إبحث عن موضوع

رواية عشق الطفوله الحلقه ٢٣ و ٢٤❤

الثالث والعشرون. جلس في مكتبه يباشر أعماله قبل سفره إلى شرم الشيخ... فقد قامت شركته بتصميم أحد الفنادق السياحيه هناك.. وعرض عليه مالك الفندق أن يقضي هناك أسبوع ليستريح فيه....تذكر تلك المشاغبه ومافعلت فيه اليوم صباحا.. عندما أخبر أن شرط قبوله لسفرها أن يتم زفافهما بعد السفر مباشره... لتنهض هي من على طاوله الطعام قائله بغضب:نعم ياخويا... مين دي اللي فرحها بعد أسبوعين؟!ده انت بتهزر.. 
لينظر لها الجميع بصدمه... 
 ثم رد عليها محمد قائلا ببرود:وهو ده شرطي عشان السفر.. ايه رأيك بقى؟!
لترد عليه قائله بتلاعب:ماشي يا زوجي العزيز.... 
ثم اقتربت منه هامسه في أذنه:عارف أنا هاسافر... 
 لينظر إليها باستنكار.. لتهز رأسها قائله:أيوه.. عارف ليه؟!عشان أنا قررت كده... 
ثم أخذت حقيبتها من جانبها.. وخرجت من غرفه الطعام... 
 لينظر إليه الجميع باستفهام.. قطعه هو بأن أخذ أغراضه... وتوجه إلى شركته... 
 ارتسمت على وجهه أروع ابتسامة.. فهو علم الآن بل تأكد من أن قطته الصغيره أصبح لديها مخالب... هو لم يكن يحب سذاجتها في الماضي.. ولكن الآن هي أصبحت قطه شرسه تراوغه... سعيد من تغيرها... يعلم أنه تغير ظاهري فقط.. ومن داخلها ستظل تلك القطه الصغيره الوديعه.... فهو من رباها ويعرف أنها لن تتغير أبداً.... 
 ثواني واستمع لطرق الباب.. ليأذن للطارق بالدلوف....دلف على سكرتيره الخاص... لينظر إليه محمد قائلا:خير ياعلي.. في حاجه؟!
 ليرد عليه على قائلا:ايوه يابشمهندس... فيه واحد بره عايز يقابل حضرتك.. 
ليقطب محمد جبينه قائلا:طب هو مقالش مين؟! 
ليرد علي قائلا:لا والله يافندم.. 
 ليريح محمد ظهره على الكرسي من خلفه قائلا:خلاص خليه يدخل ياعلي... 
 ليهز على رأسه قائلا بطاعه:حاضر يافندم.. بعد إذن حضرتك..
 ثواني... ودلف ذلك الرجل بابتسامته الخبيثه لينهض محمد من على كرسيه فوراً.... قائلا بغضب:أنت!! 
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
كانت تمر على حالاتها في المصحه... وصلت أخيراً إلى مكتبها.. لتدلف إليها الممرضه بعد دقائق... نظرت إليها آيه قائله:خير ياسناء...
 لترد عليها سناء قائلا:كل خير يادكتوره... الدكتور خالد عايزك في مكتبه...
 لتهز آيه رأسها بالموافقه وهي تنهض من على مقعدها قائله:حاضر ياسناء.. 
 دلفت آيه إلى مكتب خالد... ليقابلها بابتسامه هادئه بادلته هي أيضاً بأخرى... ليقول إليها:أنا هادخل في الموضوع على طول يادكتوره... 
 لتنظر إليه آيه قائله:اتفضل اتكلم يادكتور أنا سامعه حضرتك... 
 ليعدل من هيئه نظارته الطبيه قائلا:المؤتمر يادكتوره مكانه اتغير!! 
لتعقد حاجبيها قائله باستفهام:ليه يادكتور؟! 
 ليوضح إليها قائلا:بصي بعد ماعملوا إحصائيات للدكاتره اللي هيشاركوا في المؤتمر اكتشوا إن٧٥% منهم مصريين فعشان كده هما هيعملوا المؤتمر هنا في مصر... 
 لتقول له بتفهم:تمام.. مفيش مشكله... بس هو هيبقى فين في مصر بالظبط؟!
 ليرد عليها قائله بابتسامه هادئه:هيبقى في شرم الشيخ.. راجل أعمال كبير هناك لسه فاتح سلسله فنادق... وعشان لسه الفندق جديد فقرر يعمل فيه مؤتمر... 
لتكمل هي قائله:كدعايه يعني.. 
 ليضحك هو قائلا:الله ينور عليكِ.. بس وكمان ياستي مش هتبقي لوحدك... انا كمان هتحضر المؤتمر ده... 
 لترد عليه قائله بابتسامه جميله:اوك يادكتور.. عن إذن حضرتك.. 
رد عليها خالد قائلا:اتفضلي يا دكتوره... 
 لتخرج من المكتب ودلفت إلى مكتبها مره أخرى... تفكر ماذا ستفعل مع محمد؟! 
 ليقاطع تفكيرها... ذلك الجرس الذن رن بجانبها.. فهذا جرس غرفه عدي... تركته لديه حتى إن احتاجها بشيء... فقط يقرع عليه... لتنهض قائله بتأفف:الصبر من عندك يارب... 
 ثم وصلت أمام غرفه عدي... لتجدها على حاله من الفوضى.... جميع ثيابه ملقاه في جميع الاتجاهات.. وهو يقف أمام الخزانه.. لتعقد ذراعيها حول صدرها قائه:في ايه ياعدي؟!
 ليقول لها عدي بحيره ومازال ينظر على ثيابه الموجوده في الخزانه:مش عارف هالبس ايه بكره ياآيه؟! 
 لترد عليه آيه قائله بضجر وهي تسير باتجاهه:عدي... انت مش بقالك سنه بعيد عنهم.. ده هما شهرين.. فياريت متوجعش دماغي بالله عليك... 
 لينظر إليها عدي قائلا بغرور مصطنع:وانا اصلا كنت طلبت مساعده منك في حاجه.. 
لتنظر له آيه أعلى إلى أسفل قائله باستهزاء:لا ياشيخ...
 ليقطعها رنين هاتفها... وجدت اسم ملك على الشاشه... لتنظر لعدي بخبث وهي ترد على الهاتف قائله:ازيك ياملك...
 نظر إليها عدي بلهفه.. لتنظر إليه آيه بتشفي وهي تخرج من الغرفه... ردت على ملك قائله:ايوه ياملك.. خير..
 لترد عليها ملك قائله بسرعه:هاا.. عدي لسه متصلش وقال هيوصل بكره امتى..
 لتقول آيه في سرها:ليه يارب أنا موجود في حياتي كل الناس المجانين؟!
