إبحث عن موضوع

عغاريت السياله

أنا دلوقتي في سجن ومُتهم بجرايم قتل، المُحامي قالي إن برائتي مضمونة لكني هتركل بعدها لإني مسافر بطريقة غير شرعية.
***
تسمع عن سكن الغربة؟ شقة مشتركة بينك أنت وكام واحد علشان إيجارها يتقسم ع الكل، وأنت حظك في جيرانك في الشقة، يا يكونوا كويسين أو يكرهوك في أيامك، أنا بقى اللي معايا في الشقة كانوا أموات.!
دايمًا كنت بسمع عن صعوبة الغربة وإن رغم (التحويشة اللي هتعملها) هتضيع قصادها أجمل أيام حياتك، والفلوس هتبقى في عينك ولا حاجة قصاد شبابك اللي ضاع، لكن أنا كانت مأساتي أكبر، مش بس في نار الغربة ولا البهدلة

من فترة سافرت اليمن علشان أعمل لي قرشين قبل ما العمر يسرقني لكن جو تغيير العتبة علشان النحس يتفك مافرقش معايا، المنحوس منحوس، كان لازم أبعد عن المناطق الكبيرة لسببين؛ الأول علشان إيجارها العالي، والتاني علشان أبعد عن عين الشرطة. كان في شقة في منطقة صغيرة أوي إيجاراها مناسب وبصراحة اسم المنطقة كان مريحني نفسيًا، اسمها السيالة على اسم منطقة عندنا في إسكندرية وعرفت إن في بلد تانية بنفس الاسم في السعودية، المهم من تاني يوم والشقة بيحصل فيها حاجات غريبة، حاجات تختفي وأقلب الشقة عليها وترجع تظهر لوحدها تاني، أصوات تكسير وحاجات بتتحرك، أنا حاسس بس عامل نفسي مش واخد بالي، أنا مش هرجع بلدي عشان أصوات خبط وتكسير بس واضح إن كان المفروض أرجع بلدي من الأول فعلًا، بعد ما بدأت أتعايش مع الوضع، الأحداث بدأت تزيد، ارتفاع درجات الحرارة بلا أي سبب، الجو برا يبقى كويس وفي الشقة يبقى جهنم، أصوات همس وناس بتتكلم بصوات واطي ومش مفهوم، وفي يوم كنت نايم، صحيت على صوت واحدة بتعيط، قومت ومشيت ورا الصوت اللي جاي من المطبخ علشان ألاقي واحدة واقفة ومدياني ضهرها وبتبكي بحرقة أوي، أنا سميت الله وبلعت ريقي ولقيتني بسألها زي الأهبل: أنتِ كويسة يا حاجة؟ 
والمصيبة إنها ردت وقالت بلهجتها الخليجية: ضايع لي حاجة غالية يابني وعايزاك تجيبها لي 
سألتها تاني كأن من الطبيعي وجودها هنا اصلًا: حاجة إيه يا أمي؟ 
لفت لي علشان أشوف وشها اللي متغرق دموع بلون الدم، أو ده دم فعلًا لإن عنيها مش موجودة.!! صرخت وقالت "عيني" ، ماحطتش منطق بعدها وأغمى عليا، صحيت على صوت راجل عجوز بيفوقني، اتفزعت منه هو كمان وقومت اتنفضت
العجوز: مالك يابني فيك إيه، أنا عم محمد جارك، سمعت صوت حاجة وقعت على الأراض دخلت أخبط محدش رد، لقيت الباب مفتوح ودخلت لقيتك واقع من طولك.
خدت نفسي وبعد عناء علشان أفهم هو بيقول إيه حكيت له اللي حصل، افتكرته هيقول عليا مجنون وبصراحة وأنا بحكي قولت ياريتني ما حكيت لكني اتفاجئت إنه مصدقني عادي، وقالي جملة خلعت قلبي من مكانه 
"هما لحقوا يطلعوا لك، دا أنت لسه ماكملتش أسبوع" 
-يعني إيه يا حج؟! يعني أنا ماكنتش بخرف ولا بحلم؟! ياريتك كدبتني وقلت عليا مجنون.
عم محمد: لا يابني أنت مش أول واحد يقول الكلمتين دول، وكل اللي قبلك طفشوا 
-وطفشوا على فين ياعم محمد؟
عم محمد: شافوا لهم شقق تانية
-واللي ماعهوش يشوف شقق تانية؟ 
عم محمد: يستحمل يابني 
