إبحث عن موضوع

رواية عتاب الحلقه ١٤

الفصل الرابع عشر

ولكنه لم يجد منها أى رد بل نظرت لأسفل كى لا تلتقى أعينه بأعينها حينها ابتلع تلك الصدمة بثبات وجمود أنها حتى لم تكلف عناء أن تنتظره أو تسئله وهو الذى كان يفكر فقط تلبية رغبتها حتى أمتنع عن الحديث عنها لأنها كانت تكره أن يكونا على علاقة دون علم عائلتها لقد مضى فقط ثلاثة أشهر استطاعت أن تبدل قلبها فى تلك الفترة البسيطة أكان بذلك الرخص فى قلبها قاطع أفكاره تلك حين قالت زميلتهم موجهة حديثها  إلى (روفيدا)
-إلحقى يا (روفيدا) خطيبك جاه ٠٠ وشكله مكسوف يجيلك وإنتى معانا
حينها شعرت (روفيدا) بإرتباك كثير وعضت شفتاها ثم قالت بنبرة خافتة لا تقوى على النظر إلى (أشرف)
-عن أذنكم
تركتهم وهى تنظر لأسفل متوجهة حيث يقف (أدهم) بينما نظر (أشرف) لحيث تتجه ليرى من ذلك الوغد الذى جعلها نست حبها له بتلك السهولة وجده شاب فى منتهى الوسامة دقق النظر كثيراً فيه فقد رأى تلك الملامح من قبل هو يذكرها ٠٠
تباً٠٠
أنه (أدهم) ٠٠ (أدهم) الذى كان يغار منه ومن قربه لها (أدهم) الذى حذرها منه أكثر من مرة (أدهم) الذى اخبرته مراراً وتكراراً أنه يعتبرها شقيقته الصغرى ابتسم بسخرية على حاله فيبدو أنها اهتمت ب (أدهم) كثيراً الفترة الماضية حتى يتحول لرجل بتلك الوسامة نظر إلى اصدقائه ثم قال
-عن أذنكم ٠٠ اصلى مطبق من امبارح ومحتاج اروح عشان ارتاح
لم ينتظر إجابتهم وذهب بعيداً ذهب ولم يكن يعلم أين يتجه أو مع من يتحدث يكفى ما يشعر به فى تلك اللحظة لن يستطيع أن يصفه حتى فى كتاب كامل ٠٠
بينما كانت (روفيدا) فى السيارة مع (أدهم) ويبدو عليها الحزن واضحاً فأستنتج (أدهم) أنها لم تجيب بطريقة جيدة فى الأمتحان لذا قال
-معلش يا (روفى) ٠٠ تتعوض إن شاء الله فى الأمتحانات الجاية
نظرت له (روفيدا) والدموع تترقرق من عينيها
-مش هعرف اعوضها يا (أدهم) ٠٠ مش هعرف
قالتها ثم انهارت من البكاء فشعر (أدهم) بالعجز لرؤيته لها بتلك الحالة فحاول أن يمسك يدها لكى يمد لها العون ويخفف عنها لكنها سحبت يدها على الفور ثم قالت
-أرجووووووك ٠٠ عاوزة اروح ٠٠ مش عاوزة اتكلم
شعر (أدهم) بحالتها المزرية من نبرة صوتها تلك التى كانت تحمل الأسف والحزن والترجى فقال متعلثماً
-ح٠٠ حاضر
وبدء فى قيادة السيارة دون أن يحدثها بأى كلمة ٠٠
*****************
جلست (شجن) وهى منتظرة (وليد) فى مطعم ما على أحدى الطاولات فقد قررت اليوم اختباره بذلك الأختبار الذى سيجعلها تعلم اهو مازال يثق بها أم أنه فقط يريد العودة لها لأنه لا يريدها مع رجل غيره  نظرت للساعة التى فى يدها وجدت أنه قد تأخر عن موعدها ساعة كاملة حتى أنه لم يعتذر بالهاتف فشعرت بغضب شديد لذا قررت أن تتناول طعام غدائها واطأن تنصرف ربما أرادت أن تأكل الطعام حتى تعطيه فرصة أن يأتى وعندما يأتى ستخبره أنها لا تهتم بوجوده هى فقط انتظرت موعد الغداء وكانت ستنصرف عقب تناولها إياه وبالفعل طلبت من النادل الطعام وبعد ربع ساعة كان قد أتى به وبدئت هى فى تناول الطعام لاحظت دخول (وليد) من المطعم فزمت شفتاها بضيق شديد فجلس هو أمامها وهو يأخذ أنفاسه بصعوبة
-معلش أنا آسف ٠٠ بس كان عندى حالة ولادة وطولت شوية مجرد ما خلصت جيت جرى
قامت بصب له كوب من الماء واعطتها له ثم قالت
-بالراحة ٠٠ ليه بتنهج كده ؟!
