عنبر الموت (كاملة)
النهاردة بداية جديدة أول يوم شغل ليا في مصحة نفسية مش هنكر إني قلقانة جدا أكيد اول مرة هشتغل في مصحة واول مرة هتعامل مع حالات حقيقية بس اللي مطمني اني عارفة إن دي فرصة كبيرة هاخد منها خبرة حقيقية هتدعمني في حياتي بعد كده في ناس كتير بتسالني ليه إخترت التخصص ده بالذات بس فكرة أن شخص مش قادر يتحكم في نفسه ولا حياته فكرة صعبة أنك تبقي مغيب مش قادر تاخد قرار في حياتك ولا عارف تتحكم في تفكيرك عقلك مشتت بالكامل وفاقد السيطرة عليه أنا مؤمنة جدا إن عقل الإنسان هو عدوه الاول لتعرف تتحكم فيه أو هتبقي النتيجة كارثية لو فقدت السيطرة عليه .
أنا جاية من قرية صغيرة من الصعيد عشان كده سكنت في المصحة إحتياطي الدكاترة وفرولي سكن مريح لحد ما أدبر أموري النهاردة هستلم الشغل متحمسة جدا ومبسوطة نسيت أقولكم أنا سلمي دكتورة أمراض نفسية وعصبية وحاسة إن شغلي هنا هيبقي مثير جدا فقررت أسجل مذكراتي يوم بيوم يمكن حد يستفاد من تجربتي .
دكتور رامي : اهلا يا دكتورة سلمي نورتي المستشفي ، إنهاردة هعرفك علي الحالات اللي هتشرفي علي علاجهم وده ملف كل مريض
سلمي : تمام
دكتور رامي : عايزة اعرفك أن بعض الحالات هتكون صعبة جدا وبعضهم فقدنا الأمل في شفائه بس أنا واثق فيكي حماسة الشباب برده مختلفة بس اعملي حسابك هترجعيلي في كل حاجه هتعمليها وتسلميني تقرير مفصل إسبوعي عن كل حالة
سلمي : تمام يافندم
دكتور رامي : إنتي هيبقي معاكي ٣حالات هتشرفي علي علاجهم لمدة ٦ شهور وأتمني تقدري تثبتي كفائتك الفترة دي والاحظ تقدم في حالتهم
سلمي : إن شاء الله يافندم اكون عند حسن ظن حضرتك
دكتور رامي : خليني أكلمك شوية عن الحالات وبعدين هاخدك تشوفيهم
الحالة الأولي عفاف عندها صدمة عصبية وسامية عندها نوع من اضطرابات الخوف والقلق قلب بوسواس قهري والتالته ليلي عندها مشاكل عقلية وذهنية بسبب الإدمان .
تقدري تخرجي وتتعرفي علي كل حالة
خرجت من مكتبه وبدأت أتعرف علي الحالات الحالة الأولي كانت ست كبيرة في السن إسمها عفاف ولادها سابوها بعد سنين العمر اللي ضيعتها عليهم ورموها في المستشفى هنا بحجة إنها مختلة هي مبتتكلمش كتير ومبتتحركش كتير قاعدة علي كرسي بعجل ويبان عليها في عالم تاني عندها صدمة عصبية والممرضات بيقولوا إنها آخر فترة بطلت تتكلم نهائي
تاني حالة كانت ليلي بنت مراهقة تعرضت لضغوطات نفسية وعاطفية فقررت تهرب من كل ده بالادمان تقريبا جربت كل أنواع المخدرات والعقاقير وفي النهاية جت هنا لأن سلوكها وقواها الذهنية والعقلية إتدمرت وبقي بيجيلها نوبات عصبية خطيرة جدا وحاولت تقتل أهلها أكتر من مرة قربت منها بس كانت رافضة وجودي بشكل ملحوظ محاولتش اضغط عليها من البداية كده بس كنت حاسة بالصراع اللي بتمر بيه أهلها اللي سابوها للضياع لمجرد إنهم بيصرفوا عليها ومسألوش حتي عن حياتها ونفسيتها وتقريبا دي مشكلة كل المجتمعات الشرقية بنرمي ولادنا في التيار ونسيبهم يواجهوا كل حاجه لوحدهم بدل مفيش إحتياج مادي خلاص طب والاحتياج المعنوي إحساس الأمان والحب اللي محتاجينه يعوضوه منين
سبتها وروحت اشوف سامية آخر مريضة عندي كانت بتتحرك كتير وبتتلفت حواليها كتير وبطريقة ملحوظة حاولت أقرب اكلمها بس رفضت وبعدت عني رجعت مكتبي وأنا عارفة إن في أيام صعبة جدا في إنتظاري
كنت مسئولة عن ٣,حالات دول مؤقتا لحد ما أثبت جدارتي انهيت يومي بصعوبة وأنا بحاول اقرا الملفات واشوف الأدوية اللي بياخدوها لحد ما أوشكت الساعه علي منتصف الليل وفجأة النور قطع حاولت ادور علي شمعة او اي حاجة في اوضتي ملقتش خرجت أدور علي حاجة بره لمحت حد بيتمشي في الطرقة صوت الأقدام بطئ وثابت كأن حد حافظ طريقه وعارف إتجاهه في وسط الظلام بدأت ارجع خطوات للخلف إصطدمت بحد لما لفيت كان حارس المصحة وفي إيده كشاف وقالي آنا اسف لحضرتك بس الكهرباء بتقطع كل يوم في الوقت ده وأنا قولت اجيب لحضرتك الكشاف عشان متخافيش شكرته برغم إنه خوفني جدا سألته عن صوت الخطوات بس قال إنه مسمعش حاجه رجعت أوضتي لقيتها مفتوحة أنا فاكرة كويس إني قفلت الباب وأنا خارجة مركزتش وحاولت أنام بس كان في حاجة غريبة الجو بارد جدا وهادئ هدوء غريب مش هدوء الليل الطبيعي مكنش في أي صوت ولا حتي صوت حيوان صمت رهيب خليني اوصفلكم المصحة تقريبا ده كان قصر من قصور الفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية علي مصر القصر قديم جدا وأثري فيه جزء من الفخامة كده مع الغموض الشديد المصحة في منطقة معزولة حواليها بعض الأشجار والجناين المخيفة بالنسبة لي محدش مهتم بيها وشكل الاشجار مش لطيف خالص الطرقات ضيقة وقديمة معرفش كان بيفكر في أيه وهو بيبني القصر ده حجراته شبه زنازين السجون الغرف متباعدة ومنعزلة غرفتي كانت في الدور التاني في اخر الطرقة منعزلة ليها شباك واحد مطل علي الجناين بره بالنسبة لي مكنش منظر لطيف ، وكان فيه قبو أو بدروم تحت المصحة ده كان مكان جلسات الكهرباء وعنابر أشد المرضي خطراً وطبعا كان ممنوع عليا أدخله كان إسمه عنبر الخطر
البرودة زادت جدا وبدأت أحس الهواء بيخبط في الشباك قومت أقفل الشباك شوفت حاجة غريبة جدا شوفت عفاف اللي المفروض مبتمشيش اصلا قاعدة في الجنينة ماسكة في إيديها حاجه بتلمع معرفش هي ايه قربت من الشباك أكتر الباب خبط بعنف جريت ناحية الباب وفتحته بس مكنش في أي حد رجعت أجري علي الشباك كانت إختفت بس أنا سامعة خطوات علي السلم جاية ناحيتي .............
