الزواج به و سارت خلف قلبها الذى يرغب بوجوده و بشدة ......

نهض "داغر" برفقة المأذون و الشهود لباب المنزل 

فزفرت "سحر" بتأفف مغمغمة بغيظ

-أنا مش عارفة عاجبك فى إيه ده،بقى وافقتى تجوزى ده ورفضتى مجدى اللى كان بيتمنالك الرضا ترضى و اللى منسكيش بعد ما مات و كتبلك كل حاجة

رمقتها "وجد" ببرود مغمغمة 

-مش هرد عليكى و مش هسمحلك تبوظيلى أسعد يوم فى حياتى يا سحر هانم

فحمحمت "وسام" وجذبت "سحر" من ذراعيها قائلة بأبتسامة بشوشة

-طنط سحر مش قصدها يا وجد والله ده أنتى متعرفيش أحنا مبسوطين أزاى ده ربنا اللى يعلم

رفعت الاخرى رأسها ناظرة إليها بنظرة مشتعلة قائلة

-برضو هتقوليلى طنط ،على العموم انا مش طنط يا حبيبتى و اتكلمى عن نفسك أنا مش راضية عن الجوازة دى

أنهت كلماتها و هى تغادر من أمامهم غير مبالية بمشاعر ابنتها و التى تظهر عكس ما بداخلها فرغم ما تظهره من برود و لكن من داخلها تشتعل 
نعم تعلم بقسوتها و جبروتها و لكنها كانت تحلم بأن تستمع إلى بعض الكلمات الحانية التى قد تزيدها سعادة و تجعل قلبها يرفرف و لكن لا بأس فمن الواضح أن والدتها لن تتغير و ستظل كما هى

كل هذا دار بخلدها فاخذت نفسًا طويلًا و زفرته على مهلٍ 

ففوجئت به يقف أمامها فعلمت بأنها قد شردت فحتى صديقتها قد أختفت من الصالون تاركة إياهم على أنفراد

وما لبثت أن تتحدث متسائلة عن سبب وقوفه أمامها متطلعًا بها بتلك النظرات العاشقة التى يرمقها بها لأول مرة بتلك الطريقة الصريحة فوجدته يجذبها من يديها جاعلًا إياها واقفة أمامه ضاممًا إياها داخل أحضانه و يديه تحاوطها بتملك شديد مغمضًا عينيه مستمتعًا بتلك اللحظة التى طال أنتظارها كثيرًا 

فأخيرًا أصبحت بين أحضانه ،أصبح من حقه لمسها ،و تأملها .... تأمل تلك الملامح الطفولية البريئة التى لا تليق بشخصيتها العنيدة الشامخة القوية 
أما هى وما أن حاوطها بذلك التملك و الأشتياق الذى اتضح من طريقته ،ارتجف جسدها وظلت ثوانى لا تبادلة عناقه ولكن و بذلك التقارب وذلك الاشتياق الذى تبادله اياه 

رفعت ذراعيها متشبته بملابسه مغمضة عينيها هى الآخرى و رائحة عطره تتسلل إلى أنفها.....

فتحدث داغر بنبرة هامسة متحشرجة 

-بعشقك يا وجد.....بعشقك و أستنيت اللحظة دى كتير عشان أعترفلك باللى بحسه ناحيتك ،بعشقك و مش عايز من الدنيا دى غيرك ،غير قربك منى 

أخرجها من أحضانه محاوطًا وجهها بيديه و عينيه تجول على وجهها بلهفة عاشق مكملًا حديثه

-بعشقك من أول ما عينى ما شافتك و لمحتك ،عشقت كل حاجة فيكى وأتعلقت بيكى بسرعة ،كنت عارف أنه فيه حاجة أسمها حب و كنت عارف أنى هيجى عليا وقت وأحب و قلبى هيدق بس مكنتش أعرف انه هيحبك و يعشقك بالسرعة دى ،أنتى أول حب فى حياتى و آخر حب يا وجد،عرفت قد إيه انا بحبك لما والدتك قالت أنك اتجوزتى ساعتها كنت حاسس بسكاكين بتقطع قلبى انتى أول واحدة دموعى تنزل عشانها يا وجدى

أسند جبهته بجبهتها رافعًا أصبعه مزيلًا تلك الدموع التى أنسالت على وجنتيها من أعترافه و حديثه الذى لمس قلبها جاعلًا دموعها تتحرر من مقلتيها 

فرفعت يديها هى الآخرى محاوطة وجهه لا تصدق بأنها تلمسه و أنه يعترف لها بذلك الحديث الذى يسلب القلوب

