إبحث عن موضوع

اسياد

أسياد

عيشت طول عمري مش ماشي جنب الحيط لأ... ده أنا عيشت طول عمري جوة الحيط....

سموني خواف أو جبان بس دي شخصيتي و مش هعرف اغيرها، و حتى لما حاولت اتغير للأسف فشلت و من فشلي بتبتدي حكايتي....

أنا مين...؟

مش مهم اسمي خالص لأني مش هذكره و هتعرفوا ليه ف أخر حكايتي، كل اللي هقوله أني مهندس كمبيوتر بشتغل ف شركة شحن كبيرة، شركة بتشحن بضايع و فلوس من أي بلد لأي بلد، شركة لها أسم و أسمها هو أساس حكايتي، حكايتي اللي ابتدت من يوم ما كنت معزوم على فرح واحد زميلي ف الشغل، و الفرح ده كان في منطقة شعبية في القاهرة.
و في الفرح الناس كانت فرحانة و بتهيص و الأجواء كانت مبهجة و كانت بالنسبة لي الأجواء دي تجديد و تغيير لأن انا من حي راقي و معظم المناسبات اللي بحضرها مش بالأجواء دي، الحقيقة انا كنت مستمتع جدًا لحد ما عيني وقعت عليها....كانت بنت سمرة لابسة فستان أحمر و كانت واقفة لوحدها ف مكان بعيد عن الفرح لكني لاحظتها و خدت بالي منها و من ملامحها، كانت ملامحها حزينة و نظرة عينيها مليانة حزن، لكن رغم كل الحزن و الهم اللي كان واضح عليها إلا أنها كانت جميلة جدًاا، غضب عني لقيت نفسي بسيب الفرح و بتمشى نحيتها و أول ما وصلت عند المكان اللي هي واقفة فيه بصيتلها بانبهار و قولتلها.....

- انتي مين ؟

بصت لي بقرف و قالت.....

- و انت مالك؟

رديت عليها و انا بضحك....

- حقك تقولي كده، بس اقسملك بالله انا نيتي خير، انا أعجبت بيكي من أول نظرة و حاسس أن هيبقى في بيننا حاجة و هتكوني....

لسه ماكملتش كلامي لقيت ست جت من ورايا و مسكت دراع البنت بكل قوة و بصت لي من فوق لتحت و بعد كده بصت للبنت بغضب و قالتلها....

- أنتي أيه اللي خرجك !!!......أنجري قدامي.

و خدتها و مشيت و انا واقف مكاني متنح و ماعرفش في أيه، بصيتلها باستغراب و خدت بعضي و رجعت للفرح تاني و بعد ما الفرح خلص روحت مع اصحابي و رجعت للبيت، لكني طول ما انا فالطريق كنت سرحان و بالي مشغول بالبنت اياها و فضلت كده لحد ما روحت البيت و نمت، بس لما نمت حلمت بحلم غريب...

حلمت أن انا واقف في أوضه و قصادي البنت اللي شوفتها، كانت قاعدة بتعيط ف ركن من أركان الأوضة دي و فجأه ظهر قصادها شاب و مسكها بكل قوة من دراعتها و بدأ يغتصبها و هي كانت بتعيط لكن صوتها ماكنش طالع و أول ما خلص قام و لبس هدومه و قالها بصوت تخين...

(عازر مبسوط منك...)

و أول ما قال كده المشهد اختلف تمامًا و لقيت الست اللي مسكتها من أيدها لما كنت واقف معاها واقفة قصاد البنت في أوضة تانية و عماله تضرب فيها بعنف و بقوة، فجأة البنت ملامحها بدأت تتبدل و تبقى أقبح و أقبح لحد ما بقت هيكل عظمي، أول ما شوفت شكل البنت كده صرخت من الخضة و صحيت من النوم مفزوع، صحيت و انا كل همي أن انا اروح المنطقة اياها و اسأل على البنت دي و اعرف أيه حكايتها، اتصلت بمديري و قولتله أن انا تعبان و مش هقدر اروح الشغل النهارده و بعد ما أخدت أجازه لبست هدومي و روحت المنطقه اللي كان فيها الفرح، قعدت على قهوة بالقرب من المكان اللي شوفت فيه البنت و فضلت قاعد مستنيها تعدي أو المحها لكن مفيش، ماكنش ليها أثر، فضلت مستني مستني و أخر ما زهقت قولت انا همشي و احاول اخرج الموضوع من راسي و حاولت اقنع نفسي أن الحلم اللي انا شوفته ده كان بسبب عقلي الباطن اللي بيفكر فيها مش اكتر، كنت لسه هقوم امشي بس وقفني صوت خناقه و ناس بتجري و بتتلم حوالين رجل ماسك شاب و عمال يضربه و هو بيقول....