 لترد على ملك قائله:اه ياملك.. بكره هيوصل على العصر كده...
 لترد ملك قائله براحه:ميرسي ياآيه.. يلا بقى سلام عشان ألحق اجهز هالبس ايه بكره...
 لتغلق الهاتف دون أن تستمع لرد آيه... لتنظر آيه إلى الهاتف بصدمه.... الذي سرعان ماتعالى رنينه مره أخرى.. ولكن تلك المره كان المتصل محمد... لترد عليه قائله:ايوه يامحمد...
 جاءها صوت محمد المرهق:آيه... ينفع تيجي على الشركه دلوقتي...
لترد عليه قائله بقلق:مالك يامحمد؟! في إيه؟!
 ليرد عليها محمد بهدوء:مفيش حاجه ياآيه.. أنا بس عايزك دلوقتي... 
لتتهند براحه قائله:حاضر يامحمد.. مع السلامه.. 
:مع السلامه.. 
 ثم أغلقت مع محمد... لتدلف لعدي مره أخرى تخبره بأن محمد يريدها ...سألها عدي عن السبب.. ولكنها ردت عليه قائله بأنها لاتعرف.... لتذهب بعدها إلى مكتبها لأخذ أغراضها... ثم خرجت من المصحه بأكملها..... 
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺
في مكتب أميره وزميلتها نهى... 
 رن هاتف المكتب... ليرد عليه زميلهما الثالث علاء قائلا:ايوه يابشمهندس... 
:........... 
:حاضر... مع السلامه يافندم.. 
 ليلتفت علاء إلى أميره قائلا:أميره... البشمهندس عاصم عايزك في مكتبه... 
لتقطب أميره جبينها قائله بتوجس:طب هو مقالش ليه؟! 
 لير عليها علاء قائلا:والله العظيم ماقال عايزك ليه؟! روحي شوفيه يااميره... بس شكله متعصب... 
لتمتم وهي تنهض متوجهه لمكتب عاصم:ربنا يستر... 
ثم خرجت من المكتب متوجهه لمكتب عاصم...
 لتوكز نهى علاء في كتفه قائله:متعرفش تقول كلمه عدله... لازم تخوفها كده وهي رايحه... 
ليرد علاء ببلاهه:اعمل ايه؟! أخدعها يعني.. مادي الحقيقه.. 
 لترد نهى قائله بغيظ:ااه منك... انا مش عارفه هاتجوزك على ايه؟! 
ليرد عليها قائلا بابتسامه عاشقه:عشان بتجبني ياجميل... 
لتضحك نهى قائله:والله ده اللي مصبرني عليك... 

عند أميره... 
 طرقت على باب مكتب عاصم.. لتسمع صوته الغاضب من الداخل يأذن لها بالدخول.. لتدير مقبض الباب وهي ترتعش حرفياً من شده الخوف... 
 دلفت إلى الداخل بعد أن أغلقت الباب خلفها... لتجد صدره يعلو ويهبط من شده الغضب... لينظر إليها قائلا بغضب وهو يمد لها بعض الأوراق:اقدر أعرف إيه ده؟! 
لترد عليه قائله ببلاهه:ورق!! 
 ليقترب منها.. حتى أصبح أمامها مباشره.. قائلا بغضب جامح:لا والله... تصدقي كنت فاكرهم دبابيس... 
 ليعطيها الأوراق قائلا:هو ده ينفع تصميم لبرج سكني اللي إنتِ رسماه ده؟! 
لترد عليه قائله بعدم فهم:أنا مش فاهمه حاجه!! 
 ليرد عليها قائلا بعصبيه:بصي ياأميره.. شغل غباء مش عايز.. أنا طالب منك تصميم برج بمساحه ٣ فدادين عايزه اعرف بقوا فدانين بس ازاي؟! 
 لتنظر إليها قائله وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها:عشان مالهاش لازمه ال٣ كلهم كفايه ٢ وممكن يعمل في الفدان جنينه أو يزرع شجر.. عشان هما في مدينه صناعيه والتلوث فيها هيبقى كتير..... 
 ليرد عليها قائلا بغضب:يعني أنتِ متدربه هنا.. وماشاء الله بقيتي بتاخدي قرارات ايه اللي ينفع وايه اللي مش نافع؟! طب إيه رأيك أقوم أنا من على المكتب ده وتقعدي أنتِ مكاني... 
 ثم أكمل بغضب أكبر:ده اسمه تقصير في الشغل..... والا اقولك ده اسمه غباء.... 
 لتقاطعه أميره قائله بغضب:لو سمحت يابشمهندس.. انا مسمحلكش إنك تغلط فيا.... تقدر تقولي بكل بساطه عيدي التصميم وأنا هاعيده تاني بكل هدوء... 
لكن لا ازاي... لازم تيجي تهزأق فيا... ايه القرف ده؟! 
 لتشتعل عينيه بغضب جحيمي قائلا:ومادام الشغل هنا قرف.. قاعده فيه ليه؟! 
لترد عليه قائله حده:ماعشان كده أنا مستقيله من النهارده... 
 ثم خرجت من المكتب... بل من الشركه بأكملها... وهي تشتعل غضبا.... أما هو بقى ينظر في أثرها وصدره يعلو ويهبط من شده الغضب... 
 كانت أميره ستقود سيارتها ولكنها في حاله لا يرثى لها... فلم تتوقف عينيها السوداء عن البكاء... لتغلق سيارتها بإحكام وتتناول أغراضها مقرره السير قليلاً؛حتى تهدأ... 
 أخذت تسير في شوارع جانبيه لمده ساعتين.... ولا تعرف أين هي؟! حتى وصلت إلى شارع مظلم نسبيا لأن السماء أوشكت على الغروب... استمعت إلى صوت ثامل من خلفها قائلا:هو القمر بيعمل ايه لوحده هنا؟! 
 لتنظر خلفها برعب... لتجد أنه لم يكن شاب واحد بل عده شباب... لترجع بظهرها إلى الخلف أو بالأصح أخذت تركض ليركضوا هم خلفها..... حتى اخبأت في إحدى الزقاق... لتتصل على إسلام عده مرات ولكنه لم يجب... أخذت تفكر كثيرا إلى أن حسمت قرارها.... ولكنها ماإن ضغطت على زر الاتصال... حتى أمسك أحد الهاتف من يدها... وألقاه على الأرض.. لتنظر له بصدمه... أما ذلك الشاب الثمل أخذ يقترب منها ببطئ وعلى وجهه ابتسامه خبيثه... 
