المنزل الملعون
هذه القصة هي حقيقة 100%، حدثت لأحد سوف أذكر اسمه في التعليقات، و العُهدة عليه..
الموضوع كله بدأ سنة 2010، بالتحديد ف العاصمة الجزائرية لما رحت انا و خالتي و ابنها الصغير اللي كان عنده ف الوقت ده 5 سنين عشان تعمل تأشيرة عمل في فرنسا..
خالتي مُطلقة و ابنها عايش معاها، و عشان تصرف عليه كانت مضطرة تسافر.. و ف السفارة اتعرفت خالتي ع واحد من الحرس الجمهوي، و كان بيسهل علينا حاجات كتير ف الأوراق المطلوبة لاستخراج الفيزا بعلاقاته الكتير و المهمة..
و عشان خالتي كانت رافضة انها ترجع البيت فقررت تأجر شقة، و لحسن الحظ كان الشخص اللي ف الحرس الجمهوري عنده شقة عايز يأجرها.. بصراحة انا مشفتش حظ جيد بالشكل ده..
بالرغم اني سمعت كتير ان اللي ف أوله سهل بيكون آخره تعب و كَبَد، و العكس صحيح.. لكني المرة دي كنت متفائلة جدًا..
اخدنا الشخص ده لشقة فاخرة، اول ما شوفناها انا قلت ف نفسي ان ايجار الليلة هنا محتاج قرض من البنك..
لكنه خيِّب ظني لما عرض علينا ملبغ بخس.. و قال لنا إن آخر عائلة جت سكنت فيه كان من ايام غلق الحدود مع المغرب، يعني في عام 1994..
كان المضيف راجل ذوق جدًا و محترم، فضل قاعد معانا، أكلنا وشربنا و ضحكنا كتير، بعدها سابنا و مشي لأن الليل كان أسدل ستاره..
أمسية رائعة بحق، و ده كان بيثير جوايا إحساس ان ف حاجة غلط.. شخص يسهل لنا أمور الورق، ثانيًا شقة فخمة زي دي بسعر بخس، ثالثًا المضيف يكون لطيف و دمه خفيف و يقعد يضحك معانا، كل ده بيأكد لي المقولة اللي بتقول اللي أوله سهل آخره تعب و كَبَد، بس ربنا يستر..
بعد ما مشي جالي فضول آخد جولة ف الشقة و اتفرج عليها، و اول شيء استوقفني هي المرايا الغريبة دي، المرايا طانت ف مقابل باب الخروج بالظبط، كانت كبيرة و طويلة، بيلف ع البرواز بتاعها ثعبانين و بيلتقي رأسهما ف أعلاها، مش عايزة أكون مبالغة، بس أكاد أجزم ان الثعابين دي مش مجرد تماثيل، يا اما الفنان اللي نحتهم كان بارع للغاية يا إما الثعبانين دول عايشين بجد و بيبصوا لي !!
خالتي للأسف جبانة، قالت لي:
- أوعي تمشي و تسبيني مش وقته خالص انك تلفي ف الشقة، احنا مش هنشتريها، هي كلها كام ليلة و هنمشي.
ضحكت من طريقة كلامها و.خوفها الغير مبرر، و قلت لها:
- حاضر، مش همشي.
اخدت الأطباق و دخلت ع المطبخ عشان اغسلها، و هنا جابت خالتي كرسي و قعدت عند باب المطبخ قدامي و كان باين عليها انها متوترة و خايفة جدًا..
و هنا لفت انتباهي التوابل الموجودة في المطبخ، ف اللي قدرت اعرفه و اللي معرفتش إيه هو، قلت ف نفسي باستغراب:
- ايه ده، مطبخ ده ولا محل عطارة.
وقتها افتكرت ان المضيف قال لنا إن كان ف عائلة مغربية هما كانوا آخر ناس سكنوا الشقة.. و هنا عرفت ليه كان ف توابل كتير، اخواتنا المغاربة بيعشقوا التوابل..
بصيت ورايا، اخدت بالي ان ف باب جوا المطبخ.. رحت ناحيته و فتحته، كان حمام..
دخلت فيه و غسلت ايدي من بواقي الصابون.. اخدت بالي ان خالتي مندتش عليا، فكملت و طلعت من الباب التاني الموجود ف الحمام..
لقيت قدامي ممر طويل نوعًا ما، و ع جوانبها كان ف كام غرفة.. حان وقت عملية الاستكشاف..