- أنا سمير العنبري كبير المنطقة يجي عيل زيك و ينصب عليا ياض يا ابن ال...

و فضل يشتمه و يضربه و الناس واقفه بتتفرج و ماحدش قادر يتدخل ولا حد راضي يقوله حرام ولا عيب، فضل يضرب فيه و بعد ما خلص ضرب أو زهق تقريبًا، مد أيده ف جيوبه و خرج كل الفلوس اللي معاه و عدهم و بعد ما عدهم قام وقف و زعق فالناس...

- يلااا...كل واحد يروح لحال سبيله.

الناس كلها خافت و اتفضت من حواليه علشان يرجع يبص للشاب اللي قام وقف و هو متبهدل حرفيًا من كتر الضرب و يقوله...

- دول ١٢٥ جنيه و انا ليا عندك ٣٠٠، الباقي يجيلي بعد يومين و ألا المرة الجايه هدفنك حي،،، يلا ياض غور من وشي.

جري الشاب من قدامه و هو اتمشى لحد ما وصل للقهوة اللي كنت قاعد عليها، غصب عني لقيت نفسي بقرب منه و ماعرفش الشجاعة دي جاتلي منين لما سألته...

- بما أنك كبير المنطقه ف انا عاوز اسألك على واحدة ساكنه هنا.

لقيته اتعصب و رفع حاجبه....

- جرى أيه يا استاذ !، أنت شايفني قرني ولا شايفني قرني ياض يا ابن ال...

و لسه هيشتمني روحت مادد أيدي ف جيبي و مطلعله مبلغ مالي و اديتهوله علشان فجأة نبرة صوته تهدى و وشه يبتسم و يقولي....

- يا ابن الناس الكويسين.....أؤمرني يا بيه، مين دي و تلزمك ف أيه؟؟

قربت منه و حكيتله اللي شوفته امبارح و أول ما خلصت لقيت ملامحه اتبدلت تمامًا و وشه اتخطف و حسيت أن البلطجي اللي قدامي اتحول ل فار جبان، قام وقف من غير ولا كلمة و فضل يتلفت حواليه يمين و شمال لحد ما اختفى من قدامي، فضلت قاعد متنح و مستغرب، بس المصيبة بقى أنه قبل ما يمشي سابلي الفلوس اللي انا اديتهاله على الترابيزه..!

بصراحة زهقت و خدت بعضي و قومت اتمشى فالمنطقه شويه لحد ما غصب عني لقيت رجلي بتاخدني من حارة ل حارة لحد ما فجأة لمحت البنت اياها من ضهرها،، ما صدقت لقيتها و مشيت وراها و فضلت ماشي لحد ما لقيتها دخلت بيت، دخلت وراها البيت اللي كان جوة حارة صغيرة من حواري المنطقة، كانت حارة ساكتة و مافيهاش ناس ماشية؛ يعني بالبلدي كدة حارة مقطوعة زي ما بيقولوا، قربت من باب البيت و لسه هخبط لقيت باب البيت اتفتح بكل سهولة..!

دخلت البيت و أول ما دخلت لقيت الباب اتقفل ورايا بكل قوة، ظلام و ريحة تراب و صمت تام......

طلعت ولاعة من جيبي و ولعتها و أول ما ولعتها لقيت قصادي...

الحقيقة مالقتش حاجة تخض او تخوف أنا لقيت فراغ جوة بيت مهجور بدون أثاث و ريحة التراب مالية المكان و مفيش حا...
أيه الصوت ده..؟!!

