إبحث عن موضوع

الضمير المنتقم

قصة "الہٰضميٰر الہٰمنتہٰقم"
.
عايز احكيلك حكايتي عشان انا تعبت من الي بشوفه والي لسة هشوفه..
عايز تعرف ازاي وصل بيا الحال اني ابيع ارواح بسبب حاجة ملعونة اسمها (الفلوس)، عايز تعرف ازاي كان قلبي بارد وانا بموت انسان لا حول ليه ولا قوة..يبقا تكمل معايا القصه للأخر ...
.
انا اسمي الدكتور "مدحت مصطفي" عايش في اسكندرية، عايشين في فيلا في منطقة اسمها "كفر عبده" ، الفيلا واسعة و فيها كل حاجة، عشان الحمد لله عيشتنا ميسورة الحال، وعايش مع والدي الدكتور "مصطفي" ووالدتي المُعيدة في كلية إعلام اسكندرية الأستاذة "إبتهال الشناوي" و اختي الوحيدة اسمها "تسنيم" ومتجوزة وحامل في الشهر ٤ وجوزها الأستاذ "عمرو عبيد"
وانا بقا شغال في مستشفي اسمها "الأهرام" في "سموحة"، مؤسسة من قِبل الدكتور الكبير "ثروت القاضي" ،المستشفي ده واسعة بطريقة رهيبة، فيها اكتر من ٣ مداخل و غير خروج الطوارئ..
وفي جراج في اكتر من ١٣ عربية اسعاف، مستشفي ليها اسمها وكيانها الكبير، مستشفى عرفت ازاي تكبر نفسها وتطور من نفسها في وقت قليل جدا، ده غير مركزها الكبير  في الشرق الأوسط، اسمها كبير وليه عراقة كبيرة في عالم الطب وفيها دكاترة كفائة وكلهم اساميهم كبير ومعروف..
.
خلصت كلية طب قسم "جراحة" واشتغلت في المستشفي ده، دخلتها وانا واثق من نفسي اني حتقبل فيها، لإن مجموعي كان عالي، دخلتها وانا فرحان ان مجهودي السنين الي فاتت مراحش هدر، بس انا الصراحة مكنتش شغال في المستشفي نفسها..
انا شغال في مكان زي بدروم تحت المستشفي بس كبير جدا وفيه حوالي ١٦ اوضة كبار، كل اوضة فيها تخصص معين للجراحة، زي القلب و الكلي و الكبد و الخ..
شغلي كله كان تحت، مكنتش بتطلع فوق غير لما اجي ولما اروح..
كنت شغال تحت جراح قلب كفائة، بشيل القلب بطريقة دقيقة جدا عشان المريض ميحصلوش حاجة، عشان احنا عاوزين باقي اعضائه..
كنت بشيل القلب وكنت بحطه في تلاجة الي موجودة في كل اوضة عشان نتحفظ علي الأعضاء عشان تكون صالحة للنقل الي شخص آخر..
.
وابويا كان شغال معايا في نفس المستشفي، وفي نفس البدروم وكان مُشرف علي الدكاترة وعليا انا كمان ولو في اي مشكلة واجهتني
يساعدني في وقتها..
.
كان شُغلي هو اني بفصل القلب عن الجسم و بحتفظ بيه في التلاجة الي في نفس الغرفة..
.
ابويا كان بيقولي ان دول ناس ميتين وكانه وصيتهم انهم يتبرعه بأعضائهم الي من يحتاجهم، بس لاحظت حاجة غريبة، في اول يوم من الشغل، اني وانا بفتح مكان القلب، ان القلب في نبض عادي!!
سألته عن الي شوفته، قالي ان ده لسة ميت وكلام مفهمتش منه حاجة، قلتله طب انته عرفته ازاي ان هو مات؟ طلاما هو قلبه في نبض؟ قالي كمل بس شغلك و بعد ما تخلص حفهمك..
