رواية الكابو الحلقة11
الحلقة الحادية عشر
وجه (أنس) أنظاره إلى تلك الجميلة التى تقف أمامه ثم قال
-أفندم ؟!
أبتسمت (آسيا) ثم قالت وهى تجلس
-معقول لسه معرفتنيش
أتسعت عينان (أنس) بعد أن سمع صوتها وميزه وقال
-أنتى ؟!ّّ ٠٠ (كارمه) !!
شعرت هى بسعادة قليلاً بينما (يونس) وضع يده أسفل وجنته وهو ينظر لها فتلاشت هى نظراته تلك حتى أتى مدير مصنع جلود ليتفقوا معه لشراء شحنة جلود للأحذية والحقائب ظلا يتفقون مع بعضهم البعض حتى انتهوا فأستعدت (آسيا) للوقوف لكى ترحل فأمسك (يونس) يدها مانعاً إياها ثم قال
-ع فين كده ؟! احنا هنتعشى سوا
ثم نظر إلى (أنس) وقال
-ولا ايه يا (أنس) ؟!
ابتسم (أنس) عليه وهز رأسه بآسى على أفعاله ثم قال
-اكيد
ابعدت (آسيا) يده ثم قالت
-مش عاوزة اتعشى
فى تلك اللحظة كان يقف بعيداً شاب ظل ينظر لها وهو لا يصدق ما يراه احقاً تلك هى (آسيا) فقد كانت جميلة جميلة بشدة جميلة بدرجة جعلته لا يصدق أنها هى التى تقف أمامه ابتسم وهو ينظر لها ووجد نفسه يترك تلك الفتاة التى كانت بجواره ليذهب إليها لمحت (آسيا) شخصا ما ينظر إليها أتسعت عيناها حين تعرفت عليه فلم يكن سواه ٠٠ سوى (عزت) فهى تعلم جيداً أن (عزت) انتقل للعيش مع والداته فى القاهرة لم تكن تضع فى حسابها أنها ستراه شعرت بمشاعر مضطربة كثيرة وتسمرت فى مكانها فلم تستطع أن تتحرك أنش واحد فقط وقف أمامها (عزت) حيث أنه شاب عريض المنكبين ذو جسد رياضى وملامح رجولية رغم تلك الخضرة التى هى لون عيناه ببشرته الشقراء فهو كما هو لم يتغير منه شئ عندما رأته مر عليها كل ذكرياتهم سوياً وتلألأت الدموع بعينيها ولكنها حاولت أن تتماسك حتى وقف هو أمامها وقال
-(آس٠٠
هنا أنتبهت (آسيا) لما سيقوله وأن أمرها سيفتضح حتماً فوجدت نفسها تمسك ذراعه بيدها ويدها الآخرى تضعها على فمه وابعدته بعيداً عنهم ٠٠
قطب (أنس) حاجبيه قليلاً لكنه لم يتحدث بينما (يونس) فقد شعر بمشاعر مضطربة فهو يعلم من ذاك الأبله فذاك هو الذى كانت مرتبطة به عندما رأها تضع يدها على فمه ضرب يده على الطاولة ولم يعرف أن يبرر لنفسه حتى لما هو يشعر بكل ذلك الأنزعاج ٠٠
عندما أبتعدت (آسيا) عن الطاولة أنزلت يدها من على فم (عزت) الذى كان منذهل من رد فعلها ذاك فنظرت له وقالت بصوت خافت
-انا اسمى (كارمه) فااهم اوعى تنسى ده ؟
قطب (عزت) حاحبيه ثم قال
-افندم !!
أمسكت هى رأسها ثم قالت
-(عزت) انا مفيش حاجة تربطنى بيك إلا انك صاحب اخويا ومتبوظليش شغلى لو سمحت ارجوك لما أكون مع أى حد وشوفتنى ولو صدفة مش عاوزك تكلمنى حتى
فى تلك اللحظة أقتربت تلك الفتاة التى كانت مع (عزت) وقالت بعصبية شديدة
-ايه اللى بيحصل ده يا (عزت)
ثم آشارت على (آسيا) بطريقة مهينة
-ومين دى اصلا !!
شعرت (آسيا) بالأهانة ولكن أنقذها وجود (يونس) الذى أقترب منها الذى امسك يدها وقال
-يلا من هنا ٠٠ انتى واقفة بتعملى ايه عندك ؟!
ثم سحبها نحو خارج المطعم فضرب (عزت) قدمه بالأرض فهو يشعر بغيظ شديد حتى تحدثت تلك الفتاة وقالت
-مين دى ؟! ٠٠ المفروض انى خطيبتك يا استاذ ولا انت ناسى ؟
زفر (عزت) بضيق وقال وهو يمسك يدها بعنف حتى اجلسها على طاولة
-اتفضلى اقعدى ٠٠ تشربى ايه ؟!
نظرت له الفتاة بضيق شديد فزعق هو بوجهها ثم قال
-تشربى ايه بقووووول؟!
شعرت الفتاة بخوف شديد وقالت بأرتباك
-ب٠٠ برتقان
بينما (أنس) خرج للخارج وهو يتبع كلاً من (يونس) و (كارمه) الذى وجدهم يتجهون نحو سيارة (كارمه) فتحدث (يونس) قائلاً
-روح انت يا (أنس)
لم يفهم (أنس) سر اهتمام (يونس) بتلك الفتاة ولكنه لم يرد أن يتحدث معه الآن لذا ذهب لكى يستقل سيارته فى حين وجه (يونس) حديثه إلى (آسيا) وقال
-هاتى مفاتيح العربية
لم يكن لدى (آسيا) أى رغبة للشجار خصوصاً مع ذلك المتطفل لذا اعطته مفاتيح سيارتها دون أن تتحدث فذهب (يونس) تجاه كرسى القيادة ثم قال بلهجة آمرة
-اركبى
ذهبت (آسيا) تجاه المقعد الأخر واستقلت السيارة فبدء (يونس) بقيادة السيارة حتى اوقفها فى مكان بعيد وهادئ قليلاً يطل على نهر النيل ثم نظر لها وجدها صامتة لا تريد حتى أن تبكى فقد لاحظ أن عينيها تتلألأ بها الدموع ولكنها تأبى نزولهم فتحدث هو قائلاً
-مش هو ده اللى كان خطيبك
لم ترد (آسيا) أى حديث جانبى فقالت بصوت ضعيف
-ارجوك انا مش قادرة أسوق لو هتوصلنى هكون متشكرة مش هتوصلنى انزل وسبنى وانا هتصرف
لم يهتم (يونس) بحديثها ذاك ثم قال
-بتحبيه ؟! لسه بتحبيه ؟!