فجأة سمعت صوت بنت بتعيط بيتردد في كل مكان حواليا، تمالكت نفسي على قد ما قدرت و قولت بصوت واطي مهزوز...

- مممم... مممين ؟

أول ما اتكلمت صوت عياط البنت سكت و سمعت صوت نفس البنت مرة تانية لكن المرة دي كان بيقول....

- هو اللي قتلني...البريء مات....أنا هنا....أنا هنا.

اتلفتت حواليا علشان الاقي مصدر للصوت لكن مافيش، مش لاقي مصدر محدد للصوت ولا قادر احدد هو جاي منين لحد ما فجأة جه تيار هوا شديد طفى نار الولاعة و أول ما انطفت النار بدأت اسمع أصوات أنفاس و خطوات أقدام من حواليا، حاولت أولع الولاعة تاني لكن تيارات الهوا من حواليا كانت قوية و كانت مانعة الولاعة من أنها تولع، كنت بجري و بخبط فالحيطان زي الأعمى و من حواليا بيتردد أصوات صرخات و بكاء، فضلت اخبط ف كل مكان و انا مش شايف حاجة لحد ما بالصدفة وصلت لباب البيت اللي أول ما فتحته و لسه هخرج منه بسرعة، حظي السيء و ارتباكي خلوني اتكعبلت و وقعت على راسي جوه البيت و أول ما وقعت الدنيا ضلمت حواليا من تاني....

بعد مدة ماعرفش قد ايه لقيت نفسي فوقت و قومت وقفت، بصيت حواليا لقيت نفسي لسة جوه البيت بس المرة دي كان في نور جاي من لمبة متعلقة ف سقف صالة البيت، النور اللي جاي من اللمبة كان مخليني شايف بوضوح المشهد اللي تحتها و اللي كان عبارة عن شاب واقف بيحفر حفرة عميقة اوي و جنبه على الأرض جثة البنت اللي انا شوفتها و كانت بتساعده الست اللي جت خدتها امبارح من قصادي، خلصوا حفر و شالوا هم الاتنين جثة البنت و رموها جوة الحفرة و بعد كده ردموا عليها و جاب الشاب ده اسمنت و ركب بلاط مكان الحفرة علشان ماتبانش، حاولت اقرب للشاب علشان اشوف ملامحه لأنه كان مديني ضهره لكني كنت حاسس أن في حاجز بيمنعني من أن انا اقرب، انا اه ماشوفتش ملامحه لكن من ضهره كان واضح أنه هو هو نفس الشخص اللي شوفته بيغتصبها ف الحلم بتاع امبارح و اللي كان فيه برضه ظاهر بضهره، المهم خلص اللي هو بيعمله و سمعته بيقول للست اللي كانت واقفة جنبه بصوت تخين...

- لو ماكناش عملنا كده كانت هتفضحنا.

ردت عليه الست....

- انا عارفة أن اللي انت عملته ده هو الصح، لكن انا خايفة نتكشف و نروح ف داهية.

رد عليها.....

- ماتخافيش، كده كده لما تختفي هنقول انها هربت معاه..

قطع كلامهم صوت همس جاي من ورايا، لفيت علشان اشوف مين اللي بيهمس لقيتها هي هي نفس البنت بس شكلها كان مختلف تمامًا، كانت ميتة و جسمها متحلل و بيخرج منه دود كتير و ريحتها كانت كريهة لدرجة ماتتوصفش، بعدت عنها و انا جسمي كله بيترعش لكنها قربت مني و جت نحيتي و هي بتترنح و ملامحها كانت اقرب وصف ليها انها ميتة طالعة من قبرها حالًا، قربت مني بالراحة و بهدوء لحد ما فجأة وقفت و صرخت بكل قوة ف وشي...

(البريء مات)

***********************

- استاااذ،،، استاااذ فوق يا استااذ.

فتحت عيني لقيت نفسي ف نفس القهوة اللي كنت قاعد عليها و قصادي الرجل البلطجي اللي كنت لسه سايبه من شوية و ف أيده بصلة مقربها من وشي و كان ملموم حواليا ناس كتير، بصيتلهم باستغراب....