وعدي اليوم وبدأ يتهرب من سؤالي كتير اوي وفضلت اسأل الدكاترة كتير اوي لغايت كام شهر من بعد اليوم ده، وبيقولولي نفس الكلام ويمشه ويسبوني في حالة من التفكير والتسائل، لغايت ما في يوم الجمعة، دكتور من الي شغالين معانا في المستشفي اسمه "احمد سامر" قالي تعالي نصلي مع بعض، وهنا استغربت، عشان اول مرة حد يكلمني، عشان كانه كل الناس متجانبين وجودي خالص وكأني مش شغال معاهم، وافقت و صلينا مع بعض وطلب مني اننا نقعد في كافية جنب المستشفي اسمه "بيت العز" قعدنا فيها وبدأنا نتكلم..
"متردد اقولك الكلام ده، بس مضطر اقولهولك."
"كلام ايه، وغريبة يعني انك تطلب مني انك تقابلني وانت عمرك ما اتكلمت معايا، ولما جيت سألتك، سبتني زي الكلب."
"مكنش بإدي يا دكتور "مدحت" مكنش قراري، انا جالي تعليمات من والد حضرتك انك متعرفش اي حاجة عن الموضوع ده ولو حد عرف، الله اعلم الي هيحصلي."
"ليه كل ده وعشان ايه، وانا مش عايز منك غير انك تقولي ايه الي بيحصل من ورايا وشكرا ليك ومحدش هيعرف انك قولتلي حاجة.
"والد حضرتك تاجر اعضاء.."
"وفيها ايه، ما انا كنت متوقع."
"ازاي؟"
"يعني واحد قلبه لسة فيه نبض وبيقولي انه مات، ف انا معلش يعني، انا مش غبي"
"طب وكنت ساكت ليه؟"
"عشان مش بإيدي حاجة اعملها."
"لا بإيدك."
"ازاي و ليه؟"
"ليه يعني ايه؟"
قلتله وانا بضحك "يعني احنا عايشين مبسوطين اهو والدنيا تمام، ليه بقا ننكد علي نفسنا."
سابني ومشي و دفعت الحساب و رجعت المستشفي..
.
احنا ممكن نقعد شغالين لغايت الساعة ٦ الصبح، في اليوم ده كان عندي نبطشية لغايت الساعة ٣ الفجر، اليوم ده علي الساعة ١٠ بعد ما المساعد بتاعي مشي ومفضلش غيري في الأوضة، كان فيه بنت عندها حوالي ٢٤ سنة وكنت بشيل القلب كالعادة، بس وانا بفتح مكان القلب، الأنوار بدأت تترعش و جسم البنت ده بيتهز بطريقة سريعة وجريت عشان افتح الباب واخرج بس اتفجعت، عشان اخرج والاقي نفسي في نفس الأوضة الي انا فيها، ونفس البنت موجودة علي سرير العمليات، بس الأنوار بقت حمرا و النور خافِت اوي لدرجة اني مش شايف غير البنت، قربت منها عشان الاقي ابشع منظر شوفته في حياتي،عينيها مفتوحة علي الآخر وبصة لفوق ونني العين بتاعتها لونه احمر غامق، وبوقها مفتوح علي الآخر و ملامحها بدأت تتحول من بنت جميلة لغايت ما بقت ست عجوزة عندها فوق ال ١٠٠ سنة، ومره واحدة لقتها بصالي!!!، ومسكتني من رقبتي وقامت وقفت علي رجليها و هبدتني علي السرير الي كانت قاعدة عليه ووشها في وشي، ونفسها بيحرق في عيني، وفتحت بوقها الي تطلع منه ريحة ميتين، واتكلمت بصوت حرفيا جي من الجحيم: "انت السبب في الي بيحصل والي لسة هيحصل، "انت بعت نفسك وضميرك عشان الفلوس بس انتا لسة مشوفتش عقابك، عقابك هيكون موت حد انت لسة مشوفتوش ولا تعرفه، بس هتزعل عليه، وكفايا انك تكون السبب في موته، وده البداية"..