#عنبر_الموت
#الجزء_الاول
#Hadeer_saeed
#عنبر_الموت
#الجزء_التاني
النهاردة تاني يوم شغل ليا وصوت الخطوات مفرقنيش بيتردد في دماغي مش عارفة مصدره بقول يمكن اللي حصل إمبارح كان مجرد حلم سخيف مع إني متأكدة إني كنت واعية جدا بس لما النور يقطع في مكان اول مرة أدخله ممكن ده خلاني أتخيل كل اللي حصل ملهاش سبب منطقي غير كده حاولت أتناسي ليلة إمبارح دي خالص وقررت أركز في شغلي مشيت في الطرقة نحو أوضة عفاف قابلت دكتور رامي
دكتور رامي : أتمني تكوني إرتحتي هنا
بصيتله وإبتسمت بمجاملة : اه جدا شكرا لحضرتك
دكتور رامي :راجعتي ملف الحالات
سلمي : أيوه درستهم كويس
دكتور رامي : تمام تقدري تباشري شغلك من النهاردة
سلمي : تمام بس ممكن أسأل حضرتك سؤال ؟
دكتور رامي : طبعا إتفضلي
سلمي : هو النور بيقطع كل يوم ؟!
دكتور رامي : أيوه بنحاول نقلل التكاليف وياريت لما النور يقطع تقفلي باب اوضتك عليكي ومتخرجيش منها أبدا
بان عليا التوتر وسألته : يعني أيه هو في حاجة ؟
دكتور رامي : إنتي مش واخدة بالك إنك في مصحة للأمراض العصبية يعني ممكن تبقي مكان خطير لو فقدنا السيطرة فياريت تسمعي الكلام مهما سمعتي متخرجيش
قولتله حاضر ومشيت
دخلت عنبر "أ" قابلت زينة الممرضة اللي عرفتني بنفسها اول ما شافتني
زينة : إنتي الدكتورة الجديدة شكلك صغير أوي مش باين عليكي أنا زينة الممرضة في العنبر ده لو إحتاجتي أي حاجة بس ابعتيلي
مكنتش عارفة أقولها إزاي إني محتاجاها تسكت قولتلها : شكرا طيب فين سرير عفاف
زينة : تقصدي الحاجة عفاف اللي عيالها رموها هنا والنبي الست غلبانة دي عملت كل حاجة عشانهم ربيتهم وكبرتهم وتعبت كتير عشان تصرف عليهم بس تقولي ايه جحود بس تعرفي الست دي إمبارح حالتها كانت تصعب علي الكافر اول ما النور قطع ودي جتلها نوبة صرع وإرتمت علي الأرض وعنيها إبيضت تماماً وبدأت تتنفض وكأن روحها بتطلع الدكتور رامي ربنا يديله الصحة جيه خدها ولما رجعت الصبح كانت كويسة
سلمي : هو دكتور رامي بيفضل هنا
زينة : اه بيبات في عنبر الخطر مبيطلعش منه غير الصبح
حاولت مربطش اللي حصل امبارح بكلام زينة لان مستحيل عفاف دي تكون موجودة في مكانين في نفس الوقت
قولتلها :طيب شكراً ليكي وتقدري تمشي وسيبيني معاها لوحدنا
خرجت وبدأت أقرب من عفاف اللي كانت مش واعية لوجودي في الاول قاعدة علي كرسيها المتحرك بالقرب من الشباك مركزة في الفراغ شديت كرسي وقعدت جنبها بدأت أتكلم معاها عشان أجذب إنتباهها بس هي كأنها مش شايفاني عنيها مفيهاش أي تعبير حسيت بالحنين ناحيتها وتخيلت لو أمي مكانها قربت منها أكثر وطبطبت برفق علي إيديها ويبدو إنها إستجابت بدأت تبص ناحيتي بس نظرتها مكنتش تطمن أبداً غرزت كل ضوافرها في إيدي سحبت إيدي بسرعة بس مسكتني من هدومي عنيها إبيضت تماما وبدأت تطلع رغاوي من بوقها وبدأت تتكلم بصوت أجش إنتي مش لازم تبقي هنا إنتي مش لازم تبقي هنا
صرخت علي زينة اللي دخلت هي ودكتور رامي وخدوها علي عنبر الخطر وبصلي بغضب وقال إستنيني في مكتبي
كنت مرعوبة حرفياً أول مرة أتعرض لحاجة زي كده وأشوف حالة بالشكل ده اللي عملته مش طبيعي
إستنيت دكتور رامي في المكتب لحد ما دخل عليا ونظرته كلها إستهزاء وغضب
إنتي يا دكتورة فاكرة نفسك فين إنتي بتتعاملي مع حالات أمراض عصبية وقولتلك قبل كده وحذرتك إن حالتهم خطر بعد كده تحاولي يبقي في مسافة وإنتي بتباشري أي حالة وياريت تتعلمي من أخطائك ومتكرريش الخطأ ده مرة تانيه إتفضلي علي شغلك
مشيت وأنا مخنوقة جدا بس عنده حق أنا غلطت كان لازم أخد بالي بس أنا عند موقفي هي حالتها غريبة من نوعها روحت أشوف الحالة التانية كانت ليلي اللي اول ما شافتني وقفت بعيد في ركن الاوضة قربت ناحيتها وقولتلها عاملة أيه
