رواية و اذا تملكك الهوي الحلقه ٢٤💜
#رواية_وإذا_تملكك_الهوي
#بقلمى_فاطمة_محمد
___________________
الفصل الرابع و العشرون
فى صباح يوم جديد
داخل غرفة ايمان و عمار
كانت يده المرتعشة على قلبه كمن يسانده ويسنده
يخاف أن يسقط منه ويفقده كما فقد روحه مع فقدانها
يبتلع ريقه بصعوبة وتوتر
أيعقل أنه خسر بحرب القلوب!!
كانت رهانا دلفه بكل شجاعة معاهدا نفسه وقلبه العجوز بالفوز والنصر بقلبها الشاب النضر الذى لا يليق به هو
لكن أصر وجاهد حتى نالها
نالها بعد تعب ومشقة أراد تعويضها عما رأته و عاشته
اختار أصعب السبل للوصول إليها
فما يأتي سهلا يذهب سهلا
ولا يريد ذلك
لا يريد أن يفيق ويفتح عيناه التى تلمع لأجلها فلا يجدها
سيدمر حتما
لذلك قرر السير بأصعب طريق واتخاذ كل السبل إليها
لكن لما العدل ليس من نصيبه
تعب ليلقاها فذهب تعبه هباءا
تركته وحيدا يجالس نفسه السوداء فقد أخذت معها كل جميل حتى الألوان
بعدما عم النور الأبيض أخذته تاركة الظلام يحيط به من كل جانب
هو المذنب ... ليته جعلها تتعهد بالبقاء ... ليته قيدها داخل أسوار قلبه ومنعها من التملل حتى
ليت الكثير والكثير
لكن أين من كان المستحيل
كانت محالة بالنسبة له ... لم يفكر يوما بأن تغزو كيانه
لم يفكر يوما فى الإبتسام لأجل امرأة مهما اهتزت لها الأجساد
ولو لم يتهاون مع عشقهما لما فكرت بالرحيل
رحيل؟!
عند تلك الكلمة انتفض من مكانه برعب وانتقلت رعشة يده لسائر جسده
ألم أقل لكم أنه يسند قلبه
والدليل أمامكم
ها هو قد سقط قلبه متحطما لأشلاء تماثل أشلاء روحه
تهدل كتفيه و أصبح هزيلا
ضغط بيده محل صدره الذى أصبح فارغا يعتصره كمن يبحث عن من ملكته دون شفقة عليه أو رحمة به
لكن لم يجد سوى العظام الصلبة القاسية
وكيف يجد ذلك القلب وهو معها
أخذته بكل أنانية ولم تترك له شيئا حتى
لم ترحل ... لو رحلت لأعادت قلبه
لكن قلبه لم يعد ... إذا لازالت حية تحتوية بين يديها الدافئة الصغيرة بل بين ضلوعها تحميه بكل ذرة بجسدها
ابتسم بخفوت والأمل يعود ... وليتها تعود معه
يقسم لن يتركها ثانية واحدة ... يقسم بأنه سيظل يلبى جميع احتياجاتها و يحقق أمانيها
يقسم بالكثير ... سيفعل كل ما تريد ... سيتحول لتابع لها إن أرادت ... لو امرأة غيرها لمارس سطوته خوفا على نفسه
لكن معها لا يحتاج لأى قوة أو سطوة
ولما القوة وهى تصونه وتحافظ عليه
لما التفكير كثيرا إذا كان رؤياها ينشط عقله وقلبه وكيانه ليخرج أروع ما لديهم
ستعودين إيمانى وأمانى
ستعودين لملاذك ووجدانك
سأنتظرك بفارغ الصبر
لن أنتظر هباءا ... أثق أنك تتلهفين للقائى كما أموت اشتياقا لاحتضانك
لن أجلس ككهل أهلكه الزمن وتركه فتاتا
بل سأبذل كل ما بوسعى لأجدك
لن أصدق الترهات عن موتك
فلو متى لما بقيت حيا
نحيا معا ونموت معا لترقض روحينا بسلام معا
ففقدان جثتها حتى الآن هو ما يبعث به ذلك الامل الذى يجعله يتنفس لذا سيظل متمسكا بذلك الأمل
-و بعدين يا عمار مينفعش حالتك دى ، انت كده ممكن تحسس فتون أنه فى حاجة و بعدين متقلقش ان شاء الله هنلاقيها انا قلبى بيقولى انه بنتى لسه عايشة و بتتنفس يا عمار
هتف جمال بهذه الكلمات بحزن و ألم شديد يمزقان قلبه على ابنته التى لم يشبع منها بعد ..رفع عمار رأسه و عيونه حمراء مثل لون الدم نتيجة لبكائه لفقدانها فذهل جمال من حالته و اقترب من أكثر منخفضا لمستواه مردفا
-ايه ده يا عمار انا اول مرة اشوفك بالحالة دى ،انت للدرجة دى بتحبها
-بحبها !! بحبها دى كلمة قليلة انت متعرفش بنتك عملت فيا ايه يا عمى بنتك عيشتنى فى جنة و فجاءة خرجتنى منها اختفاء إيمان قتلنى يا عمى مش عارف هى كويسة و لا لا جعانة عطشانه فتون لما تسئل عنها هقولها ايه
-متزودهاش عليا يا عمار انا ماسك نفسى بالعافية ربنا وحده اللى عالم باللى انا فيه و الوجع اللى فى قلبى
وضع عمار رأسه بين يديه مردفا بوجع و حيرة
-نفسى اعرف بس هى حصلها ايه و طلعت من العربية ازاى، و راحت فين معقول تكون اتخطفت مثلا ما هى ملهاش أثر في المستشفيات اللى هنا
-والله ما عارف مش عارف انا كمان هتجنن
__________________
فى غرفة زينب و رافت
-زينب لو سمحتى كفاية عياط و بعدين
-كفاية ازاى يعنى وانا معرفش هو فين و كويسك و لا لا انا قلبى وجعنى عليها اوى و خايفة اوي تكون ماتت
-بعيد الشر ان شاء الله مش هيبقى فيه حاجة انتى بس بطلى عياط و تعالى نامى انتى منمتيش من امبارح
-و مين جايلة نفس ينام بس
زفر رأفت بضيق من أصرارها ذلك فاقترب منها و قام بجذبها بهدوء و احتضانها مربتا على ظهرها هاتفا
-صدقينى هتبقى كويسة مدام ملقوهاش فى العربية تبقى كويسك كفاية عياط بقى مش بحب اشوف دموعك
رفعت زينب راسها و هتفت بنبرة وصوت طفولي
-اصل انت مش عارف إيمان دى مبتلحقش تفرح كل ما كنت اقول خلاص الدنيا ضحكتلها بتبوظ اكتر من الاول كان الفرحة حالفة انها ما تدوم معها حقيقى صعبانة عليا و خايفة عليها بنفس الوقت
-إن شاء الله هتبقى كويسة خلى عندك ثقة بالله
-و نعمة بالله
-طيب اقولك ادخلى الحمام اتوضى و تعالى نصلى و ندعيلها ايه رائيك
-موافقه طبعا ثوانى و جاية علطول
هتفت زينب بتلك الكلمات بلهفة شديدة فابتسم رأفت ابتسامة هادئة محبة عليها و أومأ لها لتدلف سريعا داخل الحمام
__________________
كان جالسًا أمام على مكتبة مسندًا يديه على جبينه يزفر بضيق لا يعلم أيسعد ام يحزن من الأحداث الآتية عليه تذكر ما حدث في مساء الأمس ..
Flashback
-انت مين !!!
-انتى مش فكرانى
نظر الرجل لذلك الطبيب الذي حرك راسه باسف مؤكدا له حديثه منذ قليل
^^"مع الأسف الأشعة اللى عملنها على دماغ المريضة بتأكد انه حصلها ضرر مش هنقدر نحدده غير لما تفوق "
-طيب حضرتك شاكك فى ايه يعنى الضرر ده نوعه ايه
"فقدان ذاكرة"
-نعم!!
"متقلقش ده مجرد احتمال و اكون غلطان على العموم كله هيبان و على فكرة المدام حامل و الحمد لله قدرنا نوقف النزيف و ننقذ الجنين" ^^
ظلت إيمان ترمق الطبيب و ذلك الرجل الذى لا تتذكره بالمرة و وضعت يديها على رأسها و هتفت من بين اسنانها
-حد يرد عليا انا فين وايه اللى حصلى
ابتسم الطبيب لها ابتسامة لم تصل لعيناه و اشار لها لداخل الغرفة و هو يهتف
-طيب تعالى هسالك كام سؤال عشان اعرف ارد على اسئلتك
تحركت معه إيمان و خلفهم الرجل المجهول بالنسبة لها و جلست على الفراش فتمتم الطبيب
-انتى ايه اخر حاجة فكراها حصلت معاكى
ابتلعت ايمان ريقها و قطبت جبينها تحاول تذكر اى شئ و لكنها لم تفلح فاتسعت عينيها و هتفت بصدمة
-أنا مش فاكرة حاجة خالص
-طب اسمك فكرة اسمك
ظل إيمان ترمقه بصدمة فردد الطبيب سؤاله مرة اخرى فحركت إيمان راسها بنفي دلالة على عدم تذكرها و بدأت تلتمع عينيها بدموع و هتفت بذعر
-انا مش فاكرة حاجة انا انا
-متقلقيش اللى عندك ده فقدان ذاكرة رجوعى و ده اثر حادثه حصلت معاكى و الخبطة على دماغك كانت شديدة شوية بس مش معنى كده انك مش هتفتكرى لا طبعا فى علاجات لفقدان الذاكرة بتنشط خلايا المخ عندك و ده هيساعدك على استرجاع ذاكرتك المشكلة دلوقتى انه انتى مكنش معاكى بطاقة و لا حتى موبايل نقدر نوصل بيه لحد من قرايبك
-متقلقش يا ذكتور انا معاها و ان شاء الله هنقدر نوصل لحد من قرايبها
رفعت إيمان رأسها تنظر اليه بنظرات زائغة و هتفت بحدة
- إنت مين !!!