دخلت أول أوضة، عرفت من النظرة الأولى إنها غرفة الزوجين.. لفت انتباهي ان الأوضة نضيفة جدًا، رغم ان المضيف قال لنا انها متسكنتش من عام 1994..
ف الأول استغربت لكن بعدها قلت انه بيجيب حد ينضفها، فتحت الدولاب.. من الواضح ان الست اللي كانت عايشة هنا كانت مستعجلة جدًا انها تمشي لأنها سابت هدومها، حتى علبة المكياج !!
و خرجت منها و دخلت الأوضة التانية، اكتشفت انها اوضة لطفلين لأنها كانت فيها سريرين صغيرين.. لكن لحظة واحدة !.. ايه اللي ع السريرين ده؟
كان ف ع سرير منهم مصحف، و السرير التاني كان ف صليب، و ع الإتنين كان ف أقنعة إفريقية مخيفة و جماجم !!
برَّقت بعيني لما شوفت المنظر ده.. رجعت بضهري عشان أخرج.. رغم اني كنت متوقعة اني هخبط ف حاجة بضهري، لكن للمرة التانية يخيب ظني و اخرج من الاوضة بسلام..
خرجت و دخلت أوضة تانية.. و كأني سافرت إلى بلد تاني مش دخلت أوضة ف شقة..
الأوضة كانت معمولة ع الطراز الصيني، مرسوم ع جدرانها تنانين و سيوف.. بمجرد ما دخلت الأوضة دي قلبي انقبض، رغم اني مبخفش لكني حسيت اني عايزة اخرج ف الحال..
لفيت وشي و خرجت من الأوضة.. دخلت الأوضة اللي بعدها، و ها انا أسافر إلى بلد آخر.. الغرفة كانت معمولة ع الطراز الفرعوني !..
شكل الكراسي و الألوان الذهبية، و ع ترابيزة محطوطة ف نص ف الأوضة كان عليها مصحف و صليب موضوعين عليها !!
خرجت من الأوضة دي كمان، انا لازم أقول لخالتي ع اللي شوفته، مش مهم عندي تكون جبانة او شجاعة، المهم ان يكون ف حد يشاركني اللي مريت بيه..
و انا ف طريقي للعودة للمطبخ سمعت صوت خالتي بتتكلم، اول حاجة جت ف بالي انها بتكلم ابنها الصغير.. لكنها لما رحت لها لقتها قاعدة لوحدها ع الكرسي و ابنها مش موجود.. !
اول ما شافتني لقتها برَّقت فيا و خافت جدًا، و فضلت تبص للمطبخ و ترجع تبص لي و قالت لي بنبرة خوف واضحة:
- ااا.. ازاي؟ انتي إزاي... خخ... خرجتي من المطبخ و جيتي من هنا ؟
قلت لها:
- انتي لسه واخدة بالك، دنا خرجت من بدري.
قامت من ع الكرسي و قربت مني و هي بتتلفت وراها ناحية المطبخ و بتقول بتوتر:
- خرجتي من بدري ازاي، انا كنت لسه بتكلم معاكي دلوقتي !!
ضحكت و قلت لها:
- كفاية هزار بقى.
قالت لي و كانت الدمعة هتنزل من عينها من كتر الخوف:
- أقسم بالله انا كنت لسه بتكلم معاكي و انتي واقفة تغسلي الصحون و انتي مكنتيش بتردي عليا.
حسيت إن ف حاجة غلط، لكني امتصيت جو الخوف و التوتر ده و قلت لها:
- طب كفاية كلام بقى و يلا ننام، بكرة ورانا مشاوير كتير.
و تاني يوم خالتي دخلت الأوضة بتاعت الزوجين و لقت الملابس اللي ف الدولاب، فعجبها بعضهم و قررت انها هتاخدهم بحِجة انهم باليين..
و خرجنا عشان نخلص الورق، و اليوم ده عدى ع خير تمامًا..
و ف اليوم التالت جه صديق خالتي و هو المضيف و عزمنا ع سهرة طويلة برا، و بما اننا كنا ف الصيف فكانت العاصمة مليانة حفلات و مهرجانات ف كل مكان.. رحنا الى مكان ما و حضرنا حفلة غنائية رائعة، و ع حوالي الساعة واحدة كدة قررنا اننا لازم نرجع..
بصراحة الأمسية كانت جميلة جدًا، لكني جه ف دماغي ان ده الهدوء الذي يسبق العاصفة.. و لأول مرة ميخبش ظني !!