تجاهلتني تماماً كأني مش موجودة كلمتها تاني وقولتلها ليلي إنتي ممكن تتكلمي معايا وتعتبرينا صحاب إحنا قريبين في السن وصدقيني هحاول أفهمك بدأت تلتفت ببطء وقالتلي : أنا خايفة ممكن تخرجيني من هنا لو فضلت هنا أكتر من كده هموت
قولتلها: أكيد هتخرجي بس عشان تخرجي لازم تواظبي علي الأدوية وتبقي كويسة وساعتها هتخرجي وترجعي للدنيا
بصت بخوف وقالت : الأدوية دي سيئة جدا وبتتعبني مش عايزاها ومش عايزاكي هنا أرجوكي أمشي من هنا إهربي في أقرب وقت وبدأت تعيط بهيستريا أنا معرفتش أعمل أيه غير إني خرجت بسرعة وسبتها
أعصابي تعبت ومش فاهمة كمية الألغاز دي كان فاضلي الزيارة الأخيرة سامية اللي دخلت عندها كانت بتتلفت حواليها في كل حتة وقفت بعيد وقولتلها ممكن نتكلم
صرخت فيا بعنف وقالت : أخرجي بره مش عايزة أتكلم مع حد إنتي زيهم نسخة من النسخ الكتير كلكم زي بعض أخرجي وواجهي مصيرك
حاولت أقرب بس كانت بتزداد عنف فخرجت بسرعة مش فاهمة ليه كل العنف ده معايا وهل ده طبيعي ولا هما مش متقبلين وجودي حاولت أتناسي اللي حصل وبدأت أدرس التقرير وأشوف الأدوية اللي بياخدوها لحد ما وصلنا نص الليل وزي ما أنتوا عارفين النور قطع إفتكرت كلام دكتور رامي قفلت الباب علي نفسي وولعت شمعة وقررت أنام بس بدأت أحس بنفس البرودة اللي بتيجي فجأة في الوقت ده بس البرودة كانت مصحوبة بروايح كريهة جداً ريحة شواء كان في حاجة بتتحرق حاولت أغمض عيني وأتجاهل بس بدأت أسمع صوت الخطوات مجددا المرة دي بتقرب من غرفتي بدأت الريحة تبقي أقوي الشباك اتفتح وهبت رياح شديدة وصوت الخطوات بيعلي ويقرب وفجأة سمعت طرقات علي الباب وبدأت اسمع صوت رخيم وقوي إذني لي بالدخول الصوت كان بيعلي ومصاحبه ضحكات قوية ومخيفة بدأت أتراجع لورا بعيد عن الباب الصوت بقي أقوي والخبطات بدأت تبقي أعنف الصوت بدأ يتحول لصراخ هستيري مزعج إتجهت ناحية الشباك وقفلته كويس وقعدت علي سريري أقرأ قرآن وبعدين الطرقات إختفت تماماً ورجع الهدوء مؤقتا بس بدأت الطرقات مرة تانية بس المرة دي مش من الباب كانت من الشباك والصوت بدأ يصرخ إسمحيلي بالدخول .....
#Hadeer_saeed
#عنبر_الموت
#الجزء_الثالث
قررت إني مش هكمل في المستشفي دي ولا يوم كل اللي بيحصل ده مش طبيعي وضد العقل والمنطق اللي حصلي إمبارح ده مستحيل يكون طبيعي الصبح اول ما صحيت روحت لدكتور رامي وبدأت أحكيله اللي حصل
دكتور رامي : اللي بتقوليه ده مش طبيعي وإنتي دكتورة ومتعلمة إنتي مصدقة اللي إنتي حكتيه
سلمي : أنا مصدقة جدا ومتأكدة إن في حاجة مش طبيعية بتحصل هنا وأكيد حضرتك عارف أنا بتكلم عن أيه
دكتور رامي بغضب : تقصدي أيه ؟
سلمي : أقصد عفاف اللي المفروض مبتتحركش خالص ومع ذلك شوفتها ببتمشي نص الليل في الجنينة أقصد سامية وليلي اللي حالتهم في تدهور من ساعة ما دخلوا هنا أنا مكتفيتش بتقارير المستشفي أنا عملت إتصالاتي مع أهلهم وعرفت إن حالتهم كانت احسن بكتير قبل ما يوصلوا هنا أقصد النور اللي بيقطع في نص الليل من غير سبب وعن عنبر الخطر اللي ممنوعة من دخوله وعن صوت الخطوات اللي بتتحرك في الطرقات طول الليل وعن أصوات الصرخات مجهولة المصدر أنا متأكدة إن كل اللي بيحصل ده مش طبيعي وأنا لازم امشي فوراً
دكتور رامي بهدوء مصطنع : تمام وأنا موافق تمشي بس خليكي لبكره إنتي عارفة إننا في منطقة معزولة ومفيش وسيلة مواصلات تنقلك بكره هوفرلك حد ينقلك بس عايز أقولك إن كل اللي بتقوليه ده غلط وسوء فهم وأنك انتي اللي موهومة مش اكتر
وافقت إني أفضل يوم كمان بس ده هيبقي اخر يوم طلعت أوضتي وبدأت أجهز حاجاتي وحاولت متعاملش مع أي حد نهائي
بس باب أوضتي خبط
سلمي : مين ؟!