- انتوا مين و ايه اللي حصل...؟!

أول ما قولت كده لقيت البلطجي ده بص للناس بنظرة غضب و قال لهم....

- يلا يا اخويا انت و هو من هنا و كل واحد يروح لحال سبيله، الرجل فاق اهو و بقى زي الفل....يلا ماتقفوش تتنحوا.

أول ما قال كده كل اللي واقفين مشيوا ف الحال و اول ما مشيوا قومني و قعدني على كرسي و راح جابلي عصير شربته لأني كنت عطشان جدًا، بص لي بعد ما خلصت العصير و سألني....

- انت مين و أيه اللي وداك عند بيت أسياد..!

بصيتله باستغراب....

- أسياد مين ؟

بص حواليه و لما اتأكد ان مفيش حد حوالينا قرب مني و قال بصوت واطي....

- أسياد دي تبقى ام العفريتة اللي انت شوفتها امبارح.

- عفريتة..!

- أه عفريتة، اللي انت شوفتها امبارح دي تبقى زهرة بنت الست أسياد.

حطيت ايدي على راسي لأنها كنت بتوجعني و قولتله...

- انا مصدع اوي و ماعرفش ايه اللي حصلي لما دخلت البيت ده.
رفع حاجبه بملامحه اللي تخوف دي و قالي باستغراب....
- دخلت البيت ازاي عدم اللامؤاخذة و هو مقفول من حوالي ١٥ سنة...!
رديت عليه بعصبية..
- اه والله العظيم دخلته، ده حتى الباب كان مفتوح و....، ألا ايه حكاية البيت ده و حكاية زهرة و امها و ليه لما سألتك عليها من شوية رميتلي الفلوس و طلعت تجري..!؟

بدأ يحكي و هو وشه مخطوف على عكس ما كان و هو بيزعق للناس.....

- بص يا استاذ، اللي هحكيهولك ده مر عليه سنين و بصراحة كده كل أهالي المنطقة بيخافوا يتكلموا فيه لاحسن تطلعلنا العفريتة دي تاني.

رديت عليه بكل ثقة....

- ما تحكي يا سمير،، ما عفريت الا بني أدم.

بدأ يحكي و هو لسه وشه مخطوف....

- من حوالي ١٦ سنة كده كان في ست فالبيت ده عايشة هي و ابنها و بنتها، الست دي كان اسمها أسياد و كان ابنها اسمه عزت و بنتها اسمها زهرة، الحقيقة الناس ماكانتش تعرف اذا كان ده اسمها الحقيقي ولا ده اسم شهرة بسبب انها بتشتغل ف السحر و الاعمال، المهم يعني مش ده موضوعنا احنا موضوعنا ف اللي حصل بين بنتها و بين اخويا.

قاطعته....

- و اخوك ايه علاقته بيهم..؟

رد عليا....

- اصبر بس ما انا هكمل لك، اخويا أمير العنبري الله يرحمه وقتها كان هو فتوة المنطقة و كان بيحب البت اللي اسمها زهرة دي، ف الوقت ده كان عزت و امه أسياد بيشتغلوا فالسحر و الأعمال و البت ماكانتش راضية عن اللي بيحصل و كنا دايمًا بنسمع صوت خناقهم جايب لأخر المنطقة و مع مرور الوقت اخويا حب البت اكتر و البت حبت اخويا و كانوا متفقين أنهم هيهربوا سوا لكن اخويا كان بيقول لأمي أن البت دي وراها سر كبير و هي قالت انها مش هينفع تقوله على السر ده ألا لما تسيب البيت و المنطقة كلها، و فعلًا اتفقوا أنهم يهربوا لكنها ف اليوم اللي كانوا متفقين أنهم هيهربوا فيه ماقبلتهوش و ماخرجتش من بيتها أصلًا يومها و الغريب بقى أنها فضلت مختفية عن الشارع لمدة ٣ ايام، طبعًا اخويا افتكر ان اخوها حابسها ف البيت بسبب مشكلة ولا حاجة ولأن ماكنش ينفع اخويا يروح يسأل عليها لأن مفيش بينه و بينها أي حاجة ف ....