أخذ كوب الماء وبدء فى الشرب وما أن أنتهت حتى قال 
-الطريق زحمة موت فمركبتش العربية جتلك جرى
ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة ثم وضعت يدها أسفل وجنتها وقالت
-ربنا يخليك ليا
 -يعنى مش زعلانة منى
هزت رأسها نافية ثم وضعت أمامه طبق الطعام الخاص بها
-شكلك جعان ٠٠ أنا اصلاً مش جعانة ٠٠ أنا طلبت الاكل عشان اتحجج واقعد زيادة واديك فرصة تيجى
ابتسم لها قليلاً ثم قال
-ماشى ٠٠ بس كملى اكلك ٠٠ أنا هطلب أكل
-زى ما تحب ٠٠ بس ٠٠ أنا عاوزك فى موضوع
تحدث بفرحة وقال
-ايه رضيتى عنى نجحت فى كشف الهيئة ٠٠ هبطل ابقى تحت التمرين
ضحكت (شجن) كثيراً ثم قالت
-مش هتبطل جنان أبداً
هز رأسه بعدم رضا ثم سئلها بنبرة بها بعض الضيق
-اومال ؟!
-بكرة ٠٠
ابتلعت ريقها فهى تخشى من رد فعله كثيراً ولكنها يجب أن تعلم ايثق بها أم لا فحثها (وليد) على الحديث
-خير ؟!
-بكرة ٠٠ بكرة إن شاء الله عيد ميلاد (رائد) وطبعاً كل سنة بنقضى اليوم هناك ٠٠ (روفيدا) اصلاً من امبارح وهى بتحضر لعيد ميلاده وكلمتنى عشان اجهز معها للحفلة لأن أنت عارف (رائد) مبيحبش الحفلات
تبدلت معالم (وليد) ونظر للأتجاه الآخر دون أن يتحدث فزمت شفتاها بضيق ثم قاالت
-وبعدين يعنى ؟! ٠٠ ده معناه ايه ؟! هتيجى معايا ؟!
نظر لها بغضب شديد ثم قال
-إنتى بتستعبطى اجى معاكى فين ؟! وبصفتى ايه اصلاً ؟!
تبدلت معالم (شجن) ثم قالت
-يعنى ايه ؟!
-يعنى مش شايفة أنه اوفر شوية أو شويتين كمان أنك تروحى تحضرى حفلة عيد ميلاد حبك القديم وأنا ابقى ايه فى النص شمسية بينكوا
-ا٠٠ أنت لسه بتشك فيا يا (وليد) صح ؟!
زفر (وليد) بضيق ثم قال
-مش شك يا (شجن) بس إنتى محفظتيش ع كرامتى دى إهانة كبيرة
-ك٠٠ كنت عارفة صدقنى ٠٠ كنت عارفة نك مش هتنجح فى الاختبار ده ابداً٠٠ (رائد) هيفضل عامل زى الشوكة بينا ٠٠ بس لازم تعرف أنه ابن عمى وعلاقتى بيه مستحيل تنتهى ده غير أن (أدهم) أخويا خاطب أخته يعنى مفيش مفر أنى مشفوش واتعامل معاه
-(شجن) إنتى ليه لتطلبى منى المستحيل
-(وليد) انسى ٠٠ أنسى أى شئ بينا لانه ببساطة مينفعش أنت معندكش ثقة فيا ولا فى نفسك (وليد) حط فى دماغك كلمة واحدة أنا صحيح مكنتش بحبك بس مكنتش كارهة العيشة معاك ٠٠ ولما طلبت الطلاق طلبته عشان الثقة اتكسرت بينا مش عشان مبحبكش رغم أنك مديت إيدك عليا مكنتش هسيبلك البيت برده قلت أنا غلطانة بس كنت هعرف ٱأدبك ع ده خصوصاً أن دى أول مرة تمد إيدك عليا بس أنت مستكفتش بده أنت كمان طردتنى من بيتنا وقتها الثقة بينا أحنا الاتنين انكسرت صحيح حبيتك الفترة الاخيرة دى ٠٠ لكن مش هرجع لنقطة الصفر تانى مفيش ثقة مفيش رجوع
ثم أخذت حقيبتها ووضعت ثمن الفاتورة وذهبت بعيداً بينما ظل (وليد) يفكر فى حديثها ذاك وزفر بضيق فهو أصبح لا يطيق رؤية (رائد) على الأطلاق ٠٠
****************
كانت (عتاب) تلعب مع الأطفال كعادتها بالكرة تقذفها بيدها لجميع الأطفال وتقذف بعض البالونات فقد كانت تبدو كطفلة مثلهم فأقتربت منها فتاة صغيرة فى التاسعة من عمرها ابتسمت حين وجدتها تقف أمامها يبدو أنها تريد أن تطلب منها شئ ما فقالت
-مالك يا (حفصة) ؟! شكلك عاوزة تطلبى طلب مش كده ؟!