الصوت : أنا زينة يا دكتورة
سلمي : إتفضلي
زينة : ليلي عايزة تشوفك بتقول عايزة تودعك و
سلمي : حاضر انزلي وهاجي وراكي أشوفها
غريب ليلي اللي كانت رافضة تتكلم معايا تماما عايزة تكلمني وتودعني منكرش إني حاسة بحاجة تانية بس الفضول أقوي من خوفي
نزلت ودخلت العنبر دورت عليه كانت قاعدة في الركن كالمعتاد خليني اوصفها بنوتة في العشرين من عمرها وممكن أقل لابسة لبس المستشفي اللي كان لونه أبيض مترب ومصفر وباهت فاردة شعرها الأسود علي عنيها ماسكة عروسة قديمة قماش في إيديها قاعدة في الركن وشعرها مغطي وسهل تماما بتتهز هزات منتظمة قربت منها وبدأت أكلمها
ليلي زينة قالتلي إنك عايزة تشوفيني
ردت من غير ما تبص لي : قربي
قربت منها بخوف قالتلي : اقعدي
قعدت قصادها تماما بدأت عنيها تظهر من ورا خصلاتها المتشابكة كان عنيها حمرا جدا ومرهقة كأنها مبتنامش ولون أبيض غريب ظاهر عند أطراف عينيها تحسوا إنه بيتسحب جوا عينيها مسكت إيدي أنا أتخضيت وحاولت أبعد قالتلي متخافيش ومسكن إيدي فتحتها وإدتني مفتاح بيلمع جدا وقالتلي لو عايزة تعرفي الحقيقة إنزلي عنبر الخطر الساعة ١٢ وهتشوفي كل حاجة بعنيكي بس اوعي المفتاح ده يضيع
رضيت للمفتاح كان بيلمع جدا أنا شوفته قبل كده ايوه افتكرت شوفته مع عفاف في اليوم اللي شوفتها في الجنينة خدت المفتاح ومشيت حاسة بإحساس غريب حاسة بالخطر وفي نفس الوقت الفضول قاتلني ما أنا لازم افهم ايه تفسير ده كله فضلت مستنية الساعه ١٢ بفارغ الصبر وزي كل يوم الساعة ١٢ النور قطع خدت الكشاف وبدأت اتحرك ببطء وبحذر نزلت القبو وبدأت افتح الباب بس الغريبة الباب كان مفتوح امال المفتاح ده بتاع أيه دخلت المنظر كان مرعب ده الجزء الوحيد في كل المصحة اللي منور بس إضاءة خافتة لونها أصفر بدأت أمشي ببطء المكان شبه السجن حرفيا زنازين مقفولة قصاد بعضها أثار خربشات ودم علي الحيطان وكأن كان حد بيحاول يهرب أصوات صراخ مكتومة وفجأة حتي الأضواء الخافتة دي إنطفت لسه هشغل الكشاف سمعت صوت أقدام جاية ناحيتي بدأت أتراجع لورا وأجري الباب كان إتقفل إزاي مكنش في حد موجود وفجأة حسيت بخبطة قوية علي دماغي أفقدتني الوعي صحيت وأنا حاسة بألم بيخترق دماغي بدأت أفتح عيني لقيتني مربوطة علي سرير طبي وإيدي مربوطة بسلاسل منتهية بقفل بصيت اكتر حواليا كانت زينة واقفة في اخر الاوضة وبتبتسم بشر وفجأة خرج دكتور رامي من جوه بصلي وضحك بسخرية وقال : كنتي عايزة تقلبي الدنيا وتفضحيني حتة دكتورة فاشلة زيك بتتحداني أنا خلاص يا حلوة إنتهت هتموتي هنا بدأت أصرخ بهستيريا بس صراخي كان بيزيدهم شماتة وضحك فقررت أتمالك أعصابي خدت بالي من حاجة إن عفاف قاعدة في ركن الاوضة علي كرسي متحرك عينيها مفتوحة وبيضاء تماماً وباصة ناحيتنا بدون أي تعبير علي وشها كأنها جماد
بصيت لدكتور رامي وقولتله بكل هدوء : بدل كده كده هموت عرفني ايه السر عرفني ايه اللي بيحصل هنا
بص وضحك بسخرية وقال : هعتبر ده اخر طلب ليكي قبل الموت
المستشفي دي كانت قصر لواحد من الفرنسيين بناه أثناء ما كان عايش في مصر بعيد عن الأنظار وفي مكان معزول عن الناس الفرنسي ده كان دكتور في علم النفس وكان شغوف بالامور الروحانية وعالم الأرواح والأشباح وعلاقته بعلم النفس واسس المستشفي دي وكان بيجري تجاربه علي المرضي تجارب زي التخاطر والاسقاط النجمي وامور السحر الاسود ومات وأنا بعد ما اتخرجت من الكلية كنت شغوف بنفس الطريق عرفت قصته وقررت أدور علي مكان المستشفي القديم بتاعه ولقيت المكان واشتريته وحظي إن لقيت كتب ومراجع لكل تجارب الدكتور ده وأشرطة فيديو كان بيسجلها لتطور المرضي بدأت أجري نفس التجاري بس استخدمت فيها أنواع من الأدوية والعقاقير اللي انا إخترعتها بنفسي واللي بتسبب هلاوس قوية
صرخت فيه : إنت مجنون ومريض انت مصاب بجنون العظمة إزاي تتحكم في مصائر الناس كده ازاي تستغل مرضهم وتعاملهم كعبيد
ضحك بسخرية وبص لزينة وقالها جهزي العقار بصلي وقالي للأسف إنتي محظوظة جدا هتبقي اول بني ادمة سليمة أجري عليها تجاربي زينة حضرت العقار وقربت مني بدأت أقاوم واهاجمها بس فجأة حصل حاجة غير متوقعة عفاف بدأت تقوم كانت بتمشي قربت ناحية الدكتور رامي اللي بدأ يبتعد ويقول كلام غريب أشبه بتعاويذ بس كانت بتقرب أكتر وبتصرخ بجنون وبينزل من بوقها سائل إسود زينة جريت ناحيتها عشان توقفها بس اللي حصل كان اغرب واصعب مشهد شوفته في حياتي عفاف اللي المفروض مبتمشيش اصلا مسكت زينة من دماغها وجذبتها بعنف للدرجة اللي فصلت دماغها عن جسمها
إفتكرت حاجة في الوقت ده وهو المفتاح حاولت أوصله بكل الطرق مسكته وجربت في القفل فتح بسهولة جريت خرجت من المستشفي كلها قابلني بتاع الأمن اللي سألني بجري ليه قولتله أن في حالة خطيرة وعايزة تليفون ضروري إتصلت بالنجدة اللي وصلت بعد ساعة ولقوا الدكتور رامي مقتول بطريقة وحشية والمستشفي اتقفلت للأبد وتم توزيع المرضي علي مستشفيات تانيه بس الأغرب إن عفاف مكنتش من ضمن المرضي محدش لقي ليها أي أثر أن رجعت الصعيد وفتحت عيادة خاصة بيا ونسيت الموضوع تماما واتمني يكون انتهي ........
