إبحث عن موضوع

رواية عتاب الحلقه السادسه



الفصل السادس

سقط كوب الينسون من يد (جميلة) على قدمها لتتأوه فى صمت ولكن نزلت الدموع من عينيها لم يكون ألم قدمها المتسبب فى دموعها تلك بل المتسبب الرئيسى فى دموعها ألم قلبها أحقاً سيخطب فتاة غيرها ألم يلاحظ أعجابها به طوال تلك المدة ألم يلاحظ أهتمامها بها وبكل تفاصيله وبعادته اليومية بل ألم يكن يعتمد عليها  ثقة منه فيها أم أن الثقة شئ والحب شئ آخر يا لها من غبية كل تلك الأفكار أجتاحتها فى أقل من الثانية لكنها صدمت حين اقترب منها (أدهم) وقال
-أنتى كويسة اجبلك دكتور ٠٠ رجلك كويسة
انتبهت (جميلة) للجيب الخاص بها الذى أصبح مبتل فأخذت منديل من المكتب الذى أمامها ومسحت بها الچيب الخاص بها ثم قالت
-ا٠٠أنا هدخل الحمام انضف الچيب
-طب أنتى كويسة ؟!
نظرت له نظرة طويلة ولكنها لم تتحدث ثم قالت
-عن اذنك
لم يفهم سر غضبها ذاك لكنه نسب ذلك لأنها تتألم من الينسون الساخن ولا تريد أن تظهر له فهز كتفاه بلا مبالاة ثم دخل داخل مكتبه مرة ثانية بينما ذهبت (جميلة) للحمام لكى تنظف  ملابسها ولكنها أطلقت العنان لدموعها فها هو حبيبها قد أصبح ملك لفتاة غيرها ولكن كان عليها أن تفهم ذلك فشخص مثل (أدهم) لن ينظر إلى فتاة فقيرة مثلها وأن فهم أنها تحبه سيشك بأنها تريده فقط من أجل أمواله 
٠٠
*****************
فى الأيام الماضية لم تكن تأتى (شجن) إلى النادى حيث كانت متعبة قليلاً ولكنها تفاجئت حين علمت بأعتذار المدرب عن تدريبها وقد رشح لها سيدة لكى تدربها كما أنه نصحها بأن لا تجعل رجل يدربها فهذا أسلم لها وله وللجميع حينها أندهشت (شجن) كثيراً مما يخبره هو لها وسئلته لما يقترح ذلك الأقتراح لكن ظهر الرعب فى معالم عينيه ثم أخبرها بأنه يوجد رجل يهدد كل من يقترب منها فأندهشت أكثر (شجن) ولكنها ظنت أنه مختل عقلياً ولم تصدقه وقررت أن تركض فى النادى كيفما تفعل كل صباح غير عائبة بكلمات ذلك الرجل من بعيد كان يراقبها (وليد) فقد أشتاق لها فى الثلاثة الأيام الماضية هو الآن لا يعرف شعوره تجاهها تحديداً ربما يحبها حقاً ويريدها أن تعود إليه ويكملا حياتهم سوياً وربما يريد رد كرامته أمام نفسه فلا يوجد امرآة لا تقع فى غرامه ابداً ولكنه نفي الأحتمال الثانى فمنذ أن رآها وهو مع (أدهم) شعر بعدد دقات قلبه تزداد وشعر أن تلك الفتاة هى من ستجعله لا يرى أى انثى غيرها وها قد فعلتها ولكنها حطمت قلبه معها فى ذلك الوقت الذى اكتشف حبها ل (رائد) قرر مواجهتها فهو لن يتخفى كثيراً هكذا هو يكره أن يلعب دوره خلف الستار انتظرها حين أكملت ركضها اليومى حين وجدها قد انتهت من الركض وجدها متجهة للحمام الخاص بالنساء داخل النادى فقال بصوت قد سمعته جيداً
