إبحث عن موضوع

رواية عتاب الحلقه ٣٠

الفصل الثلاثون

قررت (روفيدا)  التحدث مع شقيقها فمنذ شهر تقريباً وحاله لا يسر أحد أبداً لذا تريد معرفة سبب تغيره بتلك الطريقة أتجهت نحو الغرفة وطرقت باب الغرفة الخاص به مرتين ولكن لم يأتيها رد شعرت بالقلق عليه وقررت فتح مقبض الباب لتتفاجآ به متكأ على الفراش شارداً غير منتبه لما حوله شعرت بالآسى عليه فهو لم يستمع حتى لصوت طرقاتها على الباب فاقتربت منه وجلست بجواره
-مالك يا ابيه ؟ ايه اللى حصلك ؟! أنت مكنتش كده أبداً
شعر (رائد) بضيق فى صدره ولم يكن يعلم ماذا عليه أن يقول لها فتابعت هى
-لا شغل بتروجه ولا بتقعد معايا وليل ونهار حابس نفسك فى اوضتك مش بتخرج إلا وأنت رايح لأبيه (طلال) المستشفى حصل ايه لده كله
أخذ نفس عميق ثم أمسك يدها وربت على يدها وقال
-أنا كويس يا حبيبتى ٠٠ اللى حصل ل (طلال) مضايقنى و٠٠ أمور تانية شاغلة بالى
لم يكن يعلم ماذا عليه أن يقول لها لذا قال أول ما خطر بباله تنهدت (روفيدا)  ثم قالت
-عشان خاطرى يا ابيه خد بالك من نفسك وأى شئ مضايقك واجهه متعودتش اشوفك هربان فى اوضتك قافل ع نفسك
-فى حاجات مينفعش نواجهها يا (روفيدا)
شعرت بالأسف على شقيقها ولكنها أجابت عليه قائلة
-حط فى دماغك بس وهينفع صدقنى هينفع
نظر لها (رائد) وابتسم ثم اقترب منها وقبل رأسها.وقال
-ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى
-وربنا يريح بالك يا ابيه ٠٠
********************
كانت (عتاب) تجلس تشاهد التلفاز وهى نائمة على الأريكة واضعة طبق من الذرة على بطنها تأكل منه بملل شديد وهى تغير قنوات التلفاز واحدة تلو الأخرى وهى لا تنتبه لما يذاع نظرت لمكان الشرفة فقد عاهدت نفسها أنها لن تدخل لتلك الشرفة مرة آخرى تلك الشرفة التى هى سبب فيما حدث لها مؤخراً استمعت لصوت أحدهم يطرق باب الشقة نظرت للساعة التى بيدها وجدتها الثامنة مساءاً لا تعرف من الذى سيأتيها بذلك الوضع وضعت طبق الذرة جانباً واتجهت نحو الباب لتتفاجأ بوجود (جميلة) احتضنتها بشدة وهى تقول
-وحشتينى اووووى يا جوجو
-وإنتى كمان اوووووى
-ادخلى ادخلى
قالتها وهى تفسح لها الطريق فدلفت (جميلة) للداخل وقالت بنبرة عتاب
-مش قولتلك تبقى معايا فى كل خطوة فى خطوبتى ينفع كده ؟!
أجابتها (عتاب) بنبرة آسفة
-أنا عارفة أنى مقصرة معاكى كتير بس غصب عنى حقيقى عموماً أنا تحت أمرك
زمت (جميلة) شفتاها بضيق ثم قالت
-بعد ايه فاضل يومين بس
-يا ستى اللى تطلبيه هعمله اقولك هاجى ابات عندكوا اليومين دول
-يااااريت ٠٠ 
-طيب أنا داخلة ابدل هدومى
-لاقيتى شغل ولا لسه ؟
-اه اشتغلت من يومين
سئلتها (جميلة) بإهتمام
-فين ؟!