تمت
#Hadeer_saeed
أنا جاية من قرية صغيرة من الصعيد عشان كده سكنت في المصحة إحتياطي الدكاترة وفرولي سكن مريح لحد ما أدبر أموري النهاردة هستلم الشغل متحمسة جدا ومبسوطة نسيت أقولكم أنا سلمي دكتورة أمراض نفسية وعصبية وحاسة إن شغلي هنا هيبقي مثير جدا فقررت أسجل مذكراتي يوم بيوم يمكن حد يستفاد من تجربتي .
دكتور رامي : اهلا يا دكتورة سلمي نورتي المستشفي ، إنهاردة هعرفك علي الحالات اللي هتشرفي علي علاجهم وده ملف كل مريض
سلمي : تمام
دكتور رامي : عايزة اعرفك أن بعض الحالات هتكون صعبة جدا وبعضهم فقدنا الأمل في شفائه بس أنا واثق فيكي حماسة الشباب برده مختلفة بس اعملي حسابك هترجعيلي في كل حاجه هتعمليها وتسلميني تقرير مفصل إسبوعي عن كل حالة
سلمي : تمام يافندم
دكتور رامي : إنتي هيبقي معاكي ٣حالات هتشرفي علي علاجهم لمدة ٦ شهور وأتمني تقدري تثبتي كفائتك الفترة دي والاحظ تقدم في حالتهم
سلمي : إن شاء الله يافندم اكون عند حسن ظن حضرتك
دكتور رامي : خليني أكلمك شوية عن الحالات وبعدين هاخدك تشوفيهم
الحالة الأولي عفاف عندها صدمة عصبية وسامية عندها نوع من اضطرابات الخوف والقلق قلب بوسواس قهري والتالته ليلي عندها مشاكل عقلية وذهنية بسبب الإدمان .
تقدري تخرجي وتتعرفي علي كل حالة
خرجت من مكتبه وبدأت أتعرف علي الحالات الحالة الأولي كانت ست كبيرة في السن إسمها عفاف ولادها سابوها بعد سنين العمر اللي ضيعتها عليهم ورموها في المستشفى هنا بحجة إنها مختلة هي مبتتكلمش كتير ومبتتحركش كتير قاعدة علي كرسي بعجل ويبان عليها في عالم تاني عندها صدمة عصبية والممرضات بيقولوا إنها آخر فترة بطلت تتكلم نهائي
تاني حالة كانت ليلي بنت مراهقة تعرضت لضغوطات نفسية وعاطفية فقررت تهرب من كل ده بالادمان تقريبا جربت كل أنواع المخدرات والعقاقير وفي النهاية جت هنا لأن سلوكها وقواها الذهنية والعقلية إتدمرت وبقي بيجيلها نوبات عصبية خطيرة جدا وحاولت تقتل أهلها أكتر من مرة قربت منها بس كانت رافضة وجودي بشكل ملحوظ محاولتش اضغط عليها من البداية كده بس كنت حاسة بالصراع اللي بتمر بيه أهلها اللي سابوها للضياع لمجرد إنهم بيصرفوا عليها ومسألوش حتي عن حياتها ونفسيتها وتقريبا دي مشكلة كل المجتمعات الشرقية بنرمي ولادنا في التيار ونسيبهم يواجهوا كل حاجه لوحدهم بدل مفيش إحتياج مادي خلاص طب والاحتياج المعنوي إحساس الأمان والحب اللي محتاجينه يعوضوه منين
سبتها وروحت اشوف سامية آخر مريضة عندي كانت بتتحرك كتير وبتتلفت حواليها كتير وبطريقة ملحوظة حاولت أقرب اكلمها بس رفضت وبعدت عني رجعت مكتبي وأنا عارفة إن في أيام صعبة جدا في إنتظاري
كنت مسئولة عن ٣,حالات دول مؤقتا لحد ما أثبت جدارتي انهيت يومي بصعوبة وأنا بحاول اقرا الملفات واشوف الأدوية اللي بياخدوها لحد ما أوشكت الساعه علي منتصف الليل وفجأة النور قطع حاولت ادور علي شمعة او اي حاجة في اوضتي ملقتش خرجت أدور علي حاجة بره لمحت حد بيتمشي في الطرقة صوت الأقدام بطئ وثابت كأن حد حافظ طريقه وعارف إتجاهه في وسط الظلام بدأت ارجع خطوات للخلف إصطدمت بحد لما لفيت كان حارس المصحة وفي إيده كشاف وقالي آنا اسف لحضرتك بس الكهرباء بتقطع كل يوم في الوقت ده وأنا قولت اجيب لحضرتك الكشاف عشان متخافيش شكرته برغم إنه خوفني جدا سألته عن صوت الخطوات بس قال إنه مسمعش حاجه رجعت أوضتي لقيتها مفتوحة أنا فاكرة كويس إني قفلت الباب وأنا خارجة مركزتش وحاولت أنام بس كان في حاجة غريبة الجو بارد جدا وهادئ هدوء غريب مش هدوء الليل الطبيعي مكنش في أي صوت ولا حتي صوت حيوان صمت رهيب خليني اوصفلكم المصحة تقريبا ده كان قصر من قصور الفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية علي مصر القصر قديم جدا وأثري فيه جزء من الفخامة كده مع الغموض الشديد المصحة في منطقة معزولة حواليها بعض الأشجار والجناين المخيفة بالنسبة لي محدش مهتم بيها وشكل الاشجار مش لطيف خالص الطرقات ضيقة وقديمة معرفش كان بيفكر في أيه وهو بيبني القصر ده حجراته شبه زنازين السجون الغرف متباعدة ومنعزلة غرفتي كانت في الدور التاني في اخر الطرقة منعزلة ليها شباك واحد مطل علي الجناين بره بالنسبة لي مكنش منظر لطيف ، وكان فيه قبو أو بدروم تحت المصحة ده كان مكان جلسات الكهرباء وعنابر أشد المرضي خطراً وطبعا كان ممنوع عليا أدخله كان إسمه عنبر الخطر
البرودة زادت جدا وبدأت أحس الهواء بيخبط في الشباك قومت أقفل الشباك شوفت حاجة غريبة جدا شوفت عفاف اللي المفروض مبتمشيش اصلا قاعدة في الجنينة ماسكة في إيديها حاجه بتلمع معرفش هي ايه قربت من الشباك أكتر الباب خبط بعنف جريت ناحية الباب وفتحته بس مكنش في أي حد رجعت أجري علي الشباك كانت إختفت بس أنا سامعة خطوات علي السلم جاية ناحيتي .............
#عنبر_الموت
#الجزء_الاول
#Hadeer_saeed
#عنبر_الموت
#الجزء_التاني
النهاردة تاني يوم شغل ليا وصوت الخطوات مفرقنيش بيتردد في دماغي مش عارفة مصدره بقول يمكن اللي حصل إمبارح كان مجرد حلم سخيف مع إني متأكدة إني كنت واعية جدا بس لما النور يقطع في مكان اول مرة أدخله ممكن ده خلاني أتخيل كل اللي حصل ملهاش سبب منطقي غير كده حاولت أتناسي ليلة إمبارح دي خالص وقررت أركز في شغلي مشيت في الطرقة نحو أوضة عفاف قابلت دكتور رامي
دكتور رامي : أتمني تكوني إرتحتي هنا
بصيتله وإبتسمت بمجاملة : اه جدا شكرا لحضرتك
دكتور رامي :راجعتي ملف الحالات
سلمي : أيوه درستهم كويس
دكتور رامي : تمام تقدري تباشري شغلك من النهاردة
سلمي : تمام بس ممكن أسأل حضرتك سؤال ؟
دكتور رامي : طبعا إتفضلي
سلمي : هو النور بيقطع كل يوم ؟!
دكتور رامي : أيوه بنحاول نقلل التكاليف وياريت لما النور يقطع تقفلي باب اوضتك عليكي ومتخرجيش منها أبدا
بان عليا التوتر وسألته : يعني أيه هو في حاجة ؟
دكتور رامي : إنتي مش واخدة بالك إنك في مصحة للأمراض العصبية يعني ممكن تبقي مكان خطير لو فقدنا السيطرة فياريت تسمعي الكلام مهما سمعتي متخرجيش
قولتله حاضر ومشيت
دخلت عنبر "أ" قابلت زينة الممرضة اللي عرفتني بنفسها اول ما شافتني
زينة : إنتي الدكتورة الجديدة شكلك صغير أوي مش باين عليكي أنا زينة الممرضة في العنبر ده لو إحتاجتي أي حاجة بس ابعتيلي
مكنتش عارفة أقولها إزاي إني محتاجاها تسكت قولتلها : شكرا طيب فين سرير عفاف
زينة : تقصدي الحاجة عفاف اللي عيالها رموها هنا والنبي الست غلبانة دي عملت كل حاجة عشانهم ربيتهم وكبرتهم وتعبت كتير عشان تصرف عليهم بس تقولي ايه جحود بس تعرفي الست دي إمبارح حالتها كانت تصعب علي الكافر اول ما النور قطع ودي جتلها نوبة صرع وإرتمت علي الأرض وعنيها إبيضت تماماً وبدأت تتنفض وكأن روحها بتطلع الدكتور رامي ربنا يديله الصحة جيه خدها ولما رجعت الصبح كانت كويسة
سلمي : هو دكتور رامي بيفضل هنا
زينة : اه بيبات في عنبر الخطر مبيطلعش منه غير الصبح
حاولت مربطش اللي حصل امبارح بكلام زينة لان مستحيل عفاف دي تكون موجودة في مكانين في نفس الوقت
قولتلها :طيب شكراً ليكي وتقدري تمشي وسيبيني معاها لوحدنا
خرجت وبدأت أقرب من عفاف اللي كانت مش واعية لوجودي في الاول قاعدة علي كرسيها المتحرك بالقرب من الشباك مركزة في الفراغ شديت كرسي وقعدت جنبها بدأت أتكلم معاها عشان أجذب إنتباهها بس هي كأنها مش شايفاني عنيها مفيهاش أي تعبير حسيت بالحنين ناحيتها وتخيلت لو أمي مكانها قربت منها أكثر وطبطبت برفق علي إيديها ويبدو إنها إستجابت بدأت تبص ناحيتي بس نظرتها مكنتش تطمن أبداً غرزت كل ضوافرها في إيدي سحبت إيدي بسرعة بس مسكتني من هدومي عنيها إبيضت تماما وبدأت تطلع رغاوي من بوقها وبدأت تتكلم بصوت أجش إنتي مش لازم تبقي هنا إنتي مش لازم تبقي هنا
صرخت علي زينة اللي دخلت هي ودكتور رامي وخدوها علي عنبر الخطر وبصلي بغضب وقال إستنيني في مكتبي
كنت مرعوبة حرفياً أول مرة أتعرض لحاجة زي كده وأشوف حالة بالشكل ده اللي عملته مش طبيعي
إستنيت دكتور رامي في المكتب لحد ما دخل عليا ونظرته كلها إستهزاء وغضب
إنتي يا دكتورة فاكرة نفسك فين إنتي بتتعاملي مع حالات أمراض عصبية وقولتلك قبل كده وحذرتك إن حالتهم خطر بعد كده تحاولي يبقي في مسافة وإنتي بتباشري أي حالة وياريت تتعلمي من أخطائك ومتكرريش الخطأ ده مرة تانيه إتفضلي علي شغلك
مشيت وأنا مخنوقة جدا بس عنده حق أنا غلطت كان لازم أخد بالي بس أنا عند موقفي هي حالتها غريبة من نوعها روحت أشوف الحالة التانية كانت ليلي اللي اول ما شافتني وقفت بعيد في ركن الاوضة قربت ناحيتها وقولتلها عاملة أيه
