إبحث عن موضوع

رواية عتاب الحلقه ١٣

الفصل الثالث عشر

نظر كلاً من (وليد) و (شجن) إلى بعضهم البعض فشعر (وليد) حينها بضيق شديد بينما نظرت (شجن) لشقيقها وقالت
-ليه يا (أدهم) ؟! ايه المشكلة لو رجعنا لبعض ؟!
-اصله مش لعب عيال هو ده جواز ٠٠ ومحدش رضى يقول أنتوا انفصلتوا ليه وعاوزين ترجعوا ليه
أخذ (وليد) نفس عميق ثم قال
-دى حياتنا يا (أدهم) ٠٠ وأى مشكلة بينى وبينها دى حاجة خاصة بيا وبيها وصدقنى لو فى حاجة المفروض تتحكى كنا هنحكيها ٠٠ بس بلاش الموضوع ده يأثر ع علاقتنا سوا أنا عارف أنت بتحب أختك اد ايه وسواء أنا الغلطان أو هى أنت عمرك ما هتسامحنى ع شئ يخص (شجن) يبقى الأحسن أن الموضوع يدفن بينى وبينها مادام هى سامحت وأنا سامحت
اضيقت عينان (أدهم) وانتقل ببصره بينهم ثم قال
-بالظبط ٠٠ اهو أنا مش مقلقنى غير موضوع السماح وأنها موافقة يعنى كنتوا بتتقابلوا من ورايا
ابتلعت (شجن) ريقها وشعرت بتوتر كبير بينما تحدث (وليد) بثقة
-ا٠٠ أنا معملتش حاجة غلط غير أنى كنت عاوز اشوفها هى موافقة ترجعلى ولا لا عشان محسش أنها مجبورة فى رجوعها ليا لو طلبتها منك وأنت وافقت
-ومين قالك أنى موافق اصلاً ؟! ٠٠ أختى مش بيعة سهلة وقت ما تطلقها تطلقها ووقت ما عاوز ترجعلها ترجعلها أنا فصلت فى علاقتكوا ببعض وعلاقتى بيك مادام سبتها باحترام  لكن لعب العيال ده ميعجبنيش
نظر (وليد) إلى (شجن) ثم قال موجهاً حديثه ل (أدهم)
-يا (أدهم) أنت عارف أنى بحبها وعمرى ما هحب غيرها واللى حصل غلطة وياما الناس بتغلط ٠٠ وبعدين هى وافقت
جلست (شجن) بجوار شقيقها واحتضنته وقالت
-أنا بحبك اوووى يا (أدهم) و بجد أنا عارفة أنك مش بتخاف عليا كأخ بس لا أنت أب كمان
ابعدها (أدهم) عنه ثم أمسك يدها وقال
-تعالى معايا
ذهبوا سوياً لداخل غرفتها وأغلق باب الغرفة فشعرت (شجن) بتوتر كبير فنظر لها (أدهم) وقال
-لأخر مرة هسئلك  ٠٠ إنتى موافقة عليه ؟!
هزت رأسها بالإيجاب أخذ (أدهم) نفس عميق ثم اقترب منها وحدثها قائلاً
-يا (شجن) أول مرة لما اتجوزتيه كنتى بتهربى من (رائد) وكان عندى احساس أن الجوازة دى هتفشل واهى فشلت إنتى عشتى مع (وليد) سنة مشاعرك متحركتش ناحيته ايه اللى جد يعنى ٠٠ طب هو حمار وبيحبك وأنا عارف ٠٠ لكن ٠٠ لكن مهما كنت بحبك مش هسمحلك تظلميه للمرة التانية الجواز مش لعبة فاهمة ؟
ابتسمت (شجن) لشقيقها ثم قالت
-تعرف فاكرة أول مرة (وليد) اتقدم ليا فيها وأنت برده مكنتش موافق عشان ٠٠ عشان كنت عارف بحبى ل (رائد) بس أنا اللى اصريت ٠٠ بس ٠٠ بس صدقنى وقتها كنت عامية كنت عاوزة انقى واحد زى (رائد) وخلاص مش مهم أى شئ تانى غير أن كان نفسى احفظ كرامتى بينى وبين نفسى أن واحد زى (رائد) حبنى
-وهو (وليد) شبه (رائد) !! ٠٠ إنتى هتجنينى
اعطت (شجن) له ظهرها ثم تحدثت
-مكنتش اعرف (وليد) كويس بصيت من بارة بس ٠٠ بتاع ستات نفس سن (رائد) مستواه المادى كويس كمان صاحبك زى ما (رائد) صاحبك بس أول مرة اتجوزت فيها (وليد) كرهت فيه أنه شبه (رائد) فى المواصفات دى كلها ده غير أن (وليد) مكنش رومانسى أوى يعنى طبيعة شغله بتخليه 3/4 اليوم بارة مكنتش اعرفه كويس أو مدتش نفسى فرصة عشان اعرفه واحس بالفروق بينه وبين (رائد) مع أن صدقنى من قبل جوازى ب (وليد) وأنا كنت كارهة (رائد) وكارهة نفسى ٠٠ ولما اختارت (وليد) كنت فاكرة هحفظ كرامتى ٠٠ بس مش صح أنا اللى خسرت وغمضت عن حاجات كتير حلوة فى (وليد)
-وهو عمل ايه خلاكى تغيرى رأيك ؟!
