رواية الكابو الحلقة الثانية
الحلقة الثانية
فى صباح اليوم التالى ٠٠
بعد إن انتهت (آسيا) من الركض اليومى ذهبت لتغتسل من ثم ذهبت حجرة (بهبورى) وجدته مازال نائم ابتسمت قليلاً ثم جلست على مقعد هزاز ووضعته على قدمها وظلت تملس عليه شردت فيما مضى من عمرها
(تذكرت حين انتهت من الثانوية العامة وقدمت فى كلية الشرطة كانت تبلغ من العمر حينها سبعة عشر عاماً ٠٠ كان فى ذلك الوقت هو وقت الغداء فذهبت لغرفة شقيقها وطرقت باب الغرفة فسمعت صوته من الداخل
-ادخل
فتحت باب الغرفة وجدته يجلس مع صديقه ويلعبون بجهاز (البلايستشين) فقالت
-يلا الغدا جاهز يا (مراد)
فنظر لها صديقه بطرف عينه قائلاً
-مفيش ازيك يا (عزت) ؟
عقدت (آسيا) يدها نحو صدرها قائلة
-مانا سلمت عليك تحت هو كل شوية سلامات ولا ايه ؟
-طبعا كل ما تشوفينى تضربى تعظيم سلام انتى مش هتبقى ظابط يبقى تسلمى عليا كل ما تشوفى وشى
ضرب (مراد) يده نحو صدر (عزت) قائلاً
-بطل يلا هزارك التنح ده
تألم (عزت) عند صدره قائلاً
-ايدك تقيلة يا شيخ
ضحكت (آسيا) ثم قالت
-مش اد الكلام بتتكلم ليه
نظر لها (عزت) بقوة وتوعد لها بعينه ثم ذهبوا ليتناولوا الطعام وما أن انتهوا وذهب الجميع حتى خرجت (آسيا) بالخارج لتتمشى قليلاً فى الحديقة استغل (عزت) انشغال (مراد) بالحديث إلى الهاتف ثم ذهب خلف (آسيا) ثم وقف بجوارها قائلاً
-ممكن اتكلم
نظرت له (آسيا) بطرف عيناها ثم قالت
-من امتى الادب ده معايا ؟
ضحك (عزت) كثيراً ثم قال
-طب بحبك تنفع
وقفت (آسيا) عن السير لم تصدم كثيراً فلطالما احست من معاملته لها انه يشعر بالحب نحوها منذ ان تعرف على (مراد) بالجامعة واصبحا اصدقاء فقالت بإبتسامة عازبة
-بس انا لسه قدامى 4 سنين دراسة فى كلية و ٠٠
غمز لها (عزت) بطرف عينه
-يعنى مفيش مانع الا ده ؟
كتمت (آسيا) بسمتها ثم قالت
-انت عاوز ايه يعنى ؟
-بصى يا ستى انا عندى 22 سنة لو استنيت كمان اربع سنين مش هخسر حاجة
ابتسمت (آسيا) قليلاً
-ولحد الاربع سنين ما يخلصوا ناوى ع ايه ؟
-مفهاش حاجة يا (آسيا) لو كلمتك كل يومين مكالمة اطمن عليكى واسمع صوتك
هزت (آسيا) رأسها إيجابا)
تسللت دمعة خارج عيناها اغلقت (آسيا) عيناها ثم عادت برأسها للخلف وهى تنظر لسقف الغرفة شعرت بأن (بهبورى) استيقظ من نومه فأعتدلت وابتسمت وهى تقول
-صباح الخير (بهبورى)
مد يده القط ليسلم عليها فضحكت (آسيا) وهى تسلم عليه بيدها ثم قالت
-تعرف (بهبورى) بنسى كل زعلى معاك
ثم وضعته على الأرضية واحضرت له اللبن ليتناول فطوره ٠٠
ثم ذهبت إلى غرفة (برنسيس) وجدتها مازالت نائمة فجلست بجوارها على الفراش لتوقظها فقالت (برنسيس) بنعاس
-مش هروح الجامعة النهاردة يا (آسيا)
عقدت (آسيا) حاجبيها ثم قالت
-انتى من امبارح مش متظبطة ٠٠ حصل ايه ؟
حاولت (برنسيس) ان تتحدث بلهجة عادية
-مرهقة شوية مش عاوزة اروح
لم تقتنع (آسيا) بحديثها ذاك لكنها قالت
-تمام حبيبتى ٠٠ لينا كلام لما ارجع من الشغل
شعرت (برنسيس) بالخوف ولاحظت ذلك (آسيا) ولكنها تركتها فى الوقت الحالى ٠٠
*****************
فى ظهيرة اليوم دخل (يونس) على مكتب (أنس) وجلس بالمقعد المقابل للمكتب ثم قال
-خير يا اونوس قالولى انك عاوزنى
شعر (أنس) بالأشمئزاز ثم قال
-قولتلك 100 مرة مش بحب اونوس اللى بتقولها دى
ضحك (يونس) كثيراً ثم قال
-بدلعك يا حبيبى
هز (أنس) رأسه بإسى ثم قال
-خلينا فى المهم ٠٠ فى شحنة جاية للمصنع كمان اربع ايام فيها خامات جديدة للأحذية والشنط عاوزك تروح تستلمها من المينا فى السويس
ابتسم (يونس) بسعادة ثم قال
-طب ما اروح من النهاردة
-نفسى افهم ايه سر حبك فى السويس ٠٠ يكونش يااض متجوز من ورانا ومراتك عايشة هناك
ضحك (يونس) كثيراً ثم قال
-خيالك اوسع منى يا اونوس
ضرب (أنس) كف يده بيده الأخرى ثم قال بضجر
-قولى (أنس) بس
لم يهتم (يونس) لما قاله (أنس) ثم تابع
-انت عارف ان صاحبى الانتيم عايش هناك وكل فترة بزوره
نظر له (أنس) بخبث
-صاحبك برده
ابتسم (يونس) وهو يقول
-لا صاحبى فعلاً لأنى لو مصاحب بنات هناك هعيش فى السويس مش هروح زيارات لازم تثق فى ده
ضحك (أنس) وهز رأسه بآسى ثم قال
-ماشى يا وحش ٠٠
-يعنى اسافر النهاردة بليل ؟ ٠٠ منها اريح من الشغل
ردد (أنس) بخفوت
-شغلّ !!