أمسكت (آسيا) رأسها ثم قالت
-مش عاوزة اتكلم
-انتى اسمك (آسيا) مش كده ؟!
تسمرت (آسيا) مكانها وشعرت وكأنها تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها ولكنها نظرت له بثبات وقالت
-انت ايه التخاريف اللى بتقولها دى ؟!
اخذ (يونس) نفس عميق ولكنه نظر تجاه نهر النيل ولم يتحدث فأبتسمت (آسيا) بسخرية ثم قالت
-انت سكرت من غير ما تشرب
-انا عارف عنك كل حاجة ومستغرب انك مسمية نفسك (كارمه) ومش عارف السبب بس صدقينى عمرى ما هحطك فى موقف حرج ولا هكشف سرك لحد
نظرت له (آسيا) بريبة ثم قال
-ا٠٠ انت انت اصلاً مبتقولش الحقيقة انا اسمى (كارمه) (كارمه) وبس
ابتسم هو قليلاً ثم بدء فى قيادة السيارة مرة آخرى وقال
-يعنى عرفت انسيكى مقابلتك لخطيبك السابق اهو
شعرت (آسيا) بغرابة شديدة من ذاك الشخص غريب الأطوار الذى أمامها ولكنها وجدت انه يقود السيارة ببرود حتى وصلا أسفل عقار منزلها فأمرها بأن تخرج من السيارة فلبت أمره ثم خرج هو الآخر واعطاها مفتاح سيارته وقال
-اطلعى نامى يا (كارمه)
-بس ٠٠
-اطلعى نامى بقولك ولينا قعدة طويلة بعدين
ثم وقف أمام سيارتها ينتظرها كى تصعد وما أن فعلت واطمئن عليها حتى استقل هو سيارة آجرة ٠٠
********************
عندما صعدت (آسيا) إلى منزلها دلفت نحو غرفة قطتها جلست على مقعد ظناً منها بأن (بهبورى) نائم ولكنه ما أن رأه حتى ركض نحوها لكى يحتضنها فأمسكته هى بيدها ولكنها كانت تشعر بتوتر بالغ من فشلها من أجل ما جاءت من أجله هل حقاً كشف أمرها هل (يونس) ذاك متورط فى تهريب السلاح مثله مثل (أنس) هل يجب عليها الآن أن تحتاط وان تخبر رئيسها أم يجب عليها التحدث مع (يونس) اولاً فأن كان فرد منهم ويعرف أنها ضابط لابد وكان فرغ سلاحه فيها اذاً لماذا هو لم يفعل أى شئ أمسكت رأسها وهى تشعر بألم فى رأسها بشدة من كثرة التفكير ٠٠
*******************
بينما كان (منصف) الصغير فى غرفته يذاكر دروسه ولكنه تذكر نظرات خاله لتلك الفتاة فى أخر مرة قابلها قبل السفر على الرغم من غضبه إلا أنه كان ينظر لها بإعجاب أيضاً ابتسم بعد أن لاحت فى رأسه تلك الفكر ثم قرر التوجه إلى غرفة والداته طرق باب الغرفة فسمحت له والداته بالدخول فتح الباب ثم دلف نحو الداخل وهو يقول
-مش (منصف) برده هيرجع بكرة بليل
-اه يا حبيبى
فنظر لها (منصف) بخبث ثم قال
-بقولك ايه يا طمطم انتى مش نفسك تجوزى (منصف)
-يعنى هو راضى وانا قلت لا
-واللى يخليه يرضى ٠٠ يستاهل ايه ؟
أنتبهت (فاطمة) لحديث أبنها وقالت
-تقصد ايه ؟
-اقصد أن تعزمى جارتنا الحلوة دى بكرة ع العشا
رددت (فاطمة) بخفوت
-(هايا) !!
-ايووة
-اشمعنا
-اسمعى كلامى ويبقى ليا الحلاوة ٠٠ اوعى تنسى يا فطوم
ظلت (فاطمة) تفكر قليلاً ب (منصف) و (هايا) ولاحظت تلك البسمة التى على وجه ابنها فصرخت فى وجهه قائلة
-امشى روح كمل مذاكرتك
زم (منصف) شفتاه بضيق ثم قال
-طيب طيب ٠٠ يا ساتر
*********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ذهبت (برنسيس) تجاه كافتريا بداخل الجامعة لكى تطلب كوب من القهوة عندما وجدتها غير مزدحمة فشعرت بالراحة لأنها ستقف بمفردها دون أن يضايقها أحد بعد أن أشترت كوب القهوة إلتفت لكى تتجه نحو القاعة وانتظار صديقتها هناك ولكنها كادت أن تصطدم بشخص ما فحاولت التنحى جانباً ولكنه وقف أمامها رفعت بصرها لكى ترى من ذلك الذى يزعجها فوجدت أنه (سمير) سقط كوب القهوة من يدها وبدء الخوف يتسرب نحوها فأبتسم هو ابتسامته السخيفة تلك وأمسك معصم يدها ثم قال
-بقالى كذا يوم بدور عليكى يا حلوة ؟! مش اتفقنا اننا هنبقى سوا ولا ايه ؟!
شعرت هى بخوف شديد ولم تستطع حتى أن تبعد يده ذلك فلم تجد أى شئ تفعله سوى سقوط دموعها ونظرت لأسفل فهى لا تريد رؤية وجه ذلك الكريه مما جعل خصلات شعرها الصفراء تغطى وجهها فأبتسم هو عليها فهى تبدو جميلة وفاتنة فى اى فعل تفعله فأخرج من يده بطاقة ووضعها فى كف يدها وقال
-دى فيها رقم تليفونى وعنوان شقتى ٠٠ مادام انتى مش ممانعة تعالى الشقة
رفعت هى وجهه له وقالت
-ب٠٠بس بس لا انا ٠٠
ابتسم هو بسخرية ثم قال
-بلاش تقل يا عسل .. ومش هنختلف اللى تعوزيه فى أى مادة هديهولك
ثم تركها وذهب بعيداً لأنه لاحظ اقتراب أكثر من شخص نحو الكافتريا فلم تستطع (برنسيس) الوقوف أكثر من ذلك لذا ذهبت نحو اول مقعد وجدته وجلست عليه واطلقت لدموعها العنان فالجميع يفهمها بطريقة سيئة لأنها ضعيفة لم تعتاد أن تقول لا فبالأمس (فاروق) هددها بأن لم توافق عليه ستتحمل هى العواقب وذلك الكريه لا تعرف ان لم تذهب إلى منزله ماذا سيفعل هو الآخر مسحت دموعها تلك بكف يدها وقررت أن تخبر (مراد) شقيقها بالذى يحدث هذا فهى لن تترك ذلك الكريه يتسلى بها ابداً إما (فاروق) فهى لا تعرف نواياه او على ماذا ينوى فتحت تلك الورقة لترى ماذا بداخلها ولكنها وجدت أحد ما أمامها اختطف الورقة فنظرت لأعلى وجدته (فاروق) فوجد (فاروق) رقم هاتف (سمير) وعنوان منزله نظر لها ثم قال بأنفعال
-خدتى الورقة دى ليه ؟
-م٠٠مخدتهاش
-انا شايفك وانا داخل من البوابة كنتى واقفة معاه وهو بيبصلك بطريقة مش كويسة وشايفك خدتى الورقة منه وملحقتهوش عقبال ما جيت كان هو غار بس انا قلت افهم منك الأول ٠٠ خدتى الورقة ليه ؟!
