إبحث عن موضوع

قصة عودة

طفل منعزل وانطوائي بحب القعده لوحدي حبتين ، دايمًا في اوضتي، بدأ الموضوع لما نقلنا لشقة جديدة ، البيت كان مخيف شويه وكان مقبض من البيوت اللي قلبك مبيستريحش لما تدخلها بس الشقة كان سعرها كويس ومساحتها كويسة والجيران كانوا كويسين جدًا الحقيقة والمدرسه قريبة يعني كل حاجه تمام بالنسبة لأهلي بس النسبالي كانت اسوء فترة في حياتي
كل حاجه كانت تمام إلى حدًا ما ، إلا في وقت النوم ، النوم اللي مكنتش بدوقه إلا الكام ساعة اللي بعد الفجر لحد معاد المدرسة ، أول يوم سمعت صوت من الصالة ، صوت زعيق بين راجل وست ، صوت واطي اوي قولت اكيد بيتهيألي ونمت رجع صوت الزعيق تاني بس اعلى ومعاه صوت حركة لكراسي الصالة ، خوفت ومكنش عندي الشجاعة الكافية إني اخرج اشوف في ايه وخصوصً إن في الوقت ده كان عمري ١٣ سنة كفنت نفسي بالبطانية ونمت
 الموضوع كان بيتكرر كل يوم والصوت كان في كل يوم يعلى اكتر واكتر لحد ما قررت إني اتشجع واخرج ، خرجت الصالة وانا في قمة الرعب والحذر وببطئ شديد عشان ملاقيش اي حاجه ولا راجل ولا ست ولا حتى الكراسي متحركة كل حاجة طبيعية جدًا ضحكت وقولت اكيد دي تخاريف ولفيت وراجع اوضتي علشان الاقي ست عجوزة في وشي !
من الصدمة فقدت الوعي
 فوقت لقيتني في بيت مهجور شبه بيتنا ، رجلي كانت بتتحرك لوحدها وانا معدوم الإرادة تمامًا وبتطلع بيا الدور التاني الشقة اللي تحتنا ، الشقة اللي كانت مقفولة لإن صاحبها چورچ مسافر برا مصر هو ومراته وعياله وبيرجع في اوقات الدراسة لأنه مهتم جدًا بتعليم عياله هنا زي ما بيقول
اخترقت الباب ودخلت ، لاقيت چورچ موجود ومراته وعياله الاتنين ومعاهم ست غريبة اول مرة اشوفها
بس ملامحها مش غريبة ، مألوفة ، شبه الست اللي شوفتها في الصالة من شوية !
كان واضح من الحوار إن دي والدة چورچ اللي كان بيزعقلها ويقول "شايفه بسببك بيحصل فينا ايه ، إحنا مسافرين بكره  وهوديكي عند خالتي زي كل مرهة بس المرادي مش هترجعي معانا تاني "
 المشهد يتغير لشقة تانية فيها چورچ بيتكلم في التليفون مع واحدة ومراته جنبه
چورچ : يا خالتي ما انتي مبتعرفيش اللي بيحصل انا إقامتي في مصر بقت جحيم طول ما هي موجودة في الشقة ذنبي ايه اقضي فترة دراسة اولادي في رعب ، حاضر يا خالتي حاضر لما انزل مصر هعدي عليكِ واخدها بس لو حصل زي كل مرة ؟
 خلاص يا خالتي حاضر
ويقفل چورچ السكة
سارة "مرات چورچ" : تاني يا چورچ تاني هنعيد نفس الكلام تاني
چورچ : معلشِ يا حبيبتي دي امي برضو واكيد هي حرمت ومش هتعمل كده تاني اوعدك لو حصل ده تاني مش هترجع البيت واهي تبقي خالتي شاهدة كمان
سارة : ماشي يا چورچ انزل يلا عشان متتأخرش علي شغلك .
بمجرد خروج چورچ عين مراته اتجهت ناحيتي وبتضحك
 نظراتها كلها رعب وضحكة مرعبة ، ملامح وشها بدأت تتبدل ويبقى مرعب اكتر جلدها زي ما يكون اتحرق واتفحم وطلعلها انياب وقرون واطرافها طولت جدًا وجسمها ملاه الشعر زي الحيوانات وبنبرة مرعبة قالت : هقتِلك وهمحيكِ من وش الارض بس قبل ما اقتِلك هكره ابنِك فيكِ
 بصيت في المراية لاقيت صورتي هي الست العجوزة  بصيت لسارة ولا الكائن ده تاني لاقيتها بتهجم عليا !
صحيت من النوم  لاقيت جرس الباب بيرن قومت افتح الباب وانا لسه مش مستوعب الحلم ده ، فتحت الباب لاقيت سارة !!!