قاطعته.....

- طب و هو ماراحش اتقدملها ليه..؟

رد عليا.....

- يا سيدي ما الست الكبيرة و ابنها كانوا بيرفضوا أي حد يتقدملها و اللي كان بيفكر يتقدملها تاني كان بيتلحس ف نفوخه لأنهم بيأذوه بالجن و العفاريت، المهم سيبني أكمل لك..عدى اسبوع و بعد اسبوع على اختفاء البت زهرة الحكومة جت خبطت على باب البيت عندنا و قالوا أن اخويا متهم بخطفها، الحكومة خدت اخويا لأن اخوها عزت بلغ أنها كانت متفقة معاه على الهرب و اتهم أمير بخطفه للبت، الحكومة حققت مع اخويا و هو ما أنكرش لكنه قال انه ماشفهاش من يومها، المهم اتحبس اخويا فترة و فضلوا يحققوا معاه لكن برضه ماوصلوش لحاجة بسبب أن مافيش جثة للبت و في الأخر خرجوه، خرج اخويا من السجن و هو ضايع...كان بيشرب كل حاجة تقع ف سكته...براشيم بقى و حشيش و و و.. لحد اتلحس اخويا في مخه لدرجة أنه كان معظم الوقت تايه و مش ف وعيه و كان بيفضل قاعد قصاد البيت اللي اتقفل و سابوه أهله و مشيوا..

قاطعته....

- و هي أسياد و ابنها مشيوا و سابوا البيت ليه..؟

رد عليا.....

- الناس قالوا أنهم مشيوا لأن بنتهم جابتلهم العار و هربت مع اخويا، مع أنها والله ما هربت معاه ولا حاجة و اكبر دليل على كده أن أمير فضل متبهدل لمدة كام شهر و بعدها بمدة نمنا و صحينا لقينا اخويا ميت قصاد باب البيت و لما الحكومة خدت الجثة قالولنا أنه مات من كتر شرب المخدرات و جاتله سكتة قلبية، الغريبة أن امير اخويا كان يشرب المحيط و مايتأثرش، ماعرفش ازاي مات من المخدرات، بس خلي بالك...أمي بتقول أنه كان بيشوف عفريتة البت زهرة و كان بيكلمها و كان بيقول أنها لسه جوة البيت...يلا الله يرحمه البت جننته قبل ما يموت، المهم بقى يا سيدي من يومها و ف معاد معين من كل سنة و خصوصًا زي الايام دي كده البنت بتظهر لشاب من شباب المنطقة أو حتى شاب غريب و يفضل رايح جاي على البيت و يحلف أنه شافها و أنها لسه جوة و بعد كده يأما يتجنن خالص يأما يموت زي أمير اخويا، بس أمير اخويا اتجنن و بعد كده مات بقى.

رديت عليه.....

- بس اخوك ماتجننش و بقية الشباب دول ماتجننوش، البنت جثتها جوة فعلًا.

سمير برقلي و قال....

- جثتها جوة ازاي؟؟؟

قومت وقفت.....

- أخو زهرة و امها قتلوها و دفنوها جوة البيت، قوم معايا حالًا....

رد عليا بترقب....

- اقوم معاك فين يا جدع انت...؟

قولتله....

- نبلغ البوليس طبعًا و هم يجوا يشوفوا الجثة اللي أكيد في البيت.

رد عليا.....

- و هتروح تقول للبوليس أيه ان شاء الله، انا دخلت بيت مقفول من ١٥ سنة و شوفت جواه عفريتة و...، ألا صحيح انت عرفت ازاي أنها مدفونة جوه..؟

رديت عليه....

- يا عم عرفت من مكان ماعرفت، المهم دلوقتي نبلغ الشرطة و هم يجوا بقى يطلعوا الجثة و يشوفوا شغلهم و اهو كمان علشان نبرأ أخوك و ناخد حقه ولا انت نسيت أنه مات بسببها و بسبب اللي حصل؟

رد عليا و هو بيشدني علشان اقعد....

