إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه السابعه من الجزء الثاني

#طغيان_قلب
#وبقى_العشق
#الجزء_الثانى
#بقلمى_فاطمة_محمد
الفصل السابع:
أمام تلك المستشفى

كان كل من "إسلام"و"رائف" يقفان معها "ندى" التى تنساب الدموع من عينيها دون توقف و قلبها يكاد يتمزق من أجل شقيقتها التى أختفت و لا يعلمون لها مكانًا فصاحت بهم من بين دموعهم

-انا عايزة افهم بس هى راحت فين انا مكملتش ساعة،دى هى ساعة بس اللي غبتها و لما ارجع ملقيهاش 

تبادل كل من "رائف"و"إسلام"النظرات فتحدث رائف بحنق 

-انا بصراحة مش عارف هى راحت فين دى كأن الارض انشقت وبلعتها

ازداد بكاء"ندى"مع كلمات رائف التى زادت من خوفها على شقيقتها فلكزه"إسلام"بذراعيه و عينيه معلقة على تلك القابعه امامهم مشيرًا له بعينيه و قال بنبرة حنونه محاولًا بثها بعض الاطمئنان

-متقلقيش يا ندى ان شاء الله مش هيبقى فيها و هترجع لوحدها هى ممكن تكون حبه تقعد لوحدها شويه

رفعت"ندى"عينيها الباكية الحمراء و وجهها الذى اصطبغ باللون الأحمر قائلة

-انا خايفة عليها،خايفة تكون عملت فى نفسها حاجة،انا مليش غيرها هى و ماما لو جرالها انا حاجة انا ممكن أضيع

أخذ"إسلام"نفسًا طويلًا و اقترب منها واقفًا امامها و رغمًا عنه رفع يديه مزيلًا تلك الدموع مغمغم بحنان

-متقلقيش باذن الله هتظهر و

قاطعته و عينيها تتطلع بعينيه 

-ولو مظهرتش 

صاح"رائف"تلك المرة وهو يرمق"إسلام"بنظرات غامضة 

-لو مظهرتش خلال اربعه وعشرين ساعة هنبلغ البوليس

____________________________

عاد"داغر"الى المنزل و صعد الى غرفته بعدما لاحظ ان الجميع قد ذهب بسبات عميق،ولج الى غرفته و اغلق الباب خلفه بهدوء زافرًا براحة تغلغلته بعض الشيء منذ أن رآها اليوم،فأرتسمت شبح ابتسامة على وجهه كلما تذكر كلماتها و انفعالاتها،حركة يديها،فكم كان يشتاق لها و لغضبها ذلك،لايصدق بأنه رآها بعد مرور تلك السنوات فدفع جسده على الفراش مغمضًا عينيه عاقدًا ذراعيه خلف رأسه متناسيًا أختفاء حورية و غيابها كل ما يريده الآن هو الا تغيب صورتها من مرأى عينيه ،ولم ينتبه لذلك الباب الذى فُتح بهدوء شديد و تلك الخطوات النسائية تقترب منه بحظر شديد رامقة اياه بحب و عشق جارف 

فأقتربت منه جالسة بجواره بهدوء شديد و عينيها تكاد تلتهمه

فرفعت أصابعها و غلغلتها بين خصلاته الطويلة الناعمة 

انتفض "داغر"من مكانه عندما شعر بتلك اليد التي تتلمسه بطريقة غربية 

ضيق عينيه و قال بلهجة حادة صارمة وهو يخفض نظراته لا ينظر إليها

-انتى بتعملى ايه هنا!؟؟

نهضت"ياسمين"من على فراشه الوثير و هى ترتدى ذلك القميص بروبه الخاص و لكنه يكشف بعض من جسدها و بشرتها،اقتربت منه بخطوات هادئة متحدثة بدلال و يديها تحاول لمسه مرة أخرى

