إبحث عن موضوع

رواية الكابو الحلقة العاشرة

الحلقة العاشرة

نظرت له (آسيا) وهو يصر بعينه كى ترحل ولكنها لم تستمع له وذهبت لذلك الذى يلكمه وأمسكت ذراعه قبل أن يقوم بلكم (يونس) ثم قالت
-أنت شايف ان دى رجولة !! ان اتنين يكتفوه و انت تضرب !!
نظر لها الشخص نظرات متفحصة ثم قال
-دى احلوت اووى ٠٠ بدل سرقة فلوس وبس هناخد مزة فوق البيعة
صر (يونس) على أسنانه ولكن ما لبث ذلك الرجل أن يكمل أبتسامته حتى لكمته (آسيا) بقوة وهى تبتسم بسخرية
-دة فيها موتك لو قربت منى
وضع الرجل يده على فمه أثر تلك اللكمة عندما رأى ذلك الرجلان الآخران اللذان يمسكان (يونس) حتى تراخت يدهم قليلاً فأستغل ذلك (يونس) وقام بأزاحة أحدهم جانباً ولكم الأخر ٠٠
بينما حاول ذلك الذى لكمته (آسيا)  أن يمسكها من ذراعها بقوة فقامت (آسيا) بدهس قدمه وظلت تلكمه عدة لكمات فجاء الشاب الثالث وأمسك (آسيا) كى يبعدها عن صديقه ويتسلوا بها قليلاً وما أن أمسكها حتى ظلت (آسيا) تقاوم بشدة لكن دون جدوى لمح (يونس) بأن أحدهم يمسكها والأخر يقترب نحوها وهو يبتسم بسخرية حتى ضرب رأس من كان يمسكها بالأرض وأتجه صوب ذلك الذى يقترب منها ووقف أمامه وهو ينظر له بغضب ثم أمسك ذراعه بيد وبالأخرى لكمه وهو يقول
-إياك حتى تفكر تقرب ليها
فأستغلت (آسيا) تراخى يد من يمسكها حتى ابعدته وظلت تضربه بقوة وما أن أنتهوا وفقد الثلاث رجال وعيهم حتى إلتف  كلاً من (آسيا) و (يونس) إلى بعضهم البعض وظلوا ينظرون لبعضهم البعض بغضب شديد وقال كلاً منهما فى نفس الوقت
-أنت ازاى تقف كده فى حتة مقطوعة
-أنتى أزاى تنزلى من العربية لما شفتيهم
أبتسمت هى بسخرية ثم قالت
-قال يعنى كنت قادر عليهم
نظر لها بغضب شديد ثم قال
-أنتى شفتى كانوا مسكنى ازاى
-الغلط برده غلطك انك وقفت فى حتة مقطوعة
-العربية زفت وقفت عطلت اعمل ايه نزلت اشوف فى ايه لاقتهم حواليا
-ومدتهمش اللى معاك ليه لما انت عارف انك مش هتقدر عليهم
ضم (يونس) قبضة يدها وسددها من على بعد صوب (آسيا) التى أرجعت رأسها للخلف قليلاً فهز رأسه بأسى
-انتى عاوزنى اسلم من غير حتى محاولة
-مانت مش قادر عليهم
عض شفتاه بغيظ ثم قال
-لسانك عاوز قصه
لاحظت (آسيا) بأنه ينزف من فمه فشعرت بالضيق ثم قالت
-انا هكلم البوليس يجى ياخدوهم ٠٠ ومعايا وايبس أمسح بوقك بيهم مؤقتاً لحد ما تروح لصيدلية
فغمز لها قائلاً
-خايفة عليا ؟
زفرت هى بضيق وتوجهت نحو السيارة وأحضرت المناديل المبللة ثم قامت بإلقائها بوجهه وهى تزفر بضيق فأبتسم (يونس) ببرود
-تجننى وانتى خايفة عليا
فمدت يدها نحوه ليأخذ المناديل المبللة فأبعدها هو عنها ثم أرسل قبلة لها على الهواء وقال
-لو بس تبطلى تعيشى فى دور طنط كشر ده الحياة هتبقى فل
-هكلم البوليس
-ماشى يا قمر
هزت رأسها بأسى وما أن قامت بتبليغ الشرطة حتى عادت له مرة أخرى وقالت