-فى صيدلية قريبة من هنا بتمرن هناك وهبدء شغل من أول الشهر إن شاء الله
-طب ما تيجى معايا فى الشركة (أدهم) مش هيق٠٠
شعرت (عتاب) بضيق شديد ثم قالت
-أرجوكى يا (جميلة) متضايقنيش ٠٠ اى شغلانة مهما كانت هحبها المهم مقابلوش تانى مش عاوزة اقابله
-طب اقولك ع أى شركة تقدمى فيها طيب بدل ما تتمرمطى فى أى مكان
-مفيش شركة كبيرة هتاخدنى اطمنى أنا خريجة تجارة وكنت فاشلة فى الدراسة كمان ومعيش واسطة
-طب هقول ل (أدهم) و ٠٠
قاطعتها (عتاب) بضجر وقالت
-أرجوكى إنتى بقى كفاية أنا مبسوطة كده ٠٠ ياريت متضايقنيش
شعرت (جميلة) بضيقها فقالت
-خلاص زى ما تحبى
دلفت (عتاب) لغرفتها وابدلت ملابسها ووضعت ملابس لها من أجل إقامتها فى منزل خالتها وسمعت صوت هاتفها ينبئ بوجود رسالة جديدة زمت شفتاها بضيق فهذا موعد رسالته اليومية فتحت الرسالة من أجل الفضول ليس أكثر  كما تفعل دوماً ووجدت ما بها
(كان نفسى البى ليكى رغبتك ومروحش فرح قريبتك بس مينفعش محضرش فرح (أدهم) إنتى عارفة هو قريب منى ازاى
ياريت متضايقيش من وجودى)
ابتسمت بسخرية وحدثت نفسها قائلة
-محترم اووى الصراحة
وضعت الهاتف فى حقيبتها وخرجت للخارج وقررت الذهاب والمكوث مع (جميلة) وخالتها ٠٠
********************
ارتدى (رائد) ملابسه وقرر زيارة (ريان) بالعيادة الخاصة به كى يعرف أحوال (عتاب) منه فقد افتقدها بشدة وهو يعلم جيداً أن (عتاب) على إتصال ب (ريان) استقل سيارته وفى خلال نصف ساعة كان قد وصل العيادة وطلب من السكرتيرة التى تعمل مع (ريان) أن يدخل هو بعد كل المرضى وبالفعل خلال ساعة دلف إلى غرفة مكتبه اندهش (ريان) حين رأه وقال
-طيب دفعت ليه حق الكشف بقى !
-مش مهم أنا عاوز اتكلم معاك شوية
قالها وهو يجلس على المقعد الذى أمام مكتبه فاستمع له (ريان) بإنتباه وهو يقول
-(عتاب) عاملة ايه ؟ وحشتنى اوى 
-أنت كسرتها مرتين وأنت عارف ده كويس
-المرة التانية مش بإيدى أنا بحبها بجد بس ٠٠
صمت قليلاً ثم تابع
-أنت زنيت فوق دماغى عشان يخلى ليك الجو ٠٠ طبعاً أكيد لازق فيها ليل ونهار
-فعلاً كان ممكن اعمل اللى بتقول عليه ده وكنت هنجح فى ده خصوصاً أن (عتاب) كتاب مفتوح ليا عارف كل حاجة عنها ويمكن أنا بالنسبة ليها أحسن راجل دخل حياتها وهعوضها عن كل اللى فات
صر (رائد) على أسنانه ثم نظر له بشدة فتابع (ريان)
-وأنا مش واطى اوووى كده عشان استغل الظرف ده بالعكس أنا حاولت افهمها كتير أن الغلط بينكوا مشترك
صمت (رائد) ولم يجيبه فنهض (ريان) عن مقعده وجلس بالمقعد المقابل له وقال
-قولى أنت عملت ايه هتفضل قافل ع نفسك كتير ماهو أنت معندكش غير حلين تسيبها كده لحد مانا اعرف الوقت المناسب اللى اقدر اكسب فيه قلبها
فتوهجت عينان (رائد) غضباً فابتسم (ريان) وتابع
-ياما تحاول تكسب قلبها لتالت مرة بس المرة دى بالصدق مفيش كدب مفيش خداع
-انت مجنون ٠٠ ده مستحيل
-مش مستحيل أنت وقعتها فى حبك مرتين قبل كده سهل توقعها فى التالتة
 -المرة دى غير
-المرة دى هى هتشوفك بطريقة تانية أصلاً ٠٠ حاول بس
نظر (رائد) له وهو لا يعرف ماذا عليه أن يفعل الآن ٠٠
****************
بعد مرور يومان ٠٠
داخل السيارة الخاصة ب (أدهم) انتظرت (جميلة) خروج (عتاب) من صالون للتجميل فقد اخبرتها أنها سترتدى فستانها وتخرج على الفور بينما كان (أدهم)  بجانبها فى السيارة يتأملها وهى ترتدى فستان باللون السيمون الجزء العلوى منه مطرز ب (الدانتيل) والجزء السفلى منه من الستان وفوقه حجاب بنفس لون الفستان من الستان وتضع القليل من أدوات التجميل مما يجعلها فاتنة لذا أمسك يدها وقال
-إنتى بتبصى ع ايه بصيلى هنا ؟
اتسعت أعين (جميلة) وفتحت فمها بدهشة ونظرت ليده الممسكة بيدها فتوتر (أدهم) للغاية وابتلع ريقه وقالت وهى تسخب يدها من يده
-أنت اتجننت مش قايلالك مش بسلم أصلاً تروح ماسك ايدى
تنحنح قليلاً ثم قال
-احم ٠٠ يعنى النهاردة يوم خطوبتنا و ٠٠ المفروض حتى اننا هنرقص سوا ا٠٠ ايه المشكلة
-رقصت عليك عقربة ٠٠ لا طبعاً وأنا مفهمة مدير القاعة أنه مفيش رقص
زم (أدهم) شفتاه فابتسمت هى ثم قالت
-أنت اخلاقك فسدت خالص تمسك ايدى مرة واحدة
-خلاص يا (جميلة) مش ماسك ايديك استريحى بقى
-أيوة كده
ابتسمت (جميلة) ونظرت للأتجاه الآخر لتجد (عتاب) مقدمة نحو السيارة ولكنها صدمت مما ترتديه تىك المجنونة فقد كانت ترتدى فستان قصير فوق الركبة وضيق للغاية الجزء السفلى منه لونه أسود والجزء العلوى منطقة الصدر باللون الأحمر ذو حمالة واحدة عريضة والذراع الأخر عارى وجدتها تقترب  من السيارة وهى تحاول تغطية قدميها وتجذب الفستان  بيدها لأسفل استقلت السيارة وهى تشعر بخجل شديد من نفسها فتحدثت (جميلة) بصوت منخفض
-ايه الهباب اللى إنتى لابساه ده
-اسكتى يا (جميلة) أنا مش ناقصاكى
-اتكلمى ماما لو شافتك هتعمل مصايب
-معرفش أنا لبسته وكنت قدام المرايا مبسوطة أوى عشان عشان هغيظه لكن لما خرجت ولاقيت نظرات ليا كده خفت
-إنتى مجنونة
-خليكى مع عربسك وسيبنى فى الهم إللى أنا فيه
هزت (جميلة) رأسها بآسى ثم نظرت إلى (أدهم) الذى قال لها بصوت منخفض
-(رائد) لو شافها كده هيموتها ويموت أى حد يبصلها
-دماغها ناشفة ٠٠ أنا واثقة ماما مش هتسيبها كده أصلاً
-المصيبة لو (رائد) شافها قبل ما والدتك تشوفها
-هو كسرها اوووى يا (أدهم)
-عارف حكالى كل حاجة ٠٠ هو طول عمره كده حمار
ابتسمت (جميلة) فابتسم هو لأبتسامتها ثم قال
-بقولك ايه أنا مش عاوز اسمع أى مشاكل خالص النهاردة خلينا نتبسط وملناش دعوة بغيرنا النهاردة يومى أنا وإنتي
ابتسمت بخجل ونظرت لأسفل فى خلال نصف ساعة وصلوا إلى القاعة حاولت (عتاب) التهرب من خالتها قدر المستطاع حتى لا تراها بذلك الفستان بينما كانت (شجن) تشاهد السعادة على وجه شقيقها وهى سعيدة بذلك فنظرت ل (وليد) وقالت
 -احنا معملناش خطوبة ليه ؟!
-إنتى مجنونة يا حبيبتى ؟
-أول لما عرفتنى خلال شهر كنا متجوزين
ابتسم ثم قال
-أيوة ٠٠ أنا طلبت كده ومحدش فيكى إنتى ولا اخوكى اعترض أنا كنت عارف أنا عاوز ايه كويس ومكنتش محتاج وقت أكبر عشان اعرفك كنت خايف اضايقك بتصرفاتى الطايشة فقلت الجواز احسن ليا وليكى
أخذت نفس غميق وتذكرت كيف كانت تائهة فى حب (رائد) تلك المرة وأرادت أن تنساه ولم تجد ب (وليد) أى شئ يجعلها تنفر منه لاحظ (وليد) شرودها وفهم ما جال فى خاطرها فاحاط كتفها وقربها منها أكثر وقال
-إياكى تسرحى تانى وأنا معاكى
رفعت بصرها نحوه ثم لاحت على شفتاها ابتسامة ونامت على كتفه وقالت
-ربنا يخليك ليا
-ويخليكى ليا يا حبيبتى
قالها ثم قبل رأسها بحنان بينما كانت (عتاب) تقف بعيداً تحاول أن تختفى من بين انظار الناس بصفة عامة ومن انظار خالتها بصفة خاصة ظلت تعود للخلف بظهرها وهى تحاول أن تخرج من تلك القاعة فلم تعد تتحمل نظرة أى شاب لها من ينظر إلى معالم جسدها بتفحص ومن ينظر لها بإشمئزاز ما الذى فعلته بنفسها منذ متى وهى ترتدى تلك الملابس ظلت تغود للخلف حتى اصطدمت بأحدهم وكادت أن تسقط فامسك كتفاها وقال
-آسف
اتسعت عيناها بعد أن علمت من صاحب نبرة تلك الصوت فابتعدت عنه مسرعة ووضعت يدها على جانب وجهها وسارت من أمامه دون أن يراها لفت أنتباهه تلك الحركة فرغماً عنه وجد نفسه يتأملها ويتأمل لون شعرها المائل للذهبى وتلك الطريقة التى تمشى بها تلك الفتاة وذلك الجسد حك ذقنه ولم يستطع منع نفسه من التأكد فاسرع نحوها وأمسك يدها وجعلها تلتف له مرة واحدة فشهقت هى بينما اتسعت عيناه غضباً من الذى يراه (عتاب) ٠٠ ترتدى ذلك الفستان نظر حوله وجد أكثر من رجل عيناه تتفحصها فإفلتت يدها من يده فصر هو على أسنانه فاسرعت هى من أمامه حتى وجدت خالتها أمامها فغطت وجهها بيدها فاقتربت منها خالتها وقالت بغضب
-ايه المسخرة دى يا (عتاب)
-يا٠٠ يا خالتو اصل ٠٠ اصل أنا ٠٠
قاطعتها قائلة
-اصل ايه وهباب ايه روحى غيرى القرف ده وبعدين هتروحى ازاى لوحدك ازاى بالمنظر ده إنتى ٠٠ إنتى طول عمرك دماغك من غير عقل
ترقرت الدموع من أعين (عتاب) لكنها تعلم أن خالتها على حق لذا ركضت نحو خارج القاعة فاسرعت خالتها خلفها لكن وقف (رائد) أمام خالتها وقال
-حضرتك اتفضلى اقعدى واوعدك أنى هرجعها بفستان تانى ٠٠ أنا بحبها بجد وعمرى ما هأذيها
شعرت بالصدق فى حديثه لذا تركته يذهب خلفها خرج للخارج ووجدها تبكى بالخارج اقترب منها وقال
-أنا عارف كويس أنك مش طايقة وجودى وأنى السبب اللى خلاكى تلبسى كده عموماً ٠٠