فأكمل بأبتسامة على وجهه و عينيه تلتمع من تلك الدموع فكم تعذب و تألم حتى وصل لتلك اللحظة

-لما سافرتى مكنتش عارف اعمل إيه ،عارفة لما تحسى أن فى حاجة ناقصة ،انا بقى كان نقصنى قلبى لأنك خدتيه معاكى يا وجد و كنتى سيبانى عايش من غ

قاطعته عندما وضعت يديها على شفتيه هامسة بخفوت

-هشششششش كفاية يا داغر متكملش

حرك يديه ممسكًا يديها التى وضعتها على شفتيه مقبلًا إياها بشوق و لهفة وهو ينظر بعينيها التى لا تتركه تبادله نظراته العاشقة

فأقترب منها بخطى هادئة وعينيه لا تنخفض ولا تنزاح من عليها 

مقبلًا شفتاها بحنان و هدوء فأغمضت عينيها بأستسلام كامل له

ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن متذكرة ما حدث منذ اربع سنوات و ظل يعاد أمام عيناها مرارًا و تكرارًا دون ان يتوقف حتى أبتعدت عنه مبتلعة ريقها ململة خوفها قائلة بتوتر تحت نظراته المترقبة لأبتعادها 

-مينفعش ماما او وسام ممكن يشوفونا و يلا عشان نتحرك 

أقترب منها ماسحًا على وجهه قائلًا

-هنتحرك الصبح بلاش بليل كده

اماءت له بموافقة و قالت

-احنا هنبات هنا انهاردة

اماء لها برأسه مغمغم 

-ايوة

فأبتلعت ريقها بصعوبة بعدما شعرت بجفاف يسرى به قائلة 

-طب احنا كدة نبات فى الأوضة اللى قعدت فيها انا اصلا معيش هدوم انا

صمتت عن اكمال حديثها وقالت بتساؤل و شكوك ثاورتها

-الا صحيح انت مش هتسألنى انا بعمل إيه هنا 

أبتسم بحنان و قال

-انا عارف كل حاجة يا وجد

قطبت ما بين حاجبيها قائلة بسذاجة

-ازاى!؟

أقترب منها و رفع أصبعه مداعبًا أنفها قائلًا

-بنفس الطريقة اللى عرفت بيها أنك هنا و يلا عشان نطلع أوضتنا يا عروستى

_____________________________

بمنزل "حورية"
كانت تجلس على المائدة شاردة بما حدث معها محاولة الوصول لذلك السبب الذى جعل زوجها ينظر لآخرى 
فحتى الآن لا تجد مبرر لفعلته رغم اعترافها بأهمالها له و لكن ما الذى كان عليها فعله فاطفالها لايزالون صغار يحتاجون لاهتمامها 
نعم اهملته و لكن ذلك الأهمال لم يكن برضاها فكم راجعت نفسها و حاولت الاهتمام به و لكنها لم تجد سوى السخرية منه و خاصة من هيئتها و وزنها الذى اكتسبته........

ما الذى كان سيحدث اذا كان حادثها بحنان و ليس بسخرية فالمراة دائمًا تحتاج الى ذلك الحنان الذى يشعرها بالآمان ،تريد ان تشعر بان من امامها يحبها بل يعشقها ،وليس ساخرًا منها 

اهذا هو الحب و السعادة الذى وعدها بهم فاين هو الحب!!! و اين السعادة!!

فزواجه من آخرى هدم كل شئ بينهم جعلها تشعر بانها لم تكن شئ بالنسبة له ،لم يحبها سوى لمظهرها الخارجى 

ارتسمت بسمة بسيطة على محياها بسبب سذاجتها عندما ظنت بانه لها عاشقًا فهو احب تلك الفتاة الجميلة الممشوقة و التى كانت صعبة المنال بالنسبة له

جلست "ندى" بجوارها متمتمة بهدوء مخرجة اياها من شرودها

-حورية انتى كويسة سرحانه فى ايه

رفعت الآخرى حاجبيها قائلة بسخرية 

-سرحت يا ندى و عرفت قد ايه كنت هبلة و ساذجة لما فكرت ان عدى ابن الحسب و النسب حبنى مكنتش شايفة انه مبيحبش غير المظاهر و بس ،انتى لو شوفتى شكل اللى اتجوزها و طريقة لبسها بستحقرة اوى ده مبسوط بيها و هى جسمها باين بالطريقة دى