-حسيت أنه بيحبنى بجد ٠٠ وأن ٠٠ مش عاوزة احكى عن اللى فات بس أقدر أقولك أن سبب انفصالنا (رائد) ٠٠ وهو كان معاه حق فى كل تصرف اتصرفه الطلاق اللى حصل ربانى ورباه خلانى اشوفه بطريقة تانية بس هو فاضل اختبار صغير اد كده
قالتها وهى تطبق اصبعها الأبهام والسبابة على بعضهم البعض فقال (أدهم) 
-اللى هو ايه ؟!
-لا ده سبنى اعمله بنفسى ٠٠ المهم هتوافق ؟!
-موافق يا مغلبانى
-طب ليا طلب عندك
-خير ؟!
أخذت نفس عميق ثم قالت
-أنت تقترح أن جوازنا يبقى بعد شهرين ٠٠ (وليد) اصله مستعجل اووى وأزا ٠٠ نا مش هنكر أنى انجذبت ليه بس ٠٠بس مش عاوزة اظلمه تانى ولو قولتله كده هيفهم أنى منستش (رائد) وأنه مش مالى عينى وأنا مش عاوزه يزعل منى تانى
-يا حنينة ٠٠ عموماً ماشى
ابتسمت (شجن) ثم خرجوا سوياً للخارج وجدوا (وليد) يحرك اصابع يده بإرتباك شديد فابتسم (أدهم) على هيئته نهض (وليد) عن مقعده وقال بقلق
-ها وافقت ؟!
نظر (أدهم) إلى (وليد) ثم قال موجهاً حديثه إلى (شجن)
-الرأى رأيها فى النهاية
شعر (وليد) بسعادة تغمر قلبه ونظر ل (شجن) وقال وهو يقترب منها وهو يقول
-وأنت ايه رأيك يا قمر ؟
هزت رأسها موافقة وقالت
-موافقة
فأرسل لها قبلة على الهواء مما جعلها تخجل وتنظر لأسفل بينما غلت الدماء فى عروق (أدهم) وأرسل له لكمة فى فكه حينها شعرت (شجن) بخوف حقيقى على (أدهم) وأمسكت ذقنه بحنان ونظرت إلى (أدهم)
-اخص عليك يا (أدهم) ليه كده 
ابتسم (أدهم) لأنه تأكد أن أمر (وليد) يعنى الكثير لشقيقته الآن بينما شعر (وليد) بسعادة حقيقية فلم يكن يتخيل أن سيرى تلك اللهفة والحب فى عيونها يوماً ما لذا نظر إلى (أدهم) وقال
-اضرب كمان يا بشمهندس (طارق) ميهمكش
ضحكوا جميعاً ولكن قام (أدهم) بأبعاد (وليد) عن (شجن) ودفعه نحو الباب وهو يقول
-يلا يا حبيبى امشى دلوقتى ٠٠
-الله احنا مش هنتجوز ؟!
-لما تتجوز يا خفيف وفى اليوم اللى احدده أنا وأختى
زم (وليد) شفتاه حينها قد وصلوا إلى باب الشقة ففتح (أدهم) باب الشقة وقال
-يلا طرقنا بقى
-يا عم أنا جاى اتجوز أختك وأختك موافقة اومال لو كانت رافضة كنت هتعمل فيا ايه ؟!