-هتركب اوصلك لحد ما الونش يشيل عربيتك
-توصلينى !! عيب عليكى دى كلمة تتقال برده ٠٠ ده انا اللى اوصلك
نظرت له نظرات نارية وبعد وقت ليس بكثير أتت الشرطة وقبض على الثلاث رجال حتى قالت (آسيا)
-يلا عشان اوصلك
صارت نحو سيارتها فسار خلفها ثم استقل معها السيارة بعدها قال بنبرة آمرة
-اطلعى ع بيتك
حاولت (آسيا) الأعتراض
-بس ٠٠
تحدث بنفس اللهجة
-قلت اطلعى ع بيتك
صمتت (آسيا) قليلاً ثم قررت أن تفعل ما قاله وما أن وصلت لمنزلها حتى ترجل كلاً منهما فنظر (يونس) للعقار وقال
-مش ده بيتك برده؟
أجابت ببرود
-اه .. مانت جيت هنا قبل كده
فغمز لها ليمازحها ثم قال
-عايشة لوحدك ؟
نظرت له بحدة ثم قالت
-اه ٠٠ بس مكهربة البيت لأمثالك
فرفع (يونس) يده بأستسلام قائلاً
-وانا وش كده برده
هزت رأسها بأسى ثم قامت بإلقاء مفتاح سيارتها نحو وجهه وقالت
-شكلك مش وش بهدلة روح بيها والصبح هاخدها منك
-وبكرة هتيجى ازاى
قالت بنبرة غير مكترثة
-ملكش فيه
هم ليجب عليها ولكنه وجدها دخلت داخل العقار فأبتسم قليلاً ثم رفع المفتاح للهواء وأخذه مرة أخرى بيده وفتح باب السيارة وهو يقول
-بمووووت فى القهوة بس لازم اخليها بوش
قاد السيارة وما أن وصل إلى المنزل حتى أوقف السيارة ثم ظل ينظر لها وهو يشتم رائحة المعطر الخاص بها فى السيارة فقد كان برائحة الورد فقال
-اخاف اطلع من العربية اشم ريحة متعجبنيش بعد الريحة دى
أبتسم قليلاً ثم ظل ينظر للسيارة الخاصة بها فوجد صورة مخبئة أعلى سقف السيارة فأخذها وظل ينظر للصورة وجدها هى ٠٠ هى (كارمه) ولكن تبدو مختلفة مختلفة كثيراً فقد كانت تبدو كأنثى حقيقية وشعرها الطويل صاحب لون القهوة ينسدل على كتفاها تضع مساحيق تجميل خفيفة زينت وجهها يبدو وأن سنها كان قد أصغر قليلاً ولكن مازالت كما هى ترتدى فستان خطبة لونه وردى ويبدو عليها السعادة وهى تتأبط ذراع رجلا أخر ظل يرمق (يونس) ذلك الرجل وهو يشعر بغيظ شديد ثم حدث نفسه قائلاً
-ماهى بتعرف تضحك اهى ٠٠
ثم حول نظره لذلك الشاب الذى يبدو خطيبها وقال
-وايه ذكر الأخطبوط اللى هى مرتبطة بيه ده !! ٠٠ انا احلى منه بكتير
ثم نظر لمرآة السيارة  وظل ينظر لوجهه تارة وتارة آخرى ينظر للصورة ثم قال بثقة
-أيوة انا احلى منه بكتير
ثم قام بثنى الورقة وقطع الجزء الخاص ب (كارمه) وأرسل لها قبلة على الهواء
-ياخراااابى عليكى ٠٠ تجننى
ووضع صورتها بجيب بنطاله ثم نظر للجزء الأخر الخاص بخطيبها وهو يقول
-جتك داهية
ثم أخذ القداحة الخاصة به وقام بأحراق صورته وقام بألقائها من نافذة السيارة ثم ترجل من السيارة ودهس الصورة بقدمه وبعدها قرر الدلوف إلى الداخل ٠٠