-(شجن)
توقفت مكانها عندما علمت أن ذلك الصوت هو خاص ب (وليد) عضت شفتاها بغيظ بعد ذلك قررت التقدم فى طريقها وكأنها لم تسمع شئ فأسرع هو نحوها وآمسك كف يدها مانعاً إياها من التقدم وهو يقول
-ارجوكى اسمعينى يا (شجن)
نفضت يدها عن يده مسرعة وكأن قد لدغتها عقربة ثم إلتفت له لتقول
-إياك تحاول تمسك ايدى كده
-فى ايه يا (شجن) ٠٠ ده أنا جوزك
-كنت ٠٠ كنت يا (وليد) دلوقتى زيك زى أى واحد معرفوش
عض (وليد) على شفتاه بغيظ شديد ثم قال
-ع فكرة أنا لو عاوز اوديكى مكان الجن الأزرق ميعرفش ليكى مكان فيه هعملها واقدر اجبرك يا (شجن) ترجعيلى بكل الطرق المباحة والغير مباحة بس أنا مش عاوز ارجعلك بالطريقة دى
شعرت (شجن) بغضب شديد وبخوف أيضاً لكنها جاهدت فى أخفائه جيداً فهى تعلم أنه يستطيع فعلها لذا ضمت قبضة يدها لتخفى شعورها فى الحقيقة هى لم تحبه يوماً ولم تكرهه يوماً إلا حينما رفع يده عليها هى تعلم أنها اخطئت كان لابد أن تنزع صفحات (رائد) من حياتها منذ أن تزوجته ولكن تلك حياتها هذا ما دار فى حياتها فى فترة لم تكن تعرف من هو (وليد) بالأساس ومنذ أن تزوجته لم تشعر يوماً بالحب تجاهه قد وافقت على (وليد) فقط لأنه شاب ووسيم وغنى كما أنه وعدها بأن يقطع كل علاقته بالنساء التى يعرفها وهذا كان كافى أن يشعرها وكأنها أميرة فقد رفضها (رائد) و (وليد) رفض جميع النساء من أجلها هذا كان كافى ليجعلها تشعر بأنوثتها التى بعثرها (رائد) ٠٠
ربما لو كان (وليد) سئلها بهدوء عن حبها ل (رائد) أو كان قد قرأ كل شئ تشعر به تجاه (وليد) لكانوا مازالوا سوياً الآن ولكن هو ضربها وأهانها ولم يكتفى بذلك فقط تذكرت ما حدث بعد أن صفعها على وجنتها
(نظرت له غاضبة وهى تضع يدها على وجنتها لا تصدق أن ذلك هو نفس الأنسان الذى كان يغمرها بحبه وعاطفته طوال السنة الماضية فهى ترى الآن وجه غير وجهه التى عاشت معه فقالت وهى لا تصدق
-ب٠٠ بتضربنى يا (وليد) ؟!
-اومال عاوزنى اصقفلك ع سفالتك وقلة ادبك دى ؟! ّبقى  انا (وليد الرفاعى) واحدة زيك أنتى تضحك عليا ٠٠ لما أنا تقيل اووى ع قلبك كده اتجوزتينى ليه يا هانم ولا بتغيظى البيه بيا !!!
ثم أمسك رسغها بعنف
-قوليلى ٠٠ فى بينك وبينه كلام لسه ؟! ٠٠ لما كان بيجى هو و (أدهم) اخوكى هنا البيت كنتى بتتعمدى تبينى اد ايه احنا سعدا عشان تغيظى البيه وأنا زى الاهبل فى النص مش كده
تلألأت الدموع فى عيون (شجن) ثم قالت بنبرة ضعيفة
-محصلش ٠٠ محصلش
شدد على قبضة يدها ثم قال
-أنتى ليكى عين تتكلمى ؟!
ثم آمسكها من خصلات شعرها دون أن يشدد عليها وتابع
-أنتى !! أنتى تعملى فيا كده ٠٠ وأنا اللى فاكر أنى عايش مع ملاك
ابعدت يده بعنف عن خصلات شعرها وهى تقول بين شهاقتها
-كفاية كده يا (وليد) ٠٠ كفاية
-هو فعلا كفااااية ٠٠ اطلعى بارة مش عاوزة اشوفك فى البيت ده تانى
للوهلة الأولى لم تصدق ما سمعته للتو هل حقاً يشك فى آخلاقها لتلك الدرجة !! إلم يكن هو يتابهى أمامها دوماً بالنساء التى تحبه وتقع فى غرامه وعلاقاته المتعددة قبل الزواج يحاسبها هى على حبها العذرى لشخص قبل زواجه منها ولم يكن يبادلها الشعور من الأساس كان من الممكن أن تتحمل صفعته تلك وتسامحه لأنها تعلم انها مخطئة لأنها لم تخبره ولم تنزع الورقات التى كتبتها تصف شعورها ب (رائد) كانت ستؤنبه لاحقاً على تلك الصفعة لكن طردها ايضاً من المنزل !! شكه بها يخيل له أنها تزوجته لتشعل غيرة فى قلب أنسان لا يراها من الأساس لا لم تتحمل المزيد لذا قالت بهدوء
-زى ما تحب ٠٠ هبعتلك (أدهم) وتتفقوا ع اجراءات الطلاق 
ثم تابعت لتغضبه أكثر وأكثر
-ولو أنت عندك ذرة رجولة فعلاً طلق واحدة عاشت معاك سنة من غير ما تكن ليك أى مشاعر ٠٠ بس صدقنى ان كان ليك فى قلبى مكان دلوقتى مكان كله كره وبس
تركته لتأخذ أغراضها بينما ضرب هو قدمه فى الطاولة الصغيرة التى أمامه ليتهشم زجاجها)
شعر هو بتغير لون عينيها كما أحس أنها عاودتها ذكرى تلك الليلة فقال
-متحاسبنيش يا (شجن) ع كلام قلته بدافع الغيرة ومكنتش متملك اعصابى زى مانا مش بحاسبك ع كلامك فى الليلة دى
ابتسمت بسخرية ثم قالت
-بس أنا مكنتش غضبانة أنا وصفت شعورى ناحيتك وارجوك مش عاوزة اشوفك صورتك حتى أنت بتفكرنى بحاجات مش عاوزة افتكرها
قالتها وركضت نحو الحمام فهى لا تريد أن تكمل حديثها معه بينما تابعها هو بعينه ثم تمتم بصوت خافت
-مش هييأس ٠٠ مكنتش غلطتى لوحدى يا (شجن) ٠٠
*****************
نظرت (هانيا) للساعة التى فى يدها وجدت أنه موعد أنصراف  المدرس الخاص ب (مايا) لذا هبطت الدرج وجدته كان يستعد للنهوض وهو يلملم أغراضه فأقتربت منه لتقف أمامه فأشتم هو العطر المميز الخاص بها ورفع عينيه ليجدها أمامه تبتسم ابتسامة دبلوماسية فبادلها البسمة ووجدها تسأله
-(مايا) عاملة ايه مع حضرتك
-الصراحة كويسة جداً ٠٠ واضح أنك مهتمة اووى بيها وبتراجعى دروسها بإستمرار
-فعلاً
فنظرت (مايا) لوالداتها ثم قالت
-ممكن يا مامى اطلع العب مع القطة بتاعتى
-اه طبعاً ٠٠ اطلعى يا حبيبتى
استغل ذلك المدرس حديثها مع أبنتها لكى يتفحصها جيداً فهى تبذو فاتنة للغاية بشعرها الغجرى المموج البنى ذو الحمرة الطفيفة وعينيها الخضراء وما يزيد جاذبيتها أناقتها وانتقائها لملابسها فقد كانت ترتدى فستان لونه أبيض ذو حمالة عريضة قليلاً يصل لبعد ركبتها بقليل ويلتف حول خصرها حزام لونه أبيض من الستان لذا حاول ذلك المدرس استغلال وجودها معه بمفردها ليقول
-بصراحة أنتى زوقك فى اللبس تحفة ٠٠ الفستان يجنن عليكى