-امشى يا دكتور الستات من هنا
قالها ثم دفعه نحو الخارج واغلق باب الشقة فهندم (وليد) من ملابسه وهو يقول بنبرة خافتة
-يا مغيث من دى عيلة ٠٠
******************
مر يومان لم يحدث بهما شئ سوي أن (عتاب) ذهبت لدار الأيتام لتقدم عن تلك الوظيفة وفى خلال اليومان آتاها إتصال من مديرة الدار أنه قد تم قبولها فذهبت إلى منزلها القديم وأتت بجميع مستلزماتها لكى تستعد للمكوث بتلك الدار رغم أنها كرهت ذلك المنزل حتى أنها وقفت فى الشرفة لتنظر إلى الشرفة الخاصة ب (فضل) واسترجعت اسوء ذكرياتها ولكنها عملت على أن تذهب مسرعة من ذلك المنزل فقد اصبحت تخاف الوحدة بشدة رغم أنها عاشت لسنوات وحيدة بعدها عادت لمنزل (ريان) حتى تودعه هو ووالدته ٠٠
 وقفت أمام (ريان) وبجانب الحقيبة الخاصة بملابسها الذى نظر لها نظرة طويلة بها العديد من المعان فبادلته هى ببسمة رقيقة ثم قالت
-أنا مش بهرب ع فكرة ٠٠ لأنك هتفضل دكتورى برده
-اومال بتسمى ده ايه ؟
-إعادة تفكير ليك عشان تعرف تحدد العلاقة اللى بينا بجد
-بس أنا مش عيل صغير ٠٠ أنا عارف انا عاوز ايه ؟!
أخذت نفس عميق ثم قالت
-وأنا مش خاينة
-إنتى متعرفهاش اصلاً
-برده مبخونش ٠٠ إلا الخيانة عندى ٠٠ بتوجع اوووى
-ولا أنا خاين أنا سبتها خلاص
-بلاش نكلم فى الموضوع ده ٠٠ ادى لنفسك فرصة وادينى فرصة ٠٠ صدقنى لو نصيبنا لبعض مفيش حد هيقدر يوقف النصيب ده
ابتسم هو قليلاً ثم قال
-عادة المرضى هما اللى بيقعوا فى حبى ٠٠ ب٠٠ بس إنتى ٠٠ إنتى حاجة تانية خالص
بادلته تلك البسمة ثم قالت بنبرة مترجية
-ممكن توعدنى وعد 
-خير ؟!
-إنك تدى ل (أسما) فرصة وادى قلبك فرصة يعرف قراره ايه ٠٠ عشان لا تظلمها ولا تظلم نفسك ولا تظلمنى
-بصى يا (عتاب) أنا ادتها فرص كتير اللى زى (أسما)  مبتعرفش تحب ٠٠ بس اوعدينى أنتى
-بأيه ؟!