قاطعتها "ندى" بغضب عندما تذكرت اصرارها على شقيقتها لتقص عليها سبب طلاقهم

-انتى لسه بتفكرى فى اللى اسمه عدى ده انا بجد مبقتش طايقة اسمع اسمه ده حيوان 

اماءت "حورية" براسها مغمغمة

-انا اتصدمت فيه جامد اوى يا ندى ،انتى عارفة لو كان جه و اتكلم معايا براحة و بحنيه يقولى ايه اللى غيره من ناحيتى كدة كنت هعمل اى حاجة عشان بس يرجع عدى القديم ،كنت علطول بكدب نفسى انه بيعاملنى بالطريقة المستفزة دى عشان تخنت شوية 

وضعت "ندى" يديها على يدها قائلة 

-حورية كفاية بطلى تقولى كدة صدقينى انا مش شيفاكى مليانه للدرجة انتى اينعم تخنتى شوية عن الاول بس ده طبيعى بعد الولادة و كمان ده انتى كنتى مكرسة وقتك كله لولادك و ليه بس هو اللى انانى مفكرش غير فى نفسه وبس و صدقينى اللى زيه مبيتزعلش عليهم دول بيداس عليهم بالجذم و بكرة هيرجعلك حافى وهيبوس رجلك عشان ترجعيله هتشوفى و هتقولى ندى قالت 

صاحت "حورية" بانفعال و غضب

-مستحيل و مش هيحصل مراته واكله دماغه يا ندى انا بس كل اللى قهرنى ولادى 

-خلاص اكلمى مع اهله و اكيد مش هيقولهم لا بس انتى حاولى احنا مش عايزين الموضوع يوصل للمحاكم

قاطع حديثهم رنين المنزل فنهضت "ندى" من مكانها متجهه ناحية الباب و قامت بفتحه فوجدت امامها شاب اقل ما يقال عنه وسيم فاتسعت عيناها و ابتلعت ريقها مغمغمة

-انا بحلم مش كده انت بجد!!!!

ابتسم لها عمر و قال بمرح 

-اه بجد اقرصينى لو مش مصدقة

-هااا

دوت صوت ضحكته فنهضت "حورية" من على المقعد بعدما وصل اليها صوت ضحكته التى اصبحت تألفها 

وما أن رأته حتى قالت بدهشة

-عمر!!!!

ألتفتت إليها "ندى" قائلة بسعادة

-الزغبى ،عمر الزغبى افضل مخرج فيكى يا مصر ده انا مسبتش فيلم و لا مسلسل الا و شوفته اى حاجه يخرجها بتبقى تحفة

فقال "عمر" بطريقة مسرحية و هو يهندم ياقة قميصه

-لا كفاية انا كدة هتغر

رمقته "ندى" مغمغمة بحب

-ده انت بذات تتغر زى ما انت عايز ،ذا مكنتش انت اتغريت مين اللى هيتغر ها 

وسريعًا ما بللت شفتيها صائحة بتساؤل

-انت جاى لمين ما هو مش معقول جاي لنا احنا 

أتسعت أبتسامته و هو يتطلع بحورية مغمغم

-لا جايلكم انتم

أتسعت عيناها على آخرهما و قالت 

-يا بركة دعاكى ياماااا

جذبتها "حورية" من يديها مدخلة اياها من على الباب متمتمة بخفوت 

-أنتى بتقولى ايه يخربيتك فضحتينى اتفضلى خشى اوضتك

-بس انا

-هى كلمة واحدة اتفضلى على اوضتك 

دبدبت "ندى" على الأرض و أتجهت لغرفتها مغلقة الباب بعنف و سريعًا ما فتحته بهدوء مرة آخرى مستمعة لحديثهم تريد أن تعلم ما الذى قد يربط شقيقتها بذلك المخرج المشهور!!!!!!

زفرت "حورية" و قالت بأسف حقيقى

-انا آسفة جدا على اللى ندى عملته بس هى مجنونه مسلسلات و افلام الا صحيح انت مقولتليش ليه انك مشهور كدة