 أما عند عاصم... نظر من خلف شرفة مكتبه فوجد سياره أميره بجانب باب الشركه.. ليطمئن قلبه قليلاً بأنها لم تخرج من الشركه... ولكنه شعر أن هناك خطب ما... ليرن هاتفه برقم أميره.. عقد مابين حاجبيه فأميره لم يسبق واتصلت به أبداً... كان لن يرد ولكن هناك شيء في قلبه حثه عل الرد عليها.. ليرد عليها قائلا ببرود:لو حابه تعتذري فأنا مش.. 
 بتر كلامه في المنتصف عندما لم يستمع إلى ردها بل استمع إلى صوت صراخ.... وصوت أميره الباكي وهي تقول:سيبوني بالله عليكم.. 
 صفعها أحدهم... قائلا بخبث:هشش ياحلوه.. عشان نعرف نتمتع ونمتعك معانا... 
 لتصرخ هي بصوت أعلى قائله عندما حاول تمزيق ثيابها:ااااه... الحقوني... الحقني ياعااااصم... 
 لينطلق عاصم سريعاً بسيارته... وهو يسير في جميع الشوارع القريبه من الشركه حتى يصل إليها.... 
 كان يهم أحدهم بتقبيل أميره... ليجد تلك اليد التي أمسكته من الخلف...وماكانت إلا يد عاصم الذي أخذ يسدد له اللكمات  وللآخرين الذين برفقته... ليفروا هاربين من براثنه بعد أن أدمى وجوههم... اقترب من أميره التي تبكي على الأرض وملابسها شبه ممزقه... ليغض بصره سريعا وهو يخلع سترته حتى ترتديها هي... ليساعدها في ارتدائها... ثم أمسك وجهها الباكي بين يديه قائلا برقه وهو يمسح دموعها:خلاص اهدي ياأميره... محصلش حاجه.... 
 لتحتضنه أميره سريعا قائلا بشهقات بكاء عاليه:انا كنت خايفه اوي يا عاصم.. دول كانوا هيعتد... 
ليقاطعها عاصم قائلا وهو يشدد على احتضانها:متخافيش ياأميره... أنتِ كويسه اهو الحمد لله ومفيش حاجه حصلتلك... 
ثم أكمل باعتذار:أنا آسف ياأميره.. أنا السبب... 
 لم ترد عليه بل أخذت تبكي بصوت عالي... حتى ابتل قميصه بدموعها... ليبعدها عن أحضانه برفق... قائلا وهو يلثم جبينها:أنا بحبك يا أميره... 
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
في مدرسة تيا وسيف....
 اقتربت تيا من سيف الذي كان واقف مع أصدقائه وبالطبع كانوا يضمون بعض الفتيات... لتقترب منه تيا قائله بحزن طفولي:سيف... أنا عايزاك ممكن تيجي معايا...
ليرد عليها سيف قائلا ببرود:حاضر ياتيا...
 ثم ذهب معها ليقفا معا في مكان بعيد نسبياً..... لتنظر له تيا بعيون حزينه قائله:انت ليه مبقتش تلعب معايا زي الأول؟! 
 ليحك سيف رأسه بحرج... فهو يعلم أنه لم يعد يهتم بها مثل السابق... شعر أن هناك خطب ما في مشاعره ناحيه تيا... ليست كتلك المشاعر التي أخبره بها خاله محمد... فقد أخبره أنه عندما كان في سنه كان يطير عقله بآيه... والساعات بل الدقائق التي كانت تمر دون أن يرى فيها محبوبته كان يشعر فيها بأنه غير مكتمل ذاتياً.... ليشعر سيف وقتها أن تيا بالنسبه له ليست مجرد إلا طفله صغيره بريئه...وعندما أوضعت أمه مليكه منذ شهر.. أحس تجاه مليكه بنفس المشاعر التي يشعر بها مع تيا... ليتأكد أكثر أن مشاعره تجاه تيا هي مشاعر أخوه فقط.... نظر إلى تيا نظره حنونه قائلا بأسف:معلش ياتوتو... عندك حق أنا مقصر معاكِ...
 لتزم تيا شفتيها قائله بحزن طفولي:خلاص ياسيف.... أنا زعلانه منك...
 ليربت سيف على شعرها قائلا بحنان:طب ايه رأيك بعد المدرسه نروح نشوف مليكه؟! 
لتصفق بيدها في الهواء قائله بحماس:هييييح... نفسي اشوفها اوي...
 ليضحك سيف عليها قائلا.. عندما سمع جرس المدرسه يقرع:خلاص اهو احنا مروحين تعالى معايا نروحلها...
لتمسك تيا يده قائله بحماس طفولي:يلا بينا...
 لتسحبه من يده ناحيه بوابه المدرسه.. أما هو نظر ليديهما المتشابكه معا بغير رضا....
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
انتهى...
بقلمي آيه عبد الرحمن 💜

الفرابع والعشرون. بعد أن خرجت آيه من المصحه.... ركبت في المقعد الخلفي... وفي الأمام كان فايز متخذ موضعه أمام مقود السياره.... بعد مرور خمس دقائق استمعت إلى رنين هاتفها.. لترد عليه قائله بابتسامه:ايوه يامحمد...
ليرد عليها محمد قائلا بصوت قلق:إيه اللي اخرك ياآيه؟!
 لتضحك عليه آيه قائله:اهدى يامحمد... انا لسه قافله معاك من ربع ساعه وبعدين متقلقش مسافه الطريق وهاكون عندك...
 نظرت إلى  فايز في المرآه الأماميه عندما لاحظت تغييره لخط السير.. لتقول له باستفهام:غيرت الطريق ليه يافايز؟؟
 ليرد عليها فايز قائلا بتوتر:في عربيه ماشيه ورانا يادكتورة من ساعه ماطلعنا من المصحه....
 لتقطب جبينها ناظره خلفها بترقب وكم كانت تتمنى من داخلها أن يكون الأمر صدفه؟! ولكن لا.... بالفعل رأت سياره سوداء تسير خلفهما مباشره... انتبهت أخيراً لصوت محمد القلق الذي سألها قائلا:في إيه ياآيه؟؟ 
 آيه قائله بصوت مرتجف:محمد... الحق يامحمد... في عربيه ماشيه ورانا.. 
 سقط قلبه عند قدميه... ليبتلع ريقه قائلا بخوف:ادي التليفون لفايز ياآيه؟؟ 
 آيه قائله بتوجس:في ايه يامحمد؟؟ انت تعرف حاجه عن العربيه دي ولا ايه؟؟ 
 محمد قائلا بعصبيه:ماتخلصي بقى ياآيه وتدي الزفت لفايز.... 
آيه قائله بغضب:انت بتعلي صوتك ليه دلوقتي؟؟ 
عايز فايز... خد يافايز... 
لتعطي الهاتف لفايز الذي تناوله قائلا باحترام:ايوه ياباشا... 
 محمد قائلا بغضب وهو يشد شعره بقوه:ايه اللي بيحصل عندك يافايز؟! 
فايز قائلا باحترام:اللي الدكتوره قالتلك عليه ياباشا...
 نهض محمد آخذا أغراضه ومفاتيح سيارته... قائلا لفايز وهو يهم بالخروج من المكتب:بص يافايز انتوا فين بالظبط؟! 
فايز:احنا على طريق*****
محمد قائلا بهدوء:تمام اوي... اقفل دلوقتي يافايز... 
 كان سيغلق معه ولكنه تذكر شئ ما ليقول لفايز:ادي التليفون لآيه يافايز.... 
فايز بطاعه:حاضر ياباشا.. 
 ثم أعطى الهاتف لآيه... لتتناوله آيه منه قائله بوجه عابس:نعم... 
 رد عليها محمد بحنان وهو يضغط على زر المصعد:فكي تكشيرة وشك بس الأول.... 
 كانت تهم بالرد عليه... ولكن صوت الطلقات الناريه من حولها قد دوى في المكان... لتصرخ صرخه عاليه وهي تقول لمحمد:هاموت يامحمد... 
ليرد عليها محمد وهو يركب سيارته:اقفلي ياآيه... 
 لم ينتظر ردها... ليغلق معها وينطلق بسيارته وخلفه سياره من الحرس... أما فايز أخرج مسدسه... ليتبادل معهم الطلقات عبر النافذه.... أصبت إحدى الطلقات الناريه الزجاج من الخلف... ليقول فايز لآيه:انزلي برأسك يادكتوره على الكنبه.... 
لم تجادله كعادتها.. بل نفذت أوامره تلك المره بهدوء... 
 تقدمت منهم تلك السياره التي يتبادل معها فايز الطلقات الناريه وقطعت عليهما الطريق.... لتقول آيه لفايز وهي لم تتحرك من مكانها بعد أن أوقف فايز السياره بمده:هو في ايه يافايز؟؟وقفت ليه؟؟
 لم يكد يجيبها حتى انفتح باب السياره وسحبها أحدهم بقوه من ذراعها.... لتنفض ذراعها من يده قائله بغضب:انت مجنون؟؟ 
 نظر إليها بغضب هو الآخر.... رفع يده لكي تسقط على وجهها ولكن وجد يده معلقه في الهواء.... نظر خلفه... لم يمهله محمد الفرصه.. ليضربه بمؤخره مسدسه على رأسه.. وسحب آيه من يدها وأخذها خلف إحدى السيارات ليسمع صوت تبادل الطلقات الناريه... لتنظر إليه آيه بغضب لم يفسر معناه.. ليقول لها باستغراب:مالك ياآيه؟! 
 ردت عليه بغضب وهي تنفخ وجنتيها:الفون بتاعي وقع وانت بتسحبني زي الجاموسه تقعدني هنا... 
 نظر إليها بصدمه... لينظر بالخارج ثم أعاد النظر إليها قائلا:لا....اوعي تشبهي نفسك بالجاموسه... ده الجاموسه بتفهم عنك.... انتِ مش شايفه ان احنا في مصيبه... 
 لتنظر إليه قائله وهي تزم شفتيها وتسند رأسها على السياره من خلفها:على فكره انت مش زوج حقيقي عشان تشاركني أحزاني.. انت عارف انه لو كان اي فون عمري ماكنت هاتقصر.. بس لا ده ايفون ولونه بينك كمان... انت مش حاسس بيا... 
 ثم أكملت وهي تنظر حولها قائله بحيرة وكأنها لم تكن حزينه منذ ثانيه واحده:هو انت تعرف مين اللي بعت الناس دي؟! 
 رد عليها بذهول وهو يندب حظه:انا عارف والله اني متجوز واحده مجنونه... ايوه ياآيه أعرف هما تبع مين... 
مالت عليها قائله بفضول:مين؟؟ 
رد عليها قائلا ببرود:حسن الشافعي!! 
 نظرت إليه بتوجس وهي تبتلع ريقها بتوتر.... لترد عليه قائله بصوت مبحوح:طب وانت عرفت ازاي؟؟
 نظر إليها ثواني.. يلاحظ شحوب وجهها... ليحتضنها بين ذراعيه قائلا بحنان:متخافيش ياآيه.. هو ميقدرش يعمل حاجه دلوقتي... 
 نظرت إليه بحزن... ثم غمغمت قائله وهي تدفن رأسها في عنقه أكثر قائله:اوعى يامحمد ييجي اليوم اللي تسيبني فيه... 
 ربت على ظهرها قائلا بنظرات عاشقه:الكلام ده ممكن يتحقق عارفه امتى؟! 
 نظرت إليه باهتمام... ليكمل بابتسامه جميله:لو انا اقدر أعيش يومي من غيرك... 
 ثم أكمل بمرح وقد لاحظ دموعها التي هددت بالهطول:وبعدين هنا مش وقت رومانسيه خالص... الجو هنا أكشن... فياريت مننساش احنا فين.... 
ضحكت عليه... وعادت لتدفن نفسها في أحضانه...
 بعد فتره قصيره هدأ صوت إطلاق النار.... ليقترب فايز من السياره التي يختبئ خلفها آيه ومحمد قائلا لمحمد باحترام:كله تمام ياباشا...
 نهض محمد وآيه... لينظر له محمد قائلا بفخر وهو يربت على كتفه:مايجيبها إلا رجالتها يافايز... برافو عليك انت والرجاله بس طمني حد فيكوا حصلوا حاجه؟؟
 رد فايز قائلا باحترام:لا ياباشا.. كل الرجاله كويسين... لو حد اتصاب فهي إصابات خفيفه.. بس المطلوب مننا نتصرف مع العيال دول ازاي؟؟
 رد عليه محمد قائلا بمكر... وهو يتناول يد آيه بين يديه.. ويذهب بها ناحيه سيارته:علمهم الأدب على ماأجي وأعلمهم أنا...
 ثم أخذ آيه وساعدها على ركوب سيارته.. ليركب هو أمام مقود السياره وينطلق بها.... نظرت إليه آيه قائله باهتمام:احنا هنروح فين دلوقتي؟؟
نظر إليها قائلا بحنان:هتعرفي دلوقتي....
 بعد حوالي نصف ساعه.. كان قد وصل أمام مكان يطل على البحر...
 ليترجل هو من السياره أولا ثم تبعته آيه... وقف أمام البحر وهو يضع يده خلف ظهره... لتقف بجانبه آيه... قال محمد وهو مازال ينظر تجاه البحر:ايه رأيك نصفي حسابتنا هنا النهارده؟؟
 هزت رأسها كعلامه بالموافقه... ليسألها مباشره:ليه كذبتي ياآيه وقولتي إنك فقدتي الذاكره؟؟
 لم تنصدم من سؤاله..ليشعر وكأنها كانت تتوقعه... لترد عليه هي الأخرى قائله بسؤال:وانت ليه كذبت عليا؟؟
 نظر إليها بغضب... ليتخلى عن هدوئه وهو يقبض على ذراعها مذمجرا بغضب:لا ياشيخه... على أساس ان أنا اللي بقالي ٦سنين بوهم في كل اللي اعرفهم اني فاقد للذاكرة واطلع في الآخر كذاب ومفيش أي حاجه صح؟!
 نفضت ذراعها من قبضه يده... قائله وهي تنظر إليه بشراسه:وانت ايه مبتكذبش؟؟مكذبتش من ١٠٠ سنين لما عملت  الحادثه وقلت إنك مش فاكرني ويطلع حسن الشافعي هو اللي بيهددك.... مكذبتش برده لما مقولتليش ان حسن الشافعي هو اللي خلاك تلغي اللقاء التليفزيوني بتاعي... عارف يامحمد مشكلتك ايه إنك كنت كل مره بتخليه ينجح في إنه يضعف الثقه مابينا...
 نظر إليها قائلا بغضب:وهو أنا معملتش كده عشان خايف عليكِ منه؟! النهارده عشان قولتله لا شوفتي كان هيحصلك ايه؟؟ لو كنت اتأخرت عليكِ دقيقه ياهانم كان زمانك مع الأموات....
 ردت آيه قائله بغضب ودموعها نزلت من عينيها:وهو انت لما بعدت عني ده كان راحه بالنسبالي؟؟ لما تصحى من غيبوبه وتقولي بكل بساطه أنتِ مين أنا مش عارفك!!
نظر إليها قائلا بألم:يعني ده اللي كان سهل عليا؟؟
 نظرت إليها وهي تضحك بمراره قائله:كلكوا مفيش حاجه سهله عليكم صح؟؟ لكن أنا كل حاجه سهله عليا مش كده؟؟ عايشه حياتي كلها ومتأكده إني حتى كمان لما أموت أبويا هيبقى بيكرهني... كل الناس زمان بصيتلي بصه عمري ماهنساها إني أقل منهم... واللي كان بيبصلي بشفقه... أنا طول عمري بكره النظرات دي... أمي كانت بتخاف تقول لجدتي تبطل تضربني.... جدتي اللي بتكرهني لمجرد إني بنت حسن الشافعي اللي ضيع شباب بنتها وكأني أنا مش حفيدتها.... كل الناس بتيجى عندي أنا وتقولي أصلي كنت خايف..هو مفيش حد غيركم بيخاف... 
 نظر إليها قائلا بحزن:يعني أنا مثلا معرفش كل اللي انتِ بتقوليه ده؟؟
 نظرت إليه قائله بسخريه:عارفه كويس اوي انك عارف... بس انا عايزاك تقولي ليه أنا اللي يحصل معاها كده؟؟ هتقولي قدر ربنا.. هقولك ونعم بالله... بس ليه كده؟؟ هو أنا عملت حاجه قبل مااتولد عشان يحصلي كل ده؟؟ انا عملت ايه في حياتي عشان يحصلي كده؟؟ 
 ثم أكملت بغضب وهي تنظر إليه:وانت جيت كملتها على الآخر... اتجوزتني ليه ها؟! عشان ميعرفش حسن ياخدني صح؟؟ طبعاً كان هيتهمكم انتوا بعدم تحمل مسئوليتي... فكان طبعاً يقدر يضمني لحضانته عشان لسه موصلتش لسن الزواج.... فانتوا قولتوا تتصرفوا وأهو جدو الله يرحمه يبقى وكيلي عشان أنا لسه قاصر وتتجوزني مش كده؟؟ 
 اقترب منها قائلا برفق موجها نظره لعينيها الباكيه:والله العظيم ياآيه ماكنت عاوز أكذب عليكِ أو أخبي عليكِ حاجه... أنتِ شوفتي بنفسك اللي حصل النهارده واللي حصل من ٦ سنين... بس أنا برده مقدرش أقول إنك مغلطيش لما كذبتي علينا وقولتي إنك فقدتي الذاكره.... 
 نظرت إليه بشراسه... ليكمل وهو يحتضنها بين ذراعيه حتى تهدأ:أنتِ هتنسي وأنا هنسى وهنبدأ من أول وجديد بس المرادي مش هيبقى فيه حاجه نخبيها على بعض...ايه رأيك؟؟! 
 ابتعد عنها حتى ليستكشف رد فعلها... تطلعت إليه بضع لحظات قبل أن تهز رأسها بالموافقه...لتنظر إليه وهي تعقد حاجبيها بلطافه قائله:بس توعدني انك عمرك أبداً ماهتخبي عليا حاجه... 
 مسح بأصابعه آثار دموعها من على وجنتيها... ثم ابتسم إليها قائلا وهو يضمها بين أحضانه:عمري ماهخبي عليكِ أي حاجه ياقطتي... 
 ابتعدت عنه بعد قليل قائله:بس ياريت ياحبيبي متنساش إنك هتجبلي فون بدل اللي اتكسر... 
 نظر إليها باشمئزاز مصطنع.. ليتركها ويتوجه ناحيه سيارته... ركضت خلفه قائله وهي تضحك عليه:في ايه يامودي؟؟ هو أنا قلت حاجه غلط... 
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
 كانت تجلس أسيل تشاهد التلفاز في غرفه المعيشه عندما جلست سيلا تتأفف بجانبها.... نظرت إليها أسيل باستفهام... لتضربها بخفه على كتفها... تنهدت سيلا بنفاذ صبر قائله:عايزه ايه ياأسيل؟؟
 ردت عليها أسيل قائله باستفسار:مالك سيلا؟؟ جايه من المدرسه مش طايقه نفسك كده ليه؟؟ 
زفرت سيلا بحنق قائله:زهقت من بابي ده!! 
 عقدت أسيل حاجبيها قائله باهتمام:ليه ياسيلا؟؟ ده بابي حتى بيحبك.... 
 وضعت سيلا قدم فوق الأخرى قائله بضجر:ماأنا مش عايزه حب بابي بس.... عايزه حب مامي كمان.. بس مامي في الطراوه!!
قاطعتها أسيل قائله بذهول:طراوه!! 
لتكمل سيلا قائله ببراءه:اه طراوه.. 
 لتقول لها أسيل:يخرببيتك ياشيخه.... ده لو أبوكِ سمعك مش بعيد يوديكِ فيها السجن ويوديني معاكِ عشان سبتك تقوليها.... 
 ردت عليها سيلا قائله بحنق:يوووه ياأسيل... أنا في إيه ولا في ايه؟؟ اتصرفي مع بابي ده... 
 لتضع أسيل يدها أسفل خدها قائله بفتور:وده أتصرف معاه إزاي ياختي؟! 
 ردت عليها سيلا قائله بمكر:فاكره سيرين اللي جات هنا قبل كده؟؟ 
 همهمت أسيل وهي تجلب كوب الماء لتشربه... لتكمل سيلا قائله وقد اتسعت ابتسامتها الماكره:إيه رأيك نجوز بابي ليها؟؟
 سعلت أسيل بقوه حتى كادت تلفظ أتفاسها الأخيره... لتلتقط أنفاسها بصعوبه قائله بلهاث:الله يخرببيتك ياشيخه... أنتِ جيبتي الكلام ده منين؟؟ 
 لتهز سيلا كتفيها قائله بعدم اكتراث:عادي.. أصل مامي كل لما تشوفني تقعد تشتم في سيرين دي فانا فهمت ان بابي شكله بيحبها... 
 لتبدأ أسيل في العويل قائله:يخرببيتك ياساره... دي أخره قعدتك السوده مع امك ياسيلا... ياما قلت لزين ميسبكيش تقعدي مع الحربايه دي لوحدك بس مسمعش كلامي... أخرتها تقوليلي بابي شكله بيحبها... نهااار اسود... البت لسه عندها 4سنين وبتقولي طراوه ونجوزهم لبعض... اومال لما تكبري هتعملي إيه؟؟ ده إيه الزمن الأسود ده.... 
 لتضع سيلا يديها الصغيرتين على أذنيها قائله بضجر:خلاص بقى افصلي ياأسيل... عايزين نتكلم بقى كلام عاقلين... 
 رفعت أسيل حاجبيها... لتخرج هاتفها قائله:انا هاتصل بسيرين وأخليكِ تكلميها على أساس إنك المفروض يعني بتقولي إنها وحشاكِ وعايزه تكلميها... 
 ثم أكملت بتحذير:بس تتكلمي بأدب والنبي بلاش طراوه والكلام الجميل ده... خليها تفتكرك استغفر الله العظيم يعني مؤدبه... 
نظرت إليها سيلا باستحقار.... ولم تعقب... 
لتقول أسيل في سرها:لا بنت ساره يعني بنت ساره...
ربنا يستر.... 
 لتهاتف سيرين.... ثواني وردت عليها سيرين قائله بسخريه:عاش من سمع صوتك ياشيخه... 
ضحكت عليها أسيل قائله:إيه يابت اللماضه دي في إيه؟؟ 
ضحكت سيرين بصخب ثم قالت:عامله إيه يازفته؟؟ 
ردت عليها أسيل:كويسه ياحيوانه... 
 استمعت لصوت سيلا الساخر بجانبها:لا والله على أساس إن أنا كلامي وحش وانتِ اللي كلامك محترم مثلاً لاسمح الله... 
 ضربتها أسيل على مؤخره رأسها.... ثم قالت لسيرين:مش هتصدقي مين عايز يكلمك ياسيري؟؟
عقدت سيرين حاجبيها قائله:مين ياختي؟؟ 
 لترد عليها أسيل قائله وهي ترمق سيلا بتحذير:خدي شوفي بنفسك... 
 ثم أعطت الهاتف لسيلا.. لتقول سيلا بصوت رقيق:ازيك ياسيري.. 
 قطبت سيرين جبينها فهذه أول مره تستمع لهذا الصوت لتقول:مين معايا؟! 
ردت سيلا بتأفف:أنا سيلا... 
 ابتسمت سيرين قائله:معلش ياسيلا... أول مره أسمع صوتك... ازيك ياحبيبتي...
 ضحكت سيلا قلئله:أنا الحمد لله..... قوليلي بقى أنتِ ليه مش جيتي عندنا تاني ؟!
 توترت سيرين قليلاً... ولكنها ردت عليها قائله بصوت حنون:معلش ياحبيبه قلبي.... أكيد هاجيلك في يوم ونقضيه مع بعض... إيه رأيك؟؟ 
 قضوا ساعه من الحديث المتواصل... وقد نست سيلا بالطبع تحذيرات أسيل وتصرفت على سجيتها... لا تنكر سيلا أنها أحبت حديث سيرين معها... فقد أخذت سيرين تحكي لها عن طفولتها وكم وجدت تطابق في شغبها وهي صغيره مع سيلا.. وكذلك أسيل شاركتهما الحديث.. لتصمت سيلا ماإن دلف والدها لغرفه المعيشه... أشارت له بأن يحملها.... حملها لتضع هي الهاتف على أذنه.... ليستمع لتلك الضحكه الرنانه التي اشتاق لها... ثم تبعها صوت سيرين وهي تلهث من شده الضحك قائله:عندك حق والله ياسيلا.. زين ده لايطاق والله.. أنا مش عارفه انتِ ازاي مستحملاه... أنا أكتر واحده عارفه انه بيفتح مبيعرفش يسرح الشعر اسأليني... كان بياخد شعري يلعبكه وفي الآخر ميعرفش يسرحه.... 
 ليرد عليها زين قائلا بسخريه:ماانتِ اللي كنتِ كارته ياختي.... 
ابتلعت سيرين ريقها بتوجس... لتقول باهتزاز:زين....
 أنزل زين سيلا على الأرض... ليأخذ الهاتف ويخرج إلى الحديقه بالخارج.. لتنظر سيلا لأسيل بمعنى ألم أقل لكِ؟؟ أما أسيل قالت بحنق:الله يخربيتكم رصيدي هيخلص...
 خرج زين إلى الحديقه.... وجلس على أحد المقاعد.. ليقول لسيرين:ازيك ياسيري...
 ردت عليه سيرين قائله وهي تضع يدها على قلبها:الحمد لله ياأبيه.. ازيك أنت؟؟
 بعثر زين شعره بيده قائلا:مابلاش أبيه دي.... دمها تقيل... فاكره زمان كنتي بتقوليلي إيه؟! 
 ضحكت قائله:طبعاً فاكره... كنت أقولك يازيني... وانت تروح قايلي يابنتي احترمي شويه قدام الناس طب خلي زيني دي بيني وبينك... وأنا أقولك لا زيني يعني زيني... لحد ما...
 بترت كلامها في المنتصف... وقد ابتلعت تلك الغصه المريره في حلقها...
 ابتسم زين قائلا وقد فهم مايدور في خلدها:عارفه ياسيري أنا اكتشفت حاجه إن زمان مش انتِ اللي كنتِ صغيره بس لا... أنا كمان كنت صغير ومفهمتش....
