إبحث عن موضوع

رواية وحدك حبيبتي الحلقة 11

الغريمة 2

همست نجوى وهى تميل على ذراع ممدوح فى دلال :
- حبيبى ...ماذا بك ؟
تصنع ابتسامة قائلاً :


- هل تريدين الرقص ؟
أومأت برأسها فى سعادة وهى تنهض لتراقصه ، لكنها لاحظت شروده من جديد فعادت تهمس :
ـ ممدوح ... يبدو أننى حسدتك هذا الصباح ، أنت مهموم جداً
ابتسم قائلاً :
- أليس هذا ما ترغبين به ؟
صاحت مستنكرة :
- ليس وأنت معى
عاد لصمته من جديد فثارت غاضبة :
- يبدو أنك لم تعد تشتاق إلىَ ، فأنت حتى لم تقبلنى منذ وصولى
ضحك وهو يقربها منه قائلاً :
- أهذا ما يغضبك ؟
أجابته فى مرارة :
- لم أعتد هذا التبلد منك نحوى
طبع على شفتيها قبلة طويلة ثم همس قائلاً :
- أما زلت غاضبة ؟
ضحكت قائلة :
- قليلاً
عاد يقبلها من جديد هامساً :
- دعينا نمتص هذا القليل إذاً
ضحكت من جديد قائلة :
- كفى ، لقد انتقلت مساحيقى إلى وجهك
عادا إلى المائدة حيث يجلس كمال ولحق بهما أشرف بعد قليل ، بينما استمر عادل يراقص سميرة فى وصلة أخرى ، استأذنتهم نجوى فى الذهاب إلى دورة المياه لإصلاح أصباغها فمال أشرف على ممدوح هامساً :
ـ احذر يا زعيم ، فأنت الآن رجل متزوج
ابتسم ممدوح فى لا مبالاة قائلاً :
- وزوجتى تعلم ما أفعله وتزوجتنى راضية
ـ هذا لا يعنى أنها لن تغضب إذا علمت بأمر هذه القبلات الساخنة
أخذه الحديث عن ليلى إليها وعجز هذه المرة فى التحرر من هذا الشعور الذى يملأه حنيناً إليها ، ويدفعه دفعاً إلى البقاء حيث تكون ، فوجد نفسه يهتف بلا وعى :
- أشرف ، عندما تعود نجوى من الحمام ، أرجو أن تطلب منا الرحيل متعللاً بأى شئ
صاح أشرف مستنكراً :
- محال ، ربما تقتلنى نجوى
ثم حدق فيه قائلاً فى مكر :
- يبدو أنها جميلة بالفعل ، مضى أسبوع كامل ولم يصبك السأم منها بعد ؟
تنهد ممدوح قائلاً :
- ليس الأمر هكذا ، لقد تركتها مريضة
قبل أن يعلق أشرف على ما قاله ، عادت نجوى إلى المائدة وهى تبتسم قائلة :
- هل تأخرت عليكم ؟
بادلها ممدوح الابتسام صامتاً ، ثم عاد ينظر إلى أشرف ويحثه على فعل ما طلبه منه ولكن الأخير هز رأسه فى رفض قاطع ، مما دفع كمال للتدخل فى محاولة لتقديم المعونة فقال وهو يتثاءب :
ـ أشعر برغبة ملحة فى النعاس ، دعونا نعود إلى المنز.....
وقبل أن يكمل جملته انفجرت فيه نجوى قائلة :
- عد بمفردك أن شئت
بدت الصدمة واضحة على وجه كمال كمن تلقى دشاً بارداً فانفجر أشرف ضاحكاً وهو ينظر إلى ممدوح الذى ابتسم مرغماً ، نظر كمال إلى نجوى قائلاً :
- لماذا هذه الثورة ؟
نظرت إليه فى ثورة أشد قائلة :
- ما يجرى فى عروقك ليس ماءً فقط ، بل ماءً مثلجاً أيضاً
تصاعدت الدماء إلى وجه كمال قائلاً :
- نجوى هذا يكفى
التصقت بممدوح قائلة :
- أتعلم منذ متى لم أر ممدوح ؟ ، منذ أكثر من شهرين ، لو كنت تشعر بمقدار شوقى إليه لمَ تفوهت بمثل هذه الحماقات وطلبت منا الرحيل وسهرتنا لم تبدأ بعد .
قال كمال محاولاً الدفاع عن نفسه :
- اعذرينى يا نجوى ، ما قلت ذلك إلا شفقة على زوجته المريضة
ضاقت عينا ممدوح وهو ينظر إلى كمال فى ثورة مكبوتة بينما نظرت إليه نجوى قائلة فى حدة :
ـ أحقاً ما يقوله ؟
أجابها باقتضاب :
- نعم
صاحت فى ضيق :
- أهذا ما يجعلك مهموماً هكذا ؟
تنهد وهو يخرج علبة سجائره صامتاً ، فعادت تسأله من جديد :
- مما تشكو جلالتها ؟
أشاح بوجهه ساخطاً فأردفت فى عصبية :
- هل شارفت على الموت ؟ لماذا الضيق إذاً أليس هذا ما نريده ؟
قال محذراً :
- نجوى ... يكفى هذا
لكنها لم تصمت بل تجرعت كأسها دفعة واحدة وصاحت فى انفعال قاتل :
- ألم تستطع تحملك أكثر من هذا ؟ أسبوعاً واحداً فقط ، كم سنة تحملتها أنا.... ولم ألمس خلالها حنانك هذا الذى تولد فجأة !!
زفر ممدوح بضيق قائلاً فى لهجة يملؤها التحذير :