قالت بصوت مرتفع وهى تمسح دموعها
-لا ٠٠ لا مش أنت السبب طبعاً ا٠٠ انا بحب البس كده و٠٠
- كل اللى طالبه منك 10 دقايق
-أنا مش عاوزة اشوف وشك وشك بيضايقنى
-إنتى عمرك ما شوفتى وشى التانى اللى ماسك نفسى عليه ومش عاوز اوريه ليكى فاتفضلى قدامى
-مش من حقك أصلاً ٠٠
طفح الكيل (رائد) من مماطلتها  وأمسك يدها وسحبها نحو الخارج غير آبه بأعتراضها ثم جعلها تستقل السيارة وقاد السيارة وتوقف عند اتيليه  ثم ترجل وأخذها معه لم تستطع أن تعترض فهى أرادت أن تتخلص من ذلك الفستان قبله دلف بها إلى الداخل وأختار لها فستان طويل وواسع أزرق ذو اذرع طويلة وحزام فضى اللون  أرتدته ثم ذهبوا معاً نحو الخارج دون أن تتحدث بكلمة واحدة واستقل السيارة مرة آخرى عائدين إلى القاعة وما أن وصلوا حتى توقف بالسيارة وقال
-أنا مش هحضر الفرح مادام وجودى مضايقك كده أنا باركت ل (أدهم) عموماً وأنا عارف هو هيقدر ظروفى
-هبعتلك فلوس الفستان مع (جميلة)
أخذ نفس عميق ثم قال بهدوء
-انزلى يا (عتاب)
ترجلت من السيارة ودلفت للداخل تحت انظاره وما أن اختفت أخذ هو نفس عميق ثم قال
-لحد امتى ٠٠ ويا ترى أنا صح أنى بلبى رغبتها فى أنى ابعد عنها ولا ده بيزود الفجوة أكتر
اغمض عينيه بآسى حتى أنه لم يشعر بتلك الدمعة التى سقطت من عينه ٠٠
بينما ما أن اختفت (عتاب) من انظاره حتى وقفت خلف حائط وأخذت نفس عميق رغم كل ما فعله بها قلبها مازال ينبض له وضعت يدها نحو صدرها لتحث نفسها على القوة ثم دلفت للداخل مرة آخرى ٠٠
فى الداخل نظر (أدهم) إلى (جميلة) وقال
 -بحبك
ابتسمت هى ونظرت لأسفل ثم قالت
-تعرف أنى كنت بحبك من زمان
رفع أحدى حاجبيه غير مصدقاً ما سمعه للتو فتابعت هى
-من أول لما شوفتك لما كنت مبهدل كانت عجبانى شخصيتك أوووى مكنتش ببص ع شكلك أصلاً
لم يكن مصدقاً ما يسمعه للتو فتابعت هى
-وأصلاً أنا مبحبش العيون الملونة عند الرجالة ومع ذلك حبيتك لأنى حبيتك أنت مش شكلك ولا لبسك
ابتلع ريقه ثم قال
-أنا مش عارف افرح ولا ازعل بالكلام ده ٠٠ إنتى بجد مبتحبيش عينى ؟! دى الحاجة الوحيدة اللى حلوة
-لا أنت كلك حلو
ابتسم ثم غمز لها بمشاكسة وسئلها
-وايه كمان ؟
-اسكت بقى
-طب لما إنتى كنتى بتحبينى عذبتينى ليه طول الوقت ده
-مشاعرك اللى ظهرت فجاءة مكنتش مصدقاها
-مظهرتش فجاءة أنا بس كدبت كدبة وصدقتها كنت شايف (روفيدا) وبس مقتنع من وأنا صغير أننا لبعض فكرة اترسخت فى دماغى بس صدقينى فى مشاعر كتير محستهاش معاها
ابتسمت قليلاً ونظرت لأسفل فتابع هو
-قوليلى بقى بتحبى العيون اللى لونها ايه ؟!