عقدت سيرين حاجبيها قائله بتساؤل: مافهمتش إيه؟؟
 ضحك زين قائلا وهو يرجع بظهره إلى الخلف:كنت فاكر إن الزمن بينسي... بس طلعت غلطان طلع بيفكرك أكتر بالمواقف اللي حصلت مع اللي بنحبهم فبنفتكرهم أكتر وبنتعذب أكتر....
 ردت عليه سيرين قائله بفضول:طب وأنا إيه علاقتي بده كله؟؟
 جز زين على أسنانه قائلا بغضب:ماهو لو بعد ده كله مافهمتيش تبقي حماره.... اقفلي ياسيري...
 لم ينتظر ردها... ليغلق الهاتف بوجهها... نظرت إلى الهاتف بصدمه.. ثم قالت بعبوس طفولي:أنا حماره.... لتكمل بعند:طب على فكره بقى انت اللي حمار يازين بس....
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
 قضت أميره الطريق بأكمله إلى منزلها دون حديث... فهي إلى الآن لم ترد عليه منذ أن اعترف لها بحبه!!أما عاصم فأخذ يلعن غباءه الذي جعله يعترف الآن لها بمشاعره.... بمجرد أن توقف أمام منزلها حتى ترجلت مسرعه من السياره دون أن تشكره حتى.. ليضرب المقود بقبضه يده... ثم أدار محرك سيارته عائدا إلى العمل... أما هي راقبت سيارته التي خرجت من محيط منزلها بحزن... لتندفع إلى الداخل.... حمدت الله أنها لم تجد أحد ليراها بتلك الحاله المزريه.... توجهت إلى غرفتها وهي تجر ساقيها.... ودلفت بعدها مباشره إلى المرحاض.. لتقف أسفل الماء البارد بثيابها.... وقد اختلطت بها دموعها.... بعد فتره خرجت من المرحاض.. لتردي ثيابها... وذهبت لكي تصلي وتناجي ربها بأن يرحمها ويساعدها على اتخاذ القرار الصواب فهي لاتريد أن تصبح خائنه في حق إسلام... لاتحبه تعترف.. ولكن هذه هي مبادئها التي تربت عليها.. ولاتريد أن تنشب بين عاصم وإسلام مشاكل... فهما صديقان بالأخير... ولكنها تعلم أنه ليس خطأ أي منهم... ليس خطأها أن تكون خطيبه إسلام وتعشق عاصم... وليس خطأ عاصم أن يكون صديق إسلام ويعشقها.... بعد أن انتهت من صلاتها... وجدت هاتفها يرن باسم إسلام... لترد عليه قائله بعصبيه:سنه عشان البيه يرد...
 قطب إسلام جبينه قائلا بهدوء:في ايه ياأميره؟؟معلش كنت في اجتماع والموبايل كان سايلنت...
 ردت عليه قائله بغضب:والله!! الفون كان سايلنت ياأميره... افرض أميره كانت في زفت مصيبه تعمل ايه هااا؟؟ تتصل بمين؟؟ تتصل بأبوها اللي عنده القلب... ولاتتصل بالراجل اللي مفروض هي أمانته... أنا عارفه من الأول إن إحنا مش مناسبين لبعض بس بقول يلا اهو ندي بعض فرصه... بس واضح إن ملهاش لازمه الحكايه دي.... ياريت بقى نخلص من الخطوبه دي بسرعه عشان أنا زهقت....
 ثم أغلقت الهاتف... وهي تتنهد براحه.... فهذا عبء ثقيل على قلبها... لتجر أقدامها ناحيه الفراش وتتسطح عليه... ماأن لامس جسدها الفراش حتى تذكرت ماحدث معها هذا اليوم.... لتسيل دموعها بصمت وهي تفكر ماذا كان سيحدث لها لو لم يأتِ عاصم وينقذها.... تذكرت ضمه لها واعترافه بحبه "أنا بحبك اوي ياأميره" لتقول وهي تغمض عينيها كي تنام:وانا كمان بحبك والله ياعاصم... 
ثم غضت في نوم عميق... 
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
كانت زينه تحادث والدها في الهاتف... 
 قالت لوالدها بتذمر:في ايه يابابا؟؟ ماباكلش أنا بني آدمه على فكره.... كل ماتكلمني تقولي خلي بالك على جوزك وعلى ابنك... 
 ليضحك عليها سالم.. ثم أردف:ايه يازينه... مش عايزه ليه تسمعي الكلام... وبعدين جوزك بيحبك وبيحب يعمل كل اللي يرضيكِ... 
 ابتسمت زينه بحب وهي تلمس بطنها الصغيره... ثم قالت بمشاكسه:يعني أنا مثلاً اللي مش براضيه... والنبي اسكت يابابا.. ويلا روح خد دواك ونام... 
 ابتسم والدها ثم قال:ماشي يااللي مغلباني... تصبحي على خير... 
 ردت عليه قائله بابتسامه واسعه:وانت من اهل الجنه ياحبيبي... 
ثم أغلقت مع والدها لتتذكر مفاجأه زوجها لها منذ شهر... 
 كانت زينه تغط في نوم عميق... لتقطب جبينها ماإن شعرت بتلك القبلات على وجهها.. فتحت عينيها العسليه لتجد عمرو يوزع قبلات متفرقه على كامل وجهها... لتبتسم بحب وهي تعتدل في جلستها.. لتطبع قبله سطحيه أعلى ثغره... ثم قالت وهي تتأثب:صباح الخير يا عمرو... 
 ابتسم إليها وهو يعدل شعرها المشعث... ثم قال:صباح النور ياحبيبتي.. نمتي كويس؟؟ 
 أومأت برأسها... ليكمل هو قائلا وهو يربت على وجنتها:طب يلا عشان ورانا مشوار... 
قطبت جبينها قائله:هنروح فين؟؟
قبل جبينها المقطب ثم أردف:هتعرفي لما نوصل.. 
 لتنهض من الفراش وتجري بسرعه باتجاه المرحاض... ليضحك عليها عمرو قائلا:بالراحه يازينه... فضولك هينسيكِ إنك حامل ولا ايه؟؟ 
 استمع إلى صوت زينه الغاضب قائله:براااا ياعمرو على ماالبس... 
 ضحك عمرو عليها... ثم خرج من  الغرفه... مقررا انتظارها في سيارته.... 
 طوال الطريق لم تكف زينه عن سؤاله إلى أين هما ذاهبان؟؟ ولكنه كان لا يجيبها.. مما كان يجعلها تتذمر.... 
 بعد فتره ليست طويله... وصلا إلى منطقه شعبيه نسبياً... نظرت إليها زينه بصدمه... لتنظر ناحيه عمرو الذي ابتسم لها بحنان...ترجلا معا من السياره... إلى أن وقفا أمام باب بيت متهالك نسبياً..... لمست زينه باب المنزل بعدم تصديق... لتطرق الباب... انتظرت ثواني حتى فتحت تلك التي كانت تضحك بالداخل مع العم سالم... لتتلاشى ضحكتها...قائله بصدمه:عمرو!! 
 وكذلك عمرو لم يقل صدمه عنها... لينظر إليها قائلا:أنتِ بتعملي إيه هنا ياآيه؟! 
 عقدت آيه ذراعيها حول صدرها قائله بغضب:وانت مالك... ايه جاي تخطفني من هنا كمان ولا ايه؟؟ 
نظرت زينه إلى عمرو قائله:تخطفها!! مين دي ياعمرو؟؟
 ردت عليها آيه قائله:لا هو أنتِ متعرفيش اللي معاكِ ده قتال قتله... يقتل القتيل ويمشي في جنازته... ثم أكملت وهي تنظر إليه باحتقار:هاقول ايه ماانت تربيه حسن الشافعي... 
 تقدم عمرو منها قائلا بغضب:اقسم بالله ياآيه لو ماسكتي لأوريكِ قتال القتله ده هيعمل فيكِ ايه على حق ربنا؟!
 لا تنكر أنها ارتعبت منه ولكنها استجمعت شجاعتها لترد عليه قائله ببرود:وأنا مش خايفه منك يابابا... اتكلم على قدك... 
ثواني وقال بصوت متعب سالم من الداخل:مين يابنتي؟؟ 
ركضت زينه إلى حيث صوت والدها قائله بدموع:بابا!!
 نظرت آيه إلى عمرو باستفهام... ليغلق الباب... ويدلف إلى الداخل.. ثم أشار إليها لتجلس على أحد المقاعد... وجلس أمامها قائلا:هاحكيلك... 
 ليسرد لها معرفته بزينه وكيف تزوج بها.... لتشهق آيه قائله بصدمه:يخرببيتك ياشيخ... ايه انت مبتسبش حد في حاله... حتى مراتك كمان تطلع كنت خاطفها.... 
 ليرد عليها عمرو قائلا بملل:لو خلصتي الاسطوانه دي اخرسي بقى وسبيني اكمل كلامي.. 
زمت آيه شفتيها قائله بغيظ:قول ياخويا... 
 نظر إليها عمرو قائلا:بصي انا عارف اني غلطت معاكي كتير قبل كده... وأنا بصراحه آسف على كل حاجه عشان يعني أنا عايز ابدأ مع مراتي وابني اللي هييجي ده حياه جديده... بعيده عن اللي كان بيحصل زمان... فياريت يعني لو إنتِ تسامحيني... 
 نظرت إليه آيه لبضع ثواني.. ثم قالت:وانا إيه اللي يضمنلي إنك مترجعش تاني تعمل زي زمان؟!
 ابتسم عمرو قائلا:اللي يضمنلك إن عمي حسن نفسه بقى حاططني في قايمه أعدائه.... ده مش بعيد كمان يحطني أول واحد... 
 ضحكت هي قائله:أنت هتقولي.. وده لما بيحط حد في دماغه مبيطلعوش منها.... 
أكد عمرو على كلامها قائلا:الله ينور عليكِ.... 
 نهضت آيه قائله وهي تتوجه إلى غرفه العم سالم:هاعمل نفسي مصدقاك المره دي... 
ليتبعها هو إلى الداخل.... 
 وجدا زينه منهاره في أحضان والدها وهو يربت على ظهرها ودموعها تسيل بصمت... ليقف عمرو على باب الغرفه يحك رأسه بحرج... 
 نظر إليه سالم بحنان ليفتح إليه ذراعه الآخر قائلا:تعالى يابني... 
 تقدم منه عمرو بحرج... لينزل إلى مستواه.. ويدخل تحت ذراعه... نظرت إليه زينه بامتنان... ليلف هو الآخر ذراعه حولها... 
 نظرت إليه آيه بهدوء... فيبدو إنه ليس ككل مره... حسناً هي التمست في الخارج صدق نبرته... ولكنها سبقت وعاهدت نفسها ألا تكون ساذجه... لتتوجه إليهم قائله بنبره مرحه:إيه الحضن الأسري ده ياجماعه؟! ثم أكملت وهي تتناول حقيبتها متجهه للخارج:بعد اذنكم بقى هاروح أنا... وأسيبكم مع بعض... 
ثم خرجت من الغرفه بل من المنزل بأكمله....
 بعد فتره ابتعد كل من عمرو وزينه عن العم سالم.. لتمسح زينه دموعها... أخفض عمرو رأسه ليقبل يد سالم قائلا بأسف:أنا آسف ياعمي على كل اللي بدر مني في حقك أو في حق زينه... 
 ابتسم إليه سالم قائلا بحنان:ولايهمك يابني... وبعدين المسامح كريم... وطالما زينه مبسوطه معاك... أنا معنديش أي مشكلة يابني... 
لينظر لزينه قائلا بحنان:مش انتِ مبسوطه معاه يابنتي... 
 هزت زينه رأسها بمعنى نعم.... ليكمل سالم داعيا:ربنا يسعدكم مع بعض يابنتي.... 
 فاقت من شرودها عندما دفن زوجها رأسه في عنقها من الخلف.... لتقول له:جيت امتى ياعمرو؟! 
همهم قائلا في عنقها:من شويه... بس أنتِ كنتِ سرحانه... 
 ضحكت قائله:طب مش عايز تعرف أنا كنت سرحانه في ايه؟؟ 
 ابتسم إليها.. ثم حملها قائلا وهو يهمس أمام شفتيها:لا مش عايز اعرف... أنا ورايا حاجات تانيه أهم....
 أطلقت زينه ضحكه رنانه.. ليتناولها هو في قبله شغوفه متوجها بها إلى غرفه نومهما... 
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
 كانت مريم جالسه أمام نافذه غرفتها.. هائمه في نجوم السماء.. لفت نظرها ضوء القمر الساطع وكم كان مضئ السماء... لتشرد قليلاً في أنها متى ستجد حب حياتها.... أو فارس أحلامها كما لقبته... حسناً هي تسخر دائما من الحب ولكنها تريد أن تشعر به كبقيه الفتيات... داعبت نسمات الهواء العليل خصلات شعرها المتطايره... لتغلق النافذه ثم اتجهت إلى فراشها وهي تحلم بذلك الفارس الذي سيقتحم حياتها في يوم من الأيام.... 
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
انتهى 💜
 بقلمي آيه عبد الرحمن ♥️

ليست هناك تعليقات