-ادينى فرصة ٠٠ وانسى موضوع الخيانة ده ٠٠ (أسما) بارة حياتى مش جواها
ابتلعت ريقها ثم هزت رأسها بالإيجاب  وقالت
-اوعدك
-وأنك هتيجى تانى
-اوعدك طبعاً ٠٠ مانت دكتورى ٠٠ حتى طبيعة شغلى مناسبة لحالتى ٠٠ أنا بصراحة كنت خايفة ارجع الشقة بتاعتى وادينى اهو هشتغل فى مكان فيه ناس كتير عشان مبقاش لوحدى وهجيلك أنت وطنط
فى تلك اللحظة خرجت (نادية) من غرفتها فركضت نحوها (عتاب) وأحتضنتها وبكوا معاً بعدها ابتعدت (عتاب) عن (نادية) وقالت
-ادعيلى يا طنط
- قوليلى يا ماما 
ابتسمت (عتاب)  وقالت 
-ادعيلى يا ماما 
-بدعيلك دايماً يا بنتى
حينها عادت (عتاب) إلى حيث حقيبتها وحملتها فأخذها عنها (ريان) وقال
-مانا هوصلك
نظرت له بإمتنان ثم نظرت مرة آخرة إلى والداته من بين دموعها وبعدها أتجهت نحو الخارج وذهب خلفها (ريان) الذى اوصلها إلى دار الأيتام بسلام ٠٠
******************
وقفت (هانيا) فى الشرفة الخاصة بمنزلها فى تمام الساعة الثامنة مساءاً فمنذ أن علم بقصة ذلك المدرس وقد بدء يهتم بها وب (مايا) أيضاً ابتسمت بخفوت ولكن سرعان ما تذكرت ما تريد قوله ل (طلال) ربما لو علم لقتلها او لن يمرر ذلك الأمر على خير ابداًولكنها ستقول له فقد عاهدت نفسها منذ أن تغير معها أنها لن تخفى عليه أى أمر آخر شاهدته يدخل بالسيارة للداخل وقد ترجل منها وتأهب للدخول شعرت بتوتر كبير كما ودت أن تزيح ذلك الجبل من أعلى صدرها لكنها تخاف من ردة فعله أيضاً وجدته دلف لداخل الغرفة فابتسمت بوجهه وقالت
-حمد الله ع السلامة يا حبيبى
-الله يسلمك
-احضرلك العشا
-ياريت أنا واقع من الجوع ومرضتش أكل من غيرك
ابتسمت قليلاً فهو قد تغير كثيراً بالفترة الأخيرة ثم قالت
-ح٠٠ حاضر
-اومال فين البنت ؟
-نيمتها ٠٠ عشان المدرسة أنت عارف
-بدرى كده ؟!
-لما رجعت قعدت تذاكر وتعمل ال home work ومنامتش فنامت
-ماشى ٠٠ خلاص يبقى جيبى العشا هنا ٠٠ مش هنتعشى تحت
ابتسمت بتوجش وقالت متلعثمة
-ح٠٠ حاضر
ثم ذهبت للأسفل كى تعد الطعام وفى خلال ثلث ساعة عادت للغرفة مرة آخرى مع صينية الطعام
ووضعت الصينية على المنضدة فأمسك يدها وجعلها تجلس بجواره وقال
-إنتى مش هتاكلى ولا ايه ؟!
-ا٠٠ اصل شبعانة
-ماشى
وبدء فى تناول الطعام ولكنه شعر بأنها تريد أن تتحدث بأمر ما فسئلها
-مالك يا (هانيا) ؟!
-لما تخلص آكل
حينها ترك (طلال) الطعام ثم قال
-لا إنتى كده قلقتينى بجد
زمت (هانيا) شفتاها فقد  استعجلت بقولها ذاك فكرر مرة آخرى
-فى ايه قلقتينى ؟!
حينها وضعت يضعها اعلى قلبها لتقوى نفسها على الحديث وأخذت نفس عميق ثم قالت
-أنا عاهدت نفسى آزى مخبيش عليك حاجة من ساعة ما اتغيرت
-جميل
-لا مش جميل عشان فى حاجة خبتها عنك
-اللى هى ؟!
ابتلعت ريقها وقالت بتوجس
-ا٠٠ أنت طبعاً عارف أن ربنا مأردش نخلف تانى
هز كتفاه بلا مبالاة وهو يقول
 -وايه المشكلة ربنا مأردش وعارف وفاهم مش جاهل يعنى
-ع٠٠ عارفة ٠٠ بس ٠٠
-بس ايه ؟!
-ال٠٠ الحقيقة أنى ٠٠ أنى كنت باخد حبوب منع حمل المدة اللى فاتت كلها
اتسعت عينان (طلال) بعدم تصديق فتابعت (هانيا) بنبرة آسفة
-ب٠٠ بس صدقنى أنا بحبك أنا بس خدتها عشان كنت شايفة اد ايه  أنت مهمل فيا أنا و (مايا) مكنتش حابة اجيب طفل تانى يتبهدل معانا زيى أنا واخته
اتسعت عينان (طلال) ثم قال
-يااااااه للدرجة !!
-متفهمش غلط أنا بحبك ٠٠ صدقنى بحبك بس ٠٠ بس
-بس ايه يا (هانيا) ؟!