هزت (حفصة) رأسها بالإيجاب فتابعت (عتاب)
-قولى يا حبيبتى عاوزة ايه ؟!
-ا٠٠ أنا طلبت من بابا يجى النهاردة عشان عيد ميلاده بكرة ٠٠ كنت حابة ادخل المطبخ أعمله كيكة بإيدى بس ميس (حورية) مش هترضى تدخلنى المطبخ
عقدت (عتاب) حاجبيها بعدم فهم وقالت
-بابا مين ؟!
-بابا ٠٠ بابا (رائد)
-اهااا ٠٠ بس مين قالك أنه هيجى النهاردة اصلاً ؟! ده بيجى كل شهر مرة وخلاص جاه
-أنا طلبت منه يا ميس وهو وافق قالى هيجى ع المغرب كده
شعرت (عتاب) بالشفقة على تلك المسكينة الصغيرة فبالتأكيد لن يأتى رجل مثله لابد أن لديه أشغال كثيرة فتحدث (حفصة) بترجى
-بليز يا ميس (عتاب) خلينى ادخل اعمل الكيكة أنا جبت الطريقة من ع النت
ابتسمت (عتاب) لها ثم قرصتها من وجنتها وقالت
-ماشى ٠٠ أنا هروح معاكى المطبخ ونعملها سوا بس ملكيش دعوة بالنار خالص
هزت (حفصة) رأسها بالإيجاب وأمسكت يدها (عتاب) وذهبوا للمطبخ سوياً بعد أن طلبت من زميلتها التى معها الأهتمام بشئون الأطفال حتى تنتهى هى من صنع الكعكة مع (حفصة) التى تفهمت ذلك جيداً ٠٠
وصلت (عتاب) مع (حفصة) إلى المطبخ وطلبت منها (عتاب) أن تهتم بتحضير المكونات بنفسها وهى سوف تساعدها ثم وقفت بجانب (ندا) وتحدثت بصوت خافت
-زعلانة اوووى عليها ٠٠ أكيد مش هيجى
-هو مين ؟!
-بتقول عيد ميلاد صاحب الدار وطلبت منه يجى عشان تحتفل معاه ٠٠ وده راجل اعمال مهم مش فاضى يجى
قالتها وهى واثقة فطوال الشهران الماضيين كانت تبحث عن معلومات عنه جيداً لذلك التشابه الذى بينه وبين (فضل) حينها ابتسمت (ندا) وقالت
-بالعكس ده هيجى ٠٠ إنتى متعرفهوش ده طيب اوووى وحنين ع الولاد والبنات هنا وممكن يخصم من أى حد شغال هنا لو شافه بيعامل  الأطفال وحش ٠٠ 
شعرت (عتاب) بغرابة شديدة كيف لذلك الشخص أن يكون فى خيالها مغتصب ابتسمت لتلك الفكرة التى مرت برأسها ففجائتها (حفصة) بقولها
-خلصت يا ميس حضرت كل المطلوب ٠٠ بس مفيش هنا كريز للتزويق
ابتسمت (عتاب) وقالت
-هجبلك أنا ٠٠ هقول لعم (جمعة) يجبلنا خليكى هنا هروح أقوله ونيجى نعمل
هزت (حفصة) رأسها بالإيجاب وبالفعل ذهبت (عتاب) لأحد الحراس الذين يقفوا بالخارج وطلبت منه أن يحضر لها كرز ثم عادت للمطبخ وبدئت فى صنع الكعكة مع (حفصة) وهم يضحكون سوياً وما أن انتهوا حتى قالت (عتاب)
-هروح احطها فى الفرن
بعدها وضعتها داخل الفرن وجلسوا يعدوا الشوكولا التى سيقمون بتزيين الكعكة بها وتكسير بعض من الفول السودانى حينها جاء (جمعة) بما طلبته منه وبدئوا بتزيين الكعكة دخل (رائد) للمطبخ وتنحنح قائلاً
 -احم احم
إلتفت (حفصة) لتشعر بسعادة كبيرة من وجوده وحضوره اليوم فأقتربت منه وقالت
-بابا ٠٠ أنا مبسوطة أنك جيت
قبلها فى وجنتها وقال
-مقدرش أرفض ليكى طلب
شعرت (عتاب) ببعض الأحراج فقالت
-تحب احطلك الكيكة فى المكتب عند حضرتك ؟!