- يا اخي اقعد بقى، الحكومة مش هتيجي ولا هتفتح البيت لأن القضية اتقفلت من زمان زيها زي البيت ماهو مقفول.

رديت عليه بعصبية....

- طب هنعمل ايه و هنجيب حق البنت دي ازاي..؟، يا أخي ده انا لما شوفتها ف الحلم كانت كأنها بتستغيث بيا علشان اكشف عن مكان جثتها و بعدين هي اكيد ورتني اللي حصل علشان اكشفه، و بعدين انا لو ماكشفتش اللي حصل و لو ما دخلتش البيت هيحصلي اللي حصل لكل اللي شافوها، أقولك على حاجة... انا هدفعلك اللي انت عاوزه بس تساعدني.

رد عليا....

- بص يا استاذ، انت شكلك طيب و ابن حلال و طالما فيها فلوس ف انا هساعدك....

قاطعته لما طلعت كل الفلوس اللي ف جيبي و اديتهاله....

- خد يا سمير،، دول كل اللي معايا... ممكن بقى نروح نبلغ البوليس..!

رد عليا بحزم....

- يا عم اقعد بقى ولا بوليس ولا يحزنون، احنا نروح بالليل نفتح باب البيت بالراحة انا و انت و رجالة الموقف زمايلي و لو لقينا جتة البت جوه يبقى نبلغ البوليس و لو مالقيناش حاجة يبقى نقفل الباب أو نسيبه مفتوح مش مهم، المهم اننا لو اتقفشنا انت اللي هتشيل الليلة و انا ماعرفكش.

رديت عليه بثقة....

- تمام، و انا موافق.

استنينا على قهوة لحد ما الليل جه و بعد الساعة ٩ راح سمير و قالي أنه هيجيب الرجالة بتوعه و هيستناني على باب الحارة اللي فيها البيت بعد ساعة، عدت الساعة و روحت عند مدخل الحارة و هناك لقيت سمير واقف و معاه ٣ رجالة شكلهم يخض، سلمت عليهم و اتمشينا لحد البيت و أول ما وصلنا قصاده اتقدم واحد منهم و طلع من جيبه حاجة قدر بعد دقايق أنه يفتح بيها باب البيت اللي كان فعلًا مقفول، أول ما باب البيت اتفتح دخلوا الرجالة بالكشافات اللي ف أيديهم و انا دخلت وراهم، و أول ما دخلت سمعت سمير بيقولي...

- فين مكان جتة البت..؟

رديت عليه و انا بشاورله على المكان اللي شوفت اخوها بيدفنها فيه....

- هنا يا سمير.

المكان ده من الارض كان البلاط بتاعه مخلوع من مكانه و الأرض كان مرتفعة بشكل ظاهر اوي، اتقدموا اتنين من اللي كانوا معانا و بدأوا يشيلوا البلاط اللي اتخلع بسهولة و أول ما شالوه طلعت ريحة وحشة اووي، رفع سمير الكشاف ف وشي....

- شكلك معاك حق.

و بعد كده شاور بالكشاف ناحية المكان اللي اتشال منه البلاط و قال للرجالة اللي معاه...

- احفروا هنا يا جدعان....الرجل ده شكله بركة و عنده حق و شكلنا هنكشف عن بلوة حصلت من زمان و ماحدش كان يعرف عنها حاجة و اخويا راح بسببها.

بدأوا الرجالة يحفروا بأيديهم و بعد شوية من الحفر الريحة بدأت تبقى أقوى و بعد شوية كمان وصلنا لطرف فستان و أول ما الرجالة شافوا طرف الفستان اللي ظهر بصوا لسمير و قالوله...

- يا نهار اسود و منيل...ده في جثة بجد.

رد عليهم سمير....

- احنا نطلع عالقسم و معانا الرجل الطيب ده و نبلغ عن اللي شوفناه و نحكي ل محمد بيه عن اللي حصل بالتفصيل و هم يجوا بقى يتصرفوا.