ابتسم لها مغمغم بمرح

-اصلى مبحبش اتكلم عن نفسى كتير 

-يا سلام على التواضع

زم شفيته قائلًا 

-وانتى لسه شوفتى تواضع

تنهدت و قالت

-خير يا عمر 

-كل خير إن شاء الله بس هنفضل نكلم على الباب كده كتير

حركت كتفيها متمتمة بأعتذار

-أنا آسفه بس أحنا ستات عايشة لوحدهم و مينفعش ادخلك الناس ممكن تاكل وشنا

أماء لها بتفهم وأخرج من جيبه الكارت الخاص به

-طيب ده رقم تليفونى كلمينى بكرة ضرورى عشان عايزك فى شغل

أبتلعت ريقها و قالت

-شغل!!! شغل إيه ده

أجابها بأبتسامة حنونه مشاغبه 

-لما تيجى بكرة هتعرفى سلام يا حورية

ظلت تطلع لأثره بتفكير فعن أى عمل يتحدث فتنهدت و أغلقت الباب فخرجت ندى مهرولة باتجاها قائلة

-انا عايزة اعرف كان بيقولك و شغل ايه ده اللى عايزك فيه

أجابتها بشرود

-مش عارفة

_____________________________

ولجت "وجد" برفقة "داغر" الى الغرفة فأبتلعت ريقها فلا تزال تلك الرجفة تسرى بجسدها وما كادت ان تلتفت حتى تنظر اليه بعدما اغلق الباب حتى وجدته يحتضنها من الخلف ضاممًا اياها الى أحضانه ،فأزدادت خفقاتها و أنتفض جسدها بين يديه 

ابتعد عنها بعدما شعر بتلك الرجفة و ذلك الخوف الذى طغى عليها فتنهد و وقف أمامها متطلع لها بلهفة متمتم بخفوت و هو يقترب منها خطوة واحدة

-مالك ،انتِ خايفة منى !!! 

ابتعدت عنه تلك الخطوة التى تقدمها بتوتر رامشة بعينيها عدة مرات فلأول مرة بحياتها تشعر بمثل ذلك الشعور تريده و لا تريده فما تعرضت له على يد باسم لا تنساه حتى الآن و ما ان اقترب منها جاذبًا إياها برفق يريد ان ينالها بعد ذلك الشقاء و العذاب و بذات الوقت لا يريد الضغط عليها لعلمه بما حدث لها و ما تعرضت له ،فأراد ان يزيل ذلك الخوف الذى رآه بعيناها و حركات جسدها

فهمس أمام وجهها و انفاسة تلفث بشرتها الناعمة مثل بشرة الاطفال 

-متخافيش منى،انا بحبك يا وجد

نظرت بعيناه محاولة السيطرة على تلك الذكريات الاليمة التى أقتحمت راسها و أخيرًا استطاعت فعل ذلك عندما لاحظت نظراته المهيمنه و المشتاقة لها

فأستسلمت له و لمساته فأنخفض بهدوء ناحية ثغرها ملثمًا اياه بهدوء و حنان مفرط جعلها تذوب بين يديه مناسيًا اياها ذلك الخوف الذى سيطر عليها .....

_____________________________

"فى صباح اليوم التالى"

بغرفة "عدى" و "مى" 

يقف أمام المرآه يهندم ملابسه متطلعًا على تلك النائمة بأنزعاج محاولًا اثارة الضجة بأنحاء الغرفة حتى تستيقظ من نومها....

فتململت بفراشها و فتحت عينيها بضيق مغمغمة بضيق

-فى ايه يا عدى !! إيه الدوشة دى

استدار الآخر رامقًا إياها بضيق شديد مغمغم بأنفعال و نبرة غير مألوفة بالنسبة لها فلأول مرة يحدثها بتلك الطريقة و ذلك الأسلوب

-فى ايه!!! انتى كمان بتسألى يا هانم يعنى مش عارفة انى بنزل بدرى و المفروض تبقى صاحية قبلى و تصحينى عشان متاخرش اهو بسبب انى اعتمدت عليكى راحة عليا نومة و اتاخرت و هسمع كلمتين ملهومش لازمه على الصبح جرا ايه يا مى ايه اللى جرالك انتى هتعملى زى اللى قبلك و لا ايه

قطبت ما بين حاجبيها و غمغمت بدهشة

-اعمل ايه بضبط ،ده انا اول مرة تروح عليا نومة ،وبعدين ده حصل غصب عنى انا مكنتش عارفة انام امبارح و نايمة وش الصبح و بعدين تسمع كلمتين ليه دى شركتكم انت مش شغال عند حد عشان تبقى مقلق من التأخير كده

جز على اسنانه و غمغم

-مى انتى عارفة كويس اوى انى مبحبش الطريقة دى المفروض انى جوزك و المفروض ابقى اول اهتماماتك مش عشان الهانم طول الليل سهرانه على الموبايل يبقى انا اتركن على جمب و أتاخر على شغلى لا فوقى يا مى و اتعدلى من اولها انا مش هستحمل تهملينى لان مش عدى الهلالى اللى يتهمل انتى سامعه

