رواية عشق الطفوله الحلقه ١٨❤
الثامن عشر.
أتى يوم الجمعه....
اليوم المنتظر لزياره عائله أيمن الأنصاري لعائله فريد الألفي... لترتدي آيه ملابسها المكونه من ستره من اللون الوردي... وبنطال من الجينز الضيق... وجمعت شعرها على هيئه ذيل حصان .....ووضعت بعض مساحيق التجميل البسيطه لتخفي ذبول عينيها... فهي تعتبر لم تنم منذ تلك الليله التي واجهت فيها عدي.. ومن يومها لم تحادثه... وهو أيضا لم يجرؤ على التحدث معها بعد ماحدث.... لتقرر هي أيضاً عدم التحدث إليه....أما عن علاقتها بمحمد فلم تتغير منذ ذلك اليوم أيضا فهو لم يكلف نفسه عناء الاتصال بها... وهي لم تتصل به أيضاً فهي إن خرجت من المنزل تجعل فايز يخبره بأمر خروجها...لينتهي الأمر على دعوه من والدتها لعائله محمد لتناول وجبه الغداء معهم يوم السبت.....لتزفر بضيق من كثره أفكارها.... وتتوجه إلى الأسفل...
أما عند سيرين.....
كانت تجهز نفسها جيدا كما طلبت منها آيه.. لتكون في أبهى صورها عندما تقابل زين.. لتضحك وهي تتذكر جمله آيه التي قالتها لها بالأمس بغضب :كلهم رجاله عايزين الضرب... مفيش واحد فيهم بيحترم نفسه من غير ماياخد على دماغه...
لتقول لها سيرين محاوله كبت ضحكاتها:ولا حتى محمد؟!
لتنفجر فيها آيه قائله بغضب:ده هو أول الرجاله اللي عايزين الحرق...
لتطلق الآن سيرين ضحكه رنانه... وهي تتذكر عندما أطلقت نفس الضحكه أمام آيه التي احمر وجهها من الغضب وتركت لها الغرفه....
لتقطع ضحكتها على دلوف عدي إلى الغرفه.. قائلا بابتسامه حنونه لسيرين:خلصتي ولا لسه ياسيري؟!
لتتناول هاتفها وحقيبتها قائله بابتسامه لأخيها:خلصت اهو يا حبيبي..
لتوقفه عند الباب قائله بصوت أقرب إلى الهمس:عدي انت متخانق انت وآيه ليه؟!
لينظر إليها قائلا بحزن:احسنلك متعرفيش ياسيري والا إنتِ كمان هتزعلي...
لقول له بحنان وهي تربت على كتفه:أنا عمري ماازعل منك ياعدي.. بس اللي انا متأكده منه انه آيه مادام زعلت يبقى انت عملت حاجه كبيره...
ثم خرجت من الغرفه... ليبقى هو ثواني ينظر للفراغ بشرود.. ليغادر هو الآخر وهو عازم على تنفيذ أمر ما..
في الأسفل...
بعد أن نزلت سيرين.. وتبعها عدي بفتره قصيره.. كان يجب أن يذهبوا بسيارتين... ليستقر الأمر أن آيه ستذهب مع أيمن وياسمين وتيا ومازن.. وسيرين مع عاصم وعدي...
ليقول عدي بمكر :لا يابابا لو سمحت.. مش كل مره نروح في حته هاركب مع عاصم... خدوا معاك انت..
ليرد عليه أيمن قائلا بسخريه:اركب اخوك اللي زي البغل ده فين ان شاء الله... على رجلي مثلا...
لتضحك تيا عند نعت أخيها الكبير بكمله "بغل" ...
لينظر إليها عاصم شززا قائلا:يابابا حرام عليك والله... مش لازم يعنى.. عجبك كده اهو البت الصغيره ضحكت عليا..
لتضع تيا يديها في خصرها قائله بغضب طفولي:مين دي اللي بت؟! ثم أكملت بسخريه وهي تخرج إليه لسانها:بس يابغل!!
كان سيفتك بها عاصم.. لولا تشبث تيا بآيه...
ليقول عاصم وهو يحاول ابعاد سيرين من أمامه:وسعي كده..
لتتشبث تيا بآيه أكثر قائله ببكاء مصطنع:الحقيني ياآيه... ابيه عاصم عايز يضربني... والله كنت بهزر معاه..
لتنظر إليه آيه قائله ببرود وهي ترفع نظاراتها الشمسيه لأعلى :خلاص بقى كفايه ياعاصم.. تيا صغيره متاخدش على كلامها.. وبعدين هي بتهزر...
لينظر عاصم تجاه تيا التي تخرج إليه لسانها.. ليقول بغضب وهو يشير تجاهها:طب بصي بتطلعلي لسانها ازاي؟!
لترد عليه آيه ببرود وهي لم تنظر تجاه تيا:عارفه!! وبعدين هاجي ادور وشي هلاقيها بتعمل نفسها بتعيط تاني...
لتقول تيا بغضب:وعرفتي منين ان انا هاعمل كده؟!
لتنظر إليها آيه.. بعد أن جلست أمامها القرفصاء لتصل إلى مستواها.. لتغمز إليها قائله بابتسامه بسيطه:عشان إنتِ معيطيش اصلا.. وبعدين هو في حد بيعيط بصوت بس من غير دموع...
لترمقها تيا بغيظ... ثم سارت بكبرياء ناحيه عدي.. لتمسك بيده قائله:انا هاركب مع ابيه عدي... خلي أبيه عاصم يركب معاكوا..
لترد ياسمين تلك المره قائله بسخريه:لا والله على اساس ان مكانك هو اللي هيفرق...
لتنظر تيا ناحيه والدتها قائله بغيظ:خلاص يامامي.. ثم استدارت ناحيه مازن قائله بابتسامه:تعالى انت اركب معايا يامازن...
ليهز مازن رأسه كعلامه للنفي قائلا وهو يذهب لإمساك يد والده ووالدته:لا ياتيا.. انا عايز أركب مع مامي وبابي...
لترد عليه تيا قائله بغضب:على فكره انت...
لتقاطعها آيه قائله بملل.. وهي تذهب للجلوس بسياره عدي:خلاص انا هاروح معاه... روح انت ياعاصم اركب في العربيه التانيه....
ليقول عاصم وهو يهز رأسه باستسلام...
لتقول سيرين بمكر وهي قد فهمت خطه عدي من بدايتها:بس إنتِ ياآيه رايحه تركبي قدام ليه؟!
لترد آيه عليها وهي تتأفف:ماتخلصي بقى ياسيري... احنا مش هنقعد اليوم كله نتخانق هنقعد فين.. مش حكايه هي يعني.. وبعدين ياستي عايزه تقعدي قدام.. اترزعي قدام...
ثم ذهبت آيه للجلوس بالمقعد الخلفي للسياره...
لتضع سيرين يديها في خصرها قائله بغضب مصطنع:نعممم!! إنتِ بتزهقي عليا ياآيه.. طب والله ماأنا راكبه معاكِ في عربيه واحده...
لتنادي على عاصم قائله:عاصم.. هات عربيتك وتعالى نروح فيها احنا الاتنين..ثم أكملت بحزن مصطنع:شكل محدش حابب وجودنا..
ليقول أيمن.. وهو يدلف لسيارته مع ياسمين ومازن:بصوا لما تخلصوا شغل العيال اللي انتوا بتعملوه ده... ابقوا تعالوا ورانا... ده انتوا يومكم بسنه!!
ثم قاد سيارته متجها لفيلا فريد الألفي..
ليقول عاصم بغضب بعد ذهاب والده:عاجبكوا الهبل ده... وانتِ ياست سيرين مش عايزه تركبي في عربيه لوحدك... تعالى يازفته!!
لتقول سيوين بخوف مصطنع وهي تجذب تيا للذهاب معها:تعالى معايا ياتيا عشان خاطري ده ممكن ياكلني لوحدي...
ليلتفت إليها عاصم قائلا بحده:كنتِ بتقولي حاجه يازفته؟!
:لا والله أبداً.. بقول ده عاصم ده سكره..
ليضيق عينيه قائلا باشمئزاز:سكره!! طب يلا يازفته..
لتضرب سيرين قدميها في الأرض كالأطفال... ثم تبعته.. وهي تمتم بكلمات غاضبه..
أما عدي بمجرد أن ذهبوا جميعا... ركب أمام مقود السياره.. لينظر لآيه من المرآه الأماميه قائلا ببرود مصطنع:مش سواق عندك أنا يعني.. ياريت لو تتكرمي وتطلعي قدام...
لتزفر آيه بحنق... وقد سئمت من هذا اليوم.. لتصعد بالمقعد المجاور له... وقد صفعت الباب خلفها بعنف..
لينظر هو إليها وقد بدأ وجهها في الإحمرار من الغضب... كان سيتكلم.. لتوقفه هي قائله بغضب:والله العظيم لو سمعت صوتك لأولع في العربيه دي باللي فيها.. عشان انا خلاص دماغي هتفرقع.. ولو انت فاكر ان الهبل اللي حصل انا مفهمتش انك انت اللي قصده.. يبقى انت أهبل اوووي....
ليدير محرك السياره...
بعد فتره من القياده.. وقد بدأت آيه أن تهدأ.. ليلتفت إليها قائلا بخفوت:وأخره اللي بيحصل ده ايه؟! هنفضل كده كتير..
لترد عليه ببرود دون النظر إليه:والله المفروض انت اللي تسأل نفسك..
ليرد عليها قائلا بندم:والله ياآيه ده حصل من زمان ومش هيتكرر تاني...
:وبالنسبه للمخدرات اللي انت بتاخدها... والسهر والشرب وكل ده ايه؟! على فكره ياعدي انا بعمل كده عشان خايفه عليك ونفسي تتعالج وترجع أحسن من الأول ياعدي... وبعدين انت لسه عندك فرصه انك تعيش حياه سعيده.. وتطلب المغفره من ربنا ياعدي... وبعدين انا وانت عارفين ان الحياه مش بتقف على حد...
ليهز رأسه قائله بابتسامه:حاضر ياآيه... والله هعملك اللي إنتِ عايزاه بس عشان خاطري متزعليش مني...
لتربت على كتفه قائله بحنان:انا عمري ماازعل منك ياعدي... بس اللي انت هتعمله ده مش عشاني ولا عشان اي حد... ده عشان عدي وبس!! عشان ترجع أحسن..
ليمسك يدها التي تربت بها على كتفه ليقبلها قائلا:ربنا يخليكِ ليا يا آيه...
:ويخليك ليا ياعدي... بس انت قررت هتعمل ايه في موضوع العلاج...
ليرد عليها قائلا بحيره:مش عارف والله يآيه.. بس اكيد بابا مش لازم يعرف..
لتهز رأسها قائله بتفهم:اكيد مش لازم يعرف دلوقتي.. وبعدين انا عارفه من محمد ان في مشاكل عندكم دلوقتي في الشركه...
ليقول عدي بمرح:ايوه بقى إنتِ ومحمد بقيتوا سمنه على العسل...
لتضربه على مؤخرة رأسه قائله:بطل تحور وتغير في الموضوع عشان مش هاسيبك...
ليفرك موضع ضربتها متصنعا الألم.. ثم قال:خلاص مش هاتهرب اهو.. بس أكيد مش هادخل مصحه ياآيه...
لتنظر إليه قائله:انا ازاي مجاتش في دماغي الفكره دي... انا اصلا هانزل تدريب في مصحه عشان خاطر الرساله بتاعتي..
ليقول عدي بحسره:يانهار اسود عليا... اقولك مش عايز اروح مصحه... تقوليلي هاوديك مصحه...
لتمسكه آيه من تلابيب قميصه قائله بغضب:بص بقى ياعدي انا غلطانه اني باخذ رأيك اصلاً.. اللي أنا هاقوله هو اللي يتنفذ... مفهوم!!
ليهز رأسه قائله بسرعه:خلاص والله مفهوم...
لتتركه آيه قائله وهي تعتدل في جلستها:ماكان من الاول.. ناس متجيش غير بالعين الحمرا صحيح....
ليحمحم عدي قائلا بارتباك:آيه هو أنا ممكن أسألك سؤال؟!
:انجز.. عايز ايه؟!
:هو.. يعني..
لتقاطعه آيه قائله بنفاذ صبر:لا بالله عليك يا شيخ.. مش ناقصه كسوف اخلص وقول عايز ايه؟!
ليقول لها بسرعه:هي ملك بتحبني؟!
ثم دفن وجهه في عجله القياده.. ليسمع صوت آيه الساخر بجانبه:اعدل نفسك يابيه... مش ملاحظ انك بتسوق ولا حاجه...
ليعتدل في جلسته وهو يتصنع الإهتمام بالطريق... لتصل سيارتهم إلى فيلا فريد الألفي عقب سيارتي أيمن وعاصم... همت آيه بالنزول من السياره.... لتقول بابتسامه هادئه دون الالتفات إليه:هاجوبك على سؤالك بس لما تبقى تستاهل تتجاوب عليه...
ثم نزلت من السياره وتركت إياه يفكر في حديثها... وقفت أمام باب المنزل بجانب عاصم وسيرين وتيا... الذين كانت قد وصلت سيارتهم قبل سياره عدي ببضع دقائق.. ثم وقف بجانبهم عدي... ليرن عاصم جرس المنزل... ثواني وكانت تفتح له الخادمه...
ليأتي زين من خلف الخادمه قائلا:ايه التأخير ده كله ياجماعه؟!
ليرد عدي قائلا بمرح:على فكره الناس بتقول الأول سلام عليكم.. هتفضل طول عمرك دبش ولا ايه يازيزو؟!
لينظر إليه زين نظرات ناريه قائلا باشمئزاز:زيزو!!ماتلم نفسك بقى..
ثم التفت إلى عاصم ليصافحه قائلا:ازيك يا عاصم..
:أنا تمام الحمد لله... ازيك انت؟!
:بخير الحمد لله...
ثم صافح سيرين بدوره قائلا برسميه:ازيك ياسيرين....
لترد هي قائله ببرود وهي تصافحه أيضاً:هااي...
ليرفع حاجبه ناظرا إليها بتعجب بادلته هي بنظره مستهزئه ودلفت إلى الداخل متجاهله إياه...
لينظر كل من آيه وعدي وعاصم لبعضهم البعض...
أما زين رفع كفه لمصافحه آيه... لتصافحه هي أيضا قائله بابتسامه هادئه:ازيك ياحضره الظابط...
ليبتسم هو ابتسامه بسيطه قائلا:ملهاش لازمه الألقاب دي ولا ايه يادكتوره..
:طب انادي حضرتك بإيه؟!
:ياستي ناديني زي ماأسيل بتناديني بأبيه... ده أنا حتى أكبر من عاصم وعدي...
ليقول عدي بمرحه المعتاد:مين ده اللي أكبر ياحبيبي...
ثم ذهب لاحتضانه قائلا:يابني ده انت بعضلاتك دي.. يقولوا عليك عندك بالكتير ٢٦ سنه مش تقولي أكبر مني أنا وعاصم...
ليبعد زين عدي عنه قائلا بغضب:هو مش انت عارف ياحيوان اني مبحبش حد يقرب مني.. بس هاقول ايه حيوان..
ليستمعوا جميعاً إلى صوت تيا الساخر:هو احنا هنفضل واقفين كده كتير على الباب ولا ايه؟!
لينزل زين إلى مستواها قائلا بابتسامه جميله:أهلا ياأنسه تيا...
:أهلا ياعمو زين.. على فكره أنا رجلي وجعتني خالص من الوقفه..
ليحملها زين قائلا وهو يقبل وجنتها:لا خلاص يلا ندخل..
ثم دلف بها إلى الداخل وتبعه الثلاثه...
ليقابل سيلا بوجهها المحتقن قائله بغيره طفوليه:بابي.. انت ازاي تشيل حد غيري؟!
ثم نزلت من على ساقي جدتها أمينه.. وتوجهت إلى والدها.. لينزل هو تيا التي أسرعت نحو والديها... ويحمل ابنته ليقبل جميع أجزاء وجهها قائلا بابتسامه واسعه زادته وسامه على وسامته:وانا اقدر ياسيلا... طيب قوليلي مين حبيبه قلب بابي؟!