- كاد جنونك أن ينتقل إلىَ يا نجوى
انهارت باكية وهى تهتف فى لوعة :
- الجنون هو ما فعلته من أجلك ، لقد ضحيت بكل شئ لمن لا يستحق
صرخ فيها قائلاً :
- لقد سأمت حديثك عن التضحية ، تعلمين جيداً أنك لم تخسرى شيئاً يذكر ، إن كنت تريدين الزواج من كهل ثرى ، اخبرينى بذلك ، وغداً سوف أحضر لك زوجاً أكثر ثراءً من هذا الذى ضحيت به من أجلى
تدخل عادل الذى جاء للتو بصحبة سميرة قائلاً وهو يتصنع ابتسامة :
- ماذا حدث ؟ صراخكما وصل إلينا رغم الموسيقى الصاخبة
تنهد أشرف قائلاً :
- لاشئ يستحق كل هذا
أخذت نجوى تنتحب بصوت مرتفع جذب إليهم أنظار رواد الملهى ، فاقترب منها أشرف قائلاً :
ـ هيا بنا يا نجوى لنعود إلى المنزل
أزاحته فى عنف قائلة :
- كلا ، لن أذهب معكم سأعود إلى الإسكندرية
همس عادل قائلاً :
- حسناً تعالى الآن معنا ، وغداً سأوصلك بنفسى إلى الإسكندرية
صرخت فيه قائلة :
- كلا ، سأسافر الآن ، وبمفردى ، اتركونى وشأنى
التفتت سميرة إلى ممدوح الذى جلس يدخن سيجارته صامتاً وصرخت فيه مستنكرة :
- ألن تفعل شيئاً ؟
القى بالسيجارة أرضاً وراح يسحقها بقدمه قبل أن يتوجه إلى نجوى فى صبر نافذ قائلاً :
- هيا بنا يا نجوى
صرخت فيه قائلة :
- ماذا تريد منى ؟ أذهب إلى هذه القروية التى سلبتك عقلك فى أسبوع واحد
جذب ذراعها وهو يضغط على أسنانه محذراً ، لكنها أزاحته فى حدة صارخة :
- ابتعد عنى ، لا أريد أن ....
صرخت حين صفعها بقوة قبل أن يجذبها خارج الملهى غير مبال بصيحات الاستنكار التى أطلقها رواده بينما راحت سميرة تلكمه فى ضيق صارخة :
- أهذا ما استطعت فعله ؟ هل جننت ؟
استدار إليها بعينين ناريتين ، فالتصقت بأشرف فى فزع قائلة :
- لن أركب معه فى سيارته
ابتسم أشرف قائلاً :
- يبدو أن العنف هو الدواء الأمثل للنساء جميعاً
*******
لم يستطع ممدوح أن يحتفظ بصلابته أكثر من هذا وهو ينظر إلى ليلى التى استغرقت فى نوم مضطرب ، تنتابه موجات من التشنج تفصح عما تعانيه من ألم شديد وثورة عارمة ، استيقظت عندما مست أصابعه وجنتها لتمسح عنها عبراتها ا لتى انسابت دون وعى منها ، جلست على فراشها وتعلقت حواسها بوجهه وهو يبتسم فى حنان هامساً :
- أما زلت تعانين من الصداع والمغص ؟
عادت دموعها تنهمر من جديد وهى تهمس في شبه رجاء :
- هل عدت من أجلى ؟ قل أنك لم تستطع أن تتركنى وحدى
أخرج منديله يجفف دموعها قائلاً :
- بالله عليك ، كفى دموعاً
تعلقت عيناها بالمنديل وهى تغمغم :
- ما هذا ؟
القى على منديله نظرة عابرة ثم ما لبث أن نهض قائلاً فى لا مبالاة :
- أحمر شفاه
التفتت إليه مستنكرة لتلك اللامبالاة التى يتحدث بها ، لكنه راح يبدل ملابسه وكأن شيئاً لم يكن فاتجهت إليه تحمل المنديل الذى تركه لها قائلة :
- لمن ؟
ـ ربما لك
هتفت فى لوعة :
- كلا ... أنا لا أضع هذا اللون الفاضح
زفر بضيق قائلاً :
- ربما لنجوى إذاً .
ـ من هى نجوى ؟
عاد يزفر بضيق قائلاً :
- صديقة لى ، هل انتهى التحقيق أم أن هناك المزيد من أسئلتك التى لا تنتهى ؟
صاحت متجاهلة غضبه :
- هل تبادل القبلات من عاداتك أنت وأصدقائك ؟
استكمل تبديل ثيابه وكأنه لم يسمعها ، لكنها عادت تكرر سؤالها فى ثورة حتى التفت إليها وأمسك كتفيها بعنف صارخاً فيها :
- نعم يا ليلى ، نتبادل القبلات والهمسات والأحضان الدافئة ، نفعل كل ما تستطيعين تخيله وكل ما لا تستطيعى تخيله أيضاً ، هل انتهينا ؟
صاحت به فى غضب :
- غداً قدمنى إلى أصدقائك إذاً
ضاقت عيناه وهو يحدق فيها فتابعت غير مبالية بالعواقب :
- ربما يروق لى أحدهم
صفعها بقوة صارخاً :
- يبدو أن الصداع قد وصل إلى عقلك
ثم أردف وهو يدفعها إلى الفراش فى جنون :
- عودى للنوم يا ليلى ... عودى للنوم قبل أن أقتلك

ليست هناك تعليقات