صرخت وقفلت الباب في وشها ودخلت اوضتي جري وقعدت اقرأ قرآن ، امي خرجت تشوف في ايه وبتقولي مين بيخبط قولتلها بكل سذاجه " العفريته "  امي افتكرتني بخرف علشان لسه صاحي وراحت تفتح الباب لقت سارة سلمت عليها عادي ، وسارة لسه مصدومة من اللي انا عملته امي انقذت الموقف الحقيقة وقالتلها "معلشِ كان نايم وهو دايمًا بيخرف كده لما يكون لسه صاحي من النوم"
 تقبلت سارة الموقف وقال إنها عزمانا على العشاء بالليل
انا سمعت الجملة دي والرعب زاد اكتر وجسمي بدأ يعرق واتمنيت إن بالليل ده ميجيش ، لكن جه قولت لأهلي كل الأعذار اللي ممكن تتقال لكن مفيش فايدة ونزلت وطبعًا كنت حافظ الشقة مع اني اول مره ادخلها ، كانت هي بكل تفاصيلها ، بدأت عيني تروح على كل ركن فيها ، محدش كان واخد باله من نظراتي غير سارة ، كل ما عيني تيجي عليها الاقيها بتبصلي وتبتسم جه في بالي انها بتضحك على اللي عملته الصبح بس بعد كده لاقيت ابتسامتها اتقلبت لشماتة او توعد ابتسامة كلها شر
 اليوم خلص عادي الحمد لله وطلعت شقتنا اللي لأول مرة تبقى وحشاني كده
دخلت اوضتي ونمت او حاولت انام بس تاني الاصوات رجعت والمرادي خلاص زي ما اكون اتعودت عليها ، خرجت لقيت الصالة بتولع !!
بس دي مش الصاله شقتنا ، دي صالة شقة چورج
 چورچ بيحاول يطفي النار بصعوبة وسارة حاضنة عيالها  وامه واقفة بعيد بتعيط
 الكل خايف ومرعوب إلا سارة ، كان باين عليها الإدعاء بالخوف  شفايفها كانت بتتحرك ومع حركة شفايفها النار بدأت تهدى لحد ما خمدت خالص
بدأ چورچ يزعق لوالدته تاني وهو بيقول " شايفه وجودك في البيت بينتج عنه ايه ؟
 هتيجي مرة ونموت كلنا ، عشان احميكِ واحمي البيت كله هوديكي عند خالتي
 نزل چورچ مع والدته ورجع  لوحده ، دقايق من رجوعه وجرس التليفون رن ، كانت خالته
- ايوه يا خالتي ، ايه!
انا جي حالًا .
كانت آخر مرة يشوف فيها والدته ، مرميه عالارض ، وشها ازرق ، عليه كل ملامح الخوف والفزع اللي ممكن تتخيلها .
في ثواني يتغير المشهد لشقة چورچ تاني وقاعد بيبكي وجنبه سارة بتطبطب عليه زبتحاول تداري ابتسامتها وبتقول " اكيد اللي حصل ده بسبب اللي كانت بتعمله ظلمتنا وظلمت نفسها " جورچ : انا مش مستوعب هي كانت بتعمل كده ليه
 وش ساره اتوجه ناحيتي  وصرخت صرخة صحيت بعدها من النوم ، انا مش فاهم حاجة ايه اللي بيحصلي ده
لازم استغل وجود چورچ وافهم
النهاردة كان عيد القيامة وظي كانت صدفة كويسة جدًا
نزلت اشتريت تورته وطلعت بيها  لچورچ ، فتحلي الباب وكان لوحده في الشقة ، قدمتله التورته وانا بقوله اتفضل كل سنه وانت طيب
رد وهو باين على وشه الفرحة "وانت طيب يا حبيبي اتفضل " وانا ما صدقت ودخلت فعلًا قدملي عصير وقعد يسألني الاسألة المعتادة زي عامل ايه في المدرسة وبتجيب كام و انا مش مركز معاه ، انا عيني على صورة والدته ، قاطعته بسؤال " مين دي؟ "
جورج : دي امي
انا : هي فين
جورج : اتوفت من فترة
انا : الله يرحمها
جورج : الرب يسامحها على اللي عملته بقي
انا : عملت ايه
جورج : لا ده موضوع طويل
انا : ياريت تحكي احسن من الاسألة عن المدرسه لاني بكررها بصراحة وبكره سيرتها
چورج ابتسم وشكله اتحرج من فضولي الزائد لكنه جاوب : بعد جوازي اللي كانت رفضاه امي لإنها مكنتش بترتاح لسارة بدون سبب وبدأت معاناتي مع حرب بين امي وسارة وخناقاتهم المستمرة طول فترة الإقامة في مصر بعد ما خلفت مريم وهاني وإقامتي في مصر كانت طول فترة الدراسة ، الوضع اتطور وبدأت تحصل حاجات غريبة البيت يبقى كويس وفجأة الصالة بتولع وبتطفي بصعوبة
سارة عرضت عليا اننا نجيب قس من الكنيسة يحمي البيت لان اللي بيحصل ده مش طبيعي وافقت وتاني يوم لاقيت سارة جايبه القس ، بدأ ابونا يقول كلام غريب بعيد عن الانجيل خالص وأول مرة أسمعه بس الاغرب إن النار ولعت ، وطلع منها صوت غريب بنفس اللغة اللي بيتكلم بيها ابونا وكأنهم بيردوا على بعض ابونا قالي مين مريم ، امي قالت انا ، وكمل ابونا كلام ، النار هديت تمامًا ، بص ابونا لامي بغضب وقال
" ليه تعملي في ابنك كده "
امي : عملت ايه مش فاهمه
ابونا : يا ملعونة الرب غضبان عليكِ من اللي بتعمليه
 بصلي و قالي امك بتعمل سحر عشان تفرق بينك وبين مراتك
انا من الصدمة معرفتش ارد
قالي ابعدها عن البيت يابني لو عايز تعيش في أمان وببركة الرب ، مشي القس وامي بتعيط وتقول متصدقوش يابني
 رديت بدون إرادة " وتفسيرك إيه إن وجودك في حياتنا مرتبط بكوارث وإن طول ما احنا مسافرين حياتنا كويسة"
 سيبتها ودخلت اوضتي رزعت الباب ودخلت سارة ورايا تهديني لحظات و سمعنا صريخ امي خرجت لقيت النار ولعت تاني وبرضو زعقت لامي وقولتلها اننا مسافرين بكره ، وانها هتروح عند خالتي والمرادي مش هترجع تاني .