شعرت (هانيا) بغرابة من جملته تلك ولكنها شعرت بخيبة أمل شديدة ف (طلال) لم يمدح فى مرة أناقتها ولكن ليس من المفترض أن تسئ الظن فى ذك المدرس ربما لا يقصد سوى المجاملة قاطع افكارها تلك صوت سيارة بالخارج فنظرت للشرفة الزجاجية التى أمامها لتجد أن تلك سيارة (رائد) ابتسمت ف (رائد) بالنسبة ليس شقيق زوجها فحسب بل أنه زميل دراسة لها كانوا دوماً معاً فى المدرسة منذ الأبتدائية حتى الصف الثانوى وعرفت (طلال) عن طريقه فنظرت للمدرس مرة آخرى وهى مازالت على تلك البسمة
-معلش هروح استقبل عم البنت
شعر بسعادة كبيرة إذا هى لا ترفض سماع كلمات المغازلة منه لذا أجابها وعلى ثغره ابتسامة واسعة
-أنا كده كده كنت ماشى
فسارت هى معه نحو الباب لتودعه وتستقبل (رائد) الذى قابلته ببسمة فتحدث بعد أن افسح مجال للمدرس بالخروج بعدها دلف هو للداخل ثم قال
-عاملة ايه يا (هانيا) ؟!
-الحمد لله ٠٠ كويس اأنك جيت تتغدا معايا أنا والبنت
-لا لا أنا جاى اقعد مع (مايا) شوية بس
-ليه كده هزعل منك تتغدا معانا
-خلاص لما يجى (طلال) نتغدا سوا
ابتسمت (هانيا) بسخرية ثم  قالت
-ده هيبقى سحور مش غدا
شعر (رائد) بالمرارة فى نبرة صوتها فهو يعرف طبيعة شقيقه العملية لذا لم يعلق ثم قال
-ماشى قوليلهم يحضروا الغدا عقبال مااطلع اكلم (مايا)
-تمام
ذهبت هى لتخبر الخدم بإعداد الطعام بينما صعد هو لغرفة (مايا) وفتحها ليجدها بالداخل تلعب مع القطة فابتسم عليها ثم قال
-وحشتينى يا (مايا)
ركضت (مايا) نحوه ليفتح لها ذراعيه وهو مبتسم ثم قالت
-وحشتنى اكتر يا عمووو
عانقها هو بعناق ابوي دافئ ثم ابعدها عنه وقال وهو يعطيها عروسة كبيرة ويقول
-أنا عارف أنها جت متاخرة بس صدقينى لسه عارف من (روفيدا) أنك الاولى فى المدرسة
وضعت (مايا) يدها فى خصرها ثم قالت
-اممم
نظرت للعروسة اللعبة التى فى يده وقالت
-مش بطالة ٠٠ مسامحاك
ابتسم لها بلطف ثم اعطاها حقيبة بلاستيكية آخرى كان يمسكها فى يده وقال
-وده فستان عشان تحضرى بيه خطوبة (روفى)
نظرت (مايا) للفستان داخل الحقيبة فأخرجته لتجد فستان قصير لونه أزرق يبدو أنيق للغاية فأقتربت منه لتحضنه مرة آخرى وهى تقول
-حبيبى يا عمو 
-أنتى كمان يا شقية
قالت (مايا) بعفوية
-كان نفسى تبقى انت بابا ٠٠ أنت حنين عنه
بينما شعر (رائد) بالضيق من أجل تلك الفتاة ولكن فى تلك اللحظة قد دخلت (هانيا) للغرفة بعد أن استمعت لحديث ابنتها لتقول لها بضيق
-عيب كده يا (مايا) ٠٠ بابى بيحبك جداً
مطت الصغيرة شفتاها بعدم رضا فنظر (رائد) إلى (هانيا) ثم قال
-سبيها تقول اللى تحسه
فتهربت (هانيا) من حديثه لتقول
-الغدا جاهز تحت
اجاب (رائد) وهو يمسك يد (مايا)
-يلا عشان نتغدا
********************
فى المساء وجدت (عتاب) (ريان) فى الشرفة فقررت التحدث إليه فقد ملت المكوث فى ذاك المنزل صحيح أنه ووالداته يعاملوها بطريقة حسنة وجعلوها تشعر كأنها فرد منهم ولكن ٠٠ ولكن الحقيقة هى مجرد دخيلة عليهم مجرد عبئ فهم ليسوا مضطرين ليصرفوا عليها هكذا فى النهاية هم أغراب لذا وقفت خلف (ريان) وقالت
-ممكن اتكلم معاك شوية ؟!