-هكون بعمل ايه يعنى جايه اشوفك،ايه بلاش

أسودت عيناه بغضب و هو يفهم غايتها وما الذى تحاول الوصول اليه

وما كاد أن يتحرك تجاه الباب وهو يغمغم بغضب

-انا خارج و ياريت ارجع ملقكيش،والا هيكون ليا تصرف مش هيعجبك

جذبته من ذراعيه قبل أن يتحرك فأنتشل يديه التى لمستها بعنف من بين اصابعها فغمغمت هي بخبث و نبرة متحدية

-هتعمل ايه يعنى،هتروح تقول لرائف ان انا دخلتلك الاوضة،طيب هو ساعتها هيعمل ايه اول حاجة هيعملها هيجى يسالنى انتى عملتى كده ليه و ازاى ادخل اوضتك و انت عازب،بس يا ترى بقى انا جوابى هيكون ايه 

ضيق"داغر"عينيه محاولًا فهم حديثها ذلك فقالت هى بهمس

-انا هقولك هقوله ايه،هقوله انى بحبك انت يا داغر و من زمان من ساعة اول يوم شفتك فيه بس انت مكنتش شايف غير حبيبة القلب اللى سابتك و اختفت و انت لحد دلوقتى عايش على ذكراها،بس يا ترى هى تستاهل حبك ده

كاد أن يتحدث صارخًا بها فقاطعته هى قائلة بغل و حقد

-الاجابة هتكون لا يا داغر محدش يستاهل حبك غيرى،بس انت غبى مشفتش غيرها و زى ما انت مش شايف غيرها انا كمان مش شايفة غيرك انا صبرت كتير حاولت المحلك كتير بس انت غبي،او عامل نفسك مش فاهم مشاعري ناحيتك
بس خلاص انا فاض بيا اربع سنين وانا جمبك وانت مش حاسس بيا،بس خلاص لازم تعرف انى بحبك و هفضل احبك 

انهت حديثها و هى تتحرك من امامه بدلال مغادرة الغرفة تاركة إياه تحت صدمته

اما هو فكان يستمع اليها و الصدمة تعتريه لا يعلم ما الذى عليه فعله الان،كيف له ان يخبر صديقه و ابن عمه عن حقيقة تلك الزوجة التى تملكها الشيطان و تمكن منها،كيف لها ان تفكر بغير زوجها،الا تشعر بمشاعره تجاهه

رفع يديه ماسحًا على وجهه لا يق ما حدث معه منذ.لحظات،فتحرك باتجاه الباب مغلقًا اياه بالمفتاح،وجلس على الفراش يحاول الوصول لحل لتلك المعضلة التي وقع فيها

بالجهه الاخرى
وعقب خروج "ياسمين"من غرفة"داغر" دالفة الى غرفتها هي و "رائف" 

خرجت "مى"من ذلك الظلام و ابتسامة خبيثة ماكرة ترتسم على وجهها بعدما رأت دلوف"ياسمين"غرفة"داغر"بتلك الهيئة فاقتربت من الباب و استرقت السمع الى حديثهم 

وسريعًا ما اخفت تلك الأبتسامة و دلفت غرفتها و بيديها ذلك العصير و اقتربت من"عدى"الممدد على الفراش و قالت بابتسامة

-حبيبى جبتلك العصير

اعتدل"عدى" و نظر لها و قال ببعض الضيق

-اتأخرتى ليه يا مى 

ازدرقت ريقها و وضعت العصير بجواره و قالت بابتسامة 

-حبيبى كنت بعصر لك العصير بايدي 

نظر لها بمكر وكاد أن يقترب منها فاوقفته بيديها و قالت بدلال

-العصير الاول

اماء لها و انتشل ذلك الكوب من العصير و تجرعه مرة واحدة و بعدما انتهى وضعه بجواره مقتربًا منها مرة أخرى قائلا بلهفة و يديه تغلق إضاءة الغرفة

-ودلوقتى العصير خلص 

فى صباح يوم جديد و بعدما تسللت اشعة الشمس لغرفتهم نجده ينام بجوارها يراقبها أثناء نومها متأملًا ملامحها التى اصبح لها عاشقًا وكلما تعمق بتأملها،اتسعت ابتسامته رافعًا يديه مداعبًا خصلاتها مغمضًا عينيها متذكرة اللقاء الأول بينهم

فلاش باك…….