-م٠٠ مخدتهاش قولتلك مخدتهاش
-اومال جت فى ايدك لوحدها ده حتى كان واقف وماسك ايدك وانتى حتى مش معترضة
نظرت له بعينان مليئة بالدموع وهى تقول
-حرام عليك .. انتوا ليه بتفهموا كده
ثم اعطته ظهرها ومسحت دموعها وهى تقول
-انا مش عاوزة اتكلم لو سمحت
امسك يدها بعنف ثم قال وهو يجعلها تلتف لتنظر له
-فهمينى بدل ما اتنرفز عليكى ٠٠ انا عاوز افهم
-ت٠٠ تفهم ايه بس ؟!
-انا هسئلك سؤال وتردى عليا ٠٠ انتى فى حد اعتدى عليكى فأنتى خايفة من حاجة ؟
صمتت (برنسيس) قليلاً فلم تستطع حتى أن تتحدث أو أن تقول شئ ولكن كان صمتها ذاك يقتل (فاروق) فتحدث مترجياً إياها
-ارجوكى ردى
-م٠٠مفيش وارجوك حاسب ع كلامك معايا ٠٠ وانا ٠٠ انا مغلطش معملتش حاجة هو ٠٠ هو من يوم الرحلة بيضايقنى
وجدت نفسها تبكى وتجلس مرة اخرى وتمسح دموعها ثم تقول
-انا تعبت تعبت حقيقى الكل بيفتكر انى وحشة وسهلة
ثم رفعت وجهها لتنظر فى عينه وتقول
-انا بس مبعرفش اتصرف
جلس (فاروق) بجوارها ثم قال
-ضايقك ازاى ؟ خليكى واثقة فيا يا (برنسيس) انا عمرى ما هأذيكى
ظلت (برنسيس) تقص عليه كل شئ منذ أن أتى وجلس بجوارها فى الحافلة حتى اليوم ثم نظرت فى عينه وقالت
-مبعرفش اتصرف ٠٠ مبعرفش ازعق ٠٠ مبعرفش اقول انى مش عاوزة كده انا حقيقى قرفانة قرفانة من نفسى اووووى الكل فهمنى كده انا ٠٠ انا مش وحشة
ثم انهارت من البكاء ولم تستطع أن تكف عن البكاء فوجد (فاروق) نفسه يحاوطها ويحتضنها ويخفف عنها كى تكف عن البكاء والغريب أنها لم تلاحظ حتى انه يحتضنها لم تشعر بالخوف بل شعرت بأنه ذاك الصدر الحنون الذى تحتاجه شعرت انه لا يحتضنها من اجل غرض سئ فقط يريد أن يطمئنها وبالفعل بدئت أن تهدء ولكنها طلت ساكنة معه لبعض الوقت فقد شعرت براحة لم تشعر بها من قبل ولكن ما أن لاحظت أنها قد تخطت الحدود أبتعدت عنه وهى تشعر بالخجل من نفسها ومسحت دموعها للمرة الآخيرة فقال (فاروق)
-انا ٠٠ انا آسف انا مقصدتش ا٠٠ انتى بس كنتى بتعيطى ف٠٠ ف٠٠ مقصدتش ا٠٠
قاطعته قائلة
-انا مش مضايقة منك
نظر هو ببلاهة لها فأخذت هى الكتب التى تخصها من جوارها فقال هو
-حقك هجبهولك
نظرت له وهى لا تفهم فتابع هو
-(سمير) هجبلك حقك منه
عقدت هى حاجبيها بعدم فهم ولكنها لم تتحدث وذهبت حيث القاعة بينما ظل هو ينظر لتلك الورقة بغضب شديد ٠٠
********************
كانت (آسيا) تجوب المكتب ذهاباً وإياباً فهى تريد أن تتحدث مع (يونس) بشدة ترددت كثيراً ولكنها بالنهاية حسمت أمرها جيداً وذهبت إلى حيث مكتبه فوقفت أمام مكتبه ثم فتحت الباب فجاءة دون أذن وجدته يجلس مع فتاة وهى قريبة منه بشكل لايليق شعر (يونس) بالأحراج ربما تلك المرة الأولى التى يشعر بها بالأحراج أمامها أمام (آسيا) ولم يستطع أن يعرف السبب وقال مسرعاً لتلك الفتاة
-امشى انتى يا (شهيرة) دلوقتى ع مكتبك
ذهبت تلك الفتاة مسرعة من أمامهم إما عن (آسيا) فلم تهتم اصلاً لوجود فتاة معه بذلك القرب ربما لأنها اعتادت رؤيته هكذا او أنه من الأساس لا يشكل أى فارق لديها فأقتربت منه ووضعت مقعد أمام مقعد مكتبه وجلست أمامه مباشرة وقالت بثبات
-اظن لازم نتكلم
-عاوزة تعرفى ايه ؟!
-انت عرفت منين ؟
ابتسم هو بسخرية ونظر لها بطرف عيناه ثم قال
-هو ده اللى فارق معاكى ؟!
-ارجوك كلمنى زى ما بكلمك انا مش عاوزة ألغاز
-أنتى عارفة أننا شوفت بعض قبل كده فى السويس مش كده وأنا اعرف اختك كويس
رفعت هى أحدى حاجبيها ولكنها سرعان ما فهمت إلى ما يرمى بكلماته تلك ثم هزت رأسها بأستيعاب وقالت
-الواد اللى قلت عليه صاحبك مش كده سئلته عليا ؟!
-ايوة ٠٠ اصل شكلك انتى واختك بيقول ان انتوا ولاد ناس ويعنى ٠٠ فى العربية بتاعتك لاقيت سلسلة مكتوب عليها اسم (آسيا) وده اللى شككنى عشان اسئل اصلاً والصراحة (فاروق) عارف كل حاجة عن (برنسيس) فمكنش صعب أعرف
ضمت هى يدها بقوة كيف لها أن تخطئ ذلك الخطأ فقد نست تماماً أمر تلك السلسلة فرفعت أحدى حاجبيها ثم قالت
-وعرفت ايه تانى ؟!