ابتسم (ريان) حين سمع صوتها الرقيق ذاك الذى لم يسمع صوت فى رقته ابداً ثم إلتف لها ومازال ثغره مزين بتلك البسمة وقال
-تتكلمى شوية بس !! أنا تحت امرك
ابتسمت بخجل ووضعت خصلات شعرها البنية خلف أذنها وهى تنظر لأسفل ثم قالت
-ميرسى
بعدها نظرت فى عينيه بتوجس وخوف
-ا٠٠ أنا عاوزة انزل اشتغل ٠٠ أنا حمل عليكوا وأنتوا ملكوش ذنب و ٠٠
وضع (ريان) أصبعه على فمها لكى لا تكمل حديثها ذاك وقالت
-هشششششش ٠٠ كلامك ده ملوش أى لازمة ٠٠ ربنا وحده اللى يعلم معزتك فى قلبى اد ايه ؟!
رمشت عينيها قليلاً وشعرت بأضطراب فى ضربات قلبها ثم ابتلعت ريقها وهى تنظر فى عينه فأنزل هو يده من أعلى فمها وقال
-آسف ٠٠ بس كلامك ده ضايقنى ٠٠ أنا فعلاً بقيت احس أنك مسئولة منى يا (عتاب) ٠٠ ومش مستعد اضحى بيكى ابداً لأى سبب من الأسباب ٠٠ أكيد المستشفى عندنا بلغت عن هروبك لو حد شافك بتشتغلى فى أى مكان هتبقى كارثة عليا وعليكى ده غير ورقك بطاقتك وكل شئ يخصك فى المستشفى عندنا و محدش هيشغلك بدون أى ورقة تثبت هويتك
أخذت (عتاب) نفس عميق ثم قالت وهى تكتم الدموع فى عينيها
-والحل ؟! هفضل طول حياتى هنا ؟! أنا مش عاوزة افتكر حاجة مش عاوزة افتكر حاجة أنا تعبانة أنا ما صدقت أنى قدرت اقف ع رجلى تانى واتكلم زى أى انسان طبيعى
انهارت من البكاء وخارت قواها لتجلس على أرضية الشرفة فما كان من (ريان) إلا انه جلس بجوارها وهو ينظر إليها بخوف ثم قال
-(عتاب) أنتى افتكرتى حاجة ؟!