خرج من شركته و استقل سيارته و هاتفه على إذنه محاولًا الوصول لزوجته التى لا تجيب على هاتفها فتأفف وهو يضرب مقود السيارة بعنف امامه و دافعًا الهاتف من يديه وتحرك بالسيارة شاردًا بتلك التي أصبحت مهملة به و مهملة بنفسها،كم يتمنى أن يعود به الزمن و ما كان فعل ما فعله فتلك الحورية لم تعد تشبه اسمها واصبحت لا تليق به و بمكانته الجديدة فهيئتها أصبحت تحرجه و كثيرًا فغمغم بغضب من نفسه

-بنى آدم غبى،ايوة غبى عشان استعجلت و اتجوزتها 

ظل يلعن و يسب نفسه على اختياره لها من بين تلك النساء الفاتنات التى رآهم بحياته و بدون ان ينتبه لتلك التي تسير خلفه بسيارتها منتظرة تلك اللحظة التي ستصدم سيارتها بسيارته لتحقق لقائهم و تنفذ مخططهم
وما أن قام بتهدئة سرعته حتى يبحث عن هاتفه التى لا يتوقف عن الرنين حتى شعر بذلك الاصطدام الذي حدث لسيارته فجحظت عيناه و قام بتوقيف السيارة باحدى الزوايا و الغضب يتملكه،و بذات الوقت قامت"مى"بايقاف سيارتها خلفه 

وترجلت من السيارة بهيئتها الفاتنة و ملابسها التى تحدد مفاتنها،أما عد فترجل قبلها ناظرًا على السيارة وما ان التفت حتى يصرخ على ذلك الغبى كما نعته و الذى صدم سيارته حتى وجدها امامه قائلة بنبرة انثوية بحته

-انا اسفة جدا بس انت اللى فرملت مرة واحدة

تبدلت ملامحه سريعًا و اتسعت ابتسامته لجمالها القاتل والذي أسر قلبه ممدًا يديه يريد مصافحتها قائلًا بأبتسامة ساذجة

-ولا يهمك يا جميل،الغلط عندى انا

ابتسمت له ابتسامة جذابة خطفت قلبه فقال مبتلعًا ريقه

-انا عدى و انتى

لاحت السعادة بعينيها فها هو مخططها يسير مثلما ارادت وقالت بصوت هادئ و برقة مفرطة

-مى،اسمى مى

باك……

اتسعت ابتسامته و أنحنى لمستواها مقبلًا جبهتها مغمضًا عينيه مستمتعًا برائحتها متنهدًا براحة ناهضًا من جوارها بهدوء شديد حتى لا يزعجها

خرج من الغرفة متجهًا ناحية غرفة اطفاله،وفتح الباب ووجد والدته تقوم بأطعامهم فغمغم بمرح

-صباح الخير يا ماما

تجاهلته "سعاد" ولزمت الصمت فقلب عينيه بملل وبزهق و اقترب منها مغلقًا الباب من خلفه قائلًا بحنق

-ممكن اعرف مبترديش عليا ليه،انا مغلطتش يا ماما انا حبيبت

اجابته "سعاد" بهدوء و بداخلها يشتعل من غباء ابنها

-حبيبت على مراتك اللى صيناك و شايلة ولادك فى عينها،حورية عملتلك ايه عشان تعمل فيها كده،ايه ذنب ولادك انهم يتحرموا من امهم و هما لسه حته لحمة حمرا ها

رمق"عدى"أطفاله الذين يبتسمون و يهمهمون ببعض الكلمات الغير مفهومة و صاح بنبرة منفعلة

-انا معملتش حاجة حرام يا ماما انا اتجوزت على سنة الله و رسوله و اظن انى راجل و من حقى اتجوز بدل الواحدة اربعة،اما بالنسبة امهم فهى اللى اختارت و بعدت عنهم انا مضربتهاش على ايديها

قطبت "سعاد"جبينها و قالت بنفاذ صبر 

-انت الكلام معاك ممنوش فايدة،ومدام انت شايف انك مغلطتش يبقى خلاص،بس كل واحد بيتحمل نتيجة أفعاله،وعلى فكرة انا مرتحتش للهانم الجديدة و