وما لبث حتى تحدث بصوت مرتفع قليلاً
-شغل ايه يابو شغل ده انت الشغل اللى بيتعمل فى يوم بتعمله فى اسبوع
-بلاش سياح يا (أنس) هبتى تروح وسط الناس كده
-هيبة !! ٠٠ امشى من قدامى امشى
وقف (أنس) عن المقعد وهندم من ملابسه ثم قال
-يبقى هسافر النهاردة بليل إن شاء الله
آشار (أنس) بيده له لكى يرحل بضجر فخرج (يونس) دون ان يهتم ب (أنس) او يناقشه حتى ٠٠
*******************
جلست (هايا) مع صديقتها بالجامعة وضعت (هايا) يدها على وجنتها وهى تتذكر حديث (يونس) الأخير معاها تنهدت بحرقة وكادت أن تبكى لولا ان ضربتها صديقتها على كتفاها وهى تقول
-مالك يا بت ؟
اجابتها (هايا) بضيق
-تعبت ٠٠ اعمل ايه عشان اخلى (يونس) يحبنى يا (أصالة)
زمت (أصالة) شفتاها بضيق ثم قالت
-يا بت ده راجل بتاع بنات سيبيك منه بجد ٠٠ خلينا فى المهم فاكرة kiki challenge عاوزة اعمله
لم تستطع (هايا) منع نفسها من الضحك ثم قالت وهى تدمع من كثرة الضحك
-تيجى نعمله ؟
-هيبقى مسخرة بجد ٠٠ بس عاوزيين مكان هادى محدش يشوفنا فيه
حكت (هايا) يدها فى مؤخرة ذقنها بتفكير ثم قالت
-امممم الشارع اللى فيه الفيلا بتاعتنا هادى يعتبر ٠٠ تعالى نعمل فيه وفرصة النهاردة انا خدت عربية (أنس)
فكرت (أصالة) قليلاً ثم قالت
-لاحسن يحصل للعربية حاجة ٠٠ اخوكى مش هيسبنا
-متقلقيش ٠٠ إن شاء الله مفيش حاجة
ثم نظرت (هايا) للساعة وجدتها الخامسة عصراً
-تعالى نروح دلوقتى عقبال ما نروح هتكون الساعة 6 محدش هيكون بيعدى فى الوقت ده
هزت (أصالة) رأسها فذهبوا سوياً ليستقلوا السيارة معاً كان الطريق طويل شعروا بالملل حتى وصلوا إلى غايتهم فنظرت (أصالة) إلى (هايا) وقالت
-انا هبدء بما انى صاحبة الفكرة
ضحكت (هايا) ثم قالت
-تمام
ثم قامت بتوصيل الهاتف بسماعة السيارة حتى يكون الصوت اعلى وقاموا بتشغيل الأغنية فترجلت (أصالة) حيث كانت السيارة تسير ببطئ شديد وبدئت (هايا) بتصوير (أصالة) وهى ترقص على أنغام تلك الأغنية
(Kiki, do you love me? Are you riding?
Say you'll never ever leave from beside me
'Cause I want ya, and I need ya)
وما إن انتهت (أصالة) حتى استعدت (هايا) للنزول وقاموا بإعادة تشغيل الأغنية ظلت (هايا) تضحك كثيراً وهى تفعلها عدة مرات دون جدوى فتحدثت (أصالة) بتوبيخ
-دى اخر مرة (هايا) فاااهمة ٠٠ خلصى بقى
حاولت (هايا) كتم ضحكتها ثم قالت
-خلاص خلاص سورى سورى ٠٠ اخر مرة بجد
ثم اعادت تشغيل الأغنية وبدئت ترقص بجوار السيارة ٠٠
فى تلك الاثناء كان يوجد سيارة اتية بها شاب سمع صوت هاتفه فأخفض بصره ليحضر الهاتف ليجيب وجد امامه سيارة بجواره فتاة ترقص فأوقف السيارة مسرعاً قبل ان يدهس تلك الفتاة ٠٠
عندما سمعت (هايا) صوت السيارة تسمرت مكانها بينما قامت صديقتها بإيقاف السيارة فى رعب شديد ٠٠
ترجل ذلك الشاب من سيارته وهو غاضب للغاية ثم اقترب من (هايا) لينهرها على تهورها ذاك وهو يقول
-عيلة تافهة !! ايه اللى بتعمليه ده !! ٠٠ مفيش اى احساس بالمسئولية خاالص !! خلاص بقى تقليد اعمى ٠٠ هو الهبل ده مش هيخلص خالص مش كانت موضة وانتهت ولا هو الفراغ يعمل اكتر من كده
صمتت (هايا) ونظرت لأسفل وهى تشعر بالخجل من نفسها فلاحظ هو شعرها البنى الطويل كانت ترتدى تى شيرت وردى وبنطال جينز تبدو بريئة للغاية ولكنها متهورة فتابع هو نهرها