تجاهلتني تماماً كأني مش موجودة كلمتها تاني وقولتلها ليلي إنتي ممكن تتكلمي معايا وتعتبرينا صحاب إحنا قريبين في السن وصدقيني هحاول أفهمك بدأت تلتفت ببطء وقالتلي : أنا خايفة ممكن تخرجيني من هنا لو فضلت هنا أكتر من كده هموت
قولتلها: أكيد هتخرجي بس عشان تخرجي لازم تواظبي علي الأدوية وتبقي كويسة وساعتها هتخرجي وترجعي للدنيا
بصت بخوف وقالت : الأدوية دي سيئة جدا وبتتعبني مش عايزاها ومش عايزاكي هنا أرجوكي أمشي من هنا إهربي في أقرب وقت وبدأت تعيط بهيستريا أنا معرفتش أعمل أيه غير إني خرجت بسرعة وسبتها
أعصابي تعبت ومش فاهمة كمية الألغاز دي كان فاضلي الزيارة الأخيرة سامية اللي دخلت عندها كانت بتتلفت حواليها في كل حتة وقفت بعيد وقولتلها ممكن نتكلم
صرخت فيا بعنف وقالت : أخرجي بره مش عايزة أتكلم مع حد إنتي زيهم نسخة من النسخ الكتير كلكم زي بعض أخرجي وواجهي مصيرك
حاولت أقرب بس كانت بتزداد عنف فخرجت بسرعة مش فاهمة ليه كل العنف ده معايا وهل ده طبيعي ولا هما مش متقبلين وجودي حاولت أتناسي اللي حصل وبدأت أدرس التقرير وأشوف الأدوية اللي بياخدوها لحد ما وصلنا نص الليل وزي ما أنتوا عارفين النور قطع إفتكرت كلام دكتور رامي قفلت الباب علي نفسي وولعت شمعة وقررت أنام بس بدأت أحس بنفس البرودة اللي بتيجي فجأة في الوقت ده بس البرودة كانت مصحوبة بروايح كريهة جداً ريحة شواء كان في حاجة بتتحرق حاولت أغمض عيني وأتجاهل بس بدأت أسمع صوت الخطوات مجددا المرة دي بتقرب من غرفتي بدأت الريحة تبقي أقوي الشباك اتفتح وهبت رياح شديدة وصوت الخطوات بيعلي ويقرب وفجأة سمعت طرقات علي الباب وبدأت اسمع صوت رخيم وقوي إذني لي بالدخول الصوت كان بيعلي ومصاحبه ضحكات قوية ومخيفة بدأت أتراجع لورا بعيد عن الباب الصوت بقي أقوي والخبطات بدأت تبقي أعنف الصوت بدأ يتحول لصراخ هستيري مزعج إتجهت ناحية الشباك وقفلته كويس وقعدت علي سريري أقرأ قرآن وبعدين الطرقات إختفت تماماً ورجع الهدوء مؤقتا بس بدأت الطرقات مرة تانية بس المرة دي مش من الباب كانت من الشباك والصوت بدأ يصرخ إسمحيلي بالدخول .....
#Hadeer_saeed
#عنبر_الموت
#الجزء_الثالث
قررت إني مش هكمل في المستشفي دي ولا يوم كل اللي بيحصل ده مش طبيعي وضد العقل والمنطق اللي حصلي إمبارح ده مستحيل يكون طبيعي الصبح اول ما صحيت روحت لدكتور رامي وبدأت أحكيله اللي حصل
دكتور رامي : اللي بتقوليه ده مش طبيعي وإنتي دكتورة ومتعلمة إنتي مصدقة اللي إنتي حكتيه
سلمي : أنا مصدقة جدا ومتأكدة إن في حاجة مش طبيعية بتحصل هنا وأكيد حضرتك عارف أنا بتكلم عن أيه
دكتور رامي بغضب : تقصدي أيه ؟
سلمي : أقصد عفاف اللي المفروض مبتتحركش خالص ومع ذلك شوفتها ببتمشي نص الليل في الجنينة أقصد سامية وليلي اللي حالتهم في تدهور من ساعة ما دخلوا هنا أنا مكتفيتش بتقارير المستشفي أنا عملت إتصالاتي مع أهلهم وعرفت إن حالتهم كانت احسن بكتير قبل ما يوصلوا هنا أقصد النور اللي بيقطع في نص الليل من غير سبب وعن عنبر الخطر اللي ممنوعة من دخوله وعن صوت الخطوات اللي بتتحرك في الطرقات طول الليل وعن أصوات الصرخات مجهولة المصدر أنا متأكدة إن كل اللي بيحصل ده مش طبيعي وأنا لازم امشي فوراً
دكتور رامي بهدوء مصطنع : تمام وأنا موافق تمشي بس خليكي لبكره إنتي عارفة إننا في منطقة معزولة ومفيش وسيلة مواصلات تنقلك بكره هوفرلك حد ينقلك بس عايز أقولك إن كل اللي بتقوليه ده غلط وسوء فهم وأنك انتي اللي موهومة مش اكتر
وافقت إني أفضل يوم كمان بس ده هيبقي اخر يوم طلعت أوضتي وبدأت أجهز حاجاتي وحاولت متعاملش مع أي حد نهائي
بس باب أوضتي خبط
سلمي : مين ؟!