-انا متعودتش حد يحقق معايا كده
مسحت (آسيا) وجهها بكف يدها ثم قالت
-موضوع العيال اللى كانوا هيسرقوك ده تمثيلية صح ؟! تمثيلية عشان تكشفنى مش كده ؟
اجابها (يونس) ببرود
-أنا معرفش أنتى بتكلمى عن ايه ؟! واكشفك ليه اصلاً بس انا مش لاقى مبرر لواحدة ظابطة تيجى تشتعل عندنا سكرتيرة شايف الموضوع غريب شوية
وضعت هى يدها على فمه ثم قالت
-حاسب ع كلامك واحنا هنا لوحدنا
ابعدها (يونس) عنه ثم نظر لها بلا مبالاة وإلقى نظرة على الأوراق التى أمامه ثم قال
-قولتلك انى مش عاوز اعرف انتى جاية ليه اصلاً وانى مش هقول لحد خلاص خلصنا
وقفت (آسيا) بعيداً عن ذلك المقعد الذى أمامه وظلت تنظر له بريبة فلا تعلم أتثق به وتصدقه فالذى ستفعله مجازفة هل هى مضطرة تثق بأحد يعمل مع (أنس) ؟!! ليس هذا فقط بل من عائلته أيضاً نظر لها (يونس) ثم قال
-عاوزة ايه تانى ؟!
شعرت (آسيا) بصداع يتسرب إلى رأسها من كثرة الأفكار التى تجول برأسها لذا قررت أن تترك مكتبه وتذهب بعيداً عنه ٠٠
********************
جلس (أنس) فى مكتبه بمنزله وكان يجلس أمامه احد رجاله رفع (أنس) عينه له ثم قال
-بص انا عارف ان (مدحت الشريف) هيستلم شحنة سلاح النهاردة خلال يومين عاوزك بعد ما يستلم الشحنة دى ع طريق سينا وهو رايح تحصل مواجهة وتاخدوا البضاعة
-بس يا باشا ٠٠
ابتسم (أنس) بسخرية وقاطعه قائلاً
-الرجالة متعودة ع كده ٠٠ هو فاكر انه علم عليا بموت (ناجى) بس انا مش هسيبه لازم أحرق قلبه ع البضاعة دى
هز الرجل رأسه بالإيجاب ثم قال
-طب وبالنسبة للعملية بتاعتنا احنا
ابتسم (أنس) وهو يفرك يده تحت ذقنه ثم قال
-لا انا عاوزك تعرف بس اننا مهديين اللعب بس انا عاوز يوصل للمباحث خبر بأن فى شحنة هتوصل كمان اسبوع
-والمطلوب منى ؟
أبتسم (أنس) وهو يعود بمقعده للخلف بإريحية ثم قال
-لا انا عارف هوصل ده ازاى ٠٠
********************
بينما كان (مراد) فى الغرفة يقرأ كتاب ما وجد (شروق) جالسة على الفراش وهى تشعر بحزن شديد فترك الكتاب الذى بيده ثم جلس بجوارها وقال
-(شروق) من ساعة ما جيتى وانتى شكلك كده مش معقول هتفضلى كده
لم تستطع (شروق) أن تكتم دموعها أكثر من ذلك لذا أنهمرت دموعها فشعر (مراد) بالأسف على حالها ولكنه أقترب منها واحتضنها وظل يهون عليها ثم قال
-مش بحب اشوف دموعك وانتى عارفة
تحدثت هى بين شهاقتها
-ا٠٠ انت عا٠٠ عارف انا جاية هنا ليه ٠٠ جا٠٠ جاية لبابا وماما عشان وحشوني بس٠٠ بس لما شافونى مفيش منهم أى اهتمام ٠٠ انا ٠٠ انا تعبت يا (مراد) لحد امت ٠٠ لحد امتى مش هبقى فى حسابتهم كده لا استقبلونى كويس ولا حتى صمموا انى افضل معاهم يومين ولا اى شئ اول ما روحت سلموا عليا عادى وبعدين بابا راح الشغل وماما قالتلى صحابتها مستنينها فى النادى ٠٠ وانا ٠٠ انا كان نفسى اشوفهم واقعد معاهم
ابعدها (مراد) عن صدره ثم قام بمسح دموعها تلك التى تنهمر من اعينها وقال
-انا مش هدافع عنهم ٠٠ بس هما ع طول كانوا كده يا (شروق) ده شئ مش جديد عليكى
رفعت هى بصرها تجاهه ثم قالت
-فعلاً مش جديد بس تعبت نفسى احس بأهلى ٠٠ احس انى مهمة عندهم زى ما هما مهمين عندى بس واضح ان ده شئ صعب مش بس صعب ده مستحيل هما هيفضلوا لحد امتى انانيين ٠٠ اما حتى حد فيهم سئل عن العملية اللى هعملها للدرجة دى انا مش فارقة معاهم
اخذ (مراد) نفس عميق ثم قال
-عشان خاطرى يا (شروق) متتعبيش نفسك ٠٠ يعنى وجودى جنبى مش مكفيكى ؟!
ابتسمت (شروق) ثم قالت
-انت وجودك فى حياتى اغلى من أى شئ ٠٠ والحاجة الوحيدة اللى بحبها فى حياتى
ابتسم هو قليلاً ثم غمز لها بعينه اليسرى وقال
-بحبك
شعرت هى بالخجل ثم ابعدته عن قائلة
-بطل تكسفنى بقى
-مش هسكت غير لما تقولى بحبك
-بس بقى
-قلت قولى
-يا رخم
-لا التانية بحبك
فتحدثت بصوت منخفض قليلاً ثم قالت
-بحبك يا رخم
******************
أنتهت (آسيا) من العمل ثم ذهبت إلى سيارتها وهى تفكر فى (يونس) وماذا عليها أن تفعل معه هل يجب أن تتحدث مع رئيسها بالعمل أم تتصرف هى ولكن ليس عليها أن تثق به ربما يخدعها هو و (أنس) زمت شفتاها بضيق فقد انهكت عقلها بالكامل من كثرة التفكير فى هذا الأمر استقلت السيارة الخاصة بها وهمت لتضع مفتاح السيارة لكى تبدء القيادة ولكن وجدت أحدهم يركب السيارة فى المقعد الذى بجوارها رفعت رأسها لكى ترى من ذاك فأتسعت عينيها ثم قالت
-انت !!