*****************
نظر (أنس) إلى ساعة يده وجدها الرابعة عصراً هو يعلم جيداً أن شقيقته قد أنتهت من محاضرتها فقرر أن يذهب إلى منزل (آصالة) كى يعتذر لها عما بدر منه بدء فى قيادة السيارة الخاصة به ثم وقف أمام محل لبيع الزهور ثم قام بشراء باقة ورد حمراء واخذها إلى سيارته ثم قاد السيارة مرة آخرى مر ربع ساعة فقط حتى وصل إلى أسفل عقار منزلها أخذ نفس عميق ثم اتجه نحو الداخل استقل المصعد ثم وقف أمام باب الشقة الخاصة بها وقام بقرع باب المنزل فأتجهت (آصالة) نحو باب المنزل لترى من بالباب عندما فتحت باب المنزل ووجدت (أنس) يقف أمامها بأبتسامته الساحرة تلك شعرت بأرتباك كبير ووضعت يدها على فمها ثم قالت
-ا٠٠ انت ٠٠ انت مجنون ايه جابك هنا ؟! امشى امشى
لم يتحرك (أنس) خطوة واحدة ثم قال
-مش هتقوليلى اتفضل ؟!
-تتفضل فين اكييد جرى لمخك حاجة انت مجنون
-انا عارف كويس أن أخوكى فى شغله يا (أصالة) ومفيش حد فى البيت
-وده مش مبرر يا (أنس) عشان تدخل البيت مش معنى انى يتيمة ومعنديش غير اخ واحد وهو فى شغله انى اسيبك تدخل كده هى مش وكالة من غير بواب ارجوك امشى ومتضايقنيش اكتر من كده
رفع (أنس) أحدى حاجبيه ثم اخرج باقة الورد من خلف ظهره وقال
-عاوزنى امشى يبقى بشروط
لمعت أعين (أصالة) حين رأت باقة الورود وشعرت بسعادة كبيرة ولكنها حاولت أن تكتم تلك الآبتسامة ثم قالت
-يا (أنس) مش هينفع وقفتك دى لو حد طلع ولا نزل وشافنا كده هتبقى مصيبة
لم يهتم (أنس) بحديثها ذاك  وقال
-تقبلى البوكيه ده
اختطفته (أصالة) من يده ثم قالت
-امشى بقى كده كفاية ادينى خدته
-وتقوليلى سامحتك
-سامحتك
-وتيجى بكرة مع (هايا) بعد الجامعة عشان نعرف نتكلم
-حاضر حاضر ٠٠ امشى بقى
-هستناكى بكرة لو مجتيش هعملك فضيحة هنا
أتسعت عينيها ثم أغلقت باب المنزل فى وجهه وهى تقول
-هاجى هاجى
ضحك (أنس) كثيراً على أسلوبها ذاك ثم أنصرف عائداً إلى منزله بينما هى بالداخل أشتمت رائحة الورود وأغلقت عينيها لتستمتع بتلك الرائحة وظل قلبها يدق كثيراً وقالت بصوت خافت
-مجنون ٠٠ بس مين يصدق أنه يبقى سو رومانتيك كده
*********************
فى المساء ٠٠
طرقت (برنسيس) غرفة (شروق) بعد أن عادت من منزل والديها حيث كانت تبكى فى غرفتها بشدة على مقابلة والدايها الباردة لها ولم تكن تريد أن تشغل بال (مراد) بما حدث لذا كتمت دموعها فى عينيها وعندما خرج (مراد) من الغرفة ليتكلم مع والداه اطلقت لدموعها العنان كى تنزل بعد أن سمعت صوت احدهم يطرق باب غرفتها مسحت دموعها سريعاً وقالت
-ادخل
دلفت (برنسيس) إلى الداخل ونظرت لها وشعرت بأنها كانت تبكى للتو أقتربت منها وجلست بجوارها ثم قالت
-فى حد ضايقك هنا
ابتسمت (شروق) وهزت رأسها نافية ثم قالت
-لا خالص
-طب حاسة انك تعبانة اخلى (مراد) يجبلك دكتور
-لا لا
ثم أبتسمت وتابعت لتقول
-ها بقى قوليلى انتى عاوزنى فى حاجة ؟
أخذت (برنسيس) نفس عميق ثم قالت
-كنت عاوزة اخد رأيك فى حاجة ؟!