انهى كلماته و هو يخرج بغضب من الغرفة دافعًا الباب من خلفه و الغضب بادى على وجهه 

فغمغمت بضيق مكملة نومها مرة آخرى

-اووف ده انت اوفر اوى بجد

وصل "عدى" امام الشركة و ترجل من سيارته و ولج الشركة و اتجه بأتجاه مكتبه 

رمق مكتب السكرتيرة الخالى بنظرة سريعه ودلف المكتب وزفر بضيق يشعر بغضب شديد يسيطر عليه فهو لا يحب ان يهمله أحد ،يحب ان يكون الأول بكل شئ 

فأخرج هاتفه حتى يهاتف شقيقة فسمع طرقات على الباب فأذن للطارق بالدخول و عينيه معلقة بهاتفة حتى يخرج رقم شقيقة و لكن اوقفه عما يفعله هو ذلك الصوت الانثوى الغير مألوف و ذلك ارغمه على رفع عينيه عن شاشة هاتفه 

وما ان رفع عينيه حتى وجد امامه فتاه لا تقل جمالًا عن "مى" بل تزيدها جمالًا فأرتسمت بسمة ماكرة على وجهه و عينيه تتفحصها مغمغم

-أنتى مين

ابتسمت له الفتاة ابتسامة بسيطة مغمغمة 

-انا السكرتيرة الجديدة بتاعة حضرتك ،سلامة بيه عاينى و انهاردة اول يوم ليا فى الشغل

اتسعت ابتسامته رويدًا رويدًا مغمغم بنبرة خافتة ذات مغزى و عينيه تتفحصها من راسها لأخمص قدميها

-حلو اوى الكلام ده

_____________________________

-وجد،وجد

تململت وجد بنومها مغمغمة ببعض الكلمات الغير مفهومة

فهمس جانب أذنيها

-حبيبتى صحى النوم 

فتحت عينيها و ابتسمت له بخفة قائلة بهدوى ممزوج ببعض الخجل

-صباح الخير

اقترب منها ملثمًا جبينها 

-صباح النور يا احلى وجد 

تنهدت مبتلعة ريقها من حنانه اللامتناهى معاها و الذى لا يكف عن فعله 

-هى الساعة كام

-الساعة ١١ يا ستى يلا بقى قومى عشان نلحق نرجع القاهرة 

اماءت له براسها مغمغمة بحب 

-ماشى 

بعد مرور عدة ساعات 

دلفا الى القصر و يديه تعانق يديها بتملك تشعر بتوتر فلأول مرة سترى والدها بعد كل تلك السنوات

دلفت برفقته فقابلتهم كل من سعاد و هدى فرمقت سعادى اياديهم المتشابكة بتلك الطريقة مغمغم بشك 

-ايه اللى بيحصل ده

رمق "داغر" وجد بعشق متمتم

-باركيلي يا ماما انا وجد اتجوزنا امبارح

مرت ثوانى من الصمت يرمقونهم بصمت و صدمة فتنهدت سعاد قالت ببرود متناهى

-مبروك 

و عقب كلماتها صعدت تجاه غرفتها تاركة اياهم برفقة هدى التى هناتهم ببرود و مرحبة بعودة وجد 

_____________________________

وصلت "حورية" الى موقع التصوير الذى اخبرها عنه و عن وجوده به عندما هاتفته صباحًا فكم تريد ذلك العمل الذى لن يجعلها تلجأ او تحتاج لأحدهم 

فظلت واقفة مكانها عندما رمقته جالسًا خلف الكاميرا يتابع ما يتم تصويره بموقع التصوير فظلت تتأمل سكونه و طريقة جلوسه فأبتلعت ريقها متذكرة ذلك اللقاء الذى جمعهم و كيف جاء من خلفها و همس باذنيها بتلك الكلمات فتنهدت و عادت من شرودها عندما استمعت الى صوته موقفًا التصوير متجهًا بأتجاها و ابتسامة واسعة جذابة على وجهه

-اخيرًا جيتى انا مستنيكى من بدرى

رمشت بعينيها و قالت

-وادينى جيت اهو ،انت قولتلى امبارح انك جايبلى شغل ،ممكن اعرف ايه هو

ابتسم له و عينيه معلقه بها لا يزيحها عنها مغمغم

-هتبقى مديرة اعمالى يا حورية

                   _يتبع_
#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات