إبحث عن موضوع

عيد الهالوين

عيد الهالوين..
أو ممكن نقول عيد الرعب....
في كُل يوم 31 من شهر أكتوبر بيحتفل الناس بحاجة اسمها عيد الهالوين، عيد مُنتشر في الدُول الغربية ويمكن مَعروف شوية عندنا في الدول العربية بس ما بنحتفلش بيه أوي يعني،  من أشكال الأحتفال بيه أن الأطفال بتتنكر في ملابس مُرعبة وبتخبط عشان يمارسوا لعبتهم المُفضلة في اليوم ده وهي "trick or treat"  أو لعبة خُدعة أم حلوى، قوانين اللعبة بسيطة وهي أن الطفل بيبقى لابس هدومه التنكرية وبيخبط على باب بيت حد من الجيران بمجرد ما بيفتح يقوله خدعة أم حلوى، بمعنى أنه لازم يدي للطفل الحلوى عشان ميصيبوش بلعنة هو وممتلكاته وهكذا.

بعد عناء في حياتي ومعيشتي سيبت مصر وسافرت في أحدى الدول الدول الغربية وأعذروني مش هقدر أقول اسمها، دورت على مكان أخد فيه بيت ويكون قريب من مكان شُغلي و بالفعل لقيت بيت، من ضمن المميزات أن سعره كان شوية قُليل، عشت في البيت وحياتي كانت مُستقرة جدًا وكُل حاجة ماشية طبيعي لحد ما جيه يوم 31 أكتوبر.

اليوم اللي حول حياتي 180 درجة 
من سوء حظي أني أتأخرت في اليوم ده شوية في الشُغل وكمان صاحب الشركة ما ادناش أجازة فَضغط الُشغل كان كتير، خلصت شُغل وعملت كام مشوار مُهم لحد مالليل خيم على المدينة فقررت أروح بعدها، منظر الأطفال وهي فرحانة وبتلعب كان مُبهج جدًا ، أول ما قربت من منطقتي لاحظت أن الحركة في المَنطقة عندي بتقل بشكل مُريب ، الأطفال اللي بتلعب قُليلة جدًا، لا ده تقريبًا مفيش حد أصلا في الشارع، ماهتمتش أوي لأن كُل اللي كان في دماغي أني أروح وبس. 

دَخلت الشقة لقيت رسالة على تلفوني من صديقي جورج أنه هيجيلي الساعة 12 عشان يقضي الهالوين معايا، بمجرد ما خلصت قراءة الرسالة لقيت الباب خبط أية ده  ، ده لسة الساعة 10 وأنا معرفش حد في المنطقة عندي! ، فتحت الباب وشوفت الآتي :

طفل عينه حمراء جدًا، داهن وشة بلون أبيض، بوقه كان واسع شوية زي ما يكون حد قاطعة عشان يخش على الخدود، و لبسه عبارة  عن حاجة شبه عباية سودا كدا، شال أيده من وراء ضهره، ماسك في أيده حاجة شبه الكوباية بس أكبر شوية، وفي الأيد التانية سكينة، فضل باصص في الأرض وبدأ يرفع وشه نحيتي بالراحة لحد ما ثبتوعينه كانت في عيني 
بصوت ضعيف وفيه نبرة شر قالي: 
-دمك ولا جسمك؟
ابتسمت بلطف لأنني بعد ما اترعبت افتكرت أن النهاردة الهالوين، بنفس ابتسامتي رديت عليه:
-مش المفروض بتقولوا خدعة أم حلوى 
كأنه مسمعش أنا قولت أية وكرر نفس الجملة:
-دمك ولا جسمك ؟
مركزتش معاه وقولت أنه بيحاول يخوفني عشان العيد وكدا خليت الباب موارب، ودخلت جبت شوية لبان وشوكلاتات وحاجات زي دي ودخلت عشان أديها له، لما رجعت فتحت الباب مالقتش حد !؟، طلعت خطوتين كدا وبصيت شمال ويمين بس ملقتش حد برضه، اتضايقت بصراحة ودخلت البيت تاني.
أية ده! ، الساعة 11 ونص! ، أزاي عدى ساعة ونص ، ده الحوار اللي دار بيني وبين الطفل مكملش 5 دقايق على بعض .
قعدت أتفرج على التلفزيون وأنا مستغرب من اللي حصل، فضلت على الوضع ده لحد ما صاحبي وصل، بعد شوية دردشة بسيطة استأذنته و دخلت أعمل حاجة أي حاجة نشربها أنا وهو، رجعت لقيته مُبتسم أوي ولما سألته عن سبب ابتسامته قال لي أن فيه طفل لطيف جيه وخبط على الباب وبيلعب لعبة الهالوين بس قال أنه قال حاجة غريبة قال له
- دمك أم جسدك.
-رد صاحبي عليه بهزار وقاله :
-الاثنين.
ضحكت أنا كمان وفتحنا مواضيع مُختلفة مابين الشغل والحياة وهكذا وفي عز كلامنا النور قطع، مش من عادة المنطقة اللي أنا فيها أن النور يقطع فضلت نده على جورج صاحبي بس مبيردش بعد فترة في الضلمة عيني ابتدت تميز الشقة شوية فاتحركت نحية الأوضة أجيب كشاف الطوارئ، بمجرد ما دخلت الأوضة سمعت صوت جورج بيصرخ، فتحت نور اللمبة اللي في أيدي ولسة هتحرك لقيته واقف قدامي .!!!
مش جورج، ده راجل عجوز ولابس عباية سودة شبه اللي الطفل كان لبسها، سنانه طويله وبشرته بيضا جدًا، وعينيه لونها كُله أسود، شاور عليا وفضل يصرخ ويقول كلام مش مفهوم لحد ما قال:

-لازم الملك يشبع، لازم يرضى عني، الخلوود، العطش، الدم، ومن عبايته راح مطلع سكينه ومشي نحيتي ببطء، ضربته بالكشاف وجريت ناحية الصالة عشان اللاقي الطفل ده ومعاه سكينه برضه بس المرادي عليها أثار دم بينقط منها، بصيت من ورايا لقيت الراجل العجوز ده هو كمان خارج من الأوضة وجاي ناحيتي.

مافكرتش كتير وقومت خارج من الشقة بسرعة، روحت على أقرب ساكن جمبي، كان العم  "سام" راجل وحيد ومشوفتش حد بيزوره من ساعة ماجيت الشقة، روحت بسرعة وخبط بهستريا لحد ما فتحل لي، شكلي صحيته من النوم، اتخض من منظري دخلني عنده وبدأ يهديني، وأنا بترعش من الخوف حكيت له كُل حاجة.
خد نفس طويل وقعد قُدامي وقالي :
-أعتقد أن من حقك تعرف. 
بصيتل له باستغراب :
-م ،ممم، مش فاهم حضرتك 
-بص يا أحمد، كان زمان من قبل ما أنت تيجي هنا كان ليا صديق اسمه مايكل ساكن مكانك، كان هو صديقي الوحيد، كان هادي ومحبوب ، في يوم من الأيام لقيته خبط عليا وملامح وشة بتدل على أنتصار وفرحة، قالي:
- أنا  هحقق أحلامي قُريب، همتلك القوة اللي كان نفسي فيها من زمان، هتغير وهثبت للدنيا كُلها مدى قوتي...
بدأ يشرحلي حاجات غريبة مش فاهمها بس قدام فهمت .

مايكل جاب طفل من الملجأ بهدف التبني، لكن الهدف الحقيقي كان القتل، مايكل قتل الطفل عشان يكمل شروط طلسم السحر اللي كان بينفذه، واختار يوم الهالوين بالذات عشان يقلل الشكُوك حواليه، شرط الطلسم هو أنه بيقدم الدم و الجسم للشيطان عشان يمده بالقوة والخلود زي ماقرأ عنه بس للأسف مايكل ماكنش قاري كفاية، اللي ماكنش يعرفه أنه لازم يعمل كدا في كُل سنة في نفس اليوم اللي بدأ فيه.
وأهم حاجة لازم يبقى برضى الضحية عشان الشيطان يقدر يستغلها براحته
 مايكل استصعب الموضوع فرفض و جاء لي وحكى لي على اللي حصل، تاني يوم مايكل اختفى وكان فيه أثار دم في بيته، أهل المنطقة بتاعتنا تحديدًا ما بيحتفلوش بالهالوين لأن ساعتها في كُل سنة فعيد الهالوين بيظهر مايكل و الطفل اللي معاه ويلفوا على البيوت ، محدش بيرد عليهم فابيمشوا لوحدهم و اللي بيرد بسألوه :
- دمك ولا جسمك
لواختار الدم فالدم بيتسحب منه لدرجة إن الجثة مابيبقاش فيها نُقطة دم، ولو أختار الجُثة فالجُثة بتتقطع لأشلاء وبتتختفي تمامًا.
ساعتها برقت وافتكرت جورج  وقومت صارخ:
-ده جورج كان بيهزر مع الطفل وقال الاتنين ، يعني أية !! كدا جورج اختار برضاه !!! يعني أية الكلام ده.
بمنتهى الهدوء بصلي سام وحط أيده على كتفي : 
-ما تدورش عليه يبني، هو أختار وهم نفذوا.

بعد سنتين
جورج فين الله أعلم، من بعد آثار الدماء اللي لقينها في الشقة وبقايا ملابس جورج اللي هي كمان لُطخت بالدم معرفش عنه حاجة،  أما أنا ف صفيت حساباتي وبعت كُل حاجة ورجعت مصر، لأن الحمد لله، معندناش هالوين.

محمد عبد القادر

ليست هناك تعليقات