و فعلًا طلعنا من البيت على القسم و هناك اتكلمت انا مع الظابط و شرحتله اللي حصل بالظبط من الأول للأخر، طبعًا ف الأول ماكنش مصدقني لكن لما الرجالة بتوع سمير حكوله اللي حصل و سمير نفسه قال اللي شافه الظابط صدق و اقتنع و راح معانا ع البيت و كملت الشرطة حفر و فعلًا طلعوا جثة زهرة اللي بقت هيكل عظمي، و بعد ما طلعوا الجثة و راحت على الطب الشرعي علشان تتحلل الظابط فتح محضر و أخد اقوالي و اقوال بقية الرجالة و قال أنه هيبدأ تحقيق ف القضية و هيبقى يبلغني بكل جديد.

روحت بيتي و انا مرتاح و حاسس أن انا عملت حاجة صح، روحت و نمت و انا مرتاح و اكبر دليل على أن انا عملت حاجة صح هو الحلم اللي شوفته؛ حلمت أن البنت اللي شوفتها بالقرب من الفرح اللي هي طلع اسمها زهرة واقفة قصادي و بتبتسم، صحيت من النوم و لبست و روحت الشغل كالعادة لكني لما روحت لقيت زمايلي بيبلغوني أن مدير الشركة عاوزني....

فعلًا دخلتله و انا عامل حسابي أن انا هاخد التهزيق التمام بسبب غيايبي امبارح رغم ان انا كنت مستأذن لكنه اكيد هيديني كلمتين ف جنابي، بس الغريبة أن انا أول ما دخلت لقيته بيبتسم ف وشي و بيقولي....

- أدخل يا بشمهندس ادخل...ادخل و اقفل الباب وراك يا بطل.

الحقيقة فرحت لما لقيته بيكلمني بأسلوب كويس و فرحت اكتر لما قالي يا بطل و حسيت أنه عرف اللي انا عملته امبارح لأنه رجل واصل و له علاقاته ف اكيد حد بلغه باللي حصل، قفلت الباب و روحت قعدت قصاده على كرسي من كرسيين المكتب، قام وقف و جه قعد على الكرسي اللي قصادي و قال لي و هو بيضحك...

- تسلم و تعيش يا بطل... انا عرفت اللي انت عملته امبارح ف بيت بولاق و الجثة اللي كنت سبب ف أنها تطلع من البيت اللي كانت مدفونة فيه.

بصيتله و انا بضحك و فخور بنفسي اوي....

- الله يكرم حضرتك يا فندم، بس انا متأسف والله لأني غيبت امبارح مع أني استأذنت بس أوعدك أنها مش هتتكرر تاني..

رد عليا و هو بيضحك.....

- لا ماتقلقش هي فعلًا مش هتتكرر تاني، و هقولك مش هتتكرر ليه، من سنين كتير كان في ست جوزها بيشتغل فالسحر و الاعمال، الرجل ده مات و لما مات مراته ورثت منه كل حاجة و بقت هي بتعمل كل حاجة بداله و لأنها كانت مبتدئة ف اضطرت تتعلم السحر و عملت عهد مع شيطان أسمه (عازر) و الشيطان ده حضر على ابنها و من يوم ما حضر عليه و الست دي بقى معاها قوة اكبر من قوة أي ساحر أو دجال تاني بس طبعًا الشيطان ده كان له مطالب و من مطالبه دي أن أبن الست اللي هو حضر عليه لازم يعاشر أخته، و بما أن الست ماكنش ينفع ترفض طلب لعازر ف وافقت و قررت تضحي ببنتها علشان سلطتها و سلطة ابنها يفضلوا موجودين و كمان لأنها خافت لو رفضتله طلب أنه يغدر بيها و يموتها هي و عيالها زي ما كان بيهددها دايمًا، المهم الأبن عمل كده و طبعًا ماكنش ينفع البنت تتجوز و ألا الست و ابنها هيتفضحوا علشان كده كان اي حد بيتقدملها الست كانت بترفضه و لو أصر أنه يتجوزها عازر بيأذيه و بيجننه لأن البنت ماحبتش ولا واحد من اللي اتقدموا لها لحد ما جه واحد حب البنت و البنت حبته و كانت عاوزة تهرب معاه، و لما عازر عرف حب البنت للواد أمر الست بقتلها لأنها خلاص مابقتش تنفعه و فعلًا قتلتها الست هي و ابنها و دفنوها تحت البيت على عمق كبير علشان الجثة ماتبانش و قالوا أنها هربت مع اللي بتحبه لأنها فعلًا كانت متفقة معاه عالهرب و بعد كده قفلوا البيت و سابوا المنطقة بحالها بحجة أن بنتهم جابتلهم العار و هربت و طبعًا مش محتاج اقولك أنهم بعد اللي حصل شغلهم بقى اكبر و اشتغلوا فالسحر مع ناس واصلين، و ياما فتحوا مقابر فرعونية لناس ماسكة مناصب تنفيذية مهمة فالبلد و كسبوا فلوس كتير، و علشان يلاقوا مبرر للفلوس اللي بيكسبوها فتحوا شركة شحن و سموها (أسياد التوصيل) و الشركة دي مسكها ابنها اللي هو بقى المعاون البشري لعازر بعد موت أسياد أمه........