-خير
أرتبكت (برنسيس) كثيراً ثم قالت
-هو ٠٠ هو لو واحد معجب بواحدة المفروض يعمل ايه ؟! يعنى اعرف منين اذا كان بيحبها او بيمثل عليها
ابتسمت (شروق) ثم قالت
-هو لو بيحبها بجد هيجى يخطبها مش هيحاول يتعرف عليها من غير ما يثبت حسن نيته
شعرت (برنسيس) بالحزن فهى مؤخراً أصبحت تفكر بأن (فاروق) ليس كجميع الرجال ولكنه يبدو أنه يريد التسلية مثله مثل الباقى شعرت (شروق) بحزن (برنسيس) فقالت
-فى حاجة يا حبيبتى ؟
هزت (برنسيس) رأسها نافية ثم قالت
-ابداً مجرد دردشة
ثم تابعت بصوت خافت
- ويظهر أنها جت فى وقتها
ثم نظرت لها (برنسيس) وشعرت ان (شروق) يبدو عليها الإجهاد لذا قالت
-شكلك محتاجة تنامى ٠٠ ريحى انتى كمان انا هنام عشان عندى جامعة بكرة إن شاء الله ٠٠ تصبحى ع خير
-وانتى من اهله يا حبيبتى
*******************
حاول (مراد) الأتصال مراراً وتكراراً ب (آسيا) كى يخبرها بمجيئه إلى مصر وأنه يشتاق لها كثيراً ولكن كان هاتفها مغلق ولكنه وهو واقف بالشرفة استمع إلى صوت رسالة من هاتفه اخرجه من جيب بنطاله وجد أن تلك الرسالة تخبره بأن هاتف (آسيا) قد أصبح متاحاً الآن فأتصل بها فوراً ٠٠
على الجهة الآخر أستمعت (آسيا) إلى صوت هاتفها وهى تطعم قطتها فذهبت حيث الهاتف وحين رأت رقم المتصل لم تصدق عينيها أحقاً هو رقم (مراد) بمصر لم تعطى مجال لنفسها أكثر كى تفكر ثم أجابت على الفور
-(مراااد) !!! انت فى مصر بجد ؟
ابتسم (مراد) حين سمع صوتها وقال
-كنت عاملهالك مفاجآة بس فجائتينى انتى بأنك عايشة فى القاهرة
زفرت (آسيا) بضيق ثم قالت
-نفسى اشوفك اوووى اووى
-وانا اكتر يا حبيبتى ٠٠ إن شاء الله تخلصى مهمتك ع طول ونشوف بعض
-وشوشو عاملة ايه طمنى عليها ؟
-الحمد لله هى بخير بس نايمة دلوقتي ٠٠ لما تصحى هخليها تكلمك إن شاء الله
ابتسمت (آسيا) وظل يثرثرا كثيراً حتى نامت (آسيا) وهى تحدثه فضحك (مراد) كثيراً على جنون شقيقته فهى تنام فى أى وقت وأى مكان حتى وإن كانت تتحدث ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
أتجهت (برنسيس) نحو القاعة حيث اول محاضرة لها شعرت بتوتر وهى تدخل القاعة فلم تجد بها أى شخص فمازال الوقت مبكراً نظرت لساعتها وجدتها السابعة ونصف ويتبقى نصف ساعة لكى تبدء المحاضرة أخذت نفس عميق ووقفت أمام القاعة وهى مترددة حتى لمحت من بعيد (فاروق) و (باسم) صديقه اتيان فشعرت بتوتر بالغ ٠٠
نظر (باسم) إلى (فاروق) ليقول غامزاً له بعينه اليسرى
-المزة بتاعتك واقفة اهى قدام القاعة هدخل انا جو واسيبكوا تتكلموا براحتكوا
اخذ (فاروق) نفس عميق ولم يكن يعلم ماذا عليه أن يجيبه فتلك الفتاة هو لا يفهمها مطلقاً ولكنه ارغم نفسه على الأبتسام قليلاً تردد قبل أن يتجه نحوها إليها ولكنه خاف أن تكون تحتاج إلى شئ ما فأقترب منها أكثر ووجدها لا تنظر له مطلقا فتحدث قائلاً
-ايه اللى موقفك بارة كده يا (برنسيس) ؟! مدخلتيش جو ليه ؟! عاوزة حاجة ؟
-مفيش ٠٠ بس محدش جو
صمت (فاروق)  ولكنه  دةما يشعر بالضعف أمامها  لذا تحدث ليسئلها
-(برنسيس) انا تعبت بجد تعبت ٠٠ تعبت من حبى ليكى تعبت من كتر مانا مش فاهمك تعبت من كتر مانتى بتصدينى انا عاوز اعرف حاجة واحدة بس وبعدها مش هسئلك عن اى شئ تانى
-عاوز ايه يعنى ؟!