-مش هتبطلوا بقى الهيافة دى
نظرت له (هايا) وقد ترقرت الدموع فى عيونها العسلية ولاحظ هو لون عينيها الخاطف للقلوب ٠٠ ترجلت (أصالة) من السيارة لتوبخ ذاك المغرور وجدته يرتدى بذلة طيار فقالت بتهكم
-ما خلاص بقى يا كابتن وبعدين احنا احرار انت مش ولى أمرنا
فرمقها ذلك الشاب بنظرة نارية ثم قال
-اه كل حاجة دلوقتى احنا احرار تعملوا الغلط وتقولوا دى حرية لمعلوماتك يا انسة دى مش حرية عشان احنا فى شار ع عمومى والف واحد بيعدى هنا انتوا اللى مستهترين و ٠٠
قاطعته (أصالة) بتهكم
-وفر محاضرة الاخلاق دى لنفسك
ثم امسكت ذراع (هايا) وادخلتها إلى السيارة ثم ذهبت لتقود هى السيارة قائلة وهى تفتح باب السيارة
-الطريق قدامك برطع فيه براحتك
ثم استقلت السيارة وبدئت بالذهاب لمنزل (هايا) التى كانت تشعر بالخجل وعلى وشك البكاء بينما نظر لهم ذاك الشاب نظرة ساخطة ثم أردف
-جيل مهبب
********************
عادت (آسيا) من عملها مرهقة صعدت إلى غرفتها واستلقت على الفراش حتى دون ان تبدل ملابسها شعرت بإنها تريد النوم ولكنها تذكرت إنه يبدو ان شقيقتها ليست على ما يرام كما انها عليها ان تعد الطعام ل (بهبورى) نهضت عن الفراش بتثاقل فقد كانت تشعر بكسل كبير فيومها بين القسم وعمل والداها بالشركة الخاصة بيه يرهقها بشدة ثم ابدلت ملابسها وخرجت من الغرفة اعدت الطعام لقطها ووضعته امامه ثم توجهت إلى غرفة (برنسيس) وجدت (برنسيس) تجلس منزوية على فراشها وتبكى بشدة شعرت (آسيا) بالخوف على شقيقتها واقتربت منها قائلة
-فى ايه ؟ ّبتعيطى ليه ؟
شعرت (برنسيس) بالخوف وحاولت مسح دموعها مسرعة فأوقفتها (آسيا) وامسكت يدها وقالت بنيرة حادة
-قلت فيه ايه ؟! ّايه اللى حصل لده كله
اخذت (برنسيس) نفس عميق ثم قالت بنبرة يختلط بها البكاء
-انتوا ليه عملتوا فيا كده !! ٠٠ خوفتونى اتعامل مع رجالة كل ده عشان جميلة
ثم قامت بمسح دموعها بعدها تابعت حديثها
-عارفة ٠٠ عارفة يا (أسيا) حاولت قبل كده اجيب سكينة واعور نفسى فى وشى عشان ابقى وحشة او اجيب ولاعة واحرق اى جزء فيه عشان مش تخافوا عليا وانا مخافش من الرجالة بس ٠٠ بس انا اضعف من انى اعمل كده مقدرتش
صدمت (آسيا) مما سمعته من شقيقتها ثم اخذتها فى حضنها واخذت تربت على كتفها بحنان ثم قالت
-اوعى تفكرى تعملى كده تانى ٠٠ جمالك ده نعمة ربنا ادهالك مينفعش تتبطرى ع النعمة دى ٠٠ انا اسفة واسفة بالنيابة عنهم اننا وصلناكى لكده يمكن خوفنا زايد كتييير بس ده عشان بنحبك
ابتعدت (برنسيس) عن حضن شقيقتها ثم قالت
-بس انا فعلاً بقيت اخاف من الشباب ٠٠ واحد جاه يكلمني امبارح سبته وجريت معرفتش اتكلم معاه
-كان عاوز ايه يعنى ؟
قصت (برنسيس) ل (آسيا) ما حدث فشعرت (آسيا) بالغضب
- ده بيستعبط ٠٠ ده بوقين كلهم حافظنهم عشان يوقعوا بيهم البنات ٠٠ انا هاجى معاكى الجامعة بكرة وهربيه متقلقيش
-بس ٠٠
قاطعتها (آسيا) بحدة
-ياريت تنامى دلوقتى يا حبيبتى والصبح هاجى اتكلم معاه واعرفه حدوده
هزت (برنسيس) رأسها بالإيجاب بإستسلام بينما اتجهت (آسيا) نحو خارج الغرفة وهى تقول
-نامى دلوقتى عشان تصحى فايقة ٠٠ والصبح إن شاء الله ربنا يحلها