رجعنا البيت و غيرنا هدومنا و جهزنا نفسنا للنوم، خالتي دخلت قبلي اما انا كنت ف الصالة بعمل حاجة مش فاكرة ايه هي.. و فجأة لقيت ف دخان ظهر ع مرمى بصري !..
بصيت قدامي بسرعة لقيت.. لقيت المرايا اللي عليها ثعبانين بتطلع دخان من جوانبها !
و هنا ف شيء غريب لفت نظري، انعكاسي ف المرايا.. انعكاس وشي ف المرايا كان عمال بيكبر و يصغر كذا مرة.. بعدها النور بدأ يبقى ضعيف و قبل ما ينطفي الاقيه يرجع تاني يبقى اضاءته قوية، كان بيضعف و يقوى بسرعة، كنت حاسة إنها هينفجر ف اي وقت !!
خالتي خرجت من الأوضة بسرعة و هي شايلة ابنها و الخوف باين عليها.. فجأة بدأنا نسمع صوت صراخ أطفال صغيرة جاي من كل مكان ف الشقة !..
صوت الاطفال بقى ممزوج بصوت ناس كبيرة بتتخانق و بتصرخ ف وقت واحد..
و زي ما بدئت الأصوات من العدم فجأة، سكتت و عم الهدوء فجأة ...
المرايا لسه بتطلع دخان، و انا و خالتي واقفيت مكاننا مشلولين مش عارفين نتحرك..
ظهر صوت نقاش حاد بين راجل و ست، لكني مكنتش فاهمة هما بيقولوا ايه، كانوا بيتكلموا بلغة غريبة و بسرعة..
و قبل ما انطق بأي شيء لقيت كل الشبابيك بتتقفل و تتفتح بسرعة جنونية.. الزجاج بيتكسر و بيترمي ع الأرض..
ف الوقت ده كنا واقفين ان و خالتي مش قادرين نتحرك، و حتى لو قدرنا مش هنقدر نخرج لأننا كنا بدلنا هدومنا بهدوم البيت..
لكن الحاجة تبرر الوسيلة، ابن خالتي بدأ يعيط و كنا لازم نهرب.. رحنا ناحية الباب و حاولنا نفتحه.. لكن هيهات هيهات..
الباب كان كالمعتاد ف كل أفلام الرعب.. مقفول !
صوت صراخنا امتزج بصوت الصراخ اللي صادر من الشقة، خالتي كانت هتفقد الوعي ف اي لحظة من شدة الخوف..
مكنتش قادرة افتكر اي حاحةمن القرآن.. لفت انتباهي ان صورتنا ف المرايا مش موجودة !!
مكنش موجود غير انعكاس الدخان بس.. ظهر لنا من العدم روائح ابخرة و روائح بشعة اخترقت انوفنا مش عارفة جاية منين.. حسيت اننا خلاص هنموت من الاختناق..
خالتي بدئت تستسلم و تتشاهد، و اول ما نطقت الشهادة الباب اتفتح !..
خرجنا بسرعة و انا عمالين نبص ورانا، و قعدنا ف بنسيون لحد الصبح، تغاضينا عن نظرة الناس لنا عشان لبس البيت اللي كنا لابسينه..
و تاني يوم كلمنا صاحب الشقة و حكينا له ع اللي حصل، لكنه ضحك جدًا و قال لنا انه بيبات أحيانًا ف الشقة دي و مشفش حاجة قبل كدة..
و رحنا معاه للشقة، ملقناش اي زجاج مكسور ولا حاجة.. لمينا حاجتنا و إلى بيتنا و مدخلناش البيت ده تاني..
و صدقوني مش لاقيه تفسير منطقي للي حصل، هل كل اللي شوفناه ده مجرد وهم و مش موجود؟
انا مدخلتش الأوض اللي كان فيها المصحف و الصليب المرة التانية عشان أقول إنهم موجودين ولا لأ.. لكن هل للعائلة المغربية اللي سكنت البيت ده قبلنا دور ف اللي حصل لي انا و خالتي؟
هل كانوا بيعملوا حاجة بالأقنعة و الجماجم؟
هل التوابل الكتيرة اللي كانت ف المطبخ لها علاقة بالريحة البشعة اللي شمناها؟
و ايه حكاية المرايا اللي بتطلع دخان دي؟
عشرات الأسئلة مش لاقية لها إجابة، و معنديش استعداد ارجع تاني للشقة دي و أدور ع إجابة..