-انتى كرهانى يا (برنسيس) مش عاوزة ليه ترتبطى بيا انا نفسى افهم لو رفضانى لشخصى ده شئ مقدرش اجبرك عليه لكن لو فيه شئ تانى بيبعدك عن الحب والأرتباط ياريت تقوليلى
نظرت له بنصف عين ثم قالت
-عشان انتوا كلكوا كده ٠٠ محدش فيكوا محترم
شعر (فاروق) بغضب شديد حاول السيطرة عليه بالجز على أسنانه ثم قال اخيراً
-كلنا مييين ؟! انا عاوز اعرف كلنا مين ؟!
-كلكوا الرجالة يعنى ٠٠ بص انت عاوز تتسلى بواحدة جميلة وخلاص لو كنت جد كنت رحت خطبتنى مش تيجى كل شوية تقولى تعبت تقولى رآيك ايه فيا لكن مفيش حب اصلاً كله كدب كدب ومجرد تسلية مش اكتر
أمسك (فاروق) يدها بعصبية فقد فقد أعصابه ثم قال منفعلاً
-يعنى كل مشكلتك انى ابقى جد واجى اخطبك مانا كنت قدام بيتكوا لما رجعنا من الرحلة وقولتلك مستعد اكلم بابكى ٠٠ طب لو رحت خطبتك وانتى رفضتينى يا (برنسيس) مش هيحصل كويس فااااهمة ؟!
نظرت له برعب وبخوف شديد يبدو داخل عينيها ثم انتقلت ببصرها ليده تلك الممسكة بيدها بقوة فتابع هو
-مش هسمحلك ترفضينى لأى سبب يا (برنسيس) ٠٠ عشان انا شفت منك بما فيه الكفاية ومادام انتى طلبتى بطريقة غير مباشرة انى اخطبك فانا هعمل ده بس لو رفضتينى يبقى انتى الجانية ع نفسك
ثم ترك يدها ودلف لداخل القاعة بينما ظلت (برنسيس) واقفة مكانها مذهولة لا تقوى على الحركة حتى مرت بعض الدقائق وبدء زملائها بالدلوف لداخل القاعة فدخلت هى للقاعة وجلست ثم وضعت وجهها بين قبضتى يدها مما جعل شعرها ينسدل على وجهها وظلت تبكى بشدة لاحظ (فاروق) بكائها ذاك فزفر بضيق وأمسك رأسه فهو فشل تماماً فى اقناعها بأنه يحبها ولا يفهمها ولا يفهم تلميحاتها نظر لأعلى وهو يدعو الله أن يلهمه الصبر معها وأنه سوف يتقدم لخطبتها ولن يفعل شئ يغضب الله معها حتى دلف الدكتور للداخل فأنتبه الجميع وبدئت المحاضرة ٠٠
************************
كان (يونس) ينتظرها أمام بوابة منزلها بسيارتها فوجدها  أمامه تخرج من العقار فترجل من السيارة ووقف أمامها وهو يقول
-هتوصلينى برده الشركة مش كده !!