-بنى 
-وبختك يجى فى راجل عينه ملونة إنتى وش فقر أصلاً
نظرت له نظرة نارية  فنظر هو لعينيها التى بلون الفيروز
-انا بقى بعشق عينك دى وبعشق الفيروز كله
-أنت مكنتش كده ٠٠ كنت مؤدب
-ماهو مش معقول هفضل مؤدب حتى مع حبيبتى ارحمينى يا (جميلة)
ابتسمت ووضعت يدها على فمها لتخفى ضحكتها فهز هو رأسه بآسى ٠٠
بينما كانت (روفيدا) تجلس مع (أشرف) وتنهدت وهى تنظر لكل من (جميلة) و (أدهم) وقالت
-عقبالنا
-ما احنا مخطوبين يا هبلة
-لا فى الجواز عاوزة افرح بقى واحس أنك معايا واعرف الدنيا كلها أنك معايا
-أنا مش اد الكلام ده كله ممكن اتجنن دلوقتى ولو اتجننت مش هيحصل كويس
-تعرف كل مرة بسمع فيها كلمة بحبك بحس أنها مختلفة عن اللى قبلها كل مرة ليها طعم كل مرة حبك بيكتر فيها عن اللى قبلها
-وبرده هتفضل كلمة بحبك قليلة عن احساسى اللى حاسه ربنا يخليكى ليا
-ويخليك ليا
بينما أرسل (طلال) باقة من الزهور إلى (أدهم) لمباركته فلا يستطيع الحضور خصوصاً بعد أن علم من (رائد) أن تلك الفتاة قريبة ل (عتاب) فلم يحن الوقت بعد لمواجهته معها ٠٠
*********************
طلب (طلال) من (رائد) أن يزوره فى المشفى فلم يراه منذ أسبوع كامل فقرر (رائد) الذهاب إليه وصل للمشفى فى خلال نصف ساعة ثم أتجه نحو الغرفة الخاصة بشقيقه طرق باب الغرفة وحين سمع أذنه بالدخول دلف للداخل نظر له (طلال) وإلى هيئته المذرية فلم يعد يهتم بملابسه كما كان يرتدى أول ما يراه أمامه عيناه حمروتان وذابلتان ولحيته ليست مهذبة كعادتها  شعر بكمية الألم التى يعانى بها شقيقه اغمض عيناه بآسى ثم قال
-قرب يا (رائد) ٠٠ اقعد هنا
اقترب منه وجلس على مقعد مقابل الفراش الخاص ب (طلال)
-ازيك يا حبيبى ؟ ٠٠ أنا عارف أنى مقصر معاك  جداً بس الأسبوع اللى فات كنت مشغول مع (أدهم) وفرحه و٠٠
-اه عارف طبعاً ٠٠ أنا عارف واعتذرت ل (أدهم) مش عشان أنى مقدرش اروح مكنتش جاهز اشوف (عتاب)
رفع (رائد) لشقيقه بعدم فهم فابتسم (طلال) ابتسامة هادئة ثم قال
-اه اشوفها ماهو أنا لازم اوجهها بس أنا مش جايبك عشان كده
-بلاش تواجهها هى مش هتستحمل و ٠٠
قالها وكأنه لم يسمع شئ آخر دون مواجهة شقيقه لها فقاطعه (طلال) قائلاً
-ده احسن ليا وليها عشان لما ترجعلك ميبقاش وجودى بينكوا تقيل على قلبكوا أنتوا الأتنين
ابستم (رائد) بسخرية وكرر
-ترجعلى !!