سمعت آخر كلمة وغبت عن الوعي..
مدحت....مدحت....مدحت...اصحي...مدحت..
صحيت علي صوت ابويا وهو بيصاحيني الساعة ٩ الصبح وانا نايم علي سرير العمليات..
والدي: "انت ايه الي نايمك هنا، ونايم ليه علي سرير العمليات؟"
.
راسي مصدعة ودايخ والدنيا بتلف بيا..
قلتله: "انا مش قادر يا بابا وحروح دلوقتي وبكرة ابقا اقولك، سلام
وتطلعت برة وركبت عربيتي وروحت ونمت..
مدحت...مدحت...مدحت
الصوت ده صوت امي..
فتحت عيني عشان اشوفها، بس ايه ده؟!!!
ده مش امي!!، ده شخص ملهوش ملامح بيصحيني!!، ومعندوش شعر وكان مش لابس اي حاجة ووشه في وشي!!
اخدت نفسي عشان انا حاسس اني قلبي هيقف..
وكلمني بس بصوت امي، وكل كلمة صوته بيتغير وبيبقا صوت جي من الجحيم..
"انت السبب، انت السبب، انت السبب، ليه عملت فياااا كده، ليه تخليني اموت وانت عارف ان انت السبب، انت السبب، انتا السبااااااااااااااااااب"
آخر كلمة قالها اتفجعت وقومت مفزوع علي صوت امي من الحلم ده، بس ايه ده؟!!
ده مش امي!! ده نفس الشخص وشه في وشي وانا خلاص جالي هبوط ومش قادر اتحرك ولا حتي اتنفس! ومرة واحدة رجع لورا و قعد علي الكرسي الي جنب السرير.. وبدأ يتكلم بهدوء.
"انا مش حرحمك، تعرف ليه؟،عشان انت مرحمتنيش، وانت السبب اني اموت، وانا لسة مدخلتش الدنيا حتي، انت هتشوف اسود ايام حياتك، وده اول حاجة من اول عقاب ليك.."
حرف "ك" الي في الآخر ده بدأ يتكرر بصدي صوت لغايت ما وداني فرقعت، وقومت مفزوع عشان الاقي نفسي في اوضتي وعلي سريري..
وده كان كله حلم او بمعني اصح، كابوس، صحيت الساعة ٩ الصبح، واخدت بالي اني نايم يوم كامل ومحدش صحاني..
ولبست وفطرت وروحت المستشفي..
واشتغلت وانا مصدوم من الي شوفته وقررت اني حكلم "احمد سامر" بعد الشغل واحكيله علي الحصل، عشان نشوف حل واني تراجعت عن الي في دماغي واني ححاول احل المجزرة الي بتحصل، وانا كنت سبب في كدة، بس للأسف عرفت انه استقال من المستشفي، وعرفت برده مكان بيته عشان اروح ولازم اكلمه، وروحتله في مكان في "رشدي " وكان بيته في شارع ضيق وسألت عليه بس عرفت ان هو انتحر!!، طلعت بيته وانا مصدوم وامه قابلتني وهي منهارة ومش عارفة تقف علي رجليها، وسألتني انا مين قلتلها صاحبه ومسكت ايديها و قعدها علي الكنبة، و فضلت اقولها الكلام المعتاد وانا بطبطب عليها..
"البقاء لله يا امي، ابنك ان شاء الله في الجنة، هو اكيد مش مبسوط وانتي بتعيطي"
"هو انتحر ازاي؟"
ردت عليا وهي منهارة وبتاخد أنفسها: "كنت في السوق و مروحة البيت، لقيت ناس متجمعين تحت البيت وشوفت ابني...ابني وهو ميت وسايح في دمه" وبدأت تعيط وكملت "ودخلت لقيت الباب مكسور"
ساعتها اكنتشفت ان ابويا هو السبب في الحصل، استنيت لغايت ما بدأت تهدأ و سلمت عليها وبوست ايديها ومشيت عشان اروح لأبويا، وكلمته بس قالي "انا في المستشفي واختك بتولد"
كنت فرحان اوي علي قد ما زعلان علي "احمد" بس عشان اخيرا حبقي خال..