نهضت عن المقعد المقابل له الذى كانت تجلس عليه ثم جلست بجواره وقالت
-ا٠٠ أنا آسفة
امسكت يده وهى تنظر له فنظر لها نظرة طويلة فزمت شفتاها ثم قالت
-متبصليش كده
-هو أنا كنت وحش اووى لدرجة متبقيش عاوزة تخلفى منى تانى
-لا لا أنا بس مكنتش عاوزة حد تالت يتعذب بس أنت اتغيرت وأنا قررت أنى مخبيش عليك حاجة تانى
أخذ نفس عميق ثم أمسك يدها وقبلها ونظر فى عينيها
-ماشى ٠٠ 
-يعنى ايه ؟!
-الموضوع مش بسيط يا (هانيا) وأنا اضايقت بجد ٠٠ ارجوكى سبينى لوحدى ع الأقل النهاردة
ظهر الحزن واضحاً فى عينيها فربت على كتفاها وقال بنبرة حانية
-مش زى مانتى فاهمة بس محتاج اقعد لوحدى شوية ٠٠ فاهمة ؟!
هزت رأسها بالإيجاب فترك هو الغرفة بأكملها وذهب لغرفة آخرى  بالجوار غسل وجهه وتوضئ وصلى العشاء وبعدها وقف فى الشرفة وهو يمسك كوب من القهوة وظل يفكر كيف كان مهمل معها هكذا هى وأبنته حتى أنه جعل رجل آخر يقترب من زوجته فأن كانت (هانيا) عاقلة تلك المرة هذا لا يعنى مطلقاً أن استمر عن ما كان فيه لن تضعف فى أى مرة آخرى فكلنا بشر بالنهاية بل أنه جعلها تفكر حتى بأن لا تنجب مرة آخرى ما قالته ذلك قد جرح قلبه بشدة فهو يفعل ما يفعله من أجلها هى وأبنته حتى يعيشا لا ينقصهم أى شئ صحيح أنه يفكر بطريقة عملية ولكن لابد أن يفكر بقلبه أيضاً ٠٠
******************
بعد مرور شهران ٠٠
اعتادت (عتاب) العمل فى دار الأيتام وكانت تشعر بسعادة كبيرة للغاية لمعاملتها لهؤلاء الأيتام كما أنها صادقت فتاة هناك تدعى (هبة) واصبحت تحاول أن تتأقلم مع الجميع كما نصحها (ريان) الذى كانت تزوره هو ووالداته كل شهر مرة واحدة وتقضى معهم اليوم وتعود مرة آخرى للدار ٠٠
إما عن (وليد) فقد شعر بأن ذلك الشهران كأنهم سنتان فقد كان يشتاق أن يجمعه مع (شجن) منزل واحد فى القريب ولكنه كان يعلم أنه يجب على (شجن) أن تكون واثقة من قرارها ذاك كما انه حاول بشتى الطرق أن يستحوذ على قلبها وأن يجعلها لا ترى غيره خلال ذلك الشهران ٠٠
حاولت (روفيدا) بشتى الطرق أن تقترب من (أدهم) أكثر  كما أنها الآن تستعد لإمتحانها الأول ٠٠
إما عن (أدهم) فقد بدء يعامل (جميلة)  بطريقة رسمية فهو لا يجد أى مبرر ليشعر بالضيق أن وافقت ب (جمال) ذاك ٠٠
تجنبت (أسما) رؤية (ريان) تماماً لكنها عملت على أن تهتم بنفسها ولكن خارج المشفى حتى لا يظن (ريان) أنها فعلت ذلك من أجله مع أنها حقاً قد فعلت ذلك من آجله ولكن الجرح الذى سببه لها فى كرامتها وأنوثتها جعلها تخفى ما تبقى من ماء وجهها لقد نزعت النظارة الزجاجية التى تغطى جمال عينيها كما أنها اصبحت ترتدى فستاين انثوية تظهر جمالها التى كانت تخفيه بملابسها الواسعة تلك ٠٠
بدء (طلال) فى التغير تماماً فى معاملته مع (هانيا) و (مايا) وطلب منها أن شعرت بتغيره مرة آخرى عليها أن تخبره ولا تخفى عنه أى شئ آخر يكفى ما ضاع من سنوات زواجهم ٠٠ فشعرت (هانيا) بالسعادة والرضا عنه فقد أصبح مختلف كثيراً وبدئت هى فى أن تظهر له مدى عشقها له فقد كان لسانه السليط ومعاملته الجافة تمنعنها من التعبير عن حبها الكبير له ٠٠
******************
وقفت (عتاب) تشعر بصداع حاد فذهبت للحمام كى  تأخذ دواء خاص بذلك الصداع الذى يأتيها من وقت للآخر بسبب كثرة العمل والأجهاد الذى تشعر به فوجدت مشرفة معها ترتدى ثياب انيقة وتضع مساحيق التجميل ظنت فى البداية أنها ستخرج وبعدها خرجت من الحمام فخرجت (عتاب) خلفها ووجدتها تسير بدلال وخفة فزمت شفتاها بعدم رضا على تصرفات تلك البلهاء حينها قابلت صديقتها فى الدار التى تعمل كطابخة وهم يسيروا فى أحدى الممرات فأقتربت منها (عتاب) وقالت بصوت خافت
-مالها دى ؟! 