-لا هقعد هنا فى المطبخ معاكوا
نظرت (عتاب) حولها فلحسن الحظ لا يوجد سوى (ندا) وامراءة كبيرة قليلاً تعمل مع (ندا) فى المطبخ فشعرت ببعض الأحراج لذا قالت
-طب عن أذنكوا هروح اكمل شغلى
فقالت (حفصة) ببراءة
-لا يا ميس (عتاب) ٠٠ خليكى قعدة معانا لازم تدوقيها حضرتك عملتيها معايا
ثم نظرت ل (رائد) وطلبت منه
-قولهت يا بابا تقعد
ابتسم (رائد) قليلاً ثم قال
-اقعدى يا آنسة
-م٠٠ مش هينفع ورايا شغل
زمت (حفصة) شفتاها وقالت بطفولة
-اقعدى بقى يا ميس مديرك بنفسه بيقولك اقعدى مفهاش حاجة
فابتسم (رائد) قليلاً وقال بصوت خافت
-تربية بابكى صحيح
حينها شعرت (عتاب) بالخجل فظلت واقفة مكانها فنظرت (حفصة) إلى (ندا)
-عاوزة شمع صغير يا ميس
-من عينيا يا حبيبتى
وبعد ثوان أحضرت (ندا) الشمع وأغلقت (حفصة) نور المطبخ وطلبت من الجميع أن يغنى من أجل (رائد) بعدها اطفئت الشمع وصفقت بيدها وقالت بعد أن اشعلت الضوء مرة آخرى
-كل سنة وأنت طيب يا بابا
ابتسم لها ثم قال
-وإنتى طيبة حبيبتى
فأخذت السكين لكى تقطع الكعكة فأخذتها (عتاب) منها مسرعة وهى تقول
-متمسكيش السكينة كده تانى
-كنت عاوزة اقطعها
-هقطعهالك أنا
ابتسم (رائد) حين رأى حنان قلبها وخوفها على الأطفال ثم تنهد قليلاً فقالت (حفصة)
-كل واحد فينا هياخد حتة صغيرة وبابا هياخد الباقى عشان هى بتاعته أنا اللى عملتها بإيدى بس ٠٠ بس بصراحة ميس (عتاب) ساعدتنى كتير خصوصاً فى التزويق
ابتسم لها ثم قال
-ماشى يا عفريتة
-بصراحة كان نفسى احتفل بيك فى عيد ميلادك نفسه بس أنت قلت أخت حضرتك عاملة ليك حفلة
فكر (رائد) قليلاً ثم قال
-طب ايه رأيك تيجى إنتى يا عفريتة حفلة عيد الميلاد
-ازاى ؟ مش ببخرجونا من هنا لوحدنا
حك (رائد) مؤخرة ذقنه بيده واصطنع التفكير قائلاً
-فعلاً ٠٠ مشكلة دى بس يعنى ٠٠ يعنى ممكن الميس بتاعتك تيجى معاكى وأنا ابعتلكوا عربية مخصوص
تحدثت (حفصة) بسعادة
-ميس (عتاب) ؟
-أيوة
فأصاب (عتاب) الفواق فأعطتها (ندا) مسرعة كوباً من الماء فقال (رائد)
-فى حاجة يا آنسة
-لا ٠٠ أنا بس مش فاضية و ٠٠
-لا هتيجوا أنتوا ال 4 عيد الميلاد وهبعت عربية مخصوصة ليكوا
تحدثت (ندا) بفرحة
-أنا كمان ؟!
-أيوة
وتحدثت المرآة الكبيرة قائلة
-ربنا يجبر بخطرك يا بنى زى مانت بتجبر بخاطرنا
ابتسم (رائد) وقالت (عتاب)
-م ٠٠ مقدرش عندى شغل
فنغزتها (ندا) فى ذراعها وقالت (حفصة)
-عشان خاطرى بقى يا ميس
شعرت (عتاب) ببعض الأحراج ولم تتكلم وبدئوا بتناول الكعكة جميعاً فابتسم (رائد) ل (حفصة) وقال بصوت خافت
-هعتمد عليكى فى أنك تيجبى الميس
سئلته أيضاً بنبرة خافتة
-انى واحدة ؟!
-اللى عينها ملونة
-ماشى
بعدها أخذ (رائد) باقية الكعكة حتى لا تحزن (حفصة) كما أن مذاقها كان رائعاً بالفعل وذهب عائداً للمنزل ٠٠
**********************
فى اليوم التالى ٠٠
فى تمام الساعة السادسة مساءاً بدئت حفل عيد مولد (رائد) كانت تعد كلا من (روفيدا) و (شجن) كل الأعدادت من أجل عيد الميلاد ولكن لاحظت (شجن) عدم تحمس (روفيدا) كما الأيام الماضية كما أن عينيها محمرتان للغاية ويبدو أنها قضت ليلتها تبكى كما الحال معها ف (وليد) جعلها تشعر بألم لم تشعر به من مدة كانت تراهن نفسها أنه مازال يثق بها وأن (رائد) لن يكون عائق فى حياتها أبداً ولكنها قررت إلهاء نفسها بعيد الميلاد أصبحت تحب (وليد) ؟ نعم تعشقه ؟ آجل ولكن بدون ثقة  محال أن تعود له قررت أن تسئل (روفيدا) وتشغل وقتها بشئ آخر حتى لا تفكر ب (وليد) الذى لم يعد يغب عن ذهنها لحظة
-مالك يا روفى ؟! شكلك مش مظبوط
ابتلعت (روفيدا) ريقها وقالت متلعثمة
-م٠٠ مفيش أنا كويسة اهو
-مش باين ؟!
-ا٠٠ اصل ٠٠ اصل حليت امبارح فى الامتحان وحش
ابتسمت (شجن) بها وقالت
-ولا يهمك هتعوضيها إن شاء الله
أخذت نفس عميق وقالت
-ادعيلى
-ربنا معاكى حبيبتى ٠٠
 كان (رائد) بمكتبه حين أتاه إتصال نظر للهاتف ليجد أنه (طلال) ابتسم قليلاً ثم فتح الأتصال قائلاً
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ٠٠ كل سنة وأنت طيب يا (رائد)
-وأنت طيب
-معلش أنت عارف أنى فى الغردقة أنا و (هانيا) و (مايا) وبعدين سئلتك كذا مرة هتعمل عيد ميلاد ولا وقلت لا
-ولا يهمك ٠٠ (روفيدا) اللى اصرت تعمل أنت عارف أنا مليش فى الجو ده ومش متعود اعمل اعياد ميلاد بس من ساعة ما جت عاشت معايا وفى حاجات اتغيرت
-فعلاً ٠٠ عموماً هبقى اكلمك تانى  
-ماشى يا (طلال) ٠٠
أغلق معه الهاتف وفوجئ بأحدهم يطرق باب المكتب الخاص به فقال
-ادخل
لتدلف (ريما) للداخل ابتسم لها ثم قال
-(ريما) !! ٠٠ ايه المفاجأة الحلوة دى ٠٠ جيتى من شرم امتى ؟!
-روفى كلمتنى وعزمتنى ع عيد ميلادك اللى مكنتش نسياه طبعاً
ابتسم لها بعذوبة ثم قال
-وأنا مبسوط أنك جيتى بجد
-ع فكرة عاوزة اقولك حاجة 
-خير ؟!
أشارت بإبهامها خلفها وهى تقول
-بارة لما قابلت (شجن) رحبت بوجودى لأول مرة ٠٠ أنت عارف أنها فاكرة أن أنا وأنت فى بينا قصة حب كبيرة
ابتسم (رائد) بسعادة وقال
-بجد ٠٠ تفتكرى أنها خرجتنى من دماغها
-افتكر جداً  ٠٠ دى مكنتش بترضى تبص فى وشى
-عموماً أنا كمان عزمت (وليد) ٠٠ متتخيليش أنا أكتر واحد هيفرح لو رجعوا لبعض بجد
تنهدت قليلاً ثم قالت
-عارفة ٠٠ أنت بقى مش ناوى تحب ؟!
-اللى زيى عمره ما هيلاقى واحدة عدلة تحبه
قالها ونظر لنافذة الغرفة
-ليه النبرة اللى بتكلم بيها دى يا (رائد) ؟! وأنت فيك ايه ؟!
-يعنى بتاع ستات بس
قالها بسخرية لتجيبه هى
-وتوبت وخلصنا من الموال ده واتكلمنا فيه كتير ٠٠ أنسى اللى فات يا (رائد) وبعدين دول مش ستات أصلاً كل اللى كنت تعرفهم مومس أو مش محترمين وميفرقوش عن المومس فى شئ ٠٠ عمرك ما أجبرت واحدة أنها تعمل معاك حاجة ٠٠ ومفيش حد مبيغلطش خلاص بقى يا (رائد)
أخذ (رائد) نفس عميق ثم قال
-معاكى حق ٠٠ أنا عمرى ما أجبرت واحدة ع شئ كله كان برضاهم ٠٠ بس ٠٠ بس خايف خايف اتعاقب بواحدة متستاهلش أو طماعنة فى فلوسى
-عيش حياتك وفكر دايماً  أن أى شئ وحش مش عقاب وبس لا ده ممكن يبقى ابتلاء
ابتسم (رائد) وقال لها
-ده ايه العقل ده كله يا ست (ريما)
-شوفتنى وأنا عاقلة
-اه تجننى بصراحة
-وأنا عاقلة اجنن ٠٠ يااربى
ثم اصطنعت البكاء فضحك عليها كثيراً فنظرت له بنصف نظرة
-طب ما تجوزنى واهو اللى تعرفه احسن من اللى متعرفوش
غمز لها بعينه اليسرى بمشاكسة ثم قال
-أنا عن نفسى موافق يا قمر
زمت شفتاها ثم قالت بتذمر طفولى
-هو أنت ما بتصدق ٠٠ أنا بهزر بهزر
-طب تعالى نخرج الحفلة هتبتدء وكمان فى ناس مستنيهم جايين من الملجأ
-ماشى
خرجت معه نحو الخارج وقد بدء الحفل وسماع الموسيقى نظر نحو الباب وجد (حفصة) تدخل هى و (ندا) والمرآة الكبيرة التى تعمل بالمطبخ قطب حاجبيه وهو يبحث عن الفتاة صاحبة العيون الرمادية فأقتربت منه (حفصة) لتقول
-كل سنة وأنت طيب
-وأنتى طيبة حبيبتى
قالها وهو مازال ينظر تجاه الباب فقالت (حفصة) 
-بتكلم فى التليفون يا بابا وجاية
ارتبك (رائد) قليلاً ثم قال
-ه٠٠ هى مين دى ؟!
-اللى وصتنى اجيبها
ضربها (رائد) بخفة على مؤخرة رأسها ثم قام بتحية كل من (ندا) والمرأة الآخرى حينها دلفت (عتاب) للداخل وهى تبحث بعينها عن (ندا) ولكنها ظلت تتفحص المنزل الخاص ب (رائد) فقد كان يبدو وأنه على طراز رفيع من الفخامة ليس مثل (فضل) الذى كان يسكن بجوارها أغمضت عيناها وتمتمت بخفوت
-(فضل) مش حقيقة ٠٠ (فضل) خيال
 فاقترب منها (رائد) وقال
-حمد الله ع السلامة
فتحت عينيها لتجد (رائد) يقف أمامها فشعرت بإرتباك وقالت
-الله يسلمك ٠٠ ممكن تعدينى ؟
-طب مش هتقوليلى حتى كل سنة وأنت طيب
تحدثت له بسماجة
-كل سنة وأنت طيب ٠٠ عدينى بقى
 -يا ساااتر ٠٠ إنتى معندكيش تفاهم يعنى ؟
-أنا مش فاهمة بجد حضرتك عاوز منى ايه !! 