قاطعها بغضب قائلًا قبل مغادرته للغرفة 

-مش لازم ترتحلها كفاية انا مرتحلها و على فكرة مى اللى مش عجباكى دى برقبة ميه زى حورية

وعقب خروجه حركت رأسها بقلة حيلة و همست مع نفسها

-ربنا يستر عليك يا عدى،ربنا يستر انا قلبى مش مطمن

وبغرفه داغر

دلف"عدى"الغرفة دون ان يطرق الباب فوجد شقيقه يستعد للخروج والذهاب لعمله فصاح بغضب

-انا عايز افهم هو انتوا مع مين بضبط معايا و لا مع حورية هاا

تمتم"داغر"بنبرة هادئة و لكنها مخيفة بذات الوقت

-صوتك يا عدى،صوتك

تشنجت عضلات وجهه و قال

-بلا صوتى بلا بتاع يا عم،انا عايز اعرف ايه اللى انا عملته غلط كلكم محسسنى انى ارتكبت جناية متقولى يا شيخنا يا اللى عارف ربنا هو حرام اتجوز تانى ولا ايه

التفت اليه"داغر"وتمتم ببرود

-لامش حرام،بس انت مش شايف فرق السما والارض بين الاتنين انت ازاى تقبل تتجوز واحدة بالمنظر ده 

زفر بحنق و اجابة ببرود

-انا حر دى مراتى و انا حر سامع انا حر

زم "داغر" شفتيه و قال

-طيب ما دام انت حر يبقى استحمل النتيجة

وما كاد أن يخرج من الغرفة تاركًا "عدى" بها حتى صاح عدى بسخرية

-صحيح لقيتو الحلوة اللى بتشتغلكم و لا لسه 

استدار إليه ينظر له بعدم فهم مضيقًا عينيه متمتم

-انت بتقول ايه،انت فاكر انها ممكن تكون بتشتغلنا انت مجنون يا عدى 

ارتسمت ابتسامة ساخرة على جانب فمه و قال

-انا مش مجنون بس فاهم حركات الستات دى،هى بتعمل كل ده عشان تصعب عليا و اردها لعصمتي بس بعينها

أغمضت "داغر"عينيه و قال بغضب مكتوم

-انا همشى بس عشان مرتكبش جناية فيك يا عدى

____________________________

داخل تلك الغرفة القاطنة بها "حورية" 
ولج "امير" الى الغرفة و بين يديه تلك الصينية المحملة باشهى انواع الطعام، واقترب منها يرمقها بدهشة بعدما وجدها مستيقظة جالسة على الفراش تضم ركبتيها الى صدرها و وجها شاحب اللون، وعينيها شاردة..... 

جلس بجوارها و هو يضع تلك الصينيه بجوارها و ابتسامة جذابة على وجهه

-صباح الخير يا حبيبتى، ايه اللى صحاكى بدرى كدة، انا كنت حابب انا اللى اصحيكى ،بس مش مشكلة الايام جاية كتير

لم تجيبه و ظلت تنظر له بحنق شديد فانتبه على نظراتها تلك، ورفع يديه مبعدًا تلك الخصلة التى انسابت على وجهها و قال 

-انا عايز اعرف هتفضلى قالبة وشك كدة لامتى ها 

اجابته ببرود

-لحد ما تمشينى من هنا انا عايزة اشوف ولادى عايزة اطمن عليهم

-متقلقيش ولادك كويسين و جدا كمان حماتك مش سيباهم، وابوهم مش سايب مراته الجديدة

اغمضت عينيها بوجع و صرخت به قائلة

-متجبش سيرة الحيوان ده قدامى!!! 