ركبت العربية وروحت المستشفي واستنيت اختي برة وابويا كان هو الدكتور الي بيولدها، واستنيت في غرفة الأنتظار و لقيت شخص مش عارفه يجي ٢٥ سنة كده وقعد جنبي وقالي "انت اكيد عارف الي هيحصل...صح؟"
قلتله: انت مين وعايز ايه وايه الي انت بتقوله ده؟
"اهدا بس كدا، انا بقولك علي عقابك!!"
قلتله: "عقاب ايه؟"
"عقابك الأول!!، انا جي اقولك انك ترجع عن الي في دماغك، عشان انت كده ممكن تخسر روحين او تلاتة او اربعة، مش روح واحدة، سلام" ودخل ابويا من باب غرفة الإنتظار و هو ماسك طفل بيعيط، بصيت للراجل الي كان قاعد جنبي، مش لاقيه!!!، وابويا جه وقالي ان هو ده ابن اختي، كان شبه الملاك البرئ، ومسكته في أيدي، بس لقيت وشه بيبقا لونه أسود!!، ولقيته بطل عياط، و ابويا اخده مني ودخله لغرفة العمليات وللأسف......مات..
كنت منهار وهو مات قدام عيوني، بس افتكرت حاجة..
"انت بعت نفسك وضميرك عشان الفلوس بس انتا لسة مشوفتش عقابك، عقابك هيكون موت حد انت لسة مشوفتوش ولا تعرفه، بس هتزعل عليه، وكفايا انك تكون السبب في موته، وده البداية"..
عرفت ان هو ده عقابي، وهو ده مصير الطفل الي مات وملهوش ذنب، مات وهو لسة مفتحش عينيه، مات وهو لسة حتي ميعرفش اسمه، مات وانا كنت السبب في موته، وبسبب غبائي وانانيتي، بس مكنتش اعرف ان ده هيحصل، لو كنت اعرف مكنتش كبرت دماغي من نحية الأرواح الي راحت بسببي وعلي ايديا كمان، بس خلاص..راح..ومات..
اختي كانت منهارة و دخلت في غيبوبة، ودفناة وكان يوم صعب علينا كلنا، كان يوم صعب علي البيت كله..
ومعرفتش انام طبعا و جت الساعة حوالي ٣ الفجر وكنت خلاص، علي آخري من ابويا و دخلت عليه اوضته ولقيته صاحي وقلتله اني عاوز اتكلم معاه و فعلا قعدت علي سريره وبدأنا نتكلم..
"تعرف الطفل الي مات ده بسبب مين؟"
"ايه الي انت بتقوله ده، ده حاجة من عند ربنا"
"هي فعلا حاجة من عند ربنا بس انت كنت سبب فيها، وبرغم من كده انا دخلت في نفس السبب الي كنت سبب انك دخلتني فيه"
"انا مش فاهم حاجة منك يابني"
"لا فاهم، ولو انت مش فاهم، افهمك، الأرواح الي بتبيعها لصالح الفلوس، وبسبب جشعك وطمعك"
"انا مش عارف انت بتكلم عن ايه"
"بقولك ايه عشان انا علي آخري، الدكتور "احمد سامر" الي قتلته كان عاوزني عشان يقولي الكلام الي انا عارفه اصلا وتاني يوم انتا قتلته، والطفل الي مات ده، كانت الأرواح الي انت كنت سبب انها تموت، تطلعتلي ومكنتش مرتاحة وحذرتني، بس انا ملحقتش، وللأسف مات.."