عم محمد عملي عصير لمون يهديني وسابني وراح شقته، شغلت القرآن وعليته على الآخر ونمت، صحيت على حد بيخبط على كتفي، كان راجل عجوز افتكرت إنه جاري برضو وإني لتاني مرة أنسى الباب مفتوح، بصراحة الجيران هنا عشمهم كبير أوي، طب عم محمد سمع رزع وقلق إنما الأخ دا بيصحيني عشان يقول لي إنه جعان، ٱه والله بيقول لي جعان ومعدته فاضية بنفس اللهجة، شاور لي على بطنه اللي لقيتها فعلًا فاضية!!!!
المرة دي صرخت بعلو صوتي، الراجل اختفى وكأنه مش موجود، وسمعت صوت خبط على الباب وعم محمد بيسأل "في حاجة يابني" 
-لا ياعم محمد كابوس
شكلي هشوف أيام طين ولا كأن مواسير بلدي مش راضية تسيبني وجاية تضرب في حياتي هنا.
تاني يوم جالي عم محمد وحكيت له اللي حصل، وكنت خلاص قررت على آخر الشهر هقبض وآجر شقة غيرها، ويعوض ربنا في الشهر اللي ضاع أونطة ويا عالِم الأيام اللي جاية مخبية لي إيه، لاحظت إن وش عم محمد بقى حزين، هو الراجل ده اتعلق بيا ولا إيه!! حسيته عايز يحكي لي حاجة بس مش عارف، لكنه اكتفى بكام كلمة: 
ما تبلغ يابني
-أبلغ إيه ياعم محمد هقول شقتي مسكونة؟ وكمان أنا مش حكيت لك إني جي هنا مخالف، عايزني أروحلهم برجلي علشان يرحلوني، بص في الأرض وسابني ومشي. دخلت أنام ولكني صحيت المرة دي على صوت زعيق راجل وست، ماكانوش بيزعقوا لبعض، كانوا بيزعقولي علشان أصحى. صحيت لقيتهم هما الاتنين، نفس الراجل والست، كانوا بيخنقوني وبيقولوا لي أبلغ، حاولت أهرب منهم لكن باب الشقة مش موجود!
مش لاقي باب الشقة ومرة واحدة وبدون أي مقدمات النار ولعت في الشقة كلها، ظهروا من وسط النار ووراهم جسم أسود مش باين له ملامح، التلاتة ماكانش على لسانهم إلا كلمتين: بلغ الشرطة. 
كنت هموت من الخنقة والخوف، ولقيتني بقول هبلغ، النار اختفت، وال٣ أرواح مابقاش ليهم أثر، وباب الشقة رجع مكانه، فتحته ولقيتني بجري على أقرب مركز شرطة وحكيت كل حاجة طبعًا الظباط والعساكر قعدوا يضحكوا، لكن أول ما عرفوا إن شقتي في السيالة وإن اللي بيظهر لي راجلين وست طلبوا مني أوصافهم وبدأوا ياخدوا الموضوع بجد، وصفت الراجل والست، أما الراجل التالت قولت إني ماشوفتش ملامحه، طلعت عربيات من القسم وقلبوا الشقة، قلبوها حرفيًا لدرجة إنهم حفروا، ولقوا ٣ جثث، ٣ جثث مدفونين في شقتي!! الجثث كانت اتحللت لكن عرفوا إنهم راجلين وست وواضح إنهم كانوا عارفينهم كويس. عرفت إن من نفس المنطقة دي اختفى راجلين وست ووروني صورهم، الست كانت نفس الست اللي من غير عيون، الراجل الأول كان نفس الراجل اللي بطنه فاضية، أما الراجل التالت..كان عم محمد!!!! 
الغريب إن ال٣ جثث كانوا فاقدين لبعض الأجزاء، الست عين والراجل الأول كليته وعم محمد قلبه، خصوصًا إن الجثث ماكانتش لسه اتحولوا لهياكل عظمية.
 طبعًا اتهموني في جريمة قتل وتجارة أعضاء ومصيبة، ظابط ابن حلال سألني أنا جيت البلد هنا إمتى وقلت له ماكملتش شهر، قالي إن أصغر محامي يخرجني منها لإن أصحاب الجثث دي مختفين بقى لهم أكتر من شهر بكتير، لكنهم هيرحلوني أكيد.
تاريخ إختفاء الجثث وافق تاريخ ساكن معين، كان ساحر، اتقبض عليه واتعدم، لكن طلبه قبل ما يتعدم كان غريب، طلب منهم يسيبوا جثمانه متعلق على حبل المشنقة لفترة.
اترحلت على مصر، ولحد يومنا دا بحلم بالساحر بيزورني في كوابيسي وبيقول لي إنه هينتقم!!

ليست هناك تعليقات