الصوت : أنا زينة يا دكتورة
سلمي : إتفضلي
زينة : ليلي عايزة تشوفك بتقول عايزة تودعك و
سلمي : حاضر انزلي وهاجي وراكي أشوفها
غريب ليلي اللي كانت رافضة تتكلم معايا تماما عايزة تكلمني وتودعني منكرش إني حاسة بحاجة تانية بس الفضول أقوي من خوفي
نزلت ودخلت العنبر دورت عليه كانت قاعدة في الركن كالمعتاد خليني اوصفها بنوتة في العشرين من عمرها وممكن أقل لابسة لبس المستشفي اللي كان لونه أبيض مترب ومصفر وباهت فاردة شعرها الأسود علي عنيها ماسكة عروسة قديمة قماش في إيديها قاعدة في الركن وشعرها مغطي وسهل تماما بتتهز هزات منتظمة قربت منها وبدأت أكلمها
ليلي زينة قالتلي إنك عايزة تشوفيني
ردت من غير ما تبص لي : قربي
قربت منها بخوف قالتلي : اقعدي
قعدت قصادها تماما بدأت عنيها تظهر من ورا خصلاتها المتشابكة كان عنيها حمرا جدا ومرهقة كأنها مبتنامش ولون أبيض غريب ظاهر عند أطراف عينيها تحسوا إنه بيتسحب جوا عينيها مسكت إيدي أنا أتخضيت وحاولت أبعد قالتلي متخافيش ومسكن إيدي فتحتها وإدتني مفتاح بيلمع جدا وقالتلي لو عايزة تعرفي الحقيقة إنزلي عنبر الخطر الساعة ١٢ وهتشوفي كل حاجة بعنيكي بس اوعي المفتاح ده يضيع
رضيت للمفتاح كان بيلمع جدا أنا شوفته قبل كده ايوه افتكرت شوفته مع عفاف في اليوم اللي شوفتها في الجنينة خدت المفتاح ومشيت حاسة بإحساس غريب حاسة بالخطر وفي نفس الوقت الفضول قاتلني ما أنا لازم افهم ايه تفسير ده كله فضلت مستنية الساعه ١٢ بفارغ الصبر وزي كل يوم الساعة ١٢ النور قطع خدت الكشاف وبدأت اتحرك ببطء وبحذر نزلت القبو وبدأت افتح الباب بس الغريبة الباب كان مفتوح امال المفتاح ده بتاع أيه دخلت المنظر كان مرعب ده الجزء الوحيد في كل المصحة اللي منور بس إضاءة خافتة لونها أصفر بدأت أمشي ببطء المكان شبه السجن حرفيا زنازين مقفولة قصاد بعضها أثار خربشات ودم علي الحيطان وكأن كان حد بيحاول يهرب أصوات صراخ مكتومة وفجأة حتي الأضواء الخافتة دي إنطفت لسه هشغل الكشاف سمعت صوت أقدام جاية ناحيتي بدأت أتراجع لورا وأجري الباب كان إتقفل إزاي مكنش في حد موجود وفجأة حسيت بخبطة قوية علي دماغي أفقدتني الوعي صحيت وأنا حاسة بألم بيخترق دماغي بدأت أفتح عيني لقيتني مربوطة علي سرير طبي وإيدي مربوطة بسلاسل منتهية بقفل بصيت اكتر حواليا كانت زينة واقفة في اخر الاوضة وبتبتسم بشر وفجأة خرج دكتور رامي من جوه بصلي وضحك بسخرية وقال : كنتي عايزة تقلبي الدنيا وتفضحيني حتة دكتورة فاشلة زيك بتتحداني أنا خلاص يا حلوة إنتهت هتموتي هنا بدأت أصرخ بهستيريا بس صراخي كان بيزيدهم شماتة وضحك فقررت أتمالك أعصابي خدت بالي من حاجة إن عفاف قاعدة في ركن الاوضة علي كرسي متحرك عينيها مفتوحة وبيضاء تماماً وباصة ناحيتنا بدون أي تعبير علي وشها كأنها جماد
بصيت لدكتور رامي وقولتله بكل هدوء : بدل كده كده هموت عرفني ايه السر عرفني ايه اللي بيحصل هنا
بص وضحك بسخرية وقال : هعتبر ده اخر طلب ليكي قبل الموت
المستشفي دي كانت قصر لواحد من الفرنسيين بناه أثناء ما كان عايش في مصر بعيد عن الأنظار وفي مكان معزول عن الناس الفرنسي ده كان دكتور في علم النفس وكان شغوف بالامور الروحانية وعالم الأرواح والأشباح وعلاقته بعلم النفس واسس المستشفي دي وكان بيجري تجاربه علي المرضي تجارب زي التخاطر والاسقاط النجمي وامور السحر الاسود ومات وأنا بعد ما اتخرجت من الكلية كنت شغوف بنفس الطريق عرفت قصته وقررت أدور علي مكان المستشفي القديم بتاعه ولقيت المكان واشتريته وحظي إن لقيت كتب ومراجع لكل تجارب الدكتور ده وأشرطة فيديو كان بيسجلها لتطور المرضي بدأت أجري نفس التجاري بس استخدمت فيها أنواع من الأدوية والعقاقير اللي انا إخترعتها بنفسي واللي بتسبب هلاوس قوية
صرخت فيه : إنت مجنون ومريض انت مصاب بجنون العظمة إزاي تتحكم في مصائر الناس كده ازاي تستغل مرضهم وتعاملهم كعبيد
ضحك بسخرية وبص لزينة وقالها جهزي العقار بصلي وقالي للأسف إنتي محظوظة جدا هتبقي اول بني ادمة سليمة أجري عليها تجاربي زينة حضرت العقار وقربت مني بدأت أقاوم واهاجمها بس فجأة حصل حاجة غير متوقعة عفاف بدأت تقوم كانت بتمشي قربت ناحية الدكتور رامي اللي بدأ يبتعد ويقول كلام غريب أشبه بتعاويذ بس كانت بتقرب أكتر وبتصرخ بجنون وبينزل من بوقها سائل إسود زينة جريت ناحيتها عشان توقفها بس اللي حصل كان اغرب واصعب مشهد شوفته في حياتي عفاف اللي المفروض مبتمشيش اصلا مسكت زينة من دماغها وجذبتها بعنف للدرجة اللي فصلت دماغها عن جسمها
إفتكرت حاجة في الوقت ده وهو المفتاح حاولت أوصله بكل الطرق مسكته وجربت في القفل فتح بسهولة جريت خرجت من المستشفي كلها قابلني بتاع الأمن اللي سألني بجري ليه قولتله أن في حالة خطيرة وعايزة تليفون ضروري إتصلت بالنجدة اللي وصلت بعد ساعة ولقوا الدكتور رامي مقتول بطريقة وحشية والمستشفي اتقفلت للأبد وتم توزيع المرضي علي مستشفيات تانيه بس الأغرب إن عفاف مكنتش من ضمن المرضي محدش لقي ليها أي أثر أن رجعت الصعيد وفتحت عيادة خاصة بيا ونسيت الموضوع تماما واتمني يكون انتهي ........
تمت
#Hadeer_saeed
التعليقات على الموضوع