سكت چورچ لحظة
 وهنا بدأت اربط الاحداث ببعض ولسه هيكمل سمعنا صوت الباب بيتفتح ودخلت سارة  والاولاد   ارتبكت وسلمت على چورچ وطلعت جري على شقتنا
انا برضو لسه مش مستوعب الست دي عايزة مني ايه
خلص اليوم ونمت وكالعادة حلمت بوالدة چورچ واقفه قدامي ، بتعيط ومبتقولش غير جمله واحدة "إنقذ چورچ من الملعونة مراته "
صحيت للمدرسه وانا حاسس إن جسمي مكسر ، سمعت صوت چورچ وهو بيستعجل ولاده  قومت جري لبست ونزلت ، لحقت چورچ وسلمت عليه ، لقتني بقوله "روح الكنيسة يا استاذ چورچ" بصلي بأستغراب وقالي حاضر عدى اليوم ورجعت من المدرسة مجهد ونمت
 حلمت بچورچ في الكنيسة الكنيسه وانا كالعاده مجرد مشاهد وفضل يبكي لحد ما سمعه قس من الكنسية وسأله مالك يابني حكاله جورج الحكاية كلها رد القس " انا جاي معاك البيت يابني حكايتك لسه ناقصة" وخرجوا الاتنين من الكنسية ووصلوا بيت چورچ او ما فتحوا الباب وسارة شافتهم ارتبكت بطريقة غير طبيعية ودخل چورچ والقس وبدأ يقول
"لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم. لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرّافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر
ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جاناً أو تابعة، ولا من يستشير الموتى، لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب.."
 طلع  صوت صريخ من اركان الصالة صريخ عالي ومزعج
وبدأ يعيد نفس الكلام بصوت اعليطى والصريخ يعلى اكتر  وبدأ القس يقول" أن بولس الرسول يحذّرنا من السحر ويقول بأن كل من يتعاطى السحر فإنه لا يدخل إلى ملكوت الله " ومجرد ما قال كده جسم سارة انتفض ووقعت على الارض بصلها القس بغضب وقال لچورچ هي سبب كل اللي حصل مش امك ، مراتك استعانت بخادم ملك من ملوك الشياطين عشان تخليك تكره والدتك واللي حصل لوالدتك مش انقلاب سحر على ساحر زي مانت فاكر هي اللي سلطت الشيطان يقتلها وموضوع القس اللي جه ده مش قس ولا حاجة ده راجل هي مأجراه عشان يعمل الفيلم ده
 چورچ بص لساره بغضب وبثق عليها وضربها برجله ، حاشه القس عنها وهدى چورچ شوية ، نزل چورچ والقس وفي نيتهم يبلغوا عن سارة وقفل عليها بالمفتاح
سارة بكت وبصت لفراغ وهي بتقول
 " ارجوك سامحني مكنش قصدي إن كل ده يحصل ارجوك  لحد ما ظهرت قطة سودا واقفه في ركن من اركان الصالة وبتبص لساره بترقب سارة سجدت للقطة ، بدأت القطة تطلع اصوات مرعبة وجسمها زي عجينة بتتشكل وبتتحول لجسم بشري ، لا مش بشري خالص جسم طويل نحيف اطرافه طويله ليه انياب وقرون
 انا شوفت الكائن ده قبل كده !  سارة اترجت الكائن ده يرحمها وبسرعة البرق جري على اطرافه زي الكلب ووصل لسارة في اقل من الثانية وبدأ يغرس انيابه في رقبتها .
رجع چورچ ومعاه الشرطة.
في اللحظه دي صحيت من النوم على صوت عربيات الشرطة ، نزلت شقة چورچ ولقيت سارة زي ما كانت في الحلم !
 تمت

ليست هناك تعليقات