-حاضر
********************
فى تمام الساعة الواحدة مساءاً ٠٠
وصل (يونس) إلى شقته بالسويس صحيح ان والده لم يترك له النقود بعد وفاته ولكنه ترك له شفة جعلها مكتب لنفسه هو وصديقه شركاء به واصبح يكتسب بعض النقود التى من خلالها قام (يونس) بشراء تلك الشقة لأن عمله يتطلب احياناً إن يذهب للسويس ٠٠
استلقى على فراشه ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وقام بالاتصال بصديقه فقد درسا سوياً فى جامعة القاهرة هندسة حاسبات وما إن أتاه صوت صديقه حتى قال
-وحشنى يا (محمد) ٠٠ اخبارك ايه ؟
-انت اكتر يا (كابو) ٠٠ فينك كده
-انا فى السويس
-ومجتش ليه طيب
-يابنى لسه واصل حالاً ٠٠ بكرة إن شاء الله هجيلك وروقة عامل ايه ؟
-بخير يا حبيبى
-هيروح الجامعة بكرة ؟
-اه
-تمام متقولوش انى جيت هروحله الجامعة الصبح إن شاء الله واجيبه ونيجى عندكوا
-تمام
استلقى على الفراش ولم يمر دقيقة حتى ذهب فى ثبات عميق ٠٠
********************
فى تمام الساعة العاشرة صباحاً ٠٠
توجهت (آسيا) إلى غرفة شقيقتها بعد أن اخبرتها شقيقتها بإن محاضراتها ستبدء فى الثانية عشر فقررت أن لا تذهب للعمل حتى تقابل ذلك الوغد وتلقنه درساً طرقت باب غرفة (برنسيس) التى ما إن رأتها حتى ابتسمت ثم قالت
-انا جاهزة
-تمام يلا ورايا ع العربية
خرجت (آسيا) وتبعتها (برنسيس) استقلوا السيارة معاً وما إن وصلوا ظلت تبحث (آسيا) عن مكان لتصف سيارتها فنظرت (برنسيس) للساعة ثم قالت
-طب نزلينى انا هروح ل (رحمة) كلمتنى الصبح وهى مش عارفة انا اختفيت فين خصوصاً انى قفلت تليفونى ولسه فاتحاه الصبح فهطمنها
هزت (آسيا) رأسها بتفهم ثم قالت
-هجيلك ع الكافتريا اول ما اركن عشان تورينى الواد إياه
هزت (برنسيس) رأسها ايجاباً ثم ترجلت من السيارة ٠٠
ظلت (آسيا) تبحث عن مكان لتصف به السيارة ٠٠
وصلت (برنسيس) إلى الكافتريا وظلت تبحث بعيناها عن (رحمة) ولكنها لم تجدها فى تلك الاثناء كان (فاروق) يجيب عن الهاتف
-بجد يا (يونس) ٠٠ انت فى السويس ؟ انا فى الكافتريا
اجابه (يونس) قائلاً
-تمام هركن العربية واجى اخدك
وما إن اغلق (فاروق) الهاتف حتى لاحظ وجود (برنسيس) شعر بزيادة فى عدد دقات قلبه ووجد نفسه يقترب منها ويمسك يدها جاعلاً إياها تنظر له حتى يستطيع ان يتحدث إليها
-(برنسيس) ٠٠ انتى مجتيش الجامعة ليه امبارح ومشيتى ليه لما كلمتك انا قلقت عليكى
تسمرت (برنسيس) مكانها شاعرة بالخوف حتى لم تقوى على ان تبعد يده الممسكة بيدها وتساقطت الدموع من عينيها فأتسعت اعين (فاروق) قائلاً
-انتى بتعيطى ؟! حصل ايه ؟
رأت (آسيا) ذلك المشهد من بعيد فأسرعت تجاه ذلك الوغد كما اسميته ثم امسكته من تلابيب قميصه ونظرت إلى (برنسيس) قائلة
-هو ده ؟!
هزت (برنسيس) رأسها ايجاباً بخوف لم يكن (فاروق) يستعب ما يحدث وجد (آسيا) تلكمه فى عينه وقتها امسك عيناه فقالت (آسيا) بنبرة حادة للغاية
-متقربش من اختى تانى ٠٠ مفهوم ؟!
نظر لها (فاروق) بعدم فهم وهو واضع يده على عينه الملكومة من الألم فأمسكته (آسيا) من أعلى قميصه
-مفهوم ولا لأ اسمع منك
فى تلك الاثناء عندما رأى ذلك (يونس) اسرع تجاه (فاروق) وجعله يقف خلفه وهو يقول بصوت أچش
-ايه اللى بيحصل هنا ؟!