-قولتلك أنى فضولى زاد ناحيتك
-أرجوك أنا جاية هنا غصب عنى مكنتش عاوزة اجى اصلاً فارجوك سبنى ع راحتى
أخذ (رائد) نفس عميق وابتعد قليلاً لكى تعبر هى الطريق وتذهب إلى صديقتها بينما ظل هو ينظر لها فأقتربت منه (ريما) وقالت
-مين دى ؟!
-مشرفة شغالة فى الملجأ
-بس عيونك بتقول أنك معجب
-مش عارف ٠٠ صدقينى مش عارف
-عموماً واضح عليها ومن ع لبسها أنها فقيرة فأنت لو جد ده كويس مش جاد ودماغك بتلعب تلعب عليها حرام يا (رائد) مطلعهاش السما وتنزلها ع الأرض
-قولتلك أنى توبت توبت يا (ريما) لكن دى ٠٠ دى حاجة تانية ٠٠ دى ملهاش وصف عندى قابلتها كم مرة مرات تتعدى ع الصوابع بس شدانى شدانى اوووى يا (ريما)
-هو ٠٠ هو الحب بغباوته
صمت (رائد) قليلاً ونظر تجاه (عتاب) وجدها جالسة بجوار صديقتها ولا تتحدث تنظر حولها وتتأمل المكان دون أن تتكلم
تلاقت عيناهم ولكن أسرع (رائد) ووجه نظره نحو (ريما) وطلب منها أن تضحك وكأنه قد قال شئ يضحكها فعلت (ريما) ما طلبه منها  فلمح (رائد) (عتاب) تنظر لهما بفضول شديد ولكنها سرعان ما نظرت لأسفل دون أن تتحدث راقبها (رائد) ووجدها يبدو على ملامحها الحزن ولا يعرف ما سبب تحول ملامح وجهها فجأة  نهضت (عتاب) من مكانها تجاه (ندا) و (حفصة) وقالت
-مش يلا نمشى
تحدثت (ندا) قائلة
-ما المكان هنا حلو احنا مبنخرجش
-مش حابة اقعد هنا ٠٠ عاوزة امشى
-خلاص زى ما تحبى
نهضوا جميعاً واتجهوا نحو (رائد) لكى يستئذنوا منه وينصرفوا وإلتفوا لكى يرحلوا فقال (رائد)
-آنسة (عتاب)
توقفت ثم إلتفت له ببطئ فقال هو
-مش (عتاب) برده ؟! (حفصة) بتقولك ميس (عتاب)
هزت رأسها بالإيجاب فأخرج من يده ورقة تخص متجر (٠٠٠٠٠٠٠) للحلوى وقال
-أنا كنت حاجز حلويات للبنات والاولاد فى الدار ممكن تستلميها ؟
نظرت فى عينيه ثم إلى الورقة وآخذت منه الورقة وقالت
-ح٠٠ حاضر
-ه٠٠ هو فى حد ضايقك هنا ؟!
-ليه ؟!
-اصلك مشيتى فجأة
-ا٠٠ اصلى مبحبش الاختلاط بالناس ٠٠ عن أذنك
-ا٠٠ اه اتفضلى
وقبل أن ترحل اقتربت (روفيدا) من (رائد) وقبلته على وجنته وقالت
-كل سنة وأنت طيب يا حبيبى
رفعت (عتاب) رأسها لتلك الفتاة ثم نظرت للفتاة الأخرى التى كانت تضحك معه حينها قبل (رائد) رأس (روفيدا) وقال
-وإنتى طيبة يا حبيبتى
ونظر نظرة جانبية إلى (عتاب) التى كانت ترمش بعينيها وقال
-فى حاجة يا آنسة (عتاب) ؟!
شعرت هى بغبائها ثم تحدثت بسرعة دون أن يفهم من أمامها شئ
-عن أذنك
وخرجت وهى تضرب يدها برأسها على غبائها فأبتسم هو عليها وظل يتابعها حتى اطمئن أنها تقف مع اصدقائها حينها ذهبت (روفيدا) إلى الشرفة بعيداً عن الناس ووجدت نفسها تبكى بكاءاً هسترياً فتبعها (أدهم) دون أن تشعر وسمع صوت بكائها وحدها هم ليتحدث لكنه توقف حين سمعها تقول بنبرة باكية
-ا٠٠ أنا آسفة يا (أشرف) ٠٠

#عتاب

ليست هناك تعليقات