اتسعت ابتسامته و قال بسعادة

-بس كدة عيونى يا حبيبتى انتى تؤمرينى

ثم أشار لها باتجاه تلك الصينية التى تحمل ما لذ و طاب و قال

-انا جبتلك تفطرى يلا يا حبيبتي افطري، وانا هخلص اجتماعى و هجيلك و متقلقيش لو اتاخرت اتفقنا يا حبيبتى

جزت على أسنانها تشعر بالغضب يعتريها كلما تحدث و استمعت لصوته البغيض ذلك و خاصة عندما يردد تلك الكلمة "حبيبتى"

فرفع يديه ممسكًا ذقنها قائلًا بغلاظة و هو ينظر لثغرها

-لما اكلمك تردى عليا انتى سامعه 

انحنى لمستوى ثغرها يريد أن يلتهمهم بقبلة عميقة و لكنها استطاعت بلحظة الاخيرة ابعاده و عينيها تطلق شرار قائلة

-اياك تفكر انك ممكن تلمس منى شعره انت سامع... 

ضغط على شفتيه و قال 

-وماله على العموم عشان متزهقيش و رفقًا بيكى الفيلا قدامك اعملى ما بدالك تمام يا حبيبتى

لم تجيبة تلك المرة ايضًا فجز على اسنانه من عندها و اصرارها اللا متناهى

فخرج من الغرفة دافعًا الباب من خلفه و ما ان خرج حتى اقتربت من الباب تسترق السمع من خلالة تتأكد من ذهابه وإن انتهى صوت حذائه حتى فتحت الباب و هى تتلفت حولها متحركة للأسفل بسرعة شديدة و لكن بحذر تريد ان ينتهى كل ذلك فاتجهت ناحية الباب وهى تناجى ربها حتى تستطع الهرب منه فقامت بفتح الباب فابتلعت ريقها و عينيها تجول على كل ما حولها، و كل ما رأته بتلك اللحظه هم تلك الرجال عراض البنيه و الذين يقفون سويًا يتسايرون، و تلك السيارة التى تقف امامها فابتلعت ريقها للمرة الثانية، مخفضة جسدها فاتحة شنطة السيارة و دلفت بداخلها... 

أما بداخل القصر و بعدما خرج "أمير" من غرفة مكتبه نادى على الخادمة التي أجبته على الفور

-اؤمرنى يا أمير بيه

-خلي بالك من حورية و عينك عليها و شوية كده و اطلعيلها و هدى صينيه الاكل و لو عرفتى خرجيها من الاوضة بس عينك تفضل عليها سمعانى

-سمعاك يا بيه 

غادر من أمامها و وقف امام سيارته صارخًا بهؤلاء الرجال الذين لا يقومون بعملهم ويتسامرون 

-جرى يا جحش انت و هو، هو انا جايبكم تتسايروا يا بهيم منك له ما كل واحد فى مكانه 

خاف الجميع من نبرته الحادة المخيفة متأخذين اماكنهم و صعد هو بسيارته متحركًا بها متجهة لفيلا شريكه بالعمل..... 

______________________________

بالاسكندرية
وبعدما قام"مصطفى"بتسريع إجراءات الدفن حتى لا تكتشف جريمته، تم دفن"مجدى" و كم شعر مصطفى بذلك الوقت بأن الحياة قد ابتسمت له فموته ذلك سيورث كل شئ 

دلف الى القصر و هو يمتع عينيه بكل شئ فأخيرًا حدث ما أراده،فاتسعت ابتسامته وظل يجول بكل زاوية بالمنزل و الابتسامة تزداد على وجهه وما إن انتهى حتى تمتم بخفوت

-بقى عايش فى كل العز ده و مستخسر تمتعنى معاك،يلا تستاهل والله مش خسارة فيك السم اللى اتحطلك فى الاكل ثم تنهد براحة و تحرك بأتجاه الباب حتى يجلب اغراضة و ينتقل للعيش بذاك القصر فوجد المحامى بوجهه