وجه (أنس) أنظاره إلى تلك الجميلة التى تقف أمامه ثم قال
-أفندم ؟!
أبتسمت (آسيا) ثم قالت وهى تجلس
-معقول لسه معرفتنيش
أتسعت عينان (أنس) بعد أن سمع صوتها وميزه وقال
-أنتى ؟!ّّ ٠٠ (كارمه) !!
شعرت هى بسعادة قليلاً بينما (يونس) وضع يده أسفل وجنته وهو ينظر لها فتلاشت هى نظراته تلك حتى أتى مدير مصنع جلود ليتفقوا معه لشراء شحنة جلود للأحذية والحقائب ظلا يتفقون مع بعضهم البعض حتى انتهوا فأستعدت (آسيا) للوقوف لكى ترحل فأمسك (يونس) يدها مانعاً إياها ثم قال
-ع فين كده ؟! احنا هنتعشى سوا
ثم نظر إلى (أنس) وقال
-ولا ايه يا (أنس) ؟!
ابتسم (أنس) عليه وهز رأسه بآسى على أفعاله ثم قال
-اكيد
ابعدت (آسيا) يده ثم قالت
-مش عاوزة اتعشى
فى تلك اللحظة كان يقف بعيداً شاب ظل ينظر لها وهو لا يصدق ما يراه احقاً تلك هى (آسيا) فقد كانت جميلة جميلة بشدة جميلة بدرجة جعلته لا يصدق أنها هى التى تقف أمامه ابتسم وهو ينظر لها ووجد نفسه يترك تلك الفتاة التى كانت بجواره ليذهب إليها لمحت (آسيا) شخصا ما ينظر إليها أتسعت عيناها حين تعرفت عليه فلم يكن سواه ٠٠ سوى (عزت) فهى تعلم جيداً أن (عزت) انتقل للعيش مع والداته فى القاهرة لم تكن تضع فى حسابها أنها ستراه شعرت بمشاعر مضطربة كثيرة وتسمرت فى مكانها فلم تستطع أن تتحرك أنش واحد فقط وقف أمامها (عزت) حيث أنه شاب عريض المنكبين ذو جسد رياضى وملامح رجولية رغم تلك الخضرة التى هى لون عيناه ببشرته الشقراء فهو كما هو لم يتغير منه شئ عندما رأته مر عليها كل ذكرياتهم سوياً وتلألأت الدموع بعينيها ولكنها حاولت أن تتماسك حتى وقف هو أمامها وقال
-(آس٠٠
هنا أنتبهت (آسيا) لما سيقوله وأن أمرها سيفتضح حتماً فوجدت نفسها تمسك ذراعه بيدها ويدها الآخرى تضعها على فمه وابعدته بعيداً عنهم ٠٠
قطب (أنس) حاجبيه قليلاً لكنه لم يتحدث بينما (يونس) فقد شعر بمشاعر مضطربة فهو يعلم من ذاك الأبله فذاك هو الذى كانت مرتبطة به عندما رأها تضع يدها على فمه ضرب يده على الطاولة ولم يعرف أن يبرر لنفسه حتى لما هو يشعر بكل ذلك الأنزعاج ٠٠
عندما أبتعدت (آسيا) عن الطاولة أنزلت يدها من على فم (عزت) الذى كان منذهل من رد فعلها ذاك فنظرت له وقالت بصوت خافت
-انا اسمى (كارمه) فااهم اوعى تنسى ده ؟
قطب (عزت) حاحبيه ثم قال
-افندم !!
أمسكت هى رأسها ثم قالت
-(عزت) انا مفيش حاجة تربطنى بيك إلا انك صاحب اخويا ومتبوظليش شغلى لو سمحت ارجوك لما أكون مع أى حد وشوفتنى ولو صدفة مش عاوزك تكلمنى حتى
فى تلك اللحظة أقتربت تلك الفتاة التى كانت مع (عزت) وقالت بعصبية شديدة
-ايه اللى بيحصل ده يا (عزت)
ثم آشارت على (آسيا) بطريقة مهينة
-ومين دى اصلا !!
شعرت (آسيا) بالأهانة ولكن أنقذها وجود (يونس) الذى أقترب منها الذى امسك يدها وقال
-يلا من هنا ٠٠ انتى واقفة بتعملى ايه عندك ؟!
ثم سحبها نحو خارج المطعم فضرب (عزت) قدمه بالأرض فهو يشعر بغيظ شديد حتى تحدثت تلك الفتاة وقالت
-مين دى ؟! ٠٠ المفروض انى خطيبتك يا استاذ ولا انت ناسى ؟
زفر (عزت) بضيق وقال وهو يمسك يدها بعنف حتى اجلسها على طاولة
-اتفضلى اقعدى ٠٠ تشربى ايه ؟!
نظرت له الفتاة بضيق شديد فزعق هو بوجهها ثم قال
-تشربى ايه بقووووول؟!
شعرت الفتاة بخوف شديد وقالت بأرتباك
-ب٠٠ برتقان
بينما (أنس) خرج للخارج وهو يتبع كلاً من (يونس) و (كارمه) الذى وجدهم يتجهون نحو سيارة (كارمه) فتحدث (يونس) قائلاً
-روح انت يا (أنس)
لم يفهم (أنس) سر اهتمام (يونس) بتلك الفتاة ولكنه لم يرد أن يتحدث معه الآن لذا ذهب لكى يستقل سيارته فى حين وجه (يونس) حديثه إلى (آسيا) وقال
-هاتى مفاتيح العربية
لم يكن لدى (آسيا) أى رغبة للشجار خصوصاً مع ذلك المتطفل لذا اعطته مفاتيح سيارتها دون أن تتحدث فذهب (يونس) تجاه كرسى القيادة ثم قال بلهجة آمرة
-اركبى
ذهبت (آسيا) تجاه المقعد الأخر واستقلت السيارة فبدء (يونس) بقيادة السيارة حتى اوقفها فى مكان بعيد وهادئ قليلاً يطل على نهر النيل ثم نظر لها وجدها صامتة لا تريد حتى أن تبكى فقد لاحظ أن عينيها تتلألأ بها الدموع ولكنها تأبى نزولهم فتحدث هو قائلاً
-مش هو ده اللى كان خطيبك
لم ترد (آسيا) أى حديث جانبى فقالت بصوت ضعيف
-ارجوك انا مش قادرة أسوق لو هتوصلنى هكون متشكرة مش هتوصلنى انزل وسبنى وانا هتصرف
لم يهتم (يونس) بحديثها ذاك ثم قال
-بتحبيه ؟! لسه بتحبيه ؟!
أمسكت (آسيا) رأسها ثم قالت
-مش عاوزة اتكلم
-انتى اسمك (آسيا) مش كده ؟!
تسمرت (آسيا) مكانها وشعرت وكأنها تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها ولكنها نظرت له بثبات وقالت
-انت ايه التخاريف اللى بتقولها دى ؟!
اخذ (يونس) نفس عميق ولكنه نظر تجاه نهر النيل ولم يتحدث فأبتسمت (آسيا) بسخرية ثم قالت
-انت سكرت من غير ما تشرب
-انا عارف عنك كل حاجة ومستغرب انك مسمية نفسك (كارمه) ومش عارف السبب بس صدقينى عمرى ما هحطك فى موقف حرج ولا هكشف سرك لحد
نظرت له (آسيا) بريبة ثم قال
-ا٠٠ انت انت اصلاً مبتقولش الحقيقة انا اسمى (كارمه) (كارمه) وبس
ابتسم هو قليلاً ثم بدء فى قيادة السيارة مرة آخرى وقال
-يعنى عرفت انسيكى مقابلتك لخطيبك السابق اهو
شعرت (آسيا) بغرابة شديدة من ذاك الشخص غريب الأطوار الذى أمامها ولكنها وجدت انه يقود السيارة ببرود حتى وصلا أسفل عقار منزلها فأمرها بأن تخرج من السيارة فلبت أمره ثم خرج هو الآخر واعطاها مفتاح سيارته وقال
-اطلعى نامى يا (كارمه)
-بس ٠٠
-اطلعى نامى بقولك ولينا قعدة طويلة بعدين
ثم وقف أمام سيارتها ينتظرها كى تصعد وما أن فعلت واطمئن عليها حتى استقل هو سيارة آجرة ٠٠
********************
عندما صعدت (آسيا) إلى منزلها دلفت نحو غرفة قطتها جلست على مقعد ظناً منها بأن (بهبورى) نائم ولكنه ما أن رأه حتى ركض نحوها لكى يحتضنها فأمسكته هى بيدها ولكنها كانت تشعر بتوتر بالغ من فشلها من أجل ما جاءت من أجله هل حقاً كشف أمرها هل (يونس) ذاك متورط فى تهريب السلاح مثله مثل (أنس) هل يجب عليها الآن أن تحتاط وان تخبر رئيسها أم يجب عليها التحدث مع (يونس) اولاً فأن كان فرد منهم ويعرف أنها ضابط لابد وكان فرغ سلاحه فيها اذاً لماذا هو لم يفعل أى شئ أمسكت رأسها وهى تشعر بألم فى رأسها بشدة من كثرة التفكير ٠٠
*******************
بينما كان (منصف) الصغير فى غرفته يذاكر دروسه ولكنه تذكر نظرات خاله لتلك الفتاة فى أخر مرة قابلها قبل السفر على الرغم من غضبه إلا أنه كان ينظر لها بإعجاب أيضاً ابتسم بعد أن لاحت فى رأسه تلك الفكر ثم قرر التوجه إلى غرفة والداته طرق باب الغرفة فسمحت له والداته بالدخول فتح الباب ثم دلف نحو الداخل وهو يقول
-مش (منصف) برده هيرجع بكرة بليل
-اه يا حبيبى
فنظر لها (منصف) بخبث ثم قال
-بقولك ايه يا طمطم انتى مش نفسك تجوزى (منصف)
-يعنى هو راضى وانا قلت لا
-واللى يخليه يرضى ٠٠ يستاهل ايه ؟
أنتبهت (فاطمة) لحديث أبنها وقالت
-تقصد ايه ؟
-اقصد أن تعزمى جارتنا الحلوة دى بكرة ع العشا
رددت (فاطمة) بخفوت
-(هايا) !!
-ايووة
-اشمعنا
-اسمعى كلامى ويبقى ليا الحلاوة ٠٠ اوعى تنسى يا فطوم
ظلت (فاطمة) تفكر قليلاً ب (منصف) و (هايا) ولاحظت تلك البسمة التى على وجه ابنها فصرخت فى وجهه قائلة
-امشى روح كمل مذاكرتك
زم (منصف) شفتاه بضيق ثم قال
-طيب طيب ٠٠ يا ساتر
*********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ذهبت (برنسيس) تجاه كافتريا بداخل الجامعة لكى تطلب كوب من القهوة عندما وجدتها غير مزدحمة فشعرت بالراحة لأنها ستقف بمفردها دون أن يضايقها أحد بعد أن أشترت كوب القهوة إلتفت لكى تتجه نحو القاعة وانتظار صديقتها هناك ولكنها كادت أن تصطدم بشخص ما فحاولت التنحى جانباً ولكنه وقف أمامها رفعت بصرها لكى ترى من ذلك الذى يزعجها فوجدت أنه (سمير) سقط كوب القهوة من يدها وبدء الخوف يتسرب نحوها فأبتسم هو ابتسامته السخيفة تلك وأمسك معصم يدها ثم قال
-بقالى كذا يوم بدور عليكى يا حلوة ؟! مش اتفقنا اننا هنبقى سوا ولا ايه ؟!
شعرت هى بخوف شديد ولم تستطع حتى أن تبعد يده ذلك فلم تجد أى شئ تفعله سوى سقوط دموعها ونظرت لأسفل فهى لا تريد رؤية وجه ذلك الكريه مما جعل خصلات شعرها الصفراء تغطى وجهها فأبتسم هو عليها فهى تبدو جميلة وفاتنة فى اى فعل تفعله فأخرج من يده بطاقة ووضعها فى كف يدها وقال
-دى فيها رقم تليفونى وعنوان شقتى ٠٠ مادام انتى مش ممانعة تعالى الشقة
رفعت هى وجهه له وقالت
-ب٠٠بس بس لا انا ٠٠
ابتسم هو بسخرية ثم قال
-بلاش تقل يا عسل .. ومش هنختلف اللى تعوزيه فى أى مادة هديهولك
ثم تركها وذهب بعيداً لأنه لاحظ اقتراب أكثر من شخص نحو الكافتريا فلم تستطع (برنسيس) الوقوف أكثر من ذلك لذا ذهبت نحو اول مقعد وجدته وجلست عليه واطلقت لدموعها العنان فالجميع يفهمها بطريقة سيئة لأنها ضعيفة لم تعتاد أن تقول لا فبالأمس (فاروق) هددها بأن لم توافق عليه ستتحمل هى العواقب وذلك الكريه لا تعرف ان لم تذهب إلى منزله ماذا سيفعل هو الآخر مسحت دموعها تلك بكف يدها وقررت أن تخبر (مراد) شقيقها بالذى يحدث هذا فهى لن تترك ذلك الكريه يتسلى بها ابداً إما (فاروق) فهى لا تعرف نواياه او على ماذا ينوى فتحت تلك الورقة لترى ماذا بداخلها ولكنها وجدت أحد ما أمامها اختطف الورقة فنظرت لأعلى وجدته (فاروق) فوجد (فاروق) رقم هاتف (سمير) وعنوان منزله نظر لها ثم قال بأنفعال
-خدتى الورقة دى ليه ؟
-م٠٠مخدتهاش
-انا شايفك وانا داخل من البوابة كنتى واقفة معاه وهو بيبصلك بطريقة مش كويسة وشايفك خدتى الورقة منه وملحقتهوش عقبال ما جيت كان هو غار بس انا قلت افهم منك الأول ٠٠ خدتى الورقة ليه ؟!
-م٠٠ مخدتهاش قولتلك مخدتهاش
-اومال جت فى ايدك لوحدها ده حتى كان واقف وماسك ايدك وانتى حتى مش معترضة
نظرت له بعينان مليئة بالدموع وهى تقول
-حرام عليك .. انتوا ليه بتفهموا كده
ثم اعطته ظهرها ومسحت دموعها وهى تقول
-انا مش عاوزة اتكلم لو سمحت
امسك يدها بعنف ثم قال وهو يجعلها تلتف لتنظر له
-فهمينى بدل ما اتنرفز عليكى ٠٠ انا عاوز افهم
-ت٠٠ تفهم ايه بس ؟!
-انا هسئلك سؤال وتردى عليا ٠٠ انتى فى حد اعتدى عليكى فأنتى خايفة من حاجة ؟
صمتت (برنسيس) قليلاً فلم تستطع حتى أن تتحدث أو أن تقول شئ ولكن كان صمتها ذاك يقتل (فاروق) فتحدث مترجياً إياها
-ارجوكى ردى
-م٠٠مفيش وارجوك حاسب ع كلامك معايا ٠٠ وانا ٠٠ انا مغلطش معملتش حاجة هو ٠٠ هو من يوم الرحلة بيضايقنى
وجدت نفسها تبكى وتجلس مرة اخرى وتمسح دموعها ثم تقول
-انا تعبت تعبت حقيقى الكل بيفتكر انى وحشة وسهلة
ثم رفعت وجهها لتنظر فى عينه وتقول
-انا بس مبعرفش اتصرف
جلس (فاروق) بجوارها ثم قال
-ضايقك ازاى ؟ خليكى واثقة فيا يا (برنسيس) انا عمرى ما هأذيكى
ظلت (برنسيس) تقص عليه كل شئ منذ أن أتى وجلس بجوارها فى الحافلة حتى اليوم ثم نظرت فى عينه وقالت
-مبعرفش اتصرف ٠٠ مبعرفش ازعق ٠٠ مبعرفش اقول انى مش عاوزة كده انا حقيقى قرفانة قرفانة من نفسى اووووى الكل فهمنى كده انا ٠٠ انا مش وحشة
ثم انهارت من البكاء ولم تستطع أن تكف عن البكاء فوجد (فاروق) نفسه يحاوطها ويحتضنها ويخفف عنها كى تكف عن البكاء والغريب أنها لم تلاحظ حتى انه يحتضنها لم تشعر بالخوف بل شعرت بأنه ذاك الصدر الحنون الذى تحتاجه شعرت انه لا يحتضنها من اجل غرض سئ فقط يريد أن يطمئنها وبالفعل بدئت أن تهدء ولكنها طلت ساكنة معه لبعض الوقت فقد شعرت براحة لم تشعر بها من قبل ولكن ما أن لاحظت أنها قد تخطت الحدود أبتعدت عنه وهى تشعر بالخجل من نفسها ومسحت دموعها للمرة الآخيرة فقال (فاروق)
-انا ٠٠ انا آسف انا مقصدتش ا٠٠ انتى بس كنتى بتعيطى ف٠٠ ف٠٠ مقصدتش ا٠٠
قاطعته قائلة
-انا مش مضايقة منك
نظر هو ببلاهة لها فأخذت هى الكتب التى تخصها من جوارها فقال هو
-حقك هجبهولك
نظرت له وهى لا تفهم فتابع هو
-(سمير) هجبلك حقك منه
عقدت هى حاجبيها بعدم فهم ولكنها لم تتحدث وذهبت حيث القاعة بينما ظل هو ينظر لتلك الورقة بغضب شديد ٠٠
********************
كانت (آسيا) تجوب المكتب ذهاباً وإياباً فهى تريد أن تتحدث مع (يونس) بشدة ترددت كثيراً ولكنها بالنهاية حسمت أمرها جيداً وذهبت إلى حيث مكتبه فوقفت أمام مكتبه ثم فتحت الباب فجاءة دون أذن وجدته يجلس مع فتاة وهى قريبة منه بشكل لايليق شعر (يونس) بالأحراج ربما تلك المرة الأولى التى يشعر بها بالأحراج أمامها أمام (آسيا) ولم يستطع أن يعرف السبب وقال مسرعاً لتلك الفتاة
-امشى انتى يا (شهيرة) دلوقتى ع مكتبك
ذهبت تلك الفتاة مسرعة من أمامهم إما عن (آسيا) فلم تهتم اصلاً لوجود فتاة معه بذلك القرب ربما لأنها اعتادت رؤيته هكذا او أنه من الأساس لا يشكل أى فارق لديها فأقتربت منه ووضعت مقعد أمام مقعد مكتبه وجلست أمامه مباشرة وقالت بثبات
-اظن لازم نتكلم
-عاوزة تعرفى ايه ؟!
-انت عرفت منين ؟
ابتسم هو بسخرية ونظر لها بطرف عيناه ثم قال
-هو ده اللى فارق معاكى ؟!
-ارجوك كلمنى زى ما بكلمك انا مش عاوزة ألغاز
-أنتى عارفة أننا شوفت بعض قبل كده فى السويس مش كده وأنا اعرف اختك كويس
رفعت هى أحدى حاجبيها ولكنها سرعان ما فهمت إلى ما يرمى بكلماته تلك ثم هزت رأسها بأستيعاب وقالت
-الواد اللى قلت عليه صاحبك مش كده سئلته عليا ؟!
-ايوة ٠٠ اصل شكلك انتى واختك بيقول ان انتوا ولاد ناس ويعنى ٠٠ فى العربية بتاعتك لاقيت سلسلة مكتوب عليها اسم (آسيا) وده اللى شككنى عشان اسئل اصلاً والصراحة (فاروق) عارف كل حاجة عن (برنسيس) فمكنش صعب أعرف
ضمت هى يدها بقوة كيف لها أن تخطئ ذلك الخطأ فقد نست تماماً أمر تلك السلسلة فرفعت أحدى حاجبيها ثم قالت
-وعرفت ايه تانى ؟!