نظرت له وهى لا تصدق ثم قالت
-أنت !! ٠٠ بتعمل ايه هنا ؟
 -قلت أجبلك عربيتك وتوصلينى للشركة
هزت رأسها بأسى ثم قالت
-أنت مفيش فايدة فيك خاالص
-يرضيكى اروح موصلات والبنات تعاكسنى
أبتسمت بسخرية ثم قالت بتهكم
-ميرضنيش يا بيضا
مط شفتاه بعدم رضا فسبقته هى نحو السيارة وأستقلتها وأنتظرته بداخلها ذهب تجاه السيارة وأستقلها هو الأخر ثم قال بضيق
-هو أنتى مخطوبة ؟
نظرت له بعدم فهم ثم قالت
-ايه ؟!
- امبارح لاقيت صورة ليكى فى العربية بس يخرب بيتك كنتى مزة مش عارف ايه اللى شحورك كده
نظرت له بحدة فأبتلع ريقه ثم قال
 -وكان معاكى واحد فيها ميتشافش أنتى مخطوبة للتيس ده !!
تحدثت هى بعصبية ثم قالت
 -أنت مالك هات الصورة
آشار بأصبعه السبابة نافياً وهو يقول
-تؤ تؤ ٠٠ اصلاً صورتك احتفظت بيها لنفسى ومفيش حد غيرى هيشوفها أما صورته فحرقتها
قال ذلك ليرى أن كانت تهتم بذلك التافه أم لا فقالت هى بعصبية قائلة
-هات صورتى بقولك
فأبتسم (يونس) بخبث ثم قال
-شكلكوا فركشتوا مادام مش هامك أنى حرقته صح ؟
 -داهية تاخدك انت وهو
ضحك (يونس) بشدة ثم قال
 -بتدعى عليا ؟! أزعل منك بجد
-انا عاوزة صورتى بقولك
فأطلق هو صافرة بسعادة ثم بدء فى قيادة السيارة وهى تتطلع إليه بنظرات نارية ٠٠
********************
بعد أن أنتهى اليوم الجامعى ذهبت (أصالة) مع (هايا) المنزل حتى لا يتسبب (أنس) فى أى ضرر لها فى منزلها بينما كانت (هايا) يبدو على وجهها الحزن منذ بداية اليوم حاولت (أصالة) أن تعرف منها سبب حزنها ذاك ولكنها لم تستطع أن تعرف حت دلفوا سوياً غرفة (هايا) فتحدثت (أصالة) قائلة بأصرار
-مانا مش هسيبك غير لما اعرف ايه اللى حصل ٠٠ مالك مضايقة كده ليه ؟
-مش عارفة يا (أصالة) ٠٠ اكييد حاسة بالذنب ناحيته وبرده مضيقة منه
-هو مين ؟!
ظلت (هايا) تقص عليها ما حدث بينها وبين شقيق (فاطمة) حتى زمت (أصالة) شفتاها فلم يكن ذلك الحديث يعجبها ابداا ثم قالت
-انتى اللى مضايقة كمان عشانه ؟! ٠٠ ده قليل الأدب وقليل الذوق فى واحد چنتل مان يقول لبنت بطريقة بشعة كده انها بترخص نفسها
نظرت لها (هايا) بطرف عيناها ثم قالت
-متنسيش انى احرجته يا (أصالة)
-لا لا ٠٠ فى داهية هو يستاهل اصلاً متحسيش بالذنب ٠٠ انا هنزل اعملك عصير برتقان فريش عشان تهدى اعصابك وتعرفى ان الزفت مش بستحق تأنبى نفسك عشانه
نظرت لها (هايا) بحيرة ثم قالت
-بجد ؟!
ابتسمت (أصالة) لتقول
-بجد بجد
ثم ذهبت خارج الغرفة لكى  تعد لها كوب من العصير وهى تهبط الدرج وقف أمامها (أنس) مانعاً إياها من الهبوط رفعت بصرها له وجدته يبتسم ابتسامته الجذابة تلك فشعرت بتوتر كبير فوضع هو يده بجيب بنطاله ثم تحدث بثقة قائلاً
 -جيتى زى ما اتفقنا ؟!