بصيتله و انا متنح و مش مصدق.....

- يعني حضرتك يا أستاذ عزت تبقى....!

رد عليا و هو بيضحك.....

- أيوه انا، و احب اضيف لمعلوماتك أن بمعارفي خليت القضية اتقفلت و الجثة اندفت ف مقابر الصدقة و الواد البلطجي اخو امير اللي كان عاوز يتجوز زهرة بعتتله قرشين و كتمت بقه خالص، أما انت بقى فانا عارف انك هتسكت لأنك جبان، هتخاف على شغلك و على أهلك و هتكون عاقل و هتنسى الموضوع ده خالص...ولا أيه؟

حطيت وشي ف الأرض و انا عنيا بتدمع و قولتله....

- لا يا فندم بلاش اهلي، أقسم بالله انا ما هفتح بُقي بس بلاش اهلي.

ضحك و قام قعد عالمكتب و كتب لي شيك بمبلغ و اداهولي و هو بيقولي....

- دي مكافأة علشان ريحتني و ريحت اهل بولاق من حوار عفريتة زهرة و علشان بُقك يفضل مقفول بزيادة، بس صدقني لو فتحت بُقك أو قولت لحد هيبقى مصيرك هو هو مصير زهرة و امير.

خدت الشيك و روحت مكتبي و مافتحتش بُقي ب ولا كلمة، لكني لسه بشوف البنت اياها كل يوم فالحلم و هي بتضحك و النهاردة بصراحة نفسيتي تعبت لما عرفت أن الشركة اللي انا بشتغل فيها و اللي عرفت بالصدفة أن صاحبها قتل اخته؛ بتخرج قطع أثار برة البلد لحساب ناس مناصبها مهمة، مش مهم عرفت ازاي ولا مهم مين اللي قالي لأني مش هذكر علشان ميتأذيش و كمان مش هذكر أسمي علشان ماتأذيش انا كمان، لكن انا دلوقتي بكتب الكلام ده و هبعته لواحد بيحكي قصص و هخليه ينزله على صفحته علشان كل اللي بيتابعوه يعرفوا الحكاية و يعرفوا أن عزت صاحب شركة شحن (أسياد الشحن) رجل قاتل و دجال، بكتب الكلام ده و انا عارف أنه لو اتعرف عن طريقي ممكن اموت او اتجنن او او او، بكتب و انا مش عارف هيحصلي ولا هيحصل لأهلي ايه، بس كل اللي انا عارفه أن انا شخص جبان قرر يرضي ضميره بأي شكل من الأشكال لحد ما ضميري فاق و خلاني أكتب الحكاية دي.......

صاحب تلك الرسالة أختفى هو و أسرته بعد ما أرسلها لي و لا أعلم ماذا حدث له، ولا أعلم أيضًا ماذا سيحدث لي بعد أن انشرها و لا أعلم ماذا سيفعل عزت و عازر لكل من سيعلم بتلك القصة..... تمت

محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات