رواية عشق الطفوله الحلقه ١٥❤
الخامس عشر. كان الاثنان يتناولا طعامهما باستمتاع إلى أن استمعا لذلك الصوت الأنثوي خلف آيه:محمد!!
لتلتفت آيه سريعا إلى تلك صاحبه ذلك الصوت.. لتنصدم مما رأت!! فتاه ذات جسد ممشوق... طويله القامه... من يراها يظن أنها عارضه أزياء...ترتدي تنوره سوداء قصيره تصل إلى منتصف فخذها وفوقها بلوزه من اللون الأحمر ضيقه للغايه تبرز معالم جسدها... لتتقدم منهما وهي متعمده التبختر في سيرها مما آثر حنق الأخرى!! لتصل أمام محمد وقد تجاهلت وجود آيه مما آثر حنق آيه أكثر ليتحول فورا إلى غضب جحيمي وهي تراها تصافح زوجها لتميل عليه مقبله وجنته!!مما آثر دهشه الاثنين معا...
لتسمع صوتها أخيرا وهي تقول: هاي يامحمد.. وحشتني أوي ووحشتني أيام زمن... ثم أحضرت لها كرسي لتجلس بجانب محمد أو بالمعنى الأصح لتلتصق به.. وقد وضعت ساق فوق الأخرى لترتفع التنوره أكثر.. لتنقل آيه بصرها تجاه محمد الذي كان يجلس في صدمه من أمره... لتقول له وهي تجز على أسنانها من الغضب:مش هتعرفني يامحمد ولا ايه؟!
:اه صحيح يامحمد مش هتقولها أنا مين ولا ايه ياميدو؟!
:ميدو!! قالتها آيه بغضب وهي تنظر لمحمد نظرات ناريه... ثم التفتت تجاه تلك الفتاه قائله بابتسامه مصطنعه:طب وإنتِ مش هتقوليلي إنتِ مين؟!
:اه طبعا.. انا ندى إكرامي.. كنت مع محمد زمان في الجامعه.. ثم أكملت بخجل مصطنع وهي تنظر إلى الأسفل: وكان فيه بينا قصه حب!!
لينظر محمد تجاهها بصدمه.. فهي كاذبه!! ثم نقل بصره تجاه آيه التي تحولت عيونها لسوداء داكنه!! ليقول محاولا إخراج الكلمات من بين شفتيه وهي يهز رأسه كعلامه بالرفض:ياآيه.. والله ما....
لتقطعه آيه بعلامه من يدها بأن يصمت!!ثم أكملت حديثهما مع تلك الندى قائله:احكيلي أكتر عن قصه الحب دي!!
لترد ندى بابتسامه واسعه وقد حققت مرادها بعد مرور سنوات عديده:يااااه كانت قصه حب عارفاها الجامعه كلها.. كانت كل الناس بتقول ان احنا ثنائي هايل مع بعض... وميدو على طول كان بيجبلي هدايا وبيفسحني... وكان فيه شجره في الجامعه مسمياها أنا وميدو شجره حبنا.. الشجره دي تحتها أول مره محمد اعترفلي بحبه لما كنت بعيط تحتها.. وساعتها خدني في حضنه وقالي انه عمره ماهيسيبني!!
لتنظر آيه تجاهها هي تضع يدها أسفل ذقنها قائله ببرود:وايه اللي منع قصه الحب الجميله دي؟!
لترد ندى بحزن مصطنع:بابي كان ممانع.. وعايز يجوزني ابن عمي.. بس أنا رفضت وصممت إن محمد ييجي يتقدملي... وبالفعل راح بس بابي للأسف طرده وجوزني ابن عمي بالعافيه.... بس أنا وهو اطلقنا من ٣ سنين عشان انا معرفتش أعيش من غير محمد.. ولسه بحبه زي ماأنا متأكده أنه لسه بيحبني...
ليقول محمد بغضب:ايه الكلام الفارغ ده ياندى؟! إنتِ عارفه كويس ان عمري ماكنت بحبك.. ولا هاحبك.. ايه الهبل ده؟! واضح إنك لسه عندك أمل لحد دلوقتي انك ممكن تدخلي حياتي.. ثم أكمل وهو ينظر لآيه باستعطاف :اوعي تصديقها ياآيه...
لترد ندى بحزن مصطنع:للدرجه دي ياميدو لسه زعلان من اللي حصل زمان... ومش عايزها تصدق ليه ها؟! ماكل الجامعه كانت عاوفه اللي فيها... ثم أكملت وهي تنظر لآيه:اوعي تصدقيه ده هو بينكر انه بيحبني عشان لسه زعلان...
لتردف آيه بأسف مصطنع:تؤتؤتؤ... قصه حب حزينه فعلا.. بس إنتِ نسيتي تسأليني عن حاجه مهمه.. ايه هي؟؟ ايه هي؟؟
قالتها آيه وهي تتصنع التفكير.. ثم أكملت:نسيتي تسألي أنا مين؟!
:مين؟!
قالتها ندى بفضول..
لترد آيه ببرود عكس عيونها الغاضبه:آيه.. مرات ميدو!!
لتنظر الأخرى إليها بصدمه.. أما محمد قد فاض به الكيل... ليخرج من جيبه بعض المال.. ويضعه على الطاوله... ثم نهض من على كرسيه ساحبا آيه من يدها إلى خارج المطعم.... ليصعد بها إلى السياره.. ليلتفت إليها قائلا بعصبيه:ايه اللي عملتيه جوه ده؟!
:انا عملت حاجه.. مش المفروض أنت اللي تحكيلي عن قصصك الغراميه....
قالتها آيه بهدوء يشبه هدوء ماقبل العاصفه...
:قصص غراميه ايه وزفت ايه.. إنتِ مش مدياني فرصه أشرحلك ليه انها واحده كدابة... كانت هتموت زمان وتوصلي وانا اللي كنت بصدها... بس أنتِ عماله تسأليها وتستفسري... مش قبل ماتسأليها كنتِ تسأليني أنا الأول هي مين؟!
لتندفع فيه آيه قائله بغضب وهي تمسكه من لياقه قميصه:والله!!عايزني أسألك وهي جايه تدلع في مشيتها وحضالي ٥٠ كيلو ميكب على وشها وصبغالي شعرها أحمر... وجايه تلزق جمبك... ولا مشفتهاش وهي بتبوسك من خدك... وانت ايه شكل كان عجبك الموضوع.... وموقفتهاش عند حدها ليه... ولا كنت مستني لما تاخدك بالأحضان...
أنهت آيه حديثها.. وصدرها يعلو ويهبط من شده الغضب....لينظر إليها محمد بخوف... فلون بشرتها قد بدأ يتغير ليأخذ سريعا حقيبتها من جانبها وقد أفرغ جميع محتوياتها حتى وجد البخاخ.. ليساعدها على استنشاقه... ثم أجلسها على قدميه حتى هدأت.. لتعود إليها نوبه الغضب مره أخرى...لتقول وهي تضربه في صدره بكوعها:وسع يامحمد... وسيبني في حالي.. عشان متعصبش اكتر منك...
ليقيد هو حركتها سريعا بأن لفها باتجاهه وقد لف ذراعيه حول خصرها.. ليدفن رأسه في عنقها ثم قربها منه أكثر... ليقول وهو مازال واضعا رأسه داخل عنقها:والله العظيم ياآيه ماحصل حاجه من اللي هي قالتها... عمري مابصت ليها ولا لأي واحده تانيه غيرك.. ثم أكمل بمرح بعد أن رفع رأسه من عنقها:وبعدين أنتِ تعرفي عني اني بجيب هدايا لحد... ولا انا بتاع شجره حبنا والجو الأهبل ده...
لتقول هي وهي تعقد حاجبيها:يعني هي كدابه؟!
ليهز رأسه كعلامه بالموافقه... وعاد يدفن رأسه في عنقها من جديد... ليلثمه برقه.. ثم وضع قبله عميقه على عرقها النابض.. لتتوتر هي ثم رجعت رأسها للوراء قائله:يعني انت عمرك ماجيبتلي هدايا؟!
:لا هاجيبلك انتي بس يا قطتي... مش هاجيب لحد تاني غيرك.. ممكن بقى تسكتي شويه!!
لتعقد حاجبيها قائله بتعجب:ليه؟!
:كده بحب أشوفك وانتي ساكته وهاديه... ممكن!!
لترتسم على شفتيها ابتسامه جميله... ليقترب هو منها مقبلا غمازتيها الاثنتين.. ثم جانب شفتيها قائلا وهو ينظر إليها وقد وجد أعينها مغمضه:اوعي تزعلي من أي حاجه ياقطتي ماشي..
:ماشي..ثم أكملت وهي تهمس في أذنيه:يامودي... لتقبل وجنته سريعا وابتعدت عنه لتعود إلى مكانها في المقعد بجانبه..
لتقول له ببراءه:هنروح فين تاني؟!
لينظر إليها... وهو يميل باتجاهها:المكان اللي عايزاه قطتي.. ثم أكمل بابتسامه ماكره:خوفتي إنتِ على نفسك... فقلت ترجعي مكانك... بس هاعمل نفسي مش واخد بالي....
ليدير محرك السياره وقبل أن ينطلق بها كان يرن هاتفه...ليخرج من جيبه وهو يتأفف ماإن رأى اسم المتصل.. ليرد قائلا ببرود:نعم!!
:ازيك يا محمد بيه؟!
هذا كان صوت سالي السكرتيره...
:نعم!!
لترد بحرج فهو لم يرد عليها:في ورق مهم عايز توقيع حضرتك عشان إجتماع بكره...
:ماشي.. ربع ساعه وأكون في الشركه..
ليغلق معها.. ثم وضع الهاتف في جيبه مره أخرى.. ليلتفت قائلا لآيه:معلش يا قطتي.. فيه ورق مهم عايز توقيعي في الشركه.. ممكن نأجل الخروجه ليوم تاني؟!
:وليه يوم تاني؟! مااروح معاك الشركه... وبعدين نخرج.. ليقول وهو يبتلع ريقه بتوجس فهي رأت سالي السكرتيره فبالتأكيد ستقتله!! :مش عايز اتعبك..
:ولا تعب ولا حاجه...
ثم نظرت إليه قائله بشك:في حاجه هناك مش عايزني أشوفها ولا ايه؟!
ليرد عليها بارتباك:ها.. لا.. مفيش يلا عشان نروح الشركه.. وبعدين نكمل البرنامج بتاعنا.. ايه رأيك ؟!
:ماشي..
قالتها آيه باتسامه... وهي تدس نفسها بأحضانه... لينطلق هو إلي الشركه سريعا....
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
في شركه محمد البغدادي...
بعد أن أغلقت سالي مع محمد.. أسرعت بإخراج المرآه وعلبه مستحضرات التجميل... لتتأكد من مظهرها للمره العاشره!! فهي تريد أن توقعه بأي طريقه... ولا تعرف ماذا تفعل فهي قد استنفذت معه جميع حيلها..ولكنها تعتقد أنه بالتأكيد سيقع في يوم من الأيام...
أمام باب الشركه...
بعد إن ترجل محمد من السياره.. فتح لآيه باب السياره وساعدها على النزول من السياره... لتتأبط هي ذراعه.. وتدلف معه إلى الشركه وهي تنظر إلي جميع أرجاء الشركه بانبهار وفخر بزوجها وحبيبها...فشركته أصبحت من أكبر الشركات ومبناها الراقي لم يغفل عن أعينها... لينظر البعض إليهما بصدمه داخل الشركه .. من التي اقتربت من محمد البغدادي لهذا الحد.. والموظفات كانت نظراتهم موجهه على آيه بحقد من جمالها الأخاذ... أما هو لم يغفل عن أي نظره من تلك النظرات... ليسمع الهمهات خلفهما.... ليلتفت إلى جميع الموظفين بسرعه.. وهو يضع يده حول خصر آيه بتملك....ليقول إليهم وهو ينظر إليهم نظراته الحاده:اعتقد ان احنا مش قاعدين فاضيين عشان نقعد مع بعض نتكلم وندردش... ثم أكمل بصوت جهوري:يلا كل واحد على شغله....
ليتجه بآيه نحو المصعد.. ليدلفا معا إلى داخله... لتقول آيه وهي تبلع ريقها بخوف:محمد!! هو إحنا لازم نركب الأسانسير؟!
ليضغط على زر الطابق العشرين... ليلتفت إليها ثم حملها مثل المره السابقه ليقول وهو ينظر داخل بحور عينيها:متخافيش...
:ماشي... بس قولي الموظفين تحت هيقولوا علينا ايه.. واحنا كنا داخلين مع بعض؟!