فامتعضت ملامحه و هتف بسخرية

-اهلا

اجابه محمد بهدوء واحترام شديد 

-اهلا بحضرتك،والبقاء لله انا لسه عارف من شوية و اول ما عرفت قولت لازم اعزى حضرتك

اماء له "مصطفى" متمتم بلامبالاه

-شكرا 

وما لبث أن يتحرك حتى نادى عليه "محمد"مغمغم باسف

-مصطفى بيه انا عارف انه مش وقته بس انت لازم تعرف 

جز"مصطفى" على اسنانه و حك أنفه وقال بنفاذ صبر

-سمعك اتكلم

تنهد المحامى و قال

-مجدى بيه من اربع سنين كتب وصيته 

ضيق "مصطفى"عينيه وقال

-معناه ايه الكلام ده و الوصية دى فيها ايه

-الوصية لازم تتفتح بوجود انسه وجد

جحظت عين"مصطفى" و اقترب من المحامى بهدوء مخيف

-يعنى ايه تتفتح و هى موجودة انطق وقول الحقيقة 

ابتلع المحامى ريقه و تمتم

-انا مش هقدر اتكلم غير لما آنسه وجد تحضر بناء على رغبة مجدى بيه الله يرحمه

فتمتم "مصطفى" بسره 

-الله يرحمه،ده الله يجحمه،يا ترى عملت ايه من ورايا يا خالى

____________________________

بمنزل "وجد" و "وسام" 
تأففت وسام بضيق و صاحت بصراخ

-انا عارفة انى فقرية بعتاله الرسالة من امبارح و لسه مردش عليا بالذمه ينفع كده

اجابتها "وجد" التى تتجرع من ذلك المشروب الساخن بين يديها و قالت بهدوء

-هيرد متقلقيش بس خليكى تقيلة

-امتى بس انا بعتاله من امبارح ناوي يرد عليا امتى بعد سنه

تركت "وجد" الكوب من يديها وهى تغمغم 

-جرا ايه يا وسام مستعجلة كده ليه انا قولتلك لما يفتح و يشوف الرسالة هيرد

تنهدت "وسام" و قالت باستسلام

-طيب ادينى صابرة اهو لما نشوف اخرتها مع ابن عمك اللى شكله مش هيجبها البر ده

ابتسمت"وجد" ابتسامة بسيطة و هى ترى تلك اللهفة بعين صديقتها و بتلك اللحظة رن هاتفها فانتشلته من جوار ذلك الكوب و اجابت عليه قائلة باستنكار

-اهلا سحر هانم عاش من سمع صوتك 

-وجد مش وقت كلامك ده، اسمعينى انتى ضرورى تيجى اسكندرية

رفعت "وجد" حاجبيها و هى تستمع لوالدتها و قالت

-ليه ضرورى

اجابتها "سحر" بنبرة فرحة بعض الشئ

-مجدى مات امبارح بليل و المحامى بتاعه كلمنى و قالى انك لازم تيجى اسكندرية 

اتسعت عين "وجد" و قالت بصدمة

-مات!!!!!! 

اقتربت "وسام" منها و هى تغمغم بفصول و قلق

-مين اللى مات يا وجد مين

تجاهلتها "وجد" وهي تستمع لحديث "سحر" 

-ايوة و على بليل لازم تبقى هنا انتى سامعه

زفرت "وجد" وهى تمسح على وجهها و قالت

-بليل هكون عندك سلام

اغلقت معها فصاحت "وسام" بفضول

-مين اللى مات يا وجد

-مجدي 

فى المساء

وصلت "وجد" و "وسام" و "سحر" امام الفيلا ففتحت لهم الخادمة و هى تشير لهم ناحية الصالون 

فتحركوا معها و وجدوا كل من المحامى و مصطفى بانتظارهم و مصطفى يرمقهم بنظرات قاتلة نارية فتمتم المحامى بعدما نهض مرحبًا ب "وجد" 

-البقاء لله يا انسة وجد 

ازدرقت "وجد" ريقها و عين "مصطفى" تتفحصها من راسها لاخمص قدميها وقالت

-ونعمة بالله ربنا يرحمه و يغفرله

اماء لها المحامى و اشار لها حتى تجلس هى و وسام و سحر 

فجلسا منتظرين سماع ما لديه فقال و بدون اى مقدمات

-انسة وجد مجدى بيه من اربع سنين كتب وصيته و الوصية بتقول انه سايبلك كل حاجة بلا استثناء 

نهض "مصطفى" بغضب و يكاد يطيح بكل شى امامه

-نعممممم!!!! انت هتهرج ولا ايه

__يتبع__
#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات