رواية طغيان قلب الحلقه السادسة من الجزء الثاني
#طغيان_قلب
#وبقى_العشق
#الجزء_الثانى
#بقلمى_فاطمة_محمد
الفصل السادس:
التفت "حسام" عاقدًا حاجبيه قائلًا بدهشة
-يعنى ايه اختفت هتكون راحت فين يعنى
حرك "رائف" كتفيه مغمغم
-مش عارف انا اخر مرة سبتهم في المستشفى اكتر من كده معرفش
كل هذا تحت نظرات "وجد" التابعة لهم و لحديثهم حتى تهرب من تلك النظرات التى تلاحقها
فصاح "حسام" و هو يزفر بضيق
-طب يلا اتحركوا انا مش هعرف اجى معاكم
اماء له "رائف" و رمق "داغر" المنشغل بتلك الواقفة امامه و الذى لم يستطع أبعاد نظراته عنها و كيف يبعد و يمنع عينيه عنها الا تعلم كم يشتاق إليها
فألتفت "إسلام" تجاها رامقًا إياها بتأثر ممزوج بأشتياق و بحركة غير متوقعة أقترب منها ضاممًا إياها داخل احضانه
ضم "داغر" قبضته، ورفع يديه جاذبًا خصلاته بعنفوان فكم يشتاق و يتمنى ان يضمها لاحضانه و الا يخرجها ابدًا
فغمغم "إسلام" بهمس
-وحشتينى يا وجد و مبسوط عشان رجعتى متتصوريش وحشتينى ازاى
ظلت جامدة بين احضانه و عينيها تطلع بداغر الذي تقابلت عينيهم بنظرة طويلة، نظرة اختلطت بالعديد من المشاعر سواء كانت ندم، أشتياق، ترجى، غضب او عشق جارف مزق قلوبهم تمزيقًا
ابتعدت "وجد" عن احضانه مخفضة نظراتها عنه زافرة بضيق
فقال "رائف" بأنزعاج
-ايه يا شباب هنفضل واقفين كدة كتير مش يلا و لا ايه
فصاح "داغر" و عينيه تائهة لامعة ببريق مشاعره التي سيطرت عليه بتلك اللحظة
-إسلام روح مع رائف
رفع "حسام" حاجبيه و قال
-وانت
-انا هتكلم مع وجد
تشنجت عضلات وجهها و اقتربت منه قائلة بتحدى و إصرار جعل ابتسامة بسيطة تلوح على وجهه
-وانا مش عايزة اتكلم معاك
وسريعًا ما التفتت تجاه "حسام" الذى يرمقها بكره قائلة
-وانت انا مكنتش اعرف انه المعرض بتاعك لو كنت اعرف مكنتش عتبته
فقال "رائف" بنفاذ صبر
-إسلام يلا بينا
تردد "إسلام" كثيرًا لا يريد ان يغادر خوفًا من ان لا يراها مرة اخرى فنظر تجاه "داغر" الذي اومأ له براسه بحركة بسيطة
فتنهد طويلًا وقال بأستسلام
-يلا بينا
وسريعًا ما تحرك "إسلام" برفقة "رائف" مغادرين المرسم متجهين ناحية المنزل
اما "وسام" فكانت تراقب ما يحدث بتوتر و قلق شديد و عقب مغادرة "اسلام" و "رائف" أقتربت بخطى هادئة من كلا من "وجد" و "داغر" و "حسام"
وما ان اقتربت و كادت أن تتحدث حتى رمقتها وجد بغضب جحيمي جعل الخوف يدب بقلبها
فتحركت "وجد" بأندفاع مغادرة المرسم و "داغر" خلفها يلاحقها فهو لن يتركها تلك المرة، لن يكرر خطائه السابق و يجعلها ترحل بتلك السهولة فعليه تعويضها و إسعادها....
وما لبثت ان تغادر "وسام" خلفها حتى توضح لها ما حدث و لكن منعها التفات "حسام" لها قائلًا بأبتسامة مصطنعة أستطاعت تمييزها
-قولتيلى بقى اسمك ايه
ازدرقت ريقها و عينيها زائغة تطلع على المكان الذى ذهبت منه "وجد" و بين"حسام" معشوقها الذى تلهفت لرؤياه و الذى يقف أمامها مستفسرًا عن اسمها
فأجابته بأبتسامة بسيطة
-وسام، اسمى وسام
اما بالخارج
لحق "داغر"بها واقفًا أمامها وانفاسه لاهثة متسارعة مغمغم
-انتى رايحة فين يا وجد
أغمضت عينيها فظن انها تنزعج منه، جاهلًا بأشتياقها إليه و لصوته الهادئ الحنون
فتحت عينيها و قالت بغضب مزيف
-داغر انا مش عايزة اكلم و مش عايزة اشوف حد فيكم و زي ما قلت جوة لو كنت اعرف انى هشوفكم هنا مكنتش جيت
اقترب منها بخطى هادئة محافظًا على بعض المسافة بينهم محاولًا تفادي النظر إليها مثلما كان يفعل ولكن تلك المرة يشعر بعدم قدرته على النظر اليها فبعد غيابها تلك السنوات ازدادت مشاعره تجاهها فكيف تكون امامه و لا يشبع عيناه منها و لكنه استطاع السيطرة على تلك المشاعر و تلك الرغبة مغلقًا عينيه لوهله محاولًا استجماع قوته و شجاعته قائلًا بنبرة غير مألوفة بالنسبة لها
-اسمعيني، لو كنتى فاكرة انى ممكن اسيبك تمشى المرة دى تبقى غلطانه، انا مش هسيبك يا وجد، مش هسيبك، مش هكرر غلطى تانى و اسيبك
صمت قليلًا فأبتلعت ريقها رافعة عينيها للسماء تناجي ربها ان يعطيها القوة و التحمل فهى على وشك البكاء و كيف لا وهو امامها مخبرًا إياها بذلك الحديث
فاكمل "داغر" حديثه بصدق قائلًا بحزن دفين و يديه تتحرك مع حديثه محاولًا بثه مشاعره التى يظن بانها لا تشعر بها
-انتى متعرفيش انا ايه اللى حصل معايا فى غيابك، انا مكنتش عايش يا وجد مكنتش عايش، النفس اللى بتنفسه كان بيخرج بصعوبة عارفة يعنى ايه بصعوبة، عارفة يعنى ايه ارجع كل يوم من الشغل نص الليل عشان مش عايز اروح بدري واقعد افكر فيكي، طول الاربع سنين كنت بلهى نفسى فى الشغل يا وجد، و ياريته كان نافع ياريته، ياريت قدرت انساكى بس انا مقدرتش
ضغظ على شفتيه و تحرك ذهابًا و ايابًا و هو يشدد من الضغط على خصلاته بيديه قائلًا
-عارفة كام مرة طلبوا منى انى انساكى و اتجوز و اعيش حياتى بس انا اللى مكنتش عايز، عشان انا مش عايز غيرك انا و انتى مقسومين لبعض يا وجد، ومن زمان بس انتى اللى بعدتى
قال كلماته الاخيرة و هو يطلع لها بلهفة منتظرًا اجابتها على حديثة و لكن رد فعلها صدمة و كثيرًا فتحدثت بأنفعال ممزوج بغضب شديد
-والمفروض انك لما تقولى الكلام ده كله اقولك خلاص انا سامحتك و نسيت كل اللى عملته زعلان من رد فعلى اللى هو نتيجة لافعالكم انتوا، انتوا اللى خذلتونى مش انا، و المفروض لما تيجى و تقولى انا اسف و انا ندمان، انى اقولك و ماله يا حبيبى محصلش حاجة و لا كانك عملت حاجة اصل انا قلبى بزرار اول ما ادوس عليه هنسى كل حاجة مش كدة، انسوا، سامع انسوا اني اسامحكم وانت اولهم يا داغر
أنهت كلماتها و هي تتحرك امامه مستقلة احدى سيارات الاجرة التي أوقفتها تاركة اياه بندمه الذي ينهشه...
وما ان رآها مغادرة حتى هرول تجاه سيارته مستقلًا بها يسير خلف السيارة التي استقلتها واعدًا نفسه بانه يتركها و سيجعلها تنسى كل شئ و لكن صبرًا فمسامحتها لن تأتي بسهولة فحبيبته ذات رأس يابسة....
____________________________
ترجل "رائف" و "إسلام" من السيارة و دلفا الى الفيلا فرحب بهم كل من "سلامة" و "هانى" و "سعاد" و "هدى" الذين كانوا يجلسون بالصالون
فقالت سعاد بأستفسار
-الله انتوا ايه اللى رجعكم بدري
فأجابها "رائف" و هو يزفر غير مباليًا بحديثها
-هو عدى فين
امتعضت ملامحها و قالت
-قاعد فوق مع السنيورة هيكون فين يعنى
اماء لها وعينيه تبحث عن "ياسمين" الغائبة والتي لم ترد الذهاب معهم، اما الباقى فلم يخبرهم "حسام" لكى يحضروا معه
صعد "رائف" الى الطابق العلوى و بقى "إسلام" معهم فقال بأستفسار و عينيه تبحث عن والده
-اومال بابا فين
اجابته "هدى"
-فوق فى اوضة آلاء قاعد معاها
اماء لها بتفهم فمنذ ما حدث مع شقيقته وهى تعتزل الجميع و لا تفارق غرفتها، رغم جلساتها مع العديد من الأطباء و لكن لا يوجد تحسن بحالتها،فأصبحت فتاة غير الفتاة التى كانت عليها سابقًا فهى تخرج من غرفتها من حين لآخر
أراد "إسلام" اخبار والده عن عودة "وجد" و لكن من الواضح انه لن يتمكن من أخباره بالوقت الحالى
بالطابق العلوى
خرج "عدى" من غرفتة و ابتسامة ساخرة على وجهه متمتم بسخرية
-خير يا استاذ رائف يا ترى ايه هو الحاجة المهمة اللي تخليك تجيلى فى الوقت ده و سايب معرض حسام
مسح "رائف" على وجهه و قال
-حورية
قلب "عدى"عينيه بملل وزهق قائلًا بتهكم
-مالها انتحرت ولا ايه!!!!!
ضيق" رائف"عينيه و قال بدهشة مرددًا كلماته
-انتحرت!!! انت متأكد انك بتحبها يا عدى
قاطعة "عدى" بغلظة مغمغم
-كنت، واخد بالك من كنت دى، هى دلوقتى ولاحاجة بالنسبة لى غير انها ام ولادى اكتر من كدة مفيش، الوحيدة اللى فى قلبى دلوقتى هى مى و
قاطعة "رائف" بعدم تصديق
-انت بتقول ايه يا عدى انا مش مصدق ودانى بقى انت اللى بتقول كدة
التفت "عدى" ناظرًا حوله و بعدها قال بأبتسامة سذاجة
-انا مش شايف حد غيرى و اه انا اللى بقول كده فأنجز بقى و قول فى ايه و مالها ست زفت دى
فأجابه"رائف"بأنفعال دون اى مقدمات
-حورية اختفت يا عدى، بعد ما وصلتها البيت انهاردة و جيت امشى تعبت و اغمى عليها و نقلتها انا واختها المستشفى و دلوقتى هى مش موجودة و اختها منهارة
رفع "عدى" حاجبيه و قال بتفكير مصطنع
-ايوة عايز ايه بقى!؟
غضب "رائف" من بروده
-انت ايه البرود اللى انت فيه ده بقولك مراتك اختفت تقولى عايز ايه بقى، انت ايه اللي حصلك بضبط بس عشان نبقى فاهمين!!
صاح به "عدى" صارخًا به
-بقولك ايه يا عم رائف متزعقش و متعليش صوتك عليا انا مش عيل صغير و بعدين ايوه عايز ايه منى واحدة عاملة حبتين عليكم و بتشتغلكم و لو دخل عليكم الكلام ده مهو ميدخلش عليا و لما تلاقوها قولها قديمه اوي الحركة دى يا مدام حورية، و لا حورية ايه دي مبقتش حورية خالص، دي بق
ما كاد يكمل حتى قام "رائف" بلكمة على وجهه قائلًا بغضب أعمى و هو يغادر من امامه
-انت بنى ادم مش محترم و ****عشان تكلم عليها بالطريقة دي
____________________________
تململت "حورية" بذلك الفراش الوثير الواسع، فتحت عينيها ببطء شديد فكانت رؤيتها مشوشة قليلًا، فأعتدلت بالفراش رافعة يديها ماسحة على عينيها المنتفخة، وسريعًا ماانتبهت لتلك الغرفة الغير المألوفة لها فقطبت جبينها و ازدرقت ريقها و نهضت من على الفراش نازعة ذلك الغطاء، مقتربة من الباب محاولة فتحة و لكنه لم يفتح معها فظلت تطرق على الباب بعنف
-افتحولى الباب ده انا فين حد يفتحلى ياللى هنا افتحولى
سمعت صوت خطوات قادمة فزادت من طرقها على الباب متمتمة
-افتحولى الباب، انا فين
سمعت صوت المفتاح وهو يدور بالباب فأبتعدت عن الباب، وما ان ابتعدت حتى فُتح و ظهر منه ذلك الشاب مفتول العضلات وسيم الوجه وخصلاته طويلة
عادت بظهرها للخلف عدة خطوات و هو ترمقه بنظرات متسائلة عن هويته و ما الذى يريده منها فقالت بشفتاه مرتجفة
-انت مين، وانا بعمل هنا ايه عايز منى ايه
أقترب منها الشاب بخطوات هادئة و عينيه ترمقها بعشق و حب دفين و أشتياق جارف، فظلت تعود بخلفها خوفًا منه و من نظراته التى تكاد تلتهمها و تفتك بها
اشارت له بيدها حتى يتوقف عن اقترابه المريب ذلك قائلة
-أنت بتقرب كده ليه خليك مكانك، والله اصوت والم عليك الناس
ارتسمت ابتسامة بسيطة على ثغره و قال بحب و هو يمد يديه ممسدًا الى وجنتيها
-لسه شرسة زى ما انتى يا حورية
جحظت عيناها و ظلت ترمقة بعدم تصديق محركة راسها بعدم تصديق فها قد علمته من صوته و كيف لها ان تنسى ذلك الصوت الذى لازمها لسنوات طويلة محاولًا سلبها أعز ما تملك و كانت تكره مثلما تكره أحدهم من قبل و الذى اختفى من حارتهم عدة سنوات و لن يعلم احد الى اين ذهب و ماذا فعل
فقالت اسمه بصدمة
-امير!!!!!!!!!!!!!!
اماء لها و لا تزال يديه تمسد على وجنتيها بأشتياق، أما هي فظلت تنظر له و الصدمة تعتريها فكيف تغير مظهره و هيئته لتلك الدرجة، فكم أصبح وسيمًا......
فاتسعت ابتسامته بسعادة و هو يراقب عينيها التى تتفحصه بعدم وصديق فغمغم
-اتغيرت مش كده،شوفتى عمليات التحميل بتعمل ايه،بس ايه رائيك بقيت احلى من جوزك صح
أغمض عينيه لوهله وبعدها نطق مصححًا ذلك الخطأ و هو يبتعد عنها متجهًا ناحية الاريكة المتواجدة بالغرفة و جلس عليها واضعًا قدم فوق الاخرى
-قصدى طليقك
خرجت من صدمتها و قالت بترقب
-وانت عرفت منين ان احنا اطلقنا
دوت ضحكته العالية بالغرفة و قال
-هيكون من مين يعنى من حبيبة القلب مراته التانية اللى فضلها عليكى، مى يا حورية
أقتربت منه و أنفاسها تتسارع و بدأ صدرها يعلو و يهبط من شدة أنفعالها
-وانت تعرف مى منين
اختفت ابتسامته و قال بفحيح الأفاعي
-اعرف مى منين دى مى دى انا اللى زقتها على جوزك المحترم والشهادة لله مخدش فى ايدها غلوة
نهض من مكانه مقتربًا منها مرة اخرى و عينيه تجول على ملامحها و تفاصيلها قائلًا بغيظ
-شوفتى بقى اللي فضلتيه عليا عمل فيكى ايه، وباعك بالرخيص ازاى، تعرفى انه كان كان بيكلم عنك بطريقة وحشة و هو مع الهانم التانية و قال ايه مكسوف يطلع معاكى قدام الناس مكسوف من شكلك، بنى آدم غبى انا لو كنت مكانه مكنتش عملت معاكى زى ما جنابة عمل عشان انا حبيتك بجد يا حورية، بس هو محبكيش هو حب شكلك ملامحك الحلوة لكن حورية ذات نفسها محبهاش
لمعت عينيها بالدموع شاعرة بالخزى مما فعله بها، تعلم انه لا يستحق اى من تلك الدموع و لكن الامر ليس بيدها، ورغمًا عنها هبطت دموعها على وجنتيها فرفع يديه مزيلًا تلك الدموع و قال بغلاظة
-بتعيطى يا حورية بتعيطى عشان ال**ده، ده ميستحقش
ثم جذبها من ذراعيها بعنف قائلًا بعنف
-انا بس اللى استحقك، انا بس يا حورية انتى سامعة، ومن انهاردة انتى بقيتى ملكى، و بعد تلت شعور هنتجوز و خلال الفترة دى هسيبك تتعودى على شكلى الجديد اللى انا واثق انه عجبك و هيعجبك اكتر و اكتر
قال كلماته و هو ينحنى بأتجاها يريد ان ينول ما لم يناله و لكنه سريعًا ما انتبهت اليه فقامت بدفعه عنها بغلاظة و حدة قائلة
-ابعد عنى يا حيوان انت
جز على اسنانه مرددًا كلماتها
-حيوان!!!! وماله انا هخرج دلوقتى و اهو هسيبك تهدى شوية
وما كاد ان يخرج حتى ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه فالتفت اليها و قال
-حورية
نظرت له بكره فتمتم هو قبل مغادرته الغرفة
-الكل دلوقتى عارف انك اختفيتى و بيدورو عليكى و قلقانين عليكى ماعدا هو قاعد فى حضن السنيورة و لما عرف انك اختفينى كان رده ان ده اشتغاله منك و انه مبيحبش غير مى و بس.....
____________________________
ولجت"وسام"الى المنزل و وضعت المفتاح على تلك المنضدة و عينيها تبحث عن "وجد" مرددة اسمها بصوت خافت
-وجد، وجد
خرجت"وجد"من غرفة "وسام" و ملامح وجهها لا تبشر بالخير
فأزدرقت"وسام"ريقها و أقتربت منها وهي تغمغم بتلعثم
-مالك يا وجد بتبصيلى كده ليه!!!
أقتربت منها "وجد" بخطى هادئة رافعة أمام عينيها تلك الصورة التى وجدتها فى غرفتها بين أغراضها فقالت بصوت هامس غاضب
-صورة حسام بتعمل ايه معاكي يا وسام
ابتلعت "وسام" ريقها بصعوبة، تعلم جيدًا ما الذى سيواجهها الآن، ولكن ليس هناك فائدة من الكذب فعليها أن تعترف لها بكل شئ و تبرر لها ما فعلته الليلة..
-وجد ممكن تهدى و هفهمك كل حاجة
دفعت "وجد" تلك الصورة من يديها و قالت
-مش عايزة افهم حاجة يا وسام مش عايزة، انا عايزة افهم ايه لازمة كل التمثيلية السخيفة اللى عملتيها دى ها
بللت"وسام"شفتيها و ابتلعت تلك الغصة و قالت بتوتر
-كنت عايزاكى تتواجهى مع اهلك يا وجد، وكمان كنت عايزة اشوف حسام كان نفسى اقابله
امسكتها "وجد" من ذراعيها بعنف و قالت بصراخ و صوت غاضب
-وانتى مالك اتواجه معاهم و لا لاء بتتدخلى ليه،وبعدين ايه عايزة تشوفى حسام دى اوعى تكونى فاكرة انه ممكن يحبك و بذات لما يعرف انك صحبتى
دفعتها تاركة ذراعيها قائلة بنبرة وعيد
-اسمعى يا وسام حسام تنسيه خالص، وتشليه من دماغك انتى سامعة
صرخت بها "وسام" والدموع تذرف من عينيها قائلة بنبرة تفطر القلوب
-مقدرش، مقدرش يا وجد انا بحبه مقدرش ابعد عنه، من لما عينى وقعت عليه و انا بحبه مبقتش شايفة غيره، قولتلك و كلمتك كتير انى عايزة انزل مصر وكان كله بسببه انا بحبه يا وجد بحبه
ضغطت "وجد" على شفتيها مغمضة عينيها و ذهبت ذهابًا و ايابًا امامها تحاول كبح مشاعرها التى تأثرت بدموع رفيقتها التى لن تجد مثلها
ورغمًا عنها اقتربت منها و قامت بضمها داخل أحضانها ممسدة على خصلاتها قائلة بنبرة اشبة بالترجى
-عشان خاطرى يا وسام خلينا نرجع تانى انسى حسام و صدقينى هتقابلى غيره و
خرجت"وسام"من احضانها و قالت بسخرية
-اقابل غيره واحب غيره صح!!!؛ولما الموضوع سهل اوى كدة محبتيش غير داغر ليه، عينك ليه لمعت انهاردة لما شفتيه، اوعى تكونى فكرانى مخدتش بالى، لا تبقى غلطانه انا خدت بالى و اوى كمان يا وجد، وزى ما انا ما بحب حسام، انتى بحب داغر بلاش تنكرى، وكفاية بقى عذاب، اظن انك عقبتيه كفاية اوى بغيابك اربع سنين و
صرخت بها "وجد" بأندفاع و قالت
-لا مش كفاية الكلام سهل، لكن لو انتى كنتى مكانى مكنتيش هتقولى كده و انتى حبك لحسام حاجة و اللى بينى و بين داغر حاحة تانية الاتنين مش شبه بعض يا وسام عشان تحطيهم فى كفة واحدة
رفعت "وسام" يديها جاذبة خصلاتها بعنف تفكر بحل ما
فاستدارت "وجد" و وقفت بجوارها و قالت بتنهيدة
-انتى بتحبى حسام بجد يا وسام
تركت "وسام" خصلاتها و اماءت لها برأسها عده مرات متتالية قائلة بنبرة عاشقة متلهفة
-بحبه اوى يا وجد اوى
أماءت لها "وجد" وقالت ما جعل "وسام" تتسمر بمكانها متفاجأة بحديثها ذلك
-يبقى مقدامكيش غير حل واحد، بما انه مش شايف غير انجى لغاية دلوقتى
اقتربت منها بلهفة و ازدادت ضربات قلبها قائلة بأستفسار
-وانتى عرفتى منين انه لسه بيحب انجى
زفرت وجد بضيق و اتجهت ناحية الاريكة و جلست عليها و قالت
-مشفتيش كلمنى ازاى ده غير الحزن اللى باين فى عينيه يا وسام، انا متاكدة انه لسه بيحبها
هرولت "وسام" باتجاهها و جلست بجوارها و قالت بألم
-طب اعمل ايه انا بعشقه يا وجد ومش هستحمل انه ميبادلنيش بمشاعره
نظرت لها "وجد" وقالت وهي تحرك كتفيها
-مقدمكيش غير حل واحد زي ما قولتلك
ازدرقت "وسام" لعابها وقالت بقلق
-وايه هو!؟
-هتعملى معاه اللى عملته إنجى و هتبتدى معاه زيها بضبط و الاهم انه ميعرفش انك صاحبتى
نهضت "وسام" و عينيها متسعة و قالت
-لا لا مستحيل لو عملت كده ابقى بخدعه و عمره ما هيسامحنى يا وجد و بعدين لو عملت كدة ما برضو هيجى الوقت و كدبتنا هتبان فيه
نهضت "وجد" هى الاخرى و قتلت بتنهيدة وهى تشير بأصبعها تجاه "وسام"
-اكيد هيجى وقت هيعرف كل حاجة بس ساعتها هيكون حبك انتى و أكيد هيسامحك ممكن ياخد شوية وقت بس انا متأكدة انه هيسامحك، ها قولتى ايه
ظلت"وسام"تفكر بتلك الطريقة التي ستقربها من "حسام" و ستجعله يبادلها مشاعرها فلن تظل مشاعرها من طرف واحدًا بل سيبادلها عشقها و مشاعرها
-موافقة يا وجد
____________________________
فى الأسكندرية و بداخل قصر مجدى الاسيوطى
كان جالسًا على تلك المائدة بمفرده يتناول عشائه و اثناء ذلك وجد من يدلف عليه حجرة الصالون و الذى لم يكن سوى "مصطفى" ابن شقيقته
فابتلع "مجدى" الطعام الذى بفوهة و قال بسخرية
-خير يا مصطفى ايه اللى جابك دلوقتى، ما انا عارفك مبجيش غير لما بتبقى عامل مصيبة، يا اما جاية تزعقلك شوية و تمشى
ارتسمت ابتسامة جانبية على وجه "مصطفى" و قال بنفى و هو يجلس بجواره و عينيه معلقة عليه و هو يتناول طعامه
-لا اطمن و لا ده و لا ده
رفع "مجدى" حاجبيه ينظر له بجانب عينيه و قال
-طيب اشجينى جاي ليه يا مصطفى
اقترب منه "مصطفى" و قال بسعادة
-جاى عشان اشوفك لآخر مرة
قطب "مجدى" حاجبيه و ترك طعامة و صاح به بعنف
-تقصد ايه بكلامك ده
رمق"مصطفى"الطعام الذى تناول منه "مجدى" بنظرة جعلت "مجدى" يفهم مقصده
فأبتلع ريقه وهو ينظر تجاه الطعام متمتم بصدمة ناهضًا عن الطاولة ممسكًا اياه من ملابسه
-انت عملت ايه يا حيوان
دفعه "مصطفى" بعيدًا عنه و قال
-معملتش غير الصح انا استنيتك كتير اوى بس انت ماسك فى الحياة بأيدك و سنانك، بس خلاص فاض بيا و بذات بقى لما عرفت ان السنيورة بتاعتك رجعت من برة فقلت اعجل بقى من موتك قبل ما تضحك عليك و تخليك تكتبلها كل حاجة، وبصراحة بقى انا بخطط لك من فترة و خلاص جه الوقت وبعدين متقلقش ده سم من النوع الفاخر و كلها دقيقتين و تودع الحياة
وابتسم بسعادة و هو يرى "مجدى" أمامه يختنق و النفس بات يخرج بصعوبة و قال
-سلام يا خالى و متقلقش فلوسك و كل ما تملك فى الحفظ والصون
___يتبع___
#بقلمى_فاطمة_محمد
التعليقات على الموضوع