لترد سيلا بفرحه:أنا!!
ليذهب زين للجلوس بها على مقعد بجانب والدته... وهو مازال يهدهدها ويلعب معها....
كل هذا تحت أنظار سيرين الحزينه... فكم كانت تتمنى أن تكون تلك هي طفلتهما؟!يالله كم تشبهه تلك الطفله... ولكنها من امرأه أخرى... هي عشقته وتمنته زوج لها وأب لأطفالها.. ولكن ماذا فعل هو؟! سخر من مشاعرها وجرح قلبها الصغير الذي لم يعد يتحمل أي جرح مره أخرى.. وكيف يتحمل وجرحه الأول لم يشفى!!من قد حاولت نسيانه منذ سنوات عاد إليها مره أخرى ليجدد جرحه الغائر... لتفيق من أفكارها المتداخله تلك على لمسه حنونه من آيه...لتبتسم إليها سيرين ابتسامه هادئه.. ولكنها مصطنعه تحاول إخبارها بها أنها بخير ولكنها ليست بخير... لتفهمها الأخرى من نظره عيونها المنكسره.. لتميل عليها آيه قائله بتشجيع:سيرين مش ضعيفه... سيرين قويه وكل الناس عرفاها قويه... يبقى ملهاش لازمه النظره دي..
لتنظر إليها سيرين بامتنان...ثم استمعوا الاثنتان إلى صوت أيمن المرح:في ايه يابنات؟! انتوا مالكوا واقفين متزنبين كده ليه؟! اقعدوا والله متتكسفوش يعني... طب احنا ممكن نقول ان آيه مكسوفه عشان أول مره تيجي هنا.. لكن التانيه بقى ايه؟!ده خالك فريد يعتبر هو اللي مربيكِ...
ليشاركه فريد في مرحه قائلا:لا وانت الصادق ده زين ياحبيبي.. اول لما سيري جات هنا هو اللي تولى تربيتها... هو ماشاء الله اللي مربي أسيل وطلعت الحمد لله مجنونه ومش نافعه في اي حاجه... لكن سيري شكلها بقت عاقله ولا ايه؟!
لتقول أسيل بتذمر طفولي:بقى انا مجنونه يابابي.... ده أنا رافعه راسك ومشرفك... بنتك دكتوره اد الدنيا ومش عاجبك كمان....
لتقاطعها والدتها قائله:خلاص بقى ياأسيل... هتردي على باباكِ ولا ايه؟! ثم قالت موجهه كلامها لآيه بابتسامه حنونه:وبعدين مش هتخلينا نتعرف على القمر دي ولا ايه؟!
لتقول أسيل:اه ياماما بصي دي آيه الشافعي... اللي كانت سيري هبلانا بيها زمان.. كل حاجه آيه.. المهم بقى آيه دي اللي سيري سافرت معاها أمريكا...وسيرين دخلت بقى هناك صيدله وآيه دخلت طب واتخصصت في طب نفسي... وبعدين ايه بقى رجعت سيرين هنا مصر قبل آيه بأسبوع... و..
لتوقفها سيرين قائله بدهشه:ايه ياأسيل!! عرفتي الحاجات دي كلها منين؟! ده ناقص تقوليلي كنا بناكل الساعه كام؟! عرفتي ازاي ان احنا سافرنا أمريكا؟!
لترد أسيل بغباء:ماهو زين كان بيعرف أخبارك!!
ليسلط جميع الموجودين أنظارهم على زين... حتى ابنته الصغيره التي التفتت إليه بنظرات مستفهمه... لينظر هو إلى أخته نظرات قاتله وهو يتوعدها أشد الوعيد... لتقول أمينه بابتسامه خبيثه:ايه يازين ياحبيبي؟! مش هتقولنا كنت بتعرف أخبار سيرين ليه؟!
لينظر لأمه هي الأخرى بصدمه... ثم حمحم قائلا بارتباك:عادي يعني ياماما.. كنت بس ببقى عايز أطمن عليها عشان هي هناك في بلد غريبه...
لتكمل أمينه قائله وقد اتسعت ابتسامتها الخبيثه أكثر:اه ياحبيبي ماانا عارفه.. اكيد كنت بتبقى عايز تطمن عليها عشان هي زي أختك مش كده؟!
لتميل عليه قائله بهمس في أذنه:شفت أنا ازاي نجدتك من ورطتك... بس وحياه بنتك اللي قاعده على رجلك دي مش هعدي الموضوع ده بالساهل... الناس تمشي وانا هاعرف ازاي اطلع الكلام غصب عنك...
أما سيرين فكانت في عالم آخر من الأحلام الورديه.... أمعشوقها يسأل عنها ويعرف أخبارها؟! أهي مهمه لديه لتلك الدرجه؟! ولكن سؤال واحد لم تجد له إجابه.. لما كان يفعل ذلك؟!.. أهو شعور بالمسئوليه تجاهها؟!... أم كما قالت والدته هو فعل ذلك لأنها فقط مثل أخته؟! لتنفض تلك الأفكار سريعاً وهي تقول في نفسها أن أهم شيء لديها أنه يسأل عنها... ومهتم بمعرفه أخبارها... إذن فهي لم تغب عن باله كما لم يغب عن بالها هو أيضا... لينشأ لديها بصيص من الأمل.. أن حلمها يمكن أن يتحقق في الحاضر...
أما هو كان جالس وهو محرج من نفسه... ليلعن أخته في سره.. ثم رفع رأسه قليلا لمراقبه سيرين التي كانت واقفه جامده لاتبدي أي رد فعل... ليتأملها كم أصبحت أنثى ناضجه... شعرها المجموع على كعكه فوضاويه .... وجنتيها الحمرواتين كما هما منذ سنوات عديده... بشرتها الخمريه التي طالما عشقها...
شفتيها المنتفختين نسبيا.... ولكن مهما حدث ستظل طفلته الكبيره.. لينزلق ببصره إلى ملابسها التي صارت أنثويه عصريه.. وكم أصبحت تهتم بنفسها وبمظهرها الخارجي؟! ... ليلعن نفسه تحت أنفاسه... ليتمنى لو يعود به الزمن مره أخرى لما كان رفض حبها.... ليرفع عينيه إلى عينيها... التي وجدها محدقه به... لتخفض هي عينيها الخضراء بسرعه.... وقد أصبحت وجنتيها حمراء من خجلها.. فهي أيضا كانت تتأمله بدايه من شعره الأسود المصفف بعنايه.. وبشرته البيضاء... لسترته السوداء الجلديه.. وأسفلها قميص من اللون الأبيض مشدود على عضلاته البارزه... لترفع عيونها إلى عيونه التي وجدتها تتأملها... ليتوه الاثنان معا في حديث فقط مع العيون... فالعيون لاتكذب وليس لديها كبرياء كاللسان الذي يمنع الأشخاص بالقول عما في قلوبهم.. لتنظر هي إليه بنظرات معاتبه.. أما هو نظر إليها بنظرات لم تفهم معناها... لم تعهدها منه.. لم تعرف أهي نظرات عاشقه أم مشتاقه... ولكنها شعرت معها بالحنان والاحتواء... لم يشعر الاثنان بآيه التي كانت تحدق بهما... وعندما رأت نظرات زين لسيرين... اشتاقت لتلك النظرات من معذب قلبها... الذي هجرها ونسيها تلك الأيام السابقه لأنها فقط غارت عليه!! أليس من أقل حقوقها كزوجة الغيره؟! دائما مايغدقها بكلماته المعسوله... ولكن لماذا لم يتحملها في غيرتها؟! أليست هي من تفاهمت معه في موضوع تلك المرأه التي قابلته في المطعم؟! .. لماذا لم يشرح لها تلك المره؟!
كان كل من زين وسيرين وآيه غارق في أفكاره.... ليفيقوا جميعا على صوت سيلا السعيد الذي كان كصفعه قويه لكل من زين وأسيل..التي قالت بابتسامه واسعه وهي تبعد ذراعي والدها المحيطين لها لتركض ناحيه تلك المرأه:مامي!!
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
انتهى ♥️
بقلمي:آيه عبدالرحمن
التعليقات على الموضوع