ارتعشت يداى (عتاب) بخوف وقلق وحاولت أن تتهرب من نظراته فتابع هو
-(عتاب) أنا بالذات مينفعش تخبى عليا حاجة خليكى صريحة معايا عشان اقدر اعالجك واساعدك
تحدثت (عتاب) متلعثمة
-م٠٠ مفتكرتش حاجة
فزعق بها لأول مرة وهو يقول بعصبية شديدة
-(عتااااااااااب)
عندما استمعت إلى صوته هكذا فزاد بكائها وشهاقتها دون ارادة منها فربت على يدها وقال
-متخافيش يا (عتاب) ٠٠ ربنا يعلم أن مصلحتك تهمنى متخبيش عليا حاجة
سحبت يدها من يده ثم قالت
-ص٠٠ صدقنى مفتكرتش حاجة ٠٠ ب ٠٠ بس ٠٠
نظر لها وحسها على الحديث فابتلعت ريقها ثم قالت برقتها الممزوحة بخجل تلك التى لم يرى لها مثلها قط
-م٠٠ مش هينفع اقولك
نظر لها (ريان) ببلاهة ثم قال
-ده أنا خاطب (جعفر)
ثم  تابع بصوت مرتفع
-مش عاوزك تخبى عليا حاجة
ابتلعت ريقها ونظرت أمامها فى محاولة منها للتهرب منه ثم قالت
-شفت حلم ٠٠ حلم غريب ٠٠ بس حساه حقيقى حاسة أنى عشت تفاصيله المرعبة دى
شعر بالقلق من نبرة صوتها تلك فسئلها
-شوفتى ايه ؟!
-واحد مشوفتش ملامح وشه بس كان بيعتدى عليا
وضعت يدها على وجهها محاولة منها كتم تلك الشهقات
-الحلم مرعب وحقيقى اوووى ٠٠ تفاصيله مش عارفها بس المكان اللى كان حوالينا شقة حاسة انى شوفتها  احساس بشع لما شوفت نفسى بقوله حرام عليك ليه بتعمل كده أنا حبيتك بجد
ظهرت الصدمة بوضوح على وجه (ريان) وربط ما قرأه فى الملف الخاص بها فى المشفى بما تقصه عليه الآن فابتلع ريقه بصعوبة ولكن قاطع افكاره تلك صوت بكائها وشهاقتها
-أنا مش عاوزة افتكر حاجة خايفة افتكر ٠٠ لو ده حصل فعلاً أنا ممكن أموت وهل هو كمل اعتدائه عليا ولا لا أنا مش عاوزك تعالجنى يا (ريان) ارجوك ٠٠ ارجوك متعالجنيش افضل ع عمايا كده احسن ما اعرف واموت بحسرتى
لم يعرف (ريان) كيف جذبها إلى احضانه كذلك وظل يخفف عنها بينما هى ظلت ترتجف خوفاً من تلك الذكرة حتى استكانت بين ذراعيه بعد أن هدئت ابعدها (ريان) عنه ثم قال
-انا آسف ٠٠ ملاقتش طريقة تانية
صمتت ولم تجب عليه وقالت
-ت٠٠ تصبح ع خير
قالتها وركضت نحو غرفتها فلم تنتظر رده فظل يتابعها بعينه هو ثم قال
-ا٠٠ أنتى حكايتك ايه بالظبط ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى دلف (وليد) إلى المكتب الخاص ب (أدهم) الذى أتصل به لكى يدعوه إلى حفل خطوبته فوجد (جميلة) جالسة على المكتب وهى تعمل فسئلها
-(أدهم) جو
-أيوة يا فندم
-طب ممكن تبليغه أنى مستنيه
-حاضر
دلفت للداخل فتمتم (وليد) وهو يراها تذهب بعيداً
-يا سلااام ع الستات المطيعة ٠٠ خسارتك يا قمر جاية تيجى قدامى لما اتوب ٠٠ 
بعد ثوان معدودة دلفت للداخل لتقول
-اتفضل يا فندم
دلف (وليد) للداخل وجد (أدهم) نهض عن مكانه وذهب نحوه مرحباً به فابتسم (وليد) بود فهو لن يتخلى عن صداقته ل (أدهم) وأن لم تعود له (شجن) فابتعد (أدهم) عن (وليد) فقال (أدهم)
-عامل ايه وايه اخبارك ؟
-الحمد لله ٠٠ بس بعدى عن (شجن) كسرنى
-محدش فيكوا راضى يقولى سبب الانفصال
اجابه (وليد) بمرارة
-تقدر تقول أنى عصبى ومتهور ٠٠ و (شجن) مكنتش بتحبنى عشان تغفرلى
اعاد (أدهم) النظارة للخلف وسئله بفضول
 -خنتها يا دكتور الستات أنت ؟!
-ابداً ٠٠ أنا وعدتك أنى مش هخونها وهقطع علاقتى بكل الستات بعد ما توافق وده اللى عملته ٠٠ بس تقدر تقول أن أى انسان فيه عيوب وهى مكنتش مضطرة تستحمل عيوبى وهى مبتحبنيش
صمت (أدهم) فتابع (وليد)
-المهم صحيح هتخطب (روفيدا) زى ما قلت
-الحمد لله
-كويس جداً ٠٠ أنا عارف أنك كنت معجب بيها
-فعلاً
-ربنا يسعدكوا ٠٠ المهم اختارت بدلة الخطوبة ؟
-اه
نظر له (وليد) بشك فقال
 -طب ورهانى كده مش مصورها
-لا عندى ع التليفون
وذهب (أدهم) ليحضر هاتفه من أعلى المكتب ثم فتحها على صورة تلك البذلة واعطى الهاتف  (وليد) الذى ما أن رأى البذلة حتى صدم فقد كانت ذو طراز قديم انتهى منذ الستينات فقال بصوت مرتفع
-حسبى الله ونعمة الوكيل ٠٠ هو أنت بتجيب لبسك الانتيكة ده منين
رفع (أدهم) احدى حاجبيه وقال
-جرى ايه يا (وليد) ؟!
-جرى ايه أنت !! ٠٠ أنت دلوقتى هتخطب بنت ومن حقها تشوفك وسيم ولو حتى فى الليلة دى بس يا شيخ سبلى نفسك يا (أدهم) وأنا هشيكك
-وهى رضيت ع كده ايه المشكلة ؟!
-زى مانت من حقك تشوف الليدى بتاعتك فى احسن صورها هى كمان ده حقها ع فكرة
-أنت عاوز ايه يعنى يا دكتور الستات
-هو فى احلى من الستات يا ابو الادهيم
-عشان كده قررت تبقى دكتور نسا
ضحك (وليد) بصوت عالى
-حرام عليك يا شيخ لا أنا فى الشغل شغل والهلس هلس والشغل ملوش دعوة بالهلس تقدر تقول أنى من حبى الستات قررت اساعدهم 
-يابو قلب حنين
-جداً  ٠٠ رقق قلب اختك عليا بقى
-أنت هتفضل مجنون
فى تلك اللحظة دلفت (جميلة) إلى الداخل ومعها كوب من القهوة ووضعتها على مكتب (أدهم) لتقول
-ميعاد القهوة يا فندم
فتحدث (وليد) ممازحاً إياها
-طب وانا مليش قهوة يعنى ؟!
فعضت (جميلة) شفتاها بخجل ثم قالت
-يا خبر ٠٠ أنا اسفة يا فندم هقول لعم (توفيق) يجيب لحضرتك القهوة حالاً
-بس استعجيله عشان أنا مستعجل وهمشى
-ح٠٠ حاضر
فتحدث (أدهم) قائلاً
-ع مكتبك يا (جميلة)
-حاضر يا فندم
وذهبت مسرعة للغاية إلى الخارج فتحدث (وليد)
-طبعاً لازم يبقى اسمها (جميلة) اومال هيبقى ايه ؟
-جرى ايه يا (وليد) ٠٠ ابعد عن (جميلة) ٠٠ دى اكتر حد هنا بثق فيه ومش عاوزها تستقيل بسببك
-فى ايه يا عم أنت قفشت كده ليه ؟! غصب عنى ده لون عينيها الفيروزى ده لوحده حكاية وبعدين أنت عارف أن مفيش فى قلبى غير اختك
ضرب (أدهم) كف يده بالاخر وهو يقول
-لا حول ولا قوة إلا بالله ٠٠ امشى يا (وليد) مش عاوز اقل ادبى عليك
ضحك (وليد) كثيراً ثم قال
-طيب بعد ميعاد العيادة تعدى عليا هنروح نجيب البدلة وهنظبط ليك شوية حاجات كده
-ماشى ٠٠
******************
مرت الأيام سريعاً وساعد (وليد) (أدهم) فى انتقاء البذلة الخاصة بالخطوبة ولم ينتهى الأمر على ذلك فقط بل أنه جعله يزيل تلك النظارات الكبيرة التى تغطى وجهه وطلب من طبيب أن يقوم بعمل عدسات لاصقة له بعد أن أخذ مقاس النظر الخاص ب (أدهم) ٠٠
أما (روفيدا) كانت تتعذب طيلة الأيام الماضية فخوفها من شقيقها جعلها تقبل خطوبة رجل لا تريده ٠٠
فى يوم الخطبة كانت تشعر كأنها تزف لمقبرتها بلا روح بلا بهجة ساعدتها (هانيا)  فى ارتداء فستان الخطبة ولاحظت حزنها وشرودها فقالت
-مالك يا (روفى) ؟
ارغمت (روفيدا) نفسها على التبسم لتجيبها
-م٠٠ مفيش
رمقتها (هانيا) بنظرة تتمنى فيها أن تعرف ما بداخلها فلا يبدو أنها سعيدة بهذه الخطبة أى أعمى سيرى هذا ٠٠
قررت (جميلة) أن تذهب للخطبة فهى لن تجعله يشك فى شئ ولا تريد أن يسئلها فيما بعد لماذا لم تأتى ستنهار قوتها أمامه التى حاولت بنائها طيلة الأيام الماضية كما أنها لا ترغب أن يكون مظهرها أمام (نجوى) محطمة التى تعرف جيداً أنها تحبه فكرامتها فوق كل شئ ارتدت فستان طويل لونه أحمر ليجعل بياض بشرتها يصبح بارزاً وواضحاً بشدة وعينيها التى بلون الفيروز وضعت بهم مساحيق التجميل لتزداد عينيها جاذبية وارتدت حجاب بنفس لون الفستان ليزداد سحرها الخاص ٠٠
استقلت سيارة آجرة ووصلت إلى هناك ودلفت بالداخل بثقة حاولت بكل الطرق الممكنة أن تظهر بمظهر يليق بقوتها وصلابتها حين وجدتها (نجوى) أمامها اقتربت منها لتقول
-وااااو ايه الجمال ده يا (جميلة)
شعرت (جميلة) بالخجل وقالت
-ميرسى
-بس تصدقى كنت فاكرة أنك مش جاية أنا عارفة أنك بتحبى مستر (أدهم) و ٠٠
ضمت (جميلة) قبضة يدها لتقاطعها بثقة
-ده مجرد اعجاب بشخصيته وطموحه مش أكتر ٠٠ عموماً ربنا يوفقه
فى تلك اللحظة دلف (أدهم) للداخل ووقف عند نهاية الدرج ينتظر عروسه لمحته كلاً من (جميلة) و (نجوى) التى شهقت عندما رأت ذلك الوسيم يقف فى نهاية الدرج ويحمل باقة من الظهور فقد كان يرتدى بذلة كحولية اللون وقميص أبيض ناصع البيض فوقه رابطة عنق بنفس لون البذلة ولكن لها لامعة آسرة مع عينيه الزرقاء شديدى الجاذبية وما يزيد وسامته بشرته الشقراء فنغزت (نجوى) (جميلة) وهى تقول
-شايفة المز ده
هزت (جميلة) رأسها بآسى ونظرت تجاه ما تنظر فى تلك اللحظة هبطت (روفيدا) الدرج مع (رائد) الذى جعلها تقف بجوار (أدهم) فقالت (روفيدا) بضيق
-مين ده  ؟!
فضحك (أدهم) كثيراً ثم قال
-معقول معرفتنيش
عندما استمعت (روفيدا) للصوت اتسعت عيناها بعدم تصديق ٠٠

#عتاب

ليست هناك تعليقات