ابتلعت (أصالة) ريقها ثم قالت
-جيت عشان متعمليش فضيحة فى البيت زى ما قلت
ثم عقدت يدها نحو صدرها فأبتسم هو عليها ثم قال
-وحشتينى
-يا شيخ !!
-حقيقى يا (أصالة)
ابتسمت وهى تشعر بالخجل ثم وضعت شعرها البنى المائل للحمرة قليلاً خلف أذنها فأبتسم هو عليها فنظرت له بطرف عينها ثم قالت محذرة إياه بسببتها
-عمرك ما هتخلينى اعمل حاجة غصب عنى
هز رآسه بالإيجاب فعقدت يدها نحو صدرها مرة أخرى ثم قالت
-بتعمل كل ده معايا ليه ؟!
تحدث (أنس) ببرود وهو يهز كتفاه بلا مبالاة
-انت صاحبة اختى
أتسعت أعين (أصالة) فلم يكن رده ذاك المنتظر بالنسبة لها شعرت بغضب شديد ثم هبطت الدرج مسرعة كى لا ترى وجهه فأبتسم هو ثم قام بمنادتها
-(أصالة)
لم تهتم ولم تقف له فقال بصوت مرتفع وبنبرة محذرة
-(أصاااااالة)
تسمرت (أصالة) مكانها ثم بدئت أن تلتف وتنظر له وهى خائفة فهى دوماً تشعر بالخوف عندما يحدثها بتلك النبرة فأبتسم هو عليها ثم هبط الدرج وأقترب منها وحنى رأسه ليكون فى مستوى أذنها ثم قال
-عشان بحبك
شعرت (أصالة) وكأن أحدهم قد سكب عليها دلو ممتلئ بالثلج فأبتعد هو عنها ثم أبتسم هو على منظرها ذاك ثم تركها ليصعد الدرج مرة آخرى ولم يهتم بما أصابها من ذهول عندما غاب عن نظرها لم تقوى قدمها على الوقوف فسقطت على الأرضية بعد أن خارت قواها ثم قامت بقرص يدها فصرخت فعوجت رأسها قليلاً وقالت
-انا مش بحلم
*********************
فى المساء ٠٠
وقفت (آسيا)  أمام مرآة غرفتها لترتدى ذاك الفستان الذى قامت بشرائه بعد أن انتهت من عملها ارتدت فستان لونه وردى عارى الكتفان ويصل لبعد الركبة بقليل بدئت بوضع أدوات تجميل تناسب فستانها فوضعت احمر شفاة وردى اللون نفس لون الفستان ثم وضعت على كتفيها شال لونه أبيض فنظرت لشعرها ذاك المعقود للخلف أخذت نفس عميق ثم قامت بنزع تلك العقدة من شعرها لينسدل حتى يغطى أسفل ظهرها عضت شفتاها وهى تشعر بالخجل من نفسها وأن تخرج بذلك المظهر فهى لم تعتاد ذاك لكنها وضعت طوق على شعرها باللون الأبيض ثم انتقت حذائها فضى اللون وأرتدته وأخذت تشجع نفسها على الذهاب ٠٠
هبطت بالأسفل ثم أستقلت سيارتها ترددت قبل النزول من السيارة كثيراً ولكن بالنهاية أغمضت عينيها لتنزل من السيارة  دلفت لداخل المطعم وبحثت بعينيها عن مكان (أنس) وجدت بجانبه (يونس) فعضت شفتاها فهذا آخر شخص تريد أن تراه اليوم فهو لن يكف عن مضايقتها وبالتأكيد سيقول لها أنها مهما فعلت لن تكون جميلة ضمت قبضة يدها ثم أتجهت نحو الطاولة التى يجلسون عليها ثم رفعت يدها فى الهواء لأعلى مرحبة وقالت
-هااى
رفع كلاً من (أنس) و (يونس) نظرهم لهم فأتسعت أعين (يونس) مما رأه وشعر بصدمة كبيرة فتلك هى هى (كارمه) ٠٠

ليست هناك تعليقات