دار الاسرة المقدسة
"دور الأيتام " أماكن من المُفترض أنها تبثُ إلينا الأمان والطمأنينة بمجرد سماع اسمها؛ لأنها تُقام خصيصا لحماية الأطفال وتولي كل مايخص رعايتهم ..والمُتعارف أنهم يُعاملون برفق ولين ليتم إخراجهم أشخاص يصلحون للتكيف داخل المجتمع وثقافته..
...
سامحني،، سيتم الآن تحطيم هذا المفهوم!.
فكيف ستظل تشعر بالأمان تجاه اسم " ميتم" بعدما أقُص عليكَ الآتي؟
...
لنذهب لمدينة ماركيت التي تقع بولاية متشجان الأمريكية،
هناك يقف مبني من القرميد الأحمر، له تاريخ كبير؛ كونه مكان عتيق انضم لقائمة دور الايتام التي تبث الطمأنية فى نفوسنا
لكن سرعان ما انضم أيضا للقائمة التي تهدم ذلك..
....
"جيمس" مرشد سياحي يقف أمام الكثير من الزوار قائلًا:
" أُفتتح هذا المبنى كدار للايتام عام 1815، كان يتسع لحوالي 200 يتيم، لكن فى البداية استضاف 60 طفل من سكان اميركا الاصليين الذين لم يكونوا جميعهم ايتام،
هناك من تم اخذه من احضان امه لكي يكتسب هنا الثقافة الامريكية...
....
على جانب آخر وبينما المُرشد يُكمل حديثه، قرر "مايكل" أن يتجول بين أروقة المبنى فقد أصابه الملل من كثرة الشرح والتواريخ. وقف فى أحد الزوايا واشعل سيجارته.
لكنه فجأة، شعر ببرودة شديدة تعم المكان وبأنفاس باردة تنبعث من خلفه..
ألتفت فى نفس اللحظة ليرى طفلة صغيرة بملابس بالية ويبدو من مظهرها الخارجي أنها تنتمى للهنود الحمر الذي تحدث عنهم المرشد منذ لحظات.
استغرب مايكل بتواجدها هنا فى مكان مهجور وسألها عن اسمها، لكنها كانت ترتجف من البرد ولم تستطع الأجابة فرق قلب مايكل وخلع معطفه ليعطيه لها ليجدها قد اختفت !!!
تعجب كيف تختفي فتاة صغيرة فى هذا الرواق الكبير بهذه السرعة؟
حينها أدرك مايكل أن من كانت بصحبته هي شبح من الماضي.
وخرج مسرعا نحو المرشد، وهناك سأله عن سبب خوفه الشديد وعندما أخبره وهو يرتجف عما حدث
ابتسم المرشد: "لابد أنك قابلت شبح الفتاة المتجمدة!.."
ليُكمل المرشد حديثه :
كما أخبرتكم سابقًا فإن هذا المبني كان دار للأيتام، يأوي ايتام سكان أميركا الاصليين وقد عاملتهم الراهبات بقسوة تسببت فى مرض وموت الكثير ...
لكن مايكل وقف الآن أمام أشد القصص مأسوية،
الفتاة اليتمة التي خرجت للعب فى حديقة الدار فانهمكت فى اللعب وسرقها الوقت حتى حل المساء وأثناء عودتها أغلقت إحدى الراهبات الباب ومنعتها من الدخول عقابًا لها؛ لأنها تأخرت...
قضت الضعيفة ليلتها فى البرد القارص خارج الدار ، وفي الصباح وجدوها مستلقية أمام الباب وقد أُصيبت بالتهابات رئوية مما أدى إلى موتها بعد ايام ...
هل تكتفي الراهبات؟
هل يتعظن مما فعلن ؟
قاموا بتعليق جثة الفتاة لتصبح عبرة حتى يرتعب الايتام ولايعصوا أوامر الراهبات أبدًا.
....
أُغلق الدار عام 1967 وتم نقل الأيتام إلى مكان أفضل من الدار وهناك قصوا على الآخرين كل ماتعرضوا له من تعذيب..
لكن شبح الطفلة المسكينة ظل يطوف ويشاهده الزوار من حين لآخر...
وفى أغسطس من عام 2016، تم بناء مجمع سكاني على أنقاض الدار .
.....
انهدم ميتم "الأسرة المقدسة" كما كانت تُسمى الدار..
تحول لأنقاض ثم لمجمع سكاني.
لكني أظن أن الأرض لازلت تصرخ مما شهدته وستظل..
"دار الأسرة المقدسة."
تمت.
وسام عبدالوهاب
...
سامحني،، سيتم الآن تحطيم هذا المفهوم!.
فكيف ستظل تشعر بالأمان تجاه اسم " ميتم" بعدما أقُص عليكَ الآتي؟
...
لنذهب لمدينة ماركيت التي تقع بولاية متشجان الأمريكية،
هناك يقف مبني من القرميد الأحمر، له تاريخ كبير؛ كونه مكان عتيق انضم لقائمة دور الايتام التي تبث الطمأنية فى نفوسنا
لكن سرعان ما انضم أيضا للقائمة التي تهدم ذلك..
....
"جيمس" مرشد سياحي يقف أمام الكثير من الزوار قائلًا:
" أُفتتح هذا المبنى كدار للايتام عام 1815، كان يتسع لحوالي 200 يتيم، لكن فى البداية استضاف 60 طفل من سكان اميركا الاصليين الذين لم يكونوا جميعهم ايتام،
هناك من تم اخذه من احضان امه لكي يكتسب هنا الثقافة الامريكية...
....
على جانب آخر وبينما المُرشد يُكمل حديثه، قرر "مايكل" أن يتجول بين أروقة المبنى فقد أصابه الملل من كثرة الشرح والتواريخ. وقف فى أحد الزوايا واشعل سيجارته.
لكنه فجأة، شعر ببرودة شديدة تعم المكان وبأنفاس باردة تنبعث من خلفه..
ألتفت فى نفس اللحظة ليرى طفلة صغيرة بملابس بالية ويبدو من مظهرها الخارجي أنها تنتمى للهنود الحمر الذي تحدث عنهم المرشد منذ لحظات.
استغرب مايكل بتواجدها هنا فى مكان مهجور وسألها عن اسمها، لكنها كانت ترتجف من البرد ولم تستطع الأجابة فرق قلب مايكل وخلع معطفه ليعطيه لها ليجدها قد اختفت !!!
تعجب كيف تختفي فتاة صغيرة فى هذا الرواق الكبير بهذه السرعة؟
حينها أدرك مايكل أن من كانت بصحبته هي شبح من الماضي.
وخرج مسرعا نحو المرشد، وهناك سأله عن سبب خوفه الشديد وعندما أخبره وهو يرتجف عما حدث
ابتسم المرشد: "لابد أنك قابلت شبح الفتاة المتجمدة!.."
ليُكمل المرشد حديثه :
كما أخبرتكم سابقًا فإن هذا المبني كان دار للأيتام، يأوي ايتام سكان أميركا الاصليين وقد عاملتهم الراهبات بقسوة تسببت فى مرض وموت الكثير ...
لكن مايكل وقف الآن أمام أشد القصص مأسوية،
الفتاة اليتمة التي خرجت للعب فى حديقة الدار فانهمكت فى اللعب وسرقها الوقت حتى حل المساء وأثناء عودتها أغلقت إحدى الراهبات الباب ومنعتها من الدخول عقابًا لها؛ لأنها تأخرت...
قضت الضعيفة ليلتها فى البرد القارص خارج الدار ، وفي الصباح وجدوها مستلقية أمام الباب وقد أُصيبت بالتهابات رئوية مما أدى إلى موتها بعد ايام ...
هل تكتفي الراهبات؟
هل يتعظن مما فعلن ؟
قاموا بتعليق جثة الفتاة لتصبح عبرة حتى يرتعب الايتام ولايعصوا أوامر الراهبات أبدًا.
....
أُغلق الدار عام 1967 وتم نقل الأيتام إلى مكان أفضل من الدار وهناك قصوا على الآخرين كل ماتعرضوا له من تعذيب..
لكن شبح الطفلة المسكينة ظل يطوف ويشاهده الزوار من حين لآخر...
وفى أغسطس من عام 2016، تم بناء مجمع سكاني على أنقاض الدار .
.....
انهدم ميتم "الأسرة المقدسة" كما كانت تُسمى الدار..
تحول لأنقاض ثم لمجمع سكاني.
لكني أظن أن الأرض لازلت تصرخ مما شهدته وستظل..
"دار الأسرة المقدسة."
تمت.
وسام عبدالوهاب
التعليقات على الموضوع