ضحكت (ندا) كثيراً ثم قالت بصوت خافت
-اصل صاحب الدار بيجى النهاردة وهى ايه واقعة فيه لشوشتها الهبلة فاكرة أنه هيبصلها مثلاز
هزت (عتاب) رأسها بآسى ولكنها نظرت ل (ندا) قائلة
-بس ده مبيجيش كتير ع كده من ساعة ما اشتغلت مشوفتوش
-ييجى فى الشهر مرة كده المرة اللى فاتت كنتى بتزورى قرايبك
هزت (عتاب) رأسها بالإيجاب فهى قد اخبرت (ندا) أن (ريان) ووالداتها اقارب لا فلم تستطع أن تخبر احد بطبيعة العلاقة بينها وبين (ريان) لذا قالت
-أنا هروح اقف فى مكانى بقى ٠٠ فاضل ع ميعاد نومهم ساعتين
-ماشى يا حبيبتى ٠٠ وأنا هكمل شغل
حينها ذهبت (عتاب) إلى الدور الذى تعمل به ودلفت للداخل لكى تلعب مع الأطفال مثلما تفعل كل يوم وبعد مرور ساعة كاملة خرجت (عتاب) من غرفة الأطفال واستنشقت بعد الهواء لتجد زميلتها المتيمة بالمدير تسير خلف رجل وهى تتحدث ويبدو عليه التأفف ابتسمت قليلا ورفعت رأسها لكى تتأمل ملامح وجهه أكثر ولكن فوجئت به فقد كان (فضل) ٠٠ مرة ثانية لقد ظنت أن تلك اللعنة التى اسمها (فضل) قد انتهت فقد كانت سعيدة لأنها لم تعد ترى شئ أو تتخيل شئ يخصه لذا قررت تمر من جانبه كأنها لم ترى شئ وحين تخطته إلتف هو مسرعاًوأمسك يدها وجعلها تلتلف وتنظر فى عينيه فأبتلعت ريقها وشعرت بتوتر غريب بينما هو نظر لها وهو يتفحص معالم وجهها ثم قال
-إنتى ؟!
شعرت هى بخوف شديد ثم قال
-ا٠٠ أنا مين ؟!
حينها نظر (رائد) نظرة جانبية لتلك الفتاة التى تلتصق بيه إينما ذهب ثم وجه نظره مرة آخرى إلى (عتاب) وقال
-افتكر تيجى ورايا المكتب  احسن
قالها وهو مازال ممسك يدها وسحبها نحو المكتب الخاص به بينما ظلت تلك الفتاة الآخرى تشعر بغيظ شديد من (عتاب) وركلت قدامها فى الأرض غضباً وضجراً ٠٠
حاولت (عتاب) أن تتملص من يده بكل ما أوتيت من قوة لكنه لم يجعل لها مفر فقالت بصوت مرتفع قليلا
-ارجوك ميصحش كده
كان قد وصلا إلى باب المكتب الخاص به فترك يدها حين سمع صوتها ثم قال
-ا٠٠ أنا آسف
صمتت قليلاً فتابع هو
-أنا من ساعتها بدور عليكى
-ليه ؟!