ليداعب أنفها بأنفه قائلا بمشاكسه:هيقولوا مديرهم العاقل اتجنن خلاص..
:ياسلام وانا اللي جننتك...
قالتها آيه بغضب طفولي...
ليطبع محمد قبله سطحيه على شفتيها.. ثم قال بنبره عاشقه:مجنناني من زمان وحياتك...
لتضحك هي عليه بصخب... ثم وصلا إلى طابق مكتبه.. ثم أنزلها مره أخرى.. ليفتح باب المصعد ويخرج منه ممسكا يدها... ليسيرا معا في الرواق حتى وصلا أمام باب مكتبه ليقول دون النظر للسكرتيره خاصته:ابعتيلي الورق على المكتب.. مع فنجان قهوه..
أما آيه فقد نظرت إليها باشمئزاز بدايه من وجهها الملطخ بمستحضرات التجميل حتى فستانها القصير.... ولكن ماطمأنها أن زوجها لم ينظر إليها كأنها غير موجوده.... لتبتسم باتساع وهي تتقدم معه إلى داخل المكتب... بعد أن أغلق الباب خلفهما.... لتنبهر من تصميمه الرجولي.... فكانت الغرفه مزيج بين اللونين الأبيض والأسود... و يوجد أريكه واسعه من اللون الأسود على الجهه اليسرى من المكتب...وكل شيء أعجبها.... ولكن أكثر شيء أعجبها هو مجموعه صورهما معا في مختلف أعمارها التي توجد على سطح مكتبه الأسود.. ليحتضنها محمد من الخلف قائلا:ايه رأيك في الشركه؟!
:تحفه يامحمد... كل حاجه ذوقها جميل آوي... أنا بجد فخوره بيك جدا...
:بجد ياقطتي!!
قالها محمد بسعاده حقيقيه..
:بجد يامودي..انا فخوره بيك اوي اوي...
:طب مفيش حاجه حلوه بمناسبه الشركه ولا ايه؟!
قالها محمد بخبث لتلتفت إليه قائله باستفهام:يعني ايه؟!
ليسحبها محمد إلى الأريكه.. ليجلس ويجلسها على قدميه.. وقد جعل وجهها مقابل لوجهه..
لتقول إليه بتوتر:بتعمل ايه يامحمد؟! افرض حد دخل علينا...
:محدش يقدر يدخل من غير ماأنا أديه الإذن... وبعدين أنا عايز الحاجه الحلوه بتاعتي...
:انا مش فاهمه انت قصدك ايه؟!
:انا عايز فراولتي...
:فراولتك!! وانا أجيبلك منين فراولتك دي...
:لا ماانا هاخدها بنفسي..
:طب ماتاخدها هو أنا قلتلك لا...
:متأكده!!
:انجز يامحمد... أنا مش فاهمه حاجه..
ليثبت وجهها بين يديه.. وهو يهمس أمام شفتيها:انا هافهمك حالا...
ليأخذ شفتيها في قبله هادئه... سرعان ماتحولت لقبله شغوفه.. وهو يتذوق طعم شفتيها الذي أصبح يدمنه... ليعمق قبلته أكثر وأكثر.... ثم ابتعد عنها وهما يلهثان لحاجتها إلى الهواء... لتأخذ شفتيه مجراها إلى جميع أجزاء وجهها وعنقها.. ولكنه بعثر شعرها في يديه... وهو يستنشق رائحته.. ليأخذها في أحضانه... بعد أن رأى إحمرار وجهها الجحيمي... وشفتيها المنتفختان بفعل قبلته...ليشعر أنها دعوه صريحه منهما للتقبيل... ولكنه لايريد أن يرهق تنفسها... لينعم سريعا بإحتضانها وقد شعر بذراعيها يلتفان حول خصره... وبأظافرها التي غرستهم في ستره بدلته... ليطبع قبله على رأسها... وعلى وجهه ابتسامه سعيده وهو ينعم بسعادته التي لم ولن يعرفها إلا على يديها...
كل هذا وهم غافلين عن سالي التي تنظر إليهم بحقد من خلف باب المكتب... وقد أحضرت هاتفها لإلتقاط صور لهما وهما في تلك الأوضاع؛لتثأر لكرامتها!!
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
انتهى ❤️
بقلمي: آيه عبدالرحمن 💜
التعليقات على الموضوع