-اه ترجعلك ٠٠ لسه عندك فرصة أنت مغلطش لوحدك كلنا مشتركين فى الغلط وأنك تخلى نفسك فى أوضتك لا شغل ولا حياة ولا خروج زى مانا سامع كده عنك يبقى دى مش حياة أنت قدامك حلين يا تعمل اللى ربنا يقدرك عليه وترجعلك يا تشيلها من دماغك خلاص وتعيش حياتك الإختيار التالت اللى أنت واخده أنك تبعد عنها وعن كل حاجة فى دنيتك يوم ورا يوم هتخسر نفسك ومش بعيد تنتحر أنت كمان
-بس ٠٠
قاطعه (طلال) قائلاً
-مفيش بس فى تنفيذ لأى اختيار هتاخده وإلا أنت أول واحد هتخسر ٠٠ عموماً أنا مش عاوز اقعد معاك اكتر من كده بس عاوزك تنام وتقوم وتاخد قرار وأنا عارفه كويس دور ع اللى هى بتحبه واعمله ليها صدقنى هتنسى مفيش احسن من الأيام تنسى أى جرح ومش بس تنساه لا دى بتدواى الجراح
- بس هيفضل اثره باين
-بس ممكن تحافظ عليه وتخليه ميجرحش تانى لكن الاهمال بيزود الجرح
ابتسم (رائد) ثم قال
-اوعدك هقعد طول الليل افكر والصبح بأذن الله هكون حد تانى
شعر (طلال) بتغير نبرة صوت شقيقه وأصبح بها أمل لذا ابتسم له فهو يعلم جيداً أن شقيقه سيفعل ما بوسعه حتى يفوز ب (عتاب) مرة آخرى ٠٠
********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
كانت (عتاب) مازالت على فراشها نائمة غير واعية ولكنها استمعت إلى صوت عذب جعلها تبتسم وهى نائمة ابتسامة هائمة حتى بدئت فى فتح عينيها وقد أدركت أنها تستمع لعبد الحليم

(أهواك وأتمنى لو أنساك 
وأنسى روحي وياك 
وإن ضاعت يبقى فداك لو تنساني 

وأنساك وتريني بأنسى جفاك 
وأشتاق لعذابي معاك 
وألقى دموعي فاكراك أرجع تاني 

في لقاك الدنيا تجيني معاك 
ورضاها يبقى رضاك 
وساعتها يهون في هواك طول حرماني 

وألاقيك مشغول وشاغلني بيك 
وعيني تيجي في عينيك 
وكلامهم يبقى عليك وإنت تداري 

وأراعيك وأصحى من الليل أناديك 
وأبعت روحي تصحيك 
قوم ياللي شاغلني بيك جرب ناري )

ابتلعت ريقها ووجدت أن الصوت آتى من خلف الشرفة التى منعت نفسها أن تفتحها حيث أنها تطل على المدعو سابقاً (فضل) نهضت من أعلى الفراش وفكرت فى أن تفتح الشرفة لكن هزت رأسها ربما مستأجر جديد ربما فتاة مثلها لما لا تقتل فضولها وتعلم من الذى يعشق الإستماع ل (عبد الحليم) مثلها ولكن قررت بالأخير لن تفتح حتى سمعت صوت حصى صغير يسقط فى الشرفة الخاصة بها اضيقت عيناها وفركت مؤخرة ذقنها وقالت وهى تفكر فى (رائد)
-معقول !
سرعان ما هزت رأسها نافية رافضة تلك الفكرة من رأسها وهى تقول
-ايه اللى هيحيب واحد فرفور زيه متعود ع العز هنا ٠٠ وايه يعنى المكان هنا مش وحش اوى يعنى ٠٠ بس مش زى ماهو ساكن ٠٠ اوف أنا هفتح اشوف مين وخلاص يمكن حد تانى أصلاً ولا عيل صغير ساعتها هضربه
أتجهت نحو الشرفة غاضبة وهى مازالت تستمع لصوت الحصى يسقط بالشرفة حتى فتحت الشرفة فجاءة فسقطت فوق رأسها الحصى فصرخت 
-اه
ونظرت بغيظ إلى الشرفة التى أمامها وهمت لتصرخ لولا أنها صدمت من الذى يقف أمامها ويبتسم لها وهو يقول
-(رائد عز الدين الشناوى) جارك الجديد ٠٠

#عتاب

ليست هناك تعليقات