-انا متعودتش حد يحقق معايا كده
مسحت (آسيا) وجهها بكف يدها ثم قالت
-موضوع العيال اللى كانوا هيسرقوك ده تمثيلية صح ؟! تمثيلية عشان تكشفنى مش كده ؟
اجابها (يونس) ببرود
-أنا معرفش أنتى بتكلمى عن ايه ؟! واكشفك ليه اصلاً بس انا مش لاقى مبرر لواحدة ظابطة تيجى تشتعل عندنا سكرتيرة شايف الموضوع غريب شوية
وضعت هى يدها على فمه ثم قالت
-حاسب ع كلامك واحنا هنا لوحدنا
ابعدها (يونس) عنه ثم نظر لها بلا مبالاة وإلقى نظرة على الأوراق التى أمامه ثم قال
-قولتلك انى مش عاوز اعرف انتى جاية ليه اصلاً وانى مش هقول لحد خلاص خلصنا
وقفت (آسيا) بعيداً عن ذلك المقعد الذى أمامه وظلت تنظر له بريبة فلا تعلم أتثق به وتصدقه فالذى ستفعله مجازفة هل هى مضطرة تثق بأحد يعمل مع (أنس) ؟!! ليس هذا فقط بل من عائلته أيضاً نظر لها (يونس) ثم قال
-عاوزة ايه تانى ؟!
شعرت (آسيا) بصداع يتسرب إلى رأسها من كثرة الأفكار التى تجول برأسها لذا قررت أن تترك مكتبه وتذهب بعيداً عنه ٠٠
********************
جلس (أنس) فى مكتبه بمنزله وكان يجلس أمامه احد رجاله رفع (أنس) عينه له ثم قال
-بص انا عارف ان (مدحت الشريف) هيستلم شحنة سلاح النهاردة خلال يومين عاوزك بعد ما يستلم الشحنة دى ع طريق سينا وهو رايح تحصل مواجهة وتاخدوا البضاعة
-بس يا باشا ٠٠
ابتسم (أنس) بسخرية وقاطعه قائلاً
-الرجالة متعودة ع كده ٠٠ هو فاكر انه علم عليا بموت (ناجى) بس انا مش هسيبه لازم أحرق قلبه ع البضاعة دى
هز الرجل رأسه بالإيجاب ثم قال
-طب وبالنسبة للعملية بتاعتنا احنا
ابتسم (أنس) وهو يفرك يده تحت ذقنه ثم قال
-لا انا عاوزك تعرف بس اننا مهديين اللعب بس انا عاوز يوصل للمباحث خبر بأن فى شحنة هتوصل كمان اسبوع
-والمطلوب منى ؟
أبتسم (أنس) وهو يعود بمقعده للخلف بإريحية ثم قال
-لا انا عارف هوصل ده ازاى ٠٠
********************
بينما كان (مراد) فى الغرفة يقرأ كتاب ما وجد (شروق) جالسة على الفراش وهى تشعر بحزن شديد فترك الكتاب الذى بيده ثم جلس بجوارها وقال
-(شروق) من ساعة ما جيتى وانتى شكلك كده مش معقول هتفضلى كده
لم تستطع (شروق) أن تكتم دموعها أكثر من ذلك لذا أنهمرت دموعها فشعر (مراد) بالأسف على حالها ولكنه أقترب منها واحتضنها وظل يهون عليها ثم قال
-مش بحب اشوف دموعك وانتى عارفة
تحدثت هى بين شهاقتها
-ا٠٠ انت عا٠٠ عارف انا جاية هنا ليه ٠٠ جا٠٠ جاية لبابا وماما عشان وحشوني بس٠٠ بس لما شافونى مفيش منهم أى اهتمام ٠٠ انا ٠٠ انا تعبت يا (مراد) لحد امت ٠٠ لحد امتى مش هبقى فى حسابتهم كده لا استقبلونى كويس ولا حتى صمموا انى افضل معاهم يومين ولا اى شئ اول ما روحت سلموا عليا عادى وبعدين بابا راح الشغل وماما قالتلى صحابتها مستنينها فى النادى ٠٠ وانا ٠٠ انا كان نفسى اشوفهم واقعد معاهم
ابعدها (مراد) عن صدره ثم قام بمسح دموعها تلك التى تنهمر من اعينها وقال
-انا مش هدافع عنهم ٠٠ بس هما ع طول كانوا كده يا (شروق) ده شئ مش جديد عليكى
رفعت هى بصرها تجاهه ثم قالت
-فعلاً مش جديد بس تعبت نفسى احس بأهلى ٠٠ احس انى مهمة عندهم زى ما هما مهمين عندى بس واضح ان ده شئ صعب مش بس صعب ده مستحيل هما هيفضلوا لحد امتى انانيين ٠٠ اما حتى حد فيهم سئل عن العملية اللى هعملها للدرجة دى انا مش فارقة معاهم
اخذ (مراد) نفس عميق ثم قال
-عشان خاطرى يا (شروق) متتعبيش نفسك ٠٠ يعنى وجودى جنبى مش مكفيكى ؟!
ابتسمت (شروق) ثم قالت
-انت وجودك فى حياتى اغلى من أى شئ ٠٠ والحاجة الوحيدة اللى بحبها فى حياتى
ابتسم هو قليلاً ثم غمز لها بعينه اليسرى وقال
-بحبك
شعرت هى بالخجل ثم ابعدته عن قائلة
-بطل تكسفنى بقى
-مش هسكت غير لما تقولى بحبك
-بس بقى
-قلت قولى
-يا رخم
-لا التانية بحبك
فتحدثت بصوت منخفض قليلاً ثم قالت
-بحبك يا رخم
******************
أنتهت (آسيا) من العمل ثم ذهبت إلى سيارتها وهى تفكر فى (يونس) وماذا عليها أن تفعل معه هل يجب أن تتحدث مع رئيسها بالعمل أم تتصرف هى ولكن ليس عليها أن تثق به ربما يخدعها هو و (أنس) زمت شفتاها بضيق فقد انهكت عقلها بالكامل من كثرة التفكير فى هذا الأمر استقلت السيارة الخاصة بها وهمت لتضع مفتاح السيارة لكى تبدء القيادة ولكن وجدت أحدهم يركب السيارة فى المقعد الذى بجوارها رفعت رأسها لكى ترى من ذاك فأتسعت عينيها ثم قالت
-انت !!
التعليقات على الموضوع