ونظر لتلك الواقفة امامه وجدها فتاة متوسطة الطول تبدو قوية ولكنها صغيرة الحجم بالنسبة له عاقدة شعرها البنى المائل للصفرة للخلف عيناها باللون البنى شديدة البياض ولكن غضبها ذاك يجعل من ملامحها شرسة يجعل لا احد يرى جمالها الحقيقى خصوصاً مع ملابسها التى تشبه الرجال فهدى ترتدى ملابس واسعة لا تظهر انوثتها بالمرة فنظر لها نظرة طويلة متفحصاً إياها ثم قال
-حصل ايه ما تردى ؟
-وانت مالك ؟
-اللى اضرب ده اخويا
ابتسمت (آسيا) بسخرية ثم عقدت يدها نحو صدرها قائلة
-اخوك !! طب قول لاخوك يبطل يعاكس بنات الناس
اتسعت اعين (يونس) من الصدمة ثم قال وهو يشر إليها بأزدراء
-بيعاكسك انتى
لم يعطى لها فرصة للرد والتف ل (فاروق)
-انت يا بنى عينك اتعمت ده انا احلى منها
فهز (فاروق) اصبعه نافياً ثم اشار ما خلف (آسيا) وقعت عينان (يونس) على الفتاة الباكية خلف (آسيا) فأبتسم رغماً عنه واطلق صافرة وقبل ان يكمل صافرته كانت (آسيا) قد فقدت اعصابها فلكمته فى فمه بقوة اتسعت اعين (يونس) ونظر لها بغضب شديد ٠٠
فى صباح اليوم التالى ٠٠
بعد إن انتهت (آسيا) من الركض اليومى ذهبت لتغتسل من ثم ذهبت حجرة (بهبورى) وجدته مازال نائم ابتسمت قليلاً ثم جلست على مقعد هزاز ووضعته على قدمها وظلت تملس عليه شردت فيما مضى من عمرها
(تذكرت حين انتهت من الثانوية العامة وقدمت فى كلية الشرطة كانت تبلغ من العمر حينها سبعة عشر عاماً ٠٠ كان فى ذلك الوقت هو وقت الغداء فذهبت لغرفة شقيقها وطرقت باب الغرفة فسمعت صوته من الداخل
-ادخل
فتحت باب الغرفة وجدته يجلس مع صديقه ويلعبون بجهاز (البلايستشين) فقالت
-يلا الغدا جاهز يا (مراد)
فنظر لها صديقه بطرف عينه قائلاً
-مفيش ازيك يا (عزت) ؟
عقدت (آسيا) يدها نحو صدرها قائلة
-مانا سلمت عليك تحت هو كل شوية سلامات ولا ايه ؟
-طبعا كل ما تشوفينى تضربى تعظيم سلام انتى مش هتبقى ظابط يبقى تسلمى عليا كل ما تشوفى وشى
ضرب (مراد) يده نحو صدر (عزت) قائلاً
-بطل يلا هزارك التنح ده
تألم (عزت) عند صدره قائلاً
-ايدك تقيلة يا شيخ
ضحكت (آسيا) ثم قالت
-مش اد الكلام بتتكلم ليه
نظر لها (عزت) بقوة وتوعد لها بعينه ثم ذهبوا ليتناولوا الطعام وما أن انتهوا وذهب الجميع حتى خرجت (آسيا) بالخارج لتتمشى قليلاً فى الحديقة استغل (عزت) انشغال (مراد) بالحديث إلى الهاتف ثم ذهب خلف (آسيا) ثم وقف بجوارها قائلاً
-ممكن اتكلم
نظرت له (آسيا) بطرف عيناها ثم قالت
-من امتى الادب ده معايا ؟
ضحك (عزت) كثيراً ثم قال
-طب بحبك تنفع
وقفت (آسيا) عن السير لم تصدم كثيراً فلطالما احست من معاملته لها انه يشعر بالحب نحوها منذ ان تعرف على (مراد) بالجامعة واصبحا اصدقاء فقالت بإبتسامة عازبة
-بس انا لسه قدامى 4 سنين دراسة فى كلية و ٠٠
غمز لها (عزت) بطرف عينه
-يعنى مفيش مانع الا ده ؟
كتمت (آسيا) بسمتها ثم قالت
-انت عاوز ايه يعنى ؟
-بصى يا ستى انا عندى 22 سنة لو استنيت كمان اربع سنين مش هخسر حاجة
ابتسمت (آسيا) قليلاً
-ولحد الاربع سنين ما يخلصوا ناوى ع ايه ؟
-مفهاش حاجة يا (آسيا) لو كلمتك كل يومين مكالمة اطمن عليكى واسمع صوتك
هزت (آسيا) رأسها إيجابا)
تسللت دمعة خارج عيناها اغلقت (آسيا) عيناها ثم عادت برأسها للخلف وهى تنظر لسقف الغرفة شعرت بأن (بهبورى) استيقظ من نومه فأعتدلت وابتسمت وهى تقول
-صباح الخير (بهبورى)
مد يده القط ليسلم عليها فضحكت (آسيا) وهى تسلم عليه بيدها ثم قالت
-تعرف (بهبورى) بنسى كل زعلى معاك
ثم وضعته على الأرضية واحضرت له اللبن ليتناول فطوره ٠٠
ثم ذهبت إلى غرفة (برنسيس) وجدتها مازالت نائمة فجلست بجوارها على الفراش لتوقظها فقالت (برنسيس) بنعاس
-مش هروح الجامعة النهاردة يا (آسيا)
عقدت (آسيا) حاجبيها ثم قالت
-انتى من امبارح مش متظبطة ٠٠ حصل ايه ؟
حاولت (برنسيس) ان تتحدث بلهجة عادية
-مرهقة شوية مش عاوزة اروح
لم تقتنع (آسيا) بحديثها ذاك لكنها قالت
-تمام حبيبتى ٠٠ لينا كلام لما ارجع من الشغل
شعرت (برنسيس) بالخوف ولاحظت ذلك (آسيا) ولكنها تركتها فى الوقت الحالى ٠٠
*****************
فى ظهيرة اليوم دخل (يونس) على مكتب (أنس) وجلس بالمقعد المقابل للمكتب ثم قال
-خير يا اونوس قالولى انك عاوزنى
شعر (أنس) بالأشمئزاز ثم قال
-قولتلك 100 مرة مش بحب اونوس اللى بتقولها دى
ضحك (يونس) كثيراً ثم قال
-بدلعك يا حبيبى
هز (أنس) رأسه بإسى ثم قال
-خلينا فى المهم ٠٠ فى شحنة جاية للمصنع كمان اربع ايام فيها خامات جديدة للأحذية والشنط عاوزك تروح تستلمها من المينا فى السويس
ابتسم (يونس) بسعادة ثم قال
-طب ما اروح من النهاردة
-نفسى افهم ايه سر حبك فى السويس ٠٠ يكونش يااض متجوز من ورانا ومراتك عايشة هناك
ضحك (يونس) كثيراً ثم قال
-خيالك اوسع منى يا اونوس
ضرب (أنس) كف يده بيده الأخرى ثم قال بضجر
-قولى (أنس) بس
لم يهتم (يونس) لما قاله (أنس) ثم تابع
-انت عارف ان صاحبى الانتيم عايش هناك وكل فترة بزوره
نظر له (أنس) بخبث
-صاحبك برده
ابتسم (يونس) وهو يقول
-لا صاحبى فعلاً لأنى لو مصاحب بنات هناك هعيش فى السويس مش هروح زيارات لازم تثق فى ده
ضحك (أنس) وهز رأسه بآسى ثم قال
-ماشى يا وحش ٠٠
-يعنى اسافر النهاردة بليل ؟ ٠٠ منها اريح من الشغل
ردد (أنس) بخفوت
-شغلّ !!
وما لبث حتى تحدث بصوت مرتفع قليلاً
-شغل ايه يابو شغل ده انت الشغل اللى بيتعمل فى يوم بتعمله فى اسبوع
-بلاش سياح يا (أنس) هبتى تروح وسط الناس كده
-هيبة !! ٠٠ امشى من قدامى امشى
وقف (أنس) عن المقعد وهندم من ملابسه ثم قال
-يبقى هسافر النهاردة بليل إن شاء الله
آشار (أنس) بيده له لكى يرحل بضجر فخرج (يونس) دون ان يهتم ب (أنس) او يناقشه حتى ٠٠
*******************
جلست (هايا) مع صديقتها بالجامعة وضعت (هايا) يدها على وجنتها وهى تتذكر حديث (يونس) الأخير معاها تنهدت بحرقة وكادت أن تبكى لولا ان ضربتها صديقتها على كتفاها وهى تقول
-مالك يا بت ؟
اجابتها (هايا) بضيق
-تعبت ٠٠ اعمل ايه عشان اخلى (يونس) يحبنى يا (أصالة)
زمت (أصالة) شفتاها بضيق ثم قالت
-يا بت ده راجل بتاع بنات سيبيك منه بجد ٠٠ خلينا فى المهم فاكرة kiki challenge عاوزة اعمله
لم تستطع (هايا) منع نفسها من الضحك ثم قالت وهى تدمع من كثرة الضحك
-تيجى نعمله ؟
-هيبقى مسخرة بجد ٠٠ بس عاوزيين مكان هادى محدش يشوفنا فيه
حكت (هايا) يدها فى مؤخرة ذقنها بتفكير ثم قالت
-امممم الشارع اللى فيه الفيلا بتاعتنا هادى يعتبر ٠٠ تعالى نعمل فيه وفرصة النهاردة انا خدت عربية (أنس)
فكرت (أصالة) قليلاً ثم قالت
-لاحسن يحصل للعربية حاجة ٠٠ اخوكى مش هيسبنا
-متقلقيش ٠٠ إن شاء الله مفيش حاجة
ثم نظرت (هايا) للساعة وجدتها الخامسة عصراً
-تعالى نروح دلوقتى عقبال ما نروح هتكون الساعة 6 محدش هيكون بيعدى فى الوقت ده
هزت (أصالة) رأسها فذهبوا سوياً ليستقلوا السيارة معاً كان الطريق طويل شعروا بالملل حتى وصلوا إلى غايتهم فنظرت (أصالة) إلى (هايا) وقالت
-انا هبدء بما انى صاحبة الفكرة
ضحكت (هايا) ثم قالت
-تمام
ثم قامت بتوصيل الهاتف بسماعة السيارة حتى يكون الصوت اعلى وقاموا بتشغيل الأغنية فترجلت (أصالة) حيث كانت السيارة تسير ببطئ شديد وبدئت (هايا) بتصوير (أصالة) وهى ترقص على أنغام تلك الأغنية
(Kiki, do you love me? Are you riding?
Say you'll never ever leave from beside me
'Cause I want ya, and I need ya)
وما إن انتهت (أصالة) حتى استعدت (هايا) للنزول وقاموا بإعادة تشغيل الأغنية ظلت (هايا) تضحك كثيراً وهى تفعلها عدة مرات دون جدوى فتحدثت (أصالة) بتوبيخ
-دى اخر مرة (هايا) فاااهمة ٠٠ خلصى بقى
حاولت (هايا) كتم ضحكتها ثم قالت
-خلاص خلاص سورى سورى ٠٠ اخر مرة بجد
ثم اعادت تشغيل الأغنية وبدئت ترقص بجوار السيارة ٠٠
فى تلك الاثناء كان يوجد سيارة اتية بها شاب سمع صوت هاتفه فأخفض بصره ليحضر الهاتف ليجيب وجد امامه سيارة بجواره فتاة ترقص فأوقف السيارة مسرعاً قبل ان يدهس تلك الفتاة ٠٠
عندما سمعت (هايا) صوت السيارة تسمرت مكانها بينما قامت صديقتها بإيقاف السيارة فى رعب شديد ٠٠
ترجل ذلك الشاب من سيارته وهو غاضب للغاية ثم اقترب من (هايا) لينهرها على تهورها ذاك وهو يقول
-عيلة تافهة !! ايه اللى بتعمليه ده !! ٠٠ مفيش اى احساس بالمسئولية خاالص !! خلاص بقى تقليد اعمى ٠٠ هو الهبل ده مش هيخلص خالص مش كانت موضة وانتهت ولا هو الفراغ يعمل اكتر من كده
صمتت (هايا) ونظرت لأسفل وهى تشعر بالخجل من نفسها فلاحظ هو شعرها البنى الطويل كانت ترتدى تى شيرت وردى وبنطال جينز تبدو بريئة للغاية ولكنها متهورة فتابع هو نهرها
-مش هتبطلوا بقى الهيافة دى
نظرت له (هايا) وقد ترقرت الدموع فى عيونها العسلية ولاحظ هو لون عينيها الخاطف للقلوب ٠٠ ترجلت (أصالة) من السيارة لتوبخ ذاك المغرور وجدته يرتدى بذلة طيار فقالت بتهكم
-ما خلاص بقى يا كابتن وبعدين احنا احرار انت مش ولى أمرنا
فرمقها ذلك الشاب بنظرة نارية ثم قال
-اه كل حاجة دلوقتى احنا احرار تعملوا الغلط وتقولوا دى حرية لمعلوماتك يا انسة دى مش حرية عشان احنا فى شار ع عمومى والف واحد بيعدى هنا انتوا اللى مستهترين و ٠٠
قاطعته (أصالة) بتهكم
-وفر محاضرة الاخلاق دى لنفسك
ثم امسكت ذراع (هايا) وادخلتها إلى السيارة ثم ذهبت لتقود هى السيارة قائلة وهى تفتح باب السيارة
-الطريق قدامك برطع فيه براحتك
ثم استقلت السيارة وبدئت بالذهاب لمنزل (هايا) التى كانت تشعر بالخجل وعلى وشك البكاء بينما نظر لهم ذاك الشاب نظرة ساخطة ثم أردف
-جيل مهبب
********************
عادت (آسيا) من عملها مرهقة صعدت إلى غرفتها واستلقت على الفراش حتى دون ان تبدل ملابسها شعرت بإنها تريد النوم ولكنها تذكرت إنه يبدو ان شقيقتها ليست على ما يرام كما انها عليها ان تعد الطعام ل (بهبورى) نهضت عن الفراش بتثاقل فقد كانت تشعر بكسل كبير فيومها بين القسم وعمل والداها بالشركة الخاصة بيه يرهقها بشدة ثم ابدلت ملابسها وخرجت من الغرفة اعدت الطعام لقطها ووضعته امامه ثم توجهت إلى غرفة (برنسيس) وجدت (برنسيس) تجلس منزوية على فراشها وتبكى بشدة شعرت (آسيا) بالخوف على شقيقتها واقتربت منها قائلة
-فى ايه ؟ ّبتعيطى ليه ؟
شعرت (برنسيس) بالخوف وحاولت مسح دموعها مسرعة فأوقفتها (آسيا) وامسكت يدها وقالت بنيرة حادة
-قلت فيه ايه ؟! ّايه اللى حصل لده كله
اخذت (برنسيس) نفس عميق ثم قالت بنبرة يختلط بها البكاء
-انتوا ليه عملتوا فيا كده !! ٠٠ خوفتونى اتعامل مع رجالة كل ده عشان جميلة
ثم قامت بمسح دموعها بعدها تابعت حديثها
-عارفة ٠٠ عارفة يا (أسيا) حاولت قبل كده اجيب سكينة واعور نفسى فى وشى عشان ابقى وحشة او اجيب ولاعة واحرق اى جزء فيه عشان مش تخافوا عليا وانا مخافش من الرجالة بس ٠٠ بس انا اضعف من انى اعمل كده مقدرتش
صدمت (آسيا) مما سمعته من شقيقتها ثم اخذتها فى حضنها واخذت تربت على كتفها بحنان ثم قالت
-اوعى تفكرى تعملى كده تانى ٠٠ جمالك ده نعمة ربنا ادهالك مينفعش تتبطرى ع النعمة دى ٠٠ انا اسفة واسفة بالنيابة عنهم اننا وصلناكى لكده يمكن خوفنا زايد كتييير بس ده عشان بنحبك
ابتعدت (برنسيس) عن حضن شقيقتها ثم قالت
-بس انا فعلاً بقيت اخاف من الشباب ٠٠ واحد جاه يكلمني امبارح سبته وجريت معرفتش اتكلم معاه
-كان عاوز ايه يعنى ؟
قصت (برنسيس) ل (آسيا) ما حدث فشعرت (آسيا) بالغضب
- ده بيستعبط ٠٠ ده بوقين كلهم حافظنهم عشان يوقعوا بيهم البنات ٠٠ انا هاجى معاكى الجامعة بكرة وهربيه متقلقيش
-بس ٠٠
قاطعتها (آسيا) بحدة
-ياريت تنامى دلوقتى يا حبيبتى والصبح هاجى اتكلم معاه واعرفه حدوده
هزت (برنسيس) رأسها بالإيجاب بإستسلام بينما اتجهت (آسيا) نحو خارج الغرفة وهى تقول
-نامى دلوقتى عشان تصحى فايقة ٠٠ والصبح إن شاء الله ربنا يحلها
-حاضر
********************
فى تمام الساعة الواحدة مساءاً ٠٠
وصل (يونس) إلى شقته بالسويس صحيح ان والده لم يترك له النقود بعد وفاته ولكنه ترك له شفة جعلها مكتب لنفسه هو وصديقه شركاء به واصبح يكتسب بعض النقود التى من خلالها قام (يونس) بشراء تلك الشقة لأن عمله يتطلب احياناً إن يذهب للسويس ٠٠
استلقى على فراشه ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وقام بالاتصال بصديقه فقد درسا سوياً فى جامعة القاهرة هندسة حاسبات وما إن أتاه صوت صديقه حتى قال
-وحشنى يا (محمد) ٠٠ اخبارك ايه ؟
-انت اكتر يا (كابو) ٠٠ فينك كده
-انا فى السويس
-ومجتش ليه طيب
-يابنى لسه واصل حالاً ٠٠ بكرة إن شاء الله هجيلك وروقة عامل ايه ؟
-بخير يا حبيبى
-هيروح الجامعة بكرة ؟
-اه
-تمام متقولوش انى جيت هروحله الجامعة الصبح إن شاء الله واجيبه ونيجى عندكوا
-تمام
استلقى على الفراش ولم يمر دقيقة حتى ذهب فى ثبات عميق ٠٠
********************
فى تمام الساعة العاشرة صباحاً ٠٠
توجهت (آسيا) إلى غرفة شقيقتها بعد أن اخبرتها شقيقتها بإن محاضراتها ستبدء فى الثانية عشر فقررت أن لا تذهب للعمل حتى تقابل ذلك الوغد وتلقنه درساً طرقت باب غرفة (برنسيس) التى ما إن رأتها حتى ابتسمت ثم قالت
-انا جاهزة
-تمام يلا ورايا ع العربية
خرجت (آسيا) وتبعتها (برنسيس) استقلوا السيارة معاً وما إن وصلوا ظلت تبحث (آسيا) عن مكان لتصف سيارتها فنظرت (برنسيس) للساعة ثم قالت
-طب نزلينى انا هروح ل (رحمة) كلمتنى الصبح وهى مش عارفة انا اختفيت فين خصوصاً انى قفلت تليفونى ولسه فاتحاه الصبح فهطمنها
هزت (آسيا) رأسها بتفهم ثم قالت
-هجيلك ع الكافتريا اول ما اركن عشان تورينى الواد إياه
هزت (برنسيس) رأسها ايجاباً ثم ترجلت من السيارة ٠٠
ظلت (آسيا) تبحث عن مكان لتصف به السيارة ٠٠
وصلت (برنسيس) إلى الكافتريا وظلت تبحث بعيناها عن (رحمة) ولكنها لم تجدها فى تلك الاثناء كان (فاروق) يجيب عن الهاتف
-بجد يا (يونس) ٠٠ انت فى السويس ؟ انا فى الكافتريا
اجابه (يونس) قائلاً
-تمام هركن العربية واجى اخدك
وما إن اغلق (فاروق) الهاتف حتى لاحظ وجود (برنسيس) شعر بزيادة فى عدد دقات قلبه ووجد نفسه يقترب منها ويمسك يدها جاعلاً إياها تنظر له حتى يستطيع ان يتحدث إليها
-(برنسيس) ٠٠ انتى مجتيش الجامعة ليه امبارح ومشيتى ليه لما كلمتك انا قلقت عليكى
تسمرت (برنسيس) مكانها شاعرة بالخوف حتى لم تقوى على ان تبعد يده الممسكة بيدها وتساقطت الدموع من عينيها فأتسعت اعين (فاروق) قائلاً
-انتى بتعيطى ؟! حصل ايه ؟
رأت (آسيا) ذلك المشهد من بعيد فأسرعت تجاه ذلك الوغد كما اسميته ثم امسكته من تلابيب قميصه ونظرت إلى (برنسيس) قائلة
-هو ده ؟!
هزت (برنسيس) رأسها ايجاباً بخوف لم يكن (فاروق) يستعب ما يحدث وجد (آسيا) تلكمه فى عينه وقتها امسك عيناه فقالت (آسيا) بنبرة حادة للغاية
-متقربش من اختى تانى ٠٠ مفهوم ؟!
نظر لها (فاروق) بعدم فهم وهو واضع يده على عينه الملكومة من الألم فأمسكته (آسيا) من أعلى قميصه
-مفهوم ولا لأ اسمع منك
فى تلك الاثناء عندما رأى ذلك (يونس) اسرع تجاه (فاروق) وجعله يقف خلفه وهو يقول بصوت أچش
-ايه اللى بيحصل هنا ؟!
ونظر لتلك الواقفة امامه وجدها فتاة متوسطة الطول تبدو قوية ولكنها صغيرة الحجم بالنسبة له عاقدة شعرها البنى المائل للصفرة للخلف عيناها باللون البنى شديدة البياض ولكن غضبها ذاك يجعل من ملامحها شرسة يجعل لا احد يرى جمالها الحقيقى خصوصاً مع ملابسها التى تشبه الرجال فهدى ترتدى ملابس واسعة لا تظهر انوثتها بالمرة فنظر لها نظرة طويلة متفحصاً إياها ثم قال
-حصل ايه ما تردى ؟
-وانت مالك ؟
-اللى اضرب ده اخويا
ابتسمت (آسيا) بسخرية ثم عقدت يدها نحو صدرها قائلة
-اخوك !! طب قول لاخوك يبطل يعاكس بنات الناس
اتسعت اعين (يونس) من الصدمة ثم قال وهو يشر إليها بأزدراء
-بيعاكسك انتى
لم يعطى لها فرصة للرد والتف ل (فاروق)
-انت يا بنى عينك اتعمت ده انا احلى منها
فهز (فاروق) اصبعه نافياً ثم اشار ما خلف (آسيا) وقعت عينان (يونس) على الفتاة الباكية خلف (آسيا) فأبتسم رغماً عنه واطلق صافرة وقبل ان يكمل صافرته كانت (آسيا) قد فقدت اعصابها فلكمته فى فمه بقوة اتسعت اعين (يونس) ونظر لها بغضب شديد ٠٠
التعليقات على الموضوع