*تمت*
الموضوع كله بدأ سنة 2010، بالتحديد ف العاصمة الجزائرية لما رحت انا و خالتي و ابنها الصغير اللي كان عنده ف الوقت ده 5 سنين عشان تعمل تأشيرة عمل في فرنسا..
خالتي مُطلقة و ابنها عايش معاها، و عشان تصرف عليه كانت مضطرة تسافر.. و ف السفارة اتعرفت خالتي ع واحد من الحرس الجمهوي، و كان بيسهل علينا حاجات كتير ف الأوراق المطلوبة لاستخراج الفيزا بعلاقاته الكتير و المهمة..
و عشان خالتي كانت رافضة انها ترجع البيت فقررت تأجر شقة، و لحسن الحظ كان الشخص اللي ف الحرس الجمهوري عنده شقة عايز يأجرها.. بصراحة انا مشفتش حظ جيد بالشكل ده..
بالرغم اني سمعت كتير ان اللي ف أوله سهل بيكون آخره تعب و كَبَد، و العكس صحيح.. لكني المرة دي كنت متفائلة جدًا..
اخدنا الشخص ده لشقة فاخرة، اول ما شوفناها انا قلت ف نفسي ان ايجار الليلة هنا محتاج قرض من البنك..
لكنه خيِّب ظني لما عرض علينا ملبغ بخس.. و قال لنا إن آخر عائلة جت سكنت فيه كان من ايام غلق الحدود مع المغرب، يعني في عام 1994..
كان المضيف راجل ذوق جدًا و محترم، فضل قاعد معانا، أكلنا وشربنا و ضحكنا كتير، بعدها سابنا و مشي لأن الليل كان أسدل ستاره..
أمسية رائعة بحق، و ده كان بيثير جوايا إحساس ان ف حاجة غلط.. شخص يسهل لنا أمور الورق، ثانيًا شقة فخمة زي دي بسعر بخس، ثالثًا المضيف يكون لطيف و دمه خفيف و يقعد يضحك معانا، كل ده بيأكد لي المقولة اللي بتقول اللي أوله سهل آخره تعب و كَبَد، بس ربنا يستر..
بعد ما مشي جالي فضول آخد جولة ف الشقة و اتفرج عليها، و اول شيء استوقفني هي المرايا الغريبة دي، المرايا طانت ف مقابل باب الخروج بالظبط، كانت كبيرة و طويلة، بيلف ع البرواز بتاعها ثعبانين و بيلتقي رأسهما ف أعلاها، مش عايزة أكون مبالغة، بس أكاد أجزم ان الثعابين دي مش مجرد تماثيل، يا اما الفنان اللي نحتهم كان بارع للغاية يا إما الثعبانين دول عايشين بجد و بيبصوا لي !!
خالتي للأسف جبانة، قالت لي:
- أوعي تمشي و تسبيني مش وقته خالص انك تلفي ف الشقة، احنا مش هنشتريها، هي كلها كام ليلة و هنمشي.
ضحكت من طريقة كلامها و.خوفها الغير مبرر، و قلت لها:
- حاضر، مش همشي.
اخدت الأطباق و دخلت ع المطبخ عشان اغسلها، و هنا جابت خالتي كرسي و قعدت عند باب المطبخ قدامي و كان باين عليها انها متوترة و خايفة جدًا..
و هنا لفت انتباهي التوابل الموجودة في المطبخ، ف اللي قدرت اعرفه و اللي معرفتش إيه هو، قلت ف نفسي باستغراب:
- ايه ده، مطبخ ده ولا محل عطارة.
وقتها افتكرت ان المضيف قال لنا إن كان ف عائلة مغربية هما كانوا آخر ناس سكنوا الشقة.. و هنا عرفت ليه كان ف توابل كتير، اخواتنا المغاربة بيعشقوا التوابل..
بصيت ورايا، اخدت بالي ان ف باب جوا المطبخ.. رحت ناحيته و فتحته، كان حمام..
دخلت فيه و غسلت ايدي من بواقي الصابون.. اخدت بالي ان خالتي مندتش عليا، فكملت و طلعت من الباب التاني الموجود ف الحمام..
لقيت قدامي ممر طويل نوعًا ما، و ع جوانبها كان ف كام غرفة.. حان وقت عملية الاستكشاف..