"الحقيقة، فعلا انا بائع اعضاء، وكنت عاوزك تكون معايا وفي ضهري، بس كنت خايف من رد فعلك، وبجد انا اتولدت علي ايد جدك وهو كان بردو شغال في نفس الشُغلانة ده، بس مكنتش عارف اوقفه"
"وجه اليوم اهو انك توقف نفسك"
"مش هقدر"
"يعني ايه؟، مش هتوقف المجزرة ده؟"
"انا ممكن اموت لو وقفتها."
"بلاش ونبي طقم الحنية الي نزل عليك فجأة ده، ما انت موت ناس كتير، جت عليك؟"
"وانت عايزني اموت؟"
"علي الأقل حكون فخور بيك وانت ميت بسبب انك وقفت عن الي بتعمله، والله اعلم، ممكن ربنا يغفرلك بعدها"
"انا مش هخسر الي انا عملته عشانك"
"ده مش عشاني، ده عشانك وعشان ربنا"
"بردو مش هينفع، لو عايز تسيب الشغل، سيبه، بس لو هيحصلي حاجة بسببك، مش هرحمك"
بصتله بصت استحقار وعدم رضا، تطلعت برة وانا فيهَ غل هيتطلع علي  جِتته بس الصبر حلو.. انا مش بعمل كده عشان خايف، انا بعمل كده عشان ده الصح الي معرفتوش غير بعد ما الأرواح ده فوقتني وخلتني افكر بزاوية الدين..
نمت من غير كوابيس، وتاني يزم روحت المستشفي ودخلت مكتب دكتور اسمه "عبد الرحمن فؤاد" وسألته عن المكان الي بنودي في الجثث و عن مكان تسليم الأعضاء..
رد عليا بكل برود "معرفش.."
قلتله: "متعرفش، اه.."
مسكته من البالطو وهبدته في الحيطة، وقلتله "عليا الحرام من ----l، لو ما تكلمت عدل و قلتلي علي كل حاجة، هتطلع ميتي--اهل-l"
"والله انا مليش دعوة، هما الي قالولي لو اتكلمت او قولت اي حاجة هنموت عيالك"
"لا هتقول، والا هموتك انتا، وعيالك، ومتقلقش لو قلتلي علي الي عايز اعرفه محدش هيعرف حاجة"
"انا مش عارف اي حاج-l"
اديتله ألم علي وشه وقلتله "انتا شكلك عايز تموت هنا، وانت عارف انا لو موتك محدش هيعرف جثتك فين، عشان هتكون اشلاء واحسن حاجة ان احنا هنستفاد من سعر قلبك واعضائك"
بصلي بخوف وهو بيترعش وقال "حقولك علي كل حاجة، بس ابوس ايدك متجبش سيرة لمصطفي بيه" 
"قول بس وملكش دعوة ومفيش حد هيمسك شعرة من ولادك"
سيبته وقعد علي الكرسي وبدأ يقولي "الجثث بتتنقل لجراج كبير ورا المستشفي موجود فيه مكنة، بيتحط فيها الجثة و بتتفرم ونحطها في صندوق ونوديها علي الطريق الصحراوي و بندفن الصندوق هناك، وبخصوص مكان التسليم انا اقسم بالله ما اعرف عنه حاجة، وانت زي ما انت عارف انا دكتور هنا ومش بتحرك خالص، والموضوع بتاع الجثث ده عرفته بالصدفه من واحد زميلي هنا"
صدقته، عشان باين عليه انه غلبان ومش حمل مصائب، ومأظنش انه غلبان اوي يعني عشان يشتغل هنا، الي بيشتغل هنا ده، بيبقا قلبه ميت وملهوش حد يخاف عليه، بس الراجل ده عنده عيال وشكله محترم، بس الظروف ممكن تخلي البني آدم يعمل اي حاجة ويقتل اي حد عشان الفلوس..
تطلعت برة وانا مش مكفياني المعلومة ده، وانا تطالع من المكان الي تحت المستشفي شوفت الحارس الواقف علي باب السلم، وقولت لنفسي ممكن يكون عارف حاجة واكيد هو الي بيروح مكان التسليم مع ابويا.. هو جسمه ضخم وطويل واقرع وبشرته سمرا..
وفتحت معاه الكلام.. 
وقلتله "مكان التسليم اتغير؟"
بصلي ومردش..
ضربته علي دماغه وكتفته من ضهره ودخلته اوضة كانت جنب باب السلم، كانت مهجورة ومفهاش حاجة غير كرسي حديد قعدته عليه، وفضلت اضرب فيه لغايت ما داخ، وجبت سلك كان محطوط علي الأرض وربطه، والنور بتاع الأوضة كان في مشكلة انه ضعيف وبيطفي ويولع كل شوية، جبت الكرسي الي كان محطوط برة الي كان بيقعد عليه، وقعدت قدامه..
"حسألك كام سؤال ولو مجاوبتش عليهم، حخلي كل عقلة في صوابعك تدور عليها زي المجنون و بردو مش هتلاقيها"
"انت عايز ايه"
قربت منه واخدت السكينة الصغيرة الي كان شايلها في وسطه..
"اول سؤال؛ فين مكان التسليم؟"
"تاني سؤال؛ ابويا شغال مع مين ومين الي بيشتره منه الأعضاء؟"
"تالت سؤال؛ امتي عملية التسليم الجاية؟"
"انا مش عارف اي حاجة من الي انت بتقوله-l"
روحت رزعته اول ضربة علي دماغه بي راس السكينة..
"انت عندك عيال صح.."
رد وهو مش قادر من الضربة الي ادتهاله "ايوه يا باشا"
"طب تفتكر لو ماته قدام عنيك، هيحصلك ايه، وتخيل بقا معايا ايه الطريقة الي هيموته بيها قدامك؟"
"انا هقولك علي كل حاجة يا باشا"
"انت كده دماغك حلوة وبتفكر في بكرة، قول"
"مكان التسليم بيكون علي طريق المنصورة الصحراوي، في مستودع علي جنب الطريق، ابوك مش شغال عند حد غير والده، عشان هو ملك مصر في بيع الأعضاء، وبخصوص امتي التسليم، التسليم هيبقا يوم الثلاثاء، الساعة ٣ الفجر، انا قلتلك علي كل حاجة، وابوس رجليك سيب عيالي في حال--l"
قاطع كلامنا، النور لما جه اتقطع واستنيت النور لغايت ما جه بعد دقيقة، بس لقيته راسه مقطوعة!! وبطنه مفتوحة واشلائه نزلة لغايت الأرض..
وسمعت نفس الصوت الي جالي في الحلم "انت عملت الي مفروض يتعمل، هو بردو عمل الي عليه، بس انا مش مسمحاه، وانا مبسوطة منك، بس الوقت بيعدي، والوقت لما بيعدي، بيبقا في عقاب، وانت عارف العقاب يعني ايه"
سيبت الأوضة وكلمت ضابط صاحبي اسمه "يوسف ايمن" وقلتله ان فيه عملية يوم الثلاثاء و ساعتها كان يوم الأحد واتفقنا وقالي انت هتبقا شاهد ملك و مش هيبقا ليك علاقة بأي حاجة..
وبالفعل جه يوم الثلاثاء علي الساعة ١٢ وجهزت نفسي والمسدس بتاعي، وعلي الساعة ٢ بدأت اتحرك من مكاني عشان اروح المكان بس انا مش عارف فين المكان بظبط بس الي عرفته ان فيه مستودع جنب الطريق بس معرفش فين ولا اعرف هل هو شمال ولا يمين بس وانا ماشي بالعربية سمعت صوت ضرب نار بعيد بس باين ان هو ناحية اليمين، واول ما سمعت صوت ضرب النار قفلت نور العربية وركنتها ومسكت مسدسي ونزلت عشان لو حد هرب من الناس القذرة ده، وصوت ضرب النار بيعدي من وداني وشايف من بعيد الضباط والعساكر في ناحيتي وابويا والناس التانية في الجهة المقابلة ليا وشايف ابويا وهو ورا العربية وبيضرب نار عشوائي، ولقيته بيجري ناحية المستودع، روحت جيت من ورا المعركة ده ووصلت ناحية المستودع من ورا، ولقيت ابويا بينزف عشان في طلقة جت في رجليه، قربت منه لقيته رفع المسدس ناحيتي و اول ما شافني نزل المسدس، وجريت عليه وشيلت من عنده المسدس وحدفته بعيد، وقلتله وانا برفع السلاح عليه "كنت زمان بشوفك الأب المثالي ليا، بس بعد الي اكتشفته عرفت انك ولا أب ولا مثالي، حياتي بقت مشوهة و قذرة عشان انت فيها، مش عارف ايه الي وصلني للدرجة ده بس للأسف انت السبب في كده، ودايماً كنت بسمع عن واحد "عاق" ابوه بس اول مرة اشوف واحد "عاق" ابنه، وصلتني لدرجة اني لما بسمع صوتك بيبقا في حاجة جوايا مش حباك ولا حابة عيشتك القذرة ده"
"ما انت كنت عارف وساكت"
"عشاااان كنت غبي، كنت غبي اوي، كانت فيه حاجة مغمية عيني علي الحقيقة والخير، كنت كل يوم بحس اني مش عايز اعمل كده بس كنت بتراجع عشان خايف منك ومن الي هيحصلي بسببك، بس زي ما انت شايف دلوقتي اني خلاص، خلاص مبقتش خايف، انت دلوقتي حياتك ممكن تموت علي ضغطة من صباعي علي المسدس" 
"هتموتني؟، هتموت ابوك" "ما انت موت ناس كتير فتحت بوقي معاك؟، بس الناس الي ماتت ده روحها مش مستريحة وعايزة تنتقم منك، بس انا بقي الي هنتقم منك ومن شرك وحكون سبب ان ناس كتير اوي تعيش واكون حتي عملت حاجة خير في الحياة الي مفيهاش ولا نقطة خير ده"
"انا آسف يابني، سامحني، سامحني أرجوك "
"للأسف الكلام ده مش وقته ولا ميعاده ولا انا الشخص الصح الي تقوله الكلام ده، الكلام ده تقوله للناس الي قتلتها، بس انا مش هخليك حتي تقولهم.."
"اقف مكانك وارمي سلاحك"
ده صوت عسكري من العساكر..
نزلت سلاحي وقعدوني علي ركبتي وحطولي الي الكلبشات في ايديا، وبعد حوالي ١٠ ساعات في القسم روحت النيابة و عرفت ان "يوسف ايمن" مات وهو في العملية ده، والحمد لله طلعت من النيابة بالبراءة ولقيت امي واختي وجوزها مستنيني و امي زعلانة علي ابويا واختي كمان منهارة، بس خلاص، هو اترحل علي سجن "برج العرب" في "اللومان" و أخد تأبيده مع الأشغال الشاقة، والحمد لله المكان الي تحت المستشفي اتقفل، و مبقاش فيه غيري من الدكاترة الي كانه في البدروم، وحياتي اتظبتط بس بعد كام شهر من الحداثة حلمت بنفس الشخص الي من غير ملامح وهو قاعد جنبي وانا علي سرير العمليات وقال "انا بجد بجد مبسوط منك بس هل يا ترا هي ده النهاية؟، هل فعلا انت عملت كل حاجة؟، بس للأسف مش النهاية، عشان مستشفي "ثروت القاضي " ده بتاعتك وانت الوريث الوحيد ليها"
نسيت اقولكم اني اسمي "مدحت مصطفي ثروت القاضي"...
.
النهاية

ليست هناك تعليقات