-ممكن تتفضلى معايا جو
نظرت حولها وشعرت بتوتر عجيب ولكنها هزت رأسها بالإبجاب فدلفوا سوياز نحو الداخل وهم (رائد) ليغلق باب المكتب فتذكرت هى حين غلق باب الشقة فى منزله لا تعلم اتسمى تلك خيالات أم أوهام أم حقيقة فصرخت بصوت عالى
-لااااا ٠٠ متقفلش
شعر هو بخوفها ففتح الباب مرة آخرى وقال ثم نظر لها قائلاً
-ح٠٠حاضر مفتوح اهو
شعرت هى ببعض الراحة ثم وجهت نظرها له وقالت
-بدور عليا ليه ؟! ٠٠ مش قلت متعرفنيش
-حسيت بفضول مش قلتى تعرفينى وقولتى اسمى (فضل)
-وأنت قلت نه مش أنت ٠٠ يبقى الموضوع انتهى
تنحنح هو ثم قال
-معاكى حق
-عن اذنك
امسك يدها مرة آخرى ثم قال
-استنى هنا
نظرت هى ليده الممسكة بيدها  فرفع هو يده لأعلى مسرعاً وقال
-بلاش البصة دى 
اخفت بسمتها قليلاً ونظرت فى عينه فبادلها هو النظرة ووجد نفسه يقول
-اهى عينك دى متتنسيش ابداً
رمشت بعينها قليلاً ثم قالت
-أنا عندى شغل ٠٠ عن اذنك
-بس أنا نفسى اعرف اللى شبهى ده بتحبيه ولا بتكرهيه ٠٠ وحكاية الدكتور اللى كان معاكى ؟!
شعرت بالخوف من أن يفصلها عن العمل أن علم أنها مريضة نفسية فقالت
-ا٠٠ أنا بخير مش ٠٠ مش مريضة بس بس حد مات اعرفه شبهك دى كل الحكاية وجتلى حالة اكتئاب بتحصل لكل الناس
اخذ نفس عميق ثم قال
-ماشى
-عن اذنك
-اتفضلى
نظرت له فقد كان واقف أمام باب المكتب ولم تستطع الخروج بسببه فقالت
-طب ممكن اعدى
ظل واقفاً وقال بنبرة مازحة
-طب ما تعدى
-حضرتك واقف ٠٠ عدينى
فوقف جانباز ثم قال
-اتفضلى
حينها خرجت هى مسرعة نحو الخارج فابتسم هو وهز رأسه بآسى فتلك الفتاة ليست طبيعية أبداً ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى استعدت (روفيدا) للذهاب إلى امتحانها وقد اتفقت مع (أدهم) أن يأتى بعد إنتهاء الإمتحان كى يوصلها إلى المنزل وصلت إلى الجامعة قبل إمتحاانها بساعة لكى تراجع تلك المادة مع صديقتها ظلت يذكران لبعض الوقت حتى وقف أمامها شخص ما لاحظت ظل أحدهم أمامها مباشرة فرفعت بصرها لكى تراه والشمس زادت من لمعة عينيها العسلية ولكنها صدمت حين رأت أنه (أشرف) الذى كان يبتسم فى وجهها فشعرت هى بغضب شديد وقالت موجهة حديثها إلى صديقتها
-يلا نمشى من هنا
فقال (أشرف) بنبرة مترجية
-استنى بس
إجابته بلهجة حادة
-أنا مفيش بينى وبينك كلام
وهمت لتغادر فقال بنبرة أكثر  
-10 دقايق بس مش طالب اكتر
-مينفعش اتكلم معاك
-عارف ٠٠ بس 10 دقايق بس
-عاوز ايه ؟!
نظر هو لصديقتها ثم قال
-تعالى بعيد شوية
ابتعدت معه كى تعلم ماذا يريد منه فقالت بنبرة غاضبة للغاية
-عاوز ايه ؟!
-أنا حبيت أبلغك إنى بقيت اشتغل واشتريت خاتم الخطوبة وإن شاء الله بعد الامتحانات هكلم اخوكى
اتسعت عينان (روفيدا) بعدم تصديق وقالت بنبرة اشبه بالخفوت
-أنت بتقول ايه ؟
-مستعد اقابل اخوكى ٠٠  كنت حابب اعملك ده مفاجأة
كررت بذهول
-مفاجأة !! ٠٠ ا٠٠ انت ازاى متقوليش يا (أشرف) ٠٠-أنا افتكرت أنك ٠٠
صمتت ولم تستطع تكملة الحديث فتابع هو حديثها
-أنى ندل مش كده ؟! ٠٠ أولاً أنتى مكنتيش مديانى فرصة اتكلم معاكى اصلاً ومكنتيش حابة تعملى شئ من ورا اخوكى وأنا احترمت ده فيكى واحترمت رغبتك جداً عشان كده بعدت زى ما طلبتى إنتى قولتيلى أن مفيش كلام بينا تانى هيحصل بدون علم (رائد) وأنا بس حبيت اقولك أنى بقيت اشتغل ومعتمد ع نفسى والحمد لله وإن شاء الله مفيش كلام جانبى بينى وبينك تانى لحد ما اكلم اخوكى
شعرت (روفيدا) وقتها بأن أحدهم قد غرز خنجر فى قلبها فهو لم يكن ذلك الجبان النذل حيث ظلت تردد ذلك بينها وبين نفسها حتى تكرهه ماذا لو علم أنها قد تمت خطبته ستكون هى الجبانة والنذلة فى نظره ليس هذا فحسب بل خائنة وضعت يدها خلف ظهرها حتى لا يتمكن من رؤية خاتم خطبتها من (أدهم) فليس لديها الشجاعة كى تخبره بأنها قد أصبحت تخص شخص آخر ليس هذا فحسب بل شخص هو يستشيط غضباً من رؤيته فقط بجواره لذا ابتلعت ريقها وقالت
-عن أذنك ٠٠ 
ثم سارت بعيداً عنه فشعر (أشرف) بخطب ما ولكنه علم جيداً أنها تؤنب نفسها على سوء الظن به بالتأكيد جلست (روفيدا) بجوار صديقتها وهى تتمتم قائلة
-دى كارثة ؟
-حصل ايه يا بنتى ؟!
-مصيبة يا (هبة)
-احنا مش قلنا ننسى (أشرف) وخليكى فى خطيبك 
فقصت (روفيدا) ما اخبرها به (أشرف) فوضعت (هبة) يدها على فمها غير مصدقة ما سمعته للتو وشعرت بحزن صديقتها فبالفهل شئ محير للغاية هى مخطوبة الآن لرجل طيب القلب ليس به عيباً كما أن حبيبها السابق لم يكن ذلك النذل كانت (هبة) تعلم جيداً أن مهما ستقول لها لن يطفئ مافى قلبها لذا نظرت للساعة وجدت أن موعد الأمتحان قد اوشك لذا قالت
-يلا ع الأمتحان دلوقتي يا (روفيدا) ولما نخرج ربنا يحلها هنفكر كويس
هزت (روفيدا) رأسها بالإيجاب وسارت معها إلى اللجنة كالمغيبة ظلت شاردة طوال ساعتين المتحان ولكنها حاولت بكل جهدها أن تجيب بشكل صحيح وبعد أن انتهت وقفت وانتظرت صديقتها واقترب اصدقائها واصدقاء (أشرف) معاً ووقف (أشرف) معهم أيضاً مما جعلها مصابة بالتوتر وتحاول بكل الطرق الممكنة إخفاء ذلك الخاتم الذى بيدها لاحظت فتاة فى تلك المجموعة أنها تحاول إخفاء الخاتم وتوترها الحاد ونظرات العشق الذى ينظر بها (أشرف) ل (روفيدا) لقد ظنت فى البداية أنها هى و (أشرف) قد انفصلوا ولكن يبدو أن الأمر به الكثير وأنه لا يعلم خطوبتها برجل غيره فوجدتها فرصة جيدة لكى تدمر سعادة (روفيدا) تلك فهى تشعر بالغيرة من تلك الفتاة لأن الجميع يعجب ب (روفيدا) حتى الشاب الذى أحبته لم ينظر لها وأعجب ب (روفيدا) لذا نظرت إلى (أشرف) وقالت كأنها تفجر قنبلة فى وجه (أشرف)
-بقالنا كتير مش بنشوفك يا (أشرف)
-الشغل بقى
-اه ربنا معاك ٠٠ ده حصل حاجات كتير وأنت غايب ٠٠ مش تبارك ل (روفيدا) اتخطبت
اتسعت عينان (أشرف) ونظر إلى (روفيدا) كى تكذب تلك البلهاء ٠٠

#عتاب

ليست هناك تعليقات