دخلت أول أوضة، عرفت من النظرة الأولى إنها غرفة الزوجين.. لفت انتباهي ان الأوضة نضيفة جدًا، رغم ان المضيف قال لنا انها متسكنتش من عام 1994..
ف الأول استغربت لكن بعدها قلت انه بيجيب حد ينضفها، فتحت الدولاب.. من الواضح ان الست اللي كانت عايشة هنا كانت مستعجلة جدًا انها تمشي لأنها سابت هدومها، حتى علبة المكياج !!
و خرجت منها و دخلت الأوضة التانية، اكتشفت انها اوضة لطفلين لأنها كانت فيها سريرين صغيرين.. لكن لحظة واحدة !.. ايه اللي ع السريرين ده؟
كان ف ع سرير منهم مصحف، و السرير التاني كان ف صليب، و ع الإتنين كان ف أقنعة إفريقية مخيفة و جماجم !!
برَّقت بعيني لما شوفت المنظر ده.. رجعت بضهري عشان أخرج.. رغم اني كنت متوقعة اني هخبط ف حاجة بضهري، لكن للمرة التانية يخيب ظني و اخرج من الاوضة بسلام..
خرجت و دخلت أوضة تانية.. و كأني سافرت إلى بلد تاني مش دخلت أوضة ف شقة..
الأوضة كانت معمولة ع الطراز الصيني، مرسوم ع جدرانها تنانين و سيوف.. بمجرد ما دخلت الأوضة دي قلبي انقبض، رغم اني مبخفش لكني حسيت اني عايزة اخرج ف الحال..
لفيت وشي و خرجت من الأوضة.. دخلت الأوضة اللي بعدها، و ها انا أسافر إلى بلد آخر.. الغرفة كانت معمولة ع الطراز الفرعوني !..
شكل الكراسي و الألوان الذهبية، و ع ترابيزة محطوطة ف نص ف الأوضة كان عليها مصحف و صليب موضوعين عليها !!
خرجت من الأوضة دي كمان، انا لازم أقول لخالتي ع اللي شوفته، مش مهم عندي تكون جبانة او شجاعة، المهم ان يكون ف حد يشاركني اللي مريت بيه..
و انا ف طريقي للعودة للمطبخ سمعت صوت خالتي بتتكلم، اول حاجة جت ف بالي انها بتكلم ابنها الصغير.. لكنها لما رحت لها لقتها قاعدة لوحدها ع الكرسي و ابنها مش موجود.. !
اول ما شافتني لقتها برَّقت فيا و خافت جدًا، و فضلت تبص للمطبخ و ترجع تبص لي و قالت لي بنبرة خوف واضحة:
- ااا.. ازاي؟ انتي إزاي... خخ... خرجتي من المطبخ و جيتي من هنا ؟
قلت لها:
- انتي لسه واخدة بالك، دنا خرجت من بدري.
قامت من ع الكرسي و قربت مني و هي بتتلفت وراها ناحية المطبخ و بتقول بتوتر:
- خرجتي من بدري ازاي، انا كنت لسه بتكلم معاكي دلوقتي !!
ضحكت و قلت لها:
- كفاية هزار بقى.
قالت لي و كانت الدمعة هتنزل من عينها من كتر الخوف:
- أقسم بالله انا كنت لسه بتكلم معاكي و انتي واقفة تغسلي الصحون و انتي مكنتيش بتردي عليا.
حسيت إن ف حاجة غلط، لكني امتصيت جو الخوف و التوتر ده و قلت لها:
- طب كفاية كلام بقى و يلا ننام، بكرة ورانا مشاوير كتير.
و تاني يوم خالتي دخلت الأوضة بتاعت الزوجين و لقت الملابس اللي ف الدولاب، فعجبها بعضهم و قررت انها هتاخدهم بحِجة انهم باليين..
و خرجنا عشان نخلص الورق، و اليوم ده عدى ع خير تمامًا..
و ف اليوم التالت جه صديق خالتي و هو المضيف و عزمنا ع سهرة طويلة برا، و بما اننا كنا ف الصيف فكانت العاصمة مليانة حفلات و مهرجانات ف كل مكان.. رحنا الى مكان ما و حضرنا حفلة غنائية رائعة، و ع حوالي الساعة واحدة كدة قررنا اننا لازم نرجع..
بصراحة الأمسية كانت جميلة جدًا، لكني جه ف دماغي ان ده الهدوء الذي يسبق العاصفة.. و لأول مرة ميخبش ظني !!