-انا اللى جبتك هنا كنت ماشى على الطريق بالعربية و لقيتك قدامى مدروخة و عايزانى اقف بالعربية و ده اللي حصل و اول ما نزلت من العربية وقعتى انتى من طولك فجبتك على هنا
نظرت له بامتنان هاتفة
-شكرا جدا ليك
الشاب بابتسامة
-لا شكر على واجب و بعدين اي حد مكانى كان هيعمل كده
ثم نظر للدكتور و هتف
-هى تقدر تخرج أمتى يا دكتور
-يفضل تقعد هنا كام يوم عشان نطمن على الجني
قاطعة الشاب بابتسامة ممتنة هاتفا
-طيب شكرا جدا يا دكتور
ثم نظر تجاه ايمان و هتف
-هسيبك ترتاحى شوية و رجعلك تانى تمام
ايمان بإيماءة
-تمام
ثم أشار الشاب برأسه للطبيب حتى يخرج معه خارج الغرفة و دار بينهم ذلك الحديث
-لو سمحت يا دكتور ينفع منبلغهاش دلوقتى انها حامل حضرتك شايف حالتها مش مستحمله انا بفكر نستنى شوية لحد ما تتقبل الوضع يعنى يومين تلاته كدة و بعدين انا هقولها انا مش هسيبها غير لما نعرف مكان اهلها و كل حاجة عنها
الطبيب بإيماءة
-تمام مفيش مشكلة مدام هتعرفها عن إذنك
ابتسم له ابتسامة بسيطة الشاب و هتف بهدوء
-اتفضل يا دكتور
و بعد مرور بعض الوقت
طرق الشاب باب الغرفة فأذنت إيمان له بالدلوف بصوتها الهادئ
-اتفضل
دلف الشاب الى الغرفة و هو يردف بمرح
-عاملة ايه دلوقتى
-هكون عاملة ازاى يعنى حط نفسك مكانى وشوف هتحس بايه
هتف الشاب بأسف
-متقلقيش ان شاء الله متعرفيش فايدة اللى حصلك ده ايه المهم ايه رايك نخرج من المستشفى بكرة
-هروح فين لما اهرج من هنا!
-هتيجى عندى طبعا
نظرت له إيمان بغضب و ما كادت أن تتحدث حتى اوقفها الشاب
-انتى فهمتى ايه مش قصدى اللى فهمتيه والله انتى هتقعدى عندى فى البيت لوحدك انا عندي بيت تانى و اهو تقعدى هناك لحد ما نقدر نوصل لاي معلومة عنك
ايمان بخجل
-ايوة بس انا كده بتقل عليك و
-مش بتقلى ولا حاجة يا ستى و بعدين بقولك عندي بيت تانى احلفلك يعنى
-لا خلاص مصدقاك والله
ثم تمتمت بتذكر
-صحيح انت اسمك ايه
الشاب بابتسامة
-حسان ،اسمى حسان
Back
نهض من مجلسه يريد روئيتها وإخراجها من تلك المستشفى فهو لا يريد لاحد العثور عليها فقد كذب على الطبيب و اخبرة انه ابلغ الشرطة حتى اذا تقدم اهلها و بحثوا عنها يعثرون عليها بسهوله و لكن لا لن يحدث و لن يتركها تلك المرة فهى ستظل معه و سيجعلها تقع فى غرامة مرة آخرى و تلك الادوية اللعينه التى ستساعدها لتتذكر كل شئ و تتذكر كم كانت تكرهه و تبغضه و تتذكر ما فعله معها فى وقت سابق لن يعطيها لها فها هى فرصته قد اتته فترى هل ينجح و يستغل تلك الفرصة ام ستنقلب الأمور رأسا على عقب
______يتبع______
#بقلمى_فاطمة_محمد
التعليقات على الموضوع