رجعنا البيت و غيرنا هدومنا و جهزنا نفسنا للنوم، خالتي دخلت قبلي اما انا كنت ف الصالة بعمل حاجة مش فاكرة ايه هي.. و فجأة لقيت ف دخان ظهر ع مرمى بصري !..
بصيت قدامي بسرعة لقيت.. لقيت المرايا اللي عليها ثعبانين بتطلع دخان من جوانبها !
و هنا ف شيء غريب لفت نظري، انعكاسي ف المرايا.. انعكاس وشي ف المرايا كان عمال بيكبر و يصغر كذا مرة.. بعدها النور بدأ يبقى ضعيف و قبل ما ينطفي الاقيه يرجع تاني يبقى اضاءته قوية، كان بيضعف و يقوى بسرعة، كنت حاسة إنها هينفجر ف اي وقت !!
خالتي خرجت من الأوضة بسرعة و هي شايلة ابنها و الخوف باين عليها.. فجأة بدأنا نسمع صوت صراخ أطفال صغيرة جاي من كل مكان ف الشقة !..
صوت الاطفال بقى ممزوج بصوت ناس كبيرة بتتخانق و بتصرخ ف وقت واحد..
و زي ما بدئت الأصوات من العدم فجأة، سكتت و عم الهدوء فجأة ...
المرايا لسه بتطلع دخان، و انا و خالتي واقفيت مكاننا مشلولين مش عارفين نتحرك..
ظهر صوت نقاش حاد بين راجل و ست، لكني مكنتش فاهمة هما بيقولوا ايه، كانوا بيتكلموا بلغة غريبة و بسرعة..
و قبل ما انطق بأي شيء لقيت كل الشبابيك بتتقفل و تتفتح بسرعة جنونية.. الزجاج بيتكسر و بيترمي ع الأرض..
ف الوقت ده كنا واقفين ان و خالتي مش قادرين نتحرك، و حتى لو قدرنا مش هنقدر نخرج لأننا كنا بدلنا هدومنا بهدوم البيت..
لكن الحاجة تبرر الوسيلة، ابن خالتي بدأ يعيط و كنا لازم نهرب.. رحنا ناحية الباب و حاولنا نفتحه.. لكن هيهات هيهات..
الباب كان كالمعتاد ف كل أفلام الرعب.. مقفول !
صوت صراخنا امتزج بصوت الصراخ اللي صادر من الشقة، خالتي كانت هتفقد الوعي ف اي لحظة من شدة الخوف..
مكنتش قادرة افتكر اي حاحةمن القرآن.. لفت انتباهي ان صورتنا ف المرايا مش موجودة !!
مكنش موجود غير انعكاس الدخان بس.. ظهر لنا من العدم روائح ابخرة و روائح بشعة اخترقت انوفنا مش عارفة جاية منين.. حسيت اننا خلاص هنموت من الاختناق..
خالتي بدئت تستسلم و تتشاهد، و اول ما نطقت الشهادة الباب اتفتح !..
خرجنا بسرعة و انا عمالين نبص ورانا، و قعدنا ف بنسيون لحد الصبح، تغاضينا عن نظرة الناس لنا عشان لبس البيت اللي كنا لابسينه..
و تاني يوم كلمنا صاحب الشقة و حكينا له ع اللي حصل، لكنه ضحك جدًا و قال لنا انه بيبات أحيانًا ف الشقة دي و مشفش حاجة قبل كدة..
و رحنا معاه للشقة، ملقناش اي زجاج مكسور ولا حاجة.. لمينا حاجتنا و إلى بيتنا و مدخلناش البيت ده تاني..
و صدقوني مش لاقيه تفسير منطقي للي حصل، هل كل اللي شوفناه ده مجرد وهم و مش موجود؟
انا مدخلتش الأوض اللي كان فيها المصحف و الصليب المرة التانية عشان أقول إنهم موجودين ولا لأ.. لكن هل للعائلة المغربية اللي سكنت البيت ده قبلنا دور ف اللي حصل لي انا و خالتي؟
هل كانوا بيعملوا حاجة بالأقنعة و الجماجم؟
هل التوابل الكتيرة اللي كانت ف المطبخ لها علاقة بالريحة البشعة اللي شمناها؟
و ايه حكاية المرايا اللي بتطلع دخان دي؟
عشرات الأسئلة مش لاقية لها إجابة، و معنديش استعداد ارجع تاني للشقة دي و أدور ع إجابة..